التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



السيرة النبوية قسم يهتم بسيرة المصطفى علية افضل الصلاة والسلام من مولده حتى مماته

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

Like Tree20Likes

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 11-09-2020, 12:39 AM   #193
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٣ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة )) كاملة
________
________
لبس النبي صلى الله عليه وسلم ، ملابس الحرب مرة أخرى
وأمر بلال أن ينادي المسلمين
{{ لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }}
وهكذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج المسلمون واستعمل على المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }}
أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟
الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى {{عبس وتولى أن جاءه الأعمى }}
فلقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة
{{ ١٤ مرة }}
يصلي بالناس ويرعى شئون المدينة
وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية {{ لعلي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وارضاه
فسبق الجيش الى {{ بني قريظة }}
وغرس الراية في أصل الحصن
فأخذ بني قريظة ينالون من النبي صلى الله عليه وسلم على مسمع {{ علي }} فلم يرد عليهم
وانما قال :_ السيف بيننا وبينكم
_____________
و اتجه المسلمون الى {{ بني قريظة }}
وكانت المسافة من المسجد النبوي الى {{ بني قريظة }} حوالي {{ ١٠ كم }}
وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق
ولكنهم لم يصلوا العصر
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
{{ لا يصلين أحدكم العصر ، إلا في بني قريظة }}
وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها
فأختلف الصحابة في الأمر
هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟
أم يأخرونها عن وقتها حتى يصلون الى بني قريظة ؟

فصلى البعض العصر
وقالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر الا في {{ بني قريظة }}وانما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج الى بني قريظة
بينما لم يصلي البعض الآخر العصر
وتمسك بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكاً حرفياً
حتى فاتته صلاة العصر في وقتها

فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم
أقر الفريق الأول على صلاته العصر في وقتها
واقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر
فكان قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه بين يديه وهو على قيد الحياة

فلما أقترب النبي صلى الله عليه وسلم من حصون
{{ بني قريظة}}
نادى عليهم من وراء الحصن
:_يا كعب يا حيي
[[ وكان حيي بن أخطب قد دخل مع بني قريظة حصنهم حين رجعت الأحزاب ، وفاء لكعب بما كان عاهده عليه ، اتذكرون عندما قال لكعب وهو يقنعه بنقض العهد ، اعاهدك إن انهزمت الاحزاب ان ادخل معك الحصن ها هو معهم ]]
نادى عليهم من وراء الحصن
:_يا كعب يا حيي
فلما برزوا له
قال :_ انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} كما قال لهم سعد بن معاذ تماماً
[[ لم تكن الآيات نزلت بعد تخبر النبي ان الله مسخهم قردة وخنازير ، فسبحان الله الذي انطق سعد
لأن اليهود مسخ الله شبابهم {{ قردة }}
أما شيوخهم فمسخهم الله {{ خنازير }}
وذلك عند اعتدائهم يوم السبت بصيد السمك، وقد حرم عليهم الصيد يوم السبت ، وقد أمرهم أن يتفرغوا لعبادة ربهم في ذلك اليوم ]]
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
فقال له حيي :_ يا أبا القاسم ، ما عهدناك صخاباً ولا فحاشاً [[ اي ما تعودنا عليك تغلط ]]
فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن كررها
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
_____________
ثم ضرب عليهم الحصار
اجتمع المسلمون عند {{ بني قريظة }} وفرضوا عليهم الحصار ، وأخذوا يرمونهم بالسهام
فلما رأى ذلك {{ كعب بن أسد }} سيد قريظة
وقف في قومه ودعاهم الدخول بالإسلام
وقال لهم:
- لقد تبين لكم أنه نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب حيث لم يكن من بني إسرائيل ، فادخلوا في الإسلام تأمنون على دمائكم وأموالكم ونسائكم وأبنائكم
ولكن رفض كل يهود {{ بني قريظة }} الدخول في الإسلام
وقالوا : _لا نفارق حكم التوراة أبدا، ولا نستبدل به غيره
____________
وطلب {{ بني قريظة}}
من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل اليهم أحد الصحابة وهو {{ أبو لبابة }} رضي الله عنه
حتى يستشيروه
[[ لأنه كان أقرب الصحابة اليهم، لأنه كانت له معهم صلات نسب وعلاقات تجارية ]]
فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : _يا ابا لبابة ، اذهب إلى حلفائك، فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس
[[ يعني اختاروك بني قريظة من بين جميع الأوس ]]
فلما دخل عليهم ابو لبابة
أول ما رأوه قام اإليه الرجال
وبكى النساء والصبيان في وجهه [[ بسبب المحاصرة وما نزل بهم ]] فرق لهم {{ أبو لبابة }}
ثم أرادوا ان يستشيروه
قالوا :_ يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟
[[ انت اعطينا رأيك نرضى بحكم محمد ]]
فقال لهم :_ نعم ، وأشار لهم بيده الى حلقه
[[ اي الذبح ، يعني اذا نزلتوا على حكمه رح يذبحكم يعني بهذه الاشارة من ابو لبابة كأنه يقول لهم اياكم ان تنزلوا على حكم رسول الله ]]
وكانت هذه الإشارة من {{ أبي لبابة }} سقطة كبيرة وخطأ عظيم من {{ أبي لبابة }}
يقول ابو لبابة رضي الله عنه :_ فوالله ما زالت قدماي من مكانهما [[ ما تحركت من مكاني ]]حتى عرفت أني خنت الله ورسوله
فأنتبه على نفسه
____________
فنزل من عند {{ بني قريظة }} مسرعا وهو يبكي
ولم يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم
بل ذهب الى المسجد النبوي ، وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة
وقال:
والله لا أحُلُّ نفسي منها [[ اي لا أفك وثاقي ]] حتى يحلني رسول الله بيديه
ولا أذوق طعاماً ولاشراباً حتى يتوب الله علي أو أموت
[[ وهذه الإسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه، يطلق عليها الآن اسطوانة التوبة ، ويطلق عليها اسطوانة أبو لبابة
الذي زار المسجد النبوي وصلى في الروضة موجوده هذه الاسطوانة في الروضة ومكتوب على رأسها اسطوانة أبو لبابة ]]
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وكان استبطأه قال: _ أما لو جاءني لاستغفرت له ، وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه
[[ قلنا مافي دلع عند رسول الله ، الرسول صلى عليه وسلم يربي رجال ]]
وانزل الله في ابي لبابة قوله
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه وبقي أيام على هذه الحال تحت الشمس الحارقة
وكانت زوجته أو بنته تحُله إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة فإذا فرغ أعادته إلى الرباط
ومكث على هذه الحالة سبعة أيام
لايذوق طعاما ولاشرابا حتى خر مغشيا عليه
ثم نزلت توبته في القرآن العظيم في سورة التوبة بقوله تعالى {{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }}
فلما نزلت الاية اسرع الصحابة ليخبروه بالبشرى
فقال ابو لبابة
- والله لاأَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحُلُّني
فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده
__________
نرجع الى المغضوب عليهم
ضرب عليهم الحصار بضعة عشرة ليلة، فأبوا ان ينزلوا على حكم الله ورسوله
فشدد الحصار عليهم ، وألقى الله الرعب في قلوبهم
فقالوا :_ ننزل على حكم {{ سعد بن معاذ }}

[[ يا الله سبحانك ما أعظمك ، كيف أراد ان يبرز قدر هذا الصحابي الجليل ، وكيف اراد ان يعطينا درسا بالثقة بالله
الم يرجو الله سعد
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا
وها هم يريدون ان ينزلوا على حكم سعد ]]
______________
فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب
{{سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
وكان سعد لا يزال في المدينة ، لأنه كان قد أصيب في الأحزاب في وريده
قال لهم النبي :_ لا تؤذوه أحملوه على دابة صغيرة
[[فحملوه على حمار صغير و وضعوا تحته وسادة ]]
واحاط به رجال قومه
وكانت قدماه تخطان على الارض [[لانه على دابة صغيرة حتى لا يؤذوا جرحه ]]
ورجال من قومه من الاوس يقولون له :_
يا سعد أحسن في مواليك ، فإن رسول الله قد حكمك فيهم لتحسن فيهم
يا سعد أحسن إليهم
وسعد لا يرد عليهم
فلما أكثروا عليه الطلب
قال{{ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم }}
ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان النبي يجلس بين اصحابه {{ مهاجرين وانصار }}
فلما أطل سعد
فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى الانصار وقال
:_ قوموا الى سيدكم فأنزلوه
فقام الانصار
النبي صلى الله عليه وسلم ، أمر الانصار لأن سعد من سادة الانصار
ولم يأمر المهاجرين

قال :_يا معشر الانصار قوموا الى {{ سيدكم }}
فقام الاوس والخزرج
وقام معهم النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قام النبي ، قام المهاجرون ايضاً احتراماً لقيام النبي صلى الله عليه وسلم
[[ اذن ماذا حدث ؟؟ يعني وقفت الامة الاسلامية كلها احتراما لقدوم هذا الصحابي الجليل {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه ، مافي مسلمين غيرهم بذلك الوقت هم الامة الاسلامية ومن خيارها ، كلهم وقفوا ]]
___________
فلما أنزلوه جلس سعد الى الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم
- يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك، فاحكم فيهم
[[ يعني الامر بأيدك اعمل اللي بدك اياه تعفو تصلح تعاقب امرهم لك ]]
فقام سعد وهو يتكأ على رجلين [[ لم يحكم وهو جالس ]]
فوقف سعد {{ اللهم ارضى عن سيدنا سعد ، ترضوا عليه }}
فحمد الله واثنى عليه
ثم التفت الى الجهة التي فيها وجوه اليهود وقومه من الانصار
وقال :_ وعليكم عهد الله وذمته أن حكمي نافذ فيكم لايرد ؟
قالوا‏:‏ - نعم
ثم نظر الى المسلمين
قال‏:‏ _وعلى المسلمين‏ ؟‏
فقال له الصحابة : نعم
ثم ألتفت الى الجهة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واطرق رأسه أدباً واجلالاً وتعظيماً
وقال : _ وعلى من ها هنا‏؟‏
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم وعليَّ
فقال سعد
{{ إنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ رجالهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم }}
رضي الله عن سعد
[[ اخلع الضرس واخلع وجعه ، متى سنخلص نحن من قرفهم ؟؟ قريبا ان شاء الله ، كما وعدنا الله ورسوله ]]
فلما انتهى كلام سعد
يقول الصحابة :_فما راعنا الا و النبي صلى الله عليه وسلم وقد وثب قائماً
وهو يقول :_ والذي نفسي بيده ، لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سموات
_______
ألم يطلبوا هم ان ينزلوا على حكم {{ سعد }} ؟
وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد
وهو قتل الرجال المقاتلين، وسبي النساء والأبناء ، ومصادرة الأموال
فقتل في هذا اليوم {{ ٧٠٠ }} من يهود {{بني قريظة }}
وقيل {{ ٤٠٠ }} وحفر لهم قبورهم في ديارهم
وقتل {{حيي بن أخطب }}
والذي كان له الدور الأبرز في تجميع القبائل، وهو والد السيدة [[ صفية]] والتي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بعامين
وعندما قدموا {{ حيي }}
لتضرب عنقه ألتفت الى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال بكل وقاحة مع الكفر :_ والله مالمت نفسي في عدواتك يوماً [[يعني مش ندمان ]] ولكن من يَخذل الله يُخذل
ثم ضربت عنقه ومات على هذه الوقاحة
ورغم مرارة ما ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم لم يزل صاحب {{ الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم }}
فلما قسمت النساء من السبايا
قال لأصحابه :_ لاتفرقوا بين الأم و وأولادها
ولم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا المقاتلين فقط
وهنالك من اسلم منهم لم يقتلوا
ولم يقتل الذين لم يشتركوا في القتال
وتعامل بالرحمة مع السبايا، فلم يبعد طفل أو طفلة عن أمه
________
وموضوع قتل هذا العدد من {{ بني قريظة }} هام جدا
لأنه من أكثر الشبهات التي يستخدمها أعداء الإسلام في الطعن على الإسلام
وهناك مئات الأفلام والكتابات الغربية التي تتناول فقط هذا الموضوع
وهنالك بعض المسلمون [[ الكيوت اصحاب القلب المرهف ]] ينكرون هذا
ويتهمون فيها الإسلام ويتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالوحشية
بالله عليكم سؤال
لو كانت الأحزاب انتصرت بمعاونة {{ بني قريظة}} ماذا كان حصل للمسلمين ؟؟
لكان المسلمون قد تعرضوا لنفس هذه العقوبة واشد ، وهي قتل رجالهم، وسبي نسائهم وأبنائهم، وتفريق أموالهم
__________
ثم نرجع لمعتقدهم هم انفسهم
ماذا يوجد عندهم في التوراة {{ العهد القديم }}
الذي يقدسه اليهود والنصارى في سفر{{ التثنية }}الإصحاح رقم ٢٠
هذا النص
{{ 10 حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ

[[ قبل ما تحارب اي مدينة اعرض عليهم الصلح ]]

11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.

[[ إذا عرضت عليهم الصلح و وافقوا ، فكل الشعب يصبح خدم لك وعبيد ]]

12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.

[[ إذا اظهروا لك العداوة حاربهم وحاصرهم ]]

13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
[[ اذا حاربتهم و نصرك الله عليهم اقطع رقاب كل الرجال اللي حاربوك ]]

14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
[[ نسائهم وذريتهم سبايا وكل اموالهم تكون غنيمة لك من الرب ]]
15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.
16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا

{{ لن اطيل عليكم يكفي هذا ، من كتابهم هم }}
__________
ولو اعتبرنا الذي فعلوه يهود {{ بني قريظة }}
حصل اليوم ، نحن نعيش في بلد واحدة ، قامت قرية او مجموعة
بمثل هذا المكر والخبث ماذا نسميه
{{{ خيانة عظمى }}}
ما هو تعريف الخيانة العظمى في القوانين هو
١_عدم الولاء للدولة
٢_ العمل ضد مصالحها
وفي القانون الأمريكي
{{ تتم الإدانة بالخيانة العظمى إذا انضم شخص إلى عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وعقوبة الخيانة العظمى في أي قانون هو أقصى عقوبة، سواء الإعدام أو السجن مدى الحياة في الدول التي لا تطبق عقوبة الإعدام }}
ولو أن أي قاضي في أي دولة في العالم عرضت عليه الآن قضية خيانة {{ بني قريظة }} للمسلمين في غزوة الأحزاب فسيكون حكم هذا القاضي هو نفس حكم {{سعد بن معاذ }} وهو قتل المقاتلة
ولو ترك الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرجال المقاتلين لكانوا قد اتجهوا الى خيبر
وعادوا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وتحريض القبائل عليه
افضل حل بلغتنا كما قلت لكم [[ اخلع الضرس واخلع وجعه ]]
_________
نرجع لقصة {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ان يضرب له خيمة في المسجد النبوي
وذهب الرسول و المسلمون الى بيوتهم
واستراح سعد تلك الليلة
ورفع طرفه الى السماء يناجي ربه
اللهم اني سألتك ثلاثاً ، فأعطيتني اثنتين ، وبقي لي عندك واحدة
{{ اللهم أفجرها وأجعلها طريقي للجنة }} اي الجرح
فأنفجرت جرحه [[ كما دعا الله تماماً ]]وسالت منه الدماء حتى خرجت من خارج الخيمة
واقترب الأجل
يقول الصحابة :_ فما راعنا وإلا والنبي صلى الله عليه وسلم يخرج من إحدى حجراته
مسرعاً يجر ردائه خلفه وهو
يقول لاصحابه :_ قوموا ، قوموا فأشهدوا موت رجل يهتز له عرش الرحمن
قوموا ، فقد سبقتكم الملائكة إليه
قال :_ فدخل على خيمة سعد
فقال لسعد من كان معه في الخيمة
:_ها هو رسول الله قد حضر يا سعد
ففتح عينيه سعد ، ونظر للنبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يا رسول الله لقد سألت الله الآن ، ان لا يقبض روحي حتى يكون آخر ما يقع عليه بصري من هذه الدنيا هو وجهك يارسول الله فإني
{{ أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله }}
وفاضت روحه رضي الله عنه وارضاه وجزاه الله عنا كل خير
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل الى البقيع ويدفن فيها بجانب المسجد النبوي
وعندما حملوا جنازته، كانت خفيفة
فتعجبوا لذلك
[[لأنه كان طويلا جسيما ]]
قالوا :_ يا رسول الله والله ما رأينا جنازة خفيفة كجنازة سعد
[[ يعني حاملين نعش سعد بس كأنه فاضي ]]
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ وهل تركت لكم الملائكة ما تحملونه من النعش
لقد انزل الله {{ ٧٠ الف }} من الملائكة لم ينزلوا الى الارض قبل اليوم ليشيعوا سعد بن معاذ
هذا هو سعد الذي اهتز عرش الرحمن فرحاً بقدومه
[[ كيف لو رجال في مجلس ينتظرون قدوم ، رئيس دولة او ملك ، فلما يقترب موكبه ، ويسمع الجالسين بوصوله يقف الرجال ويهتز المجلس كله بهذا الخبر ، هكذا اهتز عرش الرحمن وتهيأ لأستقبال سعد ]]
_________
رضي الله عن سعد
مات {{ سعد بن معاذ }} شابا عمره {{ ٣٦ عاما}}
ولم يتجاوز عمره في الاسلام {{ ٦ سنوات}}
إلا أن أنجازاته في الاسلام يعجز أن يفعله الكثيرون في أعمار طويلة
_______
هل حقق الله رجاء سعد ؟؟؟ أجل
هل اكرم الله سعد بما طلب ؟؟؟ أجل
هل تنزل القران كما نطق سعد ؟؟ أجل
{{ إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، صدقوا الله في تلقيهم للقرآن فتلألأت كلمات القرآن على شفاههم كما تتلألأ الكواكب في السماء ملئوا قلوبهم بحب الله فظهر أثر ذلك على الجوارح }}
هل علمتم كيف كان اصحاب رسول الله ؟
هذا هو {{ سعد بن معاذ }} يا من تسألون ماذا فعلت يا سعد في ستة سنوات حتى اهتز لك عرش الرحمن ؟؟
هذا الذي أثلج صدر النبي صلى الله عليه وسلم في مواقفه
هذا الذي قال بالامس القريب
{{قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه
وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً
أفحين أكرمنا الله بالإسلام ، وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا }}
هذا رجل ذو ثقة عظيمة بالله
_____ #الأنوارالمحمدية _______
____ صلى الله عليه وسلم _____



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2020, 12:40 AM   #194
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٤ »
السيرة النبوية العطرة (( سرية محمد بن مسلمة ))
___________
نحن الآن في العام السادس من الهجرة
ويسمى هذا العام {{ عام السرايا }}
أرسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم في {{ ١١ شهر }} فقط
{{ ١٦ سرية }}
وخرج بنفسه صلى الله عليه وسلم قيل مرتين وقيل ثلاث
يعني بمعدل كل {{ ٢٠ يوم }} كان هناك سرية
وهو أكبر عدد من السرايا في سنة واحدة
ووقعت في بعض هذه السرايا بعض المصادمات
ووقع بعض القتلى والجرحى
بينما لم يقع في بعضها أي مصادمات
وكان الهدف من هذه السرايا هو تخويف الأعراب والأعداء الذين لم يستكينوا بعد ولم يتأدبوا
شرع صلى الله عليه وسلم بهذه السرايا
بتأديب بعض القبائل العربية {{حول المدينة }} الذين شاركوا جيش الاحزاب ، في غزو المدينة
صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله
{{ نبي ، وإمام ، وقدوة ، وعبادة لله ، ورحمة ، وزوج ، واب وقيادة فذة لم يُرى مثله من قبل ولا من بعد }}
أراد ان يؤدب بعض القبائل الذين شاركوا الأحزاب حتى لا يفكروا مرة ثانية بالإقتراب من المدينة
قائد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
نذكر بعضها فقط للأستفادة من الدروس والعبر ، للننتقل بعد ذلك الى {{ صلح الحديبية }}
____________
سرية {{ محمد بن مسلمة}} الى {{ بني القرطاء }}
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ محمد بن مسلمة }}
في {{ ٣٠ راكباً }}
الى بني القرطاء
فلما أغاروا عليهم هربوا ، فأخذوا إبلهم و مواشيهم
وعف {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه عن نسائهم فلم يأخذ النساء والذرية سبايا
وكانت من اكبر الغنائم التي غنمها المسلمون
ثم رجعوا الى المدينة
__________
وفي طريق العودة
رأى {{ محمد بن مسلمة }} راكب يعدو في الطريق
[[ فظن انه من الرجال الذين فروا من القوم ]]
فأنطلق المسلمون نحوه واخذوه اسيراً
والصحابة لا يعرفونه
وهذا الرجل لم يعرفهم عن نفسه ، ولم يكلمهم
والسبب
لأنه كان عند العرب عزة نفس ، لا يقبلون الذل ابداً ،
فلم يُعرَّف القوم عن نفسه
وهذا الرجل اسمه {{ ثمامة بن أثال }} سيد بني حينفة من أهل {{ اليمامة }} الذي من قومه خرج {{ مسيلمة الكذاب }}
أسروه والصحابة لايعرفونه
__________
فلما قدموا به المدينة ليس معهم اسرى غيره
فعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرفه
فقال لاصحابه :_ أتدرون من الرجل ؟
قالوا :_ لا يا رسول الله
فقال لهم :_ هذا {{ ثمامة بن أثال }} سيد بني حنيفة فأحسنوا إليه
فربط الصحابة {{ ثمامة }} في أحد سواري المسجد
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أحد بيوته
وقال لأهله:_ اجمعوا ما كان عندكم من طعام فأبعثوا به إليه
وأحسن إليه النبي صلى الله عليه وسلم
ثم مر به صلى الله عليه وسلم
وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟
فقال ثمامة :_ عندي خيراً يا محمد
إن تقتلني تقتل ذا دمٍ [[ يعني ان قتلتني انا سيد القوم سيأتي قومي لأخذ الثأر ]]
وإن تُنعم تُنعم على شاكر [[ يعني ان تنعمت علي وتركتني ستجدني شاكر لمعروفك ]]
وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت [[ لأنه سيد قومه ومعه من المال الكثير أطلب اللي بدك ياه مثل ما نقول اليوم شك مفتوح بس اطلب ]]
________
فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ومضى ولم يكلمه
في اليوم الثاني مر من عنده
وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟
فقال ثمامة :_ عندي خيراً يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دمٍ ،
وإن تُنعم تُنعم على شاكر ،وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت
______
فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ومضى ولم يكلمه
في اليوم الثالث مر من عنده
وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟
فقال ثمامة :_ لك عندي ما قلته لك بالأمس

[[ حبيبي يا رسول الله ، تركه هكذا عن قصد في المسجد ثلاثة ايام حتى يسمع بلال وهو يأذن الله اكبر الله اكبر ، ويرى المسلمون كيف يحضرون للصلاة وعند الفجر ، ويسمع القران من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بهم ، وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض بالحب والود والرحمة، وحتى يسمع حديث وكلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزوجل وجماله وعظمته ورحمته ، وعن حقيقة هذه الدنيا ]]
قال :_ لك عندي ما قلته لك بالأمس
فقال لأصحابه :_ أطلقوا ثمامة
[[ هكذا دون أن يطلب منه فداء ، مع أن ثمامة كان قد عرض أن يدفع فداء كبيرا عن نفسه، وكل ذلك كان طمعا في اسلام ثمامة ]]
________
فلما أطلقوا [[ ثمامة ]]
ذهب قريبا من المسجد ، ودخل بين النخيل والاشجار واغتسل
ثم دخل الى المسجد و وقف في وسط المسجد
والنبي صلى الله عليه وسلم بين اصحابه
وقال :_ يا محمد {{ صلى الله عليه وسلم }}
يامحمد !!
والله ما كان على الأرض كلها ، وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك
فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي
يا محمد !!
والله ما كان على الأرض كلها دين أبغض إليَّ من دينك
فأصبح دينك أحب الدين كله إليَّ
يا محمد !!!
والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك
فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ
وإني يا محمد
أعلن أمام الجميع غير مكره ولا حانث
أني {{ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله }}
ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه
[[ لأنه سيد قومه والناس تتبع اسيادهم ]]
_________
وامر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، أن يقرؤوه القران ويفقهوه بالدين
فلما قضى اياماً
قال للنبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ يا رسول الله إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة
[[ يعني عندما اسرني اصحابك كنت ذاهباً للعمرة ]]
فماذا ترى ؟
اتأذن لي الآن في العمرة ؟؟
فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودعا له بخير
فأنطلق {{ ثمامة }} سيد بني حنيفة لأداء العمرة
فدخل مكة
ورفع صوته بالتلبية
[[ولم يفعلها احد من المسلمين قبله فكان اول من اعتمر ورفع صوته بالتلبية جهرا ثمامة رضي الله عنه ، سعد بن معاذ رضي الله عنه اعتمر قبله سرا وقد ذكرتها لكم عندما رآه ابو جهل ]]
رفع صوته على مسمع قريش
فتركوه حتى انتهى من عمرته طاف وسعى ، فأخذوه
وقالت له قريش :_ يا ثمامة صبوت ؟؟
قال :_ لا ، بل أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا :_ وجئت تغيظنا بتلبية محمد
قدموه فلتضرب عنقه
فقام رجل من قريش
وقال :_ ويحكم !!!!
أنسيتم أنه سيد {{ بني حنيفة }} ؟؟
ومن أين تأتيكم الحبوب وأعلاف ماشيتكم ؟؟
ومن اين تأتيكم كذا وكذا ؟؟
[[فأخذ يعد لهم خيرات اليمامة التي كانت تأتيهم في رحلة الشتاء و الصيف ]]
فتوقفوا عن عقوبته
ولكنه وقف {{ ثمامة }} في صحن الكعبة معلناً وهو يقسم بالله
فقال :_ لا والله وأقسم برب هذا البيت ، لا يأتيكم حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم
وخرج من عندهم
________
وبر في قسمه
ومنع قومه من اليمامة أن يرسلوا لقريش شيء
ولايأذنوا لتاجرٍ في مكة ان يدخل اليمامة على الإطلاق
[[وكانت اليمامة ريف مكة ]]
منع قومه وأمرهم بمقاطعة قريش
فكان أول من قام {{ بالمقاطعة الإقتصادية }} في الاسلام
حتى جهدت قريش ، وضاقت احوال مكة بهذه المقاطعة
ثم كتبت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى {{ ثمامة }}
أن يسمح بارسال المواد الغذائية الى مكة
فأرسل ابو سفيان رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيها
يا محمد
تزعم أن الله أرسلك رحمة للعالمين ، وإنك تأمر لصلة الرحم
فما رأينا من رحمتك الا السيف
وها انت تقطع ارحامك في مكة
فإن رجل من أصحابك ، قد منعهم قوتهم فجاع العيال وهلك الكبار
__________
ومن كرم اخلاقه صلى الله عليه وسلم
ارسل الى {{ ثمامة}} أن لا يمنع من خيرات اليمامة عن مكة شيء ، وأن تبقى الأمور على ما كانت عليه قبل اسلامه
[[ هذا بالرغم من أن قريش كانت قد حاصرت المسلمين في شعب أبي طالب ثلاثة سنوات كاملة ، حتى كان المسلمون يأكلون أوراق الشجر أتذكرون ؟؟ وحتى قال أحد الصحابة كنا نبعر كما يبعر البعير ولكن لم يرضى النبي صلى عليه وسلم أن تجوع قريش وأن يجوع الشيوخ والنساء والأطفال
كانت هناك حربا اقتصادية يشنها النبي على قريش صحيح ولكن عن طريق التعرض لعير قريش ، ولكن هذه الحرب الإقتصادية كانت تصيب قريش في أموالها ولا تصيبها في طعامها ]]
____________
فلما رأى ثمامة خُلق النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش
الذين تحزبوا وجمعوا له {{ الأحزب }} بالأمس القريب
وكيف يعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم
قام {{ ثمامة }}
ودعا قومه الى الاسلام ، فأسلموا
وكما قال الشافعي رحمه الله
{{ أحسن إلى الأحرار تملك رقابهم ، فخير تجارات الكرام اكتسابها ، ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً ، فعما قليل يحتويك ترابها }}
فلما أسلم قوم ثمامة رضي الله عنه
قام شاعر {{ بني حنيفة }} معتزا بأسلام سيده {{ ثمامة }} الذي كان اول من رفع صوته بالتلبية في مكة
وقال :_
ومنا الذي لبى بمكة معلناً ... برغم أبي سفيان في الأشهر الحرمِ
________
هذا كله من خلق النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى
{{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }}
وحتى لا يظن البعض أن ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم ، يدل على ضعف المسلمين
لنأخذ الجانب الآخر
فالإسلام جاء ووضع الأمور في مواضعها
فالرحمة والكرم .... في موضع
والشدة والبطش ... في موضع
فبعد اشهر من اسلام {{ ثمامة }}
شاع الخبر بين العرب كيف أحسن النبي إليه ، وظنوا أن المسلمين بلغتنا اليوم [[ طيبين بينضحك عليهم بكلمتين وايش ما عملت معهم ، يعفو ويصفحوا ]]
__________
جاء رجال من{{ عُكَل وعُرَينة }} اسمهم هكذا بضم العين
جاء رجال من هذه القبيلتين
واعلنوا اسلامهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه على السمع والطاعة
فلما نظر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم مصفرة وجوههم ، ضعاف نحال ، لا يناسبهم جو المدينة
فأمر أن يلحقوا بأبل الصدقة
[[ وأبل الصدقة ترعى خارج المدينة في الهواء الطلق ]]
وأمرهم ان يشربوا من ألبان تلك الإبل
وان يغتسلوا من بولها
[[ وكان بها شفاء ، بفراسة النبي صلى الله عليه وسلم عرف أن الداء الذي فيهم لا يطرده إلا بول الإبل وحليبها فكانوا يشربوا من لبنها ويغتسلوا من بولها ]]
حتى إذا عافهم الله وقوية اجسادهم [[وكان عددهم بضعة عشر ]]
فلما تعافوا وقوية اجسادهم
أعتدوا على راعي الابل [[ وهو من المسلمين من المدينة ]]
وليتهم قتلوه ، بل مثلوا به
فسملوا عينيه بشوك طويل [[ يعني خلعوا عيونه ]]
ومثلوا به مثلة قبيحة
قطعوا يده ، ورجله ، وقلعوا عينيه ، وغرزوا الشوك في لسانه
ثم ألقوه في الحرة
[[وشرحنا معنى الحرة في غزوة الاحزاب فالمدينة يحيط بها حرتين وهي صخور بركانية سوداء ليس فيها شجر ]]
ألقوه في الحرة ، وهو مثقل بالجراح حتى مات
واخذوا {{ أبل الصدقة }} كلها وارتدوا عن الاسلام ، وهربوا
__________
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
أرسل خلفهم رجل من الصحابة
عداء لا يُسبق ، ورامياً لا يُخطأ اسمه
{{ كرز بن جابر الفهري }} رضي الله عنه وارسل معه {{ ٢٠ }}من الصحابة
وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحق بهم ، و أن يردهم الى المدينة احياء ولا يقتلهم
_______
فأدركوهم في الطريق و أحاطوا بهم ، وأسروهم ، وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة
وانظروا ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم
وهو المشرع لنا عن ربه ، ليعلمنا
اين تكون الرحمة ومحاسن الأخلاق ؟؟
واين تكون الشدة والبطش ؟؟
حتى نتعلم
كيف نعامل المفسدين في الارض
وكيف نعامل الضعفاء فينا
وكيف نكرم اصحاب الخلق الحسن
و نضع الأمورفي موازينها فليس كل الناس {{ سواء }} في المعاملة
كما قال الشاعر
{{ إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا }}
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
________
أمر أن تسمل أعينهم كما سملوا عين الراعي
[[ فحميت المسامير على النار وقلعت اعينهم ]]
ثم أمر أن تقطع ، أيديهم وأرجلهم من خلاف
[[ تقطع اليد اليمنى والقدم اليسرى ]]
ثم امر ان يلقوا في الحرة
واخذوا يطلبون الماء من شدة العطش فأمر النبي ان لا يسقوا حتى يموتوا .... فماتوا عطاشا
فأنزل الله على نبيه مؤيداً لفعله
{{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }}
فلم يسمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عينا

إما قتل او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض
كل مفسد حسب جرمه
فعلم العرب حول المدينة ، أن عند محمد رسول الله
١_ الكرم والرحمة في موضعه
٢_ والشدة والبطش في موضعه
وان محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يعامل الناس كلهم بمعاملة واحدة ، فكل إنسان يعامل حسب فعله
يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية _____
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2020, 12:41 AM   #195
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٥ »
السيرة النبوية العطرة (( سرية زيد بن حارثة ))
__________
قلنا في الجزء السابق أن العام السادس للهجرة ، كان عام {{ السرايا }}
وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يأدب العرب حول المدينة ممن تحزبوا مع الأحزاب وتجمعوا لغزو المدينة
فكما أمّنَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بأقتلاع جرثومة الفساد من داخلها من أخوة القردة والخنازير {{ بني قريظة }}
أراد صلى الله عليه وسلم أن يأمنها من خارجها
وقد أتيت لكم على سرية {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه
ونأخذ اليوم نموذج آخر عن هذه السرايا أختم به حديثي ، لننتقل بعده الى {{ الحديبية }}
___________
في {{ جمادى الأول }} من السنة السادسة من الهجرة
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم {{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه
ومعه{{ ١٧٠ راكبا }} الى {{ العيص}} لاعتراض عير لقريش

[[والعيص هو مكان يبعد عن المدينة ٢٢٠ كم، وهو في طريق تجارة قريش الى الشام، وهذه هي ثاني مرة يرسل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سرية الى هذا المكان لاعتراض عير لقريش، وكانت المرة الأولى، هي أول سرية يرسها الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما أرسل عمه {{حمزة بن عبد المطلب }} رضي الله عنه ،في الشهر السابع من الهجرة لاعتراض عير قريش ، وكانت أول سرية في الاسلام ]]
___________
خرجت سرية {{ زيد بن حارثة }} الى {{العيص }} لاعتراض عير لقريش في اطار {{ الحصار الاقتصادي }} والحرب الإقتصادية التي يشنها الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش واستطاعت سرية {{ زيد بن حارثة }} أن تستولي على القافلة بالكامل وأسروا بعض رجالها، بينما أفلت قائد العير وهو {{ أبو العاص بن الربيع }}
أتذكرون هذا الأسم ؟؟
أبو العاص بن الربيع ، هو الذي كان متزوجا من السيدة {{ زينب }} بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد ذكرت لكم قصته
__________
السيرة النبوية أصبحت آمانة في أعناقكم ، كل مؤمن قرأها فهو مسؤول حسب أستطاعته في نشرها
فهو علم وفي زماننا من السهل نشره ، وأنتم من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مهمتكم بعد موت نبيكم صلى الله عليه وسلم ، نقل مفهوم هذا الدين الى الناس ، ولن تجدوا مثل السيرة للتأسي
فالسيرة هي {{ الدين كله }}
كيف لا ؟؟
وهي الترجمة العملية لهذا الدين ، متمثلة بسلوك
{{ النبي صلى الله عليه وسلم }} وأصحابه الكرام
وسلوكهم كان تطبيقاً عملياً ، في كل يوم لِما يتنزل عليهم من وحي
وقد أنزل الله على نبيه في حجة الوداع قوله
{{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }}
شهادة من الله ، أن الدين قد كمُل ، والنعمة قد تمتّ ، وأن الإسلام أصبح واقعاً مترجماً على الارض
فشهادة من الله
أن كل صحابي جليل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم كان {{ قرآن متحركاً }} يسير على الأرض
فمن أراد أن يتعلم دينه ، فعليه بالسيرة
وانتم متابعون السيرة ، و قد لمستم ذلك
واصبح مفهوم الدين لديكم واضح ، في كثير من الأمور التي كنتم تجهلونها من قبل
فلقد تعلمتم الكثير ، صغاراً وكباراً
فمن يسلك الطريق الى الله بلا مرشد ، سيستغرق مائة عام في رحلة لا تحتاج سوى يومين
وخير مرشد لنا في ديننا {{ السيرة النبوية العطرة }}
___________
فمن أراد العقيدة يجدها في السيرة
كيف لا ؟؟ وهي عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام
ففيها العبادات
وفيها السياسة
وفيها تربية الرجال
وفيها كيف نتعامل مع عدونا {{ سلماً وحرباً }} بعهود أو بنقض عهود
فالسيرة يا أحباب رسول الله هي {{ الدين كله }}
فالسيرة يا عباد الله ، السيرة يا احباب الله ، السيرة يا خير امة ، السيرة {{ للتأسي لا للتسلي }}
لنرى قدوتنا التي نصبها الله لنا ، كيف كان ؟
فنسير على خطاه
بنص القرآن الكريم
{{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }}
إذن من كان يرجو وجه الله، والقرب من الله ، وهو من العابدين الذاكرين لله
فأسوته {{ محمد رسول الله }} صلى الله عليه وسلم
__________
انشروا سيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ولا تكونوا ممن كتم علماً
فيأتي الناس يوم القيامة ، من قرابته واصدقائه يحآجونه امام الله
لماذا لم تخبرنا في الدنيا ، وقد علمت ؟؟
لماذا كتمت عنا ما كنت تعلم ؟؟
لعله كان علمك الذي كتمته ، يُصلح حالنا في الدنيا لو اخبرتنا
فلا تكونوا ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار }}
بل كونوا من خيار هذه الأمة الذين تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
لتشملكم هذه الآية
{{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }}
وانشروها كما شئتم ، وخذوا منها ما شئتم ، وليس من الضروري اسم الكاتب على الاطلاق ، ولا اعتبره سرقة لا !!
بل هو واجب عليك وأنت ملزم به
فمن واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2020, 12:42 AM   #196
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٦ »
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى الحديبية )) البداية
__________
__________
بعد غزوة الأحزاب ، قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عدد كبير من السرايا في السنة السادسة من الهجرة
فكانت ثمرة هذه السرايا
{{ أن المسلمين هم القوة الإقليمية الأولى في الجزيرة }}وأتجه ميزان القوى بوضوح لصالح المسلمين على حساب قريش
__________
في ذلك الوقت ، وفي شهر شوال من السنة السادسة من الهجرة
رأى النبي صلى الله عليه وسلم {{ رؤيا في منامه }}
أنه صلى الله عليه وسلم وصحابته
يدخلون المسجد الحرام وقد حلقوا شعورهم
[[ أي أنهم يدخلون مكة معتمرين ]]
ورؤيا الأنبياء وحي من الله تعالى
_________
وعلى الفور أعلن صلى الله عليه وسلم ، أنه سيخرج
لأداء {{ العمرة }} ودعا كل المسلمين في المدينة للخروج معه، وكذلك الأعراب حول المدينة
كانت الفكرة مفاجئة للجميع
فالحرب بين المسلمين وقريش قائمة ، بل وفي أوجها
ولم تكن قد مرت على غزوة {{ الأحزاب }} ومحاولة قريش غزو المدينة سوى عام واحد
ومجرد الاقتراب من مكة فيه خطورة شديدة
ومع ذلك كانت قوانين الجزيرة العربية، وأعراف قريش نفسها تقضي
بألا تتعرض قريش لمن يدخل {{ مكة المكرمة }}
مهما كانت بينه وبين قريش من خلافات
بل على العكس عليها أن تقوم
١_بحمايته
٢_اطعامه وسقايته
٣_خدمته
وقد كان معروفا
{{ أن الرجل الذي يرى قاتل أبيه في مكة ، فلا يستطيع أن يتعرض عليه حتى يخرج من الحرم }}
فمكة كانت لكل العرب في الجاهلية ، ففيها {{ بيت الله }}
حتى في {{ الإسلام }} مهما كانت سياسة الدولة متوترة مع دول أخرى ، لا يحق لها منع أي مسلم على وجه الارض كلها على الإطلاق من دخول مكة المكرمة
فهي حق لكل المسلمين ، وقد توعد الله بالعذاب الأليم والخزي لمن يمنع مسلم واحد من دخول الحرم ، مهما كنت معه على خلاف
قال تعالى
{{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم}}
___________
ومع ذلك لم يكن الأمر بهذه السهولة على الصحابة
لأنه ليس هناك ما يضمن أن قريش ستحترم هذه الأعراف وقد انتهكت قريش اعرافها قبل ذلك كثيرا
ولو كان الأمر هكذا سهلا لذهب بعض المسلمين لأداء العمرة بصورة فردية
ولكن هذا لم يحدث
ولو حدث لأسرته قريش
لم تحدث سوى حالتين عمرة فقط ، منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
١_الأولى بعد الهجرة مباشرة، وقد قام بها {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه وأرضاه وعندما عرفه {{ أبو جهل }} تصدى له ومنعه من استكمال طوافه بالكعبة
٢_ ومرة ثانية بعد الهجرة بثلاثة سنوات، قام بها {{ثمامة بن اثال}} سيد بني حنيفة وقد رفع صوته وجهر بالتكبير ، وقد تعرضت له قريش كذلك، ولكنها لم تستطع منعه لمكانته
___________
اذن الأمر ليس سهلا ، وليس هناك ما يضمن أن قريش لن تتعرض للمسلمين
بل على العكس تاريخ قريش مع المسلمين
يقول {{ أن خروج المسلمين لأداء العمرة فيه خطورة شديدة جدا }}
ولذلك لم يستجب للنبي صلى الله عليه وسلم ، سوى المؤمنين فقط
بينما رفض المنافقون الخروج الى هذه الرحلة المهلكة من وجهة نظرهم
وكذلك لم يخرج الأعراب الذين حول المدينة
____________
فكان عدد الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم
{{ ١٤٠٠ }} من الصحابة
ولكنه كان صف نقي خالص ليس فيه منافقون
وليس فيه أناس ايمانهم ضعيف
واذا كان الصف {{نقي طاهر فلابد }} أن النصر قريب، كما كان في بدر وكما في قصة طالوت، وغير ذلك من المشاهد
___________
خرج صلى الله عليه وسلم واصحابه في {{ ذي القعدة }}
في نهاية السنة السادسة من الهجرة
وكان مع المسلمين ، عدد كبير من الإبل لذبحها في مكة
وهو ما يسمى {{ الهدي}}
والهدي هو ما يهدى من الأنعام الى الحرم تقرباً الى الله تعالى وافضله هو {{ الإبل }}
فأشعرها وقلدها
معنى {{ أشعرها }}
هو أن يجرح أحد جانبي سنام الناقة ، ويأخذ من دمها ويلطخ به السنام كعلامة ان هذه الناقة {{ هدي لبيت الله الحرام }}
ومعنى {{ قلدها }}
هو أن يوضع في عنق الأبل قطعة جلد أو غير ذلك
وكانت العرب في الجاهلية تعلق {{ النعال اي الاحذية }} على عنقها حتى يعرف أنها هدي فلا يتعرض لها أحد
أما النبي صلى الله عليه وسلم ، قلدها فوضع على رقاب الهدي شيء آخر من الخرز الذي يستخدمونه ، جعل على عنقها قلائد دليل على أنه متجهاً للبيت الحرام ، وأنه لايريد أن يحارب احداً ، فكان محرماً معتمراً
____________
وكانت تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ، لأصحابه
هو الخروج بسلاح المسافر فقط
لأنه خرج لأداء العمرة ولم يخرج للحرب
ولم يحملوا معهم ملابس الحرب حتى ولو على سبيل الاحتياط
[[ وسلاح المسافر هو السلاح الذي يحمله من يريد السفر ، ولا يزيد عن سيف ، أو خنجر ، أما المحارب فانه يرتدي الدرع ويحمل الترس ويتقلد السيف ويحمل قوسه وسهامه وحربته]]
وكان الخروج بسلاح المسافر فقط حتى يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم
أنه لم يخرج لحرب ، وانما خرج لأداء العمرة ، وكان فيه دليل على شجاعة المسلمين وثقتهم بأنفسهم
وصل صلى الله عليه وسلم والمسلمون الى {{ ذي الحليفة }} وهي التي نطلق عليها الأن {{ آبيار علي }}
وهو المكان الذي يحرم منه القادمون من المدينة الى مكة، وأحرم المسلمون من هذا المكان، وبدؤا في التلبية
{{ لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك }}
___________
وصلت الأخبار الى قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
والمسلمون لأداء العمرة
وأجمعت قريش رأيها على منعهم دخول مكة والتصدي لهم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه يسير على بركة الله
فعندما وصل المسلمون الى منطقة {{ كراع الغميم }}

[[ منطقة تبعد عن مكة ٦٣ كم فقط ، وجدوا أن قريش قد جمعت جيشا لصد المسلمين عن التقدم في اتجاه مكة، وكان هذا الجيش مكون من قريش نفسها ومن الأحابيش، وهي مجموعة من القبائل المتحالفة مع قريش، وقد اطلق عليها الأحابيش لتحبشها أي لتجمعها ]]
وكان هذا أول مظهر من مظاهر نية قريش منع المسلمين من أداء العمرة، وعدم احترامها للأعراف التي تقضي بعدم التعرض لمن يأتي الى مكة معتمرا
___________
واستشار النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ، لأن الأمر خطير
وكان رأي البعض هو قتال هؤلاء الأحباش
وكان ممن تكلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
فقال:_ يا رسول الله
الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرين ولم نجيء لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه

[[ أي أننا لا نبدأ أحدا بقتال لأننا خرجنا معتمرين، ولكننا مع ذلك نكمل طريقنا الى مكة، فاذا اعترض هذا الجيش طريقنا قاتلناه، واذا لم يعترض طريقنا وكان لمجرد التخويف أكملنا طريقنا الى مكة ]]
فقبل النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة هذا الرأي واستحسنوه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
:_ هل من رجل يأخذ بنا عن غير طريقهم فندخل مكة من غير الطريق المألوف ؟؟

[[ لان الطريق من المدينة الى مكة معروف طريق اهل الشام فأراد ان يخالف تجمعهم وينحرف عن الطريق المعروف فيباغتهم ويدخل مكة لأنه إذا وصل و دخل مكة فلا قتال بالحرم ]]
فقال رجل ، له خبرة بالطرقات
قال :_ انا يا رسول الله
فسلك بهم عقبة وثنية [[ اي طريق وعر ومنحني لا يتسع هذا الطريق إلا لرجلين وثلاثة وهكذا ساروا طوال الليل ]]
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ، بالمسلمين في طريق منحرف متجنبا جيش مكة، وأكمل المسلمون طريقهم، ولم يعترض جيش قريش والأحباش المسلمون
__________
فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى منطقة تسمى
{{ عسفان }} تبعد عن مكة حوالي {{ ٤٠ كم }}
علمت قريش بذلك
فأرسلت قريش لهم فرقة قوية من الفرسان
عددها {{ ٢٠٠ }} فارس
وكان على راسهم {{ خالد بن الوليد }} ووقف ورائهم جيش مكة من قريش والأحابيش
____________
وفي ذلك الوقت جاء موعد {{ صلاة الظهر }}
ووقف المسلمون يصلون الظهر
والمسلمون لم يأخروا الصلاة عن وقتها الا في
{{غزوة الأحزاب }} فقط وقد ذكرتها لكم يوم الخندق
وقف صلى الله عليه وسلم مطمئنا لصلاة الظهر
ووقف خلفه المسلمون ، وكان {{ خالد بن الوليد }} قائد فرسان المشركين يراقبهم من بعيد
وشاهد المسلمون وهم يركعون ويسجدون، والأمر يتكرر منهم
ووجد أن هناك فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم
فسأل من حوله :_ هل سيصلي المسلمون مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟
فقال لهم بعضهم:_ نعم إن لهم صلاةً بعد هذه [[ أي العصر ]] هي أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم
___________
فتجهز {{ خالد بن الوليد }} وجهز كتيبته للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر
واستعد جيش مكة لذلك ، الغدر من المسلمين
[[وهذا يدل على خوف جيش مكة الشديد من المسلمين، حتى وهم بسلاح المسافر ، وقريش بكامل عتادها، وحتى وهم يملكون ٢٠٠ فارس، ولم يكن مع المسلمين فارس واحد ]]
فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم
بتشريع {{ صلاة الخوف }}
فلما حضرت صلاة العصر
ووقف صلى الله عليه وسلم يصلي بالمسلمين
{{ صلاة الخوف }} لأول مرة
فصلى وصلى خلفه نصف الصحابة
والنصف الثاني من الصحابة وقف خلف المسلمون لحراستهم وأتم صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين
ثم وهو في التشهد سلم الصحابة [[ اي انهوا الصلاة السلام عليكم ورحمة الله ]]
وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم
وانصرف الصحابة ووقف للحراسة
ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رأى {{ خالد بن الوليد}} ذلك وهو يراقبهم من بعيد ذهل
وقال متعجباً :_ إن القوم ممنوعون !!!
[[وكان هذا الموقف له أثر كبير في اسلام {{خالد بن الوليد}} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، لأنه أسلم بعد صلح الحديبية بشهور قليلة ]]
_______
بعد أن صلى المسلمون العصر
عاد {{خالد بن الوليد }} بكتيبته الى مكة ليخبر قريش ، أن محمدا ومن معه لم يأتوا لقتال ، وقد ساقوا الهدي واشعروها وقلدوها محرمين معتمرين
وكانت مكة في قمة ارتباكها ، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار
_________
ثم انحرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين مرة أخرى متجنباً جيش مكة ، وأكمل المسلمون طريقهم
حتى اقترب المسلمون جدا من مكة
و وصلوا الى وادي أسمه {{ الحديبيبة }} أرضه منبسطه
وسبب تسميته {{ الحديبية }}
لان فيه {{ بئر }} ماءه قليل يبض الماء بضاً
[[ يجلس الذي يريد ان يشرب منه ساعة حتى يملئ قربته وهو يحني ظهره {{ فيحدب }} ظهر الرجل ]]
فسمي البئر {{ الحديبية }} لأنه يحدب ظهر الرجل ومن هذا البئر أخذ المكان اسمه
وهذا المكان هو الآن ضاحية من ضواحي مكة
[[أي أن المسلمين أصبح بينهم وبين مكة اثنين أو ثلاثة كيلومتر ، وأصبحوا يرونها أمام عيونهم من بعيد ]]
وأصبح الموقف شديد الحرج ، ففي أي لحظة يمكن أن يقع القتال
__________
في ذلك المكان {{ الحديبيىة }}
أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكمل طريقه ويدخل مكة
بركت ناقته القصواء ، ورفضت أن تتحرك
فزجرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تقم
وحاول الصحابة أن يدفعونها
واخذوا يقولون لها :_ حل حل
[[ حل كلمة عند العرب يزجرون بها الابل اذا احرنت عن المسير ]]
ولكنها رفضت التحرك
فقال الصحابة: _ خلأت القصواء
[[ القصواء اسم ناقة النبي خلأت يعني أحرنت ورفضت المسير ]]
قالوا :_خلأت القصوى
يقول الصحابة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم
يرفع صوته في وجوهنا
ويقول :_ ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ، والذي نفسي بيده لا يسألوني [[ أي قريش ]] خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها

[[ القصواء وهي ناقته التي دخل عليها المدينة المنورة يوم الهجرة عندما قال لاصحابه {{دعوها فإنها مأمورة }} فالقصواء تسير بأمر الله ، تقودها الملائكة فلما رفضت التحرك علم النبي انها مأمورة ، وحبسها الله ومنعها دخول مكة كما منع فيل أبراهة
معنى ذلك فهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ، مشيئة الله لعدم دخوله مكة ، ليحفظ الله نبيه واصحابه من غدر قريش
لذلك هو مستعد لقبول حلول أخرى غير أن يدخل المسلمون مكة ويؤدون عمرتهم ، لأن عدم تحرك الناقة وهو أمر ليس من طبيعتها فيه اشارة من الله تعالى الى عدم الدخول في قتال مع أهل مكة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان لحكمة عند الله تعالى ]]
فعسكر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في ذلك الوادي {{ الحديبية }}
فقال الناس :_ يارسول الله نزلت بنا على غير ماء
وإن بئر {{ الحديبية }} لا يستقي منها الراكب أو الراكبان ونحن كثير
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ انظروا هل بها من ماء ؟؟
فجاؤا النبي
وقالوا :_ ليس فيها إلا الدلوين او الثلاث ؟!!
فأخذ سهماً صلى الله عليه وسلم من كنانته وأعطاه لأحد اصحابه
فقال :_ انزل فيها [[ اي البئر ]] واغرسه فيها باسم الله
فنزل الرجل
وقال :_ بسم الله وغرس السهم في وسط البئر
يقول اصحابه :_
[[وهم فوق ١٥٠٠ رجل يعني الحديث فوق المتواتر ]]
قالوا :_ والذي بعثه بالحق ، لقد أخذ الماء يفور ، وله هدير كأنه الماء يغلي بالقدور ، فما أن أسرعنا حتى أخرجنا صاحبنا وإلا كان قد غرق ، ففار الماء وفاض حتى ملء البئر
[[وكان فتحت البئر كبيرة يجلس الناس حوله ]]
فجلس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حول البئر يغترفون الماء لا يحتاجون لحبل ودلو ينتشلون الماء

يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2020, 07:03 AM   #197
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٧»
السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية ))
___________
بركت القصواء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي ذلك الوقت كانت قريش في قمة أرتباكها
لأنها لا تعرف ما الذي تصنعه ؟؟
لا هي قادرة على قتال المسلمين !!!
ولا هي قابلة لدخول المسلمين الى مكة !!!
قال لهم خالد بن الوليد :_ لقد جاؤوا معتمرين محرمين
يقولون :_ وإن جاء معتمراً محرماً ، لا يدخلها علينا عنوة [[ يعني رغم عنا ]]
____________
فماذا فعلت قريش ؟
أرسلت الى زعماء القبائل المحيطة بمكة ، ليحضروا ويشهدوا معهم أن محمداً {{ صلى الله عليه وسلم }} جاء معتدياً الى مكة
فحضر إليهم سريعاً
١- بديل بن ورقاء {{سيد خزاعة }}
٢_ حليس بن علقمة {{ سيد الأحابيش }}
٣_عروة بن مسعود الثقفي {{ سيد الطائف }}
___________
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة
وهو {{ خِراش بن أمية }} رضي الله عنه إلى قريش
ليخبر قريشا أنه جاء معتمراً ، وأنه ولم يأتِ للحرب
ولكن ما ان دخل مكة حتى اعترضته قريش
وعقروا الناقة التي كان يركبها وكادوا يفتكون به
لولا أن منعهم سيد الأحابيش
فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره بما حدث
___________
فقالت قريش :_ قم يا {{ بديل بن ورقاء }} فأنظر لنا أمر محمد
و {{ بديل بن ورقاء }} يكون سيد {{ خزاعة }}
وخزاعة كان فيها المسلم والكافر
ولكن كانت خزاعة قلوبهم تميل مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلمهم وكافرهم
[[ يعني خزاعة كانت متعاطفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقفها ]]
لماذا لم ترسل قريش أحد من سادتها ؟؟
حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة فاختارت سيد خزاعة
___________
فقام{{ بديل }} ومعه نفر من رجال قومه
حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلم عليه
ثم جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال بديل :_ ما أقدمك الى مكة يا محمد ؟؟{{ صلى الله عليه وسلم }}
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_كما ترى نحن محرمون قد قدمنا الهدي ، وقلدناه واشعرناه [[ شرحت معنى التقليد والاشعار في الجزء السابق ]] نريد أن نعظم هذا البيت ونتطوف به كسائر العرب
ورأى{{ بديل }} صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن اصحابه شعثاً غبراً محرمين وليسوا معتدين ، قد رفعوا اصواتهم بالتلبية
فأراد {{ بديل }}
أن يحل هذه الأمر ، من أجل أن لا يقع بين المسلمين وقريش قتال ، فأخذ يحاول تخويف النبي صلى الله عليه وسلم

فقال :_ يا محمد أنا أصدقك ولكن قومك قد أجمعوا أن لا تدخلها عليهم عنوة
و إني تركت {{ كعب ابن لؤي، وعامر بن لؤي }} قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العُوذ المطَافِيل
[[ كعب وعامر بن لؤي يقصد قبيلة {{ كنانة }} أي جاؤوا معهم العوذ والمطافيل ، اي وصف للأبل التي تحلب والتي لا تحلب اي أنهم مستعدون حتى لو اقاموا سنة لن يسمحوا لك ان تدخل يعني مستعدين يضيعوا موسم الحج وسنة كاملة وهم يحاربوك ولن يسمحوا لك بالدخول ]]

:_ وهم مقاتلوك وصادَوك عن البيت‏
فماذا رد عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟

قال له :_ إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين
[[ جواب بمنتهى الرزانة والثقة بالنفس لم يستفزه ، أنا لم آتي لقتال أحد ، جئت أريد العمرة فقط ]]

:_وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم
[[ يعني ما تقوله غير صحيح، قريش لن تقاتلنا ، وأن قريش منهكة ومهزومة ولا تستطيع أن تحارب المسلمين، وقد عادت من الأحزاب فاشلة ]]

:_فإن شاءوا ماددتهم ، ويخلوا بيني وبين الناس
[[ أي تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش مدة من الزمن، لا يمنعون فيها أحد أو يرهبونه أو يضغطون عليه في عدم دخوله الاسلام، وكان هذا هو الذي يسعى اليه صلى الله عليه وسلم ]]

:_وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا
[[ النبي صلى الله عليه وسلم ، يعرض عليهم الاسلام للمرة المائة، حتى يذكرهم أنه نبي مرسل من عند الله]]

:_ وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي [[ أي تقطع رقبتي ]] أو لينفذن الله أمره
فلم يعرف {{ بديل }} ما يرد به على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أفحم وسكت
فقال :_ يامحمد سأبلغهم ما تقول ، فإنما أنا رسول بينك وبينهم
ثم رجع {{ بديل بن ورقاء }} الى قريش وحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ونصحهم ألا يصدونه عن البيت فإن من حق كل العرب حج هذا البيت وهو جاء محرماً معتمراً ، لا مقاتلاً ومعتدياً كما تزعمون
ولكن قريش
اتهمت {{ بديل}} وان له ميل للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت له :_ اجلس ، لم تكفنا شيئاً
[[ يعني ما استفدنا منك شي ]]
_____________
وأختارت قريش أن ترسل رجل آخر ، لا يكون ميله للنبي صلى الله عليه وسلم
فأختارت
{{ الحليس بن علقمة }} وهو سيد الأحابيش
[[ للتنبيه الأحابيش لا تعني أهل {{ الحبشة }} كم يظن البعض
الأحابيش
هم الأعراب المحيطون بمكة والمدينة ، ليسوا من قريش ولا قبائل معروفة
فهم خليط من الأعراب المحيطين تحبشوا مع بعضهم أي تجمعوا فأطلق عليهم اسم {{ الأحابيش }}
وكانوا قد عاهدوا قريش أن يعينوها في موسم الحج حتى يؤدي الناس حجهم بلا اعتداء ]]
وكان سيد الاحابيش المطاع أمره فيهم
{{ الحليس بن علقمة }}

فأرسلت قريش {{ الحليس بن علقم }} سيد الأحابيش، مع عدد من اصحابه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، جالساً يرقب من سترسل قريش ؟؟
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلًا من بعيد
قال لأصحابه :_
لقد ارسلوا إليكم ، قوم يعظمون البدن وهذا {{ الحليس }} سيد الاحابيش وهو رجل يتأله
[[ اي يتعبد ويعظم شعائر الله وقومه ، متدينون يحترمون من جاء لأداء العمرة ]]
:_ انه رجل يتأله فقدموا الهدي في وجهه ليراه
فلما اقترب ارسلوا الأبل المجهزة للهدي في وجهه
واستقبله الصحابة وهم يلبون
فلما رأى {{ الحليس}} هذا
قال:_ سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت.

وعاد {{ الحليس }}الى قريش
حتى أنه لم يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، بل رجع مسرعاً [[لانه يعظم شعائر الله ]]
وقال لهم:_ ويحكم يا قريش !!!
تصدون عن البيت من يعظم شعائر الله ؟؟؟
- إني رأيت ما لا يحل منعه، وما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت
واخذ يعنفهم
ويقول :_ إنكم تعنفون على محمد وتسيئون به الظنون ما جاء معتدياً كما تزعمون ، بل جاء معتمرا
فلما اثقل عليهم بالكلام
قالوا له: _ اجلس يا حليس فإنما أنت أعرابي ولا علم لك
[[ يعني شو بفهمك بهذه الأمور ]]
فغضب الحليس وقال
:_ يا معشر قريش ، والله ما على هذا حالفناكم
ولا على هذا عاقدناكم
يُصدّ عن بيت الله الحرام من جاءه معظِّماً؟ !!!!
والذي نفس {{ الحليس }} بيده ، ورب هذا البيت لتخلّون بين محمد وما جاء به
أو لأنفرن بالأحابيش [[ أي اخذ قومي وارحل ]] نفرة رجل واحد حتى أكون مع محمد عليكم
[[ لايعني انه سيدخل الإسلام ، قصده يقف وينصر النبي حتى يدخل مكة ويعتمر ]]
فلما رأت قريش ذلك استرضوه واجلسوه
وقالوا :_ لا عليك يا حليس ، سنأخذ منه ونعطي
[[ يعني ستكون بيننا وبينه مفاوضة ]]
فجلس {{ الحليس }} على حذر وهو يريد أن يقف في وجه قريش إن صدت رسول الله عن اداء العمرة
______________
ثم أختارت قريش بعد ذلك {{ عروة بن مسعود الثقفي}}
وهو سيد الطائف
[[ وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى {{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }}
عندما قال الوليد بن المغيرة ، لو كان ما يقول محمدا حقا
لكن أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اي مكة و الطائف
إما نزل علي انا الوليد بن المغيرة او سيد الطائف
{{عروة بن مسعود }}
وقد أسلم {{ عروة بن مسعود }} وله قصة استشهاد رائعة بعد حصار الطائف وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه أنه يشبه المسيح عيسى عليه السلام ]]
قالت قريش :_ تذهب إليه يا عروة ؟!!!
قال لهم :_ لقد رأيت وسمعت ما كان بينكم ، وبين من أرسلتم قبلي
وانا رجل لا أرضى الإتهام
[[ يعني انتوا ناس لا تحسنوا الظن بأحد ، كل ما ترسلوا واحد ويرجع ، يزكي قدوم محمد ، ويعيب عليكم موقفكم من صده عن البيت ، تكذبوه و تتهموه ، فأنا لا ارضى الإتهام ]]
:_وانتم تعلمون يا سادة قريش
أنكم الوالد ، وانا الولد
[[ لان امه من قريش يعني انتوا اخوالي ، يعني لن اقف مع محمد ضد اخوالي ]]
:_وتعلمون أني جئت بقومي حتى أكون معكم
قالوا :_ أنت لست متهم
قال :_ فإن أتيته وقلت رأيي فيه ، فأنا لا أرضى أن تخالفوني الرأي
فأقنعوه بالذهاب
__________
أرسلت قريش {{ عروة بن مسعود }}
ولم ترسل أحد من سادة قريش ، حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة
واختارت {{ عروة }} لأنه شخصية معروفة وله مكانته الكبيرة في الجزيرة كلها
أقبل {{عروة بن مسعود }} ومعه رجال من قومه حتى أناخ راحلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقبل على الرسول
فلما اقترب عروة
وعرفوا أنه سيد {{ ثقيف }} وان ميله مع قريش
خاف الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم الغيلة
[[ أي الغدر ]]
فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
اسمه {{ المغيرة ابن شعبة الثقفي }}
[[ يكون {{ عروة }} عمه اخو ابوه يعني الذي سيفاوض النبي هو عم هذا الصحابي الجليل ]]
فلبس {{ المغيرة }} المغفر وتقلد سيفه [[اي حمله ]] و وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، يحرسه خوف من ان يغدر به القوم
فجلس {{ عروة }} الى النبي صلى الله عليه وسلم وتربع له النبي وجلس عروة على ركبتيه
فقال عروة :_ لماذا قدمت يا محمد ؟؟
قال :_ ألا ترى يا عروة نحن محرمون ومقلدون الهدي ومشعرون ، رافعين الصوت بالتلبية شعثاً غبراً نريد أن نتطوف بهذا البيت كسائر العرب
قال :_ يا محمد
لقد تركت قريش وقد جمعوا لك، وهم يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت
وانك لا تدخلها عنوة [[ اي رغم عنهم ]] وهم لا يرضون أن تدخلها هذا العام ، فإذا أبيت قاتلوك
وقد لبسوا لك جلود النمور[[ اي تعبيراً عن القوة ]]
وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين
أن تجتاح قومك، ولم نسمع برجلٍ اجتاح أصله قبلك
[[ يعني تقاتل أهلك في بلدك ، وهذا الشيء منكر فهي بلدك وما سمعنا رجل جاء برجال غرباء من خارج بلده ليقتل اهله فليس كل الصحابة من مكة ]]
:_أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم
[[ يعني هؤلاء اللي محتمي فيهم اذا قاتلتك قريش سيهربون ويتركوك لانهم عبارة عن عصابة اوباش قطاع طرق ، حتى انا لا اعرفهم ولا اعرف أنساب لهم ]]
__________
فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
غضب لهذه المقالة ، نحن اوباش الناس ؟؟ لا انساب لنا ؟؟ فهم من صميم قريش وخيارها
فقام ابو بكر ورد عليه بعبارة
لن اخجل من ذكرها ، ما دام ابو بكر قالها في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كان بعض من كتب السيرة اختصرها ولم يذكرها
{{ فقالوا :_ قال له كلمة قبيحة وسبه وتجاوزوا عن الكلمة لم يذكروها }}
فحتى لا ينقل الناس إلا الصحيح
ويقولون :_ يا ترى ماذا قال ابو بكر ؟ وهو محرم وفي مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
فقام ابو بكر مغضباً ، وعجب الصحابة
ابو بكر !!!!!!!!
المعروف بالحلم ، والهدوء ، والسكينة
ولكن قول عروة
{{ فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم }}
قام ابو بكر مغضباً
وقال له: _ امصص بظر اللات ! أنحن نخذله؟

[[ لن افسرها ارجعوا الى التفاسير بأنفسكم ]]
حبيب قلبي يا ابا بكر الصديق رضي الله عنك وارضاك
كان رد {{ أبو بكر }} قاسيا، بالرغم ما عرف عن أبي بكر بالأدب والرفق واللين
ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على {{ أبي بكر }} ما قاله
و لأن ابا بكر بعد رسول الله ، ومعه معية الله ورسوله ، ويعرف تماماً
ماذا يقال ؟؟
واين يقال ؟؟
ومتى يقال ؟؟
فنحن لسنا كأبي بكر الصديق رضي الله عنه
لأن بعض المواقف لا تحل باللين ولابد لها من العنف، وقد وصف الله تعالى الصحابة فقال
{{ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }}
_________
قال له: _ امصص بظر اللات ! أنحن نخذله؟
صدم {{ عروة }} من رد {{ أبي بكر }} ووصلت له الرسالة واضحة تماما ، أن الصحابة مستعدون بالتضحية بحياتهم في سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم
قال عروة وهو مصدوم ومغضب :_ من هذا يا محمد ؟ !!!!
فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :_ ألا تعرف ابن أبي قحافة يا عروة ؟؟ إنه أبا بكر
قال عروة :_ أبا بكر ؟ !!!!!!
قال :_ نعم يا عروة
قال عروة :_ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك!
[[ وكان {{ عروة بن مسعود}} قد استعان في حمل دية يعني عليه دم في الجاهلية اي قبل الاسلام ، فكان يطلب عروة من الناس ان يعينوه في دفع الدية ، فأعانه أبو بكر بنصف الدية، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود
فكان لابي بكر فضيلة على عروة فقال {{ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك }} اي معروفك السابق يمحو شتمك لي اليوم ]]
___________
ثم رجع {{ عروة }} يكلم النبي صلى الله عليه وسلم
والنبي لا يرد عليه
فأخذ يلاطف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
يمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، برؤوس اصابعه
[[و ليست هذه الحركة احتقاراً ، بل هي عادة عند العرب بالتودد والتلطف ولكن لا تكون هذه الحركة إلا من سيد الى سيد ومن كبير الى كبير مش اي واحد بيعملها ]]
مد يده للحية النبي صلى الله عليه وسلم ، يلاطفه كعادة العرب حتى يقبل رأيه
[[ قلنا ان المغيرة ابن اخوه لعروة ، واقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه خوفاً من الغدر ، وكان يلبس المغفر يعني وجهه مش مبين لا يعرفه عمه عروة ]]
فكان كلما مد {{ عروة }} يده ليمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويلاطفه
يقرع {{ المغيرة بن شعبة ابن اخوه }} يقرع بذيل السيف على يده
ويقول له بشدة :_ اكفف يدك عن مس لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك!
[[ يعني رجع أيدك عن وجه النبي أحسن ما اقطعلك اياها ]]
فلما أكثر {{المغيرة }} من ضربه ليد {{عروة }}
أشتعل غضباً عروة
وقال: _ ليت شعري من أنت ؟؟
يا محمد من هذا ؟؟
والله ما رأيت من بين العرب أفض وأغلظ منه ، من هذا الرجل يا محمد ؟ !!!
فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :- هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة يا عروة
قال :_ المغيرة ؟!!!!
قال :_ نعم هذا المغيرة بن شعبة يا عروة
فنظر الى ابن اخيه
وقال :_ يا غُدر [[ اي صاحب الغدر الكثير ]]
يا غدر ما غسلت ديتك إلا بالأمس القريب
[[ فكان الدم الذي تحمله عروة و أعانه عليه ابو بكر كان عن ابن اخيه المغيرة الذي حمل دما قبل اسلامه ]]
__________
وجعل {{ عروة }} يراقب الصحابة
فلقد كان يظنهم [[ أوباش من الناس عصابات في اي لحظة يخذلون رسول الله ]]
فلما حضرت الصلاة وأحضروا له الماء ليتوضأ، أخذ الصحابة يقتتلون على وضوئه
وعاد {{ عروة }} الى المشركين مرعوب
وقد تغيرت مفاهيمه[[ فكما قلنا كان يظن ان مع النبي اوباش من الناس وعصابة ]]
فاسمعوا ماذا قال لقريش الآن
قال لهم: أي قوم !
والله لقد وفدت على الملوك ، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي
والله ما رأيت ملكاً الملوك قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً
والله ما أمر أمراً إلا ابتدروا الى أمره
واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده
ولا يحدون البصر في وجهه تعظيماً له
وإذا نظر الى مكان ، ألتفتوا جميعا نظروا الى ما ينظر إليه
واذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه
ولا يبصق بصقة إلا وقعت في كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده
وإني ناصح لكم
فوالله أنكم إن أردتم السيف بذلوه لكم
فوالله لقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً
وفيهم عين تطرف
وإني نصحت لكم
فخذوا رأيكم ، واتركوا محمداً وشأنه ، فإن اصابته العرب فذلك ما ترجون وإلا فعزه عزكم
قالوا :_ اجلس يا عروة
قال :_ ما أنا بجالس !!!
لقد اخذت عليكم عهداً أن لا تتهمونني
قالوا :_ما أنت بمتهم ، ولكن اجلس دعنا نأخذ ونعطي
قال :_ كم تأخذون وتعطون ؟؟ لا والله لا أشهد لكم مهزلة ولا عيبة
[[ يعني مفاوضتكم مع محمد وكل الذين ذهبوا وارسلتموهم اليه ، وكلامهم عنه ، يقولون لكم دعوه يعتمر ، لماذا ترسلون الرسل إذن ؟؟ إذا لم يقنعكم هذا كله ، فهذا يعتبر مهزلة وعيب عليكم انتوا كبار ولستم صغار ماهذه المهزلة]]
فنهض من قومه من أهل الثقيف واتجه للطائف
فضعفت شوكة قريش
قالوا :_ أردنا امراً ، فقلبه محمد علينا رأساً على عقب

[[ هم ارسلوا لسادات العرب حولهم ، أرادوا بذلك ان يشهدوا العرب على ان محمد يتعدى عليهم في الاشهر الحرم فشهدت عشائر العرب كلها بسادتها بأنه جاء معظماً لبيت الله واصلاً للرحم لا يريد حرباً ]]
يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية ______

_____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2020, 07:04 AM   #198
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٨»
السيرة النبوية العطرة (( بيعة الرضوان ))
____________
بعد أن كسُرت شوكة قريش في المفاوضات ، وأصبحوا أمام العرب في موقف {{ المتهم }}
أخذت قريش تفكر في قبول الصلح مع المسلمين
ولكن كانت هناك معارضة من شباب قريش
المتحمس أو المتهور
لأن هؤلاء الشباب نشئوا على كراهية الإسلام ، وكراهية النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لأن عندما جاء الإسلام كانت اعمارهم مابين { ٦ الى ٩ } سنين يعني رضعوا كراهية الإسلام ، و غير ذلك مات
لكثير منهم آبائهم وأقاربهم في مواجهات مع المسلمين، مثل {عكرمة بن أبي جهل} الذي قتل أبوه في بدر وغيره الكثير، ولذلك فهم لا يتصورون عقد صلح مع المسلمين ]]
وحاولوا هؤلاء الشباب منع أي طريق للصلح
فقامت مجموعة منهم وعددهم {{ ٥٠ }} شاب من قريش
في التسلل الى معكسر المسلمين
ليقتلوا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بغرض أن يوقعوا الفتنة بين الفريقين ، وتكون شرارة الحرب
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقريش
_____________
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد وضع حراسة قوية حول معسكر المسلمين على مدار الساعة
وجعل قيادة هذا الحرس {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه
فلما اقترب هؤلاء الشباب من قريش ، من معسكر المسلمين ، أحاط بهم الصحابة ، وتم القبض عليهم وقيدوهم
وجائوا بهم الى النبي صلى الله عليه وسلم وهم مقيدون
[[ وكانت عملية القبض على هؤلاء الشباب كانت صعبة جدا، لأن عددهم كبير، وهم مسلحون، ولأن القبض عليهم تم دون اراقة دماء من كلا الجانبين ]]
فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واخبره الصحابة بخبرهم
قال صلى الله عليه وسلم :_ اطلقوا سراحهم
[[ ٥٠ شاب من قريش يطلق سراحهم ، دون حتى أن يطلب فيهم فداء، حتى يفسد عليهم مخططهم في افساد جهود المصالحة وبذلك جعل صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة أمر في صالحه، أكد به أنه قد جاء للعمرة وليس للقتال، وأن طلبه للهدنة جاء من مركز القوي وليس الضعيف ]]
_________
وقد ذكر تعالى هذا الموقف في سورة الفتح
فقال تعالى {{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا }}
[[ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ - فلم ينجحوا في قتل أحد، وفشل مخططهم ]]
[[ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ فلم تقتلوهم {{ بِبَطْنِ مَكَّةَ }} أي في الحديبية، لأن كما قلنا الحديبية قريبة جدا من مكة، وهي الآن ضاحية من ضواحي مكة ]]

[[مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ، بعد أن وقعوا في الأسر، وكان ذلك من توفيق الله تعالى ]]
وكان أسر هؤلاء الخمسين من شباب قريش، ثم اطلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لسراحهم من أحد أسباب الصلح
___________
واستمر وجود المسلمون في {{ الحديبية }} أكثر من ثلاثة أسابيع
ففكر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة للكلام مع قريش مباشرة
بالرغم من أن قريش أرسلت إليه رجال من سادات العرب
وقد نقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أراد أن يكون الكلام موجها مباشرة من المسلمين الى قريش [[ لأن الوسيط قد لا ينقل الصورة كما هي ، أو كما يريد النبي ]]
___________
فأختار النبي صلى الله عليه وسلم ان يرسل إليهم
{{ عثمان بن عفان }} رضي الله عنه
لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان }} لهذه المهمة ؟؟
لان عثمان من {{ بني أمية }} وهي من البطون القوية
فكان في قريش أقوى بطنين
١_{{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم
و
٢_{{ بني أمية }} التي منها عثمان بن عفان رضي الله عنه
وكان التنافس بين البطنين على الزعامة قديم جدا وله جذور بعيدة
في هذا الوقت كانت الزعامة في مكة {{ لبني أمية }}
وكان سيد مكة {{ أبو سفيان }} وهو من بني امية ، بعد ان كانت لعم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب من بني هاشم
اذن
{{ عثمان بن عفان }} من بني أمية ولن يجرئ أحد من ايذاء عثمان في مكة
وكان {{ عثمان }} معروف بالحلم والحكمة، فله قدرة على التفاوض و {{ عثمان }} شخصية محبوبة جدا في مكة قبل الإسلام و حتى بعد اسلامه
لأنه كان من طبعه الكرم ، فكان كريماً جداً ، ودائما الإنسان الكريم يكون محبوبا
لكل هذه الأسباب
اختار النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان رضي الله عنه }}
_______
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان }} لقريش
وكانت مهمته
أن ينقل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
أن المسلمين قد جاءوا لأداء العمرة، ولم يأتوا لقتال أحد
وان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعرض عليكم ثلاثة أمور
________
١- أن يدخلوا في الإسلام
٢- أن تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش، لا يكون فيها قتال، ولكن الشرط الأساسي في هذه الهدنة أن يخلو بينه وبين الناس
[[ يعني قريش لا تمنع أحد في الجزيرة من دخول الإسلام ]]
٣- واذا رفضوا هذين الشرطين فيكون القتال
_________
وكان في مكة مسلمون مستضعفين يكتمون اسلامهم خوفا من بطش قريش ، فلما سمعوا
بقدوم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، هاجت قلوبهم بالشوق لرؤية {{ حبيب الله }} صلى الله عليه وسلم
متشوقين لرؤيته وهو يطوف بالكعبة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان :_ إذا وصلت مكة ، فبشر هؤلاء المستضعفين من المسلمين
أن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام ، ويبشركم
أن الله تعالى سيعز الاسلام والمسلمين
ويوصيكم بالصبر
[[ لأنهم كانوا ينتظرون رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحر من الجمر
ونحن أيضا يا رسول الله متشوقون لرؤيتك و للنظر الى وجهك
متشوقون لشربة ماء من يدك ، نتشوق للجنة و لنعيمها ويكفيني فيها نعمة واحدة ، أنك أنت فيها صلوات ربي وسلامه عليك ]]
_________
وتوجه {{ عثمان بن عفان }}
فلما انطلق عثمان
قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم :_ لقد فاز بها عثمان فالآن يطوف بالبيت
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ما ظننته يطوف بالبيت ونحن محاصرون
فقالوا: _وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص إليه؟
انظروا ماذا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف
[[ لأن هؤلاء رجال رباهم النبي صلى الله عليه وسلم ورباهم القرآن ما ظننته يطوف لو اقام سنة لن يطوف ، النبي يعرف من يربي من الرجال ]]
____________
وصل عثمان ودخل مكة
وانطلق الى رجل من قريش من {{ بني امية }} أسمه
{{ أبان بن سعيد بن العاص الأموي}}
وطلب منه عثمان أن ينزل في جواره
[[مع أن العرف هو عدم قتل الرسل ، ولكن هذا يدل على شدة العداوة التي كانت بين قريش والمسلمين ]]
وكان {{أبان بن سعيد }} صديق حميم في الجاهلية لعثمان
فأدخله في جواره
واستقبلته قريش ، ورحبت به
[[ وكما قلنا عثمان كان محبوبا في قريش، بل وعرضوا عليه أن يطوف بالبيت عندما وجدوه ينظر الى الكعبة ]]
وقالوا له: _يا عثمان ان شئت فطف بالبيت
فماذا قال عثمان ؟؟
[[ هو لم يكن موجود عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف قالها النبي بعد ان خرج عثمان ]]
قال :_ لا والله لا أطوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه محاصرون ، وقد منعوا الطواف بها ، والله لا أطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ولو مكثت بها سنة
[[ هل رأيتم النبي صلى الله عليه وسلم يعرف كيف يربي الرجال ويعرف على اي شيء رباهم ، رجال ربانيون صادقون
ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف ]]
_____________
وظل {{ عثمان }} في مكة ثلاثة ايام كاملة
فعثمان لم يكن متعجلا بالخروج
١_ لأنه كان يريد أن يأخذ ردا من قريش على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
٢_ لأن الرسالة التي يريد أن ينقلها من النبي صلى الله عليه وسلم الى المستضعفين سرا تتطلب وقتا كبيرا
__________
هنا قامت قريش بنشر اشاعة في معسكر المسلمون
وهي {{ اشاعة مقتل عثمان }}
لماذا ؟؟
ليختبروا ردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بهذه الإشاعة
وبالفعل وصلت تلك الإشاعة للنبي صلى الله عليه وسلم بمقتل عثمان في مكة
النبي صلى الله عليه وسلم عرف بفراسته أنها {{ اشاعة }}
كيف لا وهو الذي يقول {{ اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله }}
إذا المؤمن ينظر بنور الله ، فكيف النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
فقام صلى الله عليه وسلم في اصحابه وقد شاع الخبر في صفوفهم
وطلب منهم مبايعته على القتال وعدم الفرار ، بيعة الموت
[[ كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لقريش تريدون ان تعرفوا ردة فعلنا ، هذه هي مبايعة على الموت وهم يعرفون من هم المسلمون في الحروب ]]
فأجتمعوا عند شجرة في أرض الحديبية
وقد عرفت هذه البيعة ببيعة {{الشجرة }}
لأنها تمت تحت شجرة في الحديبية
واسم الشجرة شجرة {{ السمُرة }} وهي شجرة كبيرة وضخمة

[[ ولذلك في غزوة {{حنين }} عندما نأتي على ذكرها عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أي عباس ! نادي أصحاب السمرة فنادى العباس بأعلى صوته : أين أصحاب السمرة ؟اي الذين كانوا في هذه البيعة مع رسول الله ]]

وعرفت ببيعة {{ الرضوان }} لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم أنه قد {{ رضي }} الله عن أصحاب هذه البيعة فقال تعالى
{{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }}

وعرفت أيضا {{ ببيعة الموت }}
فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده
فأقبل الصحابة لمبايعته حتى ركبوا على ظهور بعضهم البعض
وعند أهل السنة أن أفضل الأمة هم
١_ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
٢_ثم بقية العشرة المبشرون بالجنة
٣_ثم أهل بدر
٤_ثم أهل بيعة الرضوان
بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهوا وضع النبي صلى الله عليه وسلم ، يده فوق الأخرى
وقال :_هذه يد عثمان [[ وهذا دليل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم انها اشاعة فكيف يبايع عثمان على الموت و هو مقتول ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد ان يعلم قريش ردة فعله ألستم تريدون معرفة ردة فعلنا ؟؟ هذه هي ردة فعلنا مبايعة على الموت ]]
__________
ووصلت أخبار هذه البيعة الى قريش
فأصابها الخوف والهلع، ولذلك بعد هذه البيعة مباشرة
وافقت قريش على{{ الصلح }}
يتبع إن شاء الله ...

_____ #الأنوارالمحمدية ______
____صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2020, 07:04 AM   #199
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٩٩ »
السيرة النبوية العطرة (( بنود صلح الحديبية ))
___________
بايع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة {{ بيعة الرضوان }}
و وصل الخبر لقريش ، أن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد بايعوه على {{ الموت }}
فأصاب قريش الرعب ، والخوف والهلع ، من هذه البيعة
فقال لعثمان رضي الله عنه :_ انطلق وقل لمحمد أن قريش وافقت على الصلح
________
وأرسلت قريش {{ سهيل بن عمرو }} وهو شخصية هادئة طيبة
فلما قدم {{ سهيل }} ومعه رجال من قريش
ورآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد
قال لأصحابه :_ قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح
_______________
[[ لم يقل صلى الله عليه وسلم هذا الوصف عن سهيل نبؤة فقط ، فالنبؤة هي تاج الأمر ، ولكن ايضاً فراسة وفطانة و عقل راجح عند النبي صلى الله عليه وسلم ]]
والسؤال هو
لماذا اختارت {{ قريش }} هذه الشخصية الهادئة الطيبة السهلة ، ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
أليس من الطبيعي أن ترسل شخصية صعبة ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يحصل على أكبر قدر من المكاسب ؟؟
لماذا لم ترسل للمفاوضة أحد من الصقور
يعني مثل {{عمرو بن العاص }}
أو {{ خالد بن الوليد }}
أو {{ عكرمة بن أبي جهل}}
أو {{صفوان بن أمية }}
أو {{ أبو سفيان بن حرب }} ؟؟
السبب هو أن قريش
١_ كانت تريد الصلح
٢_ خائفة من الحرب
٣_ خائفة من البيعة
[[ التي أخذها النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين بيعة الموت ]]
فكانت قريش لا تريد أن ترسل أحد يمكن أن يصل بالأمور الى طريق مسدود ومن ثم الى الحرب والقتال
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى سهيل

قال :_ قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح
_______
فقدم سهيل مع رجال من قريش ، فسلم وجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال :_ يا محمد إن قريش قد أرسلتني إليك أمثلهم فأعطيك وأخذ منك
أما الأولى يا محمد هي
__________
{{ البند الأول }}
أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ولا تدخل عليهم عنوة أبدا ترجع الى بلدك [[ أي المدينة ]]

فصاح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا :_ بلدنا وبلد رسول الله هي مكة !!
فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن اسكتوا ، فسكتوا
فأكمل سهيل
ترجع الى بلدك هذا العام لا تدخلها ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة
فيدخلون مكة بسيوفهم فقط ، والسيوف في القرب [[ أي في اغمادها ]]
ويظلون في مكة ثلاثة ايام فقط، ثم يخرجوا منها بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة
لا يشارككم بها احد من قريش [[ يعني قريش تخرج من مكة لرؤوس الجبال ويتركوا مكة للنبي واصحابه ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا
____
{{ البند الثاني }}
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا
____
{{ البند الثالث }}
للعرب الخيار من أحب أن يدخل في عقد محمد [[ اي دينك ]] وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا
_____
{{البند الرابع }}
من جاءك من قريش مسلماً بدون أذن وليه ترده إلينا
ومن جاءنا من اصحابك مرتداً ،بأذن وبغير أذن لا نرده إليك
[[ أي أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة ]]
فصاح اصحاب النبي
لا نعطي الدنية في ديننا والله ، ونحن على الحق وأنتم على الباطل
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بيده ان اسكتوا فسكتوا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا
______________
لنقف مع هذه البنود نعلق عليها بأختصار
{{البند الأول }}
وكان هذا ، هو أهم بند عند قريش
ألا يدخل المسلمون لأداء العمرة لماذا ؟
لأن دخول المسلمين لأداء العمرة [[من وجهة نظرهم ]] سيهز هيبتهم ، ويحط كبريائهم في الجزيرة العربية
[[ يعني بلغتنا رح يطلعوا صغار قدام العرب ]]
___________
{{البند الثاني }}
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
وهذا البند في صالح المسلمين ، لماذا ؟؟
لأنه سيتيح للمسلمين التفرغ لبناء دولتهم ، والتفرغ للدعوة ولأن الدعوة في حالة الأمان أفضل من الدعوة في حالة الحرب
وأيضا لإعطاء فرصة للمسملين ، لمحاربة عدوهم الثاني في الجزيرة العربية بعد قريش وهم اليهود
وهذا ما حدث بالفعل بعد الحديبية أن توجه المسلمون لحرب اليهود في {{ خيبر }}
ولم يكن هذا البند في صالح قريش الا في جانب واحد فقط، وهو فك الحصار الإقتصادي الذي كان يفرضه النبي صلى الله عليه وسلم على قريش ، وهو جانب مادي بحت لن يفيد قريش كثيرا في صراعها مع المسملين
__________
{{ البند الثالث }}
من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه
ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
وهذا البند في صالح المسلمين لماذا ؟؟
لأن قريش كما قلت لكم من قبل كانت من أقوى قبائل الجزيرة
وجميع القبائل في الجزيرة لها مصالح اقتصادية وغير اقتصادية مع قريش
فكانت قريش تمنع القبائل من الدخول في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك بعد هذه المعاهدة دخلت الكثير من القبائل في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم
و أولهم كانت قبيلة {{ خزاعة }} كانت من القبائل الكبيرة في الجزيرة ، فبعد هذه المعاهدة قامت خزاعة ودخلت في الاسلام
___________
{{ البند الرابع }}
أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة

الجزء الثاني من هذا البند
لا يضر المسلمين في شيء ، بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية
لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ، ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش
أما الجزء الأول من البند وهو أن
{{يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش }} فقد اثار ذلك اعتراض كل الصحابة تقريبا ، ووجدوا فيه ظلما للمسلمين
وتحدث {{ عمر بن الخطاب }} الى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: _يا رسول الله لم نعطِ الدنية في ديننا ؟؟
[[لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة الى قريش ]]
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم
أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم
[[ وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا، والا فما معنى التفاوض ]]
وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا
لأن بعد الصلح ، ومع أول حالة
كان هناك {{ امرأة }} اسلمت وتركت مكة وهاجرت الى المدينة فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء
قال تعالى في سورة الممتحنة
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }}
ثم يقول تعالى {{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }}
هذا البند كان بالنسبة للرجال و لم تستفيد منه قريش
وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش ، و كان وبالاً عليها
________
اذن كانت المعاهدة في {{ صالح المسلمين }} ولم يصل المسلمون الى ذلك الا بعد {{ ٦سنوات كاملة }}
هي عمر الدولة الإسلامية ، قدم فيها المسلمون كثير من التضحيات والدماء والشهداء
_________
بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين
بدأ كتابة بنود هذا الإتفاق في صحيفة يوقع عليها الطرفان
فقال سهيل :_ اكتب هذا يا محمد ، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا
[[ النبي صلى الله عليه وسلم ، أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب، وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم ، وقد فصلت لكم ذلك في جزء {{ ٤٤ }} من السيرة ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ ادنو يا علي واكتب
فكان الذي يكتب المعاهدة هو {{ علي بن أبي طالب }} والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يملي عليه الكلمات
[[ وهذه اشارة قوية الى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين، لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي
قال :_ اكتب يا علي {{ بسم الله الرحمن الرحيم }}

فنهض سهيل و وقف
وقال :_ ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟ فوالله ما ندري ما هو !! اكتب ما نعرفه نحن {{ باسمك اللهم }}

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :_ نعم
وقال لعلي :_ امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم
فكتب علي بأسمك اللهم
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اكتب يا علي
- هذا ما تصالح عليه {{ محمد رسول الله }}
فاستوقفه {{ سهيل }} مرة أخرى
وقال: _ يا محمد لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك
ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه
{{محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله ونوقع عليها، ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اني رسول الله وان كذبتموني
امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه
{{ محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله ]]
فقال علي :_ لا والله لا امحوها
فقال النبي :_ امحها يا علي ، واكتب كما قال سهيل
فقال علي :_ والذي بعثك بالحق لا امحها ، واضطرب الصحابة من حولهم
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الممحاة
وقال:_ يا علي اين هذه الكلمة ، أرني مكانها ؟
فأشار له {{علي }} على مكان الكلمة ، فمحاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه

[[ هذا الموقف يدل على مرونة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن الأمور التي اعترض عليها {{سهيل بن عمرو}} أمور شكلية ، وليست هناك مخالفة شرعية في عبارة {{باسمك اللهم }} ولا هناك مخالفة في كلمة {{محمد بن عبد الله }}
والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يمرر المعاهدة لأن فيها صالح المسلمين، وهي نصر وفتح للمسلمين، ولو توقف أمام هذه الأمور الشكلية تحت أي دعوى مثل المحافظة على كرامة المسلمين أو غير ذلك ، فلن يكون هناك معاهدة ، ولسارت الأحداث في اتجاهات أخرى غير التي خطط لها النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فمحها النبي بنفسه
وقال :_ اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه
{{ محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو }}
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى علي
وقال :_
____________
{{ اسمعوا ماذا قال حبيبكم صلى الله عليه وسلم }}
صلوا عليه وسلموا تسليما
قال :_ يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وانت على الحق
[[ اي سيكون لك يا علي نفس هذا الموقف وانت على الحق ]]
ومضت الايام وانتقل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى
ومضت خلافة ابو بكر الصديق ، و الفاروق ، وذو النورين
حتى جاءت خلافة {{ علي }} رضي الله عنه
و وقع الخلاف مع معاوية ، واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة {{ التفاوض}}
فجاء الى علي رضي الله عنه {{ عمرو بن العاص }} للمفاوضة يمثل {{ معاوية بن ابي سفيان }}
فعندما أرادوا أن يكتبوا الكتاب
قال علي للكاتب :_ اكتب
هذا ما تصالح عليه {{امير المؤمنين علي بن ابي طالب }} مع {{معاوية بن ابي سفيان }}
فقال عمرو بن العاص :_ لا والله لو كنا نعلم انك اميراً للمؤمنين ما قاتلناك
بل اكتب هذا ماتصالح عليه
{{علي بن ابي طالب }} مع {{ معاوية بني ابي سفيان }}
فبكى علي رضي الله عنه ،وجهش بالبكاء وهو يقول
{{ اشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله }}
وقال علي للكاتب :_ اكتب كما يريد
والله لقد قالها لي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في
{{ الحديبية }}
اي نبؤة هذه ؟؟
ولماذا اركز على هذه النبؤات في السيرة ؟؟
ليعلم من يتابع السيرة أن نبؤات النبي صلى الله عليه وسلم
كلها حق
وكل كلمة قالها {{ وما ينطق عن الهوى }} ولا بد أن تكون حتى لا ييأس الغرباء في هذا الزمن
حتى لا ترهق ام الأسير نفسها بالحزن والقهر
حتى يعلم المستضعفين ان الله سينصرهم ويثبت اقدامهم

{{ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجرو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهوي ورائي فتعال فأقتله }}
أسمعتم بهذه النبؤة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ !!!
والله ولكأني انظر الآن ، الى تلك الفئة المؤمنة وهي تقاتل اليهود فيسمع الرجل منهم نداء الحجر والشجر[[ يناديه بطريقة ما ، نحن نجهلها الآن ]] يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي فتعال فأقتله
ولكأني انظر إليه يلتفت ذلك المؤمن حوله مذهول من اين جاء هذا الصوت ؟!!
فيأتي الى مكان الصوت فيجد يهودي وراء الحجر والشجر فيقتله
ثم يقف و يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم
{{ يا مسلم يا عبدالله }}
فيجهش بالبكاء وهو يقول
{{ اشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله }}
صدقت يا سيدي يا رسول الله
{{لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً }}
ونحن بأنتظارها يا رسول الله
كما ينتظرالعطشان شربة الماء
اللهم اطوي عنا تلك الليلي وعجل بذلك اليوم يارب العالمين
___________
بعد كتابة المعاهدة كان هناك
ردود فعل من الصحابة ، لم تحدث من قبل ، وقبل توقيع المعاهدة حدث أمر لم يكن احد يتوقعه
يتبع .... ان شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2020, 07:06 AM   #200
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ٢٠٠»
السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))
_____________
_____________
ذكرنا بنود المعاهدة
كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين
وكانت صيحات الصحابة
كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين
__________
ولكن صلى الله على سيدنا محمد {{ المؤيد }} من السماء
وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان
هل كانت إلا بأمر من الله عزوجل ؟؟
التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه
{{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }}

فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله
وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء
قال :_والذي نفسي بيده
[[ بمن يقسم ؟؟ بالله .. و نفسه بيد من ؟ بيد الله .. وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده }} يعني وإن كنت نبياً رسولاً خير خلق الله ، إلا أن نفسي بيد الله فأنا عبد كسائر البشر ، إلا أن وجه النبوة هو وجه الخصوصية ]]

حين قال{{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }}

______________
فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة
ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها
كانت بنود صلح الحديبية أربعة وهي
{{البند الأول }}
أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة،
[[ هنا صاح الصحابة نرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟
قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وترجع في العام القادم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :_اكتب
[[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]]
والنبي يشير لهم بيده أن اصمتوا
فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
كيف نرجع محرمين ؟ !!!
فقام له ابو عبيدة بن الجراح
قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله وتأبى ؟ !!
أتهم رأيك يا عمر واسمع
فجلس عمر ولكن على غير رضا
{{ البند الثاني }}
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
{{ البند الثالث }}
من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
{{ البند الرابع}}
أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
[[ وأثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]]
والسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم ،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل
فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم
كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط
ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش
وقد أوضح صلى الله عليه وسلم ، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم:
- إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله
[[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]]
- ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً
[[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]]
وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم
[[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]]
____________
وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح
وقبل أن يتم توقيع المعاهدة
بين النبي صلى الله عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }}
حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]]
عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس
فقام الرجال ينظرون
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟
واذا هو رجل من قريش
مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش
اسمه {{ أبو جندل }}
اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟
هو ابن {{ سهيل بن عمرو }}
[[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صلى الله عليه وسلم ]]
كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه
{{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة
وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس
وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة
واستطاع {{ أبو جندل }} أن يهرب من بيت أبيه
ووصل لمعسكر المسلمين بالحديبية
وهو مقيد بالأغلال ، لان مفتاح القيد كان مع ابوه {{سهيل بن عمرو }} الذي جالس يتفاوض مع النبي
وكان ابو جندل يسير ، ويرسف في أغلاله [[ يجر جنازير القيد ]] يرسف في اغلاله
فجاء به الصحابة لمجلس النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وعندما رآه أبوه {{ سهيل بن عمرو }} وثب قائماً
[[ لانه ابنه ]]
قال يا محمد :_ هذا أول ما أقاضيك عليه {{ ابو جندل }} على أن ترده الساعة معي [[ الآن يرجع معي لمكة ]]
والصحابة ينظرون ، ومضطربه قلوبهم من هذه المعاهدة
فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتدارك هذا الموقف
[[ يا حبيبي يا رسول الله كم تحملت من اعباء من اجلنا ]]

فحاول صلى الله عليه وسلم ، أن يجد مخرجا لهذا الموقف الحرج
فقال النبي :_ يا سهيل أننا لم نوقع الكتاب بعد ، فأعتبره سابقاً لها
قال :_ لا ، و والله يا محمد لا أقاضيك على شيء أبداً
[[ يعني انا اذا ما اخذت معي {{ أبو جندل }} ورجعته لمكة لن يكون هناك صلح ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اذن فأجزه لي
[[ يعني اعطه لي كرماً منك ]]
قال سهيل:_ما أنا بمجيزه لك
فقال صلى الله عليه وسلم :_ بلى تفعل يا سهيل
قال سهيل:- ما أنا بفاعل
[[ قال له النبي بلى تفعل لان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف معدن الرجال ويعلم ان سهيل رغم كفره رجل حيي يعني بيستحي ، وعند فتح مكة قال لأصحابه اذا رأيتم سهيل بن عمرو لا تحدوا النظر في وجهه لأنه رجل حيي ، وقد اسلم بعد فتح مكة رضي الله عنه واصبح من صفوف الصحابة ]]
ولكن في هذا الموقف لم يقبل سهيل ، لان القضية تتعلق بابنه
ولم يكتف {{ سهيل بن عمرو }}
بذلك بل قام يضرب ابنه ضربا شديدا
والمسلمون يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لأبو جندل
ومما زاد من ألم المسلمين أكثر وأكثر أن {{ أبو جندل}} أخذ يستغيث بالمسلمين وأخذ يصيح بأعلى صوته
:- يا معشر المسلمين ! يا رسول الله
أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
:_ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم
يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً

[[ كان هذا الموقف شديد الصعوبة على النبي وعلى جميع المسلمين، ولكن لم يكن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يتصرف هكذا لأن هناك معاهدة، والمسلمون لا ينقضون عهودهم أبدا ]]
___________
ومن شدة تأثر المسلمين بهذا الموقف، ومن شدة اعتراضهم وعدم موافقتهم على هذا البند من الصلح
قام {{ عمر بن الخطاب }} الفاروق رضي الله عنه
لم يتحمل هذا الموقف حين رأى {{ أبو جندل }} يضربه أبوه
والنبي صلى الله عليه وسلم يرفض أن يأخذ {{ ابو جندل }}
في صفوف المسلمين عملا ببنود المعاهدة
فقام {{ عمر بن الخطاب }}
واقترب من {{ أبي جندل }} وأخذ يقرب منه مقبض السيف [[حتى يأخذ السيف {{ أبو جندل }} منه ويقتل أبوه ]]
اقترب منه وخاطبه
وقال له:_ اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب
[[ يتكلم معه عمر ويقرب له مقبض السيف يعني خذه اقطع رقبته ]]
يقول عمر :_ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه
___________
وتم توقيع الصلح وأخذ سهيل ابنه {{ ابو جندل }} وكتاب الصلح نسخة
ومع النبي صلى الله عليه وسلم نسخة
و انصرف {{ سهيل بن عمر }} بابنه المسلم {{أبو جندل }} وساد الحزن والكآبة على وجوه الصحابة
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ما على وجه أصحابه من كدر ، وقهر ، وكآبة ، وثقل هذه المعاهدة على نفوسهم
فقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا ، واحلقوا رؤوسكم ، يرحمكم الله
[[ كما جاء في البخاري يقول البخاري في صحة سنده ]]
فوالله ما قام رجل واحد الى هديه ونحر
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى وجههم
وقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يرحمكم الله
للمرة الثانية
فوالله ما قام رجل واحد [[وذلك من ثقل الموقف ]]
فقال للمرة الثالثة
ألا تسمعون ؟!!
قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم
يقول الصحابة فوالله ما قام رجل واحد [[ وكأنهم لم يسمعوا كلام النبي من ثقل تلك المعاهدة ]]
فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، خشية ان يبقى مخالفا فينزل غضب الله عليهم
___________
ملاحظة
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لم يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم
ليس عصيان ، كما تناولته بعض كتب السيرة
حال الصحابة بعد توقيع هذا الصلح كانوا مذهولين
[[ يعني مثل ما نحكي اليوم عن انسان صابه الحزن والكآبة
بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك بعد قليل
___________
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد
فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة
فلما دخل كان مغضباً
وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه
[[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صلى الله عليه وسلم ]]
فدخل خيمته
وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله
فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !!
قال :_ هلك المسلمون
قالت :_ وما اهلكهم ؟
قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد
فقالت أم سلمة رضي الله عنها
[[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]]
قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب
قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك

[[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي واعقل ؟؟ معاذ الله
ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]]
قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى زالت معالم الغضب من وجهه
ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]]
فاضطبع بردائه ثم خرج
ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه
صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر
ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون
:_ بسم الله ، الله اكبر
فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض
وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله ينحر ونحن جلوس ؟
ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة
يقول راوي الحديث
:_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً
[[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]]
انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل
ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صلى الله عليه وسلم
ولكان كما قالت ام سلمة للنبي
{{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }}
__________
ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }}
فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي
و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى
وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر
والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة
لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج
____________
تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم
{{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه
وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر
وسماه المحدث الملهم
قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر
فكان ينطق بالصواب
لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان
{{ العصمة لا تكون الا لنبي }}
عمر لم يعجبه هذا الصلح
الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟
لم يثق الا بأبي بكر الصديق
فدخل على ابي بكر في خيمته
وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس نبينا نبياً حقاً ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟
قال :_ بلى
قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين
قال:_ بلى
قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟
فقال ابو بكر :_ يا عمر إنه رسول الله حقاً ، فألزم غرزه حتى تموت [[اي موضع قدمه ]] واتهم نفسك ورأيك
ثم لا والله لا أدعك ياعمر
حتى تقوم معي الآن [[ واخذ بمجامع ثوبه ]] حتى تقوم معي الآن وأجلسك بين يدي رسول الله وتسمعه ما أسمعتني

[[ ارايتم صدق الصحابة مافي طعن بالظهر مش لما طلع عمر كتب فيه تقرير سري للغاية ، لا قوم معي ندخل على النبي وسمعه اللي حكيته الآن ]]
فأخذه بمجامع ثوبه ، ودخل به على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يارسول الله بأبي انت وأمي اسمع ما يقول عمر ؟؟
وسكت ابو بكر
[[يعني ما وضع بهارات من عنده يعني سكت وقال له اسمع ما يقول عمر ]]
فأعاد عمر العبارات نفسها
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ والله اني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، لقد اخبرتك أن ندخل البيت محلقين ومقصرين
ثم اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامع ثياب عمر وجذبه إليه
وقال :_ أقلت لك أنك تأتيه هذا العام ؟؟
قال :_لا
فقال له النبي:_ فإنك آتيه ومتطوف به ان شاء الله
[[ولم تكن سورة الفتح قد نزلت بعد حتى يتلو عليهم النبي منها اية ]]
فسكت عمر ، وأتهم نفسه ورأيه ، ورضي برأي النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وفي الطريق الى المدينة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {{ سورة الفتح }}
فإذا بالصحابة بالطريق يصيحون
:_ يوحى الى النبي ، يوحى الى النبي

وكيف علموا أنه يوحى إليه ؟؟
من ثقل الوحي ، كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم {{ القصواء }}
عندما يتنزل الوحي عليه وهو راكب على ظهرها
لا تستطيع السير تثقل حركتها
[[ كيف لما تشوف ناقة في فيديو بتمشي ، وتضع الفيديو على العرض البطيء ، تحرك رجلها بثقل وتضعها على الارض بثقل
هكذا القصواء تصبح حركتها عندما يتنزل الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، تثقل حركتها ]]

فإذا أشتد الوحي تودد ساقيها على الارض

[[ اي تتوقف وتشد رجليها لتتحمل الثقل ]]

ثم إذا اشتد الوحي ، لا تقوى على الوقوف فتبرك على الارض
وتحك بكُلكالها الأرض
[[ أي رقبتها من الاسفل تحركها على التراب على الارض يمين وشمال كأنها تحفر الارض كأنها تريد ان تنزرع في الارض ، من شدة ثقل الوحي ]]
قال تعالى {{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلً }}
وقال تعالى {{ (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّه }}
ونبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، يتحمل ما لا تتحمله الجبال ، فكان اقوى من الجبال على تحمل الوحي
فلذلك
عندما رأوا معالم الناقة
قالوا :_ رسول الله يوحى إليه
_________
يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه ، في تلك اللحظة
اسمعوا ماذا قال عمر
حتى لا يغتر انسان بنفسه
بصلاته ، بعلمه ، بلحيته ، بأذكاره ، بمتابعيه ، بكثرة الناس حوله لأستماع كلامه ، ويعتقد بنفسه انه مثل الصحابة
اسمعوا كيف لا يركن الانسان الى نفسه ابداً
علمنا من {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه ، الفاروق
الذي اعز الله به الاسلام
علمنا من عمر المؤيد من الوحي عمر رضي الله عنه ، الذي يفر الشيطان من طريقه ، عمر الذي وافق رأيه القرآن في خمس مواضع ، وخالف جميع الصحابة
ترضوا على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اسمعوا ماذا قال عندما صاح الناس رسول الله يوحى إليه
__________
يقول عمر وهو راوي الحديث
قال :_ فأحسست أن قلبي يخرج من حلقي
وقلت {{ ويل أمك يا عمر }} لقد أنزل الله بك قرآن يتلى الى قيام الساعة
من انت ياعمر حتى تخالف رأي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وقلت :_ فتح لي باب من النفاق
فمازال الناس ينادون
يوحى لرسول الله ، يوحى لرسول الله حتى سمعت صوتاً ينادي
أين عمر ؟؟ أين عمر ؟؟
أجب رسول الله يا عمر [[ وقد توقف الناس ونزلوا عن رواحلهم ]]
فبكى عمر
يقول عمر :_ فوالله ما حملتني رجلاي
وقلت {{ ليت امك لم تلدك يا عمر ، ليت امك لم تلدك يا عمر }}
فمشيت الهوينة حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت وجهه مشرقاً ليس به علامات الغضب
فنظر إلي وأبتسم
وقال لي :_ أقبل يا عمر
قال :_ فأقبلت
فقال لي :_ لقد انزل الله علي سورة هذه الساعة احب إلي من الدنيا وما فيها ، وأحب الي مما طلعت عليه الشمس
وعندما تلاها علي جبريل قال لي هنيئاً لك يا محمد
فقلت له :_ هنيئاً لك يا رسول الله
فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح
{{ انا فتحنا لك فتحًا مبينا }}
[[ اقرأوا سورة الفتح من القرآن ]]
الى ان وصل لقوله تعالى
{{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}

انت بتقول يا عمر رأيت واخبرتنا ليش ما دخلنا ؟؟
ستدخل
{{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} انا الله أؤيد رؤيا النبي ورؤياه حق وصدق من الله
{{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
فبشر الله نبيه والمؤمنين بفتحين وليس فتح واحد
لأن لو دخلوا الآن هل يكونون آمنين على انفسهم؟؟
قد يكونون بالطواف فتغدر بهم قريش ، ويحيطون بهم ويقتلونهم
اذن لن يكونوا آمنين والله يريد ان يكونو اآمنين

{{ لَا تَخَافُونَ }}
كانوا الصحابة خايفين على المدينة في غيابهم من غزو {{ يهود خيبر }} على المدينة فأكثر المقاتلين الآن مع رسول الله
فكانوا في طريقهم للعمرة وقلوبهم على اهلهم في المدينة {{ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا }}
اي كانت يهود خيبر تريد غزو المدينة
{{ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} مشان ما تضيعوا وقتكم وترجعوا فوراً للمدينة ، لتقضوا على يهود خيبر الذين كانوا يكيدون للمسلمين وغزو المدينة

{{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
اي سترجعون للمدينة الآن وتفتحون خيبر فكان هذا الفتح القريب ، بشرهم الله بفتح خيبر
ويأتي بعده الفتح الثاني وهو فتح مكة
قرأ النبي الايات وسمعها عمر وحمد الله
ان ليس فيها ادنى اشارة لموقفه ، وليس فيها طعن ولا لمز له
ومع ذلك كله مازال عمر يخاف ذلك اليوم
الذي علا فيه صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وهو على فراش الموت يسأل
حذيفة بن اليمان [[ حافظ سر النبي الذي اخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن اسماء المنافقين ]]
يبكي عمر قبل موته ويقول لحذيفة :_ أنشدك الله يا حذيفة هل ذكر رسول الله اسمي في المنافقين
ويضع خده على التراب وهو في النزع ، ويمرغ خده بالتراب
وهو يقول :_ ويلٌ لعمر إن لم يغفر له رب عمر
رضي الله عنه وارضاه
___________
للأسف بعض من كتب السيرة ، يقول أن {{صلح الحديبية }} كان بوحي من الله تعالى
وهذا غير صحيح ، كما وضحت لكم
لو كان وحي لطمئن الصحابة ، وما اضطربت قلوبهم
كيف كان هذا الصلح وبالاً على قريش ، ماذا حدث بعدها
هذا ما سنعرفه بالاجزاء القادمة
إن شاء الله ، الذي قرأ يترك لنا بصمة

_____ #الأنوارالمحمدية _______
____ صلى الله عليه وسلم _______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا تعرف عن غسل وكفن ودفن الحبيب محمد صل الله عليه وسلم الرهيب السيرة النبوية 7 06-15-2015 11:47 AM
شجرة نسب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ابورزان السيرة النبوية 17 01-21-2011 10:40 AM
الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل البعثه ـكـشـ مـلـكـ السيرة النبوية 6 01-02-2011 08:13 AM
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهلاوي مووت السيرة النبوية 1 06-06-2009 03:01 PM
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حدي نظر السيرة النبوية 4 09-19-2008 05:10 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 03:46 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75