![]() |
سلسلة الأمثال في القرآن الكريم *سلسلة٠٠٠٠٠٠* *▪️الأمثال فى القرآن الكريم (١٠)▪️* قال تعالى : *(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ*) [سورة البقرة:275]. *لما ذكر تعالى الأبرار المؤدين النفقات، المخرجين الزكوات المتفضلين بالبر والصدقات لذوي الحاجات والقرابات في جميع الأحوال والأوقات٠٠٠* *شرع سبحانه في ذكر أكلة الربا وأموال الناس بالباطل وأنواع الشبهات، فأخبر عنهم يوم خروجهم من قبورهم وقيامهم منها إلى بعثهم ونشورهم٠٠٠* فقال عز وجل : *(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ*) *أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه، وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً يتخبط يُمنه ويسرا٠٠٠* *ونلاحظ أن ٠٠٠ الله سبحانه وتعالى بٓينٌ لنا أن الناس أقساماً في التعامل مع المال٠٠٠٠* *الأول:* المنفق ماله في وجوه الخير قربة إلى الله تعالى وابتغاء رضوانه٠٠٠. *الثاني:* الممسك ماله بخلاً وشحاً. *الثالث* المنفق ماله رئا الناس٠٠ *الرابع:* المتسلط على أموال الناس بغير حق، وهؤلاء هم أكلة أموال اليتامى و أكلة الربا(موضوعنا اليوم ) اللذين يقومون من قبورهم يوم القيامة يتخبطون مثل المصروعين٠٠٠ *واختلف المفسرين في السبب الذي لأجله ذكر الله قيامهم من القبور بهذه الهيئة المنكرة الواردة في قوله سبحانه: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا)* *فذهب بعض المفسرين إلى أن السبب لهذه العقوبة هو أكلهم الربا، كما يدل عليه ظاهر الآية وصدرها٠٠٠* *وذهب فريق آخر من المفسرين إلى أن هذه العقوبة جعلت لمن كان مستحلاً للربا كما يدل عليه ما بعده وهو قوله: (بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا)* *👌والصواب هو للآكل والمستحل✌️إى لهذا وذاك ٠٠٠٠* العقوبة لكل من اكل الربا ومن استحلها وقال إنها مثل البيع ٠٠ لأن لفظ الآية جاء بصيغة العموم (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا) لأن "الذين" اسم موصول يفيد العموم- فهو يصدق على *الآكل والمستحل٠٠٠* ولذلك الله سبحانه وتعالى لما توعد الذين يأكلون أموال اليتامى، أراد من تصرف فيه بأي لون من التصرف الذي ينتفع به، ولذلك فكل من قال: إنما البيع مثل الربا، أو أنه عصب الاقتصاد، ولا يقوم اقتصاد العالم إلا به، فهذا يكفر بكلامه *هذا كفراً أكبر* يخرج به من الملة. *وبعضهم يأكل الربا طمعاً أو حباً للمال أو تغلبه نفسه عليه فهذا أيضاً ممن يشمله الوعيد في الآية٠٠٠* *فالحاصل والله اعلم ٠٠٠ أن آية الربا هذه منعت من أن يتعاطى أحد شيئاً من الأموال الربوية وجاءت كرد على هؤلاء المشركين الذي لم ينقادوا لهذا الحكم الآلهى بتحريم التعامل بالربا ، ولم يستسلموا أو يذعنوا له٠٠٠*. وقوله تعالى: *(وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)* هذا من تمام الكلام رداً عليهم، أي على ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكماً، وهو العليم الحكيم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها الطفل. فهم قالوا: إنما البيع مثل الربا، فرد الله عز وجل عليهم بأنه أحل البيع وحرم الربا. *ويستفاد من هذا الرد فائدة عظيمة٠٠٠* وهي أنه لا يجب عند الرد على المبطلين وأصحاب الشبهات والمعترضين أن يكون مشتملاً على الدلائل العقلية المقنعة لمن لا ينقاد للوحي، وإن كانت المناظرة بدلائل العقل والحس مما يخضع لها المعاند للحق غير المؤمن به، والله أعلم." ولهذا قال: *(فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ*) أي من بلغه نهي الله عن الربا، فانتهى حال وصول الشرع إليه فله ما سلف من المعاملة، لقوله: عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف٠٠٠ ثم قال الله تعالى: *(وَمَنْ عَادَ)* أي عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغ نهي الله له عنه. الحافظ ابن كثير -رحمه الله- فسر العود بالفعل، لكن الآية تحتمل معنى آخر وهو الاستحلال أي عاد إلى ما ذكر من الاستحلال(يعنى قال الربا مثل البيع) بعد ما بين الله حكم الربا والوعيد المنتظر لمن كان مستحلاً له متعاملاً به، فإنه من أصحاب النار يخلد فيها خلود الكفار؛ لأنه من جملتهم، قال سبحانه:*( وَمَنْ عَادَفَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)* *فقد استوجب العقوبة وقامت عليه الحجة، ولهذا قال: (فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.)* خالدون تدل على الصحبة: تعني الملازمة للشيء، فهم ملازمون للنار لا يخرجون منها ولا نجاة لهم من عذابها، وهذه الآية من نصوص الوعيد التي تُمرر كما جاءت ولا يتعرض لها بتأويل أو تفسير٠٠٠ وبعضهم قال: إن المقصود بالخلود في الآية هو البقاء مدة طويلة؛ إذ العرب تسميه خلوداً، والله اعلم *الخلاصة٠٠* أكل الربا من كبائر الذنوب وصاحبها مُخلد فى النار ويُبعث يوم القيامة يتخبط مثل المصروع الذى عليه مس من الشيطان سواء كان أكل الربا طمعاً غير مستحل لها أو احلها وانكر حُرمتها٠٠٠ وزد على ذلك أن من احل الربا وانكر تحريمه فهو كافر خارج من الملة لانه أنكر شيئاً معلوم من الدين بالضرورة وحكم شرعى واضح بنص الكتاب٠٠٠٠ 🌷🌷🌷 |
الساعة الآن 12:36 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن