منتديات بني بحير بلقرن - بالقلم البحيري

بحثت جاهداً عن قسم الخواطر في منتدانا ولكن لم أجده ..فقلت ليس أمامي إلآ ان أضع مخطوطتي هذي في القسم ( العام ) بصرحة هذه الخاطرة كتبتها قبل سنتين تقريباً ووجدتها في جوال أحد الأصدقاء ..وأستغربت طولها ..وتسائلت هل أنا من كتبها فعلاً..؟

ولكن بعد ما قرأت بدايتها إيقنت أنه أنا من كتبها وأعوذ بالله من (أنا) ..

كتبتها،, في 14 أغسطس 2007

((حرب الظلام))

في حدود الساعة الواحده والنصف بعد منتصف الليل ,,
بدأت كعادتي بغرس حراب قلمي في صدر أوراقي, وسالت الأحبار التي ستخط معاناتي, واسترسلت أفكاري وقاربت على النزول كل واحده منها مثقلة بما فيها, فتساقطت على أسطري في زحام .< <دقيقة من فضلك, بدأ نور شمعتي بالخفتان والتلاشي, وأنني لا أرى سوى حركات يدي , فلا تلمني أن أخطأت يا أخي>>
الظلام بدأ يحاصر شمعتي, وبدأت شمعتي تدافع عن نفسها باجتهاد, ولكن جيوش الظلام قاهرة وجرارة, بدأ نورها يصل إلى أوراقي ثم يعود هاربا" لمجابهة الظلام, (وفيةً ) تلك الشمعه تريد أن تنير لي أوراقي, وتبقى لكي تسامرني لليلي,
< < سأدخل يدي في جيبي لأن هاتفي الموضوع على الوضع الصامت بدأ بالإهتزاز هناك>> مكالمة من رقمٍ غريب لا أعرفه, ولكن الأرقام الغريبه لا تستهويني, أنا في حيرة هل أرد أم أتجاهل هذا الإتصال,
قررت (الرد) بعد أن أطلت في التفكير,
بدأ المتصل بتشغيل مقطع موسيقي, وبعد دقيقة .
قال : السلام عليكم .
فقلت : وعليكم من الله مثل ماقلتم .
فقال : كيف حالك يا (علي) .
فقلت : علي ! هل أنت تعرفني .
فقال : لا لا . بل .
فقلت : بل ماذا ! يا أيها الفاضل .
فقال : لا عليك لا عليك, الأهم من ذلك, كيف صحتك وأخبارك .
فقلت : الحمد الله أنني في نعمه, وصحتي في خير, وأخباري تسر من يسأل عنها .
فقال : كيف حال الاخوان والأصدقاء والأحباب .
فقلت : في نعمة الله يرفلون . وبحمد الله يلهجون..
فقال : بعد أن سألنا عن أحوالك . سأطرق أبوابك بمطلب ! .
فقلت : أبشر اخي! بما تستطيع مده يدي..
فقال : هل أنت متأكد من كلامك, أم أنك ستخيب ظني فيك, وأريدك توافق على مطلبي في هذه الليلة ولا تؤخرني,
فبدأت أضحك على رده,
وقلت : أسمع يا صاحبي لقد طبقت على نفسك القول العامي ( طرار ويتشرط )..
فأقفل الخط في وجهي .
فوضعت جهازي على ميسرة طاولتي
وضحكاتي بدأت تتسلل الى كهوف الهدوء بهدوء..
عدت إلى شمعتي الذائبه من سهام الظلام وضربات جيوشه, وبدأت إنارة هاتفي تتلاشى . أظلمت مكتبتي بظلاما" أيقض سواكني الهادئة, سأقوم لأبحث عن شمعه آخرى لكي تواصل حرب الظلام, وقفت على قدماي لكي أذهب, ولكني عاود الجلوس على مكتبي بعد ما أنارت (رسالة" جديدة") هاتفي وعتمتي,
حضنت أصابعي هاتفي, وقامت بفتح أسواره, ودخلت على الرسالة, فإذا بالرقم الذي أتصل بي سابقا" يتربع على أعتاب الصندوق الوارد محملا" برسالة, فبادرت يدي بفتح الرساله, وقرأت مايلي نصه < < أخي العزيز (علي) . لأنني أحبك آثرت عدم الرد عليك . ولأنك مستعجل في ردودك جرحت قلب أخيك >> ,,
وضعت الهاتفي مكانه, وأتجهت إلى ماكنت أنوي أحضاره,
وعند خروجي من مكتبتي أشعلت الإنارة التي لا أحب مسامرتها, بعكس الشموع التي تجفف الدموع, دخلت الغرفة وبحثت عن الشموع حتى وجدتها وأخذت أثنتين,
فدخلت مكتبتي في عجل وأشعلتهما بعد أن أطفأت الإنارة, وبدأت المناوشات والمبارزات بين الظلام والشموع, وأما أنا أخذت هاتفي وقمت بمراجعة الرسالة, وعندما فهمت مغزاها أرسلت لهُ ردي وكان كالآتي :< < أخي قد طرقت أبواب قلبي برسالتك, وأنني وربي قد أشرعت أبوابه على مصراعيها, وأن كنت أستعجلت في ردي أو أسأت الأدب معك, فأنت أبو المكارم فاقبل أعتذاري,>> فقوست الرسالة وأرسلتها,
عاود الكتابه ولكن كانت عيناي كل واحدة في جهه, اليمنى على أوراقي واليسرى على هاتفي تترقب الرد الذي سيأتي., بدأ النعاس يغازل مقلتاي, ويسدل الستار على أذناي, ويسلب قوتي من أطرافي, ويطأطئ رأسي, وحاجباي تروح وتأتي كشبابيك بيتٍ مهجور , سقطت هامتي على مكتبي, وأحكم النوم بلجام عقلي وأناخه, فابحرت في عالمي الثاني, سجادة الأحلام قطاري, والصباح محطتي , فإذا بي أسمع دوي أهتزاز هاتفي, فقمت بربكه وفجعه, قمت في ظلام حالك منتصرا" على شموعي, وإنارة هاتفي كالبرق في الفلاتي, فأمسكت يدي به, وسقط منها, وأختفى النور بعد أن تفكك من شدة أرتطامه بأرضية مكتبي . بدأت يداي تبحث عن مفتاح الإنارة, تعلو تارة وتهبط تارة, حتى تحسست مكانه, فوضعت يدي على المفتاح وأنرت ظلمتي, أتجهت إلى هاتفي المتجزئ بعد أن كان كتله واحده, بطارية هناك, وشريحه هنا, فقمت بجمعه من جديد , وعندما قمت بتشغيله جاءتني رسالة, ففتحتها في عجل, فإذا بذاك الرقم يرسل رسالة , مضمونها الآتي: < <(علي) قد شبهتني بذلك التشبيه وقبلته لحبي لك, وآثرت عدم الإجابة للسبب نفسه..وأرسلت لي أعتذارك وأرد أن أتصل عليك لكي أشكرك وأخبرك من أكون, ولكنك صدمتني عندما أقفلت هاتفك في وجهي, وكأنني أنا من أخطأ في حقك, هل هذه طباعك, ولكنني أعرفك هذا ليس أنت بل غيرك, وفي النهاية لك عزائي في صداقتنا >>
غريب أمر هذا الصديق أنا بخطأ غير متعمد, وبسبب سقوط هاتفي أقفلت في وجهه, وهو يتعمد أقفل الخط في وجهي وأنا أطلب وده ورضاءه,
سأترك كل هذه الأمور السخيفة, وسأحاول أن أنسى أو أتناسى حتى أستطيع الكتابه, كعادتي سأذهب للبحث عن شمعه آخرى لكي تسامرني ما بقي من لليلي, (أحضرتها) وبدأت في التفكير بعد ما أشعلتها,
ماذا عساني أن أكتب, فكري مشدود مما حصل معي, همي أستقر بين حناياي مجاورا" غمي, مسكت ريشتي وقلت سأرسم هذه الليلة, وأريح قلمي من الكتابه, بدأت ريشتي تداعب أطراف لوحتي, رسمت دمعه مسكوبه من عين مفارق, وعلى جبين العين تبدو قطرات العرق, ورموش العين تحترق, ودخان الرموش لسماء قد خرق, وشمسُ نورها على الموعد شرق. والدمعة تسقط على أغصان مجرده من الورق, وتحت الغصان قلبي في الدمع غرق, ولإبواب الحزن قد طرق.. دقيقه هذه الرسمه جميله . سأحتفظ بها لأن جيوش فكري أسمع صهيلها على مشارف الخروج, سأعيد ريشتي إلى غمادها, أنطلقت أصابعه نحو قلمي حملته وكأني به طفلا" جائعاً يريد أن يقتات من فكري, أوراقي مشدوده, وشموعي أنوارها محدوده, فرشت أوراقي أمامي, وقلمي يصف عليها كلامي,
سأكتب العنوان, بجميل الألوان,
(من على شباك حبي)
من على شباك حبي أنثر مد بصري على بساط الحياة النيرة, وأمامي بحر الأشواق يلاطم صفحاتي , وعلى يميني تبدو ساحة منزلي المهجور, الظلام خلفي, ولا نور غير نور القمر الذي وضع عينه في عيني, آهاتي تنادي في صدى صمتي, وصدى صمتي يردد ندائي, كواكبي في السماء ثمانية , روحها, وشعرها, وخدها, ومقلتاها, وبسمة شفاها, ورمشها, وسحرها, وخجلها, كل كواكبي ترسم صورتها, أصبحت السماء مزينه بها, خلفي تبدو أصوات سكون الليل, وأمامي ساحرتي خطفت مني قلبي والحيل, وما فتنني إلى بسمة الثغر الخجول
التى خطفت مني ومن غير العقول
مرجانه, بل لؤلؤه, بل وربي هي شمس لليلي, وعذاب جوفي, وناري التي عذبت فيها في حياتي, جاء النوم عدو سهري, وسحب قلمي من أكفي, ورمى بي على عارضة شباكي, ثم نمت بطريقة العشاق, يداي خارج النافذة, وجسدي داخل غرفتي, وبقي القمر ساهرا" يحرسني, والسماء تغطيني, وأوراقي في حضني, وشمعتي قد طأطأت رأسها مثلي, خسرنا ياشمعتي حرب الظلام, ولكن أوعدك بفن الأنتقام, نامي يا شمعتي وأنا سأنام,

أنتهت لليلتي.