التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ)
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)       :: من هو المحظوظ ؟ (آخر رد :الرهيب)      



منتدى بني بحير بلقرن للقصص والروايات يختص بامور القصص و الروايات

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

«أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

«أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى).... « قال الراوي: تزوجت قبل عشرين عاما....فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة.... وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة.....حتى وقع الاختيار على

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 08-21-2009, 03:17 PM   #1
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

«أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى).... «
قال الراوي:
تزوجت قبل عشرين عاما....فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة....
وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة.....حتى وقع الاختيار على تلك الفتاة....
فتاة جميلة متعلمة متدينة خلوقة من أسرة طيبة....ولا غرو في ذلك الاختيار ولا غضاضة...
فالوالدة يرحمها الله كانت على شرط الإمام البخاري في الاختيار....
لن أطيل....تمت الخطبة وعقد النكاح وتجهيز بيت الزوجية والدخول خلال أربعة أشهر....
والتحقت برابطة المتزوجين....وصرت أنظر نظرة غريبة إلى بقايا العزاب من أصدقائي...نظرة تغلب عليها
الشفقة وأحياناً الاعتزاز بالنفس أكثر مما يجب...ولا أقول العجب أو الخيلاء....
كنت حينها في أوائل العشرين....قد أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بركب المعلمين....
وكذلك صنعت زوجتي المصون فقد عملت في حقل التعليم هي الأخرى.....
بدأت حياتنا الزوجية سعيدة فريدة تختال بين المنتزهات والرحلات....وتميس بين الولائم والدعوات....
أيام خلت وأيام رحلت.......ما أعذب تلك الأيام....ألا ليتها تعود يوماً....حين كانت همومي هماً....
واليوم فقد تشعبت بي الهموم....وهجمت عليَّ المهمات من كل طريق....
قابلت صديقا يوماً وقد تزوج قبلي بعدة سنوات....ولم يمض على زواجي سوى عدة أشهر....فقال لي:
هيه.....ألا تفكر في الزواج؟؟...
قلت:أنسيت أنني ما زلت عروساً(عريساً)....
قال:وماذا يعني هذا؟؟؟...وزيادة الخير خيران(خيرين)....
زيادة الخير خيرين....هذه الجملة غدت ناموس كثير من المعددين ومنهاج طوائف من المتزوجين.....
كما رأيت بعد وسمعت......
تركته بعد أن تبادلنا الأخبار السريعة....وعدت وأنا والله أفكر في كلام الرجل....
هل من المعقول أن يتزوج هذا الرجل على امرأته....وهل هو سعيد معها....
وهل يمكن وأنا أتقلب في مراتب السعادة ومجالس الهناء مع زوجتي أن أتزوج عليها؟؟؟؟....
لقد نظرت إليه نظرة اشمئزاز ونكير!!!!....وأنه متسرع بل متهور....لا يراعي مشاعر النساء...ولا يقيم وزناً
لبنات حواء!!!!....
أما صديقي فقد تزوج بالفعل بامرأة أخرى...وقامت بينه وبين زوجته الأولى معارك وخصومات....طال
أمدها....واستعرَّ لهيبها....
أما أنا فقد عدت إلى زوجتي الحبيبة أضمها وأقبلها....وكأني أحاول التكفير عن لقائي بذلك الصديق الذي
لم يقدر لزوجته قدرها....ولم يعرف لها حقها.....
مرت سنتان....ونحن على أحسن حال....تفاهم وتودد....آآآآآآآه......ما أجمل تودد النساء...وما أطيبه....
لم يكن يعكر صفو ذلك العيش سوى تحرشات الحماة بين الفينة والأخرى....ولكن كانت زوجتي بحكمتها
ودرايتها بأمها تبطل مفعول تلك التحرشات....فإذا بها تتحول مع الأيام إلى باقة من الطرائف والنكات!!!
جاء الحمل الأول لزوجتي بعد هاتين السنتين الحلوتين العذبتين.......وبدأ الحلم الجميل الذي كنت
أعيشه يختفي قليلا قليلا....لقد كدت أطير في السماء فرحا ومرحا بهذا الحمل....ولم أعلم أن هذا الحمل
سوف يكون حِملاً جاثما فوق راحتي وسعادتي!!!!!....
بدأت تظهر علامات الحمل وأعراض الوحم....دوران وضعف وذهول.....قيء وإضراب عن الطعام
والشراب....
مطالبات غريبة بجلب بعض أنواع التربة والطين لتلتهمها الزوجة....صارت تعشق الكبريت(أعواد الثقاب)
وتستنشقه!!!
تقلب في المزاج....وتحول كبير مفاجئ حتى صار مزاجها حادا وتحولت إلى عصبية ثائرة....
وكانت تهدأ أحيانا وتعتذر وتبكي وأنا أمسح دمعتها وأدخل الطمئنينة إلى قلبها....وأحاول أن أعيد
السكون إلى نفسها....
طبعا...كنت شابا أكاد أنفجر حيوية وقوة ونشاطاً.....وقد حفظني ربي منذ كنت صغيرا....فنشأت
عفيفا شريفا....لا أمد عيني....ولا أتطلع إلى الحرام.....
زوجتي كانت تتأسف بلطف....إذا هدأت سورة غضبها....وأنا كنت أصبر وأرابط عند ثغر حملها لعل
الله يأتي بالفرج....وكنت في بعض الأحيان أكاد أتميز من الغيظ حين أنظر لحالي وكيف انقطع حلمي
الجميل....وأعقبه كابوس منغص أليم.....
مرت أيام الوحم وأنا بأسوأ حال....وكنت أستمع لقصص بعض زملائي في المدرسة وطرائفهم حول
الزواج من زوجة ثانية....فلم يعد لديَّ ذلك التحفظ القديم....
خفت الوطأة نوعا ما بعد زوال الوحم...ألا قاتل الله أيام الوحم....وأعان الله الزوج على ما سيناله من
تلك النقم!!!...
في الشهرين الآخيرين من الحمل استبد القلق والخوف بزوجتي...فهذا أول حمل..كانت خائفة متوترة.
وقد استغرقت مراجعات الطبيبة منا وقتا وجهدا وتفكيرا....
واقتربت ساعة الصفر...في ذات صباح قارس من أيام الشتاء الباردة....وكنت متدثرا بغطاء ثقيل...
فلم أرع إلا وزوجتي توقظني وهي تبكي وتتأوه.....هيا انهض.....
كانت تصرخ في السيارة وأنا أصبرها وأسليها....ولكن ضاع ذلك مع اشتداد موجات الطلق....
وطرق المولود المتتابع بعنف جدار الرحم يريد الخروج إلى هذه الحياة....
تمت الولادة بسلام....ورزقنا الله بغلام جميل.....وبعد يومين عدنا إلى عشنا الصغير...وقد حملنا حلمنا
الكبير...
من الطبيعي أن تنزل حماتي علينا في بيتنا ضيفة مهابة الجانب....مضيفة لنا في الحقيقة...تعتني بابنتها
ووليدها الصغير....
يا سادة......أنا شــــــــــــــــاب!!!!!.....هل فهمتم ما أعني.....
مكثت أعاني على بوابة الحرمان منذ أوائل الشهر التاسع....وهذه الأربعون قد كشرت عن أنيابها....
وصار كل يوم منها عقربا أو حية تلدغني فتجرح إحساسي ومشاعري واحتياجي....
وأما المولود الصغير فلم يشأ إلا أن يشارك هو أيضاً ببكائه وصراخه في أكثر الليل والنهار....
كنت في غاية الشوق والالتياع والوجد لزوجتي....وكانت منصرفة تماما إلى وليدها تحتضنه وترضعه
وتناغيه....
لا أخفيكم لقد تضايقت كثيرا....هل صرت أغار من هذا الطفل الصغير...إنه ابني وفلذة كبدي....
أحاول الاقتراب منها فأمسك بيدها....كيف أنت يا حبيبتي....لقد كدت أذوب شوقا إليك....فترد عليَّ
ببرود وفتور.....وتقول:انظرْ إليه إنه يشبهك تماماً....وكل من زارنا من الأقارب قال ذلك...
إنني في واد الحرمان والشوق والوجد والهيام والحب....
وهي في وادي الأمومة بفروعها والطفولة بأصولها....
فأعود كاسفا وأنا حزين!!!!!.....
مرت الأربعون.....وتهيأت زوجتي بعد رحيل النفاس....وتزينت.....وراودني شعوري الجميل يوم زُفت
لي ليلة العرس السعيد....
كنت كمن فقد الماء في صحراء أياما حتى كاد يهلك.....ثم وجد عينا من الماء العذب السلسبيل....
فاقام يشرب ويشرب دون انقطاع....
تحسنت الحال....ولكن الوليد الصغير ربما أفسد علينا فرحة اللقاء في كثير من الأحيان....
وكأن هناك من يقوم بتسليطه علينا!!!!...
وما أقبح الحال.....حين تقطع صرخات الأطفال وبكاؤهم لحظات الرومانسية والوصال.....
تغيرت زوجتي-حتى أكون منصفا-أكثر من خمسين بالمائة....وقل اهتمامها بي...وانصرف إلى طفلنا
الصغير...
كنت أتضايق وأغضب ولكن كنت أسلي نفسي بأن اهتمامها بابننا وفلذة كبدنا.....فلا ضير أن أحتمل
وأصطبر!!!...
ومرت سنتان أخريان....وأطل الحمل الثاني....فقعدت أفكر هل سأعاني مثل ما كنت في الأول أعاني....
حملت زوجتي ووضعت وليدها الثاني غلاما....بعد معاناة أليمة مريرة لها ولي...
وفي ليلة من ليالي النفاس الحالكة....حدث تغير هائل في حياتي!!!!!..... سوف أروي لكم ما حدث في الحلقة القادمة....

منقول للكاتب

:{أبو الحسين}:



المخرج
سعدالقرني



«H'df hg`;vdhj glu]]>>>hg.,[hj>>>>(hgpgrm hgH,gn)>>>> glu]]hg.,[hjhgpgrm hgH,gn




سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2009, 03:19 PM   #2
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثانية)....
في تلك الليلة الحالكة.....كنت أجلس مع أثنين من الأصدقاء جلسة أنس وسمر....
ما أطيب مجالس الأصدقاء....وما أجمل سمر الأصفياء....
خصوصا عندما تكون بعد وجبة عشاء لذيذة....حين يتكئ كل منا على أريكته....ونتجاذب أطراف الحديث في عدة شؤون....
وما شأن النساء منا ببعيد....ونحتسي أكوابا من الشاي الأخضر والأحمر على حد سواء.....
وأطيب من تلك المجالس جلسة نجوى وهوى مع عروس كالقمر....آآه.....ما أحلى تلك المجالس....
حين تنظر إليك غادتك بعينين ناعستين جميلتين فاترتين....تتبعها نصف ابتسامة.....
قال أحد الصديقين لي مازحا.....عندنا جارة مطلقة....وعندها ابن وبنت صغيران...جميلة لطيفة ظريفة....
وأما الجسم فلا تسلني عنه....
تقول أمي عنها:إنها ملكة جمال....وتاج حسن بين ربات الحجال!!!!!.....
ما رأيك يا عزيزي...يا صاحب النفاس....في الزواج بها؟؟؟؟؟؟؟......
قلت:أعد عليَّ ما ذكرته آنفاً.....فصاح على الفور قائلاً:هيـــــــــــــــــه....أنا أمزح فقط.....
ولكن رب مزاح أعقبه نكاح.....
كان كلام صديقي وإن كان خرج من مخرج المزاح وقد دخل به.....أشبه بالهزة التي توقظ النعسان حين تقع
السيارة التي يستقلها في حفرة متوسطة....
ركبت راحلة الإصرار....وأخذت بزمام الجد....وطلبت من زميلي....تفصيلات عن الموضوع يوافيني بها من
والدته....
وأيم الله إن فرائصي تكاد ترتعد....وقلبي يخفق رهبة ورغبة....وأضلاعي من الإقدام على مثل هذه
الخطوة الخطيرة تضطرب وتمور......
حاولت التجلد....وأظهرت مزيدا من الشجاعة....وعدم الاكتراث....وقد فغر كل من الصديقين فاهه...دهشة
واستغرابا....وحيرة وذهولا.....
وجاءني صاحبي يسعى بالمعلومات....أكبر مني بعام....وليس لديها مانع في الزواج من رجل عنده زوجة....
وأما ولداها....فسيأخذهما والدهما إلى المدينة التي يعيش بها....
وتعددت اللقاءات....وتكررت الواسطات....وضربنا موعدا للرؤية الشرعية....
وطلبت من صديقي وأكدت عليه بأن الموضوع سر بيننا....والله ثالثنا.....والنساء يتربصن بنا....والخميس
موعدنا.....
عدت إلى منزلي بعد تحديد الموعد وقابلت زوجتي وضممت ابني الأكبر...وأودعت قبلة على جبين الطفل
الصغير النائم...
ونظرت إلى وجه زوجتي ووجه ابني الكبير....ثم عطفت بنظرة إلى وجه الصغير....فشعرت والله بالذنب
الكبير..ووخزات الوجدان وتأنيب الضمير.....
حاولت أن أكون متماسكا مترابطاً...لأن ما أقدمت عليه من تفكير وتخطيط....قد يجلب لي بعض المشكلات....
ويحيل حياتي إلى منغصات....
ولكن أنا معذور....وشاب محتاج إلى الزواج.....وما أقدمت عليه حلال بلال.....وبنات المسلمين من
للعوانس والمطلقات والأرامل منهن....إذا اكتفيت أنا وأمثالي بواحدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....
كنت أحسب لكل كلمة تلفظها زوجتي حسابا.....يحسبون كل صيحة عليهم.....
أتلفت يمينا وشمالا....وما في البيت أحد غيرنا....ولكن جو البيت استحال في فؤادي إلى مكان يخيم عليه
السكون والغربة والمجهول.....
لا يقولن لي قائل:أنت صنعت ذلك بنفسك....وأنت من جنيت....
أنا أحب زوجتي وأحترمها وأكاد أجن حين أتخيل أنني سوف أخسرها....
وكل ما انتابني من مخاوف وحيرة بسبب حبي لها ولطفلينا الصغيرين.....
وجاء يوم الخميس....وانطلقت إلى صاحبي خائفا أترقب....وقلت:هات الأخبار....وقلبي بين الضلوع
يعلو تارة وينخفض تارات....
قال:الأخبار هي اركب معي....واتجه بنا صوب بيت المخطوبة.....
كنت قلقا وجلا مشوشا....ولكن أظهرت الجد والحزم والجرأة أمام صاحبي...
ودخلنا المنزل....ودار نقاش لطيف خفيف مع إخوتها.....وكنت أحاول التبسم والمشاركة وقد جثم
الهم بكلكله فوق صدري....وجاء أبوه الخوف فحط برحاله في جوف فؤادي....
كنت أنتظر الرؤية....وأخشاها....ولكنها أمر لا مفر منه...فهذا ما جئنا له يا سادة....
وكنت شارد الذهن متوتر الفكر....داهمتني الخطرات والوساوس والمخاوف....وكأنني في قاعة
محاكمة انتظر صدور حكم الإعدام...ولست في صالون أهل العروس أنتظر إطلالتها عليَّ....
هذه الحالة من الخوف والترقب والإنزعاج صرت أسميها فيما بعد....سنة أولى تعدد....
وربما أطلقت عليها السنة التمهيدية....
هذه السنة التمهيدية على صعوبة ما فيها فذكرياتها ما تزال جميلة ترفرف في أغصان الذاكرة...وتغرد
في زوايا الوجدان....
وجاء الداعي يقول:تفضل إلى الغرفة المجاورة....
تمالكت وقمت خلف الداعي وكأنني أجر إلى حبل المشنقة....وقد بدأت اتمتم بآية الكرسي وغيرها من
الأوراد.
دخلت الغرفة وجلست على مقعد وثير....وجلس الأخ مقابل وجهي.....
كانت تلك اللحظات التي سبقت دخول المخطوبة المنتظرة لحظات قاسية ثقيلة مخيفة مزعجة....
والله وكأنَّ الذي سوف يدخل عليَّ غول متوحش...وليس إنسانا من فصيلة الجنس اللطيف....
ما شكلها؟؟؟؟...وما لونها؟؟؟؟....وماذا سأقول لها؟؟؟....ومن خلال الأوصاف التي جاءتني كنت قد رسمت
في مخيلتي لها صورة جذابة....جميلة....وهذه مشكلة كثير من الخطاب....يرسمون في مخيلاتهم صورا لا
تعدو عن كونها أوهاما....ومن جملة السراب....فإذا عاينوا الحقيقة تفاجئوا بما لم يكن لهم في الحسبان...
وآخيرا وفي غمرة الحديث مع أخيها أطلت المخطوبة....تحمل كأسا مليئاً بشراب التوت أو البيبسي....لا
أذكر بالضبط....
ووضعته على الطاولة أمامي وجلست قريبا من أخيها....
كنت أواصل الحديث وأنا أسترق النظر إليها....وأحاول إظهار الاهتمام بحديثي مع أخيها....
ثم فكرت أن صنيعي هذا حماقة ما بعدها حماقة....فكيف أدع العروس لأتحدث مع أخيها حديثا ثقيلا غليظا!!!..
على نفسي..وربما على نفسه أيضاً...
فاعتذرت بلباقة من أخيها...وأقبلت بوجهي وحديثي عليها وربط الله على قلبي وأنطلق لساني
يتلاعب بفنون المحاورة..وأركان المناورة وزالت مخاوفي وتبددت في أجواء من اللطافة والأنس الجميل....
طبعا....الأسئلة المعتادة....عن الإسم....والمؤهل....والدراسة....وقد فتح الله عليَّ في ذلك المجال:
وقلت لها:اسألي عما تريدين....فكلي صفحة ناطقة....وطفقت أتكلم معها بنشوة وربما جئت بنكتة....(من باب
استخفاف الدم كما يقول الكثيرون)....وما نغص علينا إلا ذلك الأخ الثقيل...الذي كان ينظر إليَّ نظرات
شزرا...فإذا التفت إليه حاول التبسم فظهرت أنيابه تحكي ابتسامة سبع طاوٍ مفترس....
ولم يقطع ذلك الجو الودود إلا صوت الأخ معلنا انتهاء الجلسة....معتذرا بأننا قد تأخرنا على
الرجال في مجلسهم....
قمت بعد أن تبادلت مع المخطوبة الابتسامة....وتيقنت تماما أنني قد حزت على إعجابها...واستوليت
على مركز التحكم في قلبها.....خلال تلك الجلسة القصيرة.....
وفي الطريق...قعدت ألملم افكاري المبعثرة....وأستذكر شريط تلك الليلة لأدرسه وأتأمله....
خرجت بانطباعات عدة....المرأة حنطية البشرة برونزية اللون....ملامحها حلوة وجذابة...وأما
ابتسامتها فأكثر من رائعة....وأم جسمها....وأنا من مدرسة كمال الأجسام....الأنثوي....
فقوام ممشوق....وجسد راوٍ بالنعومة والأنوثة.....
كل المؤشرات تقول:اقدم ولا تتردد....وجرب ولا تخف....
لا أخفيكم سرا...بأن وضع زوجتي الحبيبة في فترة النفاس كان من الأسباب الكبيرة التي دفعتني لخوض هذه
التجربة الجديدة....
استخرت الله عز وجل....واستشرت واستنصحت.....
وعزمت على خوض المسيرة مهما كلف الأمر....
وبعد عدة مداولات....وضعنا النقاط على الحروف....وأسفرت المحادثات عن تحديد موعد العقد
(المِلْكة)بعد معرفة مقدار المهر وبقية الشروط.....
وجاء اليوم المشهود....ورتبت مع أصدقاء العمر إحضار المأذون والشهود....
وخرجت من البيت بعد أن أوصلت زوجتي وطفليها إلى بيت أهلها....كالمعتاد....
وللنساء حاسة شم غريبة تفوق حاسة الشم عند القطط وربما الكلاب....أعز الله نساءنا....
إلى أين تذهب؟؟؟....وما المناسبة....الله يعطيني خير هذه الليلة....أنا قلبي منقبض....لا أعلم لماذا!!
ماذا تخطط له هذه الليلة؟؟؟....
كانت هذه باقة من كلمات زوجتي ذلك اليوم قبل خروجنا من المنزل وفي أثناء الطريق إلى منزل
أهلها....
حاولت تطمينها....وتهدئتها....وأن هذه وساوس شيطانية لا أساس لها من الصحة....
وما أن أنزلتها حتى شعرت بأن حملا كبيرا وعبئا عظيما كان على ظهري وقد أعانني الله على التخلص
منه......
وانطلقت من بيت الأصهار القديم إلى بيت الأصهار الجديد......
وأنا أمشي بين رغبة ورهبة....



سوف أروي لكم ما حدث في الحلقة القادمة....

منقول للكاتب

:{أبو الحسين}:


أخراج
سعد القرني



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 01:30 PM   #3
مستشار موقع بني بحير بلقرن
 
الصورة الرمزية ابورزان
 

ابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهرابورزان له مستقبل باهر
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....


الاخ سعد القرني /
قصة مشوقة جدا ... ونحن ننتظر بفارغ الصبر الجزء التالي فلا تتأخر
لك جزيل الشكر والتقدير



ابورزان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 02:33 PM   #4
 

ذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعةذاكررر أفضل سمعة وراء  سمعة
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

ننتظر الحلقه التاليه بفارغ الصبر بس حسيت ابو رزان بالمره متحمس شكله ناوي على الثانيه وبيلحق صاحبنانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.



ذاكررر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 05:43 PM   #5
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثالثة)...

في الطريق إلى منزل المخطوبة.....كان يجلس بجواري في السيارة عديلي القديم.....

وقد جلس في المقعد الخلفي صديق عزيز....

كان وجود هذين الزميلين الحميمين إلى جواري في تلك الليلة مهم للغاية....حيث كنت قلقا خائفا....وقد

أدخل وجودهما شيئا من الطمئنينة البعيدة إلى نفسي....

وزاد مساحة الطمئنينة تلك بانضمام ثلاثة من الأصدقاء الأعزاء إلى ركبنا الكريم....

حيث التقينا جميعا أمام بيت العروس.....

دخلنا مجلس الرجال نرد على الترحاب بمثله....والتحايا بأحسن منها!!!!....

وقد انتباتني موجة من النشوة والاعتزاز....في وسط المجلس....حين كان الجميع يتطلع للتعرف عليَّ....

وداخلني بعض الامتعاض حين رأيت بعض أقارب العروس يرمقونني بنظرات ملؤها تساؤلات بسعة المجلس

الكبير...

فهمت فيما بعد من جناب العروس أن بعض أقاربها هالهم صغر سني وإصراري على التعدد.....

كفانا الله شر العائنين والحاسدين.....

وجاء المأذون شيخ وإمام وخطيب جامع كبير في الحي....

وشرع في إجراءات مراسم عقد النكاح.....وجاء على ذكر الصداق....

فانبرى الأخ الأكبر وذكر مهرا يزيد عن ضعف ما اتفقنا عليه....

فالتفت الشيخ إليَّ يسألني:هذا هو المهر؟؟؟؟!!!!....

فارتج عليَّ في الكلام....

وبادر غضنفر المجلس العديل القديم بالتدخل وأن هذا خلاف ما اتفقنا عليه....

واحتد النقاش خصوصا من جانب شقيق الزوجة الكبير....

وزاد الطين بلة تدخل فضيلة الشيخ المأذون بقوله:الذهب غالي!!!!!!....

وبعد نقاش ومحاولات استطعنا تخفيض المهر ولكن فوق ما اتفقنا عليه سابقا بنحو النصف.....

الاختلاف في تحديد الصداق كم هو مؤلم وكم هو محرج للعريس والعروسة.....على حد سواء....ولكن

كثيرا من الأولياء لا يفقهون....

وتم عقد النكاح بعد مناقشات بنجاح.....

وأقبل من في المجلس يهنوئنني ويباركون لي....

شعرت والله بعد إتمام مراسم عقد النكاح كأن حملاً عظيما سقط على ظهري....

وانحسرت موجات الطمئنينة حتى اختفت تماما....من شواطئ نفسي المترددة.....

ووقعت بعض المواقف المحرجة والطريفة....

أحاول الإمساك بنفجان القهوة فينفلت من يدي....ويقع منسكبا على الأرض....

وعلى مائدة العشاء مددت يدي إلى كأس الماء فدفقتها برؤوس أناملي دون شعور....فانطلق الماء بين

الأطباق والصحون....

ولم أفق من ذهولي إلا على كلمات الضيوف والمضيفين....أسلم....عساها فداك.....وانتهى العشاء بشيء

من سلام!!!!...

استعنت بالله ودعوته بثبات الجنان....والأركان....وكان قلبي يرجف....ولم تفلح مداعبات الأصدقاء في

تخفيف ذلك....

وكنت أحاول معهم المجاملة فأحاول مدَّ شفتي متبسما...وأما الضحك والقهقهة فلم يكن إليها من سبيل....

كنت أفكر في زوجتي وابنيّ الصغيرين....ماذا لو عرفت وماذا ستفعل؟؟؟....وكيف أتصرف....

كيف الحال لو أصرت على طلب الطلاق....وما مصير طفليّ الحبيبين.....

أسئلة وخواطر ووساوس تصرخ فوق رأسي هنا وهناك....وتنعق كالبوم وكنت كمن يمشي في غابة مظلمة

في الليل...لا يدري أين يتجه.....

وجاء المنادي المنتظر بعد أن انصرف اكثر الضيوف وذهب هزيع من الليل:تفضل يا سيادة العريس....

فانتفضت مرتبكا...وتماسكت وتجلدت وقمت مبتسما ابتسامة صفراء لمرافقي الخاصين اللذين أصرا على

البقاء....تضامنا معي ومع قضيتي العادلة....

وما إن دخلت الحجرة وقد تضمخت أجواؤها بالبخور والعود.....ونصبت الورود والزهور في سرتها.....

ورفعت بصري فإذا بالعروس واقفة تميس في الحسن وترفل في الزينة.....فإذا بالحال يتبدل!!!....

فزالت المخاوف.....وفرت الوساوس وجاء فارس الاطمئنان ورفع صولجانه في فضاء نفسي...

أقبلت عليها وبادرتها بالمصافحة....والابتسامة البيضاء.....وليست الصفراء...وجلست بجوارها....

وكانت حماة الهنا تجلس قريبا منا....وقد أخذت سامحها الله وأشغلها بطاعته من وقتنا جزء ثمينا....

كان لا بد من صرف أقساط من بنك المجاملة لأم العروس على وجه السرعة....التي لا تكاد تقنع ولا تشبع....

وقد صرفها الله عنا حيث استأذنت بعد مدة طويلة ثقيلة...فقلت في نفسي:إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم....

وبعد أن خرجت وأغلقت الباب بلا مفتاح أقبلت على العروس.......

تبادلنا ما كتب الله لنا من الملاطفة والمداعبة والملاسنة البريئة....بعد جولة من التعارف والاستكشاف

بيننا....

وكانت جلسة على قصرها جميلة حلوة....لذيذة....آآه....ما أحلى ليلة الملْكة بين الليالي....

وطرق الباب ثقيل الظل....خفيف الغياب.....الأخ الأكبر....معلنا انتهاء الجلسة وأن رفيقيي يجلسان في

السيارة خارج المنزل وأنهما قد تضايقا من تأخري....

وانطلت عليَّ الخدعة....فودعت العروس على عجل....وخرجت إلى الصديقين وقد تميزت منهما غيظا....

فبادرني أحدهما:خيراً ما الذي أخرجك وما أعجلك؟؟؟.....

فقلت:أنتما من أعجلني وأخرجني....

فقال:غريبة!!!!نحن كلمنا أخاها وقلنا دع الأخ يأخذ راحته تماما....واستأذنا في الخروج.....

فعرفت أنها حيلة من ذلك الأخ الذي سوف يكون له دور كبير في سيناريو الأحداث القادمة....بتعجله وحمقه هداه

الله....

وركبت السيارة.....وراحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقال....

وغادرت منزل الأصهار الجديد إلى منزل الأصهار القديم.....وعند توقفي أمام بابه....وتأملي

معالمه....شعرت بشعور غريب....ينم عن عدم الوفاء لهذه الأسرة وابنتها المصون....

وعدت بأسرتي الصغيرة إلى المنزل....وقد تضايقت زوجتي جدا من تأخري....وأمطرتني بسيل فيه برد من

الأسئلة....وكأنها محقق جنائي يبحث عن الحقيقة في جريمة قتل مروعة....

لم يكن عصر الجوال قد أطل على الآفاق....

وكنت استرق الأوقات وأتحين الفرص لمهاتفة العروس الجديدة.....

وبعد نحو عشرة أيام وفي عصر يوم لا أنساه.....بعد أن اطمئننت أن زوجتي قد غطت في سبات عميق...

هرعت أحمل الهاتف إلى أبعد غرفة في الدار....

وبادرت بالاتصال على عروسي وحبيبة قلبي.....

أين أنت يا القطوع؟؟؟؟؟من أمس لا تتصل؟؟؟؟وأنا طوال الليل والنهار مشغولة من أجلك....تصدقْ أنني لم

أتناول العشاء البارحة ولا الفطور والغداء اليوم....بسببك الله يسامحك...

وطال الكلام وطاب....فما ألذه مع حديثي الأحباب....عتب المحبين....وشوق المدنفين....وآهات

العاشقين....

ومر الوقت سريعا....يا أيها الوقت القاسي....لماذا تقسو على المحبين.....وعلام تبخل على المتشوقين؟؟

بينما أنت كريم مع المعذبين....تغدق على المرضى والمعانين....

كنت أراوح بين أذن وأخرى من جراء طول المكالمة الذي لم أكن أشعر به....

وبينما أنا في روضة الأحلام وبستان الخيال أسرح وأروح مع عروسي.....

إذا بأمر لم يكن لي في الحسبان....

زوجتي المصون....تقف فوق رأسي وقد استمعت بعض حديثي....وتمسك بي بالجرم المشهود....

جحظت عيناي...وفتحت فمي....وتوقفت عن الكلام!!!!....



((انتظروا الحلقة القادمة.......



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 05:44 PM   #6
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الرابعة)...



كانت زوجتي المصون قد استيقظت فخرجت من حجرة النوم تبحث عني.....فوجدتني مستلقيا أتجاذب

الحديث العذب مع العروس....

وكنت قد أمضيت وقتا طويلا دون أن أشعر بمروره....آآه...آه....ما أعذب الأوقات وما أحلى الخلوات مع

العروس خفيفة الدم...قبل الدخول....ولكن ما أفظع المنظر حين تهبط عليك أم العيال في تلك الحال وأنت سارح لا

تدري....

يا للهول....حلم جميل فجأة ينقلب إلى كابوس مريع....

انهارت زوجتي بالبكاء والنحيب ودخلت في موجة من العويل والندب.....

حاولت جاهدا التخفيف عنها....ولم تعد تفلح كلمات اللف والدوران كما يقولون....مثل:أنت فاهمة غلط....

والموضوع له أبعاد لا تعرفينها....

كانت تبكي بحرارة....وقد ألهبت قلبي حين رأيت دموعها تنهمر بغزارة.....وتسأل بحرقة ولهفة وتقول:

من هذه التي كنت تتكلم معها؟؟؟....من هذه؟؟؟؟من؟؟؟؟؟؟......

اضطررت للرضوخ بعد عدة محاولات للتهرب....واعترفت في النهاية....والاعتراف سيد الأدلة....

لم تعد زوجتي تتمالك نفسها....وقد خشيت عليها...وكنت كما ذكرت سابقا إنني ما زلت في سنة أولى تعدد...

أخذت بيديها ويممت بها إلى غرفة النوم.....وطلبت منها أن تستريح وأن تهدأ....وأن تذكر الله....وتستعيذ

بالله من نزغات الشيطان الرجيم.....

وطفقت أذكر لها مكانتها.....وأحلف لها بصدق محبتها....وطيب ودادها ولكنه نصيب مكتوب...وقدر

محتوم يا قرة العين....

قدر!!!!وأنت الذي بحثت عنها وسعيت خلفها حتى تزوجتها.....ثم تقول:قدر.....

اهدئي يا بنت الحلال.....وأبشري بالخير....وبما يرضيك.....وأرجوك من أجلك ومن أجل طفلينا أرجئي

النقاش إلى وقت آخر....أنت بأشد الحاجة إلى نيل قسط كبير من الراحة.....لا عليك يا حبيبتي.....

كانت المسكينة مصدومة صدمة هائلة....أضعفت قواها.....ولم تعد تستطيع التحدث إلا بصوت ضعيف كبله

الذهول والتفكير......وأما أنا فلم يعد لي شغل سوى البحث عن حل للخروج من المأزق الكبير....تماما كحال

الغول الأمريكي في المأزق العراقي....مع أنني لست غولاً..

هرولت إلى المطبخ وأعددت لها كوبا من العصير بعد أن عانيت في تحضيره وأحدثت في نظام المطبخ فوضى

مزعجة....

شربت شيئا من العصير بعد توسلات خجلى وترجيات بتداعيات المفاجأة حبلى.....

واستأذنتها للخروج.....وخرجت لا أكاد ألوى على شيء...وأخذت أبحث في دفتر الأفكار....ومجلد الخطرات عن

وسيلة وطريقة للتعامل مع هذا الحدث الجديد....والنازل الفريد؟؟..

أخبرت العديل المحترم....فأوصاني بالحزم والشدة وضرب الحديد وهو في غاية السخونة...

ولا غرابة في ذلك وهو يحمل قدرا من ثقافة الشدة والاستبداد كالتي يحملها الحرس القديم في عدد لا بأس به من

الأنظمة العربية العتيدة....التي تقوم على الإقصاء والشمولية وضرب المعارضين بيد من حديد....وأخرى من فولاذ..

وعدت بعد نحو ساعتين ودقات قلبي تسبقني وتتساءل ما هي الأخبار؟وما حال الزوجة الحزينة؟؟؟...

دخلت عليها فوجدتها مستغرقة في البكاء والنحيب....فتألمت ولكنه كان ألما ممزوجا بجرعة صغيرة من التغيظ

والحنق...لأنني لا أريد أن تتعب أكثر....وتعاني....ولا أريد أن أعاني أيضاً...

كانت ليلة عصيبة....كأننا فقدنا عزيزا علينا....أووووه...من غيرة النساء حين تبدأ كلهب صغير أحدثه عود

الثقاب ثم تشتعل شيئا فشيئا حتى تصبح حريقا مخيفا....ونارا تلتهم الأخضر واليابس وما بينهما....

وغيرة النساء منها سريع الاشتعال بطيء الانطفاء....ومنها بطيء الاشتعال بطيء الانطفاء....ولعل غيرة زوجتي

من هذا النوع....

كانت ليلة خيمت عليها غيوم الأحزان وسحب الاكتئاب....وزاد من تعكير أجواء هذه الليلة أن حالة الطوارئ

أعني حالة النفاس معلنة في منزلنا....

هذه الحالة الكئيبة لو رفعت لكان بالامكان قطع شوط كبير في سبيل إنهاء النزاع....وإظهار شيء من حسن النوايا

التي من المهم إظهارها قبل إبرام صفقة الحل النهائي وإنهاء جميع المشكلات العالقة بين الطرفين....

وانبلج الإصباح وخرجت للصلاة وكأنني خارج من زنزانة....فقد عشت صراعا نفسيا لا يطاق....

خصوصا وقد اعتصمت زوجتي بالصمت وأضربت عن الطعام....

وحاولت في تلك الليلة أن أكون أباً وأماً في نفس الوقت لطفلينا الصغيرين...اللذين لم يكفا عن الصراخ أكثر تلك

الليلة العصيبة....متضامنين مع قضية أمهما العادلة....

نسيت أن أقول إنه حين فاجأتني زوجتي بالدخول ألقيت سماعة الهاتف....وقد تطرق إلى مسامع العروس

شيء من الصخب والضوضاء.....فانفتحت لي جبهة أخرى.....فصرت أدافع على جبهتين....وإحاول إرضاء

زوجتين....

اتصلت بالعروس من خارج المنزل....معتذرا عن انقطاع المكالمة التي أوردتني الموارد...فوجئت بكلمات

العروس الغاضبة....أنا أعرف أن زوجتك دخلت عليك....وأنت خائف منها.....وأنا لا تلقي لي بالاً....

هل اكتشفت أمرك يا مسكين؟؟؟....هل تنوي أن تخفي موضوع زواجنا عنها وعن الناس أجمعين...

يا بنت الحلال...اذكري الله....اسمعيني...أنت فاهمة غلط....وكل شيء في وقته حلو يا حلــــــــــــــو....

وبالتي واللتيا وبعد سجال غير متكافئ....هدئت قليلا....فعرفت مقدار طيبة زوجتي الأولى....وأن غيرتها بالنسبة

لغيرة تلك العروس....كشبلة صغيرة مروضة بجوار لبؤة جائعة حانقة....

قدمت لعروسي خلال تلك المكالمة عبارات المدح والإغراء وكلمات الشوق والعناء لأمتص نقمتها....وأبدد

غضبتها....

تضايقت منها....ولكنها امرأة تغار....فعذرتها....وإذا لم أعذر العروس فعلى الدنيا العفاء....

كانت قوارب الشوق في نفسي تحن إلى الوصول إلى مرافئها الجميلة....وشواطئها الخلابة....

ووعدتها بالزيارة.....


انتظروووووووووووووووونا بالحلقة القادمة


__________________



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009, 05:54 PM   #7
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الخامسة)...




كان موضوع زيارة العروس هو شغلي الشاغل....وتم الاتفاق مع جنابها العالي على أن تكون الزيارة مساء
يوم الثلاثاء...وقد تضمن برنامج الزيارة وجبة العشاء....
انطلقت إلى بيت العروس بسيارتي وقلبي تخفق الأشواق فيه فرحاً وطرباً بلقاء الحبيب الجديد...
وكنت قد أفرغت على رأس زوجتي دلواً من التطمينات والتبريرات وأنني مدعو إلى وليمة مهمة لا بد من
إجابتها...وهكذا كان....
وصلت بيت العروس....وسرعان ما أوقفت السيارة ونزلت منها متعجلاً....وحين وقفت أمام الباب...التفت
نحو السيارة فوجدت أن زجاج السيارة بباب السائق قد بقي مفتوحاً....فعدت مسرعاً وأغلقته على الفور...
طرقت الباب.....وجاء صبي وضيء في العاشرة وفتح الباب....هذا الصبي عرفت فيما بعد أنه ابن أخت
العروس...ولم أكن أعلم أنه سيكون أحد أبطال فيلمنا هذه الليلة....على مسرح بيت العروس....
دخلت مجلس الرجال....وأتكأت على أريكة وثيرة....واسترجعت بعض أنفاسي بعمق وهدوء...وكنت أجلس
متململاً متشوقا انتظر إطلالة الحبيب....
مضى من الزمن ربع ساعة كانت على قلبي من أثقل الأوقات....ودخلت العروس ترفل في زينتها...وتميس
في حلتها....
كانت طيور الشوق والحب والهيام ترفرف فوق رأسينا حين الالتقاء....وطال وقوفنا....كما طال تغريد
وغناء ورفرفة تلك الطيور الجميلة فوقنا....
ثم اخترنا سوياً مكاناً في المجلس قصياً....نريد أن نجلس معاً خاليين في أبعد مكان عن الناس...ولكن أنى
لنا؟
وبعد مدة يسيرة جاء طائر العتاب وحط في مجلسنا....وطفقت عروسي تعاتبني....وارتفعت وتيرة العتاب....
وغدا عتابها كموج خفيف....ولكنه على أية حال مخيف....خصوصا لقليل الخبرة مثلي...وأخذت أتلطف معها
في الخطاب..وركبت قارب المعاذير ولكن لم يلبث العتاب أن خفت موجته....وتوارى طائره بعيدا عن الأنظار..
وعادت طيورنا الحبيبة تغرد في أجواء بهجتنا....وتغني في ليل أنسنا الجميل....
آآه....ما أحلى تلك الليالي....وما أطيب تلك المجالس الخوالي....
وطوبى للرومانسية الحلال....إنها كالماء الزلال....بل كطيب الشهد في أعالي الجبال....
كنت مبتدئاً في عالم الرومانسية والحب والهوى....وكانت عروسي متقدمة عني في ذلك المجال...
لم يقطع لحظات الهوى والرومانسية والوداد سوى طرق متتابع على الباب....
إنها أم العروس....
حيا الله حماتي الغالية....مرحباً بحماة الهناء!!!!....حماة السعد!!!...
لا بد للمعدد-حتى ولغير المعدد-من حفظ منظومة من عبارات المجاملة والثناء والإطراء....
هذه المنظومة حتى وإن بدت ثقيلة على النفس في كثير من الأحيان إلا إنها ذات مفعول قوي في العلاقات
مع الآخرين...خصوصا طوائف من النساء....وخفيفات الظل من بنات حواء!!!!!....
كنت ما أزال أعيش أجواء الرومانسية والخيال وأعيش أحلى الأحلام حتى أيقظتني أسئلة حماتي التي
أمطرتني بها وكادت تفسد علينا فرحة تلك الليلة....
وأما التنغيص فقد كان كمثل الغراب ينعق من بين تلك الأسئلة والتحقيقات...
في البداية قامت الحماة-وهناك صنف من الحموات أو الحمأت خطير وذو دهاء وشر مستطير-بتخديري
بواسطة بعض الأسئلة الخفيفة التي عرفت فيما بعد أن هذه الأسئلة كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب....
بشرني يا ولدي:كيف حال أبيك؟؟....وكيف حال أمك؟؟....
وطمني!!!(قالت أطمنها!!!)على أم عيالك...(تعني زوجتي)....كيف حالها....وكيف صحتها....وبشرني عن
صحة طفليك؟؟؟...
وكنت تحت هذه التأثير والتخدير سعيداً بهذه الحماة التي تهتم مثل هذا الاهتمام بأخبار أسرتي وأحوالها....
وقلت في نفسي:هذه الحماة المثالية....وليست كحماتي الأولى....
وبعد أن فعل التخدير في نفسي وقلبي وعقلي فعله بادرتني هذه الحماة الجديدة لتخرج من جعبتها سهاماً
حادة....وتنهال عليَّ بسيل من الأسئلة الثقيلة....والتحقيقات الغليظة...
هل عرف والداك بخبر الزواج؟؟...ولماذا لم تخبرهما حتى الآن....
نريد أن تزورنا الوالدة في أقرب وقت....
ومتى ستخبر أم عيالك بهذا الموضوع...
ترى يا ولدي نحن أناس لا نحب المشاكل (المشكلات)....وابنتي هذه-يا حبة عيني-لا تحب(المشكلات)أيضاً....
كنت أختلس النظر إلى عروسي خلال تلك الجلسة الثقيلة التي لو وزع ثقلها على حي بكامله لتضجر سكان
الحي منه ولضجوا....فكيف بواحد مسكين مثلي...ولكن من طلب العلا سهر الليالي...
فأجد العروس واجمة محرجة!!أما أنا فلم أحد عن جوابي على جميع الأسئلة سوى قولي :خيراً إن شاء الله
وبعد أن نفثت هذه العجوز ما في صدرها من أسئلة وتحرشات...وصالت بي وجالت يميناً وشمالاً....
أنهت مجلسها بالتحية والترحاب بعد أن أخرجت ذلك من خزانة قديمة للمجاملة في ذاكرتها قد أكل الدهر
عليها وشرب....
ما إن خرجت الحماة-هداها الله وكفانا وكفاكم تحرشات الحموات أو الحمأت-حتى أخذت أحاول التقاط
أنفاسي التي بعثرتها حماتي هنا وهناك....
أفـــــــــــــــــــــــــــــــــف..ما هذا؟؟؟...
أقبلت عروسي تعتذر بحرارة....وقدمت لي كأس ماء متوسط البرودة....فشربت الكأس سريعا....ولم يكن بي
عطش سوى أنني جلست حوالي نصف ساعة تحت أشعة شمس حماتي العزيزة في ضحاها...وليس في
ظهيرتها...
بقبلة ود واحدة.....وابتسامة صادقة من عروسي الحبيبة أنستني معاناتي وحرجي مع والدتها....
لولا ألطاف الزوجات....وتدليل المتبعلات....لفر كثير من المتزوجين-من ترويع-الحموات أو الحمأت إلى
جزر نائية....ولكن الله سلم....
أبحرت بي عروسي من جديد في قاربها الصغير الدافئ في بحر الهوى والحب والوداد....
كان الليل جميلاً ساكناً....وكم تجاذبنا في تلك الليلة كلمات المحبة والشوق والالتياع وكم
تناجينا....وضكنا....
لا تسلني عن الزمان والمكان....فقد ذبت في هوى المحبوب....ولقد تهت في دروب الوجد والصبابة...
وفجأة طرق الباب!!!!....







تابعوووووووووووووونا بالحلقة السادسة



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-23-2009, 03:10 PM   #8
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: «أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

الحلقة السادسة
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات

من الطارق...
قالت:لا أدري...وقامت عروسي ترفل في مشيتها وفتحت الباب...لتجد ابن اختها...
ماذا تريد؟؟...
قال:جدتي تسأل عنك...هيا تعالي إليها....
استأذنت عروس مني وقد دخلت في طور من الامتعاض والنرفزة بسبب هذه الدعوة التي قطعت علينا
جلستنا الجميلة...
أما أنا فقد بلغت بي حالة التذمر مبلغاً....تبرأت فيه من الغلاسة والغلسين والثقالة والثقيلين....
عادت عروسي بعد ربع ساعة وكأنها عادت بعد ساعات...
حيا الله القمر!!!حيا الله ست العرايس...
فقالت:أهلا وسهلا بشيخ العرسان....العشاء...يا بعد عمري على السفرة...
بالنسبة لي كنت أفضل تأخير العشاء أو حتى إلغاءه من برنامج الزيارة...
مع أنه سبق لي التفاهم مع عروسي على أن نتعشا معاً....
ومشت عروسي أمامي...وأنا خلفها أمني نفسي بعشوة عرسان معتبرة....نتبادل الضحكات واللقم...
وتطعمني وأطعمها....ونعيش بعض الأحلام ولا في الأفلام...
في البداية انتشاني فرح غامر وسرور كبير حين رأيت صالة الطعام خالية من أهل المنزل...
ورأيت الدجاج المحمر على صينية الأرز....طبعاً الدجاج حسب طلبي لأني لست من أنصار اللحوم الحمراء!!
قاتل الله أنفلونزا الطيور لم تكن شرفت وانتشرت....ورأيت صحون الفاصلويا والباميا وأطباق السمبوسك
التي أكن لها كل مودة وتقدير...وصحون السلطة الخضراء التي أكلها من باب الطب والتداوي لحالة
الإمساك التي أعاني منها كثيراً...با لإضافة إلى بعض أطباق الحلوى كبلح الشام...والكريم كرميلا...
وبينما كنت أنسج خيوط أحلامي الوردية وأنا أستدير حول المائدة العامرة وأضع خطط الجلوس لي
ولعروسي...أنا سوف أجلس هنا وهي مقابلي وجها لوجه...لا...لا...لا....سوف أجلسها بجواري...
لأن جلسات المحبين كلما كانت أقرب كانت أطيب...
إذا بشقيق الزوجة...وابن أختها...يلجان غرفة الطعام...وقد دخلا وتدثرا بثقالة لو حُمّلت بها شاحنة لما
أقلَّتها...
يا فرحة ما تمت...ويا للعشوة التي خربت...والجلسة التي فسدت....
وبدلاً من أن نتبادل اللقميات....والابتسامات....أصبحنا نسترق النظرات الحائرات...والكلمات القليلات...
سُدت نفسي عن العشاء....واعتبرت مجلسه ثقيلا مملا مزعجا عليَّ أن أغادره سريعا...
ولكن من باب المجاملة...كان عليَّ أن أتحدث قليلاً باستظراف مع شقيق العروس الأصغر....
الذي أخذ يكيل لي المكاييل والأرادب في مدح عائلتهم ومقدار كرمهم ونبل عاداتهم....
وأنا لا أملك إلا أن أطئطئ رأسي موافقاً ومتعجباً....
وأما الغلام الصغير ابن أختها فقد ظل يرمقني بعينين كعيني القط الذي يرقب لحمة معلقة في السقف يتحين
متى تسقط لينقض عليها ويلتهمها....
كان لي مداخلة وحيدة مع عروسي التي كانت حذرة في الكلام معي على سفرة الطعام...بأن سألتها:هل هذا
الطعام من إعداد يديك...
فأومأت برأسها إلى الأسفل...أي نعم....
تسلم ها الأيادي....ما شاء الله كبسة مرة ممتازة...وإيدامات في غاية الروعة...والسبموسك شيء ثانٍ...
والحلا نجم السهرة....
حقيقة لقد كانت أصناف الطعام لذيذة وشهية....ولكن وجود هذين أفسد لذتها وأغلق شهيتها...
أما هما فقد أقبلا على المائدة يلتهمان الطعام حيث تركتهما مشغولين بذلك...وأما أنا فبعد أن قمت بغسل
يدي عدت إلى مجلسي لأحسب أرباحي وخسائري هذه الليلة بعد أن نغص العشاء علينا....
وخطرت لي فكرة...وقلت في نفسي:يبدو أنني وقعت على امرأة ماهرة في الطهي والطبخ...
وتذكرت المثل الشهير:أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته....ومع أنني لم أكن مقتنعا بهذا المثل لكن ربما
أكون مخطئا في عدم قناعتي....
كنت أنتظر على أحر من الجمر مجيئ عروسي لأعاتبها على مخالفة الاتفاقية بيننا في تناول العشاء
منفردين...وكنت منتظرا أن آخذ أقساطا من الراحة والدعابة إذا جاءت....
ولكن كانت كل هذه الأفكار أوهاما لا وجود لها في أرض الواقع....
لم تجئني العروس...بل جاء شقيقها....ثم جاء ابن أختها....والعروس ما جاءت ولا تكلمت...
ما الأمر؟؟؟...كان أخوها يحاول فتح الحديث معي عن حفلة الزفاف...وتفصيلات ذلك...وكنت أحاول
تجنب الحديث معه....لأنني فضلت الحديث حول ذلك مع زوجتي نفسها...ومع شقيقها الأكبر....
ولكن صاحبنا هذا يبدو أن جبل على الإلحاح واللجاجة والجدال...وفهمت فيما بعد أنه كان يعاني من
مرض نفسي كنت ضحية له تلك الليلة....
يتكلم معي يميناً آخذه شمالاً....يطلع فوق...أنزل أسفل...
كلما حصل عليه مني...وعد بأن الأمور مرتبة بإذن الله وتحتاج إلى مزيد من الوقت....
طال انتظاري للعروس...وطال صبري لتمحلات واستفزازات شقيقها...
ماذا حدث؟؟وش السالفة؟؟؟؟أتواصوا به؟؟؟....
ساعة تقريبا مضت وأنا أكابد وأعاني من ذلك الحمل الثقيل...والجليس العليل...حتى انصرف وابن أخته
بعد كدت أقول:لا أعاد الله مثل هذه الليلة....
هيـــــــــــــــــــــــه أيها العرسان....يا من ترغب بالتعدد....لا بد من صــعوبات...ومن غثـــــات...ومن
مضايقات...ولكن ستات الحسن والجمال..ووربات الغنج والدلال...متخصصات في إذابة جبل من جليد ثقلاء
الظل...
جاءت العروس....تتبسم وتقول:ضايقك فلان(شقيقها)بأسئلته...معليش...إنه مريض....
لا يا عمري....لم يضايقني...بالعكس ولكنه أتى لي بالجنون أصنافا وأصنافا...ودوت ضحكتها في أرجاء
المجلس....وكانت ضحكة جميلة أزاحت عن كاهلي ذلك الكابوس الثقيل....
وجلست إلى جواري...وشعرت بالاطمئنان والحنان....
وإذا بالباب يطرق بعنف....
وسرعان ما طار الاطمئنان وحل الخوف....
وقامت عروسي....الله يهديك تدعو لابن أختها...دائما يستعجل ويتهور....الشاي....
لا أريد شايا...ولا ماء..تعالي يا بنت الحلال جنبي خلينا نتكلم ونستأنس ونتجاذب كؤوس الهوى والوداد...
أنتم يا الرجال دائما مستعجلون....قالت ذلك وهي تبستم وتسكب الشاي...
كم تريد ملعقة سكر؟؟؟أحب الشاي منعنعا أو محبقاً ويميل إلى الحلاوة قليلاً....
قالت:كيف الشاي؟؟؟...
قلت:كيف الشاي؟؟؟
أحلى وأجمل من دم الغزال(هكذا حفظنا من أمهاتنا أثابهن الله)....وأحلى شيء لما أشربه من أحلى وأجمل
وأرق يد في العالم....
صحيح يا شيخ....صحيح وألف بل ومليون صحيح...
ما خلصت كلمة صحيح حتى جاء الفتى الصريح يطرق الباب ويدخل هذه المرة....لا إحم إحم ولا تستور أو
دستور ولا هم يحزنون...
خالة!!!جدتي تريدك!!!!...
الله يخارجنا من هذي العجوز...ومن هذا الوليد الصغير....
معليش يا حبيبي لحظة وأرجع لك....
هاه يا بو الشباب التنغيص والغلاسة والمضايقات أكثر اليوم من الحلاوة والبهجة والتجاذب!!!!...
بقي الولد الصغير في المجلس معي....فقلت:لماذا لا أبادره ببعض الأسئلة لعلها تكشف لي شيئا من
المعلومات أستفيد به خلال خوضي لهذه التجربة الجديدة...
وش اسمك يا شاطر؟؟؟..وفي أية سنة تدرس...وفي أية مدرسة....أسئلة روتينية ومختلفة...
وفهمت أن والدته مطلقة....وهو يعيش مع أمه....
حاولت التلطف معه في الخطاب لأكتفي مشاكساته وإزعاجاته....
أين خالتك يا شاطر؟؟؟
خالتي!!!!فقام على الفور...ليدعوها....فقلت في نفسي:يا الله استفدنا من هذا المشاكس الصغير هذي
المرة!!!..
ولكن يا حسرة!!!!عاد المشاكس الصغير برفقة جدته حماة الهنا!!!!!....
يا الله إنك تعدي هذه الليلة على خير....
فتحت لي العجوز تاريخ حياتها...وأنها تزوجت مرتين...وبدأت تقص لي سيرتها الأولى مع زوجها الأول...
وعدلت في جلستي وكنت متكئاً...لا لأستمع حكايات في الغابرين ولكن لأضرب أخماساً بأسداس في هذه
المصيبة التي وقعت على رأسي...
دخلت عروسي وخرجت...ودخلت وجلست ثم خرجت....وأمها تنتقل بنا من قصة إلى قصة....على أنها أحسن
الله إليها تقف عند كثير من الحكايات التي ترويها وتقصها لنأخذ العبرة والعظة منها سويا...
شفت يا وليدي كيف كان الناس؟؟؟...في أحد في ها الزمان يسوي كذا!!!!جاوبني يا وليدي...
وليدها الذي هو أنا كنت مظطرا لأجاوبها لعل في إجابتها قطعا لذلك السيناريو الفظيع الذي كاد يلتهم ليلتنا
عن بكرة أبيها....
كنت أتميز غيظاً...وأما هي فكانت تفضفض وتتحدث...وكأنها كانت مسجونة عن الكلام والبشر خمسين سنة
في سجن أبي غريب في إحدى جزر واق الواق....
يا إلهي..كيف الخلاص؟؟؟...والله لكأنما ابتعلت مسجلاً غذي بالكهرباء فلا يحتاج شحنا ولا تحويلاً...
حاولت مقاطعتها بلطف....وأن قصصكم معاشر الأولين والمسنين لا تمل...
اصبر...خلك تسمع..وتعرف...كم عانينا...وكم تعبنا....وأنتم اليوم يا شباب ويا بنات ما تدرون....ولا تعرفون..
رباه..هل كتب عليَّ هذه الليلة أن أسمع مواعظ طويلة لا تنتهي بالقوة والإكراه....
كنت أغلي في داخلي....
و أما العجوز فقد وجدت في العبد الفقير العريس المسكين ضالتها المنشودة لتنفس عنها عناء السنين
الخوالي....
ولما طال فلم الرعب ذلك....وقد زودتها العجوز ليس حبة ولا حبتين...بل عشرون وسقاً من الحب...
دخلت عروسي مرتها الرابعة أو الخامسة...وتجرأت وقالت:
مساك بالله الخير أمي....الساعة الثانية بعد منتصف الليل...
الساعة كــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟....



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسامير في نعوش ( الحلقة الأولى ) براجون المعقص ملتقى بن بحير بلقرن الخاص 10 04-03-2013 02:35 PM
الناسخ والمنسوخ ( الحلقة الأولى ) م ح البحيري مسابقة المنتدى الرمضانية1438هـ 10 08-26-2011 03:48 PM
جبت آلعيد قبل آلعيد لآ يآتي .!} ملحقآت تصآميم آلعيد ريح العبير للرسم والتصاميم 3 09-25-2009 01:58 PM
زيارتي للمملكة الأردنية الهاشمية-الحلقة الأولى abuzeed المواضيع العامة 4 07-13-2009 11:27 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75