في تربية الأولاد على الصلاة..
 

ينبغي للآباء والأمهات والمربين والمربيات ألا يلجئوا أولادهم الصغار والمراهقين إلى كراهية الصلاة أو النفور منها، فإن كراهيتها والنفور منها في الكبر غالبا ينشئان عن تصور مسبق؛ ربما نكون نحن من ساعد عليه. وموقف النفور من الصلاة وكراهيتها خطير على مستقبلهم الإيماني.

ولهذا لما سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن حديث (واضربوهم عليها لعشر) قال:
"الأمر للوجوب، لكن يقيد بما إذا كان الضرب نافعا، لأنه أحيانا تضرب الصبي ولكن ما ينتفع بالضرب، ما يزداد إلا صياحا وعويلا ولا يستفيد، ثم إن المراد بالضرب الضرب غير المبرح، الضرب السهل الذي يحصل به الإصلاح ولا يحصل به الضرر" [لقاء الباب المفتوح ٩٥/١٨].

إذن الأمر يجب إذا كان يؤدي إلى منفعة إقامة الصلاة، كأنه يتحول في حقهم من كونه عقوبة إلى كونه وسيلة تربوية، فإذا كانت هذه الوسيلة تنفع تربويا وجبت، وإذا لم يكن كذلك لم يجب.

لذا فالتربية على الصلاة حساسة جدا وتحتاج إلى مزيد من الحكمة والفقه. وما ذكرته لا يقتصر على التأديب بالضرب، بل ويتعداه إلى غيره من الأساليب التي ربما تولد لدى الولد كراهية للصلاة أو نفورا منها.
ولئن قصر الأولاد في الصلاة مع حبهم لها وتعظيمهم لها فهو أخف وطأة بكثير وأقل مفسدة من تقصيرهم في حقها مع نفور القلب.

المربي في تربيته للصلاة يقوم بأمرين:
- صناعة عادة حسنة في الولد تجعله يقوم إلى الصلوات.
- صناعة حب الصلاة وتعظيمها في قلبه. فتنبه!