التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
اختبار في سورة البقرة كاملة
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: اختبار في سورة البقرة كاملة (آخر رد :الرهيب)       :: رضيت برب الورى خالقي ، إنشاد سعيد البحري (آخر رد :الرهيب)       :: فضل صيام ستة أيام من شوال: (آخر رد :الرهيب)       :: المشروع عبارة عن ٣٨ صفة لنبي ﷺ للنساء فقط (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: 📚 رحيق القراءه (آخر رد :الرهيب)       :: آية في القرآن كررها كثيراً لأنها تحتاج إلي تدبر (آخر رد :الرهيب)       :: إذاعه القرآن الكريم من السعودية في جوالك على مدى 24ساعة* (آخر رد :الرهيب)       :: 🍃*خاطرة..* (آخر رد :الرهيب)       :: ‏قصة : الصحابي كلاب بن أمية (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏قال الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - الذّنب إذا تِيبَ منه لا يكونُ له أثرٌ، بل قد يكون صاحبه بعده خيرًا منه قبله .    

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 03-14-2018, 07:03 AM   #9
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-8-
الوقفة التاسعة: حرص الصحابة رضي الله عنهم على وحدة الصف وجمع الكلمة.

فلننظر ولنسمع ما الذي حدث في السقيفة، وكيف عالج الصّديق رضي الله عنه تلك الوقعة بعلم وبصيرة. وقد ورد الخبر مطولا في صحيح البخاري، وخلاصته:
أن الصحابة رضي الله عنهم لما تحققوا من موت النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فعلم بخبرهم بعض المهاجرين رضي الله تعالى عن الجميع، وعلموا أن الأنصار اجتمعوا في السقيفة لأجل الكلام في شأن الخلافة، ومن يخلف الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم

فذهب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومعهم بعض المهاجرين إلى السقيفة حتى يرفعوا هذا الخلاف، ويجمعوا الكلمة، والتأخير في هذا الأمر أو المخالفة فيه يزيده شقة وتناحرًا وشماتة الأعداء الذين اشرأبت أعناقهم من المنافقين والمرتدين للنيل من الإسلام والمسلمين،
لكن انظر كيف كان حرص الصحابة رضي الله عنهم على جمع الكلمة ورأب الصدع بصورة مُثلى، فاستعادوا هيبتهم ورجعوا من الخلاف وحموا بيضة الإسلام وقادوا سفينة الإسلام.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إذًا ذهبوا إلى السقيفة، قال عمر: ((فلما دخلنا السقيفة قام خطيب الأنصار فخطب فذكر بعض ما للأنصار من المناقب والمآثر. وكنت قد زورت في نفسي مقالًا [التزوير في لسان العرب بمعنى التهيئة؛ يعني هيأت وأعددت وجهزت مقالة] يقول: أريد أن أطرحها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه. فلما فرغ الخطيب أردت أن أقوم،
فلحظني الصديق رضي الله عنه بعينه وكنت أداري منه بعض الحد، فجلست هيبةً له)).

وانظر رعاك الله إلى هذا الأدب المتأصل عند الصحابة رضي الله عنهم
أن مواطن الفتن لها الكبار، وكلما حضر الكبير سكت من دونه،
ولا يتكلم في مواطن الفتن والنوازل إلا كبار أهل العلم، وكل زمان بحسبه.

قال عمر: ((فقام الصّديق رضي الله عنه فوالله ما ترك كلمة كنت قد زورتها إلا قال مثلها أو أحسن منها في بديهيته. ثم قال: يا معشر الأنصار...)).

ونستفيد من هذا التعبير أنه إذا ما كان الطرف الآخر المخالف لك معروفا بصدق الديانة وسلامة الصدر، فخالفك، فله مكانته وله فضله، ومن الظلم والجهل أن تنسى فضله ومكانته بمجرد أن خالفك في أمر أو مسألة. بل الواجب الشرعي والوازع الفطري والعقلي يحثك على أن تبادر ببيان الحق له.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فقام أبو بكر الصّديق رضي الله عنه فأقر خطيب الأنصار على ما ذكر من مناقبهم ومآثرهم ثم ثنى بذكر ما لم يذكره مما لهم من السبق والفضل والتزكية الإلهية والنبوية، وهذا حق لهم ولا ينازع فيه أحد،،

وكأن الصّديق رضي الله عنه استحضر فيما يبدو فعل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حنين في قسمة الغنائم فقد أعطى قريشًا وترك الأنصار ولم يعطهم شيئًا، فكأن بعض الأنصار وجد في نفسه شيئًا، فبلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم وذكر لهم بعض ما من الله به عليهم بسببه من الهداية، وتأليف القلوب، ثم ذكر أشياء عددها لهم من المناقب والفضائل التي اختصوا بها. ثم بين لهم لماذا أعطى غيرهم؟ لتأليف قلوبهم للإيمان:
"لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ" (متفق عليه)
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضائلهم حتى بكوا؛ فالصّديق رضي الله عنه اتبع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأنصار في هذا الموقف؛ فقرر للأنصار فضلهم
وهذا لا شك فيه من فقه أبي بكر
وينبغي أن يستحضر هذا الأسلوب مع المخالفين المشهود لهم بالصدق والديانةـ كل داعية مصلح.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال أبو بكر رضي الله عنه لهم: ((ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهل له، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم))
فأقرّ ما ذكروه ثم ذكر لهم الحكم الشرعي؛ وهو أن الخلافة في قريش ولقد سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال عمر: (( فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة، وهو جالس بيننا، قال: ولم يكن في كلمته أبغض إليّ من هذا )) ثم قال: ((والله أن أُقدّم فتُضرب عنقي أحبُ إليّ من أن أتقدم أو أتأمر على قوم فيهم أبو بكر)).

وفي بعض الروايات أنه قال لهم: والله تعالى يقول: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] فسمانا الله الصادقين، فكونوا معنا. فأذعن الصحابة جميعًا بما قال.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وشاهد المقال :: أن الصّديق عالج خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وخبر موضع دفنه وخبر الخلافة بالعلم الشرعي وسار بسفينة الأمة إلي بر الأمان.

فائدة:: أن ما يقع من الخلاف على قسمين:
خلاف تنوع ،، وخلاف تضاد،
ولعل كثيرًا من الخلاف من قسم خلاف التنوع، لكن الشيطان في أوقات الفتن يوسع دائرة الخلاف ويعمي الأبصار ويصم الآذان عن سماع قول الحق.
فمجرد التعصب لقول والانتصار له وتبنيه دون النظر والبحث والسؤال في الأقوال الأخرى، وأن يجعل الفرد نفسه هو المصيب وغيره هو المخطئ؛ فإنه بهذا الأسلوب يفرق الكلمة ويهدم البنيان.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2018, 07:03 AM   #10
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-9-

الوقفة العاشرة: البعد عن حب التصدر والشهرة

من منهج الصحابة ومن أثر تربية النبي صلى الله عليه وسلم البُـعد عن حب التصدر والشهرة، ويكفيك أن سيدهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم الصديق رضي الله عنه كان من أبعد الناس عن حب التصدر والظهور؛
بل كان قصده الأسمى وغايته العظمى في السقيفة أن تجتمع كلمة المسلمين وأن يوحد صفهم،
ولما رأى أن الكلمة قد قاربت على الاجتماع في السقيفة اعتذر عن الإمارة، ووكل إلى أهل الحل والعقد أن يختاروا عمر أو أبا عبيدة رضي الله عنهما.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحب الظهور -كما يقال- من قواصم الظهور،
وقد كانوا من أبعد الناس عن ذلك؛ فهذا الصّديق رضي الله عنه يؤثر على نفسه، وهو يعرف أنه أحق الناس بذلك؛ لأن مراده وغايته أن يصلح أمر الأمة، وهذا عمر رضي الله عنه يُعارض أشد المعارضة، ويأبى أن يتولى غير أبي بكر لعلم عمر أن لا يتقدم أحد على أبي بكر في حياته، ولهذا قال الصّديق رضي الله عنه:

((والله ما سألتُ الإمارة في دعاء سرٍ ولا علانية، ولا تاقت لها نفسي، ولكن من باب الرحمة بهذه الأمة))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهذا يدلنا على الخلل الواضح فيمن أراد التصدر والشهرة حتى يُقال: هذا فلان، وقال فلان، وجاء فلان... نعم هناك أحوال تستدعي من الإنسان أن يُظهر نفسه فيها إذا علم أن هذا الأمر لا يتم إلا بوجوده، فيتقدم.
لهذا قال بعض العلماء: مدح الشخص لنفسه تارة يكون مذمومًا، وتارة قد يكون محمودًا.

قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]،
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم" (رواه مسلم).

وكان السلف الصالح على هذا المنهج، فقد كان الإمام أحمد يوصي تلاميذه فيقول:
((إياكـَ والشـهـرة، فإني قد بُليـتُ بـهـا)).
فحب الظهور من قواسم الظهور،، وحب تزكية النفس ينافي عبادة المتقين.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فشاهد القول: أن طالب العلم ينبغي أن يعلم أن حب تزكية النفس وحب الظهور يخالف منهج الصحابة الذي رباهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

وإن من الآفات في مجتمع الصحوة الحرص على التصدر؛ فترى أن بعض الناس إذا صدره الناس وأثنوا عليه ربما تغلبه نفسه، وربما تقحمه نفسه في أمور فيها هلاكه بأن يقول بلا علم؛ لأنه إذا صدره الناس يصعب عليه أن يقول: لا أدري، وهذا لا شك من الجهالة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من حب التصدر بحديث كان بعض السلف يقول عنه:
((أشدُ ما وجدتُ من السنة هذا الحديث)).

وهو الحديث الذي أخرجه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أول من تُسعر بهم النار ثلاثة: رجل قرأ القرآن وأقرأه، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: يا رب قرأت القرآن، وأقرأته فيك، قال: كذبت".

وانظر إلى الخطاب ما قال: أخطأت؛ لأن الخطأ يقابل الصواب، وإنما قال: كذبت لأن الكذب يخالف الصدق
((وإنما قرأت ليُقال قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار))

فالإنسان لا بد أن يحرص ويتفطن لهذا الأمر.

يــتـــبــــع بإذن الله تعالى،،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2018, 07:04 AM   #11
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-11-

الوقفة الثانية عشرة: قصة صلح الحديبية

من مواقف رجوع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الحق.. هذا الموقف الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وفي الحقيقة إن هذا الحدث من أعظم الأحداث
ذلك أن كثيرا من العقول تأباه وترده في بداية الأمر وعند النظرة الأولى الظاهرة

وناهيك عما جاء في الروايات من أن عمر رضي الله عنه استبشع هذا الأمر في أوله وتكابر أن يكون هذا..
لكنه كعادته سرعان ما رجع إلى الحق عندما تبين له

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يأتي كفار قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويملون عليه شروطهم ومنها:
((يا محمد من جاءك منّا مسلما ترده إلينا، ومن جاءنا منكم كافرا لا نرده لك))

لو أن هذا الشرط قُرئ على ملايين من المسلمين ولم يكن عند بعضهم خبر الحديبية لأنكره الجميع
ومع ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك
فجاء عُـمـر مستنكرًا هذا الشرط
وقال: يا نبي الله! ألست نبي الله حقًا؟ قال: بلى
قال: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟ قال: بلى
قال:
فلِمَ نعطي الدَّنية في ديننا إذًا؟
قال: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري،
قال: يا رسول الله! ألم تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟
قال: بلى. فأخبرتك أنا نأتيه العام؟
قال: لا
قال: فإنك آتيه ومطوف به

فذهب عُمر إلى الصّديق لعل الأمر يتغير وسأله كما سأل النبي
لكنّ الصّديق أجابه بما أجابه النبي وكان الجواب متطابقًا

قال ابن القيم: ((وتطابق العبارات، يدل على تطابق القلوب))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فما صبر عُمر لأنه كان شديدًا على الحق رضي الله عنه..
فالعقل لا يقبل هذا الصلح مع المشركين ولا هذا الشرط الذي في ظاهره أنه حيف وظلم وجور
لـكـن العاقــبة للمتقين

وتأمل سير القصة وانظر كيف سلّم عُمر وأذعن ولم يتردد؛ لأن هذا أمر شرعي لا مناقشة فيه ولا مجادلة
وهنا يأتي الامتثال لقول الله تعالى:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36]

وفي الآية الأخرى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 56]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فقد تأتي الأدلة الشرعية من خلال كلام أهل العلم تخالف ما في النفوس من الشهوات، وتخالف ما في العقول من القناعات،
فينبغي على صاحبها أن يأطرها أطرًا، وأن يقودها إلى حظيرة الحق، وأن يسوقها سوقا جميلا.

وفي مواطن الفتن الكبيرة والنوازل قد تأتي بعض الفتاوى من كبار أهل العلم لا تقبلها النفوس
صحيح أنه قد يصعب على بعض الناس، ولكن يبقى الأدب الشرعي مع العلماء، ويبقى الأدب في المخالفة إن كان ولا بد أن تبدي وجهة نظرك

لكن الطامة والمصيبة أن يُطعَن في النيات وأن تُتهم المقاصد فهذا يهدم المجتمع ولا يبني ولا يصلح
وفي صلح الحديبية كان الشرط الذي في ظاهره حيف وظلم- كان في صالح الإسلام والمسلمين وجاءت قريش بنفسها راغمة ذليلة تسعى وتطلب من النبي صلى الله عليه وسلم إلغاء هذا الشرط
لِــمَ؟
لأن المسلمين الذين أسلموا أقاموا في منطقة أخرى بعيدا عن النبي وكانوا يقطعون على قريش طريق التجارة؛ فجاءوا صاغرين يطلبون إلغاء هذا الشرط الذي لا يقبله العقل في بادي الأمر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لكن من تأمل في النصوص، وفي مقاصد الشريعة، وأنها مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد وضحت له كثير من الصور جلية لا غبار فيها.

قال ابن عقيل الحنبلي: ((لو تمسك الناس بالنصوص الشرعية كما يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم لصلح كثير من أمورهم))

وفق الله الجميع للتمسك بالنصوص..

يتبع بإذن الله تعالى،،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2018, 07:04 AM   #12
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-12-

الوقفة الثالثة عشر: التحذير من القول بلا علم

وهذا الأمر من الأساسيات والركائز في منهج الصحابة رضوان الله عليهم في جميع شؤونهم سواء أكان القول في الفتيا خاصة أو عامة مع أوليائهم أو مع أعدائهم.

فالقول على الله بلا علم من أكبر الذنوب؛ بل هو أعظم ذنب عُصي به الله تعالى. فإن قال قائل: أليس الشرك أعظم ذنب؟ قيل: بلى، لكن الشرك متفرع عن القول على الله بلا علم.

**ولهذا قال ابن القيم في (أعلام الموقعين):
((وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقد رتب الموبقات وبدأ بأخفها بالنسبة لما بعدها، وختم بأعظمها فقال:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقد حذا الصحابة في هذا نحو ما نصت عليه الآيات الكثيرة، واقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه السلام يسأل عن الشيء ليس له به علم فيسكت كما في مسألة الروم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (لا أدري) فيما ليس له به علم، ولم يأتِ به إليه وحي.

وعلى هذا المنهج نهج الصحابة رضوان الله عليهم
فتأتي الجَدة إلى الصديق رضي الله عنه فتسأله عن ميراثها فيقول: أما في كتاب الله فلا أجد لكِ شيئًا، وأما في السُنة فلا أعلم شيئًا، فيقوم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فيقول فرض لها النبي صلى الله عليه وسلم السدس أو أعطاها السدس
فيقول الصديق: من يشهد معك؟
فيقوم محمد بن مسلمة رضي الله عنه فيؤكد مقولة المغيرة.

ويأتي ابن عمر رجل فيسأله عن شيء فيقول: لا أدري.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل كانوا يتورعون أشد التورع من أن يفتوا بما لم يتأكدوا من صحته، كما كانوا لا يترددون أن يتراجعوا عن قولهم إذا علموا أنه مخالف للدليل الشرعي.

فهذا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه يفتي رجلا في السوق فلما دخل الرجل في غمار الناس واختفى أثره تفطن أبو هريرة إلى خطئه فدخل في السوق فلتفت يمنة ويسرة يبحث عنه
فلما يئس من العثور عليه نادى في السوق يا أهل السوق من دلكم عن أبي هريرة أنه أفتى بكذا فقد أخطأ
وها أنا ذا راجع على أسماعكم.

فهذا هو الدين، وهذا هو الورع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وعلى هذا درج أئمة الإسلام؛ فالإمام ابن تيمية على جلالة قدره وعلى علو كعبه ورفعة منزلته في العلوم العقلية والنقليه- كان يتوقف عما لا يعلم، ولا يفتي بغير علم.

وابن حزم في كتابه (حجة الوداع) يقول: (قد تبين لي الأمر في أمر المناسك إلا في موضعين اثنين: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم النحر؛ هل صلى في مكة (في الحرم) أو في منى ثم قال: فمن استبان له ما أشكل علينا منه يوما ما فليثبت إلى ما جمعنا وليقتني بذلك الأجر من الله تعالى).

والإمام الذهبي توقف في عُمر سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقال: فمن كان عنده علم فليفدنا.

وأيضًا سار على هذا أئمة الدين وعلى رأسهم أئمة الذاهب المتبوعة، وقد أحسن الناظم في نظمه مقولتهم؛ لأن كلا منهم يقول: حرام على من يأخذ قولي بغير دليل:

قال أبو حنيفة الإمام *** لا ينبغي لمن له إسلام
أخذًا بأقوالي حتى تُعرضا *** على الحديث والكتاب المرتضى
ومالك إمام دار الهجرة *** قال وقد أشار نحو الحجرة
كل الكلام منه ذو قبول *** ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال: إن رأيتم *** قولي مخالفا لما رويت
من الحديث فاضربوا الجدار *** بقولي المخالف الأخبار
وأحمد قال لهم لا تكتبوا *** ما قلته بل أصل ذلك فاطلبوا


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فمن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية ينبغي لطالب العلم أن يأخذ منها العلم والأدب بها، وأن يعرف خطورة القول على الله بلا علم وأن لا يتردد أو يتحرج إذا أخطأ أن يقول: أخطأتُ، وإذا خالف الدليل أن يقول: خالفتُ الدليل

فهذا من الديانة؛ بل من أعظم القربات ...
ولهذا كان السلف رحمهم الله يورثون طلابهم قول: (لا أدري)!!



يـتـبع بإذن الله تعالى‘‘

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2018, 07:11 AM   #13
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

-12-

الوقفة الرابعة عشر: حرص الصحابة على طلب العلم

لقد عني الصحابة بطلب العلم فاجتهدوا في ذلك وحرصوا عليه، والأمثلة في ذلك كثيرة.
لذا يقال لمن يتولى تربية شباب المسلمين: اعلم أن منهج الصحابة في التربية أنهم يربون ناشئتهم وشبابهم على العلم الشرعي في أقوالهم وأفعالهم وفي جميع تصرفاتهم، ولا يُفهم من هذا أنه يلزم كل أحد أن يجثو على ركبتيه عند أهل العلم، بل المراد: أن من تتولى تربيتهم ينبغي أن يُصحح منهجهم على حسب الأدلة الشرعية، وأن ينشئهم نشأة صالحة، لذلك كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول:
كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعلمها ونعمل بها.
وذكر ابن تيمية في مقدمة التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعني بتعليم الصحابة العلم بمعاني الآيات كما يلقنهم حروف الآيات وألفاظها.
فيلزم من يتولى تربية شباب المسلمين أن يعلم أن منهج الصحابة أنهم يربون ناشئتهم وفق الدلة الشرعية في جميع أمورهم، وأن من الظلم لهؤلاء الشبيبة ولأمهاتهم وآبائهم أن ينشأوا على مذاهب مخالفة لمنهج سلف الأمة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه
(أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي)، وأي خيانة أعظم من أن تُربَى الشبيبة على غير الطريقة الشرعية الموافقة لمنهج سلف الأمة.
فالحذر كل الحذر من تضييع الأمانة، وليس المراد منهج التجمع وكثرة السواد، فو الله إن شابًا واحدًا ينشأ على علم شرعي خير للمسلمين من مئات الألوف من مثله ممن لم يتربَ على علم شرعي بل تربى على عواطف جياشة.
فهذا سماحة الشيخ ابن باز، لو لم يكن للشيخ محمد بن إبراهيم إلا هذا العالم الفحل لكفاه فخرًا، ولو لم يكن للشيخ عبد الرحمن السعدي إلا ذلك الفقيه الفحل ابن عثيمين لكفاه فخرًا. فكيف إذا كان معهم ثلة من إخوانهم ممن مات قبلهم أو بعدهم، وممن لا يزال حيًا يقوم بدره ويؤدي رسالته على الوجه الأكمل.
فلينظر من يتولى تربية الشباب وليعلم أن هذه مسؤولية عظيمة، إن أحسن فليبشر بالخير من الله ثم من الناس بالدعاء، وإن كانت الأخرى فلا يجني جانٍ إلا على نفسه.

*~*~*~*



عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2018, 07:56 AM   #14
افتراضي رد: |*| وقفات منهجية تربوية من حياة الصحابة |*|

وقفااااات بحاجه لها
وانتقاء متميز من مبدعه
وجهود تشكرين عليها
فجعل ذلك في ميزان حسناتكم



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفة منهجية الرهيب المواضيع الاسلامية 2 03-29-2016 08:48 PM
وقفات ومواعظ من حياة الحسن البصري عبق الورد قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 2 03-03-2016 09:35 PM
مختارات تربوية الرهيب مملكة حواء 1 04-07-2015 01:31 PM
قصة عن التسامح من حياة الصحابة رضى الله عنهم ؟؟ الرهيب قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 10 05-11-2012 09:05 AM
قصة تربوية مفيده كبرياء انثى منتدى بني بحير بلقرن للقصص والروايات 6 01-17-2011 02:01 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 10:12 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75