التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
نفذ طلاب وطالبات ومنسوبات ابتدائية المرجبات والطفولة المبكرة افطار صائم بمسجد السوق بالفائجة
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله "محمد احمد علي ال مسفر القرني" (الصفا) بالمنطقة الشرقية والصلاة علية عصر اليوم بجامع الإسكان بالثقبة والدفن بمقبرة الثقبة (آخر رد :الرهيب)       :: نفذ طلاب وطالبات ومنسوبات ابتدائية المرجبات والطفولة المبكرة افطار صائم بمسجد السوق بالفائجة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: قسوة القلب _ الأسباب و العلاج (آخر رد :الرهيب)       :: كيف أقرأ *ختمتي التدبرية* ؟ (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " محمد احمد علي فيان آل مريّع " والصلاة عليه عصر اليوم في جامع الملك عبدالعزيز بالخرج والدفن بها (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ‏ 🔍 *ندعوكم لدورتنا القادمة في برنامج مهارات التجويد وتحسين التلاوة (١)* (آخر رد :الرهيب)       :: ارقام المفتيات في المملكة العربية السعودية لأمور النساء بإجازة علمية من لجنة الإفتاء : (آخر رد :الرهيب)       :: 10 معلومات عن رجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :نجمة السما)       :: خمس وعشرون عبادة مع القرآن (آخر رد :الرهيب)       :: مواعيد الزيارة في مستشفى ثريبان ونمرة العام في رمضان (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله والدة الاستاذ"محمد محسن محمد ال حمدي" والصلاة عليها عصر اليوم بمسجد السوق بالفائجة والدفن بمقبرة مشرف (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات

تكريم الإنسان

تكريم الإنسان التكريم لغة مصدر قولهم: كرمته أكرمه، وهو مأخوذ من مادة (ك ر م) التي تدل على معنيين: أحدهما: شرف الشيء في نفسه، أو شرف في خلق

Like Tree1Likes

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 11-17-2017, 03:17 PM   #1
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي تكريم الإنسان

تكريم الإنسان




التكريم لغة

مصدر قولهم: كرمته أكرمه، وهو مأخوذ من مادة (ك ر م) التي تدل على معنيين:
أحدهما: شرف الشيء في نفسه، أو شرف في خلق من الأخلاق، يقال: رجل كريم، ونبات كريم، وأكرم الرجل:
إذا أتى بأولاد كرام، واستكرم: اتخذ عرقا كريما. والكرم في الخلق: يقال: هو الصفح عن ذنب المذنب.




والآخر: الكرم، وهو القلادة، وسمي العنب كرما لأنه مجتمع الشعب، منظوم الحب «1» . ومن المعنى الأول أخذ تكريم الإنسان في معنى تشريفه وتعظيم شأنه.
وذكر الراغب الفضل والفضيلة من معاني الكرم، وأن من ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء:
... أرأيتك هذا الذي كرمت علي وفيها أيضا:
ولقد كرمنا بني آدم ... «2» .




وقال الجوهري: التكريم والإكرام بمعنى (واحد) ، والاسم منه الكرامة «3» . وجاء في القاموس:
يقال أكرمه وكرمه: عظمه ونزهه. والكريم: الصفوح، ورجل مكرام: مكرم للناس، وله علي كرامة أي عزازة




واستكرم الشيء: طلبه كريما، أو وجده كريما، وتكرم عنه وتكارم: تنزه. والمكروم، والمكرمة، والأكرومة: فعل الكرم، وكرم السحاب تكريما كثر ماؤه، والكريمان:


الحج والجهاد، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم «خير الناس مؤمن بين كريمين» قيل معناه: بين فرسين يغزو عليهما، أو بعيرين يستقى عليهما «4» ، وقال ابن الأثير معنى الحديث: بين أبوين مؤمنين، وقيل بين أب مؤمن هو أصله، وابن مؤمن هو فرعه، والكريم: هو الذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه، والتكرمة:




الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لإكرامه، وهي (على وزن) تفعلة من الكرامة «5» .


والمكارمة: أن تهدي لإنسان شيئا ليكافئك عليه، وهي مفاعلة من الكرم «6» .




أما الكريم فهو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ويقال: تكرم فلان عما يشينه: إذا تنزه وأكرم نفسه عن الشائنات، والمكرم المتكرم على كل أحد، والتكرم (أيضا) تكلف الكرم، قال: المتلمس:


تكرم لتعتاد الجميل، ولن ترى ... أخا كرم إلا بأن يتكرما وكريمة القوم، كريمهم وشريفهم، الهاء «7» فيه للمبالغة، وفي الحديث: إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه» «8» .




الكريم من أسماء المولى عز وجل وصفاته

قال الغزالي: الكريم: هو الذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى، ولا من أعطى، وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب وما استقصى، ولا يضيع من لاذبه والتجأ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلف فهو الكريم المطلق وذلك هو الله تعالى، فقط «1»




تكريم الإنسان اصطلاحا

قال القرطبي ما خلاصته: تكريم الإنسان هو ما جعله الله له من الشرف والفضل وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال «2» .
وقال الطبري: تكريم الإنسان (بني آدم) هو تسليط الله عز وجل إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيره سائر الخلق لهم «3»




وقال ابن كثير: تكريم الله للإنسان يتجلى في خلقه له على أحسن الهيئات وأكملها وفي أن جعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية «4» .




وقال أبو حيان: تكريم بني آدم: جعلهم ذوي كرم بمعنى الشرف والمحاسن الجمة، كما تقول: ثوب كريم وفرس كريم أي جامع للمحاسن وليس من كرم المال (في شيء) .




وقال- رحمه الله- وما جاء عن أهل التفسير من تكريمهم وتفضيلهم بأشياء ذكروها هو على سبيل التمثيل لا الحصر في ذلك «5» .




أنواع التكريم

للتكريم أنواع عديدة يمكن تلخيصها في أمور ثلاثة هي: تكريم الله للإنسان، وتكريم الإنسان لنفسه، وتكريم الإنسان لأخيه الإنسان






أولا: تكريم الله للإنسان

لتكريم الله للإنسان صور عديدة لا يمكن إحصاؤها نذكر منها مايلي:- 1- اختص الله الإنسان بأن خلقه بيديه إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (ص/ 71- 74) . ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون (السجدة/ 9) . وهذا يدل على علو مكانة الروح التي حلت في الإنسان وأن لها منزلة سامية، وكرمه بذلك الاستقبال الفخم الذي استقبله به الوجود، وبذلك الموكب الذي تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جل شأنه تكريم هذا الإنسان، بقوله عز من قائل: ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (الأعراف/ 11) .



2- الصورة الحسنة، مصداق ذلك قوله تعالى وصوركم فأحسن صوركم* (التغابن/ 3) . والقامة المعتدلة، كما قال عز وجل لقد خلقنا الإنسان فأحسن تقويم (التين/ 4) «1» . والأكل باليدين والعمل بهما، وذلك لا يستطيعه غالب الحيوان.




وتكريم الله للإنسان بهدايته هداية عامة بما جعل فيه بالفطرة، من المعرفة وأسباب العلم.. ففي كل أحد ما يقتضي معرفته بالحق ومحبته له، وقد هداه ربه إلى أنواع من العلم يمكنه أن يتوصل بها إلى سعادة الدنيا والآخرة، وجعل في فطرته محبة لذلك مصداق ذلك قوله تعالى خلق الإنسان* علمه البيان (الرحمن/ 3- 4) ، وقوله تعالى وهديناه النجدين (البلد/ 10) (والنجدان هما الخير والشر) «2» .




4- ومنحه العقل والنطق والتمييز (لأن الإنسان يمكنه أن يعرف غيره كل ما عرفه) بخلاف سائر الحيوان، كما قال عز وجل الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان (الرحمن/ 1- 4) .


وبهذا تمكن الإنسان من معرفة الخط (الكتابة) إذ به يقدر الإنسان على إيداع العلوم التي استنبطها هو أو غيره الدفاتر فتبقى على وجه الأرض مصونة من الاندراس، محفوظة عن الانطماس، مصداق ذلك قوله سبحانه اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم (العلق/ 3، 4) .





وبذلك كرم الله الإنسان بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة. وكرمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته فاستأهل بها الخلافة في الأرض.


تكريم الله للإنسان بتسخير ما في السماء والأرض:





5- بعد أن خلق الله الإنسان أكرمه بالنعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى لقوله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (إبراهيم/ 34) ، ومن هذه النعم تسخير ما في السماء الأرض ليرزقه بها، وهو القائل: وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين (الأنبياء/ 16) ، وقد سأل الله عز وجل الإنسان عن ذلك بقوله تعالى: هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض (فاطر/ 3) «3» ، وقوله: قل من يرزقكم من السماء والأرض (يونس/ 31) . ومن هذه النعم إنزال الله الماء من السماء وخلق منه كل شيء حي لقوله تعالى:




وجعلنا من الماء كل شيء حي (الأنبياء/ 30) ، وقوله تعالى:




ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض (الزمر/ 21) ، وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم (البقرة/ 22) .




لقد سخر الله عز وجل للإنسان- تكريما له- ملكوت السموات بما تشتمل عليه من نجوم وشموس وأقمار وجعل في نظامها البديع ما ينفع الإنسان من تعاقب الليل والنهار واختلاف في الفصول ودرجات الحرارة ونحو ذلك، قال تعالى:




وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (النحل/ 12) ، وقال تعالى: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الجاثية/ 13) .





والمراد بهذا التسخير هو تمكين الله- عز وجل- الإنسان من أن يستخدميما خلقه الله في تطبيقات عملية نافعة له في مجالات حياته المختلفة دون ثمن يدفعه مقابل ذلك، مثل استخدامه لضياء الشمس ودفئها، ومعرفته السنين والحساب بدوران هذه الأفلاك حول نفسها من ناحية وحول بعضها من ناحية أخري، قال تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (يس/ 40) ، وقال تعالى:


هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب (يونس/ 5) ، وبمنازل القمر قدر سبحانه وتعالى الأيام والشهور التي يحسب بها عمر الإنسان على الأرض، فقال عز وجل:


ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون (غافر/ 67) ، وقدر بها فصول السنة التي تحكم محاصيله الزراعية وأمورا عديدة أخرى تعينه على حياته فقال عز من قائل: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (الإسراء/ 12) ، وخلق الله عز وجل النجوم والكواكب وأشار إلى عظمتها بقوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (الواقعة/ 75- 76) ، فكانت مواقع النجوم هي وسيلة الإنسان التي يهتدي بها إلى الاتجاهات المختلفة لقوله تعالى: وعلامات وبالنجم هم يهتدون (النحل/ 16) . وبها نحدد جهة القبلة، وهذه كلها نعم في السماء خلقها الله وسخرها للإنسان تكريما له.


6- وكرم الله الإنسان بتفضيله على كثير من خلقه فقال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا (الإسراء/ 70) وكرم الله بني الإنسان بتسليطهم على ما في الأرض وتسخيره لهم بقوله عز وجل: والأرض وضعها للأنام (الرحمن/ 10) .




وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم (البقرة/ 22) .


وحملهم في البر والبحر ورزقهم من كل غذاء نباتي أو حيواني ألطفه وألذه، لقوله تعالى لهم: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا (البقرة/ 29) .




7- ومن التكريم تحميل الإنسان الأمانة ونفي الجبر عنه وإعطاؤه الحرية كاملة، قال تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (الأحزاب/ 72) ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم/ 39) ، كل امرئ بما كسب رهين (الطور/ 21) .





وبهذا تحمل الإنسان مسئوليته عن نفسه كأمانة وهو مسئول عنها، ويكمن فيها عنصر التكليف بحمايتها وصيانتها وتكريمها كفرد وأسرة ومجتمع. وبهذا التكريم يكون الإنسان قيما على نفسه، محتملا تبعة اتجاهه وعمله، وهذه هي الصفة الأولى التي كان بها الإنسان إنسانا: حرية الاتجاه، وفردية التبعة، وبهذه الحرية استخلف في دار العمل، ومن العدل أن يلقى جزاء اتجاهه وثمرة عمله في دار الحساب.




تكريم الله للإنسان بمحبته له وهدايته إياه بإرسال الرسل- عليهم الصلاة والسلام





8- من أجل مظاهر التكريم من المولى للإنسانأن أرسل الرسل لهداية الخلق ودعاهم لما يحييهم وضمن لهم الفوز في الدنيا والآخرة، وجعل خاتمهم محمدا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (الأنفال/ 24) ، فكان من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان تكريما له نعمة الإسلام ونعمة الإيمان ونعمة الإحسان، وأن هدانا الله إليها، فقال عز من قائل: فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (طه/ 123) ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله (الأعراف/ 43) .





وأرسل لنا خاتم الأنبياء والمرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم برسالته العالمية لتكريم البشر جميعا، فقال تعالى: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف/ 158) ، وقال عز من قائل: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا (سبأ/ 28) .





وقال عز وجل: قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين* يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (المائدة/ 15- 16) ، ومن مظاهر هذا التكريم حصر مظاهر شرف الإنسان في العبودية لله وحده، وتحريره من عبادة الأصنام والأوثان والبشر، ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت (النحل/ 36) .



ومن ذلك جعل التقوى هي المعيار الأساسي الذي يتفاضل به بنو البشر وليس الجنس أو اللون أو المال ونحو ذلك، يقول الله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات/ 13) .


حب الله للإنسان وذكره في الملأ الأعلى


9- ومن أروع مظاهر تكريم المولى سبحانه للإنسان، أن جعله أهلا لحبه ورضاه، وأرشده في القرآن الكريم إلى ما يجعله خليقا بهذا الحب، وأول ذلك اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما دعا الناس إليه كي يحيوا حياة طيبة في الدنيا ويظفروا بالنعيم المقيم في الآخرة، فقال عز من قائل قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، وقد أشار المولى إلى ثمرة هذا الاتباع وما أحلاها من ثمرة، ألا وهي التمتع بخيري الدنيا والآخرة، مصداق ذلك قوله تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (النحل/ 97) ومن تلك المظاهر التي يحيا بها البشر، وينعم بها المجتمع الإنساني، وتجلب رضا الله وحبه ما نصت عليه الآيات الكريمة التي أعلنت هذا الحب الإلهي بكل وضوح:




(1) للمحسنين، وذلك قوله تعالى: إن الله يحب المحسنين (البقرة/ 195) . وقد ورد إعلان هذا الحب في أربعة مواضع أخرى من الذكر الحكيم «1» .


(2) للمتقين، وذلك قوله عز وجل: فإن الله يحب المتقين (آل عمران/ 76) ، وجاء مثل ذلك في موضعين آخرين من القرآن الكريم «2» .


(3) للمقسطين، وذلك في قوله سبحانه: إن الله يحب المقسطين (المائدة/ 42) ، وجاء إعلان هذا الحب لأهل العدل والإنصاف في موضعين آخرين «3» .


(4) للمتطهرين وذلك كما في قوله سبحانه ويحب المتطهرين (البقرة/ 222) ، وقوله عز منقائل والله يحب المطهرين (التوبة/ 108) .


(5) للصابرين، وذلك قوله سبحانه والله يحب الصابرين (آل عمران/ 146) .


(6) للمتوكلين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى إن الله يحب المتوكلين (آل عمران/ 159) .


(7) للتوابين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى إن الله يحب التوابين (البقرة/ 222) .


(8) للمجاهدين المتوحدي الصفوف، وذلك كما في قوله تعالى إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (الصف/ 4) «1» .




أما ذكره سبحانه للإنسان في الملأ الأعلى فقد جاء في القرآن الكريم في قوله عز من قائل فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون (البقرة/ 152) ، كما جاء ذلك في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأهم خير منهم، وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة «2» » «3» .


معية الله للإنسان

10- ومن أجل مظاهر تكريمه عز وجل للإنسان تقريبه منه ومعيته له ويتجلى هذا القرب في قوله تعالى:
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان (البقرة/ 186) ، أما معيته سبحانه فإنها تتحقق في مظاهر عديدة منها:
أ- معية المراقبة، وذلك كما في قوله تعالى:
وهو معكم أين ما كنتم (الحديد/ 4) ، وقوله سبحانه (لبني إسرائيل) وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل (المائدة/ 12) .
ب- معية النصرة والتأييد والهداية وذلك كما جاء على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام كلا إن معي ربي سيهدين (الشعراء/ 62) ، وكقوله سبحانه لموسى وهارون إنني معكما أسمع وأرى (طه/ 46) ، وكما جاء على لسان الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، في قوله تعالى لا تحزن إن الله معنا (التوبة/ 40) .
وهذه المعية ليست قاصرة على الأنبياء وحدهم وإنما تشمل المؤمنين الطائعين أيضا، مصداق ذلك قوله تعالى للمؤمنين وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم (محمد/ 35) .


ج- معية التوفيق والمحبة، وقد جعلها الله تعالى للمتقين والصابرين وأهل الإحسان فقال عز وجل واعلموا أن الله مع المتقين* (البقرة/ 194) (ومثلها في التوبة/ 36، 123) ، وقال عز من قائل يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (البقرة/ 153) (ومثل ذلك في البقرة/ 249، والأنفال/ 36) ، أما معية الله للمحسنين فقد أثبتها الذكر الحكيم في موضعين: قولهعز وجل (في النحل/ 128) : إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقوله سبحانه: إن الله لمع المحسنين (العنكبوت/ 69) .


حفظ الإنسان ورعايته

11- ومن مظاهر تكريم الإنسان أن يحظى برعاية الله عز وجل وحفظه من السوء، قال تعالى:
وإن عليكم لحافظين (الانفطار/ 1) ، وسخر له الملائكة لحفظه، قال تعالى: إن كل نفس لما عليها حافظ (الطارق/ 4) ،


وحفظه من وساوس وإغواء الشيطان بتمكينه من الاستعاذة برب العالمين ليحميه من كيد هذا الشيطان الرجيم، يقول الله تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (فصلت/ 36) ، وعلمنا ربنا كيف نستعيذ به من الشيطان ومن كل شر في المعوذتين: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس «1» .
ومن تكريم الله عز وجل للإنسان المسلم أن جعل في القرآن شفاء لعلل النفس والجسد وجعله بصائر للناس، فقال تعالى:


هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون «2» ، وتتضمن هذه البصائر القرآنية حقوق الإنسان الشرعية العامة والخاصة وتجعلهم يقفون على ما لهم ويعرفون ما عليهم، فيؤدون الواجبات المتعلقة بالنفس وبالغير، وقبل ذلك وبعده ما يجب عليهم من عبادة الواحد القهار فيحفظون بذلك دينهم وأنفسهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم، كما أرشد القرآن إلى مكارم الأخلاق وحث عليها، يقول الله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين (الإسراء/ 9) .


12- تحريم دم الإنسان وماله وعرضه وتشديد النكير وتغليظ العقوبة على من يفعل ذلك يقول الله عز وجل:



من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (المائدة/ 32) .
وسن الله عز وجل الشرائع السماوية العادلة الرادعة لحماية هذه النفس الإنسانية لقوله عز وجل: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون (البقرة/ 179) .
13- ومن تكريم الإنسان في الإسلام إعطاء حق المساواة لكل فرد مع الاخرين، فلا يتفاضل أحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات/ 13) ، وبهذا الحق يتساوى الناس جميعا في تطبيق أحكام الشرع الحنيف، ويحصلون جميعا على فرص متكافئة في العمل والتعليم والعلاج ونحو ذلك، لا فرق بين غني وفقير وشريف ووضيع، وقوي وضعيف، وعربي وعجمي، وفي ظل مجتمع المساواة يسود الإنصاف وتعم العدالة وتنتشر الألفة، ويتلاشى الكبر، ولا أدل على ذلك من هذا التطبيق العملي المتمثل في فرائض الصلاة والصيام والحج حيث يقف المصلون والصائمون والحجاج جميعا أمام الله سواء.
14- وأخيرا يأتي التكريم الأعظم في الاخرة بما أعده الله للطائعين من الكرامة في دار المقام حيث يدخلهم الجنة يتمتعون فيها بنضرة النعيم ويحظون بالرضوان والفضل العظيم، وقال تعالى: وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوانمن الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم (التوبة/ 72) .




j;vdl hgYkshk

عبق الورد likes this.



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:18 PM   #2
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان



ثانيا: تكريم الإنسان لنفسه

أ- بالعلم والمعرفة

1- إن الإنسان إذا علم أنه مكرم من الله عز وجل، وأن من تكريم الله له قربه منه ومعيته له فإن أبسط مظاهر تكريمه لنفسه أن يعمل عقله وقلبه وجوارحه بأن يتفكر ويتأمل ويتدبر في ملكوت الله عز وجل ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، فمتى ما تعلم المرء كيف يقرأ باسم ربه الكريم كرم فكره وقلبه بمعرفة الله عز وجل- في كل شيء يراه، قال تعالى: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب (الزمر/ 9) .


ومتى ما أقبل الإنسان بفكره وقلبه على الله بإخلاص ونية حسنة أقبل الله عليه وزاده نورا على نور وهداه إلى سبل الخير والتقوى وفقهه في الدين، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» «1» . فالإنسان يكرم نفسه بالعلم والمعرفة حتى يكون أهلا لتكريم الله له، ومن يفعل ذلك وهو مؤمن بالله فيقدم عملا فكريا أو ثقافيا، أو اكتشافا علميا يثري به الحياة، يلق من الناس التكريم والثناء العطر ومن الله عز وجل عظيم الجزاء في الدنيا والآخرة.


- تكريم الإنسان نفسه بالعبادة والطاعة
من تكريم الإنسان نفسه أن يزكيها بالعبادة ويطهرها بالطاعة، وذلك دون تطرف أو غلو، ذلك أن التيسير والرفق بالنفس من الأمور التي دعانا إليها القرآن وحثنا على اتباعها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ...
(النساء/ 171) ، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق» «2» ، وإذا فعلنا ذلك كنا أهلا لمعية الله عز وجل، ويكون ذلك بالتقوى والإحسان والصبر وغيرها من مظاهر الطاعة، وهذه المعية تجعل الإنسان موقنا بأن الله عز وجل رقيب عليه مطلع على سره وعلانيته ومن ثم فعليه العمل بموجب ذلك أي بغاية الإخلاص والحياء والخوف والخشية وأن يعبد الله بأقواله وأفعاله كأنه يراه، وإذا علم أن معية النصر والتأييد لا تكون إلا للرسل وأهل الإيمان، فلا شك أن من تكريمه لنفسه أن يجعلها من أهل هذا الإيمان، ولما كانت هذه المعية الإيمانية تتأكد من خلال التوفيق والمحبة وأن لها شروطها التي اقترنت بها، فإن الإنسان (المسلم) لابد أن يكرم نفسه بأن يجعلها ممن تنطبق عليه شروط هذه المعية من التقوى والصبر والإحسان.


أما التقوى وهي الصفة الأولى التي اقترنت بها المعية فالمراد بها العبادة مطلقا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «واسم التقوى» إذا أفرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور، ونقل عن ابن حبيب قوله: «التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عذاب الله» «3» .
فالتقوى التي تقتضي المعية هنا تشمل الطاعات بأسرها وأنواع العبادة بكاملها من صلاة وصوم وحج وغيرها، وقوله على نور من الله تقتضي التبصر والتفكر والتدبر، وهذا يؤدي إلى العلم والحكمة والمعرفة، أمارجاء رحمة الله فإنه يشمل الرجاء والرغبة فيما عند الله عز وجل.
وإذا انتقلنا إلى الصفة الثانية التي اقترنت بالمعية فهي الصبر والصبر يشمل: صبر على الطاعة وصبر عن المعصية، وصبر على أقدار الله «1» .
وأما الصفة الثالثة التي نص القرآن على اقترانها بالمعية فهي الإحسان، وركنه هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والإحسان بمعناه الشامل الذي يتضمن إحسان العمل مثل الفضل، وكظم الغيظ والإنفاق في سبيل الله، والتصدق والزكاة ونحوها، والإخلاص التام في كل ذلك «2» .


من أعمال البر والتقوى، فكلها أعمال يقوم بها الإنسان ابتغاء الحسنات من الله- عز وجل- ومرضاته تعالى.
أما أجل مظاهر تكريم الإنسان لنفسه فهو جعلها أهلا لحب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك بالإيمان بالله أولا، ثم باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيا، ثم بالاستمرار في هذه الأمور الثلاثة:
التقوى والإحسان والصبر من ناحية، والعدل والقسط والتطهر والتوكل والتوبة والجهاد «3» من ناحية ثانية، أما الأمر الثالث الذي يكرم الإنسان به نفسه ويجعلها أهلا للمعية والقرب من الله عز وجل فهو الذكر والدعاء ونحوهما من الاستغفار والاستعانة والحمد والشكر والثناء، قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب (الرعد/ 28) ، ولا يوجد أعظم من هذه الطمأنينة، وتلك السكينة اللتين تمثلان غاية السعادة الإنسانية، وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خير من يقتدى به في هذا المجال حيث كان يصبح ذاكرا ويظل ذاكرا حتى يمسي، وكان بذلك الذكر في معية مولاه.


ج- تكريم الإنسان نفسه بالحفظ والصيانة والتزكية

على الإنسان الذي يكرم نفسه أن يحفظ هذه النفس التي حرمها الله تعالى بالعفة والتطهر، وأن يصونها عن كل ما يدنسها أو يشينها من الموبقات المهلكة مثل الزنا واللواط والخمر والميسر، ونحو ذلك مما يذل النفس وينتقص من كرامتها وعزتها، ناهيك عما يؤذي الجسد والعقل من المخدرات وما في حكمها، إن الإنسان بذلك يجعل نفسه في فريق السعداء في الدنيا والآخرة. قال تعالى: قد أفلح «4» من زكاها* وقد خاب من دساها (الشمس/ 9- 10) ، المعنى كما يقول ابن تيمية- رحمه الله-: «قد أفلح من كبرها وأعلاها بالطاعة، وخسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله- عز وجل-، فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير أشرف شيء وأكبره، وأزكاه وأعلاه، ويكون ذلك بالإيمان بآيات الله وسننه الكونية وآياته العلمية، فبالتفكر والتدبر لهذه الآيات، وبالفهم والتعقل لآيات القرآن تزكو النفس وتسمو وتعلو على مدارج هذه الكمالات حتى تكون مع الأبرار «5» ، وقد صدق الله العظيم إذ قال: إن الأبرار لفي نعيم* على الأرائك ينظرون* تعرف فيوجوههم نضرة النعيم (المطففين/ 22- 24) .


د- الأخذ بالأسباب

على المرء إذا أراد أن يكرم نفسه أن يصونها عن ذل سؤال الخلق، ولا يتأتى له ذلك إلا إذا سعى في طلب الرزق موقنا أن الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين وأنه المتكفل بذلك مصداقا لقوله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون* فو رب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (الذاريات/ 22- 23) ، وإذا فعل ذلك فإن عليه أن يرضى بما قسم الله له من الرزق الحلال، فإذا سعى وكدح ورزق ما قدر الله له أن يرزقه ورضي بذلك انكسرت حواجز الشك والقلق، وتخلص من وساوس الشيطان وحب التكاثر من أجل استهلاك زائف في دنيا فانية، وأنه لابد ملاق ربه يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه (الانشقاق/ 6) ، بذلك فقط تصبح نفسه عزيزة بإيمانها، قوية بعزتها، لا تغرها الدنيا ولا يعميها الطمع حيث آمنت بقوله تعالى: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد (الحديد/ 20) «1» ، واعتقدت بأن النجاح والرزق بيد الله عز وجل، يقول سبحانه:
ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب إلى قوله تعالى إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا (الطلاق/ 2- 3) ، وقال عز وجل:
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا* ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا (الطلاق/ 4- 5) .


إن الارتباط بين التقوى والتوكل وقضاء الله وقدره من ناحية وبين الرزق من ناحية أخرى كفيل أن يحرر الإنسان من الخوف من فقدان الرزق، ذلك أن الرزق قد تكفل به المولى عز وجل في قوله تعالى:
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها (هود/ 6) ، وليس على الإنسان إلا أن يأخذ بالأسباب التي أجملتها الاية الكريمة: إياك نعبد وإياك نستعين ويعتقد جازما أن الله وحده صاحب الفضل في توفير هذا الرزق له وتأمينه من الخوف أيا كان نوعه من مرض أو جوع أو عدو أو نحو ذلك، ولا مهرب من ذلك كله إلا بالفرار إلى الله عز وجل، قال تعالى:
ففروا إلى الله (الذاريات/ 50) .
إن الإنسان الذي يكرم نفسه حقا هو الذي لا ينسى نصيبه من الدنيا ولكنه في الوقت نفسه لا ينسى نصيبه من الاخرة، فالاخرة كما قال تعالى: خير وأبقى (الأعلى/ 16) ، وتحصيل نصيب الاخرة يكون بالإنفاق وإخراج الزكاة والمواساة وإغاثة الملهوف ونحو ذلك، يقول الله تبارك وتعالى: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا (القصص/ 77) .
والخلاصة أن الإنسان الذي يكرم نفسه هو الذي يستحق التكريم من الله عز وجل ومن الناس، وتكريم النفس يكون بإعمال قواها العقلية بالتفكر والتدبر والتأمل، وقواها القلبية بالحب والتذكر والإيمان، وقواها البدنية بالسعي للرزق وبالعبادة والعمل الصالح، إذ هما وسيلة العبد إلى التقرب منه سبحانه، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهوابتغوا إليه الوسيلة (المائدة/ 35) ، كل ذلك تزكية للنفس وسمو بها وقد قال تعالى: قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها (الشمس/ 9- 10) .


ثالثا: تكريم الإنسان لأخيه الإنسان

نص القرآن الكريم في مواضع عديدة على تكريم الإنسان للإنسان بوجه عام، وجاءت السنة المطهرة مؤيدة ومبينة هذا التكريم الذي يشمل الأناسي جميعا، والله عز وجل القائل: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (الأحزاب/ 21) واصفا إياه عليه الصلاة والسلام وإنك لعلى خلق عظيم (القلم/ 4) .
فشمل ذلك التكريم الرجل والمرأة، الصغير والكبير، الغني والفقير، المريض والسليم، المسافر والمقيم، القريب والبعيد، الحي والميت، وغير ذلك مما يشمله لفظ «إنسان» أو آدمي، إلا أن القرآن والسنة قد أكدا في غير موضع على أنواع خاصة من التكريم لأنواع خاصة من الناس، اهتماما بها وتذكيرا بما لها من حقوق على المجتمع الإنساني.
وعلى رأس قائمة الذين ينبغي تكريمهم ورعايتهم الوالدين الذين جعل الله الإحسان إليهما تاليا لعبادته عز وجل مما يدل على عظيم شأن البر بهما وتكريمهما يقول الله تبارك: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا (الإسراء/ 23) .
ويتسع نطاق هذا التكريم ليشمل ذوي الأرحام الذين قال الله فيهم: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله (الأحزاب/ 6) ، وقال عز وجل:






نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:19 PM   #3
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا (النساء/ 36) .
ومن هذا المنطلق الرحيم ينطلق الإنسان في تكريم أخيه الإنسان بالإحسان إليه، وحسن الظن به، وحسن معاملته، والتعامل معه بالرقة والشفقة والتسامح، والتواصي بالحق وبالمرحمة مصداقا لقوله تعالى:
ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (البلد/ 17) ، وفي دائرة التواصي بالحق تدخل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي دائرة المرحمة يدخل الفضل والتناصر والتعاون على البر والتقوى، وبهذه الأمور يتحقق تكريم الإنسان لأخيه الإنسان في أروع صوره وأبهى حلله وما ذلك إلا لأن مبنى حقوق الإنسان التي أمرنا أن نتواصى بها قائمة على أن الإنسان مكرم لتكريم الله تعالى له، ومنحه إياه ذلك، وذلك التكريم يرتبط بعبودية الإنسان لربه وإيمانه به «1» .
وبهذا الرباط الإيماني يعد المسلمون جميعا إخوة في الدين، قال تعالى: إنما المؤمنون إخوة (الحجرات/ 10) ، وهذه الرابطة الإيمانية تفرض على كل منهم الالتزام بعدل الإسلام وسماحته، والبر بالناس جميعا حتى ولو خالفونا في الرأي أو العقيدة ويقول الله تعالى: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى (المائدة/ 8) .
إن حقوق الإنسان مرتبطة بأداء ما عليه من واجب، وبقدر ما يلتزم من مسئولية إزاء حقوق الاخرين، وقد جعل الإسلام للحرية الشخصيةحدودا لا ينبغي تجاوزها تلك حدود الله فلا تعتدوها (البقرة/ 229) ، وقال عز وجل: إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (الشورى/ 42) ، وبهذا فإن الحرية الإسلامية ليست اتباعا للهوى أو جريا وراء الشهوات وتحقيق المكاسب المادية بالحق أو بالباطل، يقول الله تبارك وتعالى: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله (القصص/ 50) ، وقال عز وجل: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (الكهف/ 28) ، بل على العكس من ذلك على الإنسان أن يتبع شريعة الله الحاكمة، قال تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون (الأعراف/ 3) ، وكما نهى الإسلام الإنسان عن أن يتبع هواه في الحكم على حقوق الاخرين فإنه نهي أيضا عن اتباع هوى الغير من الضالين المضلين، قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون* أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (المائدة/ 49- 50) .
تكريم المرأة

لقد اتخذ تكريم المرأة في الإسلام صورا عديدة ومظاهر متنوعة منها على سبيل المثال:
1- ضرورة المحافظة على حياتها، وقد جاء ذلك عندما نعى القرآن الكريم على عرب الجاهلية ما كانوا يقدمون عليه من وأدهن «1» .
يقول تعالى: وإذا الموؤدة سئلت* بأي ذنب قتلت (التكوير/ 8- 9) ، وقد وسم القرآن الكريم هؤلاء الجاهلين بسوء حكمهم وخطأ تقديرهم عند ما كانوا يشعرون بالهوان ويتوارون من الخجل عندما يرزق أحدهم بالبنت فقال عز من قائل: وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون (النحل/ 58- 59) ، ويستنكر إليه مثل هذا التصرف بقوله تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم (الأنعام/ 140) .
2- إعطاؤها الحق كاملا في ممارسة العبادة والحصول على الأجر العظيم والمغفرة من الله عز وجل إن هي فعلت ما أمر الله تبارك وتعالى به، مصداق ذلك قوله تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما (الأحزاب/ 35) .
3- يسر الإسلام السبيل أمام المرأة لتتفرغ لأجل مهمة في الحياة وهي حفظ النسل والقيام عليه بالرعاية والتعليم والتربية والتهذيب وهي كما قال الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات ... إذا سقيت بماء المكرماتتقوم إذا تعهدها المربي ... على ساق الفضيلة مثمرات ولم أر للخلائق من محل ... يهذبها كحضن الأمهات «1»
وحتى تستطيع الأم القيام بهذه المهمة فلا بد من أن يتهيأ لها من يكفل أمر القيام بمعاشها والسعي على رزقها ورعاية مصالحها، ولذلك فقد ارتبطت قوامة الرجال على أمور الأسرة بدرجة الرجولة وبالإنفاق، قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم (النساء/ 34) .
4- حق المعاشرة بالمعروف أو المفارقة بالمعروف، يقول الله تعالى: وعاشروهن بالمعروف (النساء/ 19) ، وقال عز وجل: فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف (الطلاق/ 2) .
5- جعل الإسلام للمرأة نصيبا مفروضا في تركة الرجل سواء أكانت هذه المرأة أما أو ابنة أو زوجا أو أختا، وضمن لها بذلك الحق في الحياة الحرة الكريمة في حياة أهلها أو بعد رحيلهم.
تكريم الأقليات في المجتمع الإسلامي

لقد قضى الإسلام قضاء مبرما على كافة أنواع التمييز العنصري القائم على اختلاف اللون أو الجنس، فالأبيض كالأسود والعربي كالعجمي لا يتفاضلون ولا يتمايزون إلا بالتقوى والعمل الصالح، فأكرم الناس أتقاهم كما جاء في الآية الكريمة يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات/ 13) .
أما غير المسلم فإنه يعيش مكرما لا يجوز لأحد أن ينتقصه أو ينتهك عرضه أو ماله أو دمه، أو يجبره على ما يكره، قال تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (البقرة/ 256) ، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم حاثا على استقرار وتلاحم المجتمع بكافة عناصره:
«من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما» «2» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهدا أو انتقص منه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» «3» .
ومن مظاهر التكريم نهي الإسلام عن التعذيب سواء كان المعذب مسلما أو ذميا، روى عروة ابن الزبير أن هشام بن حكيم وجد رجلا وهو (وال) على حمص يشمس ناسا من القبط في أداء الجزية، فقال: ما هذا؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» «4» .
ولو لم يعرف هشام أن هذا الوعيد يشمل المعذبين من أهل الذمة كما يشمل المسلمين لما ذكر به الوالي الذي كان يقوم- عن جهل بقواعد الإسلام السمحة- بتعذيب بعض القبط.
[للاستزادة: انظر صفات: الإنصاف- الألفة- بر الوالدين- حسن العشرة- حسن الخلق- حسن المعاملة- صلة الرحم- عيادة المريض- كفالة اليتيم التعاون على البر والتقوى- المواساة- المروءة.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الأذى- الإساءة- الاستهزاء- السخرية- العدوان- عقوق الوالدين- قطيعة الرحم- نكران الجميل- القسوة- الجحود- سوء المعاملة] .
الآيات الواردة في «تكريم الإنسان»

تكريم الإنسان على كثير مما خلق الله تعالى

1-* ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا (70) «1»
2- فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن (15) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن (16) كلا بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضون على طعام المسكين (18) وتأكلون التراث أكلا لما (19) وتحبون المال حبا جما (20) «2»
تكريم الإنسان في الآخرة

3- إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما (31) «3»
4- إني آمنت بربكم فاسمعون (25) قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين (27) «4»
تكريم الإنسان على إبليس

5- وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا (نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة) قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا (62) «5»
الآيات الواردة في «تكريم الإنسان» معنى



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:20 PM   #4
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

أولا: تسخير ما في الكون له

6- يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22) «6»
7- هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29) «7»
8-* إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون (95)فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (96) وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون (97) «1»
9-* وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (141) ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (142) «2»
10- الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون (2) وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (3) وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (4) «3»
11- الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار (32) وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار (33) وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار (34) «4»
12- خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين (4) والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون (5) ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون (6) وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم (7) والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون (8)وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين (9) هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون (10) ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (11) وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (12) وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون (13) وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (14) وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون (15) وعلامات وبالنجم هم يهتدون (16) أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (17) وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم (18) «1»

13- والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون (65) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين (66) ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون (67) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (69) والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير (70) والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون (71) والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون (72) «2»
14- والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكمسرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون (81) «1»
15- ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما (66) «2»
16- والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون (36) لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين (37) «3»
17- ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم (65) «4»
18- وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون (18) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون (19) وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (20) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون (21) وعليها وعلى الفلك تحملون (22) «5»
19- أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون (60) أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون (نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون (62) أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون (63) أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (64) «6»
20- ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون (نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة) الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم (62)ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون (63) «1»
21- ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (24) «2»
22- ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير (20) «3»
23- ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير (29) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير (30) ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور (31) «4»
24- وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير (13) «5»
25- أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون (71) وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72) ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون (73) «6»
26- خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار (5) خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون (6) «7»
27- الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (79)ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80) ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون (81) «1»
28- ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم (9) الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون (10) والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون (11) والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون (12) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (13) وإنا إلى ربنا لمنقلبون (14) «2»
29-* الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12) وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13) «3»
30- ألم نجعل الأرض مهادا (6) والجبال أوتادا (7) وخلقناكم أزواجا (8) وجعلنا نومكم سباتا (9) وجعلنا الليل لباسا (10) وجعلنا النهار معاشا (11) وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12) وجعلنا سراجا وهاجا (13) وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا (14) لنخرج به حبا ونباتا (15) وجنات ألفافا (16) «4»

31- أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (27) رفع سمكها فسواها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29) والأرض بعد ذلك دحاها (30) أخرج منها ماءها ومرعاها (31) والجبال أرساها (32) متاعا لكم ولأنعامكم (33) «5»
32- فلينظر الإنسان إلى طعامه (24) أنا صببنا الماء صبا (25) ثم شققنا الأرض شقا (26) فأنبتنا فيها حبا (27) وعنبا وقضبا (28) وزيتونا ونخلا (29) وحدائق غلبا (30) وفاكهة وأبا (31) متاعا لكم ولأنعامكم (32) «6»
ثانيا: خلق الإنسان في أحسن تقويم

33- الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (11) ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14) «1»
34- ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم (6) الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين (7) ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (8) ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون (9) «2»
35- وإن إلياس لمن المرسلين (123) إذ قال لقومه ألا تتقون (124) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين (125) الله ربكم ورب آبائكم الأولين (126) «3»
36- الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين (64) «4»
37- هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (2) خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير (3) «5»
38- يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك (8) «6»
39- سبح اسم ربك الأعلى (1) الذي خلق فسوى (2) والذي قدر فهدى (3) «7»
40- أيحسب أن لم يره أحد (7) ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين (9) وهديناه النجدين (10) «8»
41- ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد أفلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10) «9»
42- والتين والزيتون (1) وطور سينين (2) وهذا البلد الأمين (3) لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4) «10»ة
ثالثا: استخلافه في الأرض وإسجاد الملائكة له



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:22 PM   #5
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان



43- وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34) «1»
44- وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم (165) «2»
45- ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (11) قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (12) «3»
46- وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون (28) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (30) إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين (31) «4»
47- وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا (50) «5»
48- وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى (116) فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (117) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى (119) «6»
49- هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا (39) «7»
50- فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (74) قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين (75) «1»
رابعا: إرسال الرسل لإسعاده في الدنيا والاخرة

51- كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون (151) «2»
52- يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) «3»
53- وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون (109) «4»
54- ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب (38) «5»
55- وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم (4) «6»
56- وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (43) بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (44) «7»
57- وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (7) وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين (8) ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين (9) «8»
58- وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (25) «9»
59- وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107) «10»
60- ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين (42) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون (43) ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون (44) ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين (45) إلى فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما عالين (46) «1»
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة- لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين (47) «2»
62- ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين (71) ولقد أرسلنا فيهم منذرين (72) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين (73) إلا عباد الله المخلصين (74) «3»
63- ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون (78) «4»
64- وكم أرسلنا من نبي في الأولين (6) وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤن (7) فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين (8) «5»
65- لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز (25) «6»
خامسا: صيانة الإنسان في دمه وعرضه وماله

66- ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون (188) «7»
67- من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (32) إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) «8»
68-* قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151) «1»
69- ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا (31) ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا (32) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا (33) ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا (34) وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا (35) «2»


سادسا: تعليمه القراءة والكتابة والبيان وغير ذلك مما لم يكن يعلمه

70- حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين (238) فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون (239) «3»
71- ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (113) «4»
72- وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) «5»
73- هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون (5) «6»
74- وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (12) «7»
75- الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الإنسان (3) علمه البيان (4) «1»
76- اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5) «2»
سابعا: أنواع خاصة من التكريم

أ- تكريم المرأة

77- الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون (229) فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون (230) وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم (231) وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون (232) «3»

78- لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين (236) وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير (237) «4»
79- وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا (4) «5»
80- للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا (7) «1»
81- يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا (19) وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا (20) وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا (21) «2»
82- ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما (32) «3»
83- وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا (128) ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما (129) «4»
84- وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم (58) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون (59) «5»
85- والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون (4) «6»
86- إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (23) «7»

87- ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (21) «8»
88- يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود اللهومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا (1) فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) «1»
89- أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضآروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى (6) «2»




نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:23 PM   #6
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

ب- تكريم أهل الذمة والأقليات العرقية

90- لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256) «3»
91- فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد (20) «4»
92- قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (64) «5»
93- ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (99) «6»
94-* ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (46) «7»
95- لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) «8»
96- قل يا أيها الكافرون (1) لا أعبد ما تعبدون (2) ولا أنتم عابدون ما أعبد (3) ولا أنا عابد ما عبدتم (4) ولا أنتم عابدون ما أعبد (5) لكم دينكم ولي دين (6) «9»
الأحاديث الواردة في (تكريم الإنسان)

1-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قالوا يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال:
«هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟» قالوا: لا. قال:
«فو الذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. قال: «فيلقى العبد فيقول:
أي فل «1» ألم أكرمك، وأسودك «2» ، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس «3» وتربع «4» ؟ فيقول: بلى. قال: فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني «5» .
ثم يلقى الثاني فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب. قال: فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني.
ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع. فيقول ههنا إذا «6» قال: ثم يقال له: الان نبعث شاهدنا عليك. ويتفكر في نفسه:
من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه. وذلك المنافق. وذلك الذي يسخط الله عليه» ) * «7» .
2-* (عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أكرم سلطان الله- تبارك وتعالى- في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله- تبارك وتعالى- في الدنيا أهانة الله يوم القيامة» ) * «8» .
3-* (عن خارجة بن زيد بن ثابت «أن أم العلاء- امرأة من نسائهم- بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين. قالت أم العلاء:
فاشتكى عثمان عندنا، فمرضته حتى توفي، وجعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك أن الله قد أكرمه؟ قالت قلت:
لا أدري، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن؟ قال: «أماهو فقد جاءه- والله- اليقين. والله إني لأرجو له الخير، وما أدري والله- وأنا رسول الله- ما يفعل بي.
قالت: فو الله لا أزكي أحدا بعده قالت: فأحزنني ذلك، فنمت، فرأيت لعثمان عينا تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته، فقال: ذلك عمله) * «1» .
4-* (عن عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي «أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل.
وقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لك وبر تدأدأ «2» من قدوم ضأن، ينعى «3» علي امرأ أكرمه الله بيدي «4» ، ومنعه أن يهينني بيده) * «5» .
5-* (عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا، فقعدنا، فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لنا، ثم نظر إلينا فقال: «من سيدكم وزعيمكم؟» .
فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أهذا الأشج؟» وكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار- قلنا: نعم يا رسول الله. فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم، وضم متاعهم، ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر، ولبس من صالح ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكأ، فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له، وقالوا:
ههنا يا أشج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم- واستوى قاعدا وقبض رجله-: «ههنا يا أشج» .
فقعد عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فرحب به، وألطفه، وسأله عن بلاده، وسمى له قرية، الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منا.
فقال: «إني قد وطئت بلادكم وفسح لي فيها» ، قال: ثم أقبل على الأنصار فقال: «يا معشر الأنصار: أكرموا إخوانكم، فإنهم أشباهكم في الإسلام، أشبه شيئا بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين، ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا» ، قال: فلما أن أصبحوا قال:
«كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم؟ قالوا: خير إخوان، ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا- تبارك وتعالى- وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فأعجبت النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها ... » الحديث) * «6» .
6-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: «أكرمهم أتقاهم» . قالوا: يا نبي الله، ليس عن هذا نسألك. قال:
«فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله» . قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:
«أفعن معادن العرب «1» تسألونني؟ قالوا: نعم. قال:
«فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» ) * «2» .
7-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال:
فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة» ) * «3» .



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:24 PM   #7
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

الأحاديث الواردة في (تكريم الإنسان) معنى

أولا: تسخير ما في الكون للإنسان

8-* (عن أبي هريرة وأبي سعيد- رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ قال: فيقول: لا. فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني» ) * «4» .
ثانيا: صيانة الإنسان في دمه وماله وعرضه

9-* (عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:
دخلنا على جابر بن عبد الله، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده، فعقد تسعا، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله ... إلى أن يقول: فأجاز «5» رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت «6» له، فأتى بطن الوادي «7» فخطب الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمةيومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله ... الحديث» ) * «1» .

10-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذو المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» ) * «2» .
ثالثا: تكريم المرأة

11-* (عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:
دخلنا على جابر بن عبد الله، فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحديث: وفيه: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله «3» ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه «4» ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله «5» . وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها «6» إلى الناس: «اللهم اشهد، اللهم اشهد» .
ثلاث مرات ... الحديث» ) * «7» .
12-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:
جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من ابتلي «8» من البناتبشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار» «1» ) * «2» .
13-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه «3» ، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا» ) * «4» .
14-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك «5» مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر- أو قال- (غيره) » ) * «6» .
رابعا: تكريم المعاهد (الذمي)

15-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل معاهدا لم يرح «7» رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما» ) * «8» .
16-* (عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة» ) * «9» .
17-* (عن عروة بن الزبير أن هشام بن حكيم وجد رجلا وهو على حمص «10» يشمس ناسا من القبط فى أداء الجزية فقال: ما هذا؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» ) * «11» .
خامسا: تكريم المحاربين

18-* (عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر رجلا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، فقال: «اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا «12» ولا تقتلوا وليدا. وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، أو خصال، فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلىالإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ... الحديث» ) * «1» .
19-* (عن ابن عمر قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان» ) * «2» .
20-* (عن سمرة بن جندب قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة، وينهانا عن المثلة» ) * «3» .




سادسا: تكريم الخادم والأجير ومن على شاكلتهما

21-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أنسا غلام كيس فليخدمك. قال:
فخدمته في السفر والحضر. والله، ما قال لي لشيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه: لم لم تصنع هذا هكذا» ) * «4» .
22-* (وعن أنس- رضي الله عنه- قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا. فأرسلني يوما لحاجة. فقلت: والله لا أذهب. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر «5» على صبيان وهم يلعبون في السوق.
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي. قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟» قلت: نعم. أنا أذهب يا رسول الله» ) * «6» .
23-* (عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك فقال:
إني ساببت رجلا «7» فعيرته بأمه «8» فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
«يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية «9» .
إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» ) * «10» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (تكريم الإنسان)

24-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غث «1» على رأس جبل وعر «2» ، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثانية:
زوجي لا أبث خبره «3» ، إني أخاف أن لا أذره «4» ، إن أذكره أذكر عجره وبجره «5» . قالت الثالثة:
زوجي العشنق «6» ، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق، قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة «7» ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سامة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد «8» ، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد.
قالت السادسة: زوجي إن أكل لف «9» وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث.
قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء «10» طباقاء، كل داء له داء «11» ، شجك أو فلك «12» أو جمع كلا لك. قالت الثامنة: زوجي الريح ريح زرنب «13» ، والمس مس أرنب. قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد «14» ، طويل النجاد «15» ، عظيم الرماد «16»قريب البيت من النادي «1» .
قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك «2» ، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر «3» ، أيقن أنهن هوالك. قالت الحادية عشرة:
زوجي أبو زرع فما أبو زرع، أناس من حلي أذني «4» ، وملأ من شحم عضدي «5» ، وبجحني «6» فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق «7» ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنق «8» فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح «9» .
أم أبي زرع فما أم أبي زرع، عكومها رداح «10» ، وبيتها فساح «11» . ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة «12» ، ويشبعه ذراع الجفرة «13» .
بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع، طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها «14» ، وغيظ جارتها «15» .
جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثنا تبثيثا «16» ولا تنقث ميرتنا تنقيثا «17» ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا «18» ؛ قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض «19» ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين «20» ، فطلقنيونكحها، فنكحت بعده رجلا سريا، ركب شريا «1» وأخذ خطيا «2» ، وأراح علي نعما ثريا «3» ، وأعطاني من كل رائحة زوجا، قال كلي أم زرع، وميري أهلك «4» ، فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2017, 03:25 PM   #8
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: تكريم الإنسان

قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت لك كأبي زرع لأم زرع «5» » ) * «6» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (تكريم الإنسان)

1-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
«المؤمن أكرم على الله من ملائكته» ) * «7» .
2-* (نظر ابن عمر- رضي الله عنهما- يوما إلى البيت- أو إلى الكعبة- فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك» ) * «8» .
3-* (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم ... الآية (الإسراء/ 70) أن التفضيل بالعقل) * «9» .
4-* (وعنه أيضا أن التفضيل بأكله بيده، وغيره يأكل بفمه) * «10» .
5-* (وعن الضحاك- رضي الله عنه- في الآية الكريمة نفسها: أن التفضيل بالنطق) * «11» .
6-* (وعن عطاء- رضي الله عنه- في الآية نفسها: أن التكريم بتعديل القامة وامتدادها) * «12» .
7-* (وعن زيد بن أسلم- رضي الله عنه- أن التكريم بالمطاعم واللذات) * «13» .
8-* (عن ابن جريج قال في قوله تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم قال: فضلناهم في اليدين يأكلون بهما ويعملون بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك) * «1» .
9-* (وعن يمان- رضي الله عنه- أن التفضيل بحسن الصورة) * «2» .
10-* (وعن محمد بن كعب القرظي: أن التفضيل بجعل محمد صلى الله عليه وسلم منهم) * «3» .
11-* (وقال ابن عطية: إنما التكريم والتفضيل بالعقل الذي يملك به (الإنسان) الحيوان كله، وبه يعرف الله ويفهم كلامه) * «4» .
12-* (وقال أبو حيان:- رحمه الله- قيل عن بعضهم: إن التفضيل بالخط. وقيل: باللحية للرجل والذؤابة للمرأة. وقيل بتدبير المعاش والمعاد. وقيل:
بخلق الله آدم بيده) * «5» .
13-* (قال الطبري في تفسير قوله تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم الآية: يقول- تعالى ذكره- ولقد كرمنا بني آدم بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم، وحملناهم في البر على ظهور الدواب والمراكب، وفي البحر في الفلك التي سخرناها لهم، ورزقناهم من الطيبات أي طيبات المطاعم والمشارب، وهي حلالها ولذيذاتها وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا وذلك تمكنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها، ورفعها بها إلى أفواههم، وذلك غير متيسر لغيرهم من الخلق» ) * «6» .
14-* (ذكر النيسابوري في تفسيره أنه يحكى عن الرشيد أنه حضر لديه طعام فأحضرت الملاعق وعنده أبو يوسف (من أصحاب أبي حنيفة) فقال له:
جاء في تفسير جدك ابن عباس أن هذا التكريم (لبني آدم) هو أنه جعل لهم أصابع يأكلون بها فرد الملاعق وأكل بيده) * «7» .
15-* (وقال النيسابوري: من وجوه تكريم بني آدم تسليطهم على ما في الأرض وتسخيره لهم فالأرض لهم كالأم الحاضنة، منها خلقهم وفيها يعيدهم، وهي لهم فراش ومهاد ينتفعون به في الشرب والعمارة والزراعة، وماء البحر ينتفع به (الإنسان) في التجارة واستخراج الحلي منه، والهواء مادة الحياة، ولولا هبوب الرياح لاستولى النتن على المعمورة، والنار ينتفع بها في الطبخ والإنضاج ودفع البرد وغير ذلك، وانتفاع (الآدميين) بالمركبات المعدنية والنباتيةوالحيوانية ظاهر، وبالجملة فهذا العالم بأسره كقرية معمورة أو خوان معد والإنسان فيه كالرئيس المخدوم والملك المطاع فأي تكريم يكون أزيد من هذا؟ ولا شك أن الإنسان لكونه مستجمعا للقوة العقلية القدسية، وللقوتين الشهوية البهيمية، الغضبية السبعية «1» ، ولقوتي الحس والحركة الإرادية، وللقوى النباتية وهي الاغتذاء والنمو والتوليد يكون أشرف مما لم يستجمع الجميع (أي كل هذه القوى) * «2» .
16-* (يروى عن زيد بن أسلم أن الملائكة قالت: ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا، يأكلون منها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة، فقال:
«وعزتي وجلالي، لا أجعل ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له كن فكان» ) * «3» .
17-* (قال القرطبي في قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم الآية (الإسراء/ 70) أي: جعلنا لهم كرما أي شرفا وفضلا.
وهذا هو كرم نفي النقصان، لا كرم المال. وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسن الصورة، وحملهم في البر والبحر مما لا يصح لحيوان سوى بني آدم أن يكونه، يتحمل ذلك بإرادته وقصده وتدبيره، وتخصيصهم بما خصهم به من المطاعم والمشارب والملابس، وهذا لا يتسع فيه حيوان اتساع بني آدم، لأنهم يكسبون المال خاصة دون الحيوان، ويلبسون الثياب ويأكلون المركبات من الأطعمة. وغاية كل حيوان يأكل لحما نيئا أو طعاما غير مركب) * «4» .
18-* (وقال في قوله تعالى: ... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا أي على البهائم والدواب والوحش والطير بالغلبة والاستيلاء، والثواب والجزاء والحفظ والتمييز وإصابة الفراسة) * «5» .
19-* (وقال- رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر أقوال العلماء فيما فضل به الإنسان: «والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله، إلا أنه لما لم ينهض بكل المراد بعثت الرسل وأنزلت الكتب ... » ) * «6» .
20-* (قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم ... الآية: يخبر الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم وخلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى: لقد خلقناالإنسان في أحسن تقويم بأن يمشي قائما منتصبا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كله وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية) * «1» .
21-* (وقال- رحمه الله-: وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. وقد استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة) * «2» .
22-* (قال النيسابوري في قوله تعالى: ...
ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك (الانفطار/ 6- 8) .
«.. الكرم بالخلق والتسوية وهي انتصاب القامة، أو سلامة الأعضاء، وبالتعديل وهو: تناسبها ... » ) * «3» .
23-* (عن أبي بن كعب في قول الله- عز وجل- وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ... الآية (الأعراف/ 172) . قال: «جمعهم فجعلهم أرواحا، ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم عليه السلام- أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، فلا تشركوا بي شيئا، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي.

قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك. فأقروا بذلك، ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغني والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك، فقال: رب، لولا سويت بين عبادك، قال إني أحببت أن أشكر) * «4» .
من فوائد (تكريم الإنسان)

(1) لتكريم الإنسان في الإسلام قيمة عظمى تدفع المسلم للاعتزاز بكرامته وعدم التفريط فيها مما يجعله يرفض الظلم ويأبى الضيم فيعيش مرفوع الهامة قوي العزيمة رابط الجأش لا يخشى في الحق لومة لائم.
(2) إن قناعة المسلم بتكريم الله له ولغيره من البشر تجعله يحافظ على أرواح الناس ويبتعد عن إيذائهم أو إرهابهم لأنه مطالب بأن يكرم من كرمه الله ورسوله، ومن يكرمه ربه ينبغي ألا يهينه أحد ومن يهن الله فما له من مكرم (الحج/ 18) .
(3) إن تكريم الإنسان يدفع المؤمن الحق إلى شكر المولى عز وجل على تلك النعم العظيمة التي حباه بها وفضله على كثير ممن خلق.
(4) إن من عرف إكرام الله له، لابد وأن يبتعد عن معاصيه، وإذا غلبه الشيطان فعصى، فعليه المبادرة بالتوبة.
(5) إن تكريم الخادم كما أمر الإسلام- كفيل بأن يقضي على الحقد والحسد من هؤلاء الخدم الذين قد تدفعهم الإهانات المنافية لروح الإسلام إلى ارتكاب حماقات تصل إلى حد القتل.
(6) إن تكريم الإسلام للمرأة (أما وبنتا وزوجا) يجعلها تشعر بقيمتها في المجتمع، وتعتز بدورها في بناء الأسرة، ولا شك أن المرأة إذا كانت راضية النفس، موفورة الكرامة ستحول بيتها إلى جنة وارفة الظلال، وصدق شاعر النيل إذ قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق (7) تكريم الإسلام- ومن ثم المسلمين لأهل الذمة من المعاهدين والكتابيين وغيرهم يجعل هؤلاء يستشعرون عظمة الإسلام، ويوحد كلمة المجتمع فيصبح آمنا من الدسائس والمكائد التي يلجأ إليها من هضمت حقوقهم أو انتهكت حرماتهم، ويجعل من هؤلاء الذميين عناصر صالحة تعمل وتعطي دون خوف أو وجل.
(8) إن تكريم المحارب- حتى وإن كان كافرا- يحمي البشرية من تلك المجازر الجماعية التي تقشعر لها الأبدان ويروح فيها الضحايا من النساء والولدان، وما ضحايا لبنان والبوسنة وغيرهما على أيدي سفاحي العصر الحديث عنا ببعيد، ولو كان هؤلاء يعرفون كرامة الإنسان كما أقرها الإسلام ما سمعنا عن هذه الأهوال التي يشيب لها الوليد.
(9) إن كرامة الإنسان تحتم على من يقوم باحتلال أرض الغير ألا يطرد أهلها من ديارهم وألا يروعهم وألا يأكل من ثمار أرضهم إلا بإذنهم،وألا تنتهك حرمات بيوتهم وألا تضرب نساؤهم أو يعذب ذووهم.
(10) إن تكريم سلطان الله في الأرض كفيل بأن يقضي على الفوضى ويقطع دابر الشقاق، ويجعل له من الهيبة ما يخيف المجرمين.
(11) إكرام الإنسان إذا كان غريبا أو لاجئا يشعره بعظمة الإسلام، ويفرج كربته.
(12) إكرام الإنسان إذا كان شيخا فيه بشارة للمكرم بأنه سيعيش طويلا وأنه سيرزق بمن يكرمه حينذاك (انظر الحديث رقم 7) .
(13) إن من يعرف إكرام الله له بخلقه من طين، وتسويته، ونفخه فيه من روحه، لا يتكبر ولا يتجبر ولا يمنع خيرا رزقه إياه (انظر الحديث رقم (9) .
(14) إن من يعرف أن الله أكرمه فسخر له ما في الكون ورزقه السمع والبصر والفؤاد، لابد أن يدفعه ذلك إلى ذكر الله، وإن نسي نسيه الله يوم القيامة (انظر الحديث رقم 10) .
(15) إن من يعذب الناس وينتهك بذلك آدميتهم ولا يعبأ بكرامتهم عليه أن ينتظر عذاب الله يوم القيامة، فإذا منعه تكريم الإنسان من ذلك فقد أمن العذاب- من هذه الجهة- يوم القيامة (انظر الحديث رقم 19) .









نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد على الهوشان الطارقي ملتقى بنى بحير بلقرن للشعر الشعبي 8 12-13-2014 02:49 AM
حفل تكريم الطلاب المتفوقين بالعرضيتين لعام 1432/1433هـ >تكريم ابناء العرضيات أوراق مبعثرة محافظة العرضيات 21 11-15-2012 04:34 AM
الإنسان أخو الإنسان؛ هاجوس مقطع الروس المواضيع العامة 3 03-29-2012 10:12 PM
هل يموت الإنسان وهو حي !!!!!! مطر البحيري المواضيع العامة 0 06-06-2010 11:47 PM
من عجائب الإنسان أبو عمار العلوم الطبيعية 5 02-22-2009 12:29 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 11:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75