*(أمُّ ورقة الأنصارية -رضي الله عنها-)*🌿
 

*الصحابيّة الشّهيدة الجامعة للقراءات:*
*(أمُّ ورقة الأنصارية -رضي الله عنها-)*🌿
______________________________

‏‎أم ورقة الأنصارية واحدةٌ من نساء الأنصار اللاتي سطرن أروع الصفحات في تاريخ الإسلام، أسلمت مع السّابقات، وبايعت رسول الله ﷺ ورَوت عنه.
‏‎كانت من فواضل نساء عصرها، ومن كرائم نساء المسلمين!

نشأت على حبِّ كتاب الله تعالى، وراحت تقرأ آياته آناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات؛ فجمعت القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه، كما كانت قارئة مجيدة للقرآن، واشتهرت بكثرة الصلاة وحسن العبادة.

حفظت القرآن كاملًا بالقراءات، وكان صوتُها جميلًا، فأمرها النبيُّ ﷺ أن تَؤُمَّ أهلَ دارِها في بيتِها.
قال ابن قدامة في المُغني في حكم إمامة المرأة: ولو قُدّر ثبوت ذلك لأمِّ ورقة -أي إمامتها للرِّجال من أهل بيتها أيضًا- لكان خاصًا لها..
ذُكر أنها كانت عزباء، لم تتزوج..

ألحَّت على النبي ﷺ أن تخرجَ معه يوم بدر لمداواة الجرحى، لعلها تنال الشهادة، فقال لها: "*يا أمَّ ورقة قرَّي في بيتك فإن الله سيهدي إليكِ شهادة في بيتك*".
‏وكان النبي ﷺ كلَّما همَّ بزيارتها يقول: "*انطلقوا بنا نزور الشهيدة*"، فنالت شرف هذا اللقب وهي حيَّة تُرزق يخاطبها به رسول الله ﷺ!

بعد وفاة النبي ﷺ، شاركتْ في جمعِ القرآن في عهد أبي بكر الصديق بما تحفظه من القراءات، فكانت من أصحاب الفضل الذين حفظوا لنا القراءات التي نقرأ بها اليوم -بعد حفظ الله ابتداء-.

‏وفي زمن عمر كان يمرُّ عليها يسمعها تقرأ القرآن وترتِّله بصوتها الشجيّ، فيقول: *"هذا صوت خالتي أمُّ ورقة".*

وكانت قد اتخذَتْ غلامًا وجاريةً لخدمتها، ووعدتهما بالعتق بعد وفاتها، فاستعجلا ذلك، فقاما إليها في ليلةٍ وهي نائمة، فخنقوها بقطعة قطيفة حتى اختنقت رضوان الله عليها؛ فماتت.
‏فقام الفاروق صباح الغد، وقال: "*والله ما سمعتُ قراءة خالتي أم ورقة البارحة*"، فدخل عليها، فإذا هي مقتولة.
فأسرع إلى المنبر وأعلن الخبر، فقيل: إنَّ الجاريةَ والغلامَ هربا، فقال: عَلَيَّ بهما، فسيقا إليه، فسألهما فأقرَّا بقتلها، فأمر بصلبهما، فكانا أولَ مُصلوبين في المدينة النبويَّة.
‏قال عمر رضي الله عنه: صدق رسول الله ﷺ، *كان يقول: "انطلقوا نزور الشهيدة!*".
-أخرجها أبو داوود في السنن، والطبراني في المعجم الكبير.

فرحم الله تعالى الصحابية الأنصارية، والشهيدة العابدة، ورضي عنها وأرضاها.