التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
【لا تكـن إمَّعـة】
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)       :: من هو المحظوظ ؟ (آخر رد :الرهيب)       :: *" هذه هي السعادة الحقيقية "* (آخر رد :الرهيب)       :: دعوة .. يتشرف " محمد علي حازم آل فريّة" بدعوتكم لحضور زواجه في قاعة المعالي بالحرازات 1445/10/23 (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …بتأهل" احمد محمد جودالله ال مهاوش" في مسابقة أولمبياد التاريخ للمنافسة على مستوى المملكة العربية السعودية (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " محمد احمد علي فيان آل مريّع " والصلاة عليه عصر اليوم في جامع الملك عبدالعزيز بالخرج والدفن بها (آخر رد :الرهيب)      



السيرة النبوية قسم يهتم بسيرة المصطفى علية افضل الصلاة والسلام من مولده حتى مماته

الإهداءات
الرهيب من الرياض : دائمآ يقولون : ابتعد عن الذي يتعبك واحتفظ بالذي يسعدك ... ‎وما أصعب أن يكون الاثنين هما نفس ‎الشخص..!    

Like Tree20Likes

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 11-08-2020, 11:17 PM   #177
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٧٧ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الثاني
____________
أراد {{ حيي بن أخطب }} أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم ، فوافقه الجميع
فعارضهم كبيرهم من الأحبار وأسمه {{ سلام بن مشكم }} وكان من أكبر علمائهم‏
قال سلام :_ يا حيي ألست تعلم أن محمد رسول الله ؟؟
قال :_ لا
قال :_ وربِ موسى وعيسى ، إنك لتعلم إنه نبي ، وكنا نرجو أن يكون منا من نسل هارون
لا تفعلوا ، فوالله ليخبرن بما هممتم به ، وليأتينه الخبر من السماء ، ولتكوننا بعد ذلك ناقضاً عهدك معه
وأصر حيي على مؤامرته
و عزموا على تنفيذ خطتهم
وصعد أحدهم وهو {{ عمرو بن جحاش}} وكان من رؤسائهم
ليلقي هذه الصخرة الضخمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
_____________
وقبل أن يلقي هذه الصخرة الضخمة ، كان قد هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبره بمكر المغضوب عليهم يهود
قال له جبريل :_ يا رسول الله ، أنهض على الفور ولا تكلم أحد
فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، ومضى بين أصحابه ، واتجه الى ناحية الشجر كأنه يريد أن يقضي حاجة
[[ الصحابة جالسون اعتقدوا أن النبي قام ليقضي حاجة ]]
وعاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مسرعاً
فجاء {{ حيي بن أخطب }}
قال :_ أين ابا القاسم ؟
قالوا :_ قام في حاجة له
وانتظروا وطال الانتظار ، والصحابة
يقولون :_ أين ذهب رسول الله ؟؟ لا بد أن له أمر
وحيي يصبرهم
ويقول :_ لعله يرجع الآن ، دعوه في حاجته ، اجلسوا فقد أعددنا لكم الطعام
فجاء رجل من بين النخيل
فقالوا له :_ ارأيت رسول الله ؟؟
قال :_ نعم رأيته متوجه الى المدينة
فهب الصحابة مسرعين خلفه
فوجدوه عند باب المسجد يريد الدخول
فما أن سلموه عليه حتى نظر إليهم وهو مغضب
وقال :_ إليَّ بمحمد بن مسلمة
[[ ومحمد بن مسلمة من الانصار بينه وبين يهود العهود والعقود قبل ان يهاجر النبي للمدينة يعني حلفائه ]]
قالوا :_ما الخبر يارسول الله ؟؟!
قال :_همت يهود بغدر ، لقد أوكل حيي لرجل منهم ، أن يصعد على سطح الدار ، وأن يلقي علي حجر
فأتاني جبريل ، وأخبرني ، فلقد نقضوا عهدهم
___________
فلما حضر {{ محمد بن مسلمة رضي الله عنه }}
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_
إذهب الى {{ بني النضير }}
وقل لهم
لقد هممتم بالغدر ورتبتم كذا ، وكذا ، وكذا [[حتى يكونوا على بينة ]]
ولقد جاء خبركم من السماء لرسول الله
لذا لا عهد بيننا وبينكم ، لقد نقضتم العهد
اخرجوا من مدينتي ولا تساكنوني بها
وقد أجلتكم عشراً [[ اي معكم عشرة ايام ]] فمن وجدت منكم بعد ذلك ضربت عنقه‏
__________
نرجع لليهود عندما علموا ، أن رسول الله رجع للمدينة ، استغربوا لماذا رجع ؟؟!!!!!
قال لهم حبرهم الذي نصحهم {{ سلام بن مشكم }}
قال :_ يا حيي تقول أن محمد رجع الى المدينة
قال :_ أجل
قال:_ أتعلم لِمَ رجع الى المدينة وقام من مجلسه
قال :_ لا
قال :_ولكنني أعلم ، وأنت وربِ موسى وعيسى تعلم ، ولكنك رجل مكابر
لقد جاء الخبر لمحمد من السماء ، كما قلت لك
وانت الآن قد نقضت العهد وانتظر معي ساعة فإن محمد مرسل إليك
فقال القوم :_ بماذا تشر علينا يا سلام ؟ !!!
قال :_ أشير عليكم بأمرين ولا ثالث لهما
{{ الأمر الأول }}
وهو خير لكم ، أن تدخلوا في دين الرجل ، وتسلموا فأنتم أهل الكتاب الأول
وأنتم من نسل هارون [[وكان بني النضير ينتهي نسبهم الى هارون أخو موسى عليه السلام ]]
فإذا اسلمتم سيغفر لكم هذه الذلة ، وهو لا يقتل رجل دخل دينه ، فتحقنوا دمائكم وأموالكم ، ويعلو كعبكم بين اصحابه فأنتم اهل كتاب ومن نسل الانبياء
قال حيي :_ أما هذه .....فلا
هاتِ الثانية
قال :_ أما {{ الأمر الثاني }}
إنه مرسل لك الآن ، أن اخرج من بلادي
فأياك ثم أياك ان تعقب على رسوله [[ أي لا ترفض أمره ]]
وأجبه بنعم ، فإنك إن لم تفعل ، لن يقبله منك بعد ذلك
فأخرج من بلاده على الفور ، وأحقن دمائك وأموالك
قال القوم جميعاً :_ هذه نعم
فما أن أتم حبرهم قوله ، حتى كان {{ محمد بن مسلمة }}يقرع بابهم
فقال سلام :_ قم يا حيي فأفتح الباب لرسول محمد
ففتح الباب حيي فوجد بالفعل {{ محمد بن مسلمة }}
قال :_ مرحباً بابن مسلمة[[ فهو حليفهم وكان صديقهم قبل الإسلام ]]
ادخل فأجلس يا ابن مسلمة
قال :_ لا جلوس لي بينكم ، إنما أنا رسول ، رسول الله إليكم ابلغكم رسالته
[[ وتوجه بالكلام الى سيد القوم حيي و حبرهم سلام ]]
قال :_ يا حيي ويا سلام
قالا :_ نعم
قال :_قبل أن أبلغكم رسالة رسول الله
أنشدكم الله والتوراة التي انزلت على موسى
اتذكرون عندما جئتكم يوماً ،قبل مجيء محمد إلينا ؟؟
جئت إليكم في مجلسكم هذا
وكان بين أيديكم صحفة طعام [[ سفرة أكل كانوا يأكلون ]]
فقلت لكم :_ إن لي حاجة
فقلتم لي :_ أجلس فأطعم أولاً ، فأطعمتموني من طعامكم
وكان {{ سلام }} يحمل كتاب بين يديه [[ اي التوراة ]]
فقال :_يا ابن مسلمة ما يمنعك أن تدخل في ديننا ؟؟
فقلت لك :_ لا حاجة لي في دينكم ولا دين غيركم
فقال لي سلام :_إنما يمنعك من اتباع ديننا ، بسبب سماعك أن رجل سيبعث {{ بالحنيفية }} وهذا وقته وأن مولده مكة ،وأن دياركم هجرته ، وإن من أوصافه[[ كذا وكذا وكذا ]]
ولقد أظلكم زمانه فهو مصبحكم أو ممسيكم
قالوا :_ اللهم نعم قد قلنا هذا ، ولكن ليس صاحبكم هو الذي ننتظر
فقال بن مسلمة :_انتهى معكم ما أريد
________
والآن ابلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لكم رسول الله
:_ قد هممتم بالغدر ، وكان من أمركم [[ كذا وكذا وكذا ]] وجاءه جبريل بالخبر من السماء
والآن يقول لكم :_ لا عهد بيننا ، هو لا يريد قتالكم فأخرجوا من دياره ، ولا تجاوروه فيها ابداً
فتعجل حبرهم سلام
وقال :_نعم
فرد حيي خلفه
وقال :_نعم
فوافقوا على الجلاء
قال :_ قد أمهلكم رسول الله عشراً ، تستعدوا وتجمعوا أموالكم ، ومن رؤي منكم في المدينة بعدها ضربت عنقه
قالوا :_ أجل حباً وكرامة ، ابلغ ابا القاسم أننا على رحيل
واخذوا يستعدون و شاع الخبر في المدينة
ورجع ابن مسلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يخبره أنهم قبلوا حكمك ، وهم يستعدون للرحيل
_________
وسمع بالخبر رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }}

بلغ الخبر الى ابن سلول رئيس المنافقين
فعز عليه هذا المنافق ، أن يهاب جناحه
ذُهل ابن سلول بالخبر قبل أشهر أجليت قينقاع وهم حلفائه
واليوم النضير فمن يبقى ؟؟
فأرسل رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير

يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية _______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:18 PM   #178
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٧٨»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الثالث
__________
أرسل رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير
ثم ذهب وجلس بالمسجد [[ كأنه لم يفعل شيء ،هكذا المنافقون والعملاء على نفس النهج ، في العلانية معنا وضد العدو ، وفي السر هم أخوة متحابون مع أخوة القردة والخنازير ]]
أرسل برسالة الى حيي
قل له :_ يقول لك {{ ابن سلول }} أياك أن ترحل ، اثبتوا وتمنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم
وإن لي حلفاء من غطفان ، وهذه اخوانكم قريظة ، كلنا نجتمع عندكم في الحصن ونقاتل معكم حتى نخلص من محمد ومن صحبه ومن دينه ، وإن أجلاكم جلينا معكم
فجاء الخبر الى حيي وهو يستعد لجلاء
وصلته رسالة ابن سلول وهو يقول لك [[ كذا وكذا وكذا ]]
فسُر بالخبر حيي
وقال :_ إذن لن نرحل
_____________
وفي ذلك نزل قوله الله تعالى
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}

ألم تَرَ !! تعجب
يقول الله عزوجل للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى[[ ما شفت ؟ ما أستغربت ؟ لاحظت اللي صار ؟ ]]
الم ترى ؟!!!! أداة تنبيه ، للنبي صلى الله عليه وسلم
وتعجب
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا }}

هل سمعتم قول الله عزوجل يا خير أمة ؟؟
{{ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ }}
المنافقين الخونة اخوة {{ المغضوب عليهم }}
في نص قرآني لا يقبل الجدال
اين وجه الربط بالاخوان في هذه الآية ؟؟
هؤلاء عرب من اصل {{ عربي }}
وأولئك يهود من أصل {{ يهودي }}
ولكنهم اخوة في العقيدة والفساد وفي العداوة لله عزوجل ورسله ودينه
_____________
تكملة الايات
{{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
لأنتم اشدُ رهبةً في صدورهم من الله ؟!!!!
نعم {{ المؤمن الصادق}} يهز قلوبهم من الخوف والرعب أكثر من خوفهم من الله
لان المنافقون الخونة العملاء لا يخافون من الله
ولو خافوا من الله ما سلكوا هذا المسلك
ولكن يخيفهم ويرعبهم {{المؤمن الصادق }} إنسان ملتزم يجعل قلوبهم تهتز
{{ لَأَنْتُمْ }}
الله عزوجل يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه

{{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
[[ ما بيخافوا الله ولكن يخافوا منكم ، لو بيخافوا الله ما بينافقوا ما بيخونوا ، لا يؤيدون اليهود على اخوانهم ،
اما لو في مؤمن صادق ، تهتز قلوبهم وتقوم الدنيا ولا تقعد هذا ما يخيفهم المؤمن الصادق ]]
____________
شجعهم {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} على المقاومة خصوصا أن معهم كذلك يهود {{ بني قريظة }} وكان لهم حلفاء من {{ غطفان }}
فبعث رئيسهم {{ حي بن أخطب}} الى النبي صلى الله عليه وسلم
:_ إنَّا لا نخرج من ديارنا ، فأصنع ما بدا لك
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
جواب {{ حيي بن أخطب }} وكان ابن سلول جالس معهم بالمسجد [[ كأنه ما عمل شي ]]
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر
قال :_ الله اكبر ... فكبر أصحابه من خلفه [[دون أن يعرفون ما الخبر ]]
فكبر النبي ثانية ..... فكبروا
ثم كبر ثالثة ..... فكبروا
ثم قال بعد التكبيرة الثالثة
:_ الآن حاربت نضير [[ يعني انا لا أريد أن أحاربهم هم طلبوا الحرب بأنفسهم ]]
ثم قال :_ قم يا بلال وأذن للجهاد
فوقف بلال يؤذن :_ حي على الجهاد حي على الجهاد ، حي على خير العمل
فهب الصحابة رضوان الله عليهم كالأسود استعداداً للقتال
___
قام الصحابة واستعدوا للجهاد
وقام ابن سلول الى داره كأنه يريد أن يستعد
وأرسل مرة اخرى الى حيي
:_أياك أن يخيفك هذا ، إذا جدَّ الأمر ستجدنا عندك في حصنك
ودخل ابن هذا المنافق
{{ عبدالله بن عبدالله بن ابي سلول }} رضي الله عنه
وكان أبنه من خيار الصحابة فقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر على المدينة
[[جعله والي على المدينة وابوه اكبر رأس بالمنافقين وابنه والي رسول الله ومن خيار الصحابة ]]
فدخل يلبس لباس الحرب ، ثم نظر الى أبيه
قال :_ أراك لا تستعد !!!!
قال :_ سأستعد فيما بعد
_________
وخرج المسلمون الى {{ بني النضير }}
وكان {{ علي بن ابي طالب رضي الله عنه }} هو الذي يحمل اللواء
وكانت المسافة من المدينة الى بني النضير ميلين
[[ يعني حوالي ٣ كم ]]

يتبع إن شاء الله ....
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:19 PM   #179
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٧٩ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الاخير
___________
لما رأى {{ بني النضير }} جيش المسلمين خافوا منهم ودخلوا الى حصونهم
وكان عددهم {{ ١٥٠٠ }}
وفي ذلك يقول تعالى
{{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }}
_________
وتخلى عن {{ بني النضير }}
حلفائهم من {{غطفان}}
وتخلى عنهم اخوانهم من {{ بني قريظة }}
وتخلى عنهم رأس المنافقين {{ اب ابي سلول }}
الذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين
_________
دخل {{ بني النضير }} في حصونهم، وتحصنوا فيها وحاصرهم المسلمون
وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ، أن يقطعوا و يحرقوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم ]]
وقام المسلمون بقطع وحرق بعض نخيل {{ بني النضير }} فقطعوا وحرقوا
بهدف بث الرعب في قلوب اليهود وخزي لهم ، فنادى اليهود من فوق حصونهم
وقالوا: _ يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟
فلم يرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستمر الصحابة بقطع النخيل وحرقه
ونزل في هذا قول الله تعالى
{{ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }}
{{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ }}
[[ هي النخيل لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]]
{{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا }}
[[ بدون قطع ]]
{{ فَبِإِذْنِ اللَّهِ }}
[[ لان هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع شيء من نفسه ،إنما يسدده الوحي من السماء بأمر من الله ]]
___________
واستمر الصحابة يقطعون ، ويحرقون حتى دخل الرعب لقلوبهم
واستمر الحصار {{ ٦ ليال فقط }}
فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب
فخرج حيي من على رأس الحصن
وقال :_ يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت
قال :_ لا اليوم لا أقبله
فقال سلام حبرهم لحيي :_ هل جاءك حديثي يا حيي ؟؟
قلت لك :_ إن طلب منك الرحيل ولم ترحل ، لن يقبله منك بعد اليوم
فقال حيي :_ وماذا تريد يا ابا القاسم ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أن تنزلوا على حكم الله ورسوله
[[ ما هو الحكم ؟ أن يقتل المقاتل ويسبى النساء والاطفال ]]
فأخذوا يستغيثون ويستجيرون
بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فرَّق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لهم [[ على رغم حقدهم وغدرهم رق لهم صلى الله عليه وسلم ]]
_________
فوضع لهم النبي صلى الله عليه وسلم شروط على الجلاء والإستسلام
{{ أن يخرجوا من المدينة ، ولا يحملون إلا ما تحمل أبلهم فقط، ولا يحملون معهم السلاح ولا حتى سيف واحد
وخذوا ذريتكم ، ونساءكم واخرجوا من دياري }}
قال حيي :_ يا أبا القاسم ، إنا لنا اموال وديون عند الناس
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_تعجل وضع
[[ يعني خذ ما امكن ، اعمل مفاوضة مع اللي الك معه دين ، يعني قديش الواحد معه بيعطيك ]]
فكان يأخذ من {{١٠٠ دينار }} عشرة فقط
ومن الالف ، خمسين [[ ايش عندك بس اعطيني ]]
وكانت امواله كلها من الربا
فنزلوا على ذلك
____________
فأخذوا معهم ما عز من أموالهم
كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام لهم في الطريق
[[ لان ليس لهم إلا ما حملته الإبل وكان عدد ابلهم ٦٠٠ ناقة ]] فأرادوا أن يستعيروا أبل
فمنع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ذلك
قال: _ لكم إبلكم وما حملت من متاع
وعز عليهم أن يتركوا ديارهم [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]]
وأخذوا يهدمون بيوتهم [[ لكي لا يستفيد منها المسلمون ]]
فحملوا الأبواب والشبابيك ، وخلعوا الأوتاد وجذوع السقف،
فلما رآئهم النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك
قال لأصحابه :_ ساعدوهم في هدم بيوتهم
[[يعني نحن مش طماعنين في بيوتكم ]]
ساعدوهم في هدم بيوتهم
فأخذوا هم يهدمون من الداخل ، والصحابة يهدمون من الخارج
فحملوا متاعهم على {{ ٦٠٠ بعير }} وتركوا من أسلحتهم
{{٥٠ درعا }}
و {{ ٥٠ خوذة }}
و {{٣٤٠ سيفا }} فأخذ المسلمون هذه الأسلحة، وأخذوا ديارهم وأرضهم‏
__________
وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }}
سبَّح لله [[ دائماً إذا كان الأمر فيه{{ تجلي إلهي }} يبدء بالتسبيح {{سبحان الذي أسرى بعبده }} لإنها معجزة سبح لله مافي السماوات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم اشارة ان عزة المؤمنين ممتدة من عزة الله ، لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ]]

{{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
هم خرجوا الى الشام
وكان هذا أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم
فأول الحشر كان في ذلك اليوم منذ ان خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها ابداً ، وما جرى عليهم جلاء من ايام موسى وهارون عليهما السلام لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء {{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }}
وها نحن نشهد تجمعهم من جميع انحاء الارض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهر به الله الارض من رجسهم يوم معركة الحجر والشجر
فكانت هذه الحادثة {{ غزوة بني النضير }} بداية حشرهم
وكما تعلمنا من السيرة
إن الله ورسوله لا يخلف وعده ابداً ، وعد الله قائم ونحن كلنا ايمان بوعد الله ورسوله

{{مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }}
هل سمعتم ؟!!
[[هم صاروا يهدموا بيوتهم عشان يغيظوا المسلمين ما بدنا نخليلكم بيوتنا فاضية قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ساعدوهم بالهدم لا نريدها ]]
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
__________
وقبل أن يخرجوا
قال حيي بن اخطب لقومه والخزي في وجهه
قال :_ لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين
[[ يعني اليهود بيحبوا المكابرة بيحبوا الإعلام الكذاب مثل ما بتعرفوهم اليوم ]]
لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، يشمت بنا المسلمون
قالوا له :_ ما ذا نصنع لا نملك إلا ذلك ؟!!
قال :_بل نملك أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتها
[[ اي صيغتها ]] وليغنينَّ
ونحن الرجال نخرج نضرب الدفوف في الاسواق ، على اننا خرجنا فرحين من دياره ، لا غاضبين ولا نادمين
فخرجوا يضربون الدفوف والنساء تغني
ولكن الغيض يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحد
فقد وقف {{ محمد بن مسلمة }}
ومعه{{ ١٠٠ رجل }} من الانصار يفتشوهم
حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة وكانوا اكثر يهود سلاحا
__________
اتجه يهود {{ بني النضير }} الى الشام
{{ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{حي بن أخطب }} الى خيبر على بعد حوالي{{ ١٦٠ كم }} من المدينة
ليستعدوا لمواجهة أخرى ، فيما بعد مع الرسول صلى الله عليه وسلم

_____ #الأنوارالمحمدية _____
____ صلى الله عليه وسلم _____



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:20 PM   #180
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٨٠ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الآخرة ، ونذكر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة رضي الله عنها ))
_________
_________
ذكرنا من قبل أن آخر مشهد في معركة أحد أن
{{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة أحد نادى
وقال :_ إن موعدكم بدر العام القابل
[[ يعني العام المقبل ، يأتي جيش المسلمين وجيش قريش ، الى بدر ويكون هناك قتال ]]
فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب‏
:- قل‏ نعم ، هو بيننا وبينك موعد ، ان شاء الله تعالى
ومر عام على أحد، وجاء شهر شعبان في السنة الرابعة من الهجرة، وجاء موعد اللقاء عند بدر
__________
عندما جاء شهر شعبان من السنة {{ الرابعة من الهجرة }}
ونحن الآن في السنة {{ ٤ للهجرة }}
وجاء موعد اللقاء عند بدر ، أخذ المسلمون يتهيؤا للخروج الى بدر
على الجانب الأخر في مكة كان {{ أبو سفيان}} لا يريد مواجهة المسلمين
ويخشى هذه المواجهة
وفي نفس الوقت لا يستطيع ألا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها
وكان في مكة في ذلك الوقت رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} من قبيلة غطفان
فاتفق معه {{ أبو سفيان }} أن يذهب الى المدينة
ويخوف أهل المدينة من جيش قريش
ويقول لهم :_ أن أعداد جيش قريش كثيرة
ووعده بعشرين من الإبل ان نجح في مهمته
قال ابو سفيان ، لنعيم
قال :_ إنه بدا لي أن لا أخرج
وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا
فيزيدهم ذلك جراءة
فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إليّ من أن يكون من قبلي
فاأذهب يا نعيم الى يثرب [[ اي المدينة ]]
وأعلمهم أننا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا ، ولك عندي عشرين من الإبل أدفعها لك
________
وصل {{ نعيم بن مسعود }} الى المدينة
فوجد المسلمون يتهيئون للخروج
فبدأ في أداء مهمته وأخذ يطوف بالمسلمين
ويتحدث عن كثرة جموع قريش [[ يخوفهم إعلام عربي ]]
________
واخذ المنافقون يخوفون المسلمون من قول {{ نعيم }}
أياكم ان تخرجوا لمواجهة قريش ، احفظوا دمائكم ، اعداد قريش كبيرة
ان قريش قد جمعوا لكم كذا وكذا
فيقول المسلمون {{ حسبنا الله ونعم الوكيل }}
وكان عدد المسلمون {{ ١٥٠٠ }}
_____________
على الجانب الآخر خرج {{ أبو سفيان}} بجيش قريش وهو يعتقد أن {{ نعيم بن مسعود }}
قد نجح في اخافة المسلمين ، وأن المسلمين لن يخرجوا فخرج بجيشه حتى يبدوا أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين
وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا
كان جيش قريش عدده {{ ٢٠٠٠ }}
وسار جيش قريش لمدة يومين فقط
حتى وصل الى {{ مجِنَّة }} وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى {{ ٨٠ كم }}
ثم وصلت الى {{ أبو سفيان}} الأخبار أن المسلمون قد وصلوا بالفعل الى بدر
فخاف ابو سفيان من مواجهة المسلمون مرة أخرى
فقال :_ يا معشر قريش لا يصلحكم الا عام خصب ، وإن عامكم هذا عام جدب ، واني راجع فارجعوا
فرجع جيش قريش
وكان ابو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها
وسخروا على ابو سفيان في مكة نفسها
حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون لهم: _ انما خرجتم لتشربوا السويق، وسموهم {{جيش السويق }}
[[ والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر، وهو مدقوق القمح والشعير، سمي سويق لانسياقه في الحلق]]
كان تراجع المشركون وانسحابهم بالرغم من أن أعداد جيش المشركين كان أكبر
فالمشركون كما ذكرنا
كان عددهم {{ ٢٠٠٠ }}
والمسلمون {{ ١٥٠٠ }}
أي أن هناك تفوق في جيش المشركين ، ومع ذلك خافوا وجبنوا من مواجهة المسلمين
__________
وأقام المسلمون في بدر {{ ٨ أيام }}
وقد أطلق على هذه الغزوة {{ غزوة بدر الآخرة }}
كانت {{ بدر الآخرة }}
هامة جدا
١_لأنها أعادت للمسلمين كثير من الهيبة التي فقدوها في أحد وتوابع أحد وهي {{ بئر الرجيع وبئر معونة}}
٢_ أعادت الى المسلمين ثقتهم بأنفسهم ،بينما أحبطت المشركين، واصبحوا مثار للسخرية، في الجزيرة كلها بل وفي داخل مكة نفسها
وأيقن المشركون أن أهل مكة غير قادرين على مواجهة المسلمين، وأنهم أضعف منهم كثيرا
___________
وفي هذه السنة {{ ٤ للهجرة }}
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين
{{ أم سلمة }} رضي الله عنها وذكرنا في جزء خاص {{هجرة ام سلمة }}
فعندما توفى الله زوجها {{ أبو سلمة }} وكان متأثرا بجرح أصيب بها في أحد ، بالرغم من أن وفاته كانت بعد
{{٧ شهور }} من معركة احد ، توفى بسبب جراحه بأحد
وكان {{ ابو سلمة رضي الله عنه }} أخو النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة
وكان أول من هاجر الى الحبشة مع زوجته أم سلمة
فلما مات
قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته {{ أم سلمة }}
إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون
فقالت أم سلمة:_ يا رسول الله كيف أقول ؟
فقال لها :_قولي انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اغفر له ، اللهم اجرني في مصيبتي وابدلنى خيرا منها
فقالت مثلما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت تقول في نفسها :_ ومن خير من أبي سلمة ؟
ولكن الله تعالى استجاب دعائها، وتزوجت النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها
وفي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من {{أم سلمة }} رفع للحرج عن الرجل اذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته
__________
وبعد ما ذكرنا بعض احداث {{ السنة الرابعة للهجرة }} بشكل موجز ومختصر
الآن ننتقل الى {{ غزوة بني المصطلق }}
وسنقف عند أحداثها بالتفصيل ، لان فيها الكثير من الدروس والعبر
يتبع إن شاء الله ....
_____ #الأنوارالمحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:21 PM   #181
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٨١ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني المصطلق ، والفتنة )) كاملة يجب ان اسردها كاملة بتفاصيلها فأعذروني اخواني
__________
[[ اولاً نأجل حديثنا عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش سيأخذ معنا وقت نأتي عليه بعد حادثة الإفك إن شاء الله ]]
نحن الآن في مطلع السنة [[ الخامسة من الهجرة ]]
حديثنا اليوم عن {{ بني المصطلق }}
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
أن قبيلة {{ بني المصطلق}} تستعد لغزو المدينة
فمن هي بني المصطلق ؟
بني المصطلق هي أحد بطون قبيلة {{ خزاعة}}
وكانت ديار {{خزاعة }}منتشرة على الطريق من مكة الى المدينة من بداية {{ ٣٠ كم من مكة الى ٢٤٠ كم }}
ولذلك فإن {{ خزاعة }} كان موقعها مهم جدا في الصراع بين المسلمين وبين قريش
واتخذت {{ خزاعة}} موقفا محايدا بالنسبة للصراع بين المسلمين وبين قريش
[[ فهي لم تدخل في عداء مع المسلمين لوجود صلات نسب ومصالح مع الأنصار ]]
وفي نفس الوقت لم يدخلوا في الإسلام
لأن لهم مصالح مع قريش
لأن خزاعة في طريق تجارة قريش الى الشام ، وهم يستفيدون بذلك
وأيضا لأن أحد أصنام العرب الشهيرة وهي {{ مناة}} تقع في ديارها
فكان العرب يحجون الى هذا الصنم، ومن ثم كانوا يستفيدون من ذلك مادياً ومعنوياً
من أجل ذلك اتخذت قبائل {{ خزاعة }} موقفاً محايداً في الصراع بين المسلمين وبين قريش
باستثناء {{ بني المصطلق }} وهي كما ذكرنا أحد بطون {{ خزاعة }}
وكانت ديارها في وسط ديار {{ خزاعة }} والتي اتخذت موقفا معاديا للمسلمين ، لدرجة أنها اشتركت مع قريش في حرب المسلمين في {{ أحد }}
سيدهم اسمه {{ الحارث ابن ابي ضرار }}
ومعنى {{ مصطلق }}
لانهم كانوا مشتهرين بالغناء والاصوات الجميلة ، فالأصطلاق في اللغة العربية معناه جمال الصوت في الغناء
_______
وفي بداية السنة الخامسة من الهجرة
اتخذت {{ بني المصطلق }}
بقيادة {{ الحارث بن أبي ضرار }} قرارها بتجميع القبائل لغزو المدينة
ووصلت هذه الأخبار الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسل أحد الصحابة وهو {{ بريدة بن الحُصيب }}
حتى يتأكد من نياتهم
فذهب إليهم ودخل فيهم ، وأظهر أنه معهم وأنه يريد عونهم في حربهم ضد المسلمين
وتحدث مع سيدهم وهو {{ الحارث بن أبي ضرار }} وتأكد أنهم يريدون بالفعل غزو المدينة ، فعاد الى المدينة وأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم
__________
فلما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم
أن بني المصطلق و سيدهم {{ الحارث }} قد جمع الجموع واعد جيشاً لغزو المدينة
جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشه
وهي سنته كما تعلمنا من السيرة
[[ فكان لا ينتظر عدوه حتى يأتي إليه الى المدينة ]]
فسنته أن يباهت عدوه في داره
وكان شعاره
{{ ماغزي قوم في دارهم إلا ذلوا }}
وهو لا يرضى الذل صلى الله عليه وسلم
____________
فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
في جيش يتكون من {{ ٧٠٠ مقاتل و ٣٠ فارس }}
وخرج معه من نسائه صلى الله عليه وسلم
السيدة {{ عائشة}}
والسيدة {{ أم سلمة }} والمسافة بين المدينة و
{{بني المصطلق }} كبيرة حوالي {{ ٤٠٠ كم }}
فعقد لوئين للمهاجرين والانصار
فأعطى لواء المهاجرين {{ لأبي بكر }} شيخ المهاجرين
ولواء الانصار {{ لسعد بن عبادة }} سيد الخزرج
_________
فسار صلى الله عليه وسلم إليهم
ومن سنته ايضاً ، أن يعمي الأخبر عن عدوه ، فكان يسير ليلاً ويكمن في النهار
وشعاره {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}
سار الجيش على بركة
وأرسل الرسول أمامه العيون يستطلع خبر القوم
فوجد الصحابة رجل من {{ بني المصطلق }} كان قد خرج يستطلع للعدو الطريق ، فأمسكوا به و أخذوه اسيراً
____________
[[ ملاحظة حديثنا عن بني المصطلق فيه دروس وعبر كثيرة فأنتبهوا لها جيداً ]]
فلما احضروا الأسير لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله النبي عن خبر القوم ، فتكتم ولم يجيب النبي [[لانهم قومه ]]
فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الاسلام فرفض
[[ إذن عدو لا يريد أن يسلم ويكون منا ، ولا يريد ان يخبرنا بشيء عن قومه ، فإن نحن تركناه كان ضاراً لنا وهكذا نأخذ الحزم في امور الحرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]
فقال النبي :_ يا عمر أضرب عنقه
فضرب عمر عنقه
فأمن النبي صلى الله عليه وسلم أن القوم لا يعلمون بقدومه [[ لان جاسوس الاعداء قد قتل ]]
____________
وباغت القوم على عين ماء اسمها {{ المريسيع }}
[[ واسم مريسيع من اللغة العربية ، فكان الرجل إذا اصيبت عينه تقول العرب ( رسعت عينه ) اي صارت تدمع يتجمع الدمع في عينه ببطئ ، فلما يتجمع يسيل ، يقولون رسعت عين فلان ]]
فعين {{ المريسيع }} ماءها قليل {{ ينزُ نزاً قليلاً }}حتى اذا تجمع ونشلوه ، يحتاجوا وقتاً حتى يتجمع غيره فشبهوها بالعين التي تدمع قليلاً قليلاً
_____________
وصل المسلمون الى {{ بني المصطلق }} الى عين مريسيع
وعسكروا هناك
فلما وصل بني المصطلق {{ لعين المريسيع }} يريدون ان يشربوا منها ، ويتجهزوا للمضي لغزو المدينة ، تفاجئوا بوجود النبي صلى الله عليه وسلم
[[ ومن مكارم اخلاقه صلى الله عليه وسلم وهي مهمته التي بعث بها ، هداية الناس لا حربهم والاستيلاء عليهم ]]
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، عمر بن الخطاب وكان جهوري الصوت
قال له :_نادي بالناس أن يقولوا لا إله إلا الله ، تعصمعوا دمائكم وأموالكم
فنادى عمر :_ هذا رسول الله ، على رأس جيشه يناديكم ، أن تقولوا لا اله إلا الله ، فتعصموا دمائكم وأموالكم
فرفض القوم واصطفوا للقتال
ونادى سيدهم {{الحارث }} إننا لا ندخل في دين محمد والحرب بيننا وبينكم
واخذوا يتراشقوا بالسهام ساعة من وقت
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد
وقاموا بهجوم مباغت عليهم وحاول {{ بني المصطلق }} المقاومة ولكنهم انهزموا سريعا فقتل منهم {{ ١٠ }}
بينما لم يفقد المسلمون في هذا الهجوم سوى رجل واحد
فوقع رجالهم ونسائهم في الأسر
___________
كان من الاسرى {{ ١٠٠ بيت }} من بني الحارث
والغنيمة كانت مذهلة
واستولى المسلمون على مواشيهم
وكان عددهم {{ ٢٠٠٠ من الإبل من حمر النعم}}
و{{ ٥ آلاف من المواشي}} أي الغنم
وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا
وكان في الجيش رئيس المنافقين {{ أبن ابي سلول }} ولأول مرة يخرج مع النبي ايضاً
وفي الجيش ولده {{ عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول }}
وهو من خيرة الصحابة
[[ نذكر هذه الاسماء لان لنا معهم مواقف في هذه الغزوة ]]
_________
جمعت الغنائم فسال لعاب {{ ابن ابي سلول }} لها
{{٢٠٠٠ بعير من حمر النعم }} من الابل
{{ ٥ الاف رأس غنم }} غير المتاع والمصاغ والسلاح
غنيمة كبيرة
جمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الغنائم وجعل عليها حارس وهو مولاه {{ شقران }}
امسكوا الاسرى من الرجال ، واخذوا النساء بحكم السبايا
ومن سنته صلى الله عليه وسلم في الحروب
أن تقسم الغنائم
الى خمس ، اربعة اخماسها توزع على الجيش فوراً وخمس يُصطفى لله والرسول
فلما قسمت الغنائم دخلت النساء في السبي
والذي اشغل تفكيره صلى الله عليه وسلم ، ليست الغنائم
بل {{ ١٠٠ بيت }} من اعز بيوت العرب ، يعز عليهم السبي فالواحد منهم يفدي عرضه بروحه وماله
ففكر النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً
كيف ينقذ {{١٠٠ بيت }} من أعز بيوت العرب من السبي [[ أي أن تصبح نسائهم سبايا فتسترق ]]
فجلس يتدبر ، و يفكر بالامر ، ولا يروق له مثل هذا السبي
فهيأ الله له السبب
___________
قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم والسبايا بين الجيش وكانت ابنة سيد {{ بني المصطلق}}
واسمها {{ جويرية }} رضي الله عنها
[[ لانها اسلمت واصبحت بعد ذلك ام للمؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
كانت فتاة حازمة ، وعاقلة ، وكان كثيراً ما يستشيرها أبوها في شؤون إدارة العشيرة
فوقعت في السبي من نصيب أحد الصحابة وهو
{{ثابت بن قيس بن شماس }} فعرضت عليه على الفور المكاتبة فكاتبته على نفسها
[[ يعني اتفقت معه أن تدفع له مبلغ من المال مقابل أن يعتقها ، وكان هذا النظام موجود عند العرب ، ويطلق عليه نظام المكاتبة، وهو يعني أن يتفق السيد مع العبد أن يكون حراً إذا أدى قدراً مُعيناً من المال، وقد أقر الآسلام هذا النظام فقال تعالى {{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }} بل وجعل الإسلام هذا النظام واجبا، أي يجب على السيد أن يقبل المكاتبة اذا أراد العبد ذلك، فكان ذلك من أساليب الاسلام في الغاء الرق ]]
طلبت المكاتبة
فقال لها ثابت ، وهو يعلم أنها لا تملك شيء ، فقد أخذت أموالهم وقد أخذت رجالهم [[وفتاة لا تملك شيء فمن اين تاتي بالفداء ؟؟ ]]
قال:_ نعم اكاتبكِ على {{ ٨ أواقي من ذهب }} مقابل أن اعتقك
قالت :_ فهل تأذن لي ، أن أتدبر أمري ؟
قال :_ أجل تدبري امرك
______________
فخرجت من خيمته ، واتجهت نحو خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمته عند ام المؤمنين عائشة
فكان من سنته إذا خرج صلى الله عليه وسلم ، اقرع بين ازواجه[[ يعني عمل قرعة بينهم الذي يخرج سهمها خرجت معه في الغزوة ]]
فكان في هذه الغزوة يصحبه من أزواجه أم المؤمنين عائشة و ام سلمة
فوقفت {{جويرية }} عند باب خيمته وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الامور
[[وكانت قد رأت قبل يوم المعركة بثلاثة أيام رؤيا ، كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجرها، ولم تخبر أحد بهذه الرؤيا]]
وقفت جويرية ، ورأتها السيدة عائشة
وقالت السيدة عائشة وهي تقص هذه القصة
قالت :_والله ما أن رأيتها على باب حجرتي حتى كرهتها [[ من باب الغيرة عند النساء ، كانت جويرية أمنا رضي الله عنها شابة وجميلة وحلوة اللسان ]]
وقفت و قالت
: _ يا رسول الله [[ يا رسول الله ؟؟ !!! لا يقولها إلا مسلم ]] يارسول الله ، سلام الله عليك
قال :_ وعليك السلام ، من المرأة ؟!!!
قالت :_أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم
اني قد رأيت رؤيا قبل ان تأتي إلينا ، وعلمت اننا مأخوذين وعلمت أن عاقبتها خير لنا ، فعلمت أنك رسول الله حقاً
فأنا {{ أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله }}
[[واعلنت اسلامها فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامها ]]
ثم قالت :_ يا رسول الله
انا بنت {{ الحارث بن أبي ضرار }} سيد قومه
وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ، فوقعت في السهم {{لثابت بن قيس }} فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي ، واطلب منك العون
فأعني يارسول الله
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى عقل حصيف ، وقوة شخصية ، وتدبر لإنقاذ قومها ، وشرفها
فقال لها صلى الله عليه وسلم :_ حباً وكرامة ، فهل لك في خير من ذلك ؟
قالت:_ وما هو يا رسول الله ؟
قال: _ أقضي كتابك وأتزوجك
[[ يعني أدفع لثابت بن قيس المبلغ كله، وتكونين حرة، ويكون هذا المبلغ هو مهرك ]]
قالت: _نعم يا رسول الله قد فعلت
__________
فشاع الخبر بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد تزوج بنت {{ الحارث بن ضرار }}
فقال الصحابة :_ أصبح بني المصطلق أصهار رسول الله
[[ ومن أدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الاسرى الذين بين ايديهم أصبحوا أصهار رسول الله، فكيف يأسرون أصهار نبيهم ]]
فرد كل الصحابة الأسرى الذين في أيديهم الى ذويهم
وكان هذا حدثاً فريداً لم يحدث في تاريخ الجزيرة
و لا في تاريخ العالم كله
[[ وكان سببه حب الصحابة الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم ]]
تقول السيدة عائشة:_ قال الناس [[ اي الصحابة ]] أصهار رسول الله !!!!
فأرسلوا ما بأيديهم
فلقد أعتق بتزويجه إياها ، مائة أهل بيت من بني المصطلق {{ فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها }}
فلما رأت بني المصطلق هذه الاخلاق والكرم ، دخلوا جميعا في الإسلام
____________
استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة
١- القضاء على محاولة {{بني المصطلق }} تجميع القبائل وغزو المدينة
٢- توطيد هيبة المسلمين في الجزيرة
٣- دخول كل {{بني المصطلق}} في الاسلام، وهي البطن الوحيد في {{ خزاعة }} الذي كان يناصب الاسلام العداء
_____________
وبقي النبي صلى الله عليه وسلم اياماً في ديار بني المصطلق
ولكن كان المنافقون قلوبهم تمتلأ غيظاً من المسلمون
خاصة رأس المنافقين {{ بن ابي سلول }}
لقد أسترد المسلمون الغنائم من أيديهم ، وردوها الى بني المصطلق
و{{ ابن ابي سلول }} واصحابه المنافقون ، ما خرجوا أصلاً إلا لهذه الغنائم ، لم يخرجوا ايماناً بل نفاقاً
فغاظه ذلك وأخذ يترقب فرصة كيف يوقع فتنة بين صفوف المسلمين
______________
وجلس النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً مرتاحاً ، وقد أصبح القوم إخوانهم بالدين
وأصهار النبي صلى الله عليه وسلم
و ذهب رجلان في اليوم الثاني من المسلمين الى بئر {{ المريسيع }} ليملئا أسقيتهما
[[ وكما قلنا مريسيع تذرف الماء ذرفا ، قليلا قليلا ، فلا بد أن يقف الرجل كثيراً ، اذا انتشل الماء حتى تتجمع المياه مرة اخرى ]]
ولكنهما تنازعا الماء ، كل منهما يريد أن يسقي قبل الآخر أحدهما من المهاجرين واسمه {{ جهجاه }} وكان يعمل أجيرا عند {{ عمر بن الخطاب }}
ورجل من الأنصار واسمه {{ سنان }}
فتنازعا الدلو كل واحد يريد أن يسقي قبل الآخر
وتطور الأمر الى أن {{جهجاه}} من المهاجرين ضرب {{سنان}}
على وجهه فسالت الدماء من أذنه
فلما رأى سنان الدم
صاح بشعار الجاهلية [[ لانهم حديثي عهد بالاسلام كان احدهم اذا ضرب او اعتدي عليه في الجاهلية شعاره بالنداء يا آل فلان اي ينادي قومه ]]
فصاح سنان :_ ياااا آل الخزرج [[ اي قومه الذي هو منهم ]]
فصاح جهجاه :_ يااا آل قريش
وكان الناس في خيامهم ، ولم يميزوا الصوت
_______________
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الصراخ كما سمع الناس
فكان النبي صلى الله عليه وسلم اسبق الناس الى الصوت
خرج من خيمته مسرعاً نحو الصوت
فإذا هما الغلمين !!!!
وتجمع الناس ، واذا قوم من الخزرج يأتون من هاهنا
واذا برجال من قريش يأتون من هاهنا
وكلهم مشهرٌ سيفه ، يريدون أن يعرفوا ماالخبر ؟!!
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ، إليهما
ورفع كلتا يديه يؤدبهما
ويقول :_ أبدعوى الجاهلية ، وانا بين ظهرانيكم
دعوها فإنها منتنة [[يعني اياكم بعد اليوم ينادي شخص فيكم يا ال فلان ويا آل فلان ]]
ما الأمر ؟ !!!!
فحدثوه بما وقع بينهما
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ، الذين تجمعوا
وقال :_ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
فتعجب الصحابة
قالوا :_ إن كان مظلوماً نصرناه يا رسول الله ، فكيف إن كان ظالماً ؟ !!!!
قال :_ تردوه عن ظُلمه وذلك نُصرته
فتكلم النبي مع المظلوم حتى أرضاه وصفح عن صاحبه واسقط حقه
وتكلم مع الظالم وأنبه حتى أعتذر
واصلح الأمر في رمشة عين
________
امتثل المهاجرون والأنصار لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وحل الخلاف الذي وقع بين الغلمين برمشة عين
ولكن المنافقون وجدوها فرصة لهم ، لأحداث وقيعة بين المهاجرين والأنصار
رأس المنافقين {{ ابن سلول }}
فهو من ثلاثة أيام يتقلب من الغيض
كيف أسلم القوم وخسر الغنائم جميعها ؟؟
لماذا خرجنا إذن ؟
فلاحت له هذه الفرصة
فجلس في خيمته ومعه ، من على شاكلته من المنافقين
فنظر بمن حوله
[[ فأراد أن يثير الدماء في عروقهم ]]
فقال لمن معه بلهجة المتعجب المستهجن
- أَوقد فَعلُوها ؟
[[هذه الكلمة تشد الأنتباه ، وتثير الأعصاب
أوقد فعلوها !!!! يعني شي كبير هذا اللي صار
اوقد فعلوها !!!! يعني جاء الوقت للمهاجرين انه تقوى شوكتهم علينا ونحن اللي آويناهم يجي واحد منهم يرفع السيف بوجهنا ]]
أوقد فعلوها ، هذا ما كنت أخشاه ، وكنت كارهاً منذ أن دخلوا دارنا
ولكن هذا ما فعلتموه بأنفسكم ، آويتموهم وقاسمتموهم الاموال والديار ، ثم جعلتم أنفسكم غرض للمنايا دونهم فمتم ويتمتم اطفالكم ، وكثروا هم حتى نازعوكم في دياركم
أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير بلادكم
[[ يعني امنعوا المهاجرين يدخلوا المدينة بيروحوا لبلد تانية ]]
وما مثلكم ومثلهم إلا كما قال من قبلنا
[[ لعنة الله عليك يا ابن سلول الى قيامة الساعة قال كلمة ساقطة سافلة تليق بصاحبها مضطر لذكرها للدرس والعبرة ]]
وما مثلكم ومثلهم إلا كماقال من قبلنا
{{سمِّن كلبك يأكلك }}
أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
[[ يزعم ان الانصار هم اصحاب الديار والمدينة المنورة ، فهم اعزاء ، وان المهاجرين جايين هاربين مشتتين غلابة لاجئين مش ابن بلد فهم اذلاء ... وكم من ناس مسلمون هذه الأيام تعيش بيننا يقتدون بعقل وتفكير ابن سلول فهو ابن بلد ]]
_____________
وكان من ضمن الجلوس وسمع هذا الكلام غلام صغير، عمره {{ ١٤ عام }} و اسمه {{ زيد بن أرقم }} من الخزرج ولكنه صادق الايمان
فذهب الى صلى الله عليه وسلم ، وكان حول النبي مهاجرين وانصار
دخل هذا الفتى الصادق الأيمان
[[وكان النبي يحبه ويحترمه، حتى ان النبي عندما وجده يحفظ القران
قال له :_يا زيد أراك تحفظ ما ينزل من القران فبارك الله بحفظك ، ألا تتعلم لغة يهود حتى اذا جاء كتاب او ارسلنا إليهم أوكلته إليك ؟؟
قال :_ اجل يا رسول الله
فأتقان لغتهم وكتابتهم وهو لم يناهز الحلم بعد يعني لم يصل لعمر البلوغ عمره ١٤ سنة ]]
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرين والانصار [[ فلم يمنعه ذلك من قول كلمة الحق ]]
قال :_ يارسول الله كنت في خيمة {{ ابن سلول }}
وقد قال :_كذا وكذا وكذا ، وقص عليه حديثه كله
فتغيرت وجوه الصحابة جميعاً مهاجرين وأنصار
الانصار {{ لانها عيبة في حقهم خرجت من كبيرهم }}
والمهاجرين {{ لانه تكلم عليهم و وصفهم بالاذلاء }}
وغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، غضبا شديدا
فنظر الى القوم وأراد أن يمتص غضبهم
فقال :_ يا فتى لعل في نفسك على صاحبك شيء فقلت عليه ما قلت ؟؟
قال :_لا والذي بعثك بالحق يارسول الله ، ليس بيني وبينه إلا اخوة الاسلام !!!
قال :_ لعله اخطء سمعك ، فلم تحسن أن تنقل ما سمعت ؟؟
قال :_ لا والله ما اخطء سمعي ، ولا تّقولت عليه ولا بحرف واحد ، لقد قال ما قلته لك ، كلمة ، كلمة !!!
فقام عمربن الخطاب
وقال يا رسول دعني اضرب عنق هذا المنافق
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا لا يا عمر
كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل اصحابه ؟؟
[[ لأن في نظر الناس ابن ابي سلول مسلم ]]
فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص جدا
على ألا يترك فرصة لأحد أن يشوه صورة الإسلام
فقتل {{عبد الله بن أبي بن سلول }} فيه فوائد كبيرة ، لأنه رأس المنافقين، وقتله يحقق الاستقرار في المدينة، ولكن قتله سينفر الناس من الإسلام ، سواء الذين دخلوا الإسلام حديثا أو الذين لم يدخلوا في الإسلام، وسيعطي أعداء الإسلام فرصة لتشويه صورة الإسلام
[[ وللأسف والآن نجد الكثير من المسلمين يرتكبون أموراً تعطي فرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام ، وعلى افتراض أن هذه الأمور جائزة أو مندوية أو فيها مصلحة للإسلام ، ولكنها على الجانب الآخر تعطي فرصة لأعداء الإسلام وما أكثرهم هذه الأيام لتشويه صورة الإسلام ]]
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل على الفور
__________
تحرك الجيش بالرحيل ، ولم يكن ذلك هو الوقت الذي اعتاد المسلمون الرحيل فيه، فقد كان الجو حاراً والنبي لا يرحل بمثل هذا الوقت ابدا
[[وذلك حتى يشغل الناس عن الكلام في هذا الموضوع ، لأنها فتنة ]]
وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم
{{ أسيد بن حضير }} وكان من سادة ومن فرسان الأوس وقال:_ يارسول ، أرحيل في مثل هذه الساعة ؟؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أما بلغك ما قال صاحبك ابن أُبي؟ زعم أنه إذا قدم المدينة سيخرج الأعز منها الأذل ؟
قال أسيد:_ لا والذي بعثك بالحق يارسول الله انت الذي تخرجه إن شئت ، وهو والله الذليل وأنت العزيز
______________
فبلغ لرأس المنافقين {{ ابن ابي سلول }} ان كلامه وصل للنبي صلى الله عليه وسلم
فذهب الى النبي يكذب الخبر ، ومعه بعض أصحابه من المنافقين
وأخذ {{ ابن ابي سلول }} يحلف بالله أنه ما قال هذا
وأخذ أصحابه من المنافقين يحلفون أن {{ ابن ابي سلول }} لم يقل هذا
وأخذ من حضر من الأنصار يدافع عن {{ ابن ابي سلول }} ويقولون :_ يا رسول الله عسى ان يكون الغلام قد أخطء بنقل الحديث
وأخذوا يدافعون عنه لأنه كان شريفا في قومه
وانصب اللوم والعتاب كله على هذا الغلام الصغير {{ زيد بن ارقم }}
وأخذ زوج أمه {{عبد الله بن رواحة}} يلومه ويعنفه، لأن {{زيد }} كان يتيما
واعتزل {{ زيد }} عن الناس وركبه الهم
_______
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل في وقت مبكر لم يكن يروح فيه فسار طوال النهار
حتى جاء الليل
ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار
[[ لم يقف بهم للراحة ابدا ]]
ثم أخذ في السير حتى ارتفعت الشمس واشتدت
ثم نزل الناس، فناموا على الفور في العراء ونامت معهم الفتنة
[[ ناموا من شدة التعب وكل ذلك حتى ينشغل الناس عن الحديث فيما حدث
وهذا درس آخر لمواجهة المشاكل التي تنشأ عن الأمور التافهة، وهي ألا نتحدث في المشكلة، لأن الحديث عن هذه الأمور التافهة يعقد المشكلة ويدخلنا في حلقة مفرغة ]]
ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار
[[ وحبيبنا زيد مهموم ، انت السبب يا زيد ]]
وزيد مهموم يناجي الله في قلبه عمره {{ ١٤ سنة }}
يقول :_اللهم إني أقل من ان تنزل في شأني قران ، ولكني ارجوك يارب أن تلقي في قلب نبيك إلهام ، ان يصدقني فقط ولا يقال عني بين القوم ، اني كذاب فتان وكان يواكب النبي بالمسير [[ اي يجعل راحلته قريبة من راحلة النبي ]]
يقول زيد بن ارقم :_ و أنا أوكبه بالسير [[ امشي جنب النبي صلى الله عليه وسلم ]]
حتى كانت ساعة بعد طلوع الفجر وقبل شروق الشمس
واذا براحلة النبي صلى الله عليه وسلم تثقل بسيرها
فأخذت ترفع رجلها وتضعها ببطئ
فعلمت أنه يوحى لرسول الله
[[وهكذا كان اذا اوحي إليه وهو على ظهر راحلته لا تستطيع الراحلة ان تسير لان الله يقول عن الوحي
{{ إِنّا سنُلْقِي عليْك قولا ثقِيلا }}
{{ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }} فثقلت الناقة بالمشي ]]
قال زيد :_ فغشيه ما غشيه عند نزول الوحي ، وتصبب جبينه عرقاً ، وثبتت راحلته قدميها بالارض، وانا اقف بجانبه
براحلتي
فلما أُسري عنه نظر الى يمينه فرآني
فأبتسم لي في وجهي
وقال بأعلى صوته
:_ يااا زيد
قلت :_ نعم يارسول الله
فأقترب براحلته مني، ومد يده وأمسك اذني وشدها الى فوق
وقال :_ لقد وفا الله بسمعك يا غلام
[[ ارأيتم رجال صادقين مع الله كان يتنزل الوحي من اجلهم ]]
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه واشار الى زيد
وقال لهم :_ هذا الذي صدق القران سمعه
ثم قرأ عليهم سورةالمنافقون وهذه بعض اياتها
قال تعالى
{{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}}
وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الفجر
وقرأ عليهم في صلاته {{ سورة المنافقون }}
_________
فلم سمع الصحابي الجليل {{ عبد الله بن عبد الله بن أبي }}
ان هناك ايات نزلت بحق ابيه [[ لانه لا يعقل ان الجيش٧٠٠ شخص يسمعوا ما الذي حدث ، إلا من كان قريب من رسول الله ]]
فلما سمع الايات التي نزلت بحق ابيه ، تكشف نفاقه، اعتقد ان النبي سيأمر بقتله فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان من خيرة الصحابة
وقال :_ السلام عليك يارسول الله
فرد عليه السلام ورحب به
قال :_ يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل والدي{{عبد الله بن أبي}} في ما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه [[ انا بجبلك رأس ابوي ]]
فوالذي بعثك بالحق يارسول ، لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني [[ كان معروف ببره لوالده ]]
والذي بعثك بالحق منذ اعوام ، ما اكل طعاماً وشرب شراباً إلا من يدي هذه
و إني أخشى أن تأمر به غيري ، فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله
فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار
فأمرني يا رسول الله ان أحمل إليك رأسه
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبتلت لحيته
[[ لأنه موقف مؤثر ، رجل يعرض على النبي أن يقتل أبوه لأجل أن يرضي الله والرسول ]]
بكى النبي ثم ربد على كتف عبدالله المؤمن
وقال :_ يا عبدالله ما هممت بقتله ولن نقتله
بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا
[[فأطمئن عبدالله وانطلق ، ولكن المسالة لم تنهتي من راسه يريد أن يأدب اباه ]]
وعندما اقترب الجيش من المدينة
والرسول كعادته يقدم الجيش بين يديه ويكون هو آخرهم
ويقول {{دعوا ظهري للملائكة فإنها تمشي خلفي }}
فسبق {{ عبد الله بن عبد الله بن ابي بن سلول}} الجيش كله ووقف بسيفه على مدخل المدينة
وقف يستعرض الناس
وكل ما مر منه صحابي من مهاجرين وأنصار
يقول :_ دونك ، دونك [[ اي امشي اعبر ]]
حتى اذا اقبل أبوه {{ ابن ابي سلول }} سل سيفه و وضعه في وجه ابيه
فقال له ابوه :_ يا لكع ماذا تريد ؟؟
فأخذ بخضام راحلته ، وأناخها على الارض ، ووضع قدمه على يد الناقة [[ كي لاتقوم ولا تتحرك ]]
ووضع السيف على عنق ابيه
وقال :_ تزعم يا عدوالله بأنك عزيز ورسول الله ذليل ؟؟
وأنك متى شئت تخرجه من مدينته
لا والذي بعثه بالحق لهو العزيز فينا
وانت الذليل ابن الذليل
والذي بعثه بالحق نبياً ، لن تدخل مدينته حتى يأذن هو لك
[[ وكلما مر الناس ورأوه يقولون ماهذا يا عبدالله؟؟ يقول لهم لا شأن لكم امضوا ، امضوا ]]
حتى اقبل النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر الناس
فلما أطلت {{ الطلعة المحمدية ❤ }} و رآى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ممسك بأبيه كما ذكرنا
قال :_ما بك يا عبدالله ؟؟
قال :_بأبي وامي انت يارسول الله ، يزعم هذا المنافق بأنه عزيز في المدينة
وانت الذليل فينا ، ويريد أن يخرجك منها
لا والذي بعثك بالحق ، لأنت العزيز فينا ، وهذا هو الذليل ابن الذليل
فوالله الذي لا إله إلا هو ، لا يدخل مدينتك ولا يجاورك فيها ، حتى تأذن له انت بأذن صريح
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية
وقال :_ شم سيفك يا عبدالله [[ اي اغمده ]]
وخلي عن أبيك
قلت لك سنحسن صحبته مادام بين اظهرنا
فنفض نفسه ابوه وقام يصرخ
لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ليت امي لم تلدني ، ليت امي لم تلدني
___________
هكذا دخل المنافقون المدينة بعد أن افتضح أمرهم، وقد امتلأت قلوبهم بالغيظ والحقد على المسلمين
ولذلك سنرى بعد ذلك بمجرد دخولهم المدينة حاولوا الطعن في شرف النبي صلى الله عليه وسلم فأتهموا زوجته الصديقة بنت الصديق أمنا {{ عائشة }} بالزنا رضي الله عنها وعن أبيها
ما الذي حدث ؟؟ هذا ما سنعرفه في حادثة الافك
لو سمحتم كل من قرأ يضع لنا بصمة
عذراً على الإطالة
يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:23 PM   #182
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٨٢ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة الإفك )) كاملة
__________
__________
رجع المسلمون من غزوة {{ بني المصطلق }}
ودخل المنافقون المدينة بعد فضيحتهم ، ونزول القرآن في شأنهم
وكانت قلوبهم ممتلئة بالغيظ ، والحقد على الإسلام والمسليمن
و بمجرد دخولهم المدينة ، افتعلوا مشكلة جديدة حاولوا بها أن ينفثوا عن أحقادهم تجاه المسلمين
وتجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحادثة هي التي أطلق عليها القرآن العظيم {{ الأفك }} واستغرق الحديث عنها في كتاب الله صفحة كاملة
والإفك هو الكذب والإفتراء ، وهو أشد أنواع الكذب
___________
ولكي لا استبق الأحداث
كانت ايات {{ الحجاب }} قد نزلت قبل أشهر
بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته {{زينب بنت جحش}} مطلقة زيد بن حارثة ، وسنأتي على هذا بالتفصيل فهذه الحادثة التي سأذكرها كانت بعد فرض الحجاب فعندما فرضت ايات {{ الحجاب }} اصبحنّ امهات المؤمنين محجبات لا يرهنّ احد
____________
كانت السيدة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة {{ بني المُصْطَلق }} كما ذكرنا
وفي طريق العودة ، وبعد أن اقترب الجيش من المدينة، وقف الجيش في أحد الأماكن ليستريح وكان ذلك في الليل
وذهبت السيدة {{ عائشة }} لتقضي حاجتها
خرجت تقضي حاجتها في العراء
[[وأمهات المؤمنين اشد الناس حياء ]] فأبتعدت عن الجيش حتى تتمكن من قضاءحاجتها
وعندما عادت وجدت أنها قد فقدت عقد لها
كانت قد أعطتها لها أمها عند زواجها
وكان العقد ثمين به حجر من العقيق ، ومصنوع في بلد في اليمن اسمها {{ ظفار }} كانت مشهورة بصناعة العقود
كان من اغلى الأنواع ، واحبه للنساء ، فعز عليها العقد
فعادت السيدة عائشة مرة أخرى الى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد
وتأخرت السيدة {{ عائشة }} بعض الوقت
والوقت كان في الليل
وبدأ الجيش يتحرك
وجاء الذين يحملون هودجها ، فحملوا الهودج
[[ والهودج هو غرفة صغيرة من الخشب توضع فوق الجمل وتركب فيه المرأة حتى لا يراها أحد ]]
حملوا الهودج ، ووضعوه على بعيرها
وهم يعتقدون أن السيدة عائشة بداخل الهودج
[[ لأنها رضي الله عنها كانت في ذلك الوقت خفيفة الوزن جدا ]]
قام القوم وارتحلوا
[[ لان النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا تعجل بهم ليشغلهم عن فتنة المنافق وحديثه {{ ابن ابي سلول }} وهذا قبل دخولهم المدينة ]]
عادت السيدة عائشة فوجدت الجيش قد تحرك
فخافت أن تسير خلف الجيش ، فتفقد طريقها وكان الوقت ليلاً
فجلست مكانها
وقالت في نفسها :_ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما يكتشف عدم وجودها ، فسيعود مرة أخرى
خاصة أنه صلى الله عليه وسلم ، كان من عادته أن يسير بجوار بعيرها ، ويتحدث إليها
ثم غلبتها عيناها فنامت في مكانها
_______
في ذلك الوقت كان أحد الصحابة واسمه {{ صفوان بن المعطل }}
يسير خلف الجيش متأخرا عنه
وكان {{ صفوان }} من خيرة الصحابة
[[شهد بدر وقد استشهد بعد ذلك في أحد الغزوات في خلافة عمر]]
وكانت هذه هي عادة العرب في ذلك الوقت ، أن يسير أحد افراد الجيش [[أصحاب الخبرة في طرق الصحراء ]] خلف الجيش
حتى اذا وقع أي شيء من متاع الجيش أخذه معه
فكان {{صفوان }} لا يسير بالليل ، وإنما يسير في الصباح حتى يظهر له ما وقع من الجيش
تقدم {{ صفوان }} مع طلوع الصبح
فرأى سواد انسان من بعيد
فأقترب فوجد السيدة {{ عائشة }} نائمة، فأراد أن يوقظها
فأسترجع
[[ مش استرجع يعني رجع لورا ]]
استرجع أي قال :_ إنا لله وإنا إليه راجعون
قالها بصوت مرتفع ، فاستيقظت وغطت وجهها بجلبابها
قالت عائشة فيما رواه الشيخان في صحيحهما
[[يعني البخاري ومسلم ]]
قالت
{{وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي }
_____________
فلما رأت السيدة عائشة صفوان ، واستيقظت من نومها وغطت وجهها بجلبابها
أناخ {{ صفوان }} راحلته[[ أي أبركها أوأجلسها ]]
ووضع رجله على ساق البعير
وركبت عليه السيدة عائشة
وأنطلق {{ صفوان }} يقود الراحلة
[[ الجمل خلفه عليه السيدة عائشة، وهو يسير أمام الجمل، حتى وصلا الى الجيش في وقت وصوله الى المدينة ]]
_____________
تقول السيدة عائشة:_ والله ما كلمني كلمة واحدة
ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه
[[ لم يكن بينهما أي كلام ، ولا حتى سألها ما الذي خلفك عن الجيش ، أو ما الذي حدث، ولم تسمع منه غير كلمة واحدة {{إنا لله وإنا إليه راجعون }} وهو ليس حديثا موجها اليها، وانما ذكر لله تعالى بقصد أن يوقظها من نومها ]]
_____________
انطلق {{ صفوان }} بالسيدة عائشة حتى وصلا الى الجيش، وشاهد المسلمون السيدة {{عائشة}} على راحلتها يقودها
صفوان
هنا كان رأس النفاق {{ عبد الله بن أبي بن سلول}} يمتلئ قلبه غيظ من النبي صلى الله عليه وسلم
فقبل قليل امسك ابنه {{عبدالله رضي الله عنه }} ناقته واناخها وشهر السيف في وجهه ، ومنعه من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله [[ وقد ذكرناها بالتفصيل في الجزء السابق ]]
وقام يصرخ ويقول :_ لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ، ليت امي لم تلدني ، ليت امي لم تلدني
فلما نظر إليهما وجدها فرصة[[ أن يلهي الناس عن امره ]]
فقال كالمتجاهل وهذه اساليب المنافقين
قال للمنافقين حوله
قال: _من هذه ؟ !!
قالوا له :_ عائشة زوج النبي
قال :_ زوجة نبيكم ؟؟ !!!!! [[ اسلوب المنافقين متعجب ]]
ومن هذا الذي معها صفوان ؟ !!!!
هل باتت ليلة كاملة مع رجل لا تعرفه ؟ ثم اقبلت في وقت الظهر ؟؟
ثم تحول بحديثه عن الزنا وبشاعته
هو لم يوجه اتهام مباشر ولم يذكر أسماء
[[وهذا من خبث المنافق ، مثل بعض الناس هالأيام، فلانة ما بدي احكي عليها بس بقول الله يعافينا الله يرحمنا برحمته هكذا اسلوب المنافقين لا يتكلم يجعل عقل من امامه هو الذي يتكلم]]
وسمع حديثه أصحابه المنافقون
فأخذوا يرددون هذا الكلام في المدينة بالتلميح دون التصريح [[ حتى لا يؤخذ عليهم أي شيء]]
فكان المنافقون لذلك في حالة خوف شديد ، وفي حالة غيظ وحقد شديد في نفس الوقت
فقد فضحهم القرآن
ولذلك تحدثوا في هذا الأمر وهو {{ حديث الإفك }} كثيرا لينفثوا عن حقدهم وغيظهم، ولكن تلميحا لا تصريحا
_____________
اما النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما وضعوا هودج عائشة فلم يجدها
وكان مهموم لذلك
يقول :_ أين عائشة ؟ !!
لما حضرت عائشة اخبرت النبي صلى الله عليه وسلم خبرها فقبل النبي الأمر ، وليس فيه ما يضر
دخلت عائشة بيتها
[[ولان الطقس كان شتاء ونامت بالعراء ، وركبت على جمل بلا هودج مرضت ولزمت الفراش ، رحمة من الله بها ، مرضت حتى لا تسمع حديث احد منهم ]]
مرضت بسبب السفر ، وظلت مريضة شهرا كاملا
والناس في المدينة يتحدثون عنها وهي لا تعلم شيئاً
__________
ولكن الذي لاحظته أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان اذا دخل عليها ، فانه صلى الله عليه وسلم ، لا يتطلف لها كما اعتاد أن يفعل كلما كانت مريضة
[[ وكان اذا مرض أزواجه صلى الله عليه وسلم يظهر لهنَّ منه عطفاً وحناناً ]]
فكان صلى الله عليه وسلم يقول مثلا اذا مرضت عائشة
يدخل عليها ويسألها ، كيف {{ عويش}} يدلعها في مرضها
ولكن في ذلك الوقت كان اذا دخل عليها يقول لمن حولها من النساء
- كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟
[[ تيكم اسم اشارة مؤنث باللغة العربية كيف تيكم ؟ اي كيف حال هذه المرأة ، شو اخبارها ]]
ولا يزيد عن ذلك كلمة واحدة ، - كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟
تقول عائشة :_انكرت هذه الكلمة، وقلت في نفسي لعله همه أمر {{ بن سلول والمنافقين }} ولم أدري ان الناس كانوا يتحدثون عني نهائياً
__________
ظلت السيدة عائشة مريضة [[ كما ذكرنا شهرا كاملا ]]
وكل المدينة تتحدث عن هذا الأمر
وكان هذا الموقف من أشد الإبتلاءات التي مر بها
صلى الله عليه وسلم
لأنه يطعن في شرفه ، وهذا من أشد الأمور على أي رجل ليس هذا فحسب
بل يطعن صلى الله عليه وسلم في أحب زوجاته اليه
وابنة أقرب أصدقائه
وكل ذلك في وقت هو أحرج لحظات الدعوة الإسلامية
لأنه في ذلك الوقت كانت الأخبار تصل الى المدينة بأن القبائل تتجمع لغزو المدينة، وهي التي عرفت {{ بغزوة الأحزاب}} التي سنتحدث عنها ان شاء الله تعالى
_____________
اقتربت السيدة عائشة من الشفاء
ودخلت في دور النقاهة
فخرجت لقضاء حاجتها مع أحد النساء من المهاجرين من قرابتها واسمها {{ أم مسطح }}
مسطح ولدها يكون ابن {{ خالة ابو بكر }}
وبينما هما في الطريق عثرت {{ أم مسطح }} في مُرطها
_________
ماهو المُرط ؟؟
عثرت في مُرطها
اي أطراف ثوبها المتدلية على الارض اسمه {{ مرط }}
يعني دعست على ثوبها من طوله، لان النساء كانت يرخينَّ الثوب ويسموه ذيلاً تجره ورائها
فلما نهى النبي صلى الله عليه وسلم ، عن إطالة الثوب واعتبره من الكبرياء ، وما زاد عن الكعبين فهو في النار
قامت ام سلمة ام المؤمنين
وقالت :_ بأبي وامي يارسول الله ، ماذا تصنع النساء ؟؟[[ يعني يقصروا ثيابهم مثل الرجال ]]
ماذا تصنع النساء ؟؟
قال:_ أرخينَّ شبراً [[ يعني زيادة بالثوب للمرأة للارض شبر ]]
قالت ام سلمة :_ تظهر رؤوس اقدامنا عند السير يا رسول الله [[ يعني طرف اصابعها لما تمشي الشبر ما بيغطيها ]]
قال :_ ارخينه ذراعاً ولا يزيد [[يعني زيادة عن طولها بيجر من الثوب دراع ]]
هل سمعتم يا خير أمة
للأسف هذا الدراع اللي للأرض كانوا يجروه الصحابيات ، بحجم فستان بعض المسلمات من بنات اليوم ، لان كل لباسها بالصيف دراع وربع من القماش
اللهم اهدينا واهديهم الى صراط المستقيم
_____________
عثرت {{ ام مسطح }} في مُرطها أي ثوبها
فقالت: _ تعس مسطح [[ كعادة النساء يا بتدعي على حالها يا على اولادها ]]
فتعجبت السيدة عائشة وقالت لها:_
بئس ما قلتِ يا خالة !!!!
أتسبين رجلاً شهد بدراً ؟؟!!
[[ وعائشة لا تعلم بما يتحدث الناس عنها بشيء ]]
قالت لها ام مسطح :_ يا هُنتاه
[[ يعني يا مسكينة يلي مامعك خبر شي ]]
يا هُنتاه أولم تسمعي ؟؟ !!!!!
[[ كانت ام مسطح تتوقع أن تتحدث اليها السيدة عائشة عن هذا الأمر، ولكنها وجدتها لا تتحدث فيها ، فأرادت أن تفتح الموضوع بقولها تعس مسطح ]]
قالت عائشة:_ وما قال الناس ؟
فأخبرتها {{ أم مسطح }} بكل ما يقوله الناس عنها، وبكل ما خاضوا فيه طوال شهر كامل
فذهلت
ولم تستطع أمنا {{عائشة }} أن تقضي حاجتها من هول ما سمعته
فعادت الى بيتها
تقول السيدة عائشة :_فأنفجرت بالبكاء فبكيت بقيت ليلي واليوم الثاني، والليلة التي بعدها
ماتوقف دمعي ، لم أذق الطعام ، ولم أقوم من فراشي
وأزددت مرضا على مرضي
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، و وجدني ابكي
فلم يسألني عن سبب بكائي
فما زاد عن قوله كيف تيكم ؟
فوثبت وقلت :_يا رسول الله أتأذن لي أن آتي ابوي ؟؟
[[ يعني ازور اهلي كانت السيدة عائشة تريد أن تتأكد من الكلام الذي قالته {{ أم مسطح }}وفي نفس الوقت تريد أن يتمسك بها الرسول صلى الله عليه وسلم ]]
ولكنها رضي الله عنها ،فوجئت بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لها:
- لا عليكِ
[[يعني لا مانع ، ومن هنا نعلم ان المرأة لا يحق لها ان تخرج من بيتها إلا بأذن صريح من الزوج، فلم تخرج عائشة حتى استأذنت من زوجها رسول الله ، مش طلعت واخبرته على الواتساب ]]
___________
ذهبت السيدة {{عائشة}} الى بيت أبيها {{أبو بكر الصديق}} وقالت لأمها
:_ يا أماه ما يتحدث الناس ؟؟
فقالت لها أمها {{ أم رومان }}
قالت :_ يا بنية هوني عليك [[ طولي بالك يا بنتي لا تفكري بكلام الناس ]]
فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة [[ أي جميلة ]]
عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها
[[ ونسبة المكيدة للضرائر ، وليس للضرائر فيها يد ]]
تأكدت السيدة {{عائشة }} من المعلومة، فأغشى عليها، فلما أفاقت ظلت طوال الليل تبكي وزاد عليها المرض
____________
كان النبي صلى الله عليه وسلم في كرب
ربما أكثر من السيدة عائشة
لأنه يطعن في شرفه
فأخذ يستشير اقرب الناس إليه من اصحابه
واستشار في ذلك
{{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه
فقال زيد:_ يا رسول الله ، أهلك ، أهلك، ما علمنا عنهم الا خيرا
ثم استشار {{علي رضي الله عنه }}
فقال علي :_يا رسول الله لم يضيق الله عليك ، والنساء سِواها كثير ، [[ بمعنى طلقها وتزوج غيرها ]] ولكن اسأل الجارية {{ بريرة }}
[[ رأي علي رضي الله عنه كان هو تطليق السيدة {{ عائشة}} ليس لأنها قد وقعت في هذا الأمر، ولكن لإنهاء هذه المشكلة المعلقة منذ شهر، والمدينة تتعرض لخطر الأحزاب ،مش وقتها هالمشكلة المدينة في خطر
ثم تراجع عن هذا الإقتراح، وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يستجوب الخادمة التي في البيت مع {{عائشة }}فإن كان هناك أي شيء فلابد أن تعلمه هذه الجارية ]]
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الخادمة ، وكان اسمها {{ بريرة }}
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم :_
أي بريرة أصدقِ الله ورسوله
هل رأيتِ من شيء يريبك ؟؟
[[ يعني شفتي شي ما عجبك بعائشة ، بتشكي فيها بشي ]]
فقالت:_ لا والذي بعثك بالحق والله ، إن عائشة أطيب من الذهب
و أما {{عمر بن الخطاب رضي الله عنه المؤيد بالصواب ، وكم اتشوق ليوم القيامة حتى اعانق عمر اسمعوا ماذا قال }}
قال :_ألم تخبرنا يارسول الله أن جبريل اتاك بقطعة من سرقة [[ اي قطعة حرير ]] وفيها صورة عائشة
وقال لك :_ هذه زوجك في الدنيا و الاخرة
يأمرك الله بالزواج منها ؟؟ !!!
قال له النبي :_ بلى
قال :_ إذن يا رسول الله ، إن الله لا يختار لك {{ زانية }}
وانا احكم أنها بريئة
وان تنزل العقوبة بكل من أتهمها
___________
النبي صلى الله عليه وسلم واثق ببرائتها ، ولم يكن رأي عمر اشد صواب من رسول الله ، ولكن رسول الله قدوة لأمة كاملة الى قيام الساعة
لذلك كان يريد حجة ، وهذا خير دليل على صدق النبوة فالمصيبة تدور في بيت النبوة{{ اربعين ليلة وقاربت الخمسين }} جبريل لم يأتي
والنبي ممكن أن يُظهر برأتها بحديث واحد من عنده ، ولكنه النبي الذي قال عنه الله
{{وما ينطق عن الهوى }} يريد دليل يواجه به المنافقين لأن المسألة تمسه مباشرة
______________
قام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
{{ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي}}
ومعنى من يعذرني مِنْ رَجُلٍ
[[يعني من ينصرني على هذا الرجل وهو( عبد الله بن ابي بن سلول ) الذي كان سببا في هذه الفتنة ]]

وقد قلنا من قبل أن مشكلة {{عبد الله بن أبي}} أن له مكانة كبيرة في المدينة، وخاصة عند قومه من الخزرج

فقام سعد بن معاذ سيد الأوس وقال:
- يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ
[[ سعد بن معاذ رضي الله عنه يعلم ان الانصار فريقين اوس وخزرج فلزم الأدب مع الايمان ،انا امون على عشيرتي اضرب عنقه الساعة ، اما الخزرج فلهم سيد وهو سعد بن عبادة لذلك قال سعد وإن كان من اخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ]]

فقام {{ سعد بن عبادة }}
[[ وهو رجل صالح وصحابي جليل ولكن غلبته الحمية ]]
فقال لِسَعْدٍ:
- كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ

فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ [[ ابن عم سعد بن معاذ ]] فَقَالَ:
- كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ
هنا
قام الأوس والخزرج،
وسل {{سعد بن معاذ }} سيفه
وكاد أن يقع قتال بين الأوس والخزرج [[كادت أن تقع حرب أهلية بين الأوس والخزرج ]]
وهو ما كان يريده ويسعى اليه اليهود والمنافقون ، ودائما هذا هو هدف أعداء الأمة
كل ذلك صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر
وأخذ يهديء الناس حتى هدئوا وسكتوا جميعا
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم من على المنبر واجماً حزيناً مهموماً [[ فداك أبي وأمي يارسول الله ]]

______________
وباتت السيدة {{عائشة }} ليلة ثانية تبكي ، ثم دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم
تقول عائشة وعندي ابواي [[ اي ابو بكر اوامها ]]
وعندي امرأة من الانصار ، استأذنت وجلست معي تبكي
[[ اي تساعدني بالبكاء ]]
تقول عائشة :_ لا أعرفها ولا انساها لها
[[ جبرت خاطرها ما نسيتها عائشة لها في هذه المواقف لا ينسى الانسان من يجبر خاطره ]]
دخل النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليها
[[ وكانت هذه هي أول مرة يجلس اليها منذ بدأ الناس حديث الإفك ]]
ثم حمد الله واثنى عليه
وقال :_ يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا
فإن كنت بريئة فسيبرئك الله
وإن كنت ألممتِ بذنب ، فأستغفري الله وتوبي إليه
فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب الى الله ، تاب الله عليه
تقول عائشة :_
فلما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
توقفت عن البكاء
[[وكانت في بكاء لا ينقطع منذ يومين وليلتين ]]
فلم أدري ما اقول
ثم نظرت لأبيها أبي بكر وقالت :_
أجِب رسول الله
فقال ابو بكر :_ ما أدري ما اقول لرسول الله ؟
فألتفتت الى امها
قالت :_ أجِيبي رسول الله
فقالت امها :_ ما أدري ما اقول لرسول الله ؟
فقالت السيدة عائشة:
والله لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في انفسكم وصدقتم به [[ يعني انتوا من داخلكم مصدقين الكلام ]]
فلئن قلت لكم إني بريئة ، والله يعلم أني بريئة ، لا تصدقوني
ولئن أعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني منه بريئة ، لتصدقني
والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف
[[ تقول عائشة غاب عني اسم {{ يعقوب }} فقلت ابي يوسف ]]
قَالَ {{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }}
تقول ثم جهشت بالبكاء وأدرت وجهي للحائط
ورسول الله جالس على فراشي
___________
وصدق الله العظيم الكريم الرحيم ذو الجلال والإكرام ❤
الذي قال
{{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ }}
ألم شديد في نفس عائشة
وفي نفس النبي صلى الله عليه وسلم
ونفس ابويها
ولكن ما المخرج ؟؟
انحبس الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم يريد شيء يستند عليه
فلما أدارت وجهها للحائط وجهشت بالبكاء الشديد
تقول :_فهبط الوحي على رسول الله
فوالله ما كنت اظن أن ينزل في شأني قرآن يتلى به الى قيام الساعة ، لأنا احقر في نفسي ، أن ينزل الله بي قران ولكني كنت أظن أن يرى رسول الله رؤيا صادقة تبرئني
___________
فهبط الوحي ، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يجهد جهداً شديدا وغشيه ما غشيه من نزول الوحي ، واخذ جبينه يتصبب عرقاً
فلما سري عنه [[ أي ذهب الوحي ]] وإن عرقه ليتساقط من جبينه ، كانه الدُر والؤلؤ
ابتسم في وجه عائشة وضحك
فكان اول كلمة قالها :_ أبشري يا عائشة فقد برَّأكِ الله
تقول عائشة :_فوثبت امي
وقالت :_ قومي بنية ، فأشكري رسول الله
فقالت السيدة عائشة:_ والله لا أقوم إليه ولا أشكره ولا أشكر إلا الله الذي أنزل براءتي
فخرت على الفور {{ ساجدة لله }}
[[ وهنا كان سنة سجود الشكر لله تعالى ،لان النبي صلى الله عليه وسلم اقره ]]
وأخذ رسول الله صلى الله عليه بيد السيدة {{عائشة}} فانتزعت السيدة عائشة ، يدها فنهرها {{ أبو بكر }}
[[ يعني من باب دلع الزوجة على زوجها انا زعلانة اتركني ]]
_______
ثم تلى قوله تعالى
وهذه بعض الآيات مما نزل من سورة النور
{{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
لا بد ان ابين بحق من نزلت هذه الاية
{{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
ابو ايوب الانصاري من خيار الصحابة
[[وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيف في بيته في اول يوم دخل المدينة يوم الهجرة ذكرناها بالتفصيل ]]
ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه صحابي جليل
وهو آخر من مات من الصحابة وهو من الانصار
لم يتكلم بهذا الامر ، وكان يأتي بيته مهموماً ويخرج منه مهموماً بسبب {{حادثة الإفك }}
وزوجته امرأة صالحة أيضا
فقالت له ليلة[[ كعادة النساء لما تضع راسها على المخدة ، تبلش حكي مع زوجها قبل النوم ]]
يا ابا ايوب !!!
قال :_ نعم
قالت :_ أما سمعت مايقولون الناس بعائشة ؟؟
قال :_ وماذا يقولون ؟؟
قالت :_ أوما سمعت ؟ !!!
قال :_ سمعت ذلك الكذب كله
وصرخ بها
وقال :_ام ايوب !!!!! [[ هكذا فلتكن الرجال ]]
ام ايوب !!!!! وقد احمرت عينه وارتفع صوته
فقالت وهي خائفة من صوته
:_ نعم
قال :_ أكنتِ فاعلة مايقوله الناس [[ يعني انت بتزني ]]
فنفضت ثوبها [[ كعادة النساء انا ؟ !!!! لا اعوذ بالله ]]
قالت :_معاذ الله ورب البيت
فقال لها :_ والله إن عائشة خيرٌ منك واطهر
{{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
____________
نزلت آيات من سورة النور تناولت هذه القضية الهامة، وهي قضية اتهام الناس في شرفهم بالباطل
ووضعت لذلك عقابا دنيويا رادعا
وهو الجلد ثمانين جلدة
وطبق هذا العقاب بالفعل في ثلاثة من الذين ثبت بالفعل تناولهم هذا الأمر بكلمات صريحة واضحة لا تأويل فيها وهم
١- مسطح بن أثاثة
٢- حسان بن ثابت
٣- حمنة بنت جحش
أما {{عبد الله بن أبي بن سلول}} فلم يطبق عليه الحد
[[لأنه كما ذكرنا من خبثه الشرير لم يتكلم في هذا الأمر بكلمات صريحة بل كان يقول ، أما سمعتم ما قيل عن {{ عائشة }}قيل كذا وكذا، ثم يتحدث عن بشاعة الزنا، وهكذا]]
ولكن توعده الله تعالى هو أصحابه من المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة، فقال تعالى ((وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) أي الذي كبر الأمر فله يوم القيامة عذاب عظيم
أسمعتم ؟؟ الأمر ليس بالسهل ابداً
اياكم واعراض الناس
يتبع ان شاء الله
عذراً على الإطالة

_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:33 PM   #183
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٨٣ »
السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش))
_________
_________
السيدة { زينب بنت جحش }
تكون بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم
أمها هي { أميمة بنت عبد المطلب } عمة النبي صلى الله عليه وسلم
وأخوها هو { عبد الله بن جحش } قائد سرية نخلة ، والذي استشهد في أحد
وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة
{ زينب بنت جحش } هو أكثر زواج شغل الناس
سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاته وحتى الآن
_________
تبدأ قصة { زينب } حين بلغ { زيد بن حارثة } سن الزواج وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب له
وذكرت لكم من قبل قصة { زيد بن حارثة }
نذكرها بأختصار
_______
وقلنا أن { زيد } خرج وهو طفل صغير ، عمره ثمانية أعوام مع أمه لتزور قبيلتها
و أغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختطف في هذا الهجوم
{ زيد بن حارثة } وأصبح عبداً بعد أن كان حراً
وعرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } ابن أخو السيدة { خديجة }
ثم أهداه { حكيم بن حزام } الى عمته السيدة { خديجة } والتي أهدته بدورها الى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم
فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم من اول يوم
في هذه الأثناء كان { حارثة بن شراحيل } والد { زيد بن حارثة }
يبحث عن ابنه { زيد } حتى وصل اليه أخيراً في مكة
وعلم أنه عبدا عند رجل اسمه
{{ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم }}
[[ وهذا الكلام كله كان قبل نزول الوحي ]]
فتوجه والد { زيد } اليه مع أخيه وطلب منه أن يشتري منه ابنه { زيد } وتوسل اليه ألا يغالي في السعر
و قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : _
فهل لكما في شيء خير من ذلك ؟
أدعوه لكم ، وأخيره ، فإن أختاركم فهو لكم ، وإن أختارني فما أنا بالذي يرغب عن من اختاره
فقالا : _ قد زدتنا على النصف وأحسنت
ثم كانت المفاجأة أن يختار { زيد بن حارثة } أن يظل في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفض ان يعود الى قبيلته مع أبيه
يقول زيد: _ بل أبقى معك ، أنت لي بمنزلة الأب والعم ، ولا أختار عليك أحدا أبدا يا أبا القاسم
فتعجب أبوه وقال: _ ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟!
فقال زيد: _ نعم لا أختار عليه أحدا أبدا
ورق الرسول صلى الله عليه وسلم ، لوالد { زيد } وأراد أن يطمئنه، فأخذ { زيد } من يده ، وذهب به عند حجر الكعبة ، حيث قريش مجتمعة ، ونادى
:_ يا معشر قريش
اشهدوا من اليوم زيد ابني يرثني وأرثه
تقول الرواية {{ فطابت نفس أبيه }}
لأن مشكلة أبيه ليس أن يكون زيد معه ، لأنه كان قد كبر وأصبح شابا وبلغ السن الذي ينفصل فيه عن أبيه وتكون له أسرته وحياته
ولكن مشكلة أبيه أن يعيش ابنه عبدا
فلما وجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعتقه ، بل وتبناه وأصبح ابنا له يرثه ويرثه ، اطمئن وعاد الى قبيلته مسرورا
انصرف أبو { زيد } وعمه، وقد اطمئنا على زيد ، وأصبح { زيد } منذ ذلك الوقت بين قريش حراً وليس عبدا ، وأصبح اسمه {{ زيد بن محمد }} وليس {{ زيد بن حارثة}}
وكان العرب يطلقون على العبد الذي يعتق {{ مولى }}
[[ فلما نسمع بالسيرة فلان مولى رسول الله اي كان عبد واعتقه النبي صلى الله عليه وسلم ، مثلا بلال الحبشي كان مولى ابو بكر لأنه اشترى بلالاً واعتقه ]]
فكانوا يقولون :_ زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
___________
نعود الى قصة زواج صلى الله عليه وسلم
من السيدة { زينب بنت جحش }
ونقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوج والمعروف بذلك الوقت اسمه {{ زيد بن محمد رسول الله }}
كأي اب يريد ان يزوج أبنه
[[ التبني في ذلك الوقت كان معروف ، يعتبر الابن المتبنى كالابن تماماً ، يرث ولا يتزوج الاب زوجة ابنه ]]
فعزم صلى الله عليه وسلم
ان يزوج
ابنة عمته السيدة { زينب بنت جحش } لزيد
كان عمر { زينب } في ذلك الوقت { ٣٦ عام } وقد وصفتها الرواية بأنها كانت { أمنا زينب بيضاء جميلة }
وكان يريد صلى الله عليه وسلم بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم
لأن العرب كانوا ينظرون الى {{ الموالي }} باستعلاء
ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم
_______
فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بأمر من الله
كسر هذه الفوارق
وأن الناس سواسية كأسنان المشط
ولكن أراد أن يقوم بتصرف واقعي في أسرته
وهو أن يزوج { زيد بن محمد } وهو من الموالي كما ذكرنا
وقد دخل الى بيوت بني هاشم عبداً
أراد أن يزوجه بأمر من الله ، من ابنة عمته {زينب بنت جحش } وهي من { بني هاشم } والتي تعتبر من أعرق وأشرف بيوت العرب
فهي من { قريش } وهي أشرف القبائل العربية
__________
عرض صلى الله عليه وسلم على السيدة زينب الزواج من { زيد بن محمد } ولكن السيدة { زينب }
فوجئت بهذا العرض ورفضت هذا الزواج
لأن بنات الأشراف لا يتزوجن أبدا من الموالي
وحاول صلى الله عليه وسلم أن يُقنع
{{ زينب بزيد بن حارثة }} وأخذ يحدثها عن حسن أخلاقه، ومكانته منه ، ولكن { زينب } لم تتقبل الأمر على الإطلاق وقالت: _ يا رسول لا أتزوجه أبدا
فنزل قول الله تعالى
{{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }}
فقالت السيدة زينب: _ رضيته لي يا رسول الله ؟
قال: _ نعم
قالت: _ إذن لا أعصي لله ورسوله أمراً
________
هكذا تم الزواج بين { زيد بن حارثة } وبين السيدة {زينب } ولكن لم يكن ذلك الزواج الناجح ابداً ، المودة والسكينة كانت معدومة
لأن السيدة { زينب } لم تنسى أبدا أنها الشريفة بنت عمة رسول الله
ولم تنسى أن { زيد } مولى كان رقيقا
فكانت تعامل {زيد } بجفاء واستعلاء ، وربما كانت تؤذيه بلسانها
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بانه سيتم ابطال عادة التبني
وليس المقصود بذلك هو النهي على {{ كفالة اليتيم }}
بل على العكس الآيات والأحاديث في فضل كفالة اليتيم كثيرة لا حصر لها
[[ ولكن عادة التبني التي أبطلها الإسلام هي أن ينسب الطفل الى غير أبيه، يعني يتبنى أحدهم يتيم ويعطيه اسمه، وقد نهي الإسلام عن ذلك لأنه يؤدي الى اختلاط الأنساب، بينما شجع على التبني دون أن يحمل اسم المتبني ]]
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أيضا بأنه سيتزوج { زينب} زوجة ابنه بالتبني
ليكون هذا الزواج هو التصرف الواقعي والعملي الذي سيقضي على هذه العادة التي لا يرضاها الله تعالى ابداً
_________
ولذلك كان ترتيب الله تعالى
١_أن يتزوج { زيد بن حارثة } والذي كان اسمه في ذلك الوقت {زيد بن محمد } من السيدة زينب

٢_ يطلقها { زيد }

٣_ثم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من السيدة زينب

فيكون ذلك ابطالا واقعيا عمليا لعادة التبني
لأن العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام
كانوا لا يتزوجون أبدا من زوجة الإبن
_____
والسؤال هو
هل كان يجب ان يكون هذا الزواج للقضاء على عادة التبني ، أم كان يكفي أن تنزل آية تنهي عن هذا الأمر كله ؟
نقول :_أن هذا الزواج كان واجباً ، لأن التبني أمرا ليس سهلا ابدا ، فالتبني معناه
[[ أن هذا الطفل قد أصبح ابناً لفلان، ثم يأتي الإسلام ويقول له في لحظة واحدة ، أن هذا الطفل ليس ابناً لك، فهو أمر صعب جداً ولا تتقبله أي نفس بشرية ]]
________
وتعب { زيد} كثيراً من جفاء زوجته وصدها وترفعها عليه حتى نفذ صبره
وذهب الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ رأيه في طلاقها
فقال له صلى الله عليه وسلم :_
أرابك منها شيء ؟ [[ يعني شايف منها شي ]]
فقال زيد:
- لا والله يا رسول الله، ما رابني منها شيء، ولا رأيت الا خيراً
ولكنها تتعظم عليَّ لشرفها
وان فيها كبراً ، وتؤذيني بلسانها
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتقِ الله ، وأمسك عليك زوجك
________
وعاد { زيد} ليجرب الاحتمال من جديد
ولكن { زينب} كانت تزداد نفوراً منه
فعاد { زيد } الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه مفارقة زينب
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول له في كل مرة
:_ اتق الله ، وأمسك عليك زوجك
النبي كان يعلم ان هذا الترتيب كان من الله ، يتزوج زيد من زينب ثم يطلقها ثم يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
ولكنه كان
{{ يخشى من كلام المنافقين }}
وقد قلنا أن أعدادهم كانت كبيرة في المدينة
وهم يتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا تزوج من { زينب }
فسيقولون :_ أنه يأمر بعدم زواج الأب من زوجة ابنه
وقد خالف ذلك وتزوج من زوجة ابنه
وقد يقولون :_ أنه أمره بطلاقها حتى يتزوجها هو !!!

وهو الذي يقوله أعداء الإسلام حتى الآن ، وقد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، من خشيته من كلام المنافقين ، في شيء قد أباحه الله له
حتى جاء اليوم الذي طلق زيد ، زينب ، وانقضت ايام عدتها
__________
فنزل قوله تعالى
{{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا }}

{{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ }}
[[وهو زيد بن حارثة وقد { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ } بالهداية الى الإسلام { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } بالعتق من العبودية ]]

{{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }}
[[ وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله لزيد بن حارثة كلما اشتكى من زوجته زينب وطلب من النبي أن يطلقها ]]

{{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ }}
[[وهو ما أعلمه به الله تعالى بأنه سيتزوج من زينب ]]

{{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ كان النبي صلى الله عليه وسلم، يخشى من كلام المنافقين إن هو تزوج من زينب أنه قد تزوج من زوجة ابنته، ويعاتبه الله تعالى على خشيته من كلام المنافقين بهذا القدر في أمر قد أباحه الله له ]]

{{ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ بأن تؤدي ما أمرك به من الزواج من زينب]]

{{فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }}
[[ الوطر هو الزواج، وبهذا يكون زيد رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن العظيم، وذلك من فضله طبعا، ولأنه تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم العبء النفسي لهذا الموقف ]]

ثم يبين الله تعالى الحكمة من ذلك الزواج
{{لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا }}
[[ أي حتى لا يشعر أحد من المؤمنين بالحرج في الزواج من زوجات أبنائهن بالتبني اذا طلقوهن ]]

___________
عندما تم هذا الزواج تكلم المنافقون كما كان يخشى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا: _حرَّم محمد نساء الولد ، وقد تزوج زوجة ابنه
__________
بقي أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة { زينب بنت جحش }
وكانت السيدة زينب تفتخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لهن
:_ كلكن زوجكن آباءكن وأمهاتكن أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات ، بقرآن يتلى الى قيام الساعة
{{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }}
فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا
[[ كل فتاة تتزوج وليها ابوها او عمها او اخوها ، وزينب كان وليها الله في هذا زواجها ، قال الله تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فورا وبنى بها ، الله الذي زوجها تحتاج ولي وشهود ؟؟
انتهى {{ فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا }} السفير هو جبريل نزل بأمر الله عزوجل يأمره بالزواج من زينب ]]
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها
تقول السيدة عائشة: _ كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم [[ اي تساويني ]]
وكانت رضي الله عنها
صوامة قوامة
تقول السيدة عائشة:- ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة رضي الله عنها
وكانت رضي الله عنها من حبها للصدقة تصنع أشياء بيدها وكانت تجيد صناعة الأشياء ، ثم تبيع هذه الأشياء، لتتصدق بثمنها
وقد قال الرسول لزوجاته أمهات المؤمنين وهو في مرض الموت
قال :_ أولكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً
فلما مات النبي الرسول صلى الله عليه وسلم كانت زوجات النبي
يقسن من هي اطول الزوجات يدا ليعرفن من هي أولهم لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم
فكانت أمنا {سودة} هي أضخم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأطولهن يداً
فكن يعتقدن أن السيدة { سودة } هي أول من يموت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت السيدة {{زينب بنت جحش }} هي أول من مات بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلمن أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم {{أطولكن يدًا }} [[ يعني أكثرهن صدقة]]
وكان من حبها للصدقة أن في عهد { عمر بن الخطاب } بعد الفتوحات الإسلامية رتب { عمر بن الخطاب } لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم راتب سنويا كبيرا
فلم يحل الحول على أموال السيدة زينب في أي عام لأنها كانت تتصدق بكل هذا المال
وعندما جائت غنائم كثيرة أرسل لها { عمر بن الخطاب}
{{ ١٠٠ ألف درهم }}
فوضعته أمامها ، ووضعت عليه قطعة قماش ، وأخذت تأخذ منه وتضعه في صرر
وتقول لمن معها:_ اذهبي بهذا الى بيت فلان ، حتى أنفقته كله
ثم قالت {{ الحمد لله لا أبيت وكل هذا المال في بيتي}}
وماتت السيدة {{ زينب }} في سنة { ٢٠ هـ } بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات ودفنت بالقيع وصلى عليها { عمر بن الخطاب } وخرج في جنازتها كل أمهات المؤمنين ، وقد فهمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم {{ أولكم لحوقاً بي أطولكن يداً }}
___
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2020, 11:35 PM   #184
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب « ١٨٤ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، المقدمة ))
________
________
في البداية {{ غزوة الأحزاب او تسمى غزوة الخندق }}
فيها الكثير من العبر والدروس خاصة لأيامنا هذه وحال الأمة
وستأخذ معنا وقت ، فأرجو ان تنتبهوا لها ، وتتابعوا اجزاءها
بدقة
___________
قلنا من قبل أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قام بطرد يهود {{ بني النضير }} من المدينة
بعد محاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد ان اشار إليهم كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} أن يلقوا عليه حجرة كبيرة من على سطح دارهم
اتجه يهود {{ بني النضير }} بعد طردهم الى الشام
وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{ حيي بن أخطب }}
وغيره الى {{ خيبر }} وهي مدينة يهودية
تبعد عن المدينة {{ ١٨٠ كم }}
وأصبحت {{ خيبر }} بعد انتقال {{ بني النضير }} اليهم هي أكبر تجمع لليهود في الجزيرة
__________
ظل اليهود في {{ خيبر }} يراقبون الصراع بين المسلمين في المدينة من جهة، وقريش وغيرهم من المشركين من جهة أخرى
وكانت قلوبهم تمتلئ غيظاً وحقداً
على النبي صلى الله عليه وسلم ، واصحابه رضوان الله عليهم
وهم يتمنون
أن ينتهي الصراع لصالح الكفار
وأن يتم القضاء على الإسلام ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم
_________
ولكن اليهود وجدوا أن المسلمون بعد {{ أحد }} وتوابعها
وهو {{ الرجيع }}
و{{ بئر معونة }}
اصبحوا يحققون انتصارا كل يوم
ويكتسبون أرضا جديدة
وتزداد أعدادهم ، خاصة بعد دخول {{ بني المصطلق }} جميعاً بالإسلام
وفشل قريش في {{ بدر الآخرة }} وانسحابها وخوفها من مواجهة المسلمون مرة أخرى
__________
فقال { المغضوب عليهم يهود }
الى متى نقف مكتوفي الأيدي ؟؟ يجب أن نتحرك
فقرروا بخبثهم المعروفين به ، أن يجمعوا كل
القبائل العربية في جيش ضخم
يتوجه الى المدينة ويوجه ضربة للمسلمين تكون ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها‏.
__________
فخرجوا من خيبر
وكان عددهم {{ ٢١ رجلا }}
من سادات يهود {{ خيبر }} وسادات {{ بني النضير }}
الى قريش
وعلى رأسهم {{ حيي بن أخطب }} اشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ وقد ذكرت لكم قصته اكثر من مرة ]]
استغل هذه الفرصة
وهو إسلام {{ بني المصطلق }} وغيض قريش من ذلك
________
فوصلوا لمكة وجلسوا مع {{ سادة قريش }}
وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة
ووعدوهم بأن يكون معهم كل العرب
واخذوا يذكرون قريش في قتلى بدر
وانهم لم يحققوا نصراً في {{ احد }}
ويقولون لهم :_ ليتكم قتلتم محمدا واصحابه يوم احد
وأخذ {{ حيي بن أخطب }}
ينفث فيهم سمومه للثأر من جديد
وذكر لهم {{ بني المصطلق }}
أرأيتم ؟؟ هاهو صاهر {{ بني المصطلق }} فدخلوا في دينه جميعاً
:_وها انتم ترون ، إما يغزو فينتصر
وإما الناس تدخل في دينه لحسن معاملته ، فيصبحون من أصحابه
ماذا تنظرون ؟؟
يجيش جيشاً ، فيأخذ مكة منكم !!!!
_________
قالوا :_ له ماذا ترى يا حيي ؟؟
قال :_ أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة عليه ، فنحزب الأحزاب ، ونباغته في مدينته
فقال له ابو سفيان :_ يا حيي
أنتم اهل الكتاب الأول ، وأنتم على دين سماوي كما يزعم محمد
قال .:_نعم
قال :_ اناشدك الله الذي تعبد ، والكتاب المقدس الذي تقرأ
أديننا خيرٌ ام دينُ محمد ؟؟
[[ابو سفيان يريد أن يستوثق دينا افضل والا دين محمد ]]

فأقسم حيي بالله و بالكتاب المقدس
أن دينكم خير من الدين الذي جاء به محمد
[[ يقسم لقريش أن دين الاوثان وعبادة الاصنام خير من دين محمد ]]
ففضحه الله في القران الكريم
فأنزل فيه آيات تتلى الى قيام الساعة
[[ ليريكم الله يا خير امة ، كيف مكر يهود، وانه تخلى عن دينه وزعم ان دين الاصنام خير
فانزل الله ايتين من سورة {{ النساء }} لتعرفوا حقيقة يهود وكيف حقدهم على الاسلام ، وكيف كفروا بالله لتحقيق مطلب وإرضا لقريش ]]
قال تعالى

{{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}}

{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ }}
[[ اصل التوراة من السماء اعطاه الله لليهود ولكن يهود حرفوه وبدلوا كلام الله وعصوا الله على علم ]]

{{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }}[[ اي لقريش ]] هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ [[ من هم الذين لعنهم ؟؟ يهود ]]
{{ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }}
___________
فشجع قريش كلام حيي واطمئنت قلوبهم ان دينهم خير من دين محمد
وشجعهم كلامه، فأطمئنت قلوبهم لحرب رسول الله.
فأجابتهم قريش ... أننا معكم
قريش وجدت في ذلك
١_ انقاذ لسمعتها وهيبتها
بعد أن فقدتها {{قريش في غزوة بدر الآخرة }}
٢_ إنقاذ تجارتها بعد أن نجح المسلمين في قطع طريق تجارة قريش الى الشام نهائيا
___________
ثم توجه وفد {{ خيبر }} بعد ذلك الى قبائل {{ غطفان }} وهي من أكبر القبائل العربية، ودعوهم الى حرب النبي صلى الله عليه وسلم
مقابل أن يعطوهم نصف ثمار خيبر {{ لمدة عامين }} فاستجابت لهم عدد كبير من بطون {{ غطفان }}
وكان قائد غطفان
اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} وهذا الذي قام بعمل صلح مع رسول الله صلى الله
عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من{{ بني المصطلق }} منتصراً
ظن {{عيينة }} أنه سيلحقه هو وقومه الأذى من المسلمون يوم ما
فخاف و فكر بالأمر
فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يدخل بالاسلام
قال :_ انا أصالحك يا محمد ، وأنا معك ، وإن كنت على غير دينك
فأعطاه النبي ارضاً يرعى بها حول المدينة
اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} سيد غطفان
فلما نظر الصحابة وتسألوا لماذا سايره النبي هكذا ؟؟!!!!
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ان هذا الرجل الأحمق المطاع }}
[[ مامعنى الاحمق المطاع هو الحاكم الاحمق ، بالأوامر يطيعه الناس ولكنه أحمق لا يعرف مصلحة رعيته ولا عشيرته ]]
قال :_هذا الأحمق المطاع ، إذا غضب غضب لغضبه ألف سيف دون ان يعرفوا سبب غضبه[[ يعني الانقياد الاعمى ]]
[[ يعني هذا احمق مطاع استرضيته، واعطيته قطعة ارض يرعى فيها ، احسن ما يجيش للمدينة الف مقاتل احمق مثله ]]
ثم قال صلى الله عليه وسلم :_إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره

هذا الاحمق المطاع
انضم معهم مع انه كان مع صلح مع النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وأخذ هذا الوفد من {{ المغضوب عليهم }} وعلى رأسهم حيي بن أخطب ، يطوف على كل قبائل العرب الكبيرة
فاستجاب لهم البعض
ولم يستجب البعض الآخر
واتفقوا على موعد لقاء كل هذه الجيوش للتوجه لغزو المدينة
_________
هكذا قام يهود {{ خيبر }} بمهمة تحريض وتجميع والتنسيق بين القبائل
وهذا هو الدور الذي يقوم به {{ اخوة القردة والخنازير}}ويجيده اليهود في كل العصور
منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن
واليوم لهم اسم {{ اللوبي }}
وهم مجموعة من {{ المغضوب عليهم }} يعملون على الضغط على الدول الكبرى لتحريضهم على الحروب
كما فعلوا بالعراق
________
خرجت قريش وحلفائها بقيادة {{ أبو سفيان بن حرب }}
في {{ ٤ آلاف }} مقاتل منهم {{ ٣٠٠ }} فرس
_________
وخرجت {{ غطفان}}
في{{ ٣ آلاف }} مقاتل
وخرجت باقي القبائل العربية
حتى وصل مجموع الأحزاب كلهم
{{ ١٠ آلاف }} مقاتل
عدد ضخم جدا
_______
وكان هذا الجيش هو أكبر جيش شهدته الجزيرة منذ جيش أبرهة في عام الفيل
وكانت القبائل اذا وصل عدد مقاتليها الى {{ الألف }} يفتخرون بذلك ، وتعتبر من القبائل القوية
ولم يكن الهدف من هذا الجيش هو مجرد الانتصار على المسلمين في معركة عابرة
ولكن الهدف هو
١_غزو المدينة
٢_ قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقتل الصحابة
٣_ القضاء على الاسلام نهائياً ، فلا تقوم له قائمة بعد ذلك
___________
{{ ١٠ الاف }} مقاتل
وعدد اهل المدينة كلهم {{ ٣ آلاف }}
[[ يعني المؤمنون والمنافقون و المدسوسين بينهم ، كلهم كان عددهم ٣ الاف نقول نخرج منهم الف بين منافقون ومدسوسين ]]
يبقى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام عددهم {{ ٢٠٠٠ }}
والذي ثبت وصح ، أن الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم{{ ١٣٠٠ }} فقط يوم الخندق
تحركت جيوش العرب لغزو المدينة
نترك اليهود والعرب وحزبهم و ننتقل الآن مباشرة الى مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة
___________
وصل خبرهم للنبي صلى الله عليه وسلم
فقد كان في مكة {{ العباس بن عبد المطلب }} عم النبي المؤمن سراً و يكتم ايمانه
كان مقيم في {{ مكة }} وكان عين للنبي صلى الله عليه وسلم
فأرسل بالخبر للنبي صلى الله عليه وسلم مبكراً
[[ لا مثل يوم احد ارسل له متأخرا ]]
وساعده ايضاً في ايصال الخبر {{ بني المصطلق }} لانهم كما قلنا على طريق القوافل
ووصلت هذه الأخبار المرعبة الى المدينة
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن جيوش الأحزاب أمامها حوالي {{ ١٥ يوم }} لتصل الى المدينة
فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر
فقال :_ أشيروا علي ؟

[[ ولكن الصحابة مازالوا يحسون بألم المخالفة في أحد
اذ اشار عليهم النبي يوم احد بالتحصن ، فأبى الشباب إلا ان يخرجوا لمواجهة قريش
وقال للرماة لا تبرحوا مكانكم وخالف الرماة أمره
فأخذوا درساً وهذ صفة المؤمن {{ لا يلدغ من جحر واحد مرتين }}
اتعظوا الصحابة في احد فردوا اليوم الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ]]
فقالوا :_ الأمر اليوم لله ورسوله
ماذا ترى يارسول الله ؟؟
قال :_ أرى ان نتحصن في المدينة
فأمتثل الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
__________
لماذا كان التحصن في المدينة ؟
بسبب طبيعتها الجغرافية
لأنها تقع بين {{ حرتان }}
ما معنى الحرة ؟؟؟
المدينة المنورة كان قديماً فيها بركان لما قذف حممه البركانية
وهي صخور تخرج من باطن الأرض
عندما ترتطم بالأرض تبرد وتصبح على شكل صخور سوداء ملساء حادة
تسمى هذه الصخور {{ الحرة }}
هذه الصخور البركانية
مستحيل أن يمشي عليها أي انسان أو دابة أو حتى دبابة أو مدرعة، وهي موجودة حتى الآن
وان كان العمران قد وصل الى بعض أطرافها
فالمدينة تقع بين {{ حرتان }} في شرقها وغربها
[[ عاملين زي حاجز حماية للمدينة من الشرق والغرب وجزء من الجنوب ]]
الآن اصبح للمدينة مدخلين فقط
من الجنوب مساكن يهود من {{ بني قريظة }}
ويوجد فيها جزء من الحرة الغربية ايضا
فمن الصعب جدا ان يدخل جيش {{ الأحزاب }} من الجنوب
وبالتالي فلا يمكن لجيش أن يدخل من هذه الجهة أيضًا
بقي لهم مدخل واحد وهو من {{ الشمال }}

فالمدينة محصنة بطبيعتها الجغرافية، سواء من الشرق أو الغرب أوالجنوب، والجهة الوحيدة التي يمكن أن ينفذ منها جيش الى المدينة هي جهة {{ الشمال }}
__________
أجمع الصحابة على رأي النبي صلى الله عليه وسلم ،
في عدم الخروج لقتال المشركين
وانما التحصن في{{ المدينة }}

ولكن كان التفكير هو كيف يمكن حماية شمال المدينة ؟
وما هي خطة الدفاع عن شمال المدينة ؟

وهنا تحدث {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه وارضاه
لم أتحدث لكم عن هذا الصحابي الجليل من قبل
بأختصار شديد
[[سلمان من فارس ما يسمى اليوم [[ ايران ]] تقع في وسطها تسمى الأهواز ، وله قصة طويلة في البحث عن الإسلام، حتى انتهى الى المدينة قبل هجرة، ثم أسلم بعد الهجرة مباشرة ، ولكنه كان عبدا عند رجل من اليهود، ولم يعتق الا قبل غزوة الأحزاب بقليل ، وكان معروفا بالحكمة، حتى أن علي بن ابي طالب، كان يطلق عليه لقمان الحكيم ]]
قال سلمان :_ يا رسول الله
إنا كنا بأرض فارس ، إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا
[[ أي انا من بلاد فارس ومن مكايد الفرس بالحرب اذا خافوا عدو حفرنا خندق ]]
فكان اقتراح {{ سلمان الفارسي}} هو حفر خندق من جهة شمال المدينة
يبدأ هذا الخندق من الحرة الشرقية
الى الحرة الغربية
وهي مسافة تبلغ {{ ٦ كم }}
فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة
وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور
هناك [[ صور في التعليقات ]]
يتبع إن شاء الله .....
_____ #الأنوارالمحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم _____



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا تعرف عن غسل وكفن ودفن الحبيب محمد صل الله عليه وسلم الرهيب السيرة النبوية 7 06-15-2015 11:47 AM
شجرة نسب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ابورزان السيرة النبوية 17 01-21-2011 10:40 AM
الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل البعثه ـكـشـ مـلـكـ السيرة النبوية 6 01-02-2011 08:13 AM
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهلاوي مووت السيرة النبوية 1 06-06-2009 03:01 PM
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حدي نظر السيرة النبوية 4 09-19-2008 05:10 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75