"قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" يستخرج من الآية أنه يصح زجر النفوس عن المعصية بما يتيسر من موانع العصيان ، كالشرف والأمانة والحياء وحفظ القدر لمن يتضرر بالمعصية واتقاء وقيعة الناس ، فإن الصديق عليه السلام ذكر إحسان زوج المرأة إليه - وهو المراد بالرب في الآية - في سياق الوعظ وتقبيح العصيان. وأصل هذا أن السلامة من إثم المعصية حاصلة بالترك المجرد عن نية الامتثال والتقرب ، وإنما تشترط النية لتحصيل الثواب على الترك ، وهذه مرتبة فوق مرتبة السلامة ، لا يبلغها كل المؤمنين. ومن فقِه هذا أحسن سياسة الناس ووعظهم : - فلم يحملهم على المرتبة الكاملة مع عجزهم عنها ، ورأى تركَهم للذنب مع عدم الثواب خيرا من مقارفة العصيان. - ولم يُضعِف موانع العصيان المختلفة في نفوسهم بتوهم معارضتها للامتثال والتقرب. - وتبين له بطلان الدعوى الشائعة في تفضيل فعل المعصية على تركها عند عدم استحضار بغضها ونية التعبد بتركها ، الذي تسميه طائفة (عدم القناعة بالحكم) ، وهو القناعة بالشيطان على الحقيقة. |
الساعة الآن 01:45 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن