منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   منتدى بني بحير بلقرن للقصص والروايات (http://www.binybohair.com/vb/f13/)
-   -   قصة احد المجالس (http://www.binybohair.com/vb/binybohair54082/)

الرهيب 09-13-2023 07:55 PM

قصة احد المجالس
 
‏قص علينا في أحد المجالس رجل وقور متقدم في السن يسكن ( البوطة ) مركز محافظة سراة عبيدة يقول قبل حوالي ثمانين عاماً كنت انا ووالدي وحيدين بعد أن قدمت والدتي الى رحمة الله تعالى وكان والدي يجتهد في كسب معيشتنا بالعمل في مزارعنا والعمل مع الآخرين ويقوم بمهمة الأب والأم في آن واحد وفي يوم من الأيام نادى أحد الجماعة ونحن في صلاة المغرب داخل المسجد بعبارة تتردد دائماً لدى أهل منطقتنا في ذاك الزمن ( ريِّعوا يا جماعة لكلمة عند باب المسجد ) وتجمعنا أمام المسجد ننتظر ما الخبر واذا به يقول ( الله يضيفنا واياكم رحمته تعلمون في معلومكم أن آل فلان تقدموا لخطبة ابنتي فلانه وقد اتفقنا على أن يكون رواحها يوم الاثنين القادم وهم بيقبلون علينا مع شروق الشمس حبيت إخباركم والله يقدا بنا وبكم الصواب والرجل من ربعه لا عدمتكم والسلام ) رد كبير الجماعة قائلاً ( حياك الله يارفيقنا الغالي سمعنا جوابك والله يحيي ضيوفك وانت يا مبارك ( المدول) علمنا من الفروق فيه وخلوهم خمسة فروق واحسنوا استقبالهم والله الله في حسن الاستقبال وفي المتعة اللي تبيض وجوهكم ) قام مبارك المدول ونطق باسماء الخمسة الذين سيكون فيهم السرى ومن مساويء الصدف ان والدي كان أحدهم وهذا ليس قصوراً في والدي ولكن لكونه وحيداً ليس لديه معزبه وانا لازال عمري في العاشرة فمن يرحب بالضيوف ومن يعمل بداة الضيوف ومن يباشر عليهم كلها أعمال تحتاج الى وجود اكثر من شخص علاوة على ذلك فلايوجد في بيتنا قطرة سمن وهو المكون الرئيسي في وجبة( البداة )رجعنا الى منزلنا والحيرة ترتسم معالمها على محيا والدي وقام يحدث نفسه كيف يتصرف وهو الرجل الوحيد في المنزل (والمقادي )كما يسمونها في ذاك الزمن تفرض عليه عدم الاعتذار ولكنه كان يمني نفسه أن يجد مبتغاه لدى أحد جماعته وفي اليوم التالي يوم الاحد الذي يسبق موعد الضيافة مر على جماعتنا بيت بيت الكل اعتذر بعدم وجود المطلوب ذهب الى قرية قريبة جداً من قريتنا وكله ثقة انه سيجد لديهم ما يكفي ضيوفه فلم يجد إقتربت شمس يوم الأحد من المغيب وهو لازال يبحث وقد يئس من وجود طلبه في قريتنا والقرية المجاوره واذا به يناديني يقول ولدي وانا بو ولدي اذهب الى فلان - رجل لديه دكان في قرية تبعد عنا حوالي ٥كيلو متر - فإن لم تجد عنده فاذهب الى فلان في قرية أخرى تبعد ايضاً نفس المسافة وناولني دلة قهوة رسلان اذ لايوجد لدينا اناء غيرها ذهبت الى القرية الاولى ووصلتها بعد الغروب واعتذر الرجل بعدم وجود المطلوب لديه لانني لا املك مبلغ نقدي وانما طلبها والدي بالدين وهو ذاك الرجل الفقير المعسر الذي قد يظن هذا البائع انه لن يقضيه مطلوبه اتجهت بعدها الى القرية الأخرى في جنح الظلام وانا الفتى الصغير وكم كنت اتعرض لوخز الشوك والسقوط على الحجارة ومخافة ان أضل الطريق وصلت الى القرية الثانية بعد صلاة العشاء وطرقت الباب وفتح لي الرجل مرحباً وانا في أشد الخوف ان لا أجد ما اريد لديه فهذه الفرصة الأخيرة لكن من حسن حظ والدي أن قام هذا الرجل النبيل بملء ماعوني بالسمن الجيد الذي تجد رائحته عن بعد قائلاً ابشر بسعدك فكأنه اعطاني الدنيا بأسرها ذهبت راجعاً في سواد الليل وشدة حلكته متجها الى قريتي وانا اتوازن حتى لا ينكفيء السمن وما ان بلغت منتصف الطريق الا وانا اسمع منادٍ يردد أسمي خفت في البداية ولكن ما ان اقترب الصوت الا وانا أميزه انه صوت والدي المشفق علي من ظلام الليل وغدرات المساء وانا الطفل الصغير ومن مخافة أن أعود عليه خالي اليدين وما أن رددت عليه واقترب مني وشاهد طريقة حملي للإناء فعرف انه مليء بالسمن حتى ردد عبارة اسعدتني وعكست مدى سعادته ( إبعدي بولدي إبعدي ) ولاحظت مدى السعادة بعد ان أخذ مني الإناء في عباراته وترديده لعبارة الشكر لله والتحميد على انه غداً سيكون مرفوع الرأس أمام ضيوفه وجماعته كان والدي قد طلب من امرأة من جماعتنا مرمل على أيتام أن تتولى عملية الطحن والخبز وعمل البداه وجلب الماء من البئر ووالدي سيتولى شب النار في الصلل وعمل القهوة وفي الصباح اصطف الجماعة للترحيب بالضيوف وانا المح اسارير ابي وهو منتشي والابتسامة لا تفارق محياه بعكس الأيام الماضية ايام البحث والتجهيز لهذه المناسبة الصغيرة جداً في مفهومنا اليوم استقبلنا ضيوفنا بالترحاب ومرت الأمور كما نحب ويحب ابي كان ابي يبادل ضيوفه الحديث ويقص عليهم بعض القصص ويتذكر مع بعضهم ممن يعرف الذكريات وانتهى وقت البداه بنجاح وكم كنت ارعى محيا والدي فقد تغير كثيراً عما كان عليه .
‏هذه معاناه كان الآباء والأجداد يمرون بها في زمن الشح والفقر ومع ذلك لم يكونوا يتهاونون في إكرام الضيف رغم فقرهم بل كانوا اذا حصدوا مزارعهم يختارون اجود الحبوب ويكنزونا للضيف ويسمونها ( العدودة) وكانوا يخزنون السمن للضيف رغم حاجتهم له ويقترون على أنفسهم فهم مع الضيف غير اشحاء (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
‏نسأل الله لهم الرحمة


الساعة الآن 10:35 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75