👈قال الله تعالى، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، ثم اعلموا - رعاكم الله - أن الله عزَّ وجلَّ دعا عباده في كتابه إلى تحصيل الأموال الطيبة والمكاسب النافعة، وحذرهم جلَّ وعلا من المكاسب الخبيثة الفاسدة وأحلَّ لهم الطيبات، وحرَّم عليهم الخبائث، وهذا التحليل والتحريم عباد الله فيه زكاء الناس وصلاحهم، وطيب معاشهم واجتماع أمرهم وزوال الشّرور عنهم، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، والمنافع العميمة، التي تترتب على طاعة العباد لله، فيما أحلَّ لهم وفيما حرَّم عليهم.
👈وإن مما حرَّم الله تبارك وتعالى على عباده، بل هو من عظيم المحرمات وكبير الموبقات، ويوجب سخط الربّ سبحانه وغضبه الرَّبَا، الرَّبَا 👈محرم في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأجمعت الأمة على تحريمه، وهو محرم في جميع الشرائع المنـزّلة قبل شرع محمد عليه الصلاة والسلام.
والربا - حرمه الله تبارك وتعالى على عباده لعظم خطره وكبير ضرره، ولما يجلبه للناس من العواقب الوخيمة، والأضرار الأليمة في الدنيا والآخرة، وقد جاءت - عباد الله - في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أدلة كثيرة تدلُّ على حرمة
الربا وعظيم خطره على الناس في الدنيا والآخرة، وجاءت هذه الأدلة مبينة لتنوع العقوبات للمرابين العقوبات المعجَّلة والعقوبات المؤجَّلة، ومما ورد في
الربا - عباد الله - من العقوبات ما ذكره الله جلَّ وعلا أن المرابي يقوم من قبره يوم القيامة إلى البعث والنشور، والجزاء والحساب، يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يبعث المرابي يوم القيامة كالمجنون الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، وذلك في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275]، فهذه حال المرابي حينما يقوم من قبره إلى الجزاء والحساب ولقاء الله تبارك وتعالى على ما قدَّم في هذه الحياة.
ومال الرِّبا - مالٌ ممحوق البركة لا خير فيه ولا منفعة، بل فيه المضرة على صاحبه في الدّنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]، وتأمَّل هذه الآية ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 276] ، فالربا وإن كثر وتعدَّد في أيدي أصحابه إلا أنه مال قد محقت بركته وزالت عنه منفعته، عقابا للمرابي على مراباته.
👈والمرابي - محارب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله جلَّ وعلا ﴿ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 279]، يقول الله جلَّ وعلا: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 279]، فوصف جلَّ وعلا المرابي بأنه محارب لله ولرسوله، وهنا يتأمل المرابي هذه الحال الشنيعة والصفة الفظيعة، التي تبوَّأها بمراباته وبأكله للربا، بأن أصبح في هذا المقام وفي هذه الحال والعياذ بالله، بأن وُصف في القرآن بأنه محارب لله ولرسوله
*صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه*
*سبحان الله 🌾 الحمدلله 🌾لا إله إلا الله 🌾الله اكبر*.
hgjp`dv lk hgvfh