ترشيدإستغلال وإستهلاك العواطف
 

الشخصية العاطفية هي نوع من أنواع الشخصيات الإنسانية و التي تتميز بتغلب المشاعر على الفكر، و تقوم هذه المشاعر بتحريك الشخص العاطفي و تحدد علاقاته بالآخرين وفقاً لحبهم لهؤلاء الأشخاص. و غالباً ما يندفع صاحب الشخصية العاطفية وراء تقلبات مزاجه و عواطفه أكثر من إندفاعه وراء صوت العقل و المنطق و الحسابات المعنويةو المادية. كما يتميز الشخص العاطفي بأنه شخص سريع التأثر، سهل الإستثارة، حساس، شاعري، حالم، خيالي نوعاً ما و طيب القلب، و سرعان ما يغضب و لكن هذا الغضب لا يستمر كثيراً. ليس كل الأشخاص لديهم درجة الحساسية الشديدة الموجودة عند الشخص العاطفي، بل أن الشخص العاطفي قد يواجه صعوبة في التواصل مع الأشخاص العاطفيين الآخرين. عندما تكون شخص عاطفي، فإن هذا يعني أنك تشعر بالأشياء أكثر من الآخرين، و أنك تدرك أيضاً شعور الآخرين. هذا الأمر قد يكون مفيد للغاية، و لكن في بعض الأحيان قد يسبب لك ألم أكبر

العاطِفة الجياشة الزائدة هي شيء يولد مع فئة من البَشر وهي ليست عيبًا أو سوءًا، بالعكس التعاطف ليس غباء كما يراه البعض بل هو نعمة.. هناك مثل يقول كل شيء زاد عن حده انقلب ضده.
والعاطفة الزائدة تشبه حنفية الماء الخربة التي سال منها الماء فأغرق كل شيء، هي لا تحتاج لأكثر من جلدة حتى يتوقف الماء ثم نرشد استهلاكه على قدر حاجتنا.
ولذلك فالعاطفة المتطرفة تؤذى صاحبها أولا ثم تؤذي من حوله ثانيا.
فالأم التي تفيض عاطفتها تتسرب من بين أيديها الأخلاق التي يجب أن تزرعها في أولادها فتصنع منهم رجالاونساء .
والفتاة التي لا تحكم عقلها تضيع منها الأشياء شيئا فشيئا حتى تضيع هي نفسها.
والملك أو الرئيس الذي يحكم شعبه بالعواطف يضيع مكتسبات الوطن ويغرقه في الديون والجوع والفقر والمرض والجهل والتخلف.
وأصحاب العواصف العاطفية لا يحركون عقولهم ولا يستمعون لأصواتها الزاعقة، ولا مسائلها المرهقة، ربما لأنهم يحكمون العاطفة أكثر من العقل، وربما لأنها تتعبهم نفسيا وتسبح ضد تيار التساهل العاطفي الذي اعتادوه.
ثم إنهم تابعون لغيرهم وتلك التبعية في نظرهم قسم مغلظ غير معلن قد أغمض عيونهم عن الرؤية فساروا كعميان على آثار من تبعوهم.
العاطفة أو العاصفة العاطفية لا تمنح صاحبها الوقت ليفكر، ولا ليختار، ولا ليقول لا إذا امتعض أو رفض، ولذلك فالعاطفي يحتمل أثر أخطاء غيره على ظهره وهو سعيد ظاهريا حتى يقع غير مأسوف عليه.
بالأمس قرأت منشورا لصديق يقول فيه من قال لكم أننا يجب أن نتسامح مع أنفسنا إنسان بليد الإحساس، إنما هو يزين لكم سوء عملكم، فاجلدوا أنفسكم ندما وأسفا تطهروا!
وتلك نهاية التطرف العاطفي وقمته أن نظل نعيش عذابا مقيما وجلدا مستمرا ودموعا لا تتوقف ومحاكمات ننصبها لنشنق فيها أنفسنا.
ألا ولكل شيء كيس يغلفه فغلفوا عواطفكم بغلاف من العقل والحكمة يشرح لكم الواقع ويأتيكم بالأسباب ويفسر المآلات ويرشد الاستهلاك ولا يمرر للقلب إلا ما هو حق وحقيقي ونافع ومفيد.
فلا تهونوا بعدها في نظر من يحسبها بعقله قبل قلبه ،