منتديات بني بحير بلقرن - مستشفى نمرة ياوزير الصحة

السبع العجاف .. وتاج الصحة !

http://al-madina.com/files/imagecach...0088020500.jpg
الجمعة, 30 أكتوبر 2009

محسن علي السُّهيمي

ليس أقسى على النفس من الانتظار، وليس أمر عليها من الحرمان، وحينما تتعلق بشيء فإن ساعات انتظارها تتحول أيامًا ، وأيامها شهورًا، وشهورها أعوامًا، وتزداد المرارة حين يكون المُنتظِر هو (المريض) والمُنتظَر هو (الصحة) بتاجها الزاهي الذي يسعى كل حيٍّ ليُتوَّج به مهما كان الثمن. ومواطنو (العرضية الشمالية) بمحافظة القنفذة عاشوا سنين عديدة دون أن يجدوا (لمستشفىً) على ثرى أرضهم أثرًا، ثم وبعد إلحاح ومطالبات -لم يكن للصحة قبلها شرف المبادرة- لاح لهم في الأفق بشائر اعتماد مستشفى في حاضرتهم (نمرة) وبسعة (50) سريرًا وتكلفة إجمالية بلغت (18180333)، واستبشروا حين تسلم المقاول الموقع في (9/4/1424هـ) على أن يُنجز المشروع في (36) شهرًا. ولأن النوم سلطان، والنائم تمر به الساعات وهو لا يدري فقد طرق النوم أجفان المقاول والمواطنين واستمر مُطبقًا على أجفانهما سبعًا عجافًا، ثم أفاق الاثنان ليجدا أمامهما هيكلاً عظميًّا لم يكتسِ لحمًا ولم ينبض له عرق، لكنَّ المواطنين يتذكرون أنهم رأوا في منامهم أنه وُجِّه للمقاول إنذاران، الأول من مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة بتاريخ 23/11/1428هـ والآخر بعده بشهر من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، ومع هذا لم يستجد شيء، ثم حاولت الوزارة ترضية المقاول ودفعت له مبلغ الأعمال الإضافية خارج العقد ومقداره ( 5445252) ومع هذا ظل الوضع كما هو! والمأساة نفسها تتكرر مع مستشفى (ثريبان) حاضرة (العرضية الجنوبية) الذي بلغت تكلفة إنشائه مع المبالغ المستحدثة (27937807) بسعة (50) سريرًا وتم استلام الموقع من قِبل المقاول في 10/12/1425هـ على أن يُنجز في (36) شهرًا، ومرت الأعوام ولم يكتمل المشروع،، ثم تكرمت الوزارة بإضافة (8) أشهر على المدة المحددة والآن مضى قرابة نصفها ويبدو ألاَّ أمل في الإنجاز! واستمع يا معالي الوزير لنداء الأهالي وهم يقولون: “إن مرضانا ليس لهم بعد الله إلا مستشفيات الباحة وعسير، ونساءنا الحوامل يضعن حملهن في جنبات الوديان قبل أن يصلن للمستشفيات المذكورة، ومرضى الكلى يترددون يوما بعد يوم على تلك المستشفيات على بُعدها، وأطفالنا أصبحوا فئران تجارب للمراكز الصحية وغيرها، والعرضيتان تقعان على طريق دولي تكثر به الحوادث لذلك فالمصابون حين لا يجدون مستشفى قريبًا منهم يلاقون مصيرهم المحتوم وهم في رحلة البحث عن الحياة! ولعلم معاليك فإن مستشفيات الباحة وعسير لم تعد تستوعب مرضانا ومزاحمتهم لمرضاها”. ما أعرفه أن وزير الصحة طرق باب العالمية بنجاحاته المبهرة في فصل التوائم واستطاع أن يُعمل مشرطه بين العروق والأعصاب والعظام ليفصل بينها ويُعطي كل عضو ما يستحق فيرضى التوءمان بالقسمة، أفيصعب على جراح هذا وصفه أن يفصل في مستشفيي العرضيتين مع المقاولَين؟ أفيغيب عن وزارة الصحة قول خادم الحرمين “لا عذر بعد اليوم لأحد”؟ هل يقف المال حائلاً دون إنجاز هذين المشروعين؟ أم أن بيروقراطية بعض مسؤولي الصحة وراء ذلك؟ وإن كانت العلة في المقاولَين فما هو القرار المترتب على هذا التأخير؟ هل ستكتفي الوزارة بسحب المشروعين لتتم ترسيتهما على مقاولَين آخرين ليتهيَّأ المواطنون لسنين عجاف جديدة؟ لماذا يُكتفى في مثل هذه الحالات بسحب المشروع ودفع الشرط الجزائي فقط؟ لماذا لا يُسحب الترخيص ويدفع الشرط الجزائي وغرامة مالية ويُمنع مَن كان هذا وصفه من تنفيذ أي مشروع إلا بعد مضي خمس سنوات على الأقل؟ وبعد.. ألا يستحق مواطنو (العرضيتين) أن يُكلَّلوا بتاج الصحة كغيرهم؟