#لغة_الصمت
تُعَدُّ لغة
الصمت أَسمى لغاتِ التغافُل الذي هو من أعلى وأرقى شِيَم الكِرام في زماننا ؛ إذ من أراد أن يحافظ على مودة أصحابه وأحبَّائه ، فلا بُدَّ أن يتغافل عن زلَّاتهم ، وليس هناك وسيلةٌ حينها إلا لغة
الصمت من أجل بقاء بيت الوُدِّ ، فمن لم يكن الصمتُ وطنَه ، كانت الحسرة في كثير من أموره.
وها أنا أخبر عن حال بعض أصحابي : أناس يفضلون الحياة الهادئة ، ويجلسون في الزوايا البعيدة ، ويبتعدون عن المظاهر الصاخبة ، ويُطيلون الصَّمْتَ ، ويتفنَّنُون في السكوت ، ويُطيلون النظر في الطبيعة ، ويستمعون أكثر مما يتكلَّمُون ، ويحرصون على تدوين أفكارهم ، وكتابة خواطرهم ، فإنسان هذا شأنه يتَّخِذ
الصمت زادًا له في هذا الزمان ، فهو صامتٌ سواء أكان ناجحًا أم فاشلًا ، صامت فرحًا أم حزينًا ، صامت قويًّا أم ضعيفًا ، صامت منتصرًا أم مهزومًا ، صامت قَلِقًا أم مستقرًّا ، صامت معه الحق أم عليه ، فهو صامت دائمًا دائمًا.
ويُوصَف دائمًا صاحبي وأصحابه من أهل التفكير وأرباب
الصمت وأصحاب السكون بالجنون ؛ لكن بعد تأمُّل حالهم ، ومعرفة حقيقة أمرهم نجدهم عظماء ؛ لأن كثرة تفكيرهم وطول صمتهم ينمُّ عن كثرة علم وتفكير وإنجاز ، وواقعهم يشهد لنا بأنهم إن فكَّرُوا ، أنجزوا لنا ، وإن صمتوا علَّمُونا.
وفي حقيقة الأمر قد لا يملك الشخص منَّا إلا
الصمت ليُصارع به أهل الحقد والحسد ، فالحمد لله الذي جعل
الصمت راحةً للعقلاء ، وغيظًا للجُهلاء ، فلا تحزن يا صديقي من أفعالهم ؛ ولكن التزم
الصمت لأجلهم.
وأخيرًا ، اختبأ صاحبي كثيرًا خلف جدار الصَّمْت ، فهل سيصمُد الجدار كثيرًا؟!
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
gym hgwlj