الثبات بعد رمضان
 

باسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

فلتعلم يا عبد الله أن أمر الثبات لغالي وعزيز!
والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى، وقضية الثبات شغلت الأولين والآخرين إلى لحظة الممات، وأما كلامي ونُصحي اليوم ليس كله عن الثبات!
فلتعلم يا عبد الله أن الله منَّ عليك ورحمك وبلّغك رمضان وخلال رمضان أخذت على نفسك عهودٌ بينك وبين ربّك، فَ ويحك إياك أن تكون ناقض للعهود فتهلك ويقسو قلبك!، والله يُحيّي الأرض بعد موتِها!، انشغالك بما بعد رمضان يدخل في قضية الثبات والوفاء بالعهود وشكر النعمة، ولتعلم أن النفس تتعوّد ف ربّما اليوم هي توّاقة وغدًا دنيّة!
فليكن حالك بعد رمضان لا يقل كثيرًا بما كان في رمضان، خلال شهر رمضان ظهرت لك نفسك وعرفت قدرها وقدرتها فلا ترفعها وتُعظمها ولا تظلمها فتعطيها أقل من قدرتها!
وإن لرمضان لنفحات، يُفتح عليك في رمضان ما لا يُفتح لك في غيره، فلا تظن أنك ستفعل كل ما فعلته في رمضان في شهر غيره إلا أن يشاء اللّٰه سبحانه وتعالى أمرا ويفتح عليك.

فأما نصيحتي لي ولك: أن تكون على دراية بماذا بعد رمضان! أن تجلس مع نفسك فتُشارطها وتضع خطة مع نفسك لنفسك! وكل ما نويت أن تفعله بعد رمضان فلتفعله عاجلًا ومن يوم العيد! فإن نفسك لو اعتادت على الركون والإهمال ف ستُجاهد كما في أول الأمر! وإن الأمر لشاق!
فلا تضيع مهجود سابق وشكر للنعمة!، وأريد منك أن يستمر معك أثر رمضان هذا إلى رمضان القادم إن كان في العمر بقية إن شاء الله وترى ثمرات رمضان هذه تتحقق في نفسك! فإن أمر النفس لشاق يحتاج إلى مجاهدة عظيمة ولا بد أن تعاملها معاملة الشريك الشحيح! ولتعلم أن الزمن يفنى ويمضي، ورمضان هذا لن يعود أبداً والله حي لا يموت ،فحاسب نفسك في هذه الدار هنا أهون من هناك! تعيش هنا في خوف وتحذر الآخرة وهناك بإذن الله عندما تضع أول قدم في الجنة فإن كل ذلك سينتهي ويبدأ نعيم لن ينتهي أبدًا!.

والحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهمَّ وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

#إنَّا لِّلَّه مَلِيكُنا ".