قلوب تخلت عن قلوبها البشرية [1] قُلوبٌ أَعلَنَت عِصيانَها لِلأديَانِ السّماويّة .. أعلَنَت أنَها لا تُؤمِنُ بالبِدايةِ ، و لا تأبهُ للنِهايةِ ، و أنّ سِرَّ الخَلقِ – فِي قامُوسِها – سَفسَطةٌ فَلسَفيّة .. قَالَت بأنَ رِجالَ الدّينِ ، و الدُّعاةِ ، و حَتّى [ الأنَا العُليا ] قُضاةُ محكمةٍ تفتيشيّة .. ! ثُم حينَ وَجدَت نفسَها ترفُضُ نِقاشَ الآخرينَ ، بررت رَفضها – لا بحقيقةِ الحُجّةِ الواهيةِ – و إنّما بالحُرّيةِ الشخصيّة .. ! و أيُّ حُرّية " ! " [2] و قُلوب صَمّاء لكنَها تُجيدُ الكَلام .. قُلوب يعودُ نَسلُها إلى كِسرى أنُوشروان .. تعتقدُ بأنَها – بامتِلاكها الحُكم و السُّلطة و المال – قد أدّت واجباتِها نحوَ رعيّتها .. و أن ليسَ في الإمكانِ .. أبدَعَ مِما كان .. ! تعتقدُ بأنَ الموتَ حليفَها ، و بأنّ التاريخَ سيذكُرُها حتّى فناء الأزمان .. مسكينةٌ ؛ لا تعلمُ بأنّ التماثيلَ يعلُوها الصدأ .. و أنّ الكلماتِ يعلوها الصدأ .. و أنّها ستلعقُ غُبار الندمِ ، و لكن ، بعدَ فواتِ الأوان .. و هَيهات " ! " [3] و أُخرى أدركَتها الشيخُوخةُ بعدَ عُمرٍ طويل .. إلا أنهَا لم تصل بعدُ للحكمةِ ، لَم تفهم الحياة ، لَم تُسامِح ، و لَم ترتدِ مُسوحَ الرُهبانِ رُغم اللِحى البيضاء .. قُلوب لم يورِثها الكِبَرُ سوى .. ضيقٍ في الأُفقِ ، اجترارٍ – لا يملُ – لذكرياتٍ باليةِ مع كثيرٍ من مصمصةِ الشِفاه .. و تمتمةٌ بأنّ : " هذه الأجيالُ الجديدة لا تستحقُ العناء " و أن ماذا أهدانَا الزمَنُ سِوى .. آلامِ المفاصِل ، و الدِّماغِ ، [ وَجَعُ القَلبِ ] و مَزيدٍ مِن الشقاء .. ؟! زَمَنٌ يلُوكُنا بالبَلاء " ! " [4] و قُلوبٌ تخلّت عن هويتها البشريّة ، و انضمّت – رسميًا – إلى قبائلِ الغيلان .. أصبحت لا يُحركها سِوى شهوةِ الشرِّ ، أصبحت تعتقدُ بأنّها سيفُ القَدَر .. ! و أن إراقتهَا للداءِ تطهيرٌ واجبٌ لا يجدُر أن توقفهُ دموعُ الضحايا .. و لا أمر قاضٍ صَدَر .. قُلوبٌ تفخرُ بأنّها مُجرمةُ حربٍ .. و أنّها تستبيحُ أرواحَ البَشَر .. إنها ساديةُ جلّادي البَشَر .. " ! " [5] و هُناك قُلوبٌ جدُّ بارعة .. في رسمِ تعبيراتٍ كثيرةٍ زائفةٍ .. و في ارتِداءِ الأقنِعة .. تؤكدُ لَكَ أنّها [ المَسيحُ ] بينَما يُطلُ [ يهوذا ] خَلفَ العُيونِ اللامِعة .. تُمطركَ بعباراتِ الثّناءِ ، و الإعجابِ ، تُلهب الأكُف بالتصفيقِ .. بينَما تصدحُ مِن خلفِك بسُخريةٍ لاذِعة .. قُلوبٌ ماهرةٌ في الكذِب .. حتّى لتظُن أنها أرواحٌ رائعةٌ ، مُمتعة .. ! و َتخفَى عنكَ الحقيقةُ المُفزعة " ! |
الساعة الآن 08:44 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن