التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ)
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)       :: من هو المحظوظ ؟ (آخر رد :الرهيب)      



بني بحير بلقرن تاريخ وحضارة قسم يهتم بتاريخ بني بحير بلقرن وشيوخها ورجالها وماقيل فيهم

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

حصرياً ///رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

اخواني أسرة منتديات بني بحير يسرني أن أقدم لكم إحدى الروايات العالمية والتي تدور أحداثها في منطقة العرضية وقد بلغت هذه الرواية من الانتشار والشهره عالمياً أن ترجمت إلى عدة

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 06-05-2009, 09:00 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسن بن صموت
افتراضي حصرياً ///رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

حصرياً ///رواية براري الحمى تتجنى jpg
اخواني أسرة منتديات بني بحير يسرني أن أقدم لكم إحدى الروايات العالمية والتي تدور أحداثها في منطقة العرضية وقد بلغت هذه الرواية من الانتشار والشهره عالمياً أن ترجمت إلى عدة لغات الانجليزية والفرنسية والإيطالية وهي أحدى اسباب شهرة مؤلف الرواية لا سامحه الله وهي من ناحية السبك الفني رائعة جداً بما تعنيه الكلمة ولكن كاتب هذه الرواية كان غير منصفاً فقد تجني على منطقتنا وعلى أهلها.
وهناك من أبناء المنطقة من رد عليه في موقعه على الانترنت وقد نشر تنويه في الصحف المحلية حول ذلك.
وحال وصول الرواية الكترونياً إليّ سارعت لتقديمها بين أيديكم وسوف نقوم بطرح الرد على هذا الروائي الأفاك في الردود على الموضوع ، وقد ضمنت هذه الرواية منتديات التاريخ لكون الرواية تتحدث عن العرضية خلال حقبة زمنية طويلة تقارب الأربعة عقود وإليكم الرواية ولكن يهمنا تعليق ورأي كل من يطلع عليها في تفاصيلها :






pwvdhW LLLv,hdm fvhvd hgpln jj[kn ugn hguvqdi ,Higih hgpl] or or or v,hdm





التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن صموت ; 06-05-2009 الساعة 10:59 PM.
حسن بن صموت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-2009, 09:55 PM   #2
 

حمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوقحمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوقحمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

لعدم وجود برنامج البي دي اف في جهازي حالياً اضافةً الى كبر حجم الملف ( 11 ميقا ) وسرعة التصفح تعيق تحميل الملف لعدة محاولات

سوف اقوم لاحقاً بتجزئة الرواية وتحميلها على صفحات المنتدى ليتمكن أكبر عدد من الأعضاء من مطالعتها

ولأني متحمس لمعرفة ما يدور في هذه الرواية , فبحثت عنها في الصفحات المخبئة والمؤرشفة في قوقل وجدت هذه الورقة


اما رأيي فأنا لم أقرأ الرواية بعد


كتب
د. كامل فرحان صالح


هل يمكن اعتبار "براري الحمى" لإبراهيم نصر الله رواية؟
هل تصلح "براري الحمى" لمقاربة الواقع المتكئة عليه؟
هل ثمة امكانية للقول إن "براري الحمى" تستشف من الشعر أكثر من السرد؟
رواية أو هلوسة لغوية تتراكم فيها الكلمات والمشاهد وشخصيات تعبر دون أن يفهم وظيفتها؟ تطل شخصية وأخرى كظلال مبتورة ترمي كلمات قليلة ثم تغيب لتبقى في الواجهة شخصية الراوي الوحيدة، فتتحاور مع نفسها، تختلف، ثم تبحث عن "جثتها" الحاضرة الغائبة.

أسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد طوي الورقة الأخيرة من الرواية، حيث يجد القارئ أنه خرج من بؤر التأويلات والاشارات والتكرار والأماكن الطوطمية والرؤى المشبعة بشعرية مكثفة دون أن يتمتع بالخروج من دوائر سعى الراوي لرسمها ثم تركها دون أن يقفلها.


المكان/الزمان... الرمل
تدور أحداث "براري الحمى" في الصحراء، تحديدا في القنفذة في سبت شمران، وحيث "الجهات كلها تدل إلى ثُريبان" ص 139، في "ظل المكان المقيد" 136. و"السيول تداهم الكائنات وسفوح الجبال" 131، فيما البيوت نوافذها عالية دائما "كنوافذ السجن" 138، و"البر الواسع الضيق المتخم بالنفط والسل" 131. فلا "مكان هنا لغير الحمى" 138. والبحر بعيد 10.
فالقنفذة وحدها كانت بجبالها الجرداء، وجلدها الحجري المتشقق تستلقي جثة متفسخة، أغارت عليها الذئاب والثعالب والضباع ونهشتها الأفاعي والليالي القاسية(13). هي القنفذة اذن. مدينة بلا بحر والماء ملؤها/ مدينة بلا أرض. والرمل يغطي كل كائناتها(49).
أما سبت شمران فحجارتها موزعة بين تلّين من الصخور السوداء... موزعة في حجارة تلمع كالسكاكين، تخترق صدور العصافير وزرقة السماء وقرص الشمس الباحث عن الظل بين البيوت. سبت شمران الحزن والدم.. والموت. وكلما مر بها غريب خيّل إليه أن حربا وقعت، حصدت الحركة وتركت الحجارة، هي حرب غير معلنة بين دبيب الحياة وهدأة الجثث (19). قرية لا تشبه القرى، غرفها صغيرة بسقوف من عيدان الذرة، أبواب بلا أقفال، ولياليها طويلة بلا ضوء
وفيما مقبرة ثُرَيبان صغيرة فان مقبرة سبت شمران أكبر، والمهبط الأفضل لرفوف الغربان، مقبرة تبدو كمدينة كبيرة ابتلعت عشرات القرى(15). لكن اللافت أن القبور بلا أسماء، بلا شواهد، قرى واسعة بلا شواهد (15).
ثُريبان تبدو من بعيد مقسّمة بين بياض غرفها، وحلكة أسوارها الحجرية العالية، وأبراجها التي تنتصب كأن الحرب ما زالت قائمة بين القبائل، فيها ساحة وحيدة تهب من بين ثناياها رائحة روث المواشي، فيما مقاعد مدرستها الوحيدة بطانيات، أما الألواح الخشبية فغير موجودة بعد (79).
يمكن للقارئ أن يستشف زمان الرواية ببدايات الثمانينيات الميلادية، وذلك إثر ورود سطر عن خبر في جريدة يشير فيها الأستاذ محمد إلى الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان (58)، والمعروف أن ذلك حدث في يونيو من عام 1982م، كذلك من خلال ذكر شق الطريق إلى المنطقة من خلال الشركة الإيطالية (ص 103، 110، 111).

المكان/ الإنسان... الحمى
إنها رواية مكان يجثم على الزمن والأحداث والشخصيات، فتتبعثر الحكاية، لينتقل أولها إلى منتصفها، وآخرها يحل بداية... وهكذا، تتنقل الدوائر قصصا صغيرة سريعة، يجمعها بطل بنفس منشطرة وبظل ضائع وهلوسات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد.
المكان يسيطر على أشخاص غائبين في الحمى، فالشخصيات بين "طعنة الحمى وهوة الهذيان"، وكما جاء في صفحة 49: "نحن هنا غير موجودين"، وفي صفحة 137: كلنا جنس واحد في هذه الصحراء.. تختفي الأنوثة والرجولة.
إنها رواية مكان، رواية تتبخر فيها الحالة الإنسانية في مساراتها العادية؛ فلا طموح ولا تطور ولا أحلام سوية، المكان هو الحاضر بثقله كله، فارضًا قرار الموت والغياب على الإنسان والنبات والحيوان والأشياء؛ فالإنسان يقبع في اطارات ضيقة لا يقدر سوى على ابراز غرائز بدائية تنتفي فيها السلوكيات الحضارية، وهذا ما يظهر اشتعال غريزة الاعتداء الجسدي والروحي واللفظي، فيما النبات لا يجد نافذة للعيش في الرمل، وما هذا العجز عن الحياة سوى حالة يتماهى فيها كل شيء؛ فـ "كأن البحر هنا، ولا يوجد ماء... كأن الرمل هنا ولا توجد أرض" 53.
ويعبر البطل عن ذلك بقوله: يلزمنا روح طليقة، يلزمنا أن نكون موجودين فعلا في الأماكن التي نسكنها، ونحن غير موجودين، في أماكن ليست موجودة على الاطلاق (49). أما الأشياء فتغوص وتتهاوى وتتحول إلى كثبان رمل.

علميًّا عندما يدخل الجسد في الحرارة المرتفعة نتيجة مرض ما يفقد المصاب السيطرة على كلماته إلى حد ما، فتخرج متشظية، مكسورة، ولا ترابط فيما بينها، فتجتمع عند حدود الخوف من الموت، وبالاحساس العابر أو الراسخ أن هذا الجسد لم يعد يمتلك القدرة على العودة إلى العافية الصحة.
هل هذا يعني أن شخصية الرواية المنشطرة إلى اثنين، مصابة بالحمى؟ أم أن المكان هو المصاب بذلك؟
المكان القنفذة ... طعنة كفيلة بأن تشطر الإنسان شطرين (60)، والأستاذ محمد القادم للتعليم في هذه الصحراء يصبح تلميذًا يبحث عن "أناه" التي خرجت منه بعد أن طرق خمسة أشخاص بابه طالبين منه التبرع لدفنه لأنه "مات" بعد الغروب تماما، ومذاك يتغير الضمير المتكلم "أنا" إلى المخاطب "أنت" ويصبح أحيانا "هو"، لا سيما عندما يقطع الرواية في صفحة 33 بعبارة "مشهد" وفي صفحة 35 بعبارة " ستارة"، فيلاحظ أن صيغة الضمير تتحول إلى "هو" و"أنت" و"أنا"، والضمائر الثلاثة تعود إلى شخص واحد. وهذا الأسلوب قلما استخدم في الأدب العربي والعالمي.

الأستاذ محمد طويل بعض الشيء، شعره خروبي أجعد، عيناه بنيتان، بشرته حنطية، ويبدو حزينا بعض الشيء(87)، يعيش في "غرفة" مفتوحة على الصحراء، تضم سريرين وفراش وطنجرة وبعض الصحون، وعشرين علبة سردين، وعشر علب فاصوليا، وخمس علب فول ومثلها علب حمص، وفي زوايا الغرفة تكدست أكياس الذرة، أرضها رمل، وبابها حديدي وتعشش فيها الخفافيش. وعاش قبل قدومه إلى ثُريبان بطالة ثم اشتغل بالبناء قبل أن يصبح أستاذا لمادة اللغة العربية.
يمتلك دجاجتين بيضاء وسوداء أو سمراء، وديك نادرا ما يصيح(8)، وبعد الصفحة 37 حيث امتدت قصيدة على مدى صفحتين، تغير الحال، حيث "دقائق مبعثرة فقط، ثم أرعد الجمر في عظامك، ولم تعد تعي شيئاً" (37).
الأستاذ محمد حالة يأس مطلقة، "فلم يعد الظل يسكن هذا الدم الحار"(48). ولا الشجر يظلله(48)، وعندما يتحسس رأسه حتى يتأكد أنه ما زال موجودا، لا يجد طريقة ليتحسس بها يديه، ليوقن أنه قد تحسس رأسه فعلا (38). أما جسده فيعلو كشاهد قبر تغير عليه الريح فيلوذ بالجثث. وكان بوده أن يرى الأرض، الأرض خضراء، وفيها عصافير وأشجار، غزلان وأرانب برية مراوغة. وبوده أن يقرأ صحيفة في يوم صدورها. سلوته تذكر الثلج الذي كان يفترشه في سيارة الجيب، يشحن من جدة حتى القنفذة ليباع بالكيلو.
وبعد أن سعى لايجاد نفسه يعود لمحاورة "أناه" فجأة بعد تهديد عبشان له مطالبا إياه مغادرة المكان، بسبب خوفه على امرأته الجميلة.
مكان يتأنسن بشكل مرضي، حيث يبدو كمخلوق ضامر أكلته كل أمراض العالم، من الرشح حتى السرطان، مرورا بالسل والأنفلونزا (19).
مكان يجتر ساكنيه ثم يتركهم للحمى والوحدة القاتلة.
مكان أيامه حجرية وسهوله حجرية تمتد مئات من الكيلو مترات.
مكان ضحكته مبكية وشمسه صقر يقلب الأرض بعينيه الحادتين بحثا عن طريدة يلتهمها. مكان يطوق ساكنيه بأشجار الدوم البرية والشوك والصبار والغربان والعقارب والقرود.
أما الطريق فتسير عليها الشاحنات المحمّلة بالسُّل والدقيق، بفقر الدم وبقايا الصحف التي مر على صدورها أكثر من شهر(5). وسحابة الغبار هي الوحيدة التي تنبئ عن وصول سيارة في هذه البراري. (24) وأخبار العالم تصلك بعد أن تنتهي الحرب، كذلك الوردة تصل بعد أن تذبل، والرسائل بعد أن تفقد حرارتها في ليل الصحراء، والجثث بعد أن تتعفن(59).

لا يلمس القارئ حالة تفاعل جدية في هذه الرواية، حالة تسعى إلى البناء وتحقيق الطموح ومد جسور للتواصل الإنساني، فمع كل سطر جديد تفوح رائحة المرض والخوف والقلق والجنون والموت، حتى الطاولة تفقد امكانية المشاركة بـ "علبة السردين، أو علبة الحمص، أو رغيف الخبز" (42).
بالمقابل فان الشرطة المكلفة بأمن الناس وحمايتهم من غرائزهم الشريرة لا تفعل شيئا يذكر، بل يجد القارئ عكس ذلك تماما إذ يجدها تحمي الاستغلاليين والعاجزين عن فعل الأشياء الجميلة. وهذا يتضح بحماية رئيس المخفر جابر لأحمد لطفي الشخصية الانتفاعية والعاجزة جنسيا. فيما يعجز جابر نفسه عن إنقاذ الذين ضاعوا في بئر القرية. إنها شرطة تتماهى مع المطوّع الذي يدفع الناس للمسجد بالعصا (29)، والصراخ (50).

دلالات
تشير الدلالات إلى أن الأستاذ محمد البطل المحوري جاء إلى هذه "الصحراء" من مكان آخر، فدفتر الإقامة الخضراء الذي يحتل منتصف الطاولة (12) يعني أن هذا الأستاذ أجنبي ومسلم، ولا زال هذا الدفتر بلونه الأخضر يعطى للمقيمين المسلمين في المملكة.
كما هناك إشارة إلى ذكر الشهور كما يذكرها أهل بلاد الشام أي في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والأردن، مثل ذكر شهر نيسان أي ابريل، وأيار مايو، وأيلول سبتمبر.
وقبل أن يقابل الأستاذ محمد رئيس الشرطة يقرر أن يرتدي الدشداش، فذلك يجعله يثق به أكثر(14)، فيما اتهام الإنسان في هذا المكان باختفاء إنسان آخر "قضية تجعلك وجبة للسياف بين ليلة وضحاها" (14).
وأمام الجهات التي تبدو مشلولة تحل علبة البيبسى كولا محل المياه (22)، المياه التي ترتفع رذاذا دمويا (54)، ولا تزهر (74) وتكون دائما سيلا مدمرًا (60). ورغم ان الماء يحيي لكن لا يمنح هذه الأرض خضرة (71).
أما أغنية "القَحِم" صديق سائقي الشاحنات وسيارات الجيب فتتحول إلى مارد الغبار(25). والخواجات يبحثون عن المعادن في جبال عسير، وجبال عسير مليئة بكل شيء وخالية منّا (43). فيما الفزاعتان تنكمشان على بعضهما خوفًا من المناقير الصغيرة الجائعة أبدًا (76).
شخصيات عابرة
أمام شخصيات تعبر الرواية دون ملامح متكاملة وبناء درامي يصل إلى ذروته، تجيء شخصية أبي محمد التي تتقاطع مع شخصية الأستاذ محمد. فأبو محمد رجل طيب يقيم في هذه الوحشة (66) رجل ما أن تلمحه تحس بأن كل الأشياء الجميلة في داخلك تأوي إليه(73)، فلاح بجسد نحيل وبسنينه الستين يسعى لتحويل الرمل إلى تربة صالحة للزراعة أو لأن ينبت فيها ظلا (69) ويعاني من جشع أحمد لطفي.
هذا التقاطع بين أبي محمد والأستاذ محمد يتجلى في أكثر من مسار، وأبرز ما يجمعهما احساس كل منهما بالمكان، ففيما الأول يسعى لتحويل الرمل إلى أرض، يستسلم الآخر للرمل كليّا وبشكل مرضي. ويمتد هذا إلى اللغة، حيث يجد القارئ هذه اللغة العالية بشاعريتها عند أبي محمد وكأن من يتكلم هو الأستاذ لا هو، يقول أبو محمد:
هذه الأرض تخذلني يا فاطمة.
تخذلني... /وتخون عرقي./ ومحراثي
تخون يديّ هاتين/ تخون حنيني للحياة / تخونني (72)

هل ثمة ألم أقسى من فعل الخيانة ؟ خيانة المكان لأحلامنا، وخيانته لأن يرفض الحياة.

بالمقابل ثمة شخصيات تعبر دون ملاحظة أثر فاعل لها، كالحاج "أبو عزمي" وطاحونته (7)، وأخيه الصغير نعمان الذي ذكر أنه سيصل في الصفحة التاسعة ولم يصل. أمه. والحاج العاني الذي يملك من الدكاكين ما يصل سهول تهامة وجبالها بساحل البحر الأحمر (21). علي (22) وأبو علي (22). وعبد الله الذي سقط في البئر (27) كذلك عبد الرحمن السمين (29). والعم سعود الذي يستعمل الغرفة مخزنا للذرة. وحِركان الشمراني الذي يجلب البريد(57). والدكتور (60). والشيخ حجر صاحب المدرسة وشيخ المسجد وزوج أربع نساء (77) وسالم الشمراني العائد في إجازة من الجيش، يسوق غنمه ويريد أن يرتاح من حر تبوك (78).
هذه الشخصيات التي تبدو كظلال في الرواية، لا يلحظ تفاعلا في تركيبتها، فهي تبرز كنماذج لشخصيات مؤطرة في حدود لا تخرج منها ولا تنمو ضمن البناء الروائي. كأنها حالات مرضية ميؤوس من شفائها ومن دخولها في مسار التراكم الحضاري.

حمى الألوان
أمام هذه الحمى المبعثرة على مدى الرواية، تبدو الإشارة للألوان لافتة، وقد أصابتها الحمى أيضا، حيث توزعت على البشر ضمن ثلاث شرائح؛ فالأسود للعجائز والأصفر والبرتقالي للصبايا والأبيض للرجال. كما تبرز تربة المقابر الخضراء، والصخور وقمة الجبال باللون الأسود.
لكن اللافت كان التوظيف المتسع للون الـ"أبيض"، فرغم أنه لا يرد سوى 15 مرة تقريبا، إلا انه يعكس مرايا المكان المتفسخة والروح المتهشمة المتعبة والغرائز الوحشية، وكان ارتباطه كصفة بالأشياء والحيوانات دلالة على الموت والغياب والانهيارات، ومن وجوه ذلك:
"لحظة واحدة كنت فوق ذلك الحجر الأبيض الكبير الذي استلقى أمام الغرفة منذ زمن" (13).
الرجال أسماك قرش بيضاء.
نمل أبيض يجتاح الذرة البيضاء، يأكل أرجل الطاولة، النمل الأبيض مرعب يأكل كل شيء دون أن نراه. يقتل الأشياء حولنا دون أن نرى موتها. كثيب من النمل الأبيض.
الدجاجة الطويلة البيضاء تتململ, لا تتحرك كانت أشبه بحجر غافٍ.
الجبن الأبيض الذي يتعفن.
الخطوط البيضاء، الوجوه الغريبة البيضاء، لوحت الأيادي البيضاء بالحبال، ثوب نومها الأبيض.
تعثر الأبيض. أعادوها بثوب أبيض. أي بالكفن.
الأبيض في هذه النماذج يظهر كملازم لصفة الإعاقة والوحشية والانهيار والرعب والبلادة واليأس والوداع والعفن والموت. فالرواية تأبى إلا أن تحيل كل شيء إلى حالات مرضية، ترتدي أقنعتها المعتمة في مكان يغرز سوداويته على نور الشمس ودوران الأرض وفصول الطبيعة، وهنا لا فصل سوى نشيج الاحتضار المتواصل.

المادة والروح
كل ما في يدي من مال يستعبدني (137)
تختزل هذه الجملة القصة كلها، فان يترك الإنسان بلده إلى بلد آخر بحثًا عن الرزق والعيش الكريم، يصطدم بعد الدخول في الهجرة بصراع نفسي حاد، حيث تتناثر منه ذكريات ما مضى بألم شاسع مع كل خطوة في العالم الجديد، فالإحساس بترك أمكنتنا الأولى التي امتلأت بها ذكرياتنا إلى أمكنة أخرى فارغة من تفاصيلنا تماما يتحول إلى شرخ قاس في الروح، ويصبح المرء أمام دربين: فقدان الروح أو امتلاك المادة.
وإذ يصعب على الروح التأقلم مع محيطها الجديد تصبح ثقيلة في الجسد، مريضة، روح تخشى "التعود" (51)، وتأنس الوحشة(52)، والكابوس الجميل(55). تبحث في الذاكرة عن لعبة الطفولة "تخبا مليح أجاك الريح" لتبدو كحالة صالحة لهذه الغربة الشاسعة كالصحراء، فيما تلوح بيديك دون أن تلمح بشرًا (55). ويصبح أفضل وسيلة لقتل الوقت النوم (64).
الاستعباد يتجلى بظاهرة نسيان الوجوه وهروب الزمن، فتعيش وكأنك ميت في نفس الوقت.
وعندما تعي أنك لم تمت بعد تشعر بلحظات من الانشراح: "يبدو أنك مبسوط هذه الليلة.. كأنك لم تمت". وقبل أن تفتح رئتيك للهواء لتدخل مجددا إلى الحياة تدرك أنك فقدت الروح وفقدت المادة وفقدت العمر وفقدت كل الأشياء التي أحببتها وحلمت بها.


شاعرية السرد
وصفت هذه الرواية بأنها من أبرز الروايات ذات الصبغة الحداثية، على حد قول د. سلمى الخضراء الجيوسي، وأنها رواية تدفع بكاتبها للانضمام إلى كتّاب ما بعد الحداثة في العالم العربي، كما ترى د. فدوى مالطي دوغلاس رئيسة قسم الدراسات الشرقية بجامعة انديانا. ونلمس في الرواية معرفة عميقة بأصول وتجليات الثقافة العربية والثقافة الغربية والتقاليد الأسلوبية في الأدب والشعر والسينما، إذ الناقد الإيطالي فليبو لا بورتا يعتبرها واحدة من الروايات الكفيلة باثارة دهشة القارئ بعيدا عن الاستهلاكي الذي يروج محمولا على نظرة ذات طابع استعماري، حيث نرى نصر الله يستخدم تقنية سردية موازية لذلك التمزق في الوعي والازدواجية التي تعيشها الشخصية الرئيسة الواقعة بين فكي الخلل المطلق وسؤال المصير ومغزى الحياة.
بالمقابل يلحظ الشاعر والروائي الإنجليزي جيرمي ريد أن ما نحصل عليه من خلال البحث يحمل الحدة الهلاسية لقصيدة نثرية، أو قصيدة غنائية متأججة لا تعدم السخرية الخاصة بمسرح العبث.
أمام تناقض النقاد في نسبة هذه الرواية للحداثة أو ما بعد الحداثة، فان مقاربتها تظهر مسألة خروجها عن كلاسيكية الرواية المتوارثة، بحيث ترتمي بكل ثقلها على مساحة من شاعرية السرد إذا صح التعبير، ولعلها كانت نصّا شعريا طويلا جرى التعامل معها لتفتح نوافذها على السرد، فتقف بين منطقتي الإبداع: الشعر والرواية، وتصبح لا شعرا ولا رواية بالمعنى التقليدي، إنما نصّ يحمل عنوانا تأنسن فيه المكان بحالة مرضية: براري الحمى.
يصعب على لغة سردية جافة مقاربة الصحراء، فهذا العالم الفائض بحضوره، بصمته القاتل، والشاسع بتأكيد غياب الحياة عن روحه وتفاصيله، تدفع المرء لأن يتحدى ذلك بالشعر، وربما هذا ما يفسر لنا بروز الشعر في الصحراء منذ آلاف السنين قبل أي فن أدبي آخر.

هل تمكن نصر الله من تقديم نص وفيّ لواقعه؟ سؤال تبدو الإجابة عليه مربكة، لذا، لأقل أن ما خطر في ذهني وأنا أطوي الصفحة الصغيرة من الرواية: هل إذا غيّرنا أسماء الأماكن سيؤثر ذلك على بنية الرواية؟ وأجبت بشيء من الاقتناع: لا، فهذه الرواية تتوسل روح "المكان المريض" أو "اليباب" كما توسل ذلك أكثر من شاعر وروائي غربي وعربي في نصوصهم، حيث لا تبدو أسماء الأماكن ذات قيمة، إنما قيمتها بما تسيله من لغة شاعرية أو سردية، تضيء في نفس قارئها أسئلة عن الحياة والوجود والحب والكره والموت، أسئلة تمسّ الذات البشرية القلقة باستمرار مهما كان المكان الذي تقف عليه صلبا أو لزجا.

* الرواية صدرت سنة 1985 عن دار الشروق وأعيد نشرها في ثلاث طبعات عربية فيما صدرت حديثا بترجمة دانماركية عن دار أندرسكوفن ترجمتها ماريان مادلونغ، وكانت صدرت بترجمة انكليزية عن دار انترلينك في نيويورك وترجمة ايطاليه أصدرتها دار ايليسو.


جدة 7/ 11/ 2006
*ورقة تقدم اليوم في نادي جدة الأدبي ضمن ملتقى جماعة حوار




التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن صموت ; 06-06-2009 الساعة 07:37 AM.
حمود عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-2009, 10:49 PM   #3
 
الصورة الرمزية حسن بن صموت
افتراضي رد الأستاذ عبدالله الرزقي على ابراهيم نصر الله

وهذا رد الأستاذ عبدالله الرزقي على الرواية

مقدمة:

هذا رد موجز على رواية براري الحمى للروائي إبراهيم نصر الله التي كتبت منذ ربع قرن ولما لم يتيسر العثور عليها طيلة هذه المدة ولما تمّ عرضها في المعرض الدولي للكتاب بجدة عام 1425هـ ولما لم تتم قراءة


ردود أو تعليقات أو نقد على تجاوزات حوتها هذه الرواية رأينا أن يكون ردنا موجزاً على النحو التالي (علماً بأنّ منطقة الرواية هي محافظة القنفذة ومراكزها )

إيضاح : وتقديم

قد يقول قائل أو يتساءل من يتساءل إن مجرد الرد أو التعليق على رواية ( براري الحمى / لراويها – إبراهيم نصر الله ) جاء متأخراً جداً . ولكن قد يغيب على السائل إن طوال الفترة التي صدرت خلالها تلك الرواية والفترة التي تلتها حتى ما قبل عصر ( النت ) بقليل لم يكن من المتيسر العثور على هذه الرواية لقراءتها ، ونحن من ضمن من لم يعثر عليها و قد تكون وصلت هذه الرواية إلى أيادي عدد من مثقفي ونقاد وشعراء – أو أدباء ، ولكن قلّ كثيراً أن يكونوا من أبناء محافظة القنفذة / عامة ومن ( العرضية ) بوجه خاص ، إلا أن هناك من أولاء من ردّ أو علّق أو نقد أو نحو ذلك بصورة أو بأخرى ومن أولئك من صرف نظرهم وهم أعلم منا وأقدر منا وأجل ، ولو أن ما ورد في ثنايا هذه الرواية من مغالطات وأوهام وهلوسات مما يكظم الغيظ معه ويعفى عنه لكان ترك الرد أحسن والصمت أبلغ ولكن .. ولأن التاريخ لن يسمح بصمتٍ رهيب من جهابذة النقد العربي المنصف حينما غابوا أو تواطؤوا وتساهلوا في مرور هذه الرواية بعدم إخضاعها لميزان الإنصاف والنقد ولأن التاريخ سيلوم مستقبلاً من صفق وطأطأ رأسه لهذه الرواية وهو يدرك ما حملت في ثناياها من التجاوزات ، ولأن الأجيال القادمة من أبناء القنفذة / والعرضية لن تعذر من بارك لهذه الرواية بعد أن يكتشفوا أن في طواياها إساءات وتحقير لمسقط الرأس ولشبرٍ أو ذراع أو ميل عزيز من هذا الوطن المعطاء الغالي ، ولأن هذه الرواية بما حملته من التجاوزات عرضت بالمعرض الدولي للكتاب بجدة في 13/12/2004م دونما تأمل فيما حوت ، ولأنه يُخشى أن يمتد الأمر إلى أبعد من ذلك فقد رأينا أن يكون هذا رد موجز لبعض ما حوته ، هذه الرواية.

وعندما يأتي هذا الرد فإنه لا يأتي من منزعٍ ( حقدي ) أوللتقليل من شأن هذه الرواية أو الحط من قدرها فتقييمها الفني ذاك ليس شأناً رئيساً في هذا الرد بقدر ما يأتي لتصحيح وتصويب وردّ بعض مخالفات ( سردية حملتها بين طياتها تلك الرواية / وإن اختلف الكثير معي من خارج محافظة القنفبذة / والعرضية / أو من خارج الوطن العربي ، فإن جهلهم بالمنطقة في الفترة التي كُتبت فيها الرواية ، وعدم معرفتهم بالمنطقة ، قد يسوغ لهم أن يكونوا ( ضد اً) وليس ( مع ) وليس مبرراً للرواية بما حملته من مغالطات وتجاوزات – ليس مبرراً ولا مسوغاً لها وليس مؤشر على نجاحها ( وعالميتها) أن تترجم إلى اللغة الإنجليزية وتذهب للعالمية ، وليس من الضروري أو من مؤشرات النجاح لها تزكية الشاعر الإنجليزي / جيرمي ولا تعليق بعض جهابذة الفكر والأدب الرواة والنقاد – ليس بالضرورة أن يكون ذلك مؤشراً قوياً على مكانة الرواية عند الآخرين ، والموقعين على عالمية هذه الرواية والمطبلين لها ، إنما فعلوا ذلك لأنها اتفقت مع نوايا وفكر وتوجهات الروائي فكان الروائي مرآة لأولئك إذ اتفق معهم ( مكنوناً ) ، فانبروا يمدحونها بما ليس فيها وخلعوا عليها حلة ( العالمية والرقي الروائي النادر ) ولنا على تعليقاتهم فيما سيأتي تعقيبٌ وتحليل وملاحظ سنذكرها في مكانها .

الجدير ذكراً هنا أن ردنا هذا يأتي على الرواية في طبعتها الثانية 1992م / نشر دار الشروق للنشر والتوزيع .



تعليق وتحليل على تقديم

د . سلمى الجيوسي للرواية.....

قارئ ذلك التقديم الذي ورد في أول صفحة من الرواية ، يلمس صوراً متعددة للحقد والحسد الدفين ، وأدع الصفحة بما حوته تتكلم بنفسها عن ذلك ، ويكفي ذلك دليلاً . لكن سأقف على متناقضات حواه ذلك التقديم / أوردت ما نصه بقولها ( الشخصية الرئيسية فيها – تقصد الرواية – معلمٌ شاب ذهب ليُدَرِّس في منطقة نائية منعزلة ... الخ ) وهنا نتساءل :

هل جاء إبراهيم ليُدرس كيف نحب الوطن ولو كان جلمود صخر ِ ، ثم كيف صبر أربع سنوات في تلك العزلة ، والذي يأتي ليُدرس في منطقة من مناطق العالم مهما كانت درجة حرارتها ومهما كانت وعورة تضاريسها ومهما كان الأمر ، لا يمكن بأي حال أن يتعالى ولا يمكن أن يزدري الآخرين ويوصفهم بما لا ينبغي ، هذه ليست رسالة التربية والتعليم ، وليست من شمائل العلماء والباحثين .

أين إبراهيم من ( ابن بطوطة )؟ الذي طاف وجاس خلال العالم في رحلاته ، فكم ركب الأهوال الجسام ، وكم مرة وصل فيها وأشرف على عتبة الموت ، لم يصم أحدا ولم يصف الناس بأوصاف مقذعة ، بل حاول في حلي من القنفذة / ( حلى أحد جوامع حلي ) أن ينتظم مع أهله ويكون واحداً منهم ، وخالق الناس بخلقٍ حسن في كل زمان ومكان جمعه بهم في كل قطرٍ من الأقطار ، وما عاب على الناس في كتابه الذي دوّن رحلته به ، ما عاب على الناس : خلقتهم ولا قساوة أرضهم وشدة حرارتها مع أن ابن بطوطة ركّاب أهوال .

ركب أهوال البر والبحر وشعر بالحر والقر في أقطارٍ من العالم تفوق درجة حرارتها حرارة تهامة – القنفذة – والعرضية التي تهيأ لإبراهيم فيها ( دراجة نارية ) لم يمتطيها ابن بطوطة وتيسر لإبراهيم في القنفذة والعرضية ما لم يكن للأوائل ممن ضربوا أكباد الإبل ليُدرسوا ويدْرّسوا .

فما مقدار درجة حرارة العرضية والصحراء التي لم تصهر إبراهيم ، وأوردت في تقديمها كذلك ما نصه : فهو يستعيد تجربة بالغة الإيلام من الاغتراب والوحدة . (( انتهى )) .

إن جُل المعلمين الذين عملوا ودرّسوا وقضوا ردحاً من الزمن ثم سافروا – أقول إن جلهم يؤكدون بعدم شعورهم بالغربة وكان المعلم في فترة الثمانينات والتسعينات الهجرية بالذات مهاباً وله نصيب الأسد من اهتمام المجتمع وتقديمه على أبناء القرية . ولن أتحدث عن كرم الناس له حينئذٍ واحترامه وتقديره حتى أن الطالب كان يفر ويغيّر اتجاهه وطريقه إلى طريق آخر مهابةً وإجلالاً لمعلمه.

وكما أسلفنا فإن الهدف من هذا الرد ليس الإقلال من شأنها أو الحط من قدرها .وليس من شأن هذا الرد نقد الرواية من الجانب الفني – وإنما الغاية هي الرد على تجاوزات وسرديات وردت بالرواية أحببنا تصويبها للقارئ بصرف النظر عن أن الرواية حازت على تزكيات وأنها تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية وأنها قدمت وأنها .... أنها .... .

فإلى الدخول في الرواية لنقف وقفات عاجلة على البعض مما ورد بها ، فالرواية سردية في غالبها ومن عيوبها أنها لم تلتزم بأركان وأدبيات الرواية فتارة تجدها قصة وتارة نلقاها تقريراً وتارة نلقاها نص جغرافي وتأريخي ومجموعة أسماء وتارة أوهام وهلاوس ونوم ويقظة وأخلاط .

أورد في صفحة ( 6 ) ما يوحي أن أشخاصاً طلبوا منه أن يدفع مئة ريال مساهمة منه في دفع نفقات دفنه ! أقول لنصر الله من هم أولئك ؟ أليسوا من أبناء جلدته ؟ ! وهنا وقفة .. إذا لم يستطع نصر الله من شدة الظلمة أن يعرفهم فهم على أي حال ليسوا من أبناء منطقة تدريسه بل هم من زملائه ! ولو عرفهم فلن يصرح بأسمائهم مع أنه ( صرّح بأسماء ) آخرين من أبناء المنطقة .

ورد في هامش صحيفة رقم ( 11 ) ما نصه :

القنفذة مدينة سعودية على شاطئ البحر الأحمر جنوب جدة وتبعد عنها 600 كلم ، والصواب أن المسافة نحوٌ من 350 كم فقط .

الروحاء

في الصفحات رقم :

17 / 18 / 19 / وردت في الرواية

في معمعة اختفاء زميله محمد – ( سبت شمران ) أكثر من مرة ..... ..... ......

ومن ذلك نصه ( عندما تدخلها يفاجئك القسم الشرقي منها رابضاً في أعالي قمة مدججة بالقلاع القديمة إلى آخر وصفه وقوله تخترق قرص الشمس .. انتهى نصه ) ولعله يشير إلى الروحاء أو رامكو ... والواقع أن قرية الروحاء هي المقصودة في قوله ( في أعلى قمة ) دونما يشير إلى الاسم صراحة .....

فعن الروحاء نقول :

الروحاء – قرية قديمة آثارية تقبع فوق تل جبلي متوسط الارتفاع تطل على ما تحتها من جميع الجهات وهي قرية وقلعة حصينة تشرف على وادي جفن شرقاً الممتد من بلاد آل كثير عليان من تهامة خثعم ليلتقي بوادي النظر قبالة الخط العام أمام قرية مخشوشة وتطل غربا على حرمان وادي وقرية وجنوباً على طول امتداد الطريق الدولي( رامكو) ويقع في حضنها الشمالي مما يشرف على آل مطاع وجزء من امتداد وادي جفن / سوق سبت شمران سابقاً ( وخصائص موقع قرية الروحاء – نقصد خصائصها الطبيعية – وما في مستواها من القرى المرتفعة تقضي بالحصول على قدرٍ من النسيم والرياح والهبوب /

التي لا يستقيم في الغالب الأعم إقامة جيوش البعوض بها من جهة وجود الأرياح بها من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي معه أطلق عليها مسمى الروحاء . لهذا فقد بالغ صاحب الرواية بقوله في وصفها بشدة الحرارة وغير ذلك .

وفي صحيفة رقم ( 21 ) في السطر الأول ما لا يستقيم مع المثل والمبادئ وأخلاق المهنة . ( وأدعه ( ..... ) .

وفي صحيفة رقم ( 25 ) قطع الراوي على القارئ حبل يوصل بين طرفي مكان إقامته والمكان الذي يريد الوصول إليه بالهجوم على الإنسان والثقافة الذي يمثل واجهةً شعبية لمحافظة القنفذة – وهو الهود – فيتهجم الراوي على القحم الإنسان فيقول بنصه في الصفحة المشار إليها ( لا تحتاج أن تسأل من أين أتى فهو من نسل الحجارة والغربان والصقور والذئاب ) إلى آخر قوله .

فأما الهود فهو موّال يؤدَّى بلا أية آلة موسيقية في عددٍ من أصقاع محافظة القنفذة الجنوبية والشرقية من القوز – وحلي – وربيعة وأطراف بارق ومحايل ، ويبدو أنه يعود إلى كنانة القبيلة المعروفة ، وهو أصيل يمتد إلى عهودٍ موغلة في القِدم .

قصة البئر....

في صحيفة رقم ( 30 ) كان على الروائي أن يطمس تلك الصفحة لأنها تمثل ( عاراً عليه فعله ) فبدلاً من نظرات ازدراء الناس وحتى الفجيعة لم تحرك فيه ساكناً بل وقف متفرجاً ومنتقداً للهجة ابن المنطقة ليودعها روايته على مركب الازدراء والاستهزاء بدلاً من أن يشمر أخينا عن ساعديه ويشارك ولو برأي فيما حلّ على الناس – نجد في المقابل أنه وجد للفضول مساحة في زحمة الطراد ولم يجد للنخوة والتفاعل مع الآخر مساحة قيد أنملة ونعبر على كثير من الإرهاصات والهلوسات والخيالات الفنتازية والتفاصيل التي ضمنها الرواية بما لا يستحق الوقوف عندها .... لنقف على تجاوزات آخرى .

وفي صفحة ( 38 ) يصور لك أن الزواحف والأفاعي هي قصر على البيئة التي درّس فيها وكأنما لا يوجد شبر من الأرض إلا به أفاعي تزحف ، فكيف سلِم من هجمتها طوال أربع سنوات .

ومما يضحك ويبكي في آن أن الروائي أوجد له ولغيره من اللاواقع ومن مخيلته بيئة مخلوقة اختفت فيها الأنوثة والرجولة .

وفي صفحة ( 40 ) تارة يكون في مملكة اللاوجود وأخرى يكون موجود وعندما يكون موجودا وفق رؤاه يرى ما حوله وفق نصه : أموات ينخرهم السّل ويواصلون حياتهم فيها قتله وفيها ثريبان ولكن لا يهم أريد أن أرى الأرض فهي جميلة .

ولو كُتب هذا النص بتجريد المكان والزمان لمن في جزيرة واق واق فإن إنسياً مهما بلغ من الفطنة لن يفك شفرة ذلك النص ليس لأن الغموض فيه ميزة ولكن لأنه خلطٌ وأوهامٌ وهلاوس غير مفهومة .

ولم يصبّ الروائي جم امتعاضه وغضبه وعدم رضاه على منطقة تدريسه بل امتد إلى منطقة ( عسير ) ففي صفحة ( 51 ) ورد ما نصه بقوله ( جبال عسير / لا بحر فيها ولكن يُقال بأنها تملك القليل من المياه والقليل من الرطوبة والقليل من الطيبة والقليل من الأرض ) . وهذا ما لا يتوافق جملةً وتفصيلاً مع الواقع وحقيقة الأرض والعباد هناك ، وهكذا هي مخالفات الرواية من أول صفحة بها حتى الجلدة .

وهناك إسفافٌ وجور بائن حملته الرواية في ثناياها ... ولكن رأينا صرف النظر عنها لنصل إلى صفحة رقم ( 110 ) و ( 111 ) ، وكأن الروائي ناقم على الجميع وعلى الجهات الأربع للمكان واستهجن فرحة الناس بقدوم طريق نقل الناس والمكان إلى مصاف التقدم والازدهار فإلى نصه وذلك بقوله :

( عندما لاحت الآلية الأولى للشركة الإيطالية التي تعمل على شق الطريق من جدة حتى محايل جنوب القنفذة / انطلق أهالي سبت شمران وثريبان / ونقمة والسواد / راكضين كلٌّ يمسك طرف ثوبه بأسنانه التي لا يبارحها المسواك ، نساءً وأطفالاً / شيوخاً بخصور ضامرة وينخرهم السل ، وهذا لا يتفق ولم يتفق مع واقع الحال جملة وتفصيلا ، صحيح أن الناس فرحوا بمقدم هذه الطريق ولكن ليس على طريقة النص الذي أورده الروائي مع كل أسف .

والراوي يوهم الناس بالفقر ، ولم يسلم حتى خرطوم السودان : حيث أورد في صفحة ( 111 ) قوله ( أما أحمد عثمان المدرس السوداني القادم من فقر الخرطوم فقد قال : لن أنتظر الشارع .

********

ويخرج الروائي وفق حمياته وهلاوسه عن الواقع فيما وصف به مجاعة مختلقة ومزعومة في صفحة ( 117 ) وأن الناس بالقنفذة يطبخون العظام آلاف المرات لآلاف السنوات ، وهكذا يستمر ازدراء وتحقير الناس في منطقة تدريس الروائي .

والروائي قد كتب الرواية في أربع سنوات ، وحملت في ثناياها الكثير الكثير مما راينا تركه وعدم التعليق عليه ولقد نُصح الروائي بحرق هذه الرواية ، وهو معترف بذلك ، ولكنه عدل عن ذلك ، وهذا من الأدلة الدامغة على أن بالرواية ما لا يتوافق مع الذوق والأدب العام . لم نسهب في الرد على كل واردة وشاردة ، وما نحبّذ أن نوصي به في هذه العجالة :

إن على صاحب الرواية إعادة النظر وإمعانه في عدد من القضايا والأمور التي لا علاقة لها بالصحة وجانبها الصواب ، والرواية وإن أجيزت من أكبر مؤسسة ثقافية في العالم ، ولو تُرجمت بالسبع لغات إلا أنها تحتوي على لفيفٍ مما يشو بها .

وأما الأرض والبلاد والعباد فإنه لا يعوّل على أوضاعها في بداية التنمية ومن الطبيعي أن أي منطقة مزدهرة في العالم من أقصاه إلى أقصاه إنما كان لها بداية لا تعيبها مهما كانت متواضعة وشيئاً فشيئاً تنمو وتزدهر . والمناطق التي وردت في الرواية كانت في وضع ووقت الرواية في بداية التنمية ولا يعيبها أنها مرت بتلك الفترة مثلها مثل أي منطقة كان لها بداياتها المتواضعة . واليوم وقد لبست البلاد حُلّة من الازدهار والتطور والتقدم ، فإنه – ولله الحمد – ترفل المنطقة في ثوبٍ من التنمية المزدهرة والطريق الذي استهجن الروائي فرحة الأهالي به أود أن أقول للروائي أن ذلك الطريق كان وراء النقلة الجذرية بالمنطقة إلى الأمام .

وعموماً فإننا لم نعمد إلى الرد على كل ما ورد من تجاوزات ، وحسبنا أننا رددنا على جُلّها ، وأبناء المنطقة فيهم من لو انتقد أو علّق أو ردّ فإن رده أو تعليقه سيكون أبلغ مما أنا صغته ، لغةً وإبانةً وإيضاحاً .

ولكنهم آثروا الصمت الذي لم يجب أن يكون ، وأنا لست إلا خادماً لهم وما قدّمته هو قليل وقليل جداً من العلم الجم لديهم ، ولقد تمكن أحد مثقفيهم من العثور على مصوّرة من الرواية كتب عليها عبارة تنم عن عدم الرضا والسخط ، فعلى غلافها سجّل :

[ هذه الرواية مكتوبة بمداد الحقد ]

تكفي هذه العبارة لوحدها للتعبير عن امتعاض أبناء منطقة القنفذة والعرضية وعدم رضاهم لما سطّره يراع إبراهيم في تلك الرواية مما لا يُرضي .

والرواية في واقع الأمر استحقت حكم الحرق الذي أُوْصِي به للروائي من قِبل أحد النقاد .

وإن أصر الروائي على إبقائها وطبّل لها من طبل فإنها محروقة معنوياً من اهتمام وفكر القارئ بلا شك .

والآن إلى معارضة لما ورد في الصفحة الأولى من الرواية :

جنوبا جنوبا حيث البحر الأحمر حيث جزائر القماري وجبل الصبا يا جنوبا حيث جزيرة القنفذة التي ذكرها صاحب سمط النجوم العوا لي في أنباء الأوائل والتوالي جنوبا جنوبا حيث سوق حباشه الذي تشرف بإطلالة محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في اتجاره مع خديجة بنت خويلد جنوبا جنوبا حيث طريق تجارة قريش – وهذيل – عبر رحلة الشتاء إلى اليمن جنوبا – جنوبا حيث ثميدة بيت الجمبخان – مخزن الرصاص

والكحل الاثمدي جنوبا جنوبا حيث جبال الجلب وخزنة العير حيث هناك بيت الأسمنت ليشهد أكبر مصنع في الشرق الأوسط الآن

جنوباً – جنوباً حيث وادي يبه بيت الفضة وحديقة النخل والتمر وجداول الغيول تنساب ممزوجة بالتبر واللجين

جنوباً – جنوباً حيث وادي قنونا هناك حط آخر ملوك بني جرهم مضاض الجرهمي آخر والي على مكة من جرهم حط في قنونا بإبله ذاك ما ساقه الأزرقي في أخبار مكة وفي قنونا دوى فيها بهمسات النخيل شعر كثير في رثاء صديقه خندق الأزدي ذاك ما ساقه الجغرافي الحموي في معجم البلدان

جنوباً – جنوباً بين قنونا ويبه وأقصى جنوب الأحسبة هناك وصل وفد سليمان بن داوود يبحث عن أجود أنواع الذهب وهناك وهناك جنوباً مالا تتسع المساحة لاستيعابه أرث كبير مر عليه بعض ( مدرسي الضرورة ) من خارج البراري مرور الكرام لم يكونوا قرأ تاريخ أم أنهم كانوا كذلك وتغافلوا عمداً فجاؤا ليقرأوا فقط مالا يتعدى عصرهم ومكانهم وما يتفق مع حاجاتهم ويحقق مآرابهم وغاياتهم فما استنطقوا نقشا على الحجارة أو رسوماً تعود لعصور العرب البائدة لم يقفوا عليها ولو وقوف عابر وتركوا كل ذلك وانشغلوا حتى عن رسالتهم التربوية التي من أجلها جاءوا للبراري انشغلوا بوصم البشر والمدر والشجر والكدر والمناخ والتضاريس

إذا كان الصيف في برارينا قاسيا لفترة من الفترات فإن شتاءنا دافئاً حانياً يلف تحت جناحيه من هبط إلى البراري من السراة فينتزعه من فكي البرد الصقيع فيبدوا في براري تهامة فصيحاً منطلق اللسان مستقر الجنان لا تصطك في فكيه الأسنان

جنوبا – جنوباً حيث عسل السدر النادر القليل في الشمال الكثير في الجنوب ، أما الربيع فهو كالحلم الوديع الهادئ في برارينا وقد أغمضت العيون عن جماله في الجداول وخضرة الأشجار وهطول الأمطار وتفتح الأزهار .. أما الخريف في البراري فهو سيمفونية ناطقة في تساقط أوراق السدور وذهبية شمس الأصيل عن الغروب .

إن الوطن مسقط الرأس عزيز وحبيب على أهله من أي قطر من أقطار العالم حتى ون كان كجلمود صخر حطه السيل من عل ، لقد قدم قادم وهو عن الواقع والوجه المشرق للبراري نائم وذهب يزدري البشر والحجر أن رأت عينه حسناً أغمضها وأن رأت هفوت ، إلى أين ذهب أبناء البراري ؟ ذهبوا إلى جميع أقطار العالم وما الذي تركوه من أثر ؟ تركوا في تلك الأقطار ذكراً طيباً وأثراً أطيب يفوح برائحة أغصان البرك والكادي والفل والورد الطائفي لم يتعرضوا للبشر ولا للحجر ولا للمدر وهم أدباء فضلاء وهم على علم في أدب وصحبة ماجد وهم مجيدون لصناعة الأدب بجميع ألوانه وأطيافه شعراً ونثراً وقصة وخطابة ورواية وهم في مقدورهم أن يملأ الكون الفسيح بملايين الروايات ولكن روايات لا تعيب على الناس معاشهم ولا تنتقص من بيئاتهم ولا من تضاريسهم .



عبد الله بن حسن الرزقي


القنفذة - العرضية الجنوبية ص ب 42

المملكة العربية السعودية



حسن بن صموت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-2009, 11:03 PM   #4
 
الصورة الرمزية حسن بن صموت
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

رد ابراهيم نصر الله على الاستاذ عبدالله الرزقي

الأخ العزيز عبد الله بن حسن الرزقي أشكرك على اهتمام ببراري الحمى، لم يسبق لي أن قمت بالرد على أحد زوار الموقع، ولكن أظن أن قراءتك تستحق الحوار. كما أنني أكن احتراما خاصا لقراء كتبي. في البداية أحب أن أشير إلى أن براري الحمى ليست أدب رحلات بل رواية، وإذا ما أراد أن يفهمها شخص ما فإن عليه أن ينظر إليها من داخل جمجمة بطلها المحموم، المصاب بالملاريا، التي أتمنى ألا يجربها أحد، وإذا ما أردت أن تقرا ما كتبته عن القنفذة من أدب الرحلات فيمكنك أن تعود إلى كتابي الأخير (أقل من عدو، أكثر من صديق/ السيرة الطائرة) وأظن أن الحصول عليه ليس صعبا، وهناك خمسة فصول تتحدث عن القنفذة من وجهة نظري الشخصية المباشرة. وبالمناسبة أحسست أن باستطاعتي كتابة كتاب جديد عن تلك التجربة القاسية إلى أبعد الحدود. لم أبق في القنفذة أربعة أعوام بل عامين، أما لماذا احتملتها فهذه مسألة أخرى، لا يجوز الحديث فيها، لأنني أعتقد أنك فطن بما فيه الكفاية. كنت هناك قبل 31 عاما، ومن لم يعرف القنفذة في تلك الأيام، لا يستطيع الحديث عنها لمجرد أنه يعرفها اليوم، فهي أفقر منطقة رأيتها في حياتي، ولم أر مثلها سوى منذ عامين، حين زرت مدينة مدايين/ كولومبيا/ أمريكا اللاتينية، حيث كانت (في القنفذة) الملاريا مستوطنة وكذلك السُّل والفقر المرعب الذي أتمنى ألا يعرفه أحد، وبالمناسبة (ومع أنني لا أحب أن أقتبس كلام الملوك والرؤساء) فقد صرح الملك عبد الله بن عبد العزيز حين زار الجنوب مؤخراً أن هذه المناطق ظُلمت ونُسيت وأن على الدولة أن تلتفت إليه لتنصفها، فما بالك والأجواء التي تتحدث عنها الرواية كانت قبل 31 عاما!! أما عن الناس فالرواية تتحدث عن شخصيات سعودية بمنتهى الطيبة والصدق وتتحدث عمن هم عكس ذلك، ولا أرى أن الناس لا بد أن يكونوا ملائكة ما داموا سعوديين أو فلسطينيين أو مصريين أو سويديين؟!! وأذكرك أن أسوأ شخصية في الرواية هي شخصية المدرس (المغترب)! أحمد لطفي الذي يطرده أهل القرية والمدرسون معا صوب الجبال. ولو أتيح لك قرأءة ما كتبته في روايات (الملهاة الفلسطينية) عن (شعبي) لرأيت أن هنالك شخصيات تغدو معها أسوأ شخصيات براري الحمى ملائكة. المسألة الأخيرة، التي لم تُفهم جيدا، هي تصريحي لصحيفة الحياة حول أن أحد النقاد نصحني بحرقها حين قرأ المخطوط، فوضعت (الحياة) تلك الجملة عنوانا للحوار، وكنت أريد أن أقول إن هناك نقدا متخلفا كان سائدا في تلك الفترة، ينظر للبطل المنتصر والنهايات السعيدة، ذلك النقد الذي يحكم على الأعمال الأدبية بمسطرة الواقعية الاشتراكية في أسوأ تطبيقاتها، نقد متخلف (للأسف هنالك ما هو أسوأ منه هذه الأيام) نقد لا يرى الناس على حقيقتهم، نقد متعصب لمقولات جاهزة وآراء غير قابلة للحوار. أما المسألة ما بعد الأخيرة: فهي المكان. إذ لا يستطيع أحد أن يقول لي ما هو، لأنني عشته وخبرته وقطعت براريه راجلا وعلى دراجة وفي صناديق سيارات الهاي لوكس!! وفي الحقيقة أتمنى أن أزوره الآن مرة أخرى. مع تحياتي إبراهيم نصرالله




التعديل الأخير تم بواسطة حسن بن صموت ; 06-05-2009 الساعة 11:11 PM.
حسن بن صموت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-2009, 11:48 PM   #5
 

حمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوقحمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوقحمود عبدالله مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها


ان انت أكرمت الكريم ملكته
وان انت أكرمت اللئيم تمردا

القارئ لما سبق من تعليقات على الرواية سيكتشف مدى الحقد الذي ملأ نفس الكاتب دون الرجوع للرواية

وبعد مطالعة لما ورد في الرواية ومطابقتها لما أورده من تطرق لها بالنقد

ومطابقتها قبل ذلك بوقع الحقيقة وما هي عليه منطقتنا ''فنحن أبناء هذه المنطقة وادرى بأحوالها حتى في تلك الفترة التي نسج فيها ذلك الكاتب ثوب حقده المتسخ بالكذب والزيف والدنائة


هذا انسان مريض وحقود واجتمعت به كل صفات اللؤم

والواقعية التي كان يرمي لها نهجا كي توصم به روايته
غابت عن المكان الذي احتوته الرواية وظهرت في شخصية كاتبها





حمود عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2009, 08:32 AM   #6
 

مسك الكلام سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها

الأخ: حسن بن صموت

شكر الله لك جهدك الذي تعطر به المنتدى بين الحين والآخر فتعتبر من السباقين دائماً في عرض

المواضيع التاريخية والمخطوطات الموثقة التي أنارت سماء منتدانا الشامخ واستفاد منها الكثير .

أمّا بالنسبة للرواية فلقد أتاني خبرها قبل شهر تقريباً عندما هاتفني أحد الإخوة من مدينة الرياض

وأخبرني بأنّه أثناء بحثه في مكتبة أبية وجد رواية تتحدث عن العرضية الجنوبية وأهلها للمؤلف

(ابراهيم نصرالله) فاشتقت لقراءتها وطلبتُ منه إرسالها فقال"تراه ذكرها بسوء وهاجم أهلها حيث ذكر

معاناته عندما كان معلّماً فيها قبل زمن" فتحمّست وزاد اشتياقي رغبة في قراءة ماكتب ذلك الأرعن

وكنت أظنّ نفسي أنا الوحيد الذي يعلم عنها من أعضاء هذا المنتدى حيث فكرت في عرضها للقراء بعد

قراءتها واستيعابها ولكن سبقتني يا أستاذ حسن كما هي عادتك . بورك فيك وزادك الله علماً ودرايةً ولي

عودة إن شاء الله بعد قراءتها كاملة.

تقبّل فائق احترامي وتقديري.



مسك الكلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-18-2009, 03:06 PM   #7
 
الصورة الرمزية قلم رصاص
 

قلم رصاص مذهل  وصاحب ذوققلم رصاص مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: رواية براري الحمى تتجنى على العرضيه وأهلها


بسم الله .. والصلاة والسلام على رسول الله

أشكركـ جزيل الشكر عزيزي بن صموت على إيراد هذه الرواية هنا وفي هذا القسم بالذات

لقد اطلعت على هذه الرواية قبل فترة ليست بالطويلة بعد أن أخبرني أحدهم أنها تحوي أسماء من منطقتنا

تصفحتها على عجل ولم أقم باقتنائها بصراحة أعجبت بها ولكن سرعان مانسيتها

ولما كتبت عنها سارعت بتحميلها وتفحصتها ومحصتها وهاأنا أعجب بها من جديد

أحترم آراءكم وأحترم دفاعكم عن منطقتكم .. ولكن في الأخير تبقى رواية رائعة من جميع النواحي

بألفاظها بتشبيهاتها بغموضها أحياناً ببعض المصطلحات فيها

إنها حقاً رائعة

أنصحكم بقرائتها ،

ولايعني حقيقة مافيها فهي في الآخر من نسج الخيال ممزوجة بالتأكيد بحياة ربما كانت سئية لذلك الشخص في ذاك المكان

شكراً عزيزي حسن





التعديل الأخير تم بواسطة قلم رصاص ; 06-18-2009 الساعة 03:10 PM.
قلم رصاص غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2010, 10:01 PM   #8
 
الصورة الرمزية عشق أبدوي
 

عشق أبدوي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةعشق أبدوي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عشق أبدوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~{ تبيني أَعتذِر ••أسف •• ولگن وش هي الزله .؟ ~ ح ـلــم ملتقى بنى بحير بلقرن للشعر الشعبي 16 11-05-2011 12:39 AM
رواية حب اسير الصمت المواضيع العامة 2 09-16-2011 01:29 AM
بحيره في العرضيه الجنوبيه بنت الوطن الاحتفالات والتصوير والغرائب 4 03-02-2010 07:07 AM
شعر من زوجه اولى لزوجها : حبك من قلبي غسلته بفيري واذا تبيني ارضى عليك جبلي بلاك بيري اميرة القمر المواضيع العامة 6 01-14-2010 02:42 AM
قرى العرضيه الشمالية رمضان كريم منتدى القلم الخاص 9 08-24-2009 05:00 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75