04-15-2025, 06:00 AM
|
#1 |
| *تحسين العلاقة بالله سبحانه* لو مَلَكَ الإنسانُ من الامكانيات والماديات ما ملك، فستبقى روحهُ محتاجةٌ إلى قوةٍ عُليا تُسنِدُها، والى نورٍ صادقٍ يهديها، وإلى طُمأنينةٍ وسكينةٍ تُأَمّنُها، ولن يكون ذلك إلا في قوة الصّلةِ والارتباطِ بالله، ودوام الاعتصامِ والتّعلقِ به جلّ في علاه، وهذا ما تُثمرهُ العباداتُ والطاعاتُ بمختلف أنواعها، وهذا هو جوهرُ الدين؛ وأساسُ الإيمان، إنها صِلةُ الروحِ بربها، وقوةُ علاقتها بخالقها، وبقدر ما تقوى هذه الصلةُ يعيشُ الأنسانُ في سعادةٍ واستقامةٍ وهُدى.. ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾ [البقرة:255]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه:124].. فالعلاقةُ مع اللهِ جلّ وعلا هي أهمُّ ما يجبُ على العبد أن يهتمَّ بإصلاحها وتقويتها، فبصلاحها يصلحُ كلُّ شيء، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون ﴾ [الأعراف:96]..
وحين يعلمُ المسلمُ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا معهُ على الدّوام، وأنه عالمٌ بأحواله كلها، لا يخفى عليهِ منهُ خافية، إن تحركَ أبصره، وإن تكلمَ سمعه، وإن تحدثَ بينه وبين نفسه علمه، فهو سبحانه وبحمده: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور ﴾ [غافر:19].. ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين ﴾ [الأنعام:59]، ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير ﴾ [الحديد:4]، فحينما يوقنُ المؤمنُ بهذه الحقيقة الكبرى، فسيراقبُ ربهُ ويخشاه، ويلتزمُ بما يحبهُ اللهُ ويرضاه، وتلك هي التّقوى.. ففي صحيح مُسلم: قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أَجْسَامِكُمْ ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ".. وفي الحديث الصحيح: "التَّقْوَى هَاهُنا"، وأشارَ صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وفي محكم التنزيل: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]، فمهما تشعبت بك الحياة، وكثرت انشغالاتك، فلا تنسَ الاهتمامَ بعلاقتك مع الله، تعاهدها كأعظمِ شيءٍ تهتمُ به وتخافُ عليه، حافظ عليها كما تحافظُ على روحك وأشدّ؛ لأنك بها تُدرك كلُّ شيء، وبدونها أنت لا شيء.. فإيّاك أيّها الموفق، أن تُقدِّمَ على علاقتك مع الله شيئًا آخر، اجعلها هي حبلُك المتين، ورُكنُك الركين، وعُروتُك الوثقى، واحرص ألَّا تكونَ صِلتك به صِلةً مؤقتة، فتستقيمَ في المواسم فقط، أو عند الشدائدِ والأزمات فقط، ثم تنساهُ في حال الرخاء، فاللهُ دائمٌ وباقٍ، وليس لك غنىً عنهُ طرفةَ عين.. والمُسلِمُ الحقُّ يبقى على الدوام مُستمسكًا بإسلامه، مُلتزمًا بتعاليم شرعة، لا يُرِيدُ إِلاَّ مَا عِندَ اللهِ والدار الآخرة: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴾
*صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه*
*jpsdk hgughrm fhggi sfphki* jpsdk sfphki |
| |