منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   *المعوّقون المخذّلون وقت الجهاد* (http://www.binybohair.com/vb/binybohair54205/)

الرهيب 11-07-2023 03:17 PM

*المعوّقون المخذّلون وقت الجهاد*
 
قال تعالى {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.

هذه الآيات جاءت في بيان حال من أحوال المنافقين، وذلك في غزوة الخندق، والتي حاصر فيها عشرة آلاف مقاتل مشرك المسلمين، من غير اليهود الذين نقضوا العهد.

وهذه الآيات تبين حقارة نفسيات المنافقين وسوء تفكيرهم وعظم وأساليب كيدهم بأقوالهم وأعمالهم..

وهكذا القرآن؛ فصّل في بيان حال المنافقين، وبين حتى مكامن أنفسهم، وفضحهم في أدق تفاصيل كيدهم.. وهذا يدل على خطورة النفاق والمنافقين على المجتمع المسلم.

قال مقاتل عن هذه الآيات -كما نقله الإمام البغوي عنه- (نزلت في المنافقين، وذلك أن اليهود أرسلت إلى المنافقين، وقالوا: ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد أبي سفيان ومن معه فإنهم إن قدروا عليكم في هذه المرة لم يستبقوا منكم أحدا، وإنا نشفق عليكم، أنتم إخواننا وجيراننا هلموا إلينا.

فأقبل عبد الله بن أبيّ وأصحابه على المؤمنين يعوقونهم ويخوفونهم بأبي سفيان ومن معه، وقالوا : لئن قدروا عليكم لم يستبقوا منكم أحدا.
ما ترجون من محمد؟
ما عنده خير، ما هو إلا أن يقتلنا هاهنا، انطلقوا بنا إلى إخواننا، يعني اليهود، فلم يزدد المؤمنون بقول المنافقين إلا إيمانا واحتسابا).

في هذه الآيات توَّعد الله تعالى المعوقين، أي: المخذلين المثبطين للناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهددهم فقال {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} عن الخروج، لمن لم يخرجوا.
{وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ} الذين خرجوا.
{هَلُمَّ إِلَيْنَا} أي: ارجعوا إلينا، ودعوا محمدا، فلا تشهدوا معه الحرب، فإنا نخاف عليكم الهلاك، كما تقدم من قولهم {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}.

وهم مع تعويقهم وتخذيلهم {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ} أي: القتال والجهاد بأنفسهم.
{إِلَّا قَلِيلًا} فهم أشد الناس حرصًا على التخلف، لعدم الداعي لذلك، من الإيمان والصبر، ووجود المقتضى للجبن، من النفاق، وعدم الإيمان.
وهذا القليل الذي حضروه هو رياء وسمعة من غير احتساب، ولو كان ذلك القليل لله تعالى لكان كثيرا.

{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} بأبدانهم عند القتال، وبأموالهم عند النفقة فيه، فلا يجاهدون بأموالهم وأنفسهم.

{فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} نظر المغشى عليه {مِنَ الْمَوْتِ} من شدة الجبن، الذي خلع قلوبهم، والقلق الذي أذهلهم، وخوفًا من إجبارهم على ما يكرهون، من القتال.

{فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ} وصاروا في حال الأمن والطمأنينة، {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَة} أي: خاطبوكم، وتكلموا معكم، بكلام حديد، ودعاوى غير صحيحة.

قال ابن عباس: سلقوكم أي: عضوكم وتناولوكم بالنقص والغيبة.

وقال قتادة: بسطوا ألسنتهم فيكم وقت قسمة الغنيمة، يقولون أعطونا فإنا قد شهدنا معكم القتال، فلستم أحق بالغنيمة منا.
فهم عند الغنيمة أشح قوم، وعند البأس أجبن قوم.

{أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} أي: عند الغنيمة يشاحون المؤمنين، وكذلك أشحة بالذي يراد منهم، وهذا شر ما في الإنسان، أن يكون شحيحًا بما أمر به، شحيحًا بماله أن ينفقه في وجهه، شحيحًا في بدنه أن يجاهد أعداء اللّه، أو يدعو إلى سبيل اللّه، شحيحًا بجاهه، شحيحًا بعلمه، ونصيحته ورأيه.

{أُولَئِكَ} الذين بتلك الحالة {لَمْ يُؤْمِنُوا} بسبب عدم إيمانهم، أحبط الله أعمالهم، { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }.

وأما المؤمنون، فقد وقاهم اللّه، شح أنفسهم، ووفقهم لبذل ما أمروا به، من بذل لأبدانهم في القتال في سبيله، وإعلاء كلمته، وأموالهم، للنفقة في طرق الخير، وجاههم وعلمهم.

-التفسير منقول من تفسير الإمام البغوي وتفسير ابن سعدي رحمهما الله تعالى-

https://t.me/aalbakri/370


الساعة الآن 12:56 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75