يابن الإيه يا عباس!
 

-يحكى أن رجلا مُرَابيًا ( =يتكسب من إقراض الناس بزيادة) كان يجلس حزينا صامتا
-فمر به عباس، وجلس بجواره: مالك يا ابو حسين زعلان ليه

-أبو حسين: مفيش يا عم عباس، بس المشكلة إن الناس بتكرهني، وبيتهموني بالظلم، وإني باكل أموال الناس بالباطل، وبحبس الناس بغير حق، والحاج على وأبو رحاب وأم محمد وناس كتير مسميني "المرابي"

-عباس: يا سيدي ولا تزعل نفسك، أنا عندي فكرة ممتازة
-أبو حسين: الحقني بيها

-عباس: إيه رأيك آخد الفلوس منك، وأقرضهم انا للناس بدالك بزيادة 20%، وآخد أنا نص الزيادة (10%) واديك النص التاني، وتبقى انت كسبان وانا كسبان

-أبو حسين: فكرة حلوة، وانا موافق، بس كدا الناس هتكرهك انت، ويقولوا عليك الظالم المرابي

-عباس: لا يا سيدي متخافش، مانا مش هاقرضهم بنفسي، دانا هابني مبنى كبير، واعمل فيه سيراميك أحدث طراز، وتكييفات وكمبيوترات، وكام شاب حليوة، على كام بنت قطقوطة، وهاسميه "بنك"، هو اللي هيقوم بالعملية دي، وهنسمي العمليات دي "إيداع"و"فتح حساب"و"تمويل" ... والذي منه

-أبو حسين: وفكرك دا هيخيل على الناس والشيوخ والعالم بتوع حقوق الفقرا
-عباس: شور يا معلم، هات انت الفلوس بس وهاتشوف

-- وتمر الأيام، ويطلع كلام الواد العفريت عباس صح، ويفتح بنوك في كل حته، والحاج على وأبو رحاب وأم محمد وناس كتير حطت فلوسها في البنك
وطلع شيوخ كتير يقولوا دي معاملة جديدة غير اللي كان بيعملها أبو حسين، والعالم بتوع حقوق الفقرا حطوا فلوسهم هما كمان في البنك
وعباس رشح نفسه وبقى عضو في مجلس الشعب، وبعدين اتعين وزير مالية، وبقى كل حاجة في البلد عن طريق البنك، حتى شرا الشقة والعربية وتجهيز العرسان

-والناس المحتاجين مش لاقيين حد يسلفهم بالحسنى، ولا يديهم فلوس يشغلوها، فراحوا للبنك وخدو قروض، وبيدفعوا الزيادة عادي وبيتحبسوا لما يخسروا أو يعجزوا عادي جدا
بس محدش بيقول ظلم ولا ربا ولا يحزنون؛ لان معظم الناس بقت زي أبو حسين، دا القلة المعترضة هما اللي بيتقال عليهم جهلة ومتشددين ... تخيل

يابن الإيه يا عباس!

#قصة_قصيرة