منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   المفاضلة بين قراءة القرآن الكريم، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، يوم الجمعة: (http://www.binybohair.com/vb/binybohair52916/)

الرهيب 10-29-2022 03:58 PM

المفاضلة بين قراءة القرآن الكريم، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، يوم الجمعة:
 
أحد مشايخنا الأفاضل، وصف من أفتى بتفضيل، الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام، على قراءة القرآن، يوم الجمعة، بأن هذه الفتوى غير صحيحة، حتى قال:"وهو عندي خطأ بلا ريب" فجزم -حفظه الله ورفع قدره - بالتخطئة، ثم قال في نهاية الفتوى:"والذي يظهر أن هذه الفتوى ليس لأهلها سلف؛ فإن صح ذلك فالفتوى بذلك بدعة".
وهذا من الغرائب من الشيخ، وهو صعب، ولو اكتفى الشيخ -حفظه الله ورفع منزلته- بالترجيح لكان له وجه، وإن كان كلامه مرجوحا، والراجح خلاف ما ذكر.
لكن الوصول للجزم بالتخطئة الصريحة،وبلوغ حد تبديع من يكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، ويقدمه على مجرد قراءة القرآن، فهذا القول هو الأقرب للبدعة، لو قيل بالبدعة على رأي الشيخ، وإن كان المحل ليس محلا للبدع.
فإن من قواعد المفاضلة المقررة التي قررها العلماء، واتفقوا عليها: أن المفضول يكون فاضلا، ويقدم على الفاضل في زمانه، أي أن الفضل الخاص، مقدم على الفضل العام.
والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام لها فضل خاص يوم الجمعة، وقراءة القرآن لها فضل عام في الجمعة وغيرها على السواء.
فالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام متفق على أفضليتها يوم الجمعة، بخلاف مجرد قراءة القرآن الكريم، فليس لها أي أفضلية أو مزية يوم الجمعة - سوى قراءة سورة الكهف على من يصحح حديثها - على غيره من الأزمنة، وهذا مثل تفضيل الدعاء آخر يوم الجمعة على قراءة القرآن فمع فضل قراءة القرآن إلا أن الدعاء أفضل، وكذا بين الأذان والإقامة، وأذكار الصباح والمساء، والدعاء يوم عرفة، وفي الوقفات الست كلها في الحج، وغيرها كثير؛ ففي كلها يقدم الدعاء والذكر على قراءة القرآن، مع فضله، وهي قاعدة كبيرة في العبادات: أن العمل المفضول يكون فاصلا في زمانه، فيقدم على غيره.
ولو قيل بأفصلية قراءة القرآن وتخصيص الجمعة بالقراءة، وتقديمها على الصلاة على النبي على عليه الصلاة والسلام، لكان هو الأقرب إلى البدعة، من الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، لو أعملنا قواعد البدع؛ لأن في هذا إعراض وترك لما فضله الشرع في زمانه، إلى ما لم يفضله الشرع في زمانه.
ومن المقرر أن التفضيل الخاص مقدم على التفضيل العام.
ولكن القول بالتبديع هنا كله مستبعد؛ لأن المحل ليس قابلا له، ولا مدخل لحد البدع هنا؛ فإن من أتى بأصل الفاضل، ثم أتى بالمفضول، وقدمه عليه، وأكثر منه، لا ينعت بالبدعة والإحداث بالدين، لمجرد كونه اشتغل بالفاضل عن المفضول، مع احتمال الزمن لهما.
وإذا كانت للقراءة فضيلة عامة، بكون من قرأ حرفا فله عشر حسنات، كما استدل به الشيخ حفظه الله؛ فإن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، لها فضيلة عامة، بكون من صلى عليه عليه الصلاة والسلام صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرا؛ فالفضائل العامة متقابلة.
ويبقى أن للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، خصوصية يوم الجمعة على القراءة؛ فترجح بها على القراءة.
فالذي يقال للناس مما تقدم تأصيله:
١- اقرأوا القرآن يوم الجمعة، وأكثروا من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، يوم الجمعة، ولو كانت الصلاة أكثر زمنا من القراءة لكانت أفضل.
٢- اقرأوا القرآن، وصلوا عليه عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة، ولو كانت الصلاة أقل زمنا من القراءة، لأتيت بالمفضول وتركت الفاضل، وعملك صحيح، مأجور عليه.
٣- ولا يقال للناس: صلوا عليه عليه الصلاة والسلام، ولا تقرأوا القرآن أبدا، يوم الحمعة؛ فهذا فيه إعراض عن عمل له فضل عظيم.
٤- ولا يقال للناس: بأن من أكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة، وجعل نصيبها أكثر من القراءة، بأنه مبتدع. بل يكون عمل الأفضل، لورود النص الصريح بتفضيل الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة.
٥- ولو ثابر أحد على الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام كل يوم الجمعة، ولم يقرأ حرفا من القرآن؛ لأنه يرى أن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام أفضل من القراءة، لا يكسى بوصف المبتدع أبدا، ولا يكون مخطئا.
٦- ولو واظب أحد على القراءة، ولم يصل على النبي عليه الصلاة والسلام كل يوم الجمعة؛ فيكون ترك الأفضل، ولا يوصف ببدعة أبدا، ولا بخطأ.
ففي كل الأحوال لا يوجد ابتداع، ولا تخطئة، بل هي مفاضلة بين عمل مفضول وفاضل، ونظر واجتهاد لنصوص واردة في ذلك.والله أعلم.
حفظ الله الشيخ، وبارك في علمه وعمله.

سليمان النجران


الساعة الآن 07:15 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75