《 استُروا أوجَاعَكم 》.. فزَكريّا في وصْفِ القُرآن .. لَم يَزِد على أن ؛ { نادَى ربَّه نداءً خَفيّا } .. همَس فيه بأرَقٍ ؛ خَبّأه في كلِّ سنوات عُمره .. { وكانَت امْرَأتي عاقِراً } ! لقدْ كان الهَمْس ليلاً .. في مكانٍ قَصيٍّ عن سَمعِ النّاس ، و فُضول النّاس ، وأسئلة الناس ! هَمْس بِحاجَتِه الفِطرية لِمن بيدهِ مَقاليد الأمر ، ومفاتيح الفرَج ! { فَهبْ لي من لدُنك وليّاً } .. هَمَس بها لله وحده ؛ دون أن يَهتِك سِتر ما بينه و بين زوجِه .. بلْ قدّم في أول الدُّعاء ؛ ضَعفه .. فهو الذي ؛ { وَهَن العَظم } منه { واشتَعل الرَّأسُ شَيبا } ! وهذهِ قمّة الرِّقي في العَلاقة الزوجيّة .. كأنّما يعتَذر عن زوجته ، ويَحمل العِبء عنها .. ويستر عيبها ! ويَصف ضَعفه .. ويسأل ربّه مَخرجاً ؛ لا يَنقِض العَلاقة العَتيقة بين القلبين ! سَتَر زكريا النّقص .. فأتمّ الله له الأمر على أجملِ ما يكون .. إذْ جاءه يَحيى { بَرّاً بوالِديه } ! كلاهما .. فقدْ استحقّ الزَّوجان برّ الولد ؛ لبرٍّ خفيٍّ بينَهما ! وبثَّ الشّكوى لربِّه .. فجاءَته البُشرى ؛ { لَم نَجعل له مِن قبلُ سَميّا } ! إذْ لا يَليق بموقِفه الذي ليْس له مثيل ؛ إلا طفلاً ليسَ له مَثيل ! الأنبياءُ مدرسةٌ في الحَياة .. والقُرآن ؛ هو وثيقةُ التَّعليم .. هو وثيقة الأدب الرفيع ! |
الساعة الآن 03:42 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن