هل حقًّا يحتاج الطلاب المتفوقون إلى السَّهر لساعات متأخرة؟
 

#دراسات_خطوة 📚
#نظريات_ودراسات



"الطالب الناجح ينام أكثر".. تبدو هذه العبارة غريبة بعض الشيء، فهناك فكرة شائعة عن الطلاب الناجحين، فهم يسهرون لفترة أطول وينامون أقل؛ من أجل المذاكرة. وعمومًا فإن الطلاب في المرحلة الجامعية ينامون لوقت أقلَّ مقارنةً بالمرحلة الثانوية مثلًا، حيث يُتاح لهم قدر أكبر من الحريِّة والمسؤولية معًا.

فكلما كان نوم الطالب أفضلَ وأعمقَ؛ حصل على درجات أكثر في اختباراته الدراسية، أما الطلاب ذوو نمط النوم المنتظم، فيصبحون أكثر سعادة ما يؤثر إيجابًا على درجاتهم في الاختبارات؛ هذا ما تكشف عنه الدراسة التي نُشرت في دورية "Psychology, Health & Medicine"، وأجرتها جامعة واشنطن الأمريكية.

عندما سُئل الطلاب المشاركون في الدراسة عن العوامل التي تؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي؛ جاءت صعوبة النوم على رأس هذه التحديات، أكثر من المشاكل الصحية بما فيها الاكتئاب، أو الحنين للوطن، أو مشاكل رفيق السكن (بالنسبة إلى الطلبة المغتربين).

وحتى النوم لأربع ساعات فقط في الليل، ثم النوم لـ١٢ ساعة في ليلة أخرى، أو النوم لثمانِ ساعات في المتوسط؛ ليس كالنوم مدَّة ثمانِ ساعات كلَّ يوم وبانتظام. "الأمر مُتعلِّق بالساعة البيولوجية للجسم، وليس بساعة الحائط أو ساعة المكتب، فدورة النوم غير المنتظمة، لا تتسق مع دورات الجسم الطبيعية".. هكذا يُوضِّح الباحث في النَّفس وعلم الدماغ "تيم بونو".

"فمع تراكم المذاكرة والأنشطة، يصبح النوم هو أول شيء يتخلى عنه الطالب؛ في حين أن الدماغ البشري -خلال النوم- ينقل المعلومات إلى مناطق تخزينها حتى يتمكن الفرد من استعادة هذه المعلومات لاحقًا".. بهذا يتابع الباحث في علم النَّفس وعلم الدماغ حيث يُوضِّح أن أدمغتنا تحتاج إلى النوم؛ لاستيعاب واسترجاع المعلومات بكفاءة، ما يُؤثِّر على درجات الطلاب في الاختبار.

ويضيف "بونو": "تقوية الذاكرة تحديدًا تحدث في مرحلة النوم المُسمَّاة بحركة العين السريعة "REM"، والتي تستمر لفترة أطول مع مرور الليل. وقلَّة النوم تخدعنا وتوهمنا بأننا سنصبح أكثر إنتاجية، بينما ما يحدث هو العكس تمامًا.. هذه هي نصيحتي للطلاب".

ويختم الباحث في علم النَّفس وعلم الدماغ حديثه بنصيحة للطلبة، وهي أن يضعوا جدولًا مُحدَّدًا للنوم؛ فهو شخصيًّا يلجأ لأحد التطبيقات لمساعدته على النوم في الوقت نفسه كلَّ ليلة. كما يُوصِي الطلاب بالابتعاد عن الأجهزة الرقمية قبل النوم، فالضوء المنبعث من الشاشة يمنع إفراز هرمون "الميلاتونين" المُسبِّب للنُّعاس.

في النهاية؛ فإن قلَّة النوم غير مسؤولة عن ضعف الذاكرة، أو صعوبة استرجاع المعلومات فحسب؛ فدراسات وأبحاث سابقة كشفت عن دور الحرمان من النوم أو النوم غير المنتظم في الإصابة بأمراض بدنية خطِرة؛ كأمراض القلب، فضلًا عن ازدياد المشاكل النفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق.
_____