منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   الثقة في الله جنة (http://www.binybohair.com/vb/binybohair47532/)

مناار 06-12-2017 04:05 PM

الثقة في الله جنة
 
الثقة في الله جنة



الأشياء التي نراها مؤلِمةً موجِعة هي في الحقيقة امتحانٌ لإيماننا بالله.

يريد الله - سبحانه وتعالى - أن يرى منا ثباتَ المؤمنين الواثقين في رحمته، ويقينًا نُبرهِن به عن الطاعة والولاء لله - جل وعلا - واقتداء بالأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - نواجِه المِحنَ بهذه الآية الرقراقة الجميلة التي تتجلَّى فيها رحمة الله ورِفقه بعباده: ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 63].

المؤمن المحبّ لربه يعلم أن الأمور كلَّها بيد الله، فلا يخاف ولا يَسخَط ولا يَجزَع؛ بل يفزَع إلى الصلاة، ويعلم - وإن ضاقتْ عليه الدنيا بما رحُبتْ - أن الله سيفتح له أبوابَ الفرج من حيث لا يحتسب.

فلا بال يقلَق، ولا خاطر يتوجَّس خِيفة من المجهول، هو سلَّم الأمر لله وانتهت قضيَّته مع المخاوف، يمضي في دروب الحياة بقلبٍ واثِق من ربه، حتى لكأنه يرى ببصيرته المؤمنة من خلال المحن مِنحًا تتزيَّن وتَشرئبُّ متطلِّعة إليه فَرِحة مُهلِّلة، يردِّد دائمًا: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، فأنى لعسرٍ أن يغلِب يسرين، وقد تهلَّلا فرحًا وطربًا بقلب يعمُره اليقين والإيمان؟

المؤمن جبل شامخ لا تَزيده النوازل إلا رسوخًا وثباتًا، حتى لكأنه يَهمِس للزمن: إنما النصر صبرُ ساعة، هذا عندما تَنبُت نبتة الثقة في الله في النفوس، وتنمو وتترعرع، فتربِّي بداخلنا حسًّا مُرهفًا دائم الصِّلة بالله، يتطلَّع إلى السماء بتفاؤل وابتسامة مرسومة تُظلِّل مشاعره؛ لأنه يعلم أن بعد الليل فجرًا ساطعًا، وبَعد الفقر غنى، وبعد كل دمعة ابتسامة وفرحة، قلبه يرتوي من مَعين الآيات الكريمة، حتى لكأنه يرى نصر الله وراياته تَخفُقُ في الأفق، وتكبيرًا وتهليلاً تَهتزُّ له أركان الكون، يستمع بقلبه المُرهَف إلى كل المخلوقات تُهلِّل وتكبِّر وتحمَد الله وتسبِّحه، هو يعيش بإيمانه حرًّا أبيًّا لا يستكين ولا يلين، فالله يحب من يكون قويًّا بإيمانه، واثقًا بربه، لا تَهُزه الابتلاءات والامتحانات، كلها مراحل تقرِّبه من سعادته الأبدية، صبر ساعة وسيتحقَّق الوعد الموعود.

لا يَمَل ولا يَكل وهو يحمل هذا الخافق الدائم الاتصال بربه، يتسلَّح بإيمانه، بصلاته، بخشوعه، بدعائه، ببكائه وهو يناجي ربه، فأنى لصوارف الدهر أن تغلِب همَّتَه؟
همة سامقة شامخة؛ ترنو إلى الأفق، وتَشَمُّ عبيرَ سلفٍ عاشوا على خطى الحبيب، واقتدَوا بالرجال الذين علَّموا الدنيا أن الإيمان مدرسة، فيها يتخرَّج أساتذة الحياة الناجحون السائرون على درب مَن أنعم الله عليهم وبلَّغهم الدرجات العلى، أنى له أن ييْئَس ويفكِّر مِثلَ الذين حادت بهم عقولُهم الفارغة عن جادة الطريق فانتحروا؟ يَسخَر من هذه الأفكار التي تَسرَّبت إلى أمته الأبية، كيف ييئس من يَحمِل همَّ هذا الدين؟

كيف يحزن وربُّ الكون يحميه يُرشِده ويَهديه؟ إنه يؤمن إيمانًا راسخًا يَسري في عروقه سريان الدم أنه يؤدي رسالة هي من أعظم الرسالات.

إنها العبودية، إنه عبد لله؛ إن أُعطي شكر، وإن مُنِع صبر، ويعلم علم اليقين أن الله - جل جلاله - يختار له الأفضل والأصلح، وهو أرحم الراحمين.

حدِّث ولا حرَج عن ثقة المسلمين الأوائل بربِّهم، وارفع رأسك عاليًا، واهتف بها في دُجى الليالي وفي مُدلهمّات الأمور: أولئك آبائي وبهم أقتدي، وبرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي علَّمهم هذا اليقين الذي لا يتزعزع ولا تَزيده الابتلاءات والمِحن إلا ثباتًا وإيمانًا بنصر الله.

وكأني بك أيها المسلم الشامخ الأبي تَهتِف بها في أرجاء الدنيا، تُزلزِل بها أركان الخانعين المستسلمين الواهنين إذا ما لاح لك في أفقهم الضبابي المُكفهِر كلماتهم المُحبِطة المُثبِّطة، التي تزرع الشكَّ والخوف والركون إلى الذلِّ والهوان.

كأني بك تردِّد قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، اجعل هذه الآية الكريمة شعارَك في حلِّك وتَرحالك، ولا تجعل الهواجس أيًّا كانت تُحبِطك أو تزرع الشكَّ بداخلك؛ فإن هذا مُدمِّر قاتل.

وتذكَّر دائمًا أن الله - سبحانه - ينصرك متى ما نصرتَ دينَه، وأَعليتَ كلمة التوحيد، حقِّقها في ذاتك؛ كي تراها حقيقة على أرض الواقع، وأحسِن الظنَّ بالله دائمًا، وكلما رأيت الأمور تجري على عكس ما تشتهي، قل: عساه خيرًا.

جاء في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم :- ((يقول الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذَكَرني؛ فإن ذكرني في نفسه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر، تقرَّبت إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إلي ذراعًا، تقرَّبت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيتُه هرولة))؛ رواه البخاري ومسلم.

كن مسلمًا إيجابيًّا يبني ولا يَهدِم، يحبُّ الخير للكل، يرحَم الضعفاء، ويحنو عليهم، يعطي صورة جميلة عن دينه، يدعو الناس إلى العودة إلى الله بخُلُقه وأفعاله حتى بدون أن يتكلَّم، وهذه أفضل وسيلة للدعوة وأرسخ في أذهان وقلوب الناس.

دع أخلاقك تتحدَّث عنك، وتقول لهم: هذا هو الإسلام والإيمان حينما يسكُن القلوب، وهذا هو حبُّ الله حينما يُترجَم إلى أفعالِ خيرٍ لا تتوقَّف أبدًا، ثمار خير ستجنيها بحسن ظنِّك وثقتك بالله، اجعل حياتك كلها لله، ومع الله، وفي الله، وسترى كيف سيختفي الهمُّ والغم، إنها التجارة مع الله، عندما تُخلِص لله القول والعمل تكون أنت الرابح معنويًّا وماديًّا ودنيا وآخرة، سعادة وطمأنينة لا تنتهي إلا كي تبدأ بشكل آخر في جنات الفردوس، فما السعادة والفرح هنا إلا اسم لأحاسيس ومشاعر ستُدرِك حقيقتها عندما يمنحك الله شرفَ النظر إليه في جنات عدن؛ حيث قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].




سلطانةة 06-13-2017 06:55 AM

رد: الثقة في الله جنة
 
بارك الله فيك .
وجزاك ربي خير الجزاء ..
ووفقك الرحمن إلى ما يحبه ويرضاه ..

عبق الورد 06-14-2017 05:59 AM

رد: الثقة في الله جنة
 
جزاكم الله خير
ولاحرمكم الله الأجر

مناار 06-16-2017 11:20 PM

رد: الثقة في الله جنة
 
https://upload.3dlat.net/uploads/3dl...3899141085.gif

سوكراَ 06-17-2017 12:50 PM

رد: الثقة في الله جنة
 
يديكي العافيه منار
لاخلا ولاعدم يارب "


الساعة الآن 09:21 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75