منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   كيف انتهى الطوفان؟ (http://www.binybohair.com/vb/binybohair5584/)

abuzeed 06-27-2009 01:11 AM

كيف انتهى الطوفان؟
 

قال تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) هود.
كيف! ستبلع الأرض الماء الذي غطى الأرض بارتفاع كيلو مترات حتى غطى الجبال؟
وكيف ستفعل أيضا بالماء الزائد فوق المحيطات وله نفس الارتفاع وثلاثة أضعاف ما على اليابسة أو أكثر؟
ولماذا لم يسبق الأمر إلى السماء بأن تقلع قبل الأمر للأرض بالبلع حتى تسهل عليها مهمتها؟
وهل ستعود الأرض إلى وضعها قبل الطوفان؟
ولو حدث ذلك فماذا تحقق من الطوفان غير هلاك قوم نوح ومعظم ما على الأرض وكثير مما في البحار؟ لاشك في أن الأرض بلعت الماء بطريقة أخرى.. لقد فتحت فمها بكل الاتجاهات واندفعت أطرافها بابتعاد عن مركزها جهة الفضاء نتيجة حتمية لفوران التنور والضغط الهائل من باطنها على قشرتها وامتدت
الأرض، وكلما زاد مدها زاد سطحها وقل ارتفاع الماء على ظهرها.. حتى برزت رؤوس الجبال وأخذت معالم الأرض تعود من جديد، وفي حركة أخيرة لهذا المد لإحداث التوازن في قشرة الأرض تندفع القارات أكثر مظهرة المحيطات أكثر عمقا ومسرعة لانحسار الماء عن اليابسة.
قال تعالى: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ (44) هود،
وبذلك انتهى الطوفان.. هذا الحدث العظيم.
- إن كلمة ابلعي التي جاءت في الآية لتدل على كيفية انتهاء الطوفان فبلع في اللغة للشيء: جرعه؛
ويكون هذا الجرع سهلا ولا يؤثر على فاعله.
فيسمى الرجل الأكول: البلعة لكثرة أكله دون أن يحدث له ضيقا.
والبالوعة والبلاعة ثقب يعد لتصريف الماء فلا يظهر عليه عظم على كثرة مرور الماء فيه.
ويقال: إناء بلوع: واسع يبتلع ما يلقى فيه،
فيفهم من هذا أن الأمر جاء للأرض للاتساع حتى يضيق ما عليها من الماء الزائد فيرى قليلا بعد أن أصبح عظيما.
وشيء من الماء سيعود إلى جوفها عبر الشقوق التي حدثت فيها.
- "ويا سماء أقلعي": فكلمة السماء في القرآن أطلقت في عدة مواضع على ما يسمى بالغلاف الغازي،
أو جزء منه، أو ما قرب منه إلى الأرض؛ الذي يوجد فيه السحب وينزل منه المطر؛
قال تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) نوح.
وقال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) سورة النحل.
وقال تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) الطور.
وقال تعالى: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم.
- أما القلع فيفيد خلع الشيء ونزعه من أصله بقوة،
وأقلع عن العمل: كف عنه دون قصد العودة إليه.
وقلع السن والضرس: خلعة من مكانة؛ ولا يمكن رده لمكانة مرة أخرى بعد قلعه.
والقلاعة: القطعة التي تنكسر من الصخرة؛ فلا يمكن إعادة لصقها بموضعها.
ولو أريد الأمر للسماء بالتوقف عن المطر (أقلعي)؛ لما عادت إلى الإمطار أبدا.. ولكن المراد والله أعلم بأن ترحل عن مكانها استجابة لتوسع الأرض إلى الخارج في مكان جديد أبعد عن مركز الأرض، وتم بذلك قلعها، ولهذا سبق الأمر بالبلع قبل القلع؛ لأن القلع ترتب على فعل البلع.
وبفعل الأرض في بلع الماء، وإقلاع السماء، تم نقصان الماء، وذهاب الزائد منه: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ).
- "وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ"؛ لننظر إلى معاني الاستواء الواردة في القران
قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) الأعلى، أي أتم الخلق وأكمله.
وقال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) القصص، تم واكتمل جسمه وعقله.
وقال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) فاطر، ليس للأول من تمام الصفات وكمالها ما للثاني.
وقال تعالى: (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) المؤمنون، أي تم لكم الصعود عليها واكتمل عددكم فيها، وليس العبرة في أن يكونوا واقفين على ظهر السفينة أو جالسين في بطنها.
وقال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) الفرقان، أقبل عليها لإتمامها وإكمالها سبع سموات.
وقال تعالى: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) الزخرف،
تفيد الاعتلاء على ظهره، وهذا من تمام النعمة وكمالها، مقارنة مع من حرم هذه النعمة في سفره أو عمله. فالاستواء في أخص معانيه يفيد التمام والكمال، والتهيئة لما بعده، وهذا يفهم أن الاستواء كان للأرض وليس للسفينة، أي تمت وكملت بعد الطوفان على أحسن وجه (على الجودي)، وأصبحت مهيئة لأن تجود بالخيرات، والياء في الجودي ياء النسبة إلى الشيء؛ أي إلى الجود؛ وهو غاية الحسن والكمال والتمام للشيء، والمعروف أنه ليس بمقدور السفينة أن ترسو على جبل، وتقف عليه، فإن اسم الجبل واضح؛ إذ هو ليس ببحيرة، ولا أرض سهلة، وصفته معروفه، ولو حدث هذا لتحطمت، وهلك من فيها،
والأمر الطبيعي أن تبقى السفينة في الماء حتى ينتهي الطوفان، وتهدأ الأرض.
لذلك جاء الأمر بالهبوط من السفينة بعد أربع آيات من الآية السابقة؛
قال تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود.

</b></i>

ابورزان 06-27-2009 01:24 AM

رد: كيف انتهى الطوفان؟
 


جزيت خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك


abuzeed 06-27-2009 01:49 AM

رد: كيف انتهى الطوفان؟
 
شكرا لمرورك اخي ابو رزان


الساعة الآن 08:37 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75