![]() |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦١»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ،استبسال الصحابة ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم }} الجزء الثاني __________ دافع الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصيب علي بن أبي طالب عشرات الإصابات ، حتى ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علي قد استشهد ___________ وجاء {{ عبد الرحمن بن عوف }} وقاتل حتى أصيب بعشرين جرحاً ، وكانت أحد هذه الإصابات في فمه حتى تكسرت أسنانه وكان بعضها في رجله فكان يعرج بعد أحد __________ وحاول {{ سعد بن أبي وقاص }} أن يقتل أخوه {{ عتبة بن أبي وقاص }} الذي كسر رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يظفر به فتبعه الصحابي {{ حاطب بن أبي بلتعة }} حتى ضربه بالسيف ضربة أطاحت رأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه __________ وجاء {{ مالك بن سنان }} فأخذ يمص الدم من جروح النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينقيها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم مُجَّه [[أي ابصقه لا تبلعه ]] فقال مالك : _والله لا أمجه ثم ذهب يقاتل حتى مات شهيدا ___________ وقاتل {{ مصعب بن عمير }} قتال شديد وكان اللواء بيده فضربوه على يده اليمنى حتى قطعت ، فأخذ اللواء بيده اليسرى حتى قطعوا يده اليسرى ثم قتلوه وكان الذي قتله هو {{ ابن قمئة}} وكان مصعب بن عمير يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقد {{ ابن قمئة }} أنه قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فانصرف ابن قمئة الى المشركين ، وهو يصيح ويصرخ {{ إن محمداً قد قتل }} ____________ ولم تمر دقائق حتى شاع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في المشركين والمسلمين ، وكان المسلمون لا يزالون محاصرون فلما وصل اليهم خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم انهارت روحهم المعنوية، فأصبتهم المصيبة العظمى [[ قُتل النبي ؟!!! }} وبدأ البعض في الفرار ، ففرت مجموعة منهم الى المدينة وصعد بعضهم الى الجبل بينما توقف عن القتال البعض فقال لهم أنس بن النضر: _ما تنتظرون ؟ فقالوا: _ قتل رسول الله قال:_ فإن كان قد قتل النبي ، فإن الله لم يقتل قال : _ما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اني لأجد ريح الجنة دون أحد ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل ، فلم يعرف بعد ذلك [[ بعد نهاية المعركة ]] من كثرة الإصابات في وجهه وجسده، حتى عرفته أخته باصابعه، وعدوا جروحه فاذا هي بضع وثمانون ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف، ورمية بسهم . ___________ ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار وهو مصاب اصابات بالغة وتسيل منه الدماء فقال له: _يا فلان هل قتل رسول الله ؟ فقال الأنصاري: _إن كان محمد قد قتل فقد بَلَّغ [[ أي بلغ رسالة الله للناس ]] فقاتلوا عن دينكم . ______ ونادى {{ ثابت بن الدَحْدَاح }} قومه فقال: _يا معشر الأنصار ، إن كان محمد قد قتل ، فإن الله حي لا يموت ، قاتلوا على دينكم ، فإن الله مظفركم وناصركم . فنهض إليه نفر من الأنصار وقاموا يقاتلون _________ هكذا عادت الروح الى جيش المسلمين، ثم بلغهم أن خبر مقتل النبي غير صحيح ، فزادهم ذلك قوة على قوتهم ، ونجحوا في الإفلات من التطويق ، وبدءوا يتجمعون حول الرسول صلى الله عليه وسلم _________ بدأ الرسول بعد ذلك في الانسحاب المنظم الى أحد شعاب جبل أحد [[ وقد قلنا أن الشعب هو الطريق بين الجبلين ، وكان من أسباب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الموضع في أحد، هو أن يكون الجبل هناك مكان آمن في الجبل يمكن أن ينسحب اليه المسلمون، اذا وقعت الهزيمة بالمسلمين، ولا يلجئوا الى الفرار من أمام العدو، فيتعرضوا للقتل أو الى الأسر]] أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون يشقون طريقهم بين المشركين المهاجمين ، وحاول المشركون عرقلة هذا الإنسحاب، واشتد هجومهم الا أنهم فشلوا أمام بسالة الصحابة _________ وكان من قريش رجال مصرون على قتل النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شقي منهم {{ عثمان بن عبد الله }} أحد فرسان قريش الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول :_لا نجوت إن نجا ، فعثرت به فرسه فسقط ، فقاتله الصحابي {{ الحارث بن الصمة }} وقتله _________ ثم جاء شقي آخر من قريش فانقض عليه أبو دجانة [[ البطل المغامر ذو العصابة الحمراء ]] وضربه بالسيف ضربة أطارت رأسه ___________ فانسحب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الى الشعب لسفح الجبل حتى جاء اشقى هذه الامة ، بل اشقى هذا العالم على الإطلاق {{ أبي بن خلف }} [[ يكون شقيق امية بن خلف الذي هلك في بدر ، امية الذي كان يعذب بلال وقتله بلال في بدر ]] له اخ اسمه {{ أبي بن خلف }} كان من كبار المستهزئين بالنبي في مكة فكان كل ما مر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يقول له :_ يا محمد انا اقتلك متى شئت [[ من باب الاستهزاء والأستخفاف يعني انت في متناول اليد متى أردت بقتلك ]] فكان صلى الله عليه وسلم يقول له :_ بل انا اقتلك ان شاء الله _______ فلحق بالنبي صلى عليه وسلم الى سفح الجبل وهو يقول :_ أين محمد ؟ اين انت يا محمد ؟ تفر وانت تزعم انك نبي ؟ لا نجوت ان نجا [[ وهو عازم ومصر على قتل النبي والصحابة دمائهم تنزف وسلاحهم قد تكسر ومنهم من ضاع سلاحه وسقط ]] فأحاط الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يصل إليه بسوء فاستأذن الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يتصدوا له فقال النبي لأصحابه بكل هدوء ، وهو واثق بالله ، مطمئن قال :_خلوا بيني وبين عدو الله فابتعد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم فأنتظره النبي حتى اقترب فألتفت الى أصحابه فقال :_هل من حربة [[فأعطاه الصحابة حربة مكسورة ]] قالوا :_ليس إلا هذه يارسول الله ، فأخذ الحربة [[وكان بجانبه ابو بكر وعمر راوي الحديث ابو بكر ، وقل ما تجدوا رواية لأبي بكر ، مع أنه كان دائماً مع رسول الله ولكنه لم ينشغل براوية الحديث ]] يقول ابو بكر :_ فأخذ الحربة صلى الله عليه وسلم ، وانتفض بها انتفاضة ، تطايرنا من حوله تطاير الشعّراء عن ظهر البعير [[ الشعراء الذباب الصغير ، عندما يقف على ظهر البعير يؤذيه باللدغ فإذا تضايق البعير انتفض انتفاضة شديدة فتطاير الذباب من على ظهره بالهواء من ها هنا وها هنا ]] يقول ابو بكر:_ فأخذ الحربة صلى الله عليه وسلم ، وانتفض بها انتفاضة ،تطايرنا من حوله تطاير الشعراء عن ظهر البعير [[ أي ابتعدنا وخفنا ]] ثم رفعها وهزها حتى إذا دنى منه {{ أبي بن خلف }} قال :_ خذها وانا محمد رسول الله فطارت في الهواء و أصابت عنقه فجرحته ، فألقاه عن فرسه فتدحرج على الارض وهو يصيح يا ويلاه فقال له ابو سفيان متعجب :_ علامة تولول وتصيح ؟! إن هو إلا خدش لو أصاب عيني لم يؤذيها فقال هذا الشقي ابي بن خلف :_ واللات لو بصق علي محمداً بصقة لقتلني ، إنكم لم ترون ما رأيت !!! قال :_ويلك مالذي رأيت ؟!! فقال هذا الشقي :_ عندما انتفض محمداً بحربته ورماها تحركت معه جبال أحد كلها ثم قال هذا الشقي ، إني ميت فهو قاتلي لا محال فحملوه على راحلة ولكنه مات بالفعل قال النبي صلى الله عليه وسلم [[في ما يرويه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما كلً في سنده ]] قال النبي صلى الله عليه وسلم ، بعدما قتل هذا الشقي {{اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله في سبيل الله }} للعلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم في يده بكل حياته إلا هذا الشقي {{ أبي بن خلف }} فهو اشقى من هامان وفرعون يتبع إن شاء الله ____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٢ »
السيرة النبوية العطرة (( انسحاب المسلمون الى شعب الجبل ، والتمثيل بالشهداء )) ____________ بعد استبسال الصحابة رضوان الله عليهم ، بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قريش كلها تنهال عليه استطاع جيش المسلمين أن يشق طريقه الى شعب الجبل وهزمت عبقرية خالد أمام نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقدت قريش بعد هذا الهجوم ، أنها قتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم ____________ كان انسحب المسلمون ، انسحاب منظم نحو إحدى شعاب جبل أحد وفي أثناء انسحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الجبل عرضت له صخرة فلم يستطع أن يصعد عليها ، من كثرة جراحه فقد أصيبت ركبته فجلس تحته {{ طلحة بن عبيد الله }} رغم جراحه رضي الله عنه وارضاه وقال :_ أصعد على ظهري يا رسول الله فصعد صلى الله عليه وسلم على الصخرة ثم رفع يديه للسماء وقال :_ اللهم إني أشهدك أن طلحة قد أوجب [[ اي وجب له رضا الله ورسوله ]] ________ استقر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسملون في الشعب وقامت قريش بآخر هجوم بقيادة {{ أبو سفيان وخالد بن الوليد }} اذا حاولوا أن يصعدوا الجبل ، ويكونوا فوق المسلمين فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :_اللهم انه لا ينبغي لهم أن يعلونا فأخذ سعد يرميهم بالسهام ، وانطلق اليهم عمر بن الخطاب ومعه مجموعة من المسلمين حتى أهبطوهم من الجبل ___________ وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ضد المسلمين وكانت قريش شبه متأكدة أنها قد نجحت في قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فرجعوا الى معسكرهم لأعتقادهم أنهم قد حققوا هدفهم ، وبدأوا يستعدون للعودة الى مكة ، واشتغل بعضهم ، كما اشتغلت نساؤهم بالتمثيل بقتلى المسلمين ____________ في هذه الأثناء ألقى الله النعاس على الصحابة ، رحمة بهم ١_ حتى لا يعيشوا لحظة فقدان النصر ٢_ حتى لا يروا ما تصنعه قريش بتشويه أجساد الشهداء فتأخذهم الحمية فيجددوا المعركة من جديد فلقد فعلت قريش في أحد عجباً ، شيئاً لم تعرفه العرب من قبل اخذوا يتفقدوا قتلى المسلمين[[ اي الشهداء ]] فرفعوا قتلاهم كي يدفنوهم ، وما وقفوا على جثة شهيد من المسلمين إلا ومثلوا بها [[ التمثيل اي تشويه الجثث ]] فجاءت {{ هند بنت عتبة }} الى جثة حمزة ، عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قتله وحشي بحربته فدلها وحشي على مكانه ، ورفع الحربة من بطنه وقال لها :_ هذا هو حمزة [[فقد وعدته هند أن تعطيه وزنه ذهب وفضة ]] فقالت له :_ مزقه [[ اي شق بطنه ... لتشفي غليلها و حقدها ]] وأخرجت كبده ، وحاولت أن تمضغها وتبتلعها ، فلم تستطع فلم يكفها ذلك فقطعت اذن حمزة وانفه وأنوف وآذان عدد من كبار الشهداء كمصعب ، وعبدالله بن جحش ، وغيرهم وجعلت منها قلادة في عنقها لتدخل بها مكة لتتفاخر وتقول :_ هذه أنوف وآذان أصحاب محمد [[ هذه المثلة لو رأها المسلمون من سفح الجبل لن يسكتوا عليها فألقى الله عليهم النعاس أمنةً منه لأنهم لو رأوا ما فعلته قريش بالشهداء لن يسكتوا وسينزلون لقتالهم وجراحهم لا تساعد على القتال ]] فأخذت قريش يقطعون الآذان والأنوف ، ويشقون البطون ولم يكن ابو سفيان أحسن حال من زوجته هند فقد أخذ حربته وعكسها فجعل كعبها في الارض [[ يسمى زج الرحم ]] وأخذ يدق فك حمزة السفلي من عند العنق للفك يدق بها ويقول :_ ذق عقق [[ يعني ذق طعم العذاب و عقوقك قومك ]] فمر به سيد الأحابيش أسمه {{ حليس }} فلما رآه الحليس فقال :_ ما هذا ابو سفيان ؟؟ !!! قال ابو سفيان :_ ويحك اكتمها فقد كانت زلة [[ اي لا تخبر احد بما رأيت كانت غلطة لان فعله كان معيب ]] فصرخ به الحليس وقال :_ ما رأيت اليوم من عجباً سيد بني كنانة و سيد قريش يفعل هذا بأبن عمه لحماً ؟!!! [[ لحما اي جسد قد مات لا يستطيع ان يدافع عن نفسه جاي تستقوي عليه ]] فقال :_ ويحك لا ترفع صوتك ، أكتمها عني فقد كانت زلة وهكذا فعل الكثيرون منهم والصحابة نيام مع النبي صلى الله عليه وسلم ليصرف الله عنهم ألم النظر لما تفعله قريش ____________ استقر المسلمون في الشعب ، وجلسوا يلتقطون أنفاسهم ويداوون جروحهم وجاء نساء المسلمين وفيهم {{ فاطمة}} بنت النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنت الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ {{ أبو عبيدة بن الجراح }} يخرج حلقتي المغفر من وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بأسنانه حتى سقطت سنتين من أسنان ابو عبيدة واندفعت الدماء من وجه النبي صلى الله عليه وسلم عندما اخرج حلقتي المغفر فجاء علي بن ابي طالب بالماء يغسل به وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لم تتوقف الدماء فجاءت فاطمة ، وأخذت قطعة من حصير وحرقتها ثم ألصقتها بمكان الجرح فاستمسك الدم فقال صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدماء عن وجهه {{ كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدماء }} فانزل الله عليه {{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }} الله عزوجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ، ليس لك من الامر شيء لأن الله {{{ لا يجامل }}} الله يربي انبيائه ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم {{ أدبني ربي فأحسن تأديبي }} ليس في الدين مجاملة وقد كان ذلك خالد بن الوليد الذي كان السبب في كل هذا فلقد أصبح فيما بعد {{ سيف الله المسلول }} وغيره ممن اسلم من قريش بعد ذلك فأمر العباد بيد الله وحده ان شاء تاب عليهم ان شاء عذبهم ليس لنا من الأمر شيء نعيد ونكرر وسنبقى نقول ، السيرة للتأسي لا للتسلي ___________ جلس المسلمون يلتقطون أنفاسهم في الشعب تهيأ المشركون للإنصراف وكان المشركون يعتقدون كما ذكرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل ولكن {{ أبو سفيان }} أراد أن يستوثق من الأمر فأقترب من الجبل ومعه مجموعة من المشركين ونادى :_ أفيكم محمد ؟ فلم يجبه أحد فنادى:_ أفيكم ابن أبي قحافة ؟ [[ اي ابو بكر ]] فلم يجبه أحد فنادى : _أفيكم عمر بن الخطاب ؟ فلم يجبه أحد __________ فأعتقد {{ أبو سفيان }} أنهم قد قتلوا فصاح في سعادة وفرح :_ لقد انتصرنا ، أما هؤلاء فقد كفيتموهم [[ يعني لقد انتهينا من هؤلاء الثلاثة ، لانه بنهايتهم انتهى هذا الدين ]] لي وقفة هنا للأسف اتألم عندما اقرأ بعض كتب السيرة ، واسمع بعض الدعاة يقولون {{ هزيمة المسلمون في أحد }} قريش خرجت بجيشها لهدف واحد من البداية وهو كما قلنا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانتصارها يعني تحقيق هدفها ، هم صحيح اصابوا من المسلمين ولكنهم لم ينتصروا على الاطلاق صاح ابو سفيان بسعادة عندما لم يجبه احد و اعتقد ان النبي قد قتل قال :_ انتصرنا والنصر عند العرب قديماً كان يعتمد على بقاء المنتصر في موقع المعركة ثلاثة ايام دليل على سيطرته ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد ذكرتها لكم ، ولكن قريش انسحبت في نفس الساعة ورجعت لمكة فشروط النصر جميعها لم تتحقق لقريش لا نقول هزيمة المسلمون في أحد ، بل اصابة المسلمون في احد ___________ فصاح ابو سفيان في سعادة:_ لقد انتصرنا ، أما هؤلاء فقد كفيتموهم فصاح عمر: _ يا عدو الله ، إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله ما يسوءك . ثم قال ابو سفيان :_ قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم قال : أعل هُبَل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ ألا تجيبونه ؟ فقالوا :_ فما نقول ؟ قال :_ قولوا الله أعلى وأجل ثم قال : _ لنا العُزَّى ولا عزى لكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه ؟ قالوا : _ما نقول ؟ قال :_ قولوا الله مولانا ، ولا مولى لكم ثم قال أبو سفيان : _ يوم بيوم بدر ، والحرب سجَال . فأجابه عمر وقال :_ لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار . ثم قال أبو سفيان :_ هلم إلي يا عمر فقال صلى الله عليه وسلم:_ ائته فانظر ما شأنه ؟ فذهب إليه عمر فقال له أبو سفيان : _أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمداً ؟ قال عمر: _ اللهم لا ، وإنه ليستمع كلامك الآن فقال أبو سفيان: _أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر [[ لان ابن قمئة الذي اشاع قتل رسول الله ]] وقبل أن ينصرف أبو سفيان ومن معه نادى : _ إن موعدكم بدر العام القابل [[ وهذا ما أشرت إليه طلب ابو سفيان مواجهة ثانية ليحقق النصر الذي لم يحققه في أحد ، لذلك قلت لكم لا نقول هزيمة المسلمون في احد ]] فقال رسول الله لرجل من أصحابه :_قل نعم ، هو بيننا وبينك موعد. ____________ فلما ولت قريش ورجعت أدبارها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وقال له :_ أخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون ؟ وما يريدون ؟ فإن كانوا قد جنبُوا الخيل ، وامتطُوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة [[ يعني إذا ركبوا على الجمال فهذا يعني انهم راجعين مكة لان النبي خشي ان ترجع قريش وتدخل المدينة ، ففيها النساء والاطفال ، وفي المدينة يهود ومنافقون سيجدونها فرصة لينقلبوا على المسلمين ويقفوا مع قريش ]] وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة قال علي : _ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، ووجهوا إلى مكة . ثم قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يتفقد القتلى والجرحى وهنا كانت المصيبة العظمى ... يتبع ان شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _____ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٣ »
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد )) الجزء الأول ___________ انصرفت قريش بعد المعركة راجعة الى مكة ، بعد أن قامت كما ذكرنا بعمل لم تعهده العرب من قبل ، وهو التميثل بجثث الشهداء __________ و قام صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه فألتفت يميناً وشمالاً فقال :_ أين عمي ؟؟ أين اسد الله حمزة ؟؟ أين حمزة ما كان ليفر !!! [[ يعني معاذ الله أن يهرب من أرض المعركة ويدخل المدينة ]] أين حمزة ، أين اسد الله ؟؟ فسكت الصحابة [[مع أن عدد منهم يعلم أن حمزة قد استشهد ، وقد رأوه وهو يسقط الارض ،ولكن بماذا يجيبونه وهو يسأل عن عمه اقرب الناس إليه واخوه في الرضاعة وصديق الطفولة ماذا يجيبونه ؟ ]] فكررها مالكم لا تجيبون ؟ !!! أين اسد الله ؟؟ ثم نزل لسفح الجبل فأراد صحابي أن يكسر قوة الصدمة للنبي صلى الله عليه وسلم فلحق النبي وقال :_ يا رسول الله سمعت قائلاً يقول ، أنه عند الصخرة تلك قد أصيب حمزة فلا ندري أجريح هو أو غير ذلك ؟؟ فهرول النبي صلى الله عليه وسلم الى الصخرة فسبقه رجال إليها وهم يعلمون أن حمزة قد اصيب ، فلما رأوا المثلة !!!! [[ أي تشويه جسده وما فعلته قريش بحمزة ]] ذهلوا و قالوا :_لا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يراه النبي الآن ؟ فأستقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرى حمزة وقالوا :_ يا رسول الله احتسب عمك عند الله قال :_ أبتعدوا أرونيه فزاح له الصحابة فوقف عند جثته ، وكانت صدمة ما بعدها صدمة له صلى الله عليه وسلم نظر إليه ، وسكت طويلاً يقول الصحابة :_ مع هذا الصمت ما راعنا إلا والنبي ينادي بأعلى صوته ، أرتج لصوته الجبال عمااااااه وبكى بكاءاً شديداً يقول الصحابة :_ ما رأيناه باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب ثم قال وهو يبكي :_ ما أصبت بمثلك ابداً ، وما وقفت موقفاً أغيظ علي من هذا والذي أرسلني بالحق لأن اظهرني الله على قومك يوماً لأمثلنّ بسبعين من رجالهم [[ غضباً وحزناً توعد وأقسم أن يثأر لعمه لأن العرب لم تعرف المثلة ، فما هذا الخلق الشنيع الذي فعلته قريش اليوم ؟؟ شق البطون وجذع الانف وقطع الآذان ]] فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، تعاطف معه أصحابه واخذوا يقسمون بالله لان أظهرهم الله على قريش ليمثلون بهم مثلةً يتحدث عنها التاريخ __________ فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم مقسماً انه سيمثل بسبعين ، ونادى أصحابه من حوله انهم سيمثلوا بأعداد منهم هبط جبريل فوراً ، والنبي واقف على جثة حمزة ، لم ينقل قدمه من موضعها ويا له من موقف !! جراحه تنزف، وقلبه متفطر لما أصابه ، وهو ينظر الى عمه فيُنزل الله جبريل فوراً هبط جبريل ، فأخذته صلى الله عليه وسلم الغشية ، فعلموا أنه يوحى إليه وإذا بالله جل في علاه يقول له {{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }} عاقبوهم بالقتال فقط ، أما تشويه الجثث كما فعلت قريش فهذا لا يرضي الله عزوجل {{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ }} وانظروا الى عظمة هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو بشر كما قال عنه القران الكريم {{ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا }} فعندما يسمو ، هذا البشر فوق كل مقاييس البشرية ، أليست هذه العظمة ؟؟ في نفس الموقف قبل قليل يقسم أنه سيمثل بسبعين فلما جاءه الأمر الإلهي ومن هنا نعلم ان النبي [[ لم يكن يعلم القران قبل ان يوحى إليه ولم يكن يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه ]] نزل الوحي فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يغير الموقف في نفس اللحظة [[ ماقال مهل ليبرد غضبنا ليبرد حزننا ]] لا لا فوراً قال :_سمعاً وطاعة يارب ثم تلا الايات على أصحابه وقال :_ نصفح ونصبر ، وإن اظهركم الله يوماً على قريش فلا تمثلوا بهم ثم يبشرهم لن تنال قريش منكم حتى تستلموا الحجر [[ اي الحجر الاسود عند الكعبة ، يواسيهم ويرفع معنوياتهم ليس مجاملة ولكن بيقين الوحي اي سنفتح مكة ، جراحهم تنزف وهو يبشرهم بفتح مكة هكذا فلتكن القادة تأسياً برسول الله صلى عليه وسلم ]] وكفر عن يمينه وكان دائما يوصي أصحابه أياكم والمثلة __________ ثم نظر بمقربة من حمزة [[ وليس حمزة شهيد فقط بل عدد من اصحابه فتذكر الرؤيا حين استشارهم ]] {{ رَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلَمًا، وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ }} قالوا :_ فما أولتها يا رسول الله [[ شو تفسير هالرؤيا ]] قال : _ فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون وأما الثلم الذي رأيت في سيفي {{ فهو رجل من أهل بيتي يقتل }} وهذا حمزة عمه قد قتل ، وها هم أصحابه قد قتلوا ___________ فنظر بمقربة من حمزة فإذا هو {{ مصعب بن عمير }} واذا هو قد مثل به ايضاً فجاء و وقف على جثته ، ثم بكى حتى أبتلت لحيته ، وسُمع صوته بالبكاء [[ لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم ، إذا ضحك او بكى أن يرفع الصوت إلا نادراً ، إذا ضحك تبسم واذا بكى دمعت عيناه وسالت الدموع على اللحية ، من غير أن يرفع الصوت ولكنه في هذا الموقف ، قالوا سمعنا صوت بكائه صلى الله عليه وسلم حين وقف أمام مصعب ]] واخذ يخاطب جثة مصعب وهو يقول له :_ لقد رأيتك يوما في مكة ، وأنت أنعم فتى في مكة [[ انعم اي اكثر شاب كان معه مصاري فكان ينفق على شباب مكة كلهم في السهرات قبل الاسلام ]] لقد رأيتك يوماً في مكة ، وأنت أنعم فتى وأجملهم حلة [[ اي اغلاهم ثياب ]] واطيبهم ريحاً [[ لان الدنيا كانت بين يديه ، والذي تنفق عليه أمه ، فلما اسلم حرمته امه من المال حتى يرتد عن هذا الدين فقال لا حاجة لي للمال فترك كل هذا لله ، حتى اصبح افقر شاب يلبس الخشن فكان يلبس كيس خيش في مكة ]] وهو أول سفير في الاسلام ارسله النبي للمدينة وقد ذكرنا ذلك عندما أسلم على يديه {{ سعد بن معاذ }} ثم يقول له النبي واليوم أراك اشعث أغبر ، بثوب إن أردنا أن نستر رأسك به كشفنا عن قدميك ، وإن أردنا أن نستر قدميك كشفنا عن رأسك فلمح النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو واقف امرأة تأتي من بعيد تشق صفوف القتلى تبحث فلما تبّصرها ، علم أنها عمته {{صفية بنت عبد المطلب }} اخت حمزة فنادى النبي على الزبير ولدها ، دونك المرأة ، المرأة !!! [[ اي رد امك كي لاترى ما فعل بأخيها ]] فأسرع الزبير وقال :_يا أماه إن رسول الله يأمرك ان ترجعي فضربت بيدها صدره وصرخت :_ يا لكع لقد بلغني ما وقع من أخي من مثلة ، وإني احتسبه عند الله ، الحمد لله ان رسول الله سالماً فجاء الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :_دعها فلما اقتربت نظرت الى اخيها وبكت واحتسبت عند الله _________ وقالت للنبي :_ ألا وقد سلمك الله لنا ، فلا نبالي بمن عطب [[ أي بمن قتل واستشهد ]] الحمد لله انك سالماً لنا هذان ثوبان وقد بلغني ما فعل بحمزة فجئت بثوبين تجمع اشلائه بهما [[ لان الشهيد لا يكفن يدفن بثيابه فالثوبين حتى يردوا اعضائه لبعضها فقد بقر بطنه ]] فنظر النبي صلى الله عليه وسلم بالثوبين وبكى وقال :_ ما كان لمحمد رسول الله ، أن يكفن عمه بثوبين ويترك مصعب لا ثوب له اعطوا ثوب لحمزة ، وثوب لمصعب [[ فلفوا حمزة بثوب ولفوا مصعب بثوب وكان الثوب لا يكفي مصعب ]] فقالوا :_ يا رسول الله إن الثوب قصير ، إن سترنا رأسه كشفت ساقيه ، وان سترنا ساقيه كشف راسه فقال :_اجعلوا الثوب لرأسه وادفنوه مع حمزة في قبر واحد يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٤»
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد )) الجزء الثاني __________ وقف صلى الله عليه وسلم على جثة حمزة ومصعب رضي الله عنهما كما ذكرنا وبكى وأخذ يقف على جثة كل شهيد فلما رأى في القتلى رجلان من الأنصار [[ كان معروف عنهما أنهما كانا صديقين والجميع يعرف صداقتهما ]] وكان واحد منهما إسمه {{ عبدالله بن حِرام }} بكسر الحاء تجنب للفظ كلمة حَرام ، والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون يذكرون اسمه [[ عبدالله بن حرام من غير تشكيل ]] هذا الصحابي يكون [[ والد جابر بن عبدالله الذي له روايات بالحديث عندما تسمعوا حديث نبوي عن جابر بن عبدالله ]] ___________ والآخر اسمه {{ عمرو بن الجموح }} ذكرت لكم قصته واسلامه في الجزء [[ ١٠٠ ]] كان له صنم مصنوع من الخشب وقد سماه {{ مناف }} يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه هذا الصنم مناف ، كان يلجأ إليه عند المصائب ، او إذا أراد حاجة سجد له وطلب حاجته كان يحبه أكثر من أهله وماله وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه ، وتطييبه ، وتلبيسه حتى أسلم رضي الله عنه وارضاه كان طاعن في السن وكان في إحدى ساقيه عرج ____________ عبدالله بن حِرام ، و عمرو بن الجموح كانا صديقان حميمان فلما أستعد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للخروج لأحد جاء ليخرج مع الجيش {{ عمرو بن الجموح }} وكان له من الابناء خمسة شباب كلهم خرج مع الجيش قالوا له :_يا ابانا كلنا أعددنا أنفسنا للخروج مع رسول الله أما أنت فقد عفاك الله ، فلا حرج عليك ، انت كبير بالسن وبك عرج ، فمنعوه من الخروج فدخل {{ عمرو }} للمسجد ودموعه تسيل على خديه وهو رافع صوته يقول :_ يارسول الله أنظر لبني هؤلاء ، يقفون بيني وبين الخروج في سبيل الله فماذا عليهم اذا وطأت بعرجتي هذه أرض الجنة ؟؟ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه والى بنيه فقال له :_ أما أنت فقد عفاك الله من كبر سنك ، وبلائك [[ اي عرجتك ]] وأما أنتم فما عليكم أن تمنعوه لعل الله ان يرزقه الشهادة ____________ فخرج عمرو بن الجموح مع الجيش ، ورفع يديه للسماء وقال :_ اللهم لا تردني الى اهلي خائباً ابداً ، واني يارب أحب أن اطأ بعرجتي هذه ارض الجنة وخرج مع صديقه الحميم {{ عبدالله بن حِرام }} وأستشهدا في احد __________ فلما نظر النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين جثث الشهداء وقد مثلت بهما قريش تذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ما قاله قبل خروجه وكان ابنائه يقفون حول النبي امام جثة أبيهم فبكى و قال :_ والذي نفسي بيده لقد رأيته يطأ بعرجته أرض الجنة فقال ابنائه :_ يارسول الله كان قد تواعد مع صديقه عبدالله بن حِرام ، الذي كان لا يفارقه ، كانا يتواعدن ان يلتقيا في الجنة إذا فرقهم الموت فقد قالا قبل الخروج ، إن تفرقنا فموعدنا في الجنة فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ اجعلوهما في لحد واحد ولفوهما في ثوب واحد ، ولا تفرقوا بينهما انظروا ما أجمل هذا الدين {{ إن تصدقوا الله يصدقكم }} فهما من تلك الساعة في ثوب واحد في لحد واحد الى ان تقوم الساعة ____________ و وقف النبي صلى الله عليه وسلم على جثة شاب اسمه {{ حنظلة بن عامر }} اما حنظلة هذا ، الملقب فيما بعد {{ بغسيل الملائكة }} والده كان مشرك مع قريش وحنظلة شاب مؤمن صادق الإيمان من المهاجرين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يزوجه من المدينة من الانصار [[ والنفاق يلعب دور في كل زمان وبما أن النبي أراد أن يزوجه ، ويبحث له عن زوجة ، فكان النبي كولي امره ، فجاء رئيس المنافقين يبيض وجه {{ ابن سلول }} فقال إن بنتي زوجة لمن يخطب له النبي ، طبعا نفاقاً ، لا ايماناً ، فهكذا المنافقون في كل زمان ]] ____________ وتمت الخطبة وقبل الدخول عليها والبناء ، جاء أمر الخروج لأحد فاستأذن حنظلة النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يبني بعروسه هذه قبل خروجه مساء ليلة الجمعة [[ اي ليلة المعركة ]] ثم يلحق بالجيش فأذن له النبي بذلك فبقي هذا الشاب وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأحد بعد صلاة الجمعة قريب من العصر وبقي حنظلة وبنى بعروسه ليلة السبت فلما كان الفجر وقبل أن يغتسل ويصلي ، سمع نداء الناس ان الحرب مع قريش ستبدأ فتعجل وأخذ سلاحه وأسرع بالخروج فلحقته زوجته للباب وقالت له :_ إنك لم تغتسل قال لها :_ الجنابة لن تحول بيني وبين الجهاد في سبيل الله فإني أخشى إن بقيت حتى أغتسل ، أن يفوتني موقفاً مع رسول الله فخرج والمسلمون لا يعلمون بأمره ، وانه بنى بزوجته لم يعلم أحد انه بنى بزوجته __________ ولكن زوجته عندما خرج أرسلت تستدعي اربعة من رجال قومها فلما حضروا ، اخذت تشهدهم أن حنظلة قد بنى بها قبل ان يخرج للجهاد فقالوا لها :_ انتِ عروس فلماذا تشهدينا ؟ !! قالت :_ لإني أعتقد أنه لن يرجع ، ولعلي قد علقت بحمل منه فإني اريد أن اغلق باب الغيبة والريبة _________ كيف استشهد حنظلة في معركة أحد رأى ابو سفيان عندما ولى هارباً ، فلحقه حنظلة وهو يقول :_ يا رأس الكفر ، فضرب حنظلة بسيفه ساق فرسه فسقط ابو سفيان من على الفرس فرفع حنظلة عليه السيف فصرخ ابو سفيان :_-يا بني غالب فإذا رجل من قوم ابو سفيان خلف حنظلة ، فرفع رمحه وطعن به حنظلة فوقع شهيداً رضي الله عنه __________ فلما نظر النبي على جثته ، أشار بأصبعه إليه وقال لأصحابه :_ هذا صاحبكم رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بأطباق من الفضة [[ النبي يرى مالا يراه اصحابه ، كان يقول لهم أتسمعون ما اسمع يقولون لا ، وكان يقول اترون ما أرى يقولون لا ، يقول لهم إني أرى وأسمع مالا ترون وتسمعون ]] فقال :_ نسأل صاحبته [[ اي زوجته ]] فلما رجعوا سألوها ،فأخبرتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ من أجل ذلك كان [[ اي غسلته الملائكة عندما استشهد لانه كان على جنابة ]] فسمي حنظلة {{ الغسيل }} رضي الله عن صحابة رسول الله يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٥ »
السيرة النبوية العطرة (( دفن شهداء أحد }} ______________ تفقد النبي صلى الله عليه وسلم القتلى والجرحى فقال لأصحابه :_ من يأتيني بخبر {{ سعد بن الربيع }} [[ سعد بن الربيع كان ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ، وكان أحد نقباء الأنصار . ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ]] افتقده النبي صلى الله عليه وسلم فذهب {{ زيد بن ثابت }} ليبحث عن {{ سعد بن الربيع }} فوجده وقد طعن اثنى عشر طعنة ، وهو في آخر رمق فقال له زيد :_ يا سعد إن رسول الله أمرني أن أنظر انت في الأحياء ام في الأموات قال سعد:_فإني في الأموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، السلام وقل له : _ إن سعدا يقول: _ جزاك الله عني خير ما جزى نبياً عن أمته وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي وأبلغ قومك مني السلام وقل لهم: _ إن سعدا يقول لكم :_ إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف ثم فاضت روحه رضي الله عنه فرجع زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: _رحمه الله، نصح لله ولرسوله حياً وميتاً _____________ ووجدوا في الجرحى {{ الأُصيرم عمرو بن ثابت }} وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام وهو يرفضه فسألوه: _ ما الذي جاء بك ، مناصرة لقومك، أم رغبة في الإسلام؟ [[ يعني مادام انت ما اسلمت ليش جئت للمعركة ؟ هل من أجل تدافع عن قومك ؟ أم أنك اسلمت ]] فقال :_ بل رغبة في الإسلام ، فأنا آمنت بالله ورسوله ، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه حتى أصابني ما ترون ثم فاضت روحه فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: _ هو من أهل الجنة يقول أبو هريرة: _ ولم يُصلِ لله صلاة قط . _______________ وكان في القتلى رجل من اليهود اسمه {{ مُخَيرِيق }} وكان حبراً عالماً من أحبار يهود وكان رجلا غنيا كثير الأموال وكان يعرف رسول الله بصفته ، وما يجد في علمه ولكنه لم يسلم ، فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد أسلم وكما قلنا معركة أُحد كانت يوم السبت فوقف وقال :_ يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق قالوا:_ إن اليوم يوم السبت قال:_ لا سبت لكم ثم أخذ سيفه وعدته وقال:_ إن أصُبت فأموالي كلها لمحمد ، يصنع فيها ما شاء ثم قاتل حتى قتل واخذ النبي امواله وجعلها صدقة على الفقراء وقال صلى الله عليه وسلم : _ مُخيرِيق خير يهود ____________ ثم بعد أن تفقد الجرحى ، أمر صلى الله عليه وسلم بدفن أصحابه بعد ان صلى الظهر بهم ، جلوساً ، وصلوا خلفه جلوساً [[ لأنهم جرحى متعبين ]] ثم أمرهم أن يدفنوا الشهداء جماعات حتى تحتوي الحفرة الواحدة [[ الشهيدين والثلاث ]] حتى لا يشق عليهم [[ لأن حفر قبر لكل شهيد وهم جرحى يصعب عليهم ذلك ]] فقد بلغ عدد الشهداء {{ ٧٠ شهيد }} رضي الله عنهم أجمعين من قبيلة الخزرج {{ ٤١ }} من قبيلة الأوس {{ ٢٤ }} من المهاجرين {{ ٤ }} من اليهود {{ ١ }} ___________ كم كان عدد قتلى المشركين ؟؟ لم يعرف بالتحديد البعض قال {{ ٣٧ والبعض قال اكثر }} ولكن كان العدد فوق المئة وذلك بدليل قوله تعالى {{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا }} شهداء المسلمين {{ ٧٠ }} انتم اصبتم بسبعين واصبتوهم بمثليها أي العدد مضاعف ٧٠ ×٢= ١٤٠ وبعض كتب السيرة يرفعه لأعلى من هذا العدد ________ أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يدفنوا الشهداء جماعات حتى تحتوي الحفرة الواحدة [[ الشهيدين والثلاث ]] حتى لا يشق عليهم ودفنوا جثث المشركين ايضاً إلا أن بعض كتب السيرة تقول [[ أن قريش منهم من حمل قتيلهم ، ومنهم واراه الرمال قبل ان يرحلوا ]] وكم من فارق بين هدي هذا الدين ، وأخلاق نبيه وبين الكفر وأهله تذكرون يوم بدر ؟؟ عندما هربت قريش ، وتركت خلفها قتلاهم ، ومتاعهم ، ورجالهم عندما قتل منهم سبعين ، و وقع بالأسر سبعين فلم يفارق صلى الله عليه وسلم ، أرض بدر حتى دفن جثث المشركين جميعاً [[ فلم يُمثل بجثثهم ، ولم يتركها للطير والسباع ، وانظروا الى الكفر وأهله قريش في معركة أحد تُمثل بجثث المسلمين ولا تتركهم بحالهم ]] بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بدر ، يدفن جميع الجثث ولا يتركها طعام للطير والسباع لان الله تعالى قال {{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }} أسمعتم يا من تدعون {{ حقوق الإنسان }} هذا هو ديننا هذا هو منهجنا ، الى اليوم والى قيام الساعة هذه هي أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم واليوم أنتم تشاهدون الاخبار وتسمعونها وانظروا الفرق بين اخلاق المسلمين ، وملة الكفر في السلم والحرب ___________ دفنوا الصحابة اخوانهم من الشهداء وكان همّ النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يحملَ {{ حمزة }} ويدفنه بالبقيع فلما أشار لأصحابه أن يرفعوا جثة حمزة ، تحرك جبل أحد كله فضربه النبي صلى الله عليه وسلم ، برجله بأنفعالةً وقال :_ أثبت أحد فإنما عليك نبي ، وصديق ، وشهداء فسكن أحد فقال صلى الله عليه وسلم :_ ادفنوا الشهداء في مضاجعهم [[ اي مواضع مقتلهم ]] ادفنوا الشهداء في مضاجعهم ، إنَّ نحب أحد ، وأحد يحبنا ، إن أحد جبل على باب الجنة فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعدها كلما خرج من المدينة وعاد إليها يقف وينظر الى أحد ويشير لأصحابه إليه ويقول :_ هذا جبل يحبنا ونحبه ، وهو جبل على باب الجنة ___________ دفن الصحابة الشهداء ثم وقف صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه :_استووا حتى أثني على ربي عز وجل فوقف الصحابة خلفه صفوفاً ثم أخذ يثني على الله تعالى رفع يديه صلى الله عليه وسلم وقال :_ اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مبعد لما قربت ، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك . اللهم إني أسألك النعيم المقيم ، الذي لا يحُول ولا يزول ، اللهم إني أسألك العون يوم العيلة ، والأمن يوم الخوف ، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين ، وأحينا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك . يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٦ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، الرجوع للمدينة )) _____________ دفن الشهداء ، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وركب فرسه ولم يكن معه من الخيل غيرها ، والجميع رجعوا مشياً على الأقدام كما خرجوا لم يكن معهم إلا فرس واحد رجع النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة من حوله وكانت قد وصلت الأخبار للمدينة بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد قتل فهاجت المدينة وارتفع صوت البكاء بها وخرجت النساء حتى العجّز [[ اي الختايرة ]] كلهن خرجن يستطلعنا الخبر فما أن دخل الموكب للمدينة ، فأخذت تتلاقهم طلائع النساء فكان أول من تلقاه من النساء {{ حمنة بنت جحش }} تكون [[ بنت عمة النبي واخت عبدالله بن جحش وقد استشهد في المعركة وخالها حمزة ]] فلقيتهم وهي تسأل وتقول :_ أرسول الله بخير ؟؟ فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها :_ يا حمنة أحتسبي قالت :_ من يارسول الله ؟ قال :_ خالك حمزة اسد الله ورسوله [[ قالها وهو يبكي ]] فأحتسبت وقالت :_ إنا لله و إنا إليه راجعون قال:_ يا حمنة احتسبي ايضاً قالت :_ من يارسول الله ؟ قال:_ اخوكِ عبدالله بن جحش فأحتسبت وقالت :_إنا لله و إنا إليه راجعون وكانت حمنة زوجة {{ لمصعب بن عمير }} فقال لها النبي :_ احتسبي يا حمنة ايضاً قالت :_ من يارسول الله ؟ قال :_ زوجك مصعب فناحت و ولولت فقال صلى الله عليه وسلم :_ سبحان الله إن الرجل من زوجته لبمكان [[ لقد نعي إليها خالها وأخوها ولم تولول ونعي لها زوجها فصاحت وبكت ]] قال لها النبي :_ يا حمنة لما فعلت هذا ؟ قالت :_ يا رسول الله ذكرت قوله تعالى {{ ولا تنسوا الفضل بينكم }} وإن له أيتام قال :_ اللهم اخلفها في ايتامه خيراً ________ ومضى النبي صلى الله عليه وسلم ، واذا بامرأة تشتد بين المسلمين وتقول بفزع :_ ماذا فعل رسول الله ؟؟ فتلقاها الناس وقالوا يا أمةَ الله أحتسبي وأصبري قالت :_ من ؟؟ قالوا :_ قد قتل أبوكِ ؟؟ قالت : _ إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم ، ماذا فعل رسول الله ؟؟ قالوا :_ يا أمةَ الله أحتسبي قالت :_ من ؟؟ قالوا :_ قد قتل أخوكِ قالت :_ ما عن هذا سألتكم ، يتخذ الله من عباده شهداء ، ماذا فعل رسول الله ؟؟ قالوا :_ يا أمةَ الله أحتسبي قالت من ؟ قالوا :_ قتل ابناكي [[ اولادها اثنين ، والولد فلذة الكبد]] قالت : _إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم اقول ماذا فعل رسول الله ؟ [[ يخبروها بقتل أبيها وأخيها وأبنيها وهي تقول انا لله وانا اليه راجعون ماذا فعل رسول الله]] قالوا :_ يا امةَ الله أحتسبي وأصبري قالت :_ من ؟ قالوا :_ زوجكِ قالت _إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم ، ماذا فعل رسول الله ؟ قالوا لها وهم مدهوشين من ردة فعلها قالوا :_ رسول الله بخير كما تحبين وتشتهين قالت :_ أرونيه أنظر إليه وكان النبي يسير خلف الجيش يُقدم أصحابه أمامه ويقول لهم :_خلوا ظهري للملائكة ، فإن الملائكة تسير من ورائي فلما دنى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي واقفة مع من نعوا لها من قتل من اهلها فلما اقترب النبي قالوا لها :_ هذا هو رسول الله فقالت:_ دعوني أسلم عليه فشقوا لها الطريق وقالوا :_ يارسول الله نعينا له الأب والأخ والابناء والزوج فأحتسبت وهي تقول ماذا فعل رسول الله ؟؟ فلما دنت ورأت رسول الله قالت :_ أما وقد سلمت لنا يارسول الله فلا نبالي بمن عقب بعدك [[ يموت الكل ما عندي مشكلة ولكن تبقى لنا يا رسول الله ، انها العقيدة لانهم يعلمون ان قوام هذا الدين بوجود هذا النبي صلى الله عليه وسلم ]] ___________ ومضى صلى الله عليه وسلم واذا بامرأة مسنة كبيرة بالعمر تكون والدة {{ سعد بن معاذ }} وهي تسأل الجموع أين رسول الله ؟؟ لقد بلغنا أنه قتل قالوا لها :_ هو بخير قالت :_ لا والله لا أنصرف حتى أراه وأكلمه فلما دنى النبي صلى الله عليه وسلم ، واذا بسعد ولدها هو الذي يقود فرس النبي صلى الله عليه وسلم قال سعد :_ يا رسول الله هذه أمي قال صلى الله عليه وسلم :_- اهلاً بها ومرحباً ، أدنوها يا سعد فدنت فقال لها رسول الله :_ يا أم سعد أحتسبي قالت :_ من يارسول الله ؟ قال :_ ولدك وكان أسمه {{ عمرو بن معاذ }} أخو سعد وقد أستهشد قال :_احتسبي يا أم سعد ،فقد اصيب ولدك {{ عمرو }} قالت :_ إنا لله و إنا إليه راجعون ، مادمت عدت لنا سالماً يارسول الله فكل مصاب بعدك جلل [[ يعني المصيبة عنا لو انك اصبت انت يارسول الله ومادمت سالم ما عنا مصيبة ]] واقتربت من ابنها سعد وقبّلته وشمّته [[ إنه قلب الام ]] ثم قالت وهي تكفكف دموعها :_ الحمد لله الذي ردك سالماً إلينا يارسول الله فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أبشري يا ام سعد وبشري من ورائكِ أخبريهم يا ام سعد أن الله عزوجل قد كلم الشهداء واسكنهم الفردوس الأعلى وجعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش وحين سألهم ماذا تريدون ؟؟ قالوا :_ أن تردنا الى الدنيا فنقتل فيك ... مرة ثم نرد الى الدنيا فنقتل فيك ... مرة ثم نرد الى الدنيا ونقتل فيك فقال الله للشهداء :_ أما وقد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون [[ اي للدنيا ]] قالوا :_ يارب فمن يخبر اهلنا من خلفنا بما وجدنا [[ اي بأن الله قد كلمنا واكرمنا ]] ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة قال لهم الله :_ انا أبلغهم عنكم وهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى {{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }} يتبع إن شاء الله ... _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٧ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، حكم البكاء على الميت )) ______________ ثم مضى صلى الله عليه وسلم ، الى بيته ومر الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض بيوت الأنصار ، فسمع بكاء نساء الأنصار على قتلاهم ، ويذكرون مأثرهم [[ اي خصالهم ]] فهز رأسه صلى الله عليه وسلم و بكى وقال :_ ولكن حمزة لا بواكي له [[ يعني لا يبكي على حمزة أحد ، وذلك لأن أكثر قرابة حمزة كانوا في مكة ]] لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم البكاء على الشهداء فسمعها سعد فما أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم على باب مسجده فلم يستطع أن ينزل من على فرسه، فأنزلاه السعدان {{سعد بن معاذ }} سيد الأوس و {{ سعد بن عبادة }} سيد الخزرج ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته ثم امر الصحابة جميعاً ان ينطلقوا الى بيوتهم ويداوون جراحهم فأنطلق {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه وجمع نساء الأنصار من بني {{ عبد الاشهل }} لان سعد هو سيد بني عبد الأشهل قال :_ والله لا تبكي امرأة منكم قتيلً لها حتى تأتوا باب المسجد ، وتبكوا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت نساء الأنصار الى باب المسجد ، عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجلسنّ يبكين حمزة عند بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فسمع النبي الصوت فقال :_ ما هذا ؟!!! فقيل له :_ إنهن نساء بني عبد الأشهل يارسول الله ، يبكين حمزة بن عبد المطلب ويذكرن مأثره فخرج وأستمع إليهن وقال :_ رحم الله الأنصار ، رحم الله ابنائكم ، وخفف عليكن مصابكم ، وأخلف الله عليكن فيها خيراً ، أرجعن الى بيوتكن مأجورات ثم دخل ولكن بقيت النساء يبكين حمزة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخروا صلاة المغرب الى العشاء {{ جمع تأخير }} حتى يداوون جراحهم [[ ولأن وقت المغرب ضيق ]] قال :_ نصليه مع العشاء إن شاء الله ودخل وغلبته عيناه فنام ، كان متعب صلى الله عليه وسلم فما أستيقظ صلى الله عليه وسلم إلا وقد مضى من العشاء وقت طويل [[ اي بعد العشاء ]] فلما أستيقظ سمع صوت بكاء على باب المسجد قال :_ ماهذا ؟!! قالوا له :_ هذه نساء الأنصار يبكين حمزة بن عبد المطلب قال مستغرباً :_ منذ الليل ؟ !!!! [[ اي من قبل المغرب الى الآن ]] منذ الليل [[وكلنا نعرف كم يتعب البكاء الانسان ]] فخرج مسرعاً إليهن وقال :_ كفى .. كفى .. يا نساء بني عبد الأشهل لقد أوجبتنّ ، ولقد واسيتنّ ألا إني أعزم عليكن ، وأنا محمد رسول الله ، أن لا تنوحنّ على ميت بعد اليوم [[ يعني بعد اليوم مافي نواح بالإسلام ]] ___________ ومن ذلك اليوم لم تبكي مؤمنة على ميت بندب ونواح ولنا وقفة هنا لنربط الكلام ببعضه عندما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم {{ ابراهيم }} لم ينجب من ازواجه غير من خديجة ، ومارية القبطية انجبت له أبراهيم وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه هو . فرح به رسول الله كثيراً ، لان بعد هذا العمر رزقه الله ولد يحمل اسمه ، ولكنه مات وعمره {{ ١٧ شهر }} فحزن عليه كثيراً صلى الله عليه وسلم ، كان أول مشيه وهنا {{ حكمة الله }} لم يكن له ولد ذكر صلى الله عليه وسلم ؟؟ الجميع يسأل ما الحكمة ؟؟ إرادة الله وحكمته فوق الجميع ولحكمة من الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش له ولد ليكون {{ محمد صلى الله عليه وسلم ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين }} فبرسول الله {{ ختمت النبوة }} فلما مات ابنه ابراهيم وكان يحمله النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه عندما فاضت روحه جهش النبي صلى الله عليه وسلم بالبكاء فسُمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم خارج البيت فقيل :_ يارسول الله ألم تنهنا عن ذلك منذ يوم أحد ؟؟ قال :_ ما عن هذا نهيتكم ، إن العين لتدمع ، وان القلب ليحزن وإن على فراقك يا ابراهيم لمحزنون ، وإنا لا نقول إلا مايرضي الرب {{ إنا لله وإنا إليه راجعون }} إنما نهيتكم [[ اي يوم احد ]] أن يضرب الرجل وجهه او يشق جيبه او يقول في ذلك ما لا يرضي الله __________ فالبكاء على الميت {{ مشروع }} يقول صلى الله عليه وسلم :_ إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا أو يرحم [[ وأشار الى لسانه ]] وقد بكى أيضاً صلى الله عليه وسلم على ابن بنته عندما توفى فقال له سعد بن عبادة :_ ما هذا يا رسول الله ؟ قال :_ هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ____________ و يجوز للمرأة ان تودع زوجها ، ولا حرج حتى بعد الغسل لا مانع شرعاً من أن تودع الزوجة ، زوجها الميت بتقبيله بعد غسله وتكفينه وكذلك يجوز للزوج أن يودع زوجته الميتة تقول عائشة رضي الله عنها :_ لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي صلى الله عليه وسلم غير نسائه [[ يعني بلغتنا اليوم لو ترجع الايام للوراء ، ما كان سمحنا لأحد يغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير زوجاته ]] وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم تقول عائشة :_ رجع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي وأقول: _ وارأساه فقال: _ بل أنا وارأساه، ما ضرك لو متِّ قبلي وكفنتك ثم صليتُ عليكِ ودفنتكِ [[ الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر عائشة إذا انتِ متي قبلي كفنتك ودفنتك ]] وقد قام علي رضي الله عنه بغسل فاطمة ، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم _________ كل هذه أحاديث صحيحة صريحة تدل على جواز تغسيل الرجل زوجته الميتة وكذلك تغسيل المرأة لزوجها الميت فإذا جاز للرجل أن يغسل زوجته المتوفاة ، وللزوجة أن تغسل زوجها المتوفى بالله عليكم أليس من باب أولى توديع كل من الزوجين الآخر بعد وفاته ____________ خلاصة الكلام بعض الناس اذا أصابتهم مصيبة يظل طوال حياته محصورا في تلك الدائرة لا يخرج منها ولا يريد أن يخرج منها والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا ، أننا نحزن مثل كل البشر ، ولكل نحزن ليوم أو يوم وليلة أو أسبوع أو حتى شهر، ولكن لا نظل في هذه الدائرة طوال حياتنا ، لابد أن نقلب الصفحة وننظر أمامنا ولا ننظر تحت أقدامنا {{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }} كلنا جنائز مؤجلة شئنا أم أبينا ___________ ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بأصحابه المغرب والعشاء جمع تأخير وهنا أكرر {{ لم يهزم المسلمون في أحد }} ولم يكن انتصار لقريش على المسلمين في أحد ١_ لم تحقق قريش الهدف الأول من غزوة أحد وهو قتل {{ النبي صلى الله عليه وسلم }} ٢_لم تقم قريش بأسر أي أحد من المسلمين ٣_ قام المسلمون بدفن شهدائهم في أحد بأنفسهم ، بينما لم تتمكن قريش من ذلك في {{ بدر }} ٤_انسحبت قريش فورا بعد انتهاء المعركة، ولم تقم في أرض المعركة ثلاثة أيام كما هي عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت ٥_ تواعدت قريش بالرجوع لبدر ، لأنها فشلت بتحقق اهدافها يتبع إن شاء الله ...... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٨»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد )) الجزء الأول _____________ مازلنا في أعقاب غزوة أحد ومن آثار أحد في المدينة ، وبعد المصاب الذي أصيب به المسلمون قامت إشاعات من أهل الكتاب في المدينة {{ اليهود }} والمنافقين فأخذ اليهود يشككون في الدين ويقولون :_ أنه لو كان محمداً نبياً لما أصيب !!!!! هذه شائعة المغضوب عليهم {{ اليهود }} وأخذوا يقولون لأهل المدينة من الأنصار ألم نقل لكم ليس هذا النبي المنتظر ؟؟ لو كان هو نحن نعرف وصفه في كتبنا وكنا آمنا به قبلكم ؟؟ لو كان نبي من عند الله لما هُزم ، النبي يأيده الله وماكان نصره في بدر إلا حظ ، أما الرسل لا تهزم ابداً ، نحن أهل الكتاب نعرف عن الانبياء أكثر منكم قلنا لكم أنه ليس نبي ولم تصدقونا طبعاً وضعاف النفوس تأثروا بهذا الكلام وممكن واحد يسأل هل كان في المدينة بين الصحابة ضعاف نفوس ؟ !!!! نعم في كل زمان ومكان هناك ضعاف النفوس واخذ اليهود يشككون الناس من ضعاف النفوس في دينهم _____________ ولي وقفة مع المغضوب عليهم اليهود وقضيتنا اليوم معهم ، ومن الجميل أن تكون السيرة للتأسي لا للتسلي هؤلاء المغضوب عليهم إذا كانت وقاحتهم أن تكلموا عن الله عزوجل لم يثبت في تاريخ الأمم كلها ، ولا تاريخ البشرية منذ أن خلق الله هذه الارض افجر كفراً من يهود ألم يقولوا عن الله عزوجل ، يد الله مغلولة {{ غُلَّتْ أَيْدِيهمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا }} إذا كانوا تواقحوا بالكلام عن الله عزوجل أيسلم من ألسنتهم النبي ؟؟ أيسلم منها المسلمون ؟؟ أيسلم منها المجاهدون ؟؟ أتسلمون أنتم منها يا من تقرأون ؟؟ الذين شق لهم الله البحر ، ونجاهم من فرعون ، لم تجف ثيابهم من ماء البحر بعد ، فعبدوا العجل الذين يبدلون كلام الله ويحرفونه {{ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون }} الرسول صلى الله عليه وسلم ، نزلت عليه سورة البقرة أطول سورة في القران في المدينة المنورة ، كان أكثر ما ذكر فيها عن اليهود ، لأن الله ابتلاه في المدينة ، بمجاورة هذه الفئة الخبيثة ملخصها الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم [[ أي ملخص الحديث عنهم ]] يهود وعهود ، ضدان لا يجتمعان أبداً ابداً أبداً {{ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم }} ماذا ترجون بعد ذلك ، منهم يا خير أمة ؟؟ ان يرجعوا لكم فلسطين على طبق من ذهب ماذا تتوقعون أن يردوا عليكم ؟؟ سمعنا وأطعنا !!!!! إذا لربنا قالوا :_ سمعنا وعصينا الله عزوجل خالق الخلق ، سماهم {{ السفهاء }} في القران ولم يسمي أحد من الخلق ، بهذا الوصف على الإطلاق ، {{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ }} والمشكلة تجلس مع ناس [[ بيحكيلك والله اليهود بيفهوا بكل شي ، احسن منا يكفي عندهم تطور رهيب ، يا اخي بيفكروا مش زينا ]] لانهم سفهاء اهل مكر وفتن الله يصفهم بالسفهاء ، وانت جالس تمدح فيهم ، لم يتطوروا إلا على ظهوركم وأراضينا و مقدساتنا هم يقولون عن انفسهم ، قلوبنا غلف هم يقولون لست أنا الذي اقول قالوا يا موسى قلوبنا غلف {{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ }} الذين يقولون عن أنفسهم قلوبنا غلف مغطاة لا نفقه ولا نفهم هل ينفع معهم التفاهم ؟؟ الذي لا يفهم ، لا ينفع معه إلا القوة ، لأنه كالدواب _____________ السيرة تبين لكم حقيقة خسة اليهود [[ وكيف كان وضع المدينة وكيف كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد بلاه الله بهذه الفئة السفيهة ]] اخذوا ينشرون هذه الشائعات لو كان محمداً حقاً نبياً لما هزم [[ ليشككوا المؤمنين في دينهم ]] فعداوتهم لله اكبر ، و واوسع من أن توصف ، عداوة لله ورسله ، كل من أقترب من الله فهو عدوهم لانهم بالأصل هم أعداء لله ، لايحبون الله ولو أردت الحديث عنهم ، لطال الحديث ______________ فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، شائعاتهم وقد وصلته عن طريق الصحابة وكان وقت الفجر قلنا {{ غزوة أحد }} كانت يوم السبت ، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بأصحابه المغرب والعشاء جمع تأخير وفي صلاة الفجر يوم الأحد اليوم التالي عزم النبي صلى الله عليه وسلم للخروج ومطاردة قريش لأكثر من سبب ___________ وكان هذا القرار الصعب جدا وهو خروج جيش المسلمين لمطاردة المشركين ولكن كان له أكثر من فائدة وله أكثر من الهدف ______ ١_ ليرد على كيد هؤلاء اليهود والمنافقين ____________ ٢_ ليرد اعتبار المؤمنين ويرفع معنوياتهم فلا شك أن خروجهم لقتال قريش بعدما أصيبوا في أحد سيرفع من روحهم المعنوية ويعيد لهم ثقتهم بأنفسهم _____________ ٣_ ليُشعر قريش بعدم الهزيمة وان في المسلمين قوة خشية عودة قريش لغزو المدينة وقد وصله خبر أن قريش عند عودتها لمكة كانت تقول :_ لقد أصبتم شوكتهم وقتلتم بعضهم ، ولكن بقي فيهم رؤوس يدبرون لكم فلو ملتم على مدينتهم فاستأصلتموهم لكان خير لكم فكان {{ ابو سفيان }} يريد أن يرجع للمدينة وكان {{ صفوان بن امية }} ينهى عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم عندما سمع ذلك قال :_ لقد ارشدهم صفوان وما كان برشيد [[ يعني هو ليس برشيد وعاقل ولكن ارشدهم بهذه المسألة ]] لقد ارشدهم صفوان ، وماكان برشيد ، والذي نفسي بيده لقد سومت لهم الحجارة كأمس الذاهب [[ سومت لهم أي في السماء ، حجارة سجين التي أهلك الله بها جيش الفيل كانت مسومة ، اي كتب على كل حجر اسم الشخص الذي ستصيبه ولو رجعوا للمدينة لكان كأمس الذاهب، اي لكانوا عبرة مثل اصحاب الفيل ]] __________ ٤_ هو اذا لم تكن قريش تريد مهاجمة المدينة فإن مجرد خروج المسلمين لمطاردة قريش سيعيد للمسلمين بعض الهيبة التي يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمون سيعانون من فقدها بعد {{ أحد }} وخصوصا أن الدولة الاسلامية الوليدة في الجزيرة العربية محاطة بعشرات القبائل التي تضمر الكراهية والعداوة للمسلمين يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٦٩»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد )) الجزء الثاني _____________ عزم النبي صلى الله عليه وسلم ، على لحاق جيش قريش ، في نفس الوقت كان صلى الله عليه وسلم يعلم أن الصحابة غير مستعدون للقتال لأن أغلب الصحابة فيهم الجرحى وفيهم أصابات بليغة والروح المعنوية للجيش في أدنى حالاتها _____________ وفي فجر يوم الأحد في اليوم التالي لمعركة أحد خرج الرسول صلى الله عليه وسلو ، لصلاة الفجر فلما انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم ، من صلاة الفجر أمر بلال أن ينادي {{ إن رسول الله يأمركم بطلب عدوكم ولا يخرج معنا إلا من شهد القتال بالأمس }} فكان قرار النبي صلى الله عليه وسلم ألا يخرج معه لمطاردة قريش الا من شهد {{ أحد }} فقط أما هؤلاء {{ ٣٠٠ }} الذين انسحبوا من منتصف الطريق الى {{ أحد }} فلا يخرجون معهم لأنه بعد {{ أحد }}أصبح الصحابة في المدينة يفرقون بين جماعة المؤمنين وبين المنافقين وكان هذا من مكاسب {{ أحد }} لأنه بعد {{ بدر }} ظهرت بقوة هذه الطائفة المدمرة للمجتمع وهي طائفة المنافقين وكانوا مختلطين بالمؤمنين فجائت {{ أحد }} وانسحب هؤلاء المنافقون فأصبح الصحابة يفرقون بين المؤمن والمنافق والرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يريد أن يكون معه غير المؤمنين لأن هؤلاء المنافقون يخذلون الجيش وتكون أضرارهم أكثر من منافعهم ___________ وجاء رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} وقال :_ انا خارج معك يارسول الله فقال له النبي :_ لا والله ، لن يخرج معنا إلا من خرج معنا بالأمس ____________ أستجاب جميع الصحابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم و لم يتخلف منهم أحد [[ مع أنهم جميعا تقريبا يعانون من الجروح والأصابات البليغة ، لم يأتي صحابي واحد يعتذر للرسول في عدم الخروج رضي الله عنهم جميعا ]] خرج {{ أسيد بن حضير }} مثلا وبه سبع جراحات ومن الصحابة من خرج و به {{ ٩ جراح ومنهم ١٠ ومنهم من به ١٣ جرح }} وكان هناك أخان اسمهما {{ عبد الله بن سهل، ورافع بن سهل }} رضي الله عنهما وكانت بهما جراح كثيرة وبليغة ، ولم يجدان خيل ولا بعير يركبانه فقالا: _ والله إن تركنا غزوة مع رسول الله لغبن [[ أي خسارة كبيرة ]] والله لا نستطيع الركوب ولا المشي وقال رافع: _ لا والله ما بي مشي[[ اي لا استطيع المشي لأنه كله جراح ]] فقال عبد الله:_انطلق بنا نلحق برسول الله نمشي فإذا عجزنا ، تحملني نوبة واحملك نوبة ، فإذا عجزنا زحفنا ولا نتخلف عن رسول الله فخرجا يمشيان بثقل ، ثم ضعف رافع ولم يستطع المشي فحمله أخوه عبدالله ، فضعف عبدالله فأخذا يزحفان فبقيا هكذا يمشيان فإذا تعبوا حمل كل واحد الآخر ، فإذا تعبوا كانا يزحفان فأمتدح الله تعالى هذا الموقف العظيم من الصحابة فنزل قوله تعالى {{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }} ______________ خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته بملابس الحرب وهو مجروح في وجنته ، من أثر الحلقتين ومجروح أيضاًفي جبهته وباطن شفته السفلي ، ومجروح في ركبتيه ، ومتألم من عاتقه الأيمن من أثر ضربة {{ ابن قمئة }} ثم دخل المسجد وصلى ركعتين ، وقد اجتمع الناس في المسجد ، ثم دعا بفرسه فركبه وكان طلحة واقفا ينظر فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :_ يا طلحة اين سلاحك ؟؟ قال :_قريب يارسول الله ، ولكن انظر إليك كيف تركب الفرس وانت بهذه الجراح قال :_ لا عليك يقول طلحة: _ ولأنا أهم بجراح رسول الله مني بجراحي [[ يعني انا مهموم بجراح رسول الله اكثر من جراحي ورسول الله مازال خده ينزف من اثار الحلق التي دخلت في وجهه بالأمس ]] فأنطلق طلحة ولبس سلاحه وكان طلحة قد جرح [[ ٣٩ جرح وشلت يده ، واغشي عليه في احد ]] ثم رجع طلحة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا طلحة أين ترى قريش ؟؟ [[ وكان طلحة خبير بالطرق ، أين تتوقع وصلوا اي منطقة ]] قال :_ هم بالسيالة ، يارسول الله ، والله اعلم فقال النبي :_ هكذا أظن [[ أي هكذا توقعت ]] ______________ خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسار بجيشه حتى وصل الى منطقة يطلق عليها {{ حمراء الأسد }} على بعد حوالي [[ ٢٠ كم ]] جنوب المدينة ، وعسكر بجيشه هناك عندما وصلوا ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يجمعوا الحطب بالنهار ولما جاء الليل أمرهم أن ويوقدوا النار بالليل حتى اذا نظر أحد الى معسكر المسلمين من مكان بعيد يعتقد أن عددهم كبير [[ وبالفعل انتشر ذكر معسكر المسلمين ونيرانهم وعددهم الكبير في كل مكان في الجزيرة ]] _____________ عندما جاء الليل وصل الى معسكر المسلمين في {{حمراء الأسد }} عبدالله ورافع ، تأخرا كثيراً ، لأنهما كانا لايستطيعان المشي وكانا يزحفان عندما يتعبان فلما رآهما النبي صلى الله عليه وسلم قال لهما :_ آلآن جئتما ؟ !!! قالا :_نعم قال :_ ما حبسكما عني ؟؟ فأخبراه بعلتهما، وأن الطريق طويل [[ وكيف كانا يزحفان حتى وصلوا مسافة ٢٠ كيلو ، ولم يكن عندهم خيل يركبوه وما في وسيلة مواصلات في ذلك الزمن ]] فدعا لهما الرسول صلى الله عليه وسلم بخير ثم ألتفت الى أصحابه ممن كان حوله وقال :_ إن طالت بكم مدة [[ اي ان طالت بكم الايام ]] إن طالت بكم مدة كان لكم مراكب من خيل و بغال وأبل وغير ذلك ، وليس بذلك بخير لكم __________ ينبأ الصحابة بالمستقبل صلى الله عليه وسلم أن ليس ملك الدنيا والتطور خير لكم ، صحيح في عصركم هذا مافي مواصلات ، الخير لكم هو الإيمان وصدق النية مع الله الفتيان اعتذرا قالا :_ما وجدنا ما نركب عليه لنصل فقال النبي لمن حضر {{ إن طالت بكم مدة كان لكم مراكب من خيل و بغال وأبل وغير ذلك }} ماذا غير ذلك ؟؟ نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم لو قال لهم {{ سيارات ودراجات وقطارات وطيارات }} ماذا سيستوعب الصحابة من ذلك ؟؟ قال تعالى {{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ }} ما لا تعلمون ؟!!! فقال قائل :_ يا رسول الله مثل ماذا ؟؟ فقال له :_ يقول الله لكم مالاتعلمون ، فماذا أقول لكم ؟؟ فانبئهم النبي صلى الله عليه وسلم [[ بمراكب عصرنا وكأنه ينظر إلينا ، اي من يخرج من المدينة ويركب سيارته يمشي مسافة ٢٠ كيلو متر ، كم سيأخذ معه وقت ؟؟ دقائق معدودة ]] قال {{ سيكون لكم مراكب وما ذلك بخير لكم }} [[ وها نحن نشهده ، سيارات وطيارات ودراجات وما هو بخير لنا ، لأن الايمان قد خلا من قلوبنا ، شغلتنا الدنيا ، عن الآخرة ، لدرجة أننا على استعداد أن نغوص في وحل الربا ، من أجل أن نأخذ قرض ربوي ، نشتري سيارة نركبها ، أليس هذا الواقع ؟؟ وليس بذلك بخير لكم ]] يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٠»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد )) الجزء الثالث والأخير _____________ عسكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحابته وأرسل العيون تستطلع أخبار جيش {{ ابو سفيان }} فمر بهم رجل اسمه {{ معبد بن أبي معبد الخزاعي }} أتعرفون هذا الرجل من تكون أمه ؟؟ إنها {{ أم معبد }} [[ التي ذكرنا حديثها يوم الهجرة مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وسألها الزاد فلم تبخل عليه ، وقالت لو كان عندنا ما بخلنا به عنك ، قال وهذه الشاة ، قالت إنما خلفها العجز ، قال اتأذنين لي أنا أحلبها تذكرون هذه القصة ؟؟ قالت دونكها إن كان بها حلب فأحلبها فلقد خلفها الجهد ، وما ضربها فحل قط ، فأين لها اللبن ؟!! فحلبها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وذكرت لكم قصتها بالتفصيل ]] ابنها معبد هذا لم يسلم بعد ، ولكنه علم أن هذا صاحب قريش النبي المرسل فلما رأى النبي سلم عليه وقال : _ يا محمد [[ لم يقل له يارسول الله ، لأنه لم يسلم بعد ، ولم تكن العرب تعرف الكذب والنفاق إلا من مخالطة ،كيف زمانا صرنا نعرف الكذب اخذنا من الغرب وأعطيناهم يعني تبادل ،حتى صرنا للأسف إذا أردنا أن نعطي أحدهم موعد لا يقبله موعد عربي بده موعد [[ انكليزي ]] موعد العربي كان لا يُخلف موعده حتى لو ضربت عنقه لا يرضى الكذب مهما كان الثمن قال :_ يامحمد لانه لم يسلم ، ولكن قلبه كان مع النبي لم يجامله ويقول يارسول الله وهو لم يسلم ]] __________ قال :_ يا محمد ، لقد عز علينا والله ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله أعلى كعبك، وأن المصيبة كانت بغيرك ، فوالله لا أدري ما أقول فهل من خدمة نؤديها لك ؟؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :_إن رأيت قريش في طريقك فأخبرهم [[ يعني اخبرهم بخروجنا ]] __________ وبالفعل مضى {{ معبد }} حتى وصل الى جيش المشركين وكانت قريش في منطقة اسمها الروحاء كانوا يبعدون عن النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٤٧ كم }} لما وصل معبد كان أبوسفيان يقرر العودة لمهاجمة المدينة بالفعل ، وكان صفوان يعارض رأيهم بالرجوع وكان صفوان ايضا من زعماء قريش ولكن كانت الأغلبية الساحقة ترى العودة لمهاجمة المدينة، وبالفعل استعد الجيش للعودة ولكن قبل أن يتحرك الجيش وصل اليهم {{معبد بن أبي معبد }} وتعمد أن يخاطب ابو سفيان ___________ فأستقبله ابو سفيان [[وهكذا كانت العرب تتلقط الاخبار من الركبان ، لأنه مافي تلفونات ولا اعلام ]] أراد ابو سفيان أن يعلم اخبار المدينة، و ما هو موقف اهل المدينة [[ لأن أكثر الشهداء في أحد كانوا من الأنصار كما ذكرنا ]] فقال أبو سفيان :_ هذا معبد وعنده الخبر ، ما وراءك يا معبد ؟ قال :_ورائي ما يسوؤك أبا سفيان قال :_ ويحك ماذا تعني ؟!! [[ ولم يكن يعلم ابو سفيان ، ان معبد قلبه وروحه مع رسول الله ]] فقال معبد :_ تركت محمداً وأصحابه قد خرجوا لطلبكم في جمع لم أر مثله قط ، يتحرقون عليكم تحرقا قد اجتمع معه من كان تخلف عنه بالأمس من الأوس والخزرج ، وتعاهدوا على أن لا يرجعوا حتى يلقوكم فيثأروا [[ أي يأخذوا ثأرهم منكم ]]وغضبوا لقومهم غضبا شديدا، وندموا على ما فعلوا ، فيهم من الحنق شيء لم أر مثله قط [[ الحنق الغيظ الشديد يعني مخنوقين من الغيظ مستلحمين عليكم ]] طبعا معبد ، هول وكبر له الموضوع قال أبو سفيان: _ ويلك ما تقول ؟ والله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم [[ نحن مجتمعين عشان نرجعلهم ]] قال معبد: _ لا تفعل أبا سفيان فإني ناصح ، ومما خلع قلبي عندما رأيتهم نظمت لهم شعراً [[ اي من المنظر الذي رأيت نظمت بهم شعراً ،اصف الحال التي هم بها ]] قال ابو سفيان :_ أسمعني ماذا قلت ؟؟ [[ والعرب كان لسانهم ينطق الشعر فوراً ، ولا يحتاجوا لدراسة الشعر ونرجع لمعاني الكلمات ، فأنظروا الى شعره أبن الوقت اخذ يرتجز شعراً لابي سفيان يهول له جيش النبي صلى الله عليه وسلم ]] فقال {{ معبد }} ولقد أسلم فيما بعد نقول رضي الله عنه ____________ قال :_{{ كادت تهد من الأصوات راحلتي }} يعني من صوت السلاح والجيش الذي مع محمد راحلتي كانت رح تسقط على الارض {{ كادت تهد من الأصوات راحلتي ، إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل }} يعني لم أرى الارض ، ولم أرى لونها ، من كثرة الجيش الذي خرج مع محمد و غطاها [[ والجرد الأبابيل ]] وصف الخيل ، لما يكون عدد الخيل كثير جدا يسمى جرد ابابيل {{ تردى بأسدٍ كرام لا تنابلةٍ }} تردى أي تجري خيولهم نحوكم ، كأنهم اسود من سرعتهم وتوحشهم عليكم ، لا تنابلة وكلمة تنبل بنعرفها {{ تردى بأسد كرام لا تنابلة ، عند اللقاء ولا ميل معازيل }} يعني مش مايلين مش عارفين يركبوا الخيل ولا معزولين السلاح ، مدججين بالسلاح {{ فظُلت عدواً أظن الأرض مائلةً }} اي اسرعت بالهرب ومن كثر السرعة والخوف منهم ، وانا هارب اشوف الارض مايلة ، مش عارف وين امشي منهم خفت يفكروني واحد منكم [[ أي من جيش قريش ]] {{ لما سموا برئيس غير مخذول }} اي قائدهم محمد على رأسهم غير مخذول الجميع يتبادر لطاعته وأمره {{ فقلت : ويل أبن حربٍ من لقائكمُ }} يعني ويل ابو سفيان [[ لان ابو سفيان من بني حرب ]] قلت لما شفتهم يا ويله ابو سفيان منكم بكرة {{ إذا تغطمطت البطحاء بالجيل }} اي هذه الصحراء البطحاء، غدا اذا تغطمطت [[ اي تغطت كلها بالجيل ]] ومعنى الجيل اسم للناس ، اي الجيل اللي بعده جيل يعني هذا الجيل اللي خرج مع محمد غير الجيل اللي بتعرفه من قبل وكأن محمد اخرج لكم جيل جديد لم تعرفه العرب كلها {{ إني نذير لأهل البسل ضاحية }} اي اسرعت لأنذركم [[ اهل البسل ]] وصف كانت توصف به قريش لانهم اهل الحرم {{ إني نذير لأهل البسل ضاحية ،لكل ذي إربة منهم ومعقولِ }} اي اسرعت انذر قريش واتكلم مع زعمائها وعقلائها لكي اخبركم ان هذا محمد واصحابه ورائكم اهربوا ، فورا {{ من جيش أحمد لا وخش تنابلة ، وليس يوصف ما أنذرت بالقيل }} اياك تفكر يا ابو سفيان كل هذا الوصف اللي ذكرته حكي فاضي و مبالغة وبهارات وليس يوصف ما أنذرت بالقيل [[ اي انه حق وستراه بعينك الآن يا ابو سفيان ]] ___________ ففزع ابو سفيان وارتجف قلبه قال :_ ويلك اين هم الآن ؟؟ قال:_ والله ما أرى أن ترحل حتى ترى نواصي خيلهم قد أقبلت [[ اهربوا بسرعة ]] وكان الشعر هو الوسيلة الاعلامية القوية بين العرب في ذلك الوقت وبالفعل خارت عزائم قريش وقرروا العودة سريعا الى مكة ___________ فهربت قريش وفي الطريق أراد ابو سفيان ان يخوف المسلمين كي لا يلحقوا بهم فمر به ركب من قبيلة {{ عبد القيس }} يريد المدينة فقال: _هل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة، وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبا إذا أتيتم إلى مكة ؟ قالوا: _نعم قال:_ فأبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكرة ، لنستأصله ونستأصل أصحابه _________ فلما مر ركب {{ عبد القيس }} بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أخبروه برسالة ابو سفيان أن جيش قريش في الطريق اليهم ليستأصلهم ولكن هذا لم يؤثر في المسلمين، بل زادهم ايمانا وثباتا وتوكلًا على الله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم سمع ما قالوا قال :_ حسبنا الله ونعم الوكيل فقال الصحابة من خلفه : _ حسبنا الله ونعم الوكيل فامتدح الله تعالى هذا الموقف الرائع الفريد من المسلمين فقال تعالى {{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }} ____________ انصراف أبي سفيان ومن معه خائفين وظفر النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم برجل اسمه {{ عزة الشاعر }} اتذكرونه ؟ ذكرت قصته لما وقع اسير في بدر وكان فقير قال :_يا محمد أقلني وامنن علي ، ودعني لبناتي، وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت وأخذ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، عهدا أن لا يقاتله ولا يكثر عليه جمعا ولا يظاهر عليه أحدا فنقض العهد ، وخرج مع قريش لأحد ، وصار يستنفر الناس ويحرضهم على قتاله بأشعاره هرب ابو سفيان مع قريش وتركوه نائم تحت شجرة فأمسك به الصحابة فلما جيء به للنبي صلى الله عليه وسلم قال: _ يا محمد أقلني وامنن علي ، ودعني لبناتي ، وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت فقال:_ لا والله لا تمسح عارضيك بمكة ، تقول خدعت محمدا مرتين لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين ، فأمر النبي بضرب عنقه __________ بقي المسلمون في {{ حمراء الأسد }} ثلاثة أيام ثم عادوا الى المدينة وقد حققت هذه الغزوة كل أهدافها التي ارادها ، الرسول صلى الله عليه وسلم ١- تخويف قريش وتراجعها عن مهاجمة المدينة ٢- اعادة بعض الهيبة للدولة الإسلامية بعد أحد ٣- رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين بعد أحد ___________ هل رأيتم ؟؟ هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي القائد وهؤلاء هم أصحابه خرجوا في اليوم التالي مباشرة لمعركة أحد ، وهم مثخنين بالجراح لنعرف كيف كانت تلك ، الشخصيات المؤمنة الصلبة الذي تم تربيتها على يد النبي صلى الله عليه وسلم ، في زمن قياسي تلك الشخصيات التي استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يغير بها وجه التاريخ فكنا نحن وانتم ثمرة هذه الشخصيات ، أوصلوا لنا مفتاح الجنة ومفتاح الفوز والنجاة ، فنطقنا {{ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله }} هذه هي السيرة ، التي غفلت عنها الأمة ، فمن عرف السيرة استقام قلبه وسمت روحه ، فكانت عبادته لله على بصيرة وفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وكان أقرب الى الله ورسوله يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧١ »
السيرة النبوية العطرة (( تحريم الخمر )) _________ نحن الآن مازلنا بعد غزوة أحد ، في السنة {{ الثالثة للهجرة }} وكم قلنا السيرة ليست فقط غزوات وحروب ، إنما هي منهاج حياة ، فكل قول وفعل للنبي صلى الله عليه وسلم ،فهو من السيرة ، ولا بد لنا أن لا نتجاوز أمور حدثت في كل عام من حياته {{ صلى الله عليه وسلم }} ففي السنة الثالثة من الهجرة ، وبعد وقعت أحد نزل تحريم الخمر __________ لم يأتي تحريم الخمر فجأة ، بل كان بالتدريج وكثير من التشريعات جاءت بالتدريج مثل الصلاة والصيام والزكاة والجهاد وأحكام الميراث، وعقوبة الزنا وغير ذلك فالتدرج في التشريع من أسس وركائز التشريع الإسلامي، لأنه ليس من الممكن أن ينقلب المجتمع الجاهلي الفاسد الى مجتمع صالح بين عشية وضحاها وهكذا جاء تحريم الخمر متدرجاً في أربعة آيات __________ المرحلة الأولى أول ما نزل من الخمر هو قول الله تعالى في سورة النحل {{ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }} يعني ثمرات النخيل [[ اي البلح ]] والأعناب [[ أي العنب ]] تتخذون منه سكراً [[ يعني عندما تتدخلوا بالعنب وتخرجوه عن طبيعته فيصبح خمرا ]] ورزقاً حسنا [[ لما تاكلوا مثل ما هو ، من غير اي تدخل هو رزق حسن ]] بمعنى الآية تقول لنا اذا أكلت هذه الثمرات دون تدخل فهي {{ رزق حسن }} واذا تدخلت وغيرت طبيعته، وجعلته مسكرا فهو ليس رزقاً حسنا ولا حظوا ربنا لما ذكر {{ سكرا }} مر عليها بلا تعليق وعندما قال: :_ {{ رِزْقاً }} وصفه بأنه {{ حَسَناً }} فكان يجب أن نتنبه إلى أن الله يمهد لموقف الإسلام من الخمر ، فهو لم يصف (السكر) بأي وصف ، وجعل للرزق وصفا هو {{ الحسن }} وانتهت الآية بقوله تعالى {{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}} يعنى لو عقلتم هذه الآية فقط، لعلمتم أن الخمر أمر قبيح، ولعلمتم أنه أمر لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه لكم ___________ المرحلة الثانية نزل بعد ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة {{ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا }} الخمر معناه الستر [[ أي توارى واختفى ]] والخمر يستر العقل ويغيب الانسان عن وعيه إذا شربه [[ وأكثر الناس اللي بتشرب الخمر ، بيحكي صب خلينا ننسى يعني بده ينسى هموم الدنيا لو انسان عنده ديون وشرب الخمر هل النسيان حل المشكلة وسدّ له ديونه ؟؟ ]] الدنيا كلها هموم ولقد قال تعالى {{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }} أي كل حياته في هذه الدنيا بلاء وهم ومشقة [[ بدك تضل تشرب وتبقى من غير عقل طول حياتك كل ما واجهتك مشكلة ]] الله عزوجل كأنه يقول لنا ، ان الخمر فيه إثم كبير أي شربه ينتج عنه اضرار كثيرة ، وفيه منافع لإن الانسان اذا شربه نسي همومه ، واذا باعه كان له منفعه منه ولكن اضراره اكبر بكثير ، من منافعه انت شربته عشان تنسى همومك فهو نفعك لبعض الوقت لأن ما واجهت مشكلتك مازالت مشاكلك موجودة الله عزوجل يريد منا أن نواجه المشاكل وليس أن ننساها [[ مش تتراكم فوق راسك المشاكل ]] فالمشاكل تحتاج لعقل واعي مفكر يقف في وجهها ويحلها فهذه الآية نزلت كنصيحة للمؤمنين فهناك فرق بين التشريع والنصح فأنت تقول لشخص : _سأدلك على طريق الخير وأنت حر في أن تسير فيه أو لا تسير ولكن عندما تشرع وتضع الحكم ، فأنت تأمر هذا الشخص أو ذاك بأن يفعل الأمر ولا شيء سواه كذلك الميسر [[ أي المقامرة ]] تنتفع منها بسرعة بالمال ولكنها تجلب لك اضرار اكثر ، في نفسك واهلك والمجتمع فلم تكن مسألة الخمر في هذه الاية قد دخلت في نطاق التحريم، لأنها مازالت في منطقة النصح والإرشاد وقوله {{وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}} فلذلك لما نزلت هذه الآية ترك بعض الصحابة شرب الخمر وقالوا:_ لا حاجة لنا فيما فيه اثم كبير _________ المرحلة الثالثة جاء احد المسلمين و شرب الخمر قبل أن تحرم نهائيا وجاء ليصلي فقال {{قُلْ ياأيها الكافرون * أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} } بدل لا أعبد فنزل قوله تعالى تأديباً في سورة النساء {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ }} فقام بلال بعد نزول هذه الآية ينادي وقت الصلاة:_ ألا لا يقربن الصلاة سكران وهكذا تضائل جدا الوقت الذي يمكن أن تشرب فيه الخمر لأن الصلاة تستغرق أوقات اليوم كله وكان عمر بن الخطاب يقول بعد هذه الآية:_اللهم أنزل علينا في الخمر بياناً شافياً ____________ المرحلة الرابعة والأخيرة {{ تحريم الخمر }} بعد غزوة أحد نزل أخيرا قول الله تعالى في سورة المائدة {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }} فلما نزلت هذه الآية قال الصحابة :_ انتهينا انتهينا وعندما نزلت هذه الآية كان البعض يشرب الخمر ، فتوقف فورا ، وكسر الآنية التي يشرب منها وألقي الصحابة الخمور التي في منازلهم في الطرقات، حتى أصبحت المدينة موحلة كأن مطرا قد نزل عليها هكذا كان نزول تحريم الخمر متدرجا، لأن العرب كانوا مولعين بشرب الخمر ____________ الرد على من يجادل في تحريم الخمر البعض يجادل أنه لم ينزل تحريم الخمر في القرآن صراحة قال الله اجتنبوه لم يحرمها ؟؟؟ فقد قال تعالى {{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله }} هنا في هذه الاية واضح تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله لقوله تعالى {{ حرمت }} لكن لما ذكر الله الخمر لم يذكر كلمة {{ حرمت عليكم الخمر }} قال تعالى {{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }} أين التحريم ؟؟؟ قال اجتنبوه !!! ___________ الأجتناب أشد من التحريم مثلا .. لو أن الله قال لنا ان الاكل من الشجرة الفلانية حرام [[فيحرم عليك الاكل من ثمر هذه الشجرة ولكن لو جلست تحتها تستظل بظلها من غير أن تاكل منها ، لا أحد يستطيع أن يتهمك أنك قمت بشيء محرم أنت لم تأكل منها ]] ولو أن الله عزوجل قال اجتنبوا هذه الشجرة [[ اي لا يمكن لنا ان نستظل بظلها ، ولا نأكل منها، ولا نقربها ابدا ]] لذلك وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم معنى الاجتناب في هذا الحديث الصحيح {{ لعن الله الخمر ... وشاربها .. وساقيها .. وبائعها .. ومبتاعها .. وعاصرها ... ومعتصرها .. وحاملها والمحمولة إليه }} يعني أياكم ان تقتربوا منها وفي رواية {{ واكل ثمنها }} وفي رواية ولكن ضعيفة {{ وناظرها }} الذي ينظر إليها بتأمل ويقول في نفسه [[ نفسي اجربها ]] مع انه الحديث ضعيف ولكن انا لا استطيع النظر اليها لا على التلفاز ولا الهاتف ولا اي مقطع اغض بصري عن مشاهدتها حتى تقليد من يشرب الخمر ، ويضرب كأسين ببعضهما قبل الشرب يدخل بالتحريم ولو كنت تشرب لبن هم يقولون :_ ان الخمر شراب روحي .. يجب أن تستمتع به بكل حواسك .. فأنت تنظر إليها .. وتلمسها .. وتشمها .. وتتذوقها بلسانك .. يبقى حاسة واحدة هي السمع فيضربون الكؤس ببعضهما البعض قبل الشرب ليأخذ السمع لذته ايضا .. هذا من وحي ابليس لهم فهي رجس من عمله . ويقول صلى الله عليه وسلم {{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر }} ويقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما {{ لاتسلِّموا على شربةِ الخمر }} _____________ الرد على من يقول أن المخدرات ليست حراما البعض يقول أن الحشيش والمخدرات ليست حراما، لأنه لم يأت فيها نص ؟؟ قلنا الخمر معناه الستر ، اي اختفى وتوارى وهؤلاء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها }} ولكي يغلق عليهم النبي صلى الله عليه وسلم باب الجدال وأن لا حجة لكم عند الله بعد ذلك قام بتعريف الخمر تعريفاً جامعاً ، يحرم جميع أنواع المسكرات ، طبيعية كانت أو صناعية ، قليلة كانت أم كثيرة فقال صلى الله عليه وسلم {{ كلٌّ مسكر خمرٌ، وكل مسكرِ حرامٌ }} وقال {{ مَا أَسْكَرَ كثيرهُ فقليله حرامٌ }} ولذلك أجمع العلماء على تحريم كل أنواع المخدرات، بل قال البعض انها أشد تحريما من الخمر ____________ حاولة الدول الغربية تجربة تحريم الخمر ، في مجتمعاتها و قد قامت بجهود جبارة للحد من شرب الخمر ولكنها باءت جميعها بالفشل غرامات واعدامات ودعايات ولكم كلها باءت بالفشل _________ {{ الوازع الديني }} هو أكثر عامل يساعد على العلاج من الإدمان لقد خصصنا هذا الجزء ، عن نزول تحريم شرب الخمر، بعد غزو أحد حتى نقارن بين ١_تجربة الصحابة الناجحة بامتياز في الإقلاع عن شرب الخمر ٢_وتجربة كل دول العالم الفاشلة في الحد من شرب الخمر ___________ وهنا أقدم نصيحة أوجهها لكل {{ دور علاج الإدمان }} [[ وانا بعرف انهم مش مقصرين ، ويواجهون صعوبات كثيرة، أبرزها هو عودة المدمن الى تناول المخدرات أو شرب الخمر مرة أخرى فيما يعرف باسم الإنتكاس ]] وأقول لهم تعالوا نتعلم من تجربة الصحابة وتجربة كل دول العالم تجربة الصحابة نجحت وكل تجربة أخرى فشلت وقد نجح الصحابة بسبب الوازع الديني ولذلك أقول أن {{ الوازع الديني}} هو أكثر عامل يساعد على العلاج من الإدمان سواء ادمان خمر أو مخدرات [[ ولكن للأسف هنالك مشكلة ، أنه قل ما نجد في أيامنا هذه دعاة يؤثرون بالناس ، بل ينفرون الناس ، الى الله المشتكى ، لأن ما يخرج من القلب لا يصب إلا في القلب ، ولكن الخير موجود بالأمة ]] وأنا هنا لا أقلل من الأساليب الحديثة في علاج الإدمان بل على العكس بدليل أن التحريم جاء {{ متدرجا }} كما رأينا مراعاة لوجود بعض المدمنين للخمر في ذلك الوقت ، ولكن في مرحلة معينة كان الوازع الديني هو الذي انهى هذه المشكلة بالكامل يتبع إن شاء الله ..... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٢ »
السيرة النبوية العطرة (( سرية أبو سلمة ، وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد )) ___________ من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد {{ أحد }} وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أحد {{ بثلاثة أشهر }} فقط أخبار أن بعض العرب من قبيلة {{ بني أسدِ }} تستعد للإغارة على المدينة فلقد تركت أحُد آثار في نفوس العرب هزت صورة المسلمين العسكرية [[فظنوا أن كل من يريد أن يغزو المدينة يمكن له أن ينال منهم ]] فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لم يمهلهم صلى الله عليه وسلم ، وإنما أرسل اليهم سرية قوامها {{ ١٥٠ }} من الصحابة وجعل عليهم أميرا {{ أبو سلمة}} هذا الصحابي الجليل [[ يكون ابن عمة رسول الله ، أمه {{ برة بنت عبد المطلب }} عمة النبي ، ويكون أخو النبي في الرضاعة فلقد أرضعته وأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثويبة تذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟ ثويبة مولاة ابي لهب ولقد اعتقها ابو لهب حين بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ]] ____________ فعقد له لواء وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اغدو على بركة الله وانزل خيلك قوم {{ أسدِ }} فإنهما يجمعون للإغارة على المدينة واخذ معه دليل يجنبه طريق القوافل كي يأخذ القوم على غرة [[ فجئة ]] فإن سياسة النبي كانت في الحرب وغيرها {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }} واوصاه النبي اخذاً بالاسباب قال له :_ سر ليلاً وأكمن نهاراً ، تعم عنك الاخبار فسار على بركة الله حتى فاجئ القوم وهم مجتمعين عند ماء لهم ، ففروا منه فأخذ جميع ما يملكون من أبل ، وشاة ،وغنائم ورجع خلال سبع ايام للمدينة المنورة عادوا الى المدينة، وسميت هذه السرية {{ سرية أبو سلمة }} ___________ من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد {{ أحد}} أيضاً أن فارس مغامر اسمه {{ خالد بن سفيان الهذلي }} أراد أن يستغل اهتزاز هيبة المسلمين بعد أحد ، وأن يستغل حالة الكراهية الموجودة في الجزيرة العربية ضد المسلمين، وبدأ يدعو لغزو المدينة واتخذ لنفسه مقر في وادي{{ عرنة }} وهو مكان قريب من مكة ، يبعد عن الحرم حوالي {{ ٢٠ كم }} وبدأ بالفعل يتجمع عنده المقاتلين من المرتزقة الذين طمعوا في نهب خيرات المدينة وصلت هذه الأخبار الى صلى الله عليه وسلم ، فقرر ألا يمهل هذا الرجل حتى يكثر جمعه، وأن يرسل له من يقتله، وكان ذلك أيضا في {{محرم من السنة الثالثة }} ____________ واختار صلى الله عليه وسلم ، لهذه المهمة الصعبة شاب عمره {{ ٢٨ عام }} اسمه {{ عبد الله بن أنيس الجهني}} فأختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة فكان النبي يختار اصحابه ، مهمة من يناسبها فيختار للقيادة {{من يتمتع بسداد الرأي وحسن التصرف }} ويختار للدعوة والتعليم {{من يتمتع بغزارة العلم، والمهارة في اجتذاب الناس}} ويختار للوفادة على الملوك والأمراء {{ من يتمتع بحسن المظهر وفصاحة اللسان}} وفي الأعمال الفدائية يختار {{من يجمع بين الشجاعة وقوة القلب والقدرة على التحكم في المشاعر }} ولذلك اختار صلى الله عليه وسلم {{عبد الله بن أنيس الجهني}} للقيام بهذه المهمة الصعبة والخطيرة جدا وهي مهمة قتل {{ خالد بن سفيان الهذلي}} وهي أشبه بالعمليات الفدائية التي تقوم بها الآن قوات الصاعقة أو قوات الكوماندوز لأن {{خالد بن سفيان الهذلي }} كان من أشد وأقوى وأشرس المقاتلين العرب _________ أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما حضر {{ عبدالله }} قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ بلغني أن {{ خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي }} يجمع لي الناس ليغزو المدينة فائته فأقتله فقال له عبد الله بن أنيس :_ لبيك يا رسول الله ، ولكن انعته لي حتى اعرفه [[ اي اوصفه لي انا ما بعرف شكله ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذا رأيته وجدت له قشعريرة [[ يعني يقشعر جسمك من شكله ]] فأنطلق {{ عبدالله بن أنيس }} حتى وصل الى {{ عرنة }} فلما رآه وجد ما وصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة ___________ ثم خاف عبدالله بن أنيس ، إذا اقترب ليقتله وحصل بينهم قتال طويل ان تضيع منه الصلاة [[ ارأيتم كيف كانت الصلاة في قلوب الصحابة ، ما خاف منه ولكن خاف إن قاتله وطوّل بالمقاتلة معه تروح عليه الصلاة ]] فماذا فعل عبدالله ؟؟ صلى وهو يمشي نحوه وأخذ يومأ برأسه في الركوع والسجود [[ لأنه لا يستطيع أن يصلي أمام الناس ويراه أحد فيعلم أنه مسلم ]] وقد أقر بعد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الصلاة التي صلاها {{ عبدالله بن أنيس }} واسم هذه الصلاة في كتب الفقه صلاة {{ الطالب والمطلوب }} ___________ فلما وصل {{ عبدالله بن أنيس رضي الله عنه }} الى خالد بن سفيان قال خالد :_ من الرجل ؟ فقال له :_ رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك [[ سمعت انك عم تجمع الناس لقتال محمد وغزو مدينته فحبيت اشارك معكم ]] فقال له :_ أجل أنا في ذلك [[ يعني صحيح انا قاعد اجمع الناس لغزو المدينة ]] فمشى عبد الله معه قليلا وهو يحدثه ، ثم رفع سيفه وقتله فلم يراه احد وانطلق راجعا الى المدينة __________ فلما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم استقبله النبي متهلل الوجه مشرقاً فرحاً وقال له :_ أفلح الوجه يا عبدالله [[ يعني من وجهك باين أنك نجحت بهذه المهمة ]] فقال عبدالله :_ أجل قتلته يارسول الله فقام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل حجرته ، واحضر عصا وأعطاه أياها وقال له :_ أمسك هذه عندك يا عبدالله [[ لم يسأل النبي ما هذه العصا اخذها وخرج ]] فخرج ومعه العصا قال له الصحابة :_ يا عبد الله ما هذه العصا ؟؟ قال :_ أعطانيها رسول الله ، وأمرني ان احتفظ بها قالوا :_ أولا ترجع للنبي صلى الله عليه وسلم وتسأله عنها فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ يا رسول الله ، لمَِ اعطيتني هذه العصا ؟ قال له النبي :_ يا عبدالله إنها آية بيني وبينك يوم القيامة [[ الناس يوم القيامة قد ماجوا وهاجوا وفزعوا وفر الابن من امه وابيه وزوجته و اولاده واخوته ، بس مهمتك يا عبدالله في ذلك الموقف ترفع هذه العصا ، وانا سأعرفك من هذه العصا و اتولى امرك ]] وبقيت هذه العصا مع عبدالله بن أنيس حتى ضمت معه في كفنه ، ودفنت معه ، وسيبعث من قبره وهو يحملها رضي الله عنه وارضاه __________ {{ سرية ابو سلمة ، ومهمة عبدالله بعد معركة احد }} تدل على مدى يقظة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وتدل على حزم وحسم الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المدينة ولذلك ربما من يقرأ السيرة تكون هذه هي أول مرة يسمع عن سرية {{ أبو سلمة }} أو حادثة قتل {{ خالد بن سفيان }} لأن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع المشكلة في بدايتها ، وانهاها ولو كان صلى الله عليه وسلم قد انتظر في المدينة حتى يحدث هجوم عليها لكانت مشكلة كبيرة __________ و انظروا الى تربية النبي صلى الله عليه وسلم ، لصحابته الكرام أن يكون ثوابهم يوم القيامة لا أن تكون لهم جوائز دنيوية زائلة هذا هو نبيكم {{ محمد صلى الله عليه وسلم ❤}} النبي القائد ، هكذا فليكن القادة فمن لم يعرف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضاع عمره سُدى يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
هذه الحادثة لم أجعلها أجزاء ، لأن فيها الكثير من الدروس والعبر ، ومن الأفضل سردها كاملة في جزء واحد
_______ #هذا_الحبيب « ١٧٣» السيرة النبوية العطرة {{ حادثة أهل الرَّجيع }} ________ ________ ما زلنا بعد {{ غزوة أحد }} استمر مسلسل أستغلال إهتزاز هيبة المسلمين في الجزيرة وقد علمت العرب أن محمد صلى الله عليه وسلم ، كلما أجتمعوا لمحاربته باغتهم في أرضهم ، ودفن تلك الفكرة في أرضها لإنه يحكم المدينة ، تحت شعار {{ ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذَلّوا }} وهو لا يقبل الذل صلى الله عليه وسلم فكلما سمع بتحركهم باغتهم ، وقاتلهم في ديارهم قبل أن يقدموا للمدينة ____________ فلجأوا الى سياسة أخرى وهي الخدعة أن يتظاهروا أنهم مسلمون فيطلبوا من الرسول رجال يعلموهم القران والاسلام و سعى نفر من مكة الى رجال من قبيلتي {{ عضل والقارة }} هم بالأصل من قبيلة واحدة اسمها {{ هذيل }} قالوا لهم :_ نعطيكم مبلغ من المال في مقابل أن تذهبوا لمحمد في يثرب [[ أي المدينة ]] وتتظاهرون أنكم مسلمون ، وتطلبون من محمد أن يرسل معكم من يفقهكم في الدين ثم تحضروا هؤلاء الرجال من أصحاب محمد ، وتسلموهم لنا . ولماذا أختارت قريش قبيلتي {{ عضل والقارة }} لهذه المهمة ؟؟ لأنهما من القبائل المتحالفة مع المسلمين ولذلك فلن يشك النبي صلى الله عليه وسلم في أنهما يضمران له الغدر _____________ اتفقوا مع قريش وانطلق رجال من قبيلتي {{ عضل والقارة }} الى المدينة المنورة فلما وصلوا ، و دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتظاهروا أنهم مسلمون قالوا :_ يا رسول الله إن فينا إسلاماً [[ اي انتشر الاسلام في قومنا ]] إن فينا إسلاماً ، فابعث معنا نفراً من أصحابك ، يفقهونا ويقرئونا القرآن ، ويعلمونا شرائع الإسلام [[ والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب المطلق فإذا أطلعه الله على شيء من أمور الغيب ، أصبح بالنسبة له علم وبالنسبة للآخرين غيب فعلم الغيب المطلق {{ لله عزوجل وحده }} وإذا لم يُطلع الله نبيه على شيء ، فهو بشر لا يعلم الغيب ]] ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ، أن نأخذ الأمور بالظواهر ونترك سرائر الناس لله عزوجل فقبل منهم ظاهر قولهم [[ اي بأنهم مسلمون ]] ولم يُطلعه الله على خديعتهم فأستجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل معهم {{ ١٠ }} من أصحابه [[ وبعض كتب السيرة تقول كان عددهم ٧ ولكن لا يهم ]] وجعل عليهم أميرا {{ عاصم بن ثابت بن ابي الأقلح }} ____________ وفي الطريق وعندما أصبحوا قريباً من بئر يقال له {{ الرجيع }} قريب من قريتهم {{ هذيل }} خرج إليهم قريب من {{٢٠٠ مقاتل }} من هذيل وكان منهم {{ ١٠٠ رامي }} لأنهم علموا أن أصحاب النبي ، الرجل الواحد منهم يقتل أكثر من عشرة وهكذا وصفهم الله تعالى {{ إنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا }} علموا أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا تغلبهم الكثرة فلذلك كثروا الكثرة أكثر [[ ٢٠٠ مقابل ١٠ فقط ]] فأخذ الصحابة سيوفهم ، وأخذوا يقاتلوهم حتى أحاطوا بهم في تل مرتفع وعلم القوم إن هم قاتلوهم سيقتلون منهم مئة قبل أن يُقتلوا فأصحاب محمد لا يهابون الموت ابداً ___________ وحاولوا أن يغروهم بالإستسلام ، ووعدوهم بعدم قتلهم فقالوا لهم :_نحن نعطيكم عهداً وذمة لا نقتلكم ، ولا نكسب بقتلكم شيء ، وإنما نريد أن نبيعكم لقريش عبيداً ونكسب المال والثمن ولكن قائد السرية {{ عاصم بن ثابت }} رفض أن ينزل في ذمة كافر وقال :_ إني نذرت ألا أقبل جوار مشركٍ أبدا ، لا والله لا انزل في ذمة مشرك ابدا ولا تمس يدي يد مشرك وأخذ هو وأصحابه يرمونهم بالسهام وأخذ المعتدين من {{ هذيل }} يرمونهم بالسهام ، ويرمونهم بالحجارة و بدأ يسقط من المسلمين قتلى ، وسقط بعض القتلى ايضا من الجانب الآخر وفنيت سهام المسلمين ، فأخذوا يقاتلونهم برماحهم وسيوفهم حتى تكسرت رماح المسلمين هنا كسر {{ عاصم بن ثابت }} غمد سيفه [[ أي كناية على أنه سيقاتل حتى الموت ]] __________ {{ عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح }} رضي الله عنه هذا الصحابي شهد {{ بدر و أحد }} ويوم أحد كان همه أن يصيب حملة اللواء في قريش وكانوا من {{ آل أبي طلحة }} فقد تعاقب على اللواء أخوين امهم أسمها {{ سلافة }} وكانت سلافة هذه مع نساء قريش يوم معركة أحد ، جالسة قريبة من حملت اللواء وكانت تنظر الى أبناءها الذين يحملون اللواء فلما حمل اللواء ابنها و اسمه {{ مسافع }} فضربه صاحبنا {{ عاصم بن ثابت }} بسهم وقال له خذها وأنا ابن أبي الأقلح فكان السهم الذي أصابه ، ليس قاتلاً فوراً ، ولكنها كانت أصابة بليغة فأعطى اللواء لأخيه وذهب يجري لأمه ، و وضع رأسه في حِجرها وقال لها :_ السهم يا أماه !!!! فأنتزعت السهم وهي تقول :_ من أصابك يا ولدي ؟!!! قال :_ سمعت الرامي يقول {{ خذها وانا أبن أبي الأقلح }} فما أن رفعت السهم خرجت روح أبنها حتى جاءها أبنها الثاني و قد أصابه سهماً يقول كما قال اخوه قالت :_ من أصابك ؟ !!!! قال {{ أبن أبي الأقلح }} فقتل لها ولدين فلما رجعت من أحد ، نذرت وعممت خبرها من يمكّني من رأس عاصم ، لأشربن به القحف ولأعطينَّ حامله مئة من الأبل [[ نذرت ١٠٠ ناقة مكافئة لمن يأتيها برأس عاصم وأنها ان قدرت على رأسه لتجعلنه وعاء ، أي الجمجمة تجعلها وعاء لشرب الخمر ]] وعاصم هذا من خيار الصحابة عندما أسلم و وضع يده بيد النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ أعاهد الله وأعاهدك يا رسول الله ، بعد أن مسّت يدي يدك بالبيعة ، لن تمس يدي يدا مشركٍ ابداً ،ولا أسمح لمشركٍ أن يمسني ابداً و وفى بهذا العهد فهو الآن أمير هذا الركب ____________ فقال عاصم اميرهم :_لا والله لا أنزل في ذمة مشرك ابداً ولا تمس يدي يد مشرك فما زال يقاتلهم حتى رأى انهم قاتلوا فرفع طرفه للسماء وقال :_ اللهم أبلغ نبيك عنا السلام ، وأبلغه ما نزل بنا من الذين غدروا ، اللهم إني قد وفيت لك بعهدي ما دمت حياً اللهم وفّي لي بعهدي معك بعد موتي اللهم إني حميت دينك أول نهاري ، فاحم لي لحمي آخره [[ لكي لا يمس جسده احد لانه يعلم بالنذر وقد شاعة الاخبار بأن سلافة تريد أن تشرب الخمر في قحف راسه ، وقد خصصت مكافئة لذلك ]] وأخذ يقاتل حتى قتل ، وقتل معه الصحابة ولم يبق الا ثلاثة فقط {{ خبيب بن الدثنة }} {{ زيد بن الدثنة }} {{ عبدالله بن طارق }} رضي الله عنهم أجمعين ___________ فأخذوا يتفاوضوا مع هؤلاء الثلاثة على الإستسلام ووعدوهم بعدم قتلهم فوافقوا على ذلك ولكنهم بمجرد أن استسلموا اليهم ربطوهم بأوتار قسيهم [[ يعني فكوا حبال الاقواس وربطوهم بها ]] فقال عبد الله بن طارق: _ هذا أول الغدر [[ مادام اتفقنا وسلمنا انفسنا ليش تربطونا ]] ورفض أن يسير معهم، وأخذ يقاومهم وهم يجرجروه ، فلما أجهدهم قتلوه ______________ ولم يبقى إلا أثنين {{ خبيب ، وزيد }} وقبل أن ننتقل من هذه المعركة المصغرة بحجمها ، والعظيمة في معانيها انظروا ماذا جرى فيها القوم قتلوا {{ عاصم }} ويريدون أن يرجعوا لقريش وكان همهم أن يأخذوا رأس {{ عاصم }} فإن فيه ١٠٠ ناقة نظراً لنذر سلافة فحاولوا أن يقطعوا رأس {{ عاصم بن ثابت }} وعاصم بن ثابت قد طلب من الله ، أني قد وفيت ، فوفي لي يارب ، كما وفيت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ إن تصدق الله يصدقك فأنظروا الى {{ عظمة الله جل في علاه }} فأنزل الله من جنوده {{ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }} فأنزل الله مظلة من {{ الدبر }} على عاصم رضي الله عنه [[ والدبر هي ذكور النحل وتسمى الزنابير بلغتنااليوم الدبور ]] فأخذت تحوم على جثته ، فما دنى احد منه ، إلا لدغته لدغة مؤلمة فقالوا :_ دعوه الى الليل ، فاذا جاء الليل ذهب عنه الدبر [[ لأن الدبابير تبيت إذا أقبل الليل ]] فلما جاء الليل ، بعث الله تعالى غمامة حلقت فوقهم بالمنطقة وصبت ماءً ، غزيراً ، منهمراً حتى سالت سيلًا كبيرا فحمل جسده، فلم يتمكنوا من الراس ولا الجثة [[ ارايتم رجل صدق مع الله ، فقلب الموسم شتاء ]] {{ إن تصدق الله يصدقك }} لم يكن في السماء سحابة واحدة ولم يعرف قبره رضي الله عنه حتى الآن هذا ما يقال عنه {{ كرامات الله لعباده الصالحين }} _______________ بقي معهم اسيرين فقط ١_ خبيب رضي الله عنه ٢_ زيد رضي الله عنه ومضوا بالاسيرين ، و انطلقوا بهما الى قريش وباعوا {{ خبيب }} الى بنو الحارث بن عامر لأن خبيب هو الذي قتل أبوهم الحارث بن عامر في بدر __________ وباعوا {{ زيد بن الدثنة }} الى صفوان بن أمية ليقتله انتقاما لمقتل أبيه {{ أمية بن خلف }} في بدر كذلك __________ وقصتنا الآن مع {{ خبيب رضي الله عنه }} أخذ بنو الحارث {{ خبيب }} وحبسوه عندهم حتى تنقضي الأشهر الحرم قالوا :_ إذا انقضت الأشهر الحرام ، أخرجناه خارج الحرم الى التنعيم [[ اي مايسمى اليوم مسجد عائشة من ذهب حج او عمرة يعرف ذلك المكان ]] اخرجناه للتنعيم وقتلناه هناك خارج الحرم فأخذوا ينتظرون انتهاء الشهر الحرام ، ليقتلوهما بطريقة تتفنن بها قريش ، لتشفي غليلاها من أصحاب محمد __________ جلس {{ خبيب بالأسر }} و وضعوا بيده القيد ، واغلقوا عليه باباً وكان في البيت بنات الحارث يعيشون فيه ومتزوجات فأمروا بنات الحارث ، أن يرقبنه ويطعمنه ويسيقينه [[ حتى يبقى على قيد الحياة ]] راوي الحديث عن هذه الوصلة من حياته ابنت الحارث واسمها {{ زينب }} وعندها جارية اسمها {{ ماوية }} فكانت ماوية تحضر الطعام لخبيب وتراقبه وتنظف حجرته حتى ينتهي الشهر الحرام وزينب بنت الحارث هي {{ السيدة المسؤولة }} عن حماية خبيب فجاءت ماوية يوماً وقبل أن تدخل [[ خوفاً أن يكون فك القيد ]] فنظرت من شقاق الباب فوجدت {{ خبيب }} وفي يديه الحديد يحمل قطف عنب كأنه رأس رجل [[ اي عنقود عنب كبير بحجم راس الرجل ]] تقول :_ لقد رأيته يأكل من قطف عنب كأنه رأس رجل ، وما بمكة يومئذ ثمرة ، وإنه لموثق في الحديد [[ وماكان بمكة في ذلك الوقت ثلاجات وفريزات يجمدوا الفواكه ، مش موسم عنب لسه لا نور العنب ولا في حصرم ، فمن اين جاء بالعنب الذي بين يديه ... هنا ذهلت ماوية ]] ففتحت الباب لتنظر هل خانها بصرها ؟!!!! قالت متعجبة :_ ما هذا يا خبيب ؟ !!!! قال :_ عنب كما ترين دونكِ فأكلِ [[ تفضلي كلي منه ]] فأخذته وتذوقته ، فإذا هو عنب !!! فرجعت تجري الى مولاتها [[ اي سيدتها زينب بنت الحارث ]] قالت :_ يا سيدتي ماهذا الأسير الذي عندنا ؟ !!!! قالت :_ ماذا ؟ قالت :_ أتعلمين في أرض الله عنباً في هذا اليوم [[ يعني في هذا الموسم في عنب ]] قالت :_ لا قالت :_ تعالي معي فأنظري إن هذا الأسير يأكل عنباً من أشهى ما يُأكل فهرعت إليه {{ زينب }} لترى فرآته يأكل العنب وبين يديه قطف كبير من العنب !!!!!! قالت :_ ما هذا يا خبيب ، من أتاك به ؟ !!!! قال :_ تسألين من أتاني به ؟ وهل في أرض الله عنب في هذه الأيام ؟ قالت :_ لا قال :_ إذن هو من عند الله ، أما علمتِ يا زينب بقصة أم عيسى عليه السلام [[ أي السيدة مريم بنت عمران ]] أما سمعتِ خبرها إذ كفلها زكريا {{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا }} أنَّى لك هذا ؟!!!!! سؤال تعجب فتاة طفلة كفلتها يا زكريا ،هل تمنع أهل الخير ان يأتوها برزق ؟؟ طبعا لا ، فلماذا تعجب زكريا ؟ لأنه ليس من هنا وجه التعجب بل لأنه كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف بالشتاء لذا كان يقول أنى لك هذا ؟ !!! أي لا يمكن أن يأتيكِ به بشر فتقول وهي طفلة صغيرة :_ هو من عند الله {{قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }} كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ كلما دخل ليس مرة او مرتين ، كلما دخل عليها زكريا المحرب وجد عندها رزقا فكانت الكفالة اسماً لزكريا ، والرزق كان من الله على الدوام قال خبيب لزينب {{ قصة مريم }} قالت له :_ لم أعلم بذلك قال خبيب :_ولكن الله أعلمنا قالت :_ أتطعمني من هذا العنب قال :_ دونكِ فأكلِ [[ ظنته سحر خدعة بصرية ]] فأكلت منه حتى رضيت فقالت :_ يا خبيب أنت رجل مبارك ،ولكنكَ أسيرُنا فلا أستطيع أن أفك قيدك ، فأنا امرأة فهل من خدمة نسديها لك في أي وقت ؟؟ قال :_ نعم إذا انتهى الشهر الحرام ، وعلمتِ أنهم قاتلي غداً اريد حديدةً ، أستعد بها للقاء ربي قالت :_ كيف ؟؟ قال :_ اريد حديدةً موسي أزيل بها شعر ابطي وشعر وسطي [[ يعني ما نعرفه اليوم شفرة أي ليحلق شهر العانة والابط لكي يلقى الله وهو نظيف ]] قال :_ وأريد ماء اغتسل به قالت :_ لك هذا _____________ هنا لنا وقفة فالسيرة للتأسي لا للتسلي انظر كيف يعظم الصحابة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم خبيب يعلم أنه سيقتل ، وهو حريص على سنة الأستحداد هل رأيتم يا من تستهينون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ وللأسف تقول لداعاية يتكلم بالدين لماذا لا تطلق لحيتك فهي سنة مؤكدة ؟؟ يرد [[ يا أخي ليش التعقيد خلينا نطبق الفرض أول ، لا تهتهم بالقشور ، الأمة تمر بظروف صعبة ، والناس وصلوا للقمر ، وانت بتحكي اعفاء اللحية ]] اقول لهؤلاء يعني إذا طبقت سنة رسول الله ، ستكون متخلف ؟؟ ليس هناك تعارض بين تعظيم سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين الأخذ بالأسباب للتقدم ، السنة ليس لها علاقة بتخلف الأمة وليست قشور بل هي من صلب الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم {{{ فمن رغب عن سنتي فليس مني }} ومن سعادة المسلم أن يرزقه الله اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ___________ فلما مضت الأيام وأنصرم شهر محرم فعلمت زينب أنهم قاتلوه غداً ، وسيخرجوه للتنعيم فوفت بوعدها ، فأحضرت الموس والماء وأرسلت بالموس مع طفل لها صغير وقالت :_ أعطه للأسير وقل له :_ أن أمي ستأتيك بالماء [[ لان الصغير لا يستطيع ان يحمل الماء ، ولكي تتركه على راحته يستحد ويحلق الشعر ]] فلما أرسلت الصبي بالموسي تقول :_ فطنت !!!!!! فقلت :_ واااا ويلاه ماذا صنعت ؟ !!! أرسلت الصبي بالموسي ، ليقتلنه الآن ويأخذ بثأره فوراً ففزعت وأخذت تجري إليه مسرعة حتى تُرجع الصبي ولكن الصبي جرى وكان قد سبقها فوصلت فنظر إليها {{ خبيب }} فوجدها مرتاعةً [[ مروعبة ]] تقول :_ فنظرت إليه فوجدته قد أجلس الصبي على فخذه يطعمه بيده ما بقي عنده من عنب فلما رآها خبيب فزعة قال لها:_ يا زينت أتخوفتي على الصبي أن اقتله ؟ قالت :_ أجل قال :_ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله تعالى ابداً فإن ديني قد هذب خُلقي ، فلا يجوز قتل الصبي بغير ذنب فهو لم يقاتلني يوماً ،ولقد طلبت منك الموسي فلا يجوز لي أن اغدر ، فلا أستعمل الموسي إلا لإزالة الشعر فذهلت منه وتعجبت من فعله أكثر وأكثر !!!!!!!! ودخل الإيمان لقلبها وقالت :_ أهكذا هو دينكم يا خبيب ؟؟ قال :_ أجل ، وإلا ما الفرق بيني وبين أي رجل من قريش فإني عربي قرشي كما تعلمين ، فلماذا لا أقتل ولا أخذ بالثأر هكذا علمنا ديننا يا زينب فأخذت الصبي وتركته يستحد ويستحم __________ واستأذنت من أهلها ان تكون ممن يشهد مصرعه ، ومصرع {{ زيد بن دثنة }} فخرجت مع نسوة وساروا خلف الرجال الى التنعيم قالت :_ وقد سبقنا قبل يوم الى ذلك الموقع بعض الرجال والعبيد وقد أمرهم ابو سفيان ، أن يجعلوا له خشبة [[ حفروا في الارض و وضعوا خشبة ليصلبوه عليها ويتفننوا في قتله ]] فلما اجتمعوا و اوثقوه بالخشبة أقترب منه ابو سفيان وقال :_أنشدك الله يا خبيب أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟ فقال له خبيب:_لا والذي بعثه بالحق ما احب ولا ارضى ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ، وإني جالساً في أهلي سالماً معافا فقال خبيب لأبي سفيان قال :_ دعوني أصلي ركعتين [[فظنوا انه جزع من الموت يريد أن يأخر عمره قليلاً ]] ثم صلى بكل خشوع ، وعندما انتهى التفت إليهم من صلاته وقال لهم:_ والله لولا أن تظنوا بي جزع من الموت لطولت في الصلاة اكثر ولكن هيَّ [[ يعني خلص الموت الموت يا مرحبا بلقاء الله فكان أول من سن صلاة ركعتين عند القتل خبيب ]] ثم أوثقوه ورفعوه على خشبة واقترب منه أبو سفيان وقال له :_ يا خبيب أرجع عن الإسلام ، وانا اطلق سراحك قال :_ لا والله لو كانت لي مئة نفس ، وأزهقتموها نفساً نفساً ما رجعت عن ديني ابداً فأحضروا {{ ٤٠ غلام }} من غلمان قريش في سن التمييز [[ يعني أعمارهم ٧ و ٨ سنين ]] واعطوا كل واحد منهم رمحاً صغيراً ويقولوا لكل غلام من الاربعين هذا {{ خبيب }}قتل ابوك يوم بدر ، يا غلام هذا قاتل ابوك فأقتله حتى يتفننوا في قتله واطلقوا الصبية عليه يطعنونه بهذه الرماح الصغيرة فلما رأى خبيب أنه الموت لا محالة بهذه الطريقة وأرادوا ان يقهرونه في دينه فلم يجعلوا وجهه للكعبة و ووجهوه الى المدينة اي عكس الكعبة للشمال فرفع خبيب طرف عينه للسماء وقال اللهم إني لا أرى إلا وجه مشرك وعدو اللهم اقرء نبيك عني السلام ، وأعلمه ما تصنع بنا قريش اليوم ثم قال :_ اللهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحدا [[ احصهم عددا يعني هذا الدعاء يشملهم جميعا فردا فردا واقتلهم بددا يعني متفرقين ، كما أنه قتل وحيدا ]] راوي هذا الحديث هو الذي اصبح امير للمؤمنين بعد ذلك {{ معاوية بن ابي سفيان }} وكان عمره ٢١ عام وهو الذي يروي لنا مقتل خبيب ، وزينب أسلمت وماوية أسلمت ايضا يقول معاوية :_ كنت واقفاً مع والدي اباسفيان فلما دعا {{ خبيب }} هذا الدعاء ألقاني أبو سفيان على الأرض واضطجع [[ جلس واجلس ابنه على الارض بسرعة ،لأن العرب كانت تعتقد أن الرجل اذا دُعي عليه في وجهه، واضطجع لجنبه لم تصبه هذه الدعوة ، بتزحلق عنه يعني ]] قلت :_ لماذا يا أبي فعلت هذا ؟!! قال :_ كي لا تصيبنا دعوة خبيب [[ وممكن واحد يسأل هل استجاب الله لخبيب نعم يقسم معاوية ويقول لقد رأيت من رأى مصرعه إلا من اسلم منهم اي نستثني اللي اسلم منه بعد ذلك ، فوالله قتلوا جميعا بددا يعني متفرقين اي ليس عند اهلهم ولا في معركة، قتلوا متفرقين جميعا ]] فلنترك خبيب الآن مع الخشبة والصبية والرماح ، وننتقل مباشرة في نفس هذه اللحظة الى المدينة المنورة الى مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ____________ يقول الصحابة :_ في هذه اللحظة كان يحدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلت قريش بأصحابه ويقول قد لقوا اصحابكم ما لقوا من قريش يقول الصحابة فسكت صلى الله عليه وسلم واغفى اغفاءة كالتي تأتيه عند نزول الوحي ، ثم سمعناه يقول :_ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا {{ خبيب }} قال الصحابة :_ فدهشنا ففتح عينيه ونظر إلينا وقال:_ إن أخاكم خبيب تقتله قريش الآن وقد طلب من الله تعالى أن يقرأني عنه السلام ، فهذا جبريل يقرئني سلام خبيب ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد دمعت عيناه ودخل لحجرته والدموع على خده ___________ نرجع لقريش فلقد نفذت خططتها ، بأن جعلت الصبية يتمرونون على طعنه يقول من اسلم فيما بعد و شهد مصرعه منهم تقول زينب و ماوية :_-فلا ندري إذ انفتلت خشبته حين همت روحه أن تصعد فأستدار وجهه الى البيت الحرام [[ خشبة مزروعة بالارض ما الذي يفتلها ؟؟ ]] فسمعنه يقول :_ الحمد لله الذي وجهني الى قبلة يرضاها اشهد أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله ________ وكان ممن حضر {{ سعيد بن عامر }}وقد أسلم بعد ذلك واستعمله {{ عمر بن الخطاب }} على الشام ، فكان يغشى عليه أحيانا ،وهو جالس بين الناس [[ يغمى عليه فجئة ]] فشكو الناس ذلك لعمر قالوا له :_ يا أمير المؤمنين ، إن الرجل مصاب فلما قدم على {{ عمر }} قال له: - يا سعيد ما هذا الذي يصيبك ؟ فقال سعيد بن عامر:_ والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر {{ خبيب بن عدي }} حين قتل وسمعت دعوته ، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي _________ وأما {{ زيد بن الدثنة }} رضي الله عنه قتل ايضا وقبل مقتله فقد سأله أبو سفيان كذلك قبل موته: أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟ فقال زيد كما قال أخيه :_ ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي فقال أبو سفيان وهو يضرب كفًا بكف {{ ما رأيت ولا علمت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا }} هذا هو الايمان يا خير أمة [[ ومن من المؤسف نسمع الموجات المزعجة ، من هذا وذاك ، لا تغالوا في حب النبي خشية أن تقعوا بالشرك الخفي بالله عليكم هل احببناه كما يجب حتى نقع في المغالة ؟؟ وهوالذي قال {{ لا يؤمن احدكم حتى اكون احب إليه من نفسه التي بين جنبيه }} فمن منكم و منا يحب رسول الله اكثر من نفسه ؟ المدعون كثير ولكن لكل أدعاء دليل ]] _________ فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الخبر كفكف دموعه ورجع الى اصحابه وقال :_ إن القوم عزموا على ترك صاحبكم خبيب على خشبته تضربه الرياح والرمال والشمس [[ طبعا وهذا من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه }} انطلق يا زبير انت والمقداد ، فتسللا حتى تدخلا التنعيم ليلاً وأنزلا صاحبكما من خشبته [[ وحتى ينطلق الرجل من المدينة لمكة تحتاح خمسة ايام ]] فبقي خبيب على خشبته أيام تضربه الشمس والرياح والرمال وعنده رجال يحرسونه تأتي قريش نهاراً تتمتع وتستلذ بالنظر إليه ، ثم يتركونه ليلاً مع عشرة من رجالهم يحرسونه راوي الحديث الزبير يقول :_فوصلت انا والمقداد ، فوجدناه يحرسه عشرة من الرجال ، فغافلناهم حتى دنوت من الخشبة ففكت وثاقه ، ولم أستطع أن أحمله ، فإنه كان غضاً طرياً طيب الريح ، كأنه حي على خشبته [[ خمس ايام ميت على خشبته كأنه حي ]] الزبير يحدث هذا لرسول الله عندما رجع قال :_ فأنفلت من يدي فوقع على الارض فكانت له هدة[[ اي صوت ]] فأنتبه القوم فأستترت خشية أن يعلموا بنا ، ولكي أعود وأخذه فلما انتبه القوم ، وأحاطوا بالمكان ، أخذت أنظر فلم أرى جثة خبيب يا رسول الله واخذوا يبحثون يقولون سقط عن الخشبة فأين ذهب ؟؟ فأبتلعت الارض خبيب فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير :_ صدقت فلقد أخبرني بذلك جبريل فقد أبتلعته الارض فسمي خبيب {{ بليع الارض }} رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه [[ هكذا فليكن الايمان في قلوب الرجال ]] لنا بهم أسوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذراً على الإطالة ولكن كما رأيتم لا ينفع أن أجعل هذا الجزء اجزاء يتبع إن شاء الله ..... مع حادثة أخرى أليمة ____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٤ »
السيرة النبوية العطرة (( الصحابي مرثد بن أبي مرثد الغنوي )) رضي الله عنه ____________ في هذا الجزء نذكر الصحابي {{ مرثد بن ابي مرثد }} قبل ان ننتقل بالحديث الى حادثة {{ بئر معونة }} ولا بد لي أن أقف معكم ، بكل موقف في السيرة النبوية للأمانة الدينية حسب استطاعتي ___________ هذا الصحابي{{ مرثد }} كان من ضمن العشرة من الصحابة الكرام في حادثة الرجيع التي ذكرناها وقد قاتل قوم هذيل مع الصحابة حتى استشهد رضي الله عنه ___________ هذا الصحابي الجليل شهد بدر وأحد ، وقاتل بكل شجاعة عمره {{ ٢٣ }} عام كان قوي البنية ، شجاع القلب ، سريع ، له القدرة بالتحكم بمشاعره و اسم {{ مرثد }} كان يعني الرجل [[ الحكيم القوي كالاسد ]] ________ وقد قلنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عنده فراسة عظيمة في اختيار الرجال ، فكان يختار لكل مهمة ما يناسبها ، ولذلك ظهر من بين الصحابة مواهب عظيمة وعبقريات فذة ____________ ولذلك اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر عظيم وكلفه صلى الله عليه وسلم بمهمة خطيرة وصعبة جداً ، وتكاد تكون مستحيلة وهي تخليص أسارى المسلمين في مكة المكرمة وفك قيودهم والمجيء بهم إلى المدينة المنورة ، ليعيشوا عز الإسلام وعدل الإسلام في كنف النبي صلى الله عليه وسلم . [[ كان المشركون من قريش يحتجزون المسلمين من قريش ومن غيرها ، ليمنعوهم من الهجرة إلى المدينة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، وكانوا يطلقون على هؤلاء المسلمين المحتجزين في مكة الأسرى ]] _________ فكان {{مرثد }} يتسلل الى داخل مكة ليلاً ، ويذهب الى المكان المحبوس فيه هذا الأسير ، ويحمله لأنه يكون مقيد اليدين والقدمين ، ثم يخرج به خارج مكة ، ويفك قيوده ، ثم ينطلق به الى المدينة رضي الله عنه شاب قوي القلب والإيمان المهمة كما قلنا صعبة جداً ، وخطيرة جداً ، وشبه مستحيلة ، وتحتاج الى شجاعة ، وقوة قلب ، وقدرة على التحكم في المشاعر ، وقوة بدنية ، وسرعة وكان {{ مرثد}} رضي الله عنه يمتلك كل هذه المواهب والإمكانات ، ونجح في تحرير عدد من الأسرى __________ ولكن في مرة وقع {{ مرثد}} في خطأ وهو أنه دخل مكة في ليلة مقمرة ولكن استطاع {{ مرثد }} أن يصل الى الأسير وكان ثقيلاً ، فحمله وهو موثق ، ثم مشى به ثم وقف ليرتاح ولكن رأت سواده امرأة من بغايا مكة اسمها {{ عناق }} كانت عناق لها معرفة قديمة به ، قبل إسلامه [[ يعني بلغتنا اليوم صاحبته القديمة وذلك قبل اسلامه ]] فلما اقتربت منه عرفته وقالت : _مرثد ؟ !!! قال لها: _مرثد ! فقالت له: _ مرحباً وأهلاً [[ وكانت تحبه ]] قالت :_ تعال فبت عندنا الليلة فقال لها مرثد:_ يا عناق، إن الله حرم الزنا ! فغضبت من رده وصاحت :_ يا أهل مكة ، يا أهل الخيام ، إن هذا الذي يحمل الأسرى من مكة ! [[ والمرأة اذا عرضت نفسها على الرجل وخاصة اذا بتحبه ، ورفضها ، فلابد أنها ستحاول ايذائه، مهما كان حبها له، كما حدث مع نبي الله يوسف عليه السلام ، زليخة تحب يوسف فلما رأت العزيز على الباب و وجدها مع نبي الله يوسف تراوده عن نفسه مباشرة تحولت ١_ لمظلوم ٢_و قاضي ٣_ومحامي دفاع قالت {{ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً }} ... مظلومة {{ إلا أن يسجن }} ... تحولت لقاضي ، فتذكرت اذا سجن يوسف لن تراه !!!! مصيبة اذا ماشفته فهي تحبه ، تحولت مباشرة لمحامي دفاع لتخفيف الحكم {{ أو عذاب أليم }} ... هيك أفضل نخفف الحكم عليه يعذب بالجلد ويبقى تحت نظري ، كي تراه ]] عندما رفض مرثد طلبها ، صاحت فترك {{مرثد}} الأسير وفر هاربا ، واتجه الى أحد الجبال المحيطة بمكة واسمه {{ الخندمة }} وهو من الجبال الوعرة، حتى دخل في أحد كهوفها واختبأ فيه _________ وخرج يتبع مرثد {{ ٨ رجال }} وأشارت لهم {{ عناق }} الى المكان الذي اتجه اليه {{ مرثد}} فوصلوا الى جبل {{الخندمة }} ووصلوا الى الكهف الذي دخل فيه مرثد بل ودخلوا الكهف ووقفوا أمام مرثد وهو نائم على الأرض، ولكن الله تعالى أعمى أبصارهم فلم يروه ____________ والعجيب أن {{ مرثد }} لم يعد الى المدينة بعد ذلك، بل عاد مرة أخرى الى الأسير الذي تركه بمكة ، ثم حمله حتى خرج به من مكة ، ثم فك وثاقه ، وانطلقا عائدين الى المدينة _________ الصحابة الكرام بشر من لحم ودم ليسوا ملائكة ، لهم مشاعر وعواطف عندما رجع مرثد للمدينة ، شعر بالعاطفة تجاه عناق فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له:_ يا رسول الله، أنكح عناق ؟ [[ يعني تسمح لي ان اتزوج عناق ]] وهذا يدل على شعور {{ مرثد }} أن زواجه من {{ عناق}} ليس أمرا طبيعياً ، وليس أمرا طيباً [[ لماذا يستشير النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس كل صحابي أراد ان يتزوج كان يذهب ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رأيه فيمن يريد أن يتزوج منها ]] وهو يدل أيضا على طيبة قلب {{مرثد }} لأن {{ عناق}} هي التى دلت عليه، وكادت تتسبب في قتله، ولكن يعلم انها تحبه ومع ذلك أراد أن يتزوجها _________ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه واستقبل الأمر بهدوء [[وهذا أمر هام جدا، لأن هذا الموقف يحدث في كثير من البيوت ، قد يأتي الشاب أو الفتاة الى أهله ويقول لهم أنه يريد أن يتزوج فتاة ، وهي غيرمناسبة على الإطلاق ، ويستقبل الأهل الأمر بعصبية ، ويعند الشاب، ويتمسك بالفتاة، وكل ممنوع مرغوب، وتأخذ الفتاة من قلبه مكانة ليست حقيقية، وربما يكون عندما فكر فيها وعرض الأمر على أهله هو غير مقتنع بها ، ولكنها مجرد فكرة ، ولكن عنف استقبال الأهل لهذه الفكرة حولها الى رغبة ثابتة ، والى ما توهمه هو أنه حب حقيقي ]] نصيحة للأهل أياكم ثم أياكم ان تستقبلوا هذه الامور بعصبية مع شبابكم وبناتكم عندما يواجه الأهل هذا الموقف، عليهم أن يستقبلوا الأمر بهدوء ، ونجلس ونتفاهم ونتحاور ________ كرر مرثد السؤال على رسول الله صلى الله عليه وسلم :_ يا رسول الله ، أنكح عناق ؟ فسكت النبي صلى الله عليه و سلم لم يعطه جواباً فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى {{ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }} القضية هامة جدا لدرجة أن الله تعالى هو الذي رد على مرثد بالجواب {{ لا تتزوج من هذه المرأة }} والقضية هامة ، وتحل مشاكل في كثير من البيوت [[بعض الشباب يتعرف على فتاة أجنبية عن طريق النت ، أو عن طريق السياحة ، وينبهر بها لأنها أجنبية ، ويريد أن يتزوجها ، ويبارك الأهل هذا الأمر لأنهم أيضا منبهرون بها ليس لشيء الا لأنها أجنبية ، ويتجاهل الكل أنها من مجتمع ثقافته ترى أن الزنا أمر طبيعي ، وأنه أمر كالطعام والشراب، والفتاة التي لا تزني تكون غير طبيعية ، استثني بحديثي من اسلمت ]] هذه الآية تقول لك انتبه لهذا الأمر انتبه ان تتزوج من امرأة تعتقد ان الزنا أمر طبيعي والمؤمنة اذا تقدم لها شاب معروف بعلاقاته النسائية [[ نسميه بلغتنا نسونجي ]] فلا ينبغي أن تتزوجه أبدا ، هذا يرى الزنا امر طبيعي ، فهو زاني والزاني كما قال الله تعالى {{ لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً }} إلا في حالة واحدة وهي {{ التوبة } الاقلاع عن الذنب ، والندم على ما ارتكبه في الماضي ، والعزم الأكيد على عدم العودة للذنب مرة أخرى وكان مرثد رضي الله عنه قد قتل مع العشرة في حادثة الرجيع التي ذكرنا يتبع إن شاء الله ... حادثة بئر معونة _____ #الأنوارالمحمدية _____ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٥ »
السيرة النبوية العطرة (( مأساة بئر معونة )) كاملة ___________ ذكرنا غدر قبيلتي {{ عضل و القارة }} وهو مايعرف بفاجعة {{ الرجيع }} وقد استشهد الصحابة بعد أن ذهبوا ليعلموهم هذا الدين ، فغدروا بهم وكان من أمرهم ماكان وقد وقعت هذه الحادثة بعد معركة أحد ب {{ ٤ أشهر فقط }} وقبل أن يخرج هؤلاء الصحابة الذين استشهدوا كان ايضاً قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، قبلها بيوم او بعدها بيوم رجل آخر من {{ بني عامر }} من اهل نجد كنيته {{ ابو البراء }} [[ يعني قبيلتي عضل والقارة ، وهذا الرجل ابو البراء قدموا للمدينة في نفس الوقت ، فذكرنا فاجعة الرجيع ، والآن نذكر ماسأة بئر معونة ]] _____________ قدم هذا الرجل {{ ابو البراء }} من قبيلة بني عامر أما اسمه الحقيقي {{ عامر بن مالك }} ويلقب بأسم {{ مُلاعبِ الأسنَّة}} لانه كان ماهر جداً في القتال فكان يقاتل بسيفين وكان يقاتل بالسيف والحربة يتلاعب بالسلاح بيديه من شدة مهارته فسمي {{ مُلاعب الأسنّّة }} حتى عرف بين العرب بهذا اللقب ، وبلغ من شهرته أنه صار مثلاً بينهم يقولون :_ هذا الفارس قوي كأنه مُلاعب الأسنَّة ___________ قدم الى المدينة هذا الرجل {{ ابو البراء ملاعب الأسنَّة }} وكان قد شاخ وتقدم بالعمر ، فأخذ الزعامة منه أبن أخيه واسمه {{ عامر بن الطفيل }} قدم {{ ابو البراء }} الى المدينة و كان شيخ كبير، وقدم هدية الى الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى الإسلام فلم يسلم ولم يرفض الاسلام كان {{ ابو البراء }} مقتنع بالإسلام ولكنه لم يسلم ، خوفاً على مكانته في قبيلته لأنه من سادة قومه فقال ابو البراء :_يا محمد إني أرى أمرك هذا حسنٌ شريف [[ اي هذا الدين الذي تدعو إليه حسن شريف ]] فلو بعثت رجالاً من أصحابك الى أهل نجد يدعونهم الى أمرك ، فإني أرجو أن يستجيبوا لك [[ لأنه يريد لقومه أن يسلموا ويسلم معهم هو ايضاً ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إني أخشى عليهم أهل نجد فقال له ابو البراء :_ أنا جارٌ لهم [[ لانه كبير قومه وله كلمة مسموعة قال هم في حمايتي ]] وكان الجوار معروف عند العرب جميعاً ، فالجوار من العار عند العرب ان ينتهك ___________ استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم {{ لأبي البراء }} ثم أنطلق ابو البراء وسبقهم الى نجد ، واخبر ابن اخوه سيد قومه {{ عامر بن الطفيل }} قال له :_ يا أبن أخي سيحضر أصحاب محمد وإني قد أجرتهم حتى يبلغوا دعوته __________ وأختار النبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه {{ ٧٠ }} من شباب الصحابة ، ليخرجوا لنجد يدعوهم الى الإسلام [[ اختار ١٠ من الصحابة لقبيلتي عضل والقارة ، واختار ٧٠ لبني عامر ]] هؤلاء السبعين من الصحابة الذي أختارهم النبي صلى الله عليه وسلم يطلق عليهم {{ القراء }} لماذا هذا اللقب ؟؟ لأنهم كانوا هؤلاء الشباب من الصحابة ، إذا صلوا العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يذهبوا لبيوتهم ، بل ينطلقوا الى أطراف المدينة عند البساتين واتخذوا معلم لهم للقران من كبار الصحابة فيحفظون القران عليه حتى يتقنونه ، كما أنزل فلا يدعون آية تنزل إلا حفظوها ، وتفقّهوا فيها وقاموا الليل يصلون بها ، حتى إذا كان الفجر استعذبوا من الماء قبل أن تخلطه أيدي الناس [[ اي قبل ما يتعكر ]] فملؤوا القربة ، وأحتطبوا [[ أي جمعوا الحطب ]] وجاؤوا به الى حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم [[ فكانوا ينصبون من أنفسهم وكأنهم خدم لبيوت النبي دون أن يشعر بهم أحد ]] فما أن يطلع الفجر كانت أوعية الماء أمام حجرات أزواج النبي وإذا بالحطب امام الحجرات ايضاً ويشهدون الفجر جماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين __________ [[ اختلف في عددهم ، قيل كانوا ٧٠ رجل ، وقيل ٤٠ والذي جزم انهم ٤٠ في الحديث الصحيح قال والبقية كانوا تبعاً لهم اي عبيدهم وخدمهم ]] أنتدب الرسول هذه الفئة الطيبة ، التي تقوم الليل وتقرأ القران ليكونوا خير دعاة {{ لبني عامر }} وكتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم كتاب {{ لبني عامر }} وأرسله معهم [[فخرجوا في الوقت الذي خرجت به اصحاب عضل والقارة فأصحاب عضل والقارة خرجوا الى جهة مكة ، وهؤلاء القراء اخذوا طريق نجد الى بني عامر ]] وكان كما قلنا {{ ابو البراء }}قد سبقهم واخذ لهم العهد عند قومه _____________ حتى وصلوا عند بئر يطلق عليه {{ بئر معونة}} ومن أدب الصحابة ، وقفوا عند البئر ولم يدخلوا كلهم دفعة واحدة الى {{ بني عامر }} بل ارسلوا حامل الكتاب الى سيد القوم {{ عامر بن الطفيل }} فأرسلوا {{ حرام بن ملحان رضي الله عنه }} [[ ليخبروه أننا نحن أصحاب محمد ، وان ابو البراء عمك اخذ لنا العهد والجوار ]] فلما دخل حامل الكتاب على {{ عامر بن الطفيل }} وكان عامر هذا سيء الخلق جداً فلما دخل عليه ، وعرف بنفسه ومد الكتاب إليه فلم يلتفت إليه وقال :_ ما حاجتكم ؟؟ قال له :_ لسنا أصحاب حاجة [[ بلغتنا مش جاين نشحد ]] ولكننا أرسلنا بأمر من نبينا الى قومكم ندعوهم الى هذا الدين وقد اخذ لنا عمك ابو البراء {{ملاعب الاسنة }} عهداً وجوار إني رسول رسول الله إليكم ندعوكم الى لا إله إلا الله ، محمد عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فبينما هو يتكلم معه أشار {{ ابن الطفيل }} الى أحد رجاله واسمه {{ جبار بن سلمي }} فطعنه بالحربة في ظهره وخرجت من بطنه فأخذ هذا الصحابي الجليل {{ حرام بن ملحان }} يمسح الدم الذي ينزف منه بيده ، ويدهن به وجهه وهو يقول :_ الله أكبر الله أكبر فزت وربِ الكعبة حتى فاضت روحه فأستغرب الذي طعنه يقول فزت ؟!!! قتلته ويقول فزت !!!!! تعجب وأخذ يسأل: - ما الذي فاز به ؟ أولستُ قد قتلته؟ فقالوا له: - إنها الشهادة عند المسلمين ! فقال: - نعم فاز والله ثم ذهب {{ جبار }}الى المدينة وأسلم __________ فكان قتل الصحابي من سوء أخلاق {{ عامر بن طفيل }} لأنه أولاً رد جوار عمه {{ ابو البراء }} [[ يعني لم يحترم عمه مع انه كل بني عامر تحترم عمه ]] ثانياً هو قتل رسول ، والرسل لا تقتل ، وكانت هذه قاعدة عند العرب ، وعند كل الدول وحتى الآن ___________ وبعد قتل هذا الصحابي خرج {{ عامر بن الطفيل }} الى قومه وهو سيد القوم و زعيمهم ثم قال لهم :_ استعدوا معي لنذهب لبئر معونة ونقتل أصحاب محمد فرفض قومه الخروج معه [[ لأنهم يحترموا عمه ابو البراء جميعا ويحبونه ولا ينقضون عهده وجواره ]] _________ فلما رفض القوم دعوة سيدهم {{ عامر بن الطفيل }} ذهب الى القبائل حوله وجمع ثلاثة قبائل معه وانطلقوا الى المسلمين عند {{بئر معونة }} وأخذوا يقاتلونهم وأخذ المسلمون سيوفهم ودافعوا عن أنفسهم، ولكنهم قتلوهم عن آخرهم لم يبق إلا {{ كعب بن زيد رضي الله عنه }} الذي جرح وظنوه قد قتل ولكنه عاش، ثم مات شهيدا بعد ذلك بعام واحد في غزوة الخندق ________ كان اثنين من الصحابة ، قد تأخرا عنهما في الطريق وهما {{ المنذر بن عقبة ، وعمرو بن أمية }} فوجدوا الطيور تحوم في السماء فوق معسكر المسلمين عند بئر معونة فقالا: _ والله ان لهذه الطيور لشأن ، وأسرعا الى أصحابهم، فوجدوهم قد قتلوا فانطلقا يقاتلان هما أيضا فقتل {{ المنذر بن عقبة}} ووقع {{عمرو بن أمية }} في الأسر ثم أعتقه عامر بن طفيل ولم يقتله [[ لأن أمه كان عليها عتق رقبة ، فأعتق لها عمرو بن أمية ]] _____________ وانطلق {{ عمرو بن أمية }} رضي الله عنه راجعاً الى المدينة وفي الطريق لقي ، رجلين وعلم أنهما من {{بني عامر }} ونزلا تحت ظل شجرة فلما ناما قتلهما {{ عمرو بن أمية }} ثأرا للصحابة ولكن هذان الرجلين كان معهما عهداً من النبي صلى الله عليه وسلم وهو كان لا يعلم بذلك، فلما عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره قال له:_ قد قتلت قتيلين لأدينَّهما [[ اي سأدفع ديتهم ]] وكان ذلك من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد جاءه صلى الله عليه وسلم خبر هذين القتيلين مع خبر استشهاد السبعين من صحابته ، ومع كل هذا أراد أداء الدية لهذين القتيلين اللذين قُتلا عن طريق الخطأ ___________ وصل الخبر لرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة فكانت فاجعة ومأساة {{ عضل والقارة ، وبئر معونة ، في نفس التوقيت }} كانت مأساة شديدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وغلب الحزن الشديد على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين و ربما كان حزنهم أكثر من أحد [[ لأن في أحد كانت هناك مواجهة ، وكان هناك قتلى من المشركين وجرحى ]] ولكن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم قتلوا بالغدر _____________ ومن شدة حزن الرسول صلى الله عليه وسلم ، اخذ يدعوا عليهم شهرا كاملاً يرفع يديه في الدعاء ، حتى يسقط ردائه عن منكبيه [[ ومن هنا اخذ دعاء القنوت لم يشرع دعاء القنوت قبل هذه الواقعة أي انه يدعو بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة ]] __________ نرجع لبئر معونة اما {{ ابو البراء ملاعب الاسنة }} أصابه غيض شديد لانها انتهكت جواره من ابن اخيه فهناك روايات ( الأولى ) انه رجع للنبي صلى الله عليه وسلم يعتذر عن ما فعله ابن اخيه فقبل النبي عذره ،ثم أسلم وكان من الصحابة ( والروايةالثانية ) أنه ارسل من طرفه رسولاً يعتذر ويعلن اسلامه ، ثم مات غيظاً وقهراً لانه انتهك جواره مع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن هنا نعلم من حادثة الرجيع وبئر معونة ان النبي صلى الله عليه وسلم لايعلم {{ الغيب المطلق }} إلا ما اطلعه الله عليه لم يكن يعلم أن اصحابه سيصيبهم ذلك ولكنه كان متخوفاً عليهم وحذر واخذ بالاسباب ولكن لا رآد لقضاء الله يتبع إن شاء الله غزوة بني النضير _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
هذا_الحبيب « ١٧٦»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الأول _______________ قلنا من قبل أن اليهود في المدينة كانوا ثلاثة قبائل ١_ بني قينقاع [[ وقد اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا قصتهم ]] ٢_ بني النضير [[ وحديثنا اليوم عنهم ]] ٣_ بني قريظة [[ سيأتي حديثنا عنهم بعد غزوة الخندق ]] فعقد معهم صلى الله عليه وسلم عهوداً وكما قلنا وسنظل نقول {{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً }} منذ أن خلق الله بني اسرائيل [[ اي اولاد يعقوب }} الى ايامكم هذه ، الى أن يأتي يوم الحجر والشجر فيطهر الله الأرض من رجسهم إن شاء الله تعالى {{ فهو قريب }} لم يصبر اليهود على العهود فكل قبيلة نقضت عهدها ____________ وقلنا أنه منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة واليهود لايتوقفون لحظة واحدة عن إثارة المشاكل في المدينة حتى انتهى الأمر بطرد يهود {{ بني قينقاع }} من المدينة في السنة {{ ٢ من الهجرة }} وبعد طرد بني قينقاع خاف اليهود على أنفسهم وهم {{ بني النضير }} و {{ بني قريظة }} فاستكانوا والتزموا الهدوء ولكن بعد {{ أحد}} ثم بعد مأساة {{ الرجيع ، وفاجعة بئر معونة }} عادت إليهم جرأتهم مرة أخرى وعادوا الى سابق عهدهم من سب الاسلام والدخول في مصادمات مع المسلمين واثارة الشائعات المغرضة والتشكيك في الأسلام ، وفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم يقولون :_ما أصيب بمثل هذا نبي قط كما عادوا مرة أخرى الى الاتصال بالمنافقين في المدينة، والمشركين في مكة، والعمل لصالحهم ضد المسلمين فكانوا في المدينة مثل ما يطلق عليهم الآن [[ الطابور الخامس أو الجواسيس ]] ضد الدولة الاسلامية ___________ وقد تحدثنا عن فاجعة {{ بئر معونة }} والتي فقد فيها المسلمون سبعون من خيرة الصحابة وقلنا أن من أحداث هذه الفاجعة أن {{عمرو بن أمية}} والذي شهد هذه المذبحة قابل في طريق عودته الى المدينة رجلين من {{ بني عامر}} فقتلهما ثأرا لمقتل أصحابه وكان هذين الرجلين معهما عهد من صلى الله عليه وسلم ولم يكن {{ عمرو بن أمية }} يعلم ذلك فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي :_ قد قتلت قتيلين لأدينهما [[ أي سيؤدي عنهما دية القتل الخطأ ]] ____________ دية القتل الخطأ مبلغ كبير جداً تبلغ {{ ٤ كيلو وربع }} من الذهب أو {{ ١٠٠ من الأبل }} لكل رجل فالمقتول رجلين وهذا يعني أن على المسلمين أن يتحملوا الضعف {{ ٨ كيلو ونصف من الذهب }} أو {{ ٢٠٠ من الأبل }} وهذه أموال لا تتحملها الدولة الإسلامية، التي كانت تعاني في ذلك الوقت من فقر شديد وأزمة اقتصادية طاحنة، ذكرنا أسبابها من قبل ، في بداية الهجرة ____________ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى يهود {{ بني النضير}} حتى يتحملوا معه جزء من أموال هذه الدية والسبب كان بينهم عهد وموثق حسب بنود {{ وثيقة المدينة }} التي وضعها صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ، والتي نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة [[ القتل الخطأ يشترك الجميع بدفع ديته لأنهم سكان مدينة واحدة ]] ______________ ذهب الى يهود {{بني النضير }} في نفر من أصحابه قيل عشرة ، وكان فيهم {{ أبو بكر وعمر وعلي }} توجه الى كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} الذي ذكرنا خبره أول الهجرة والد {{صفية بنت حيي}} إحدى امهات المؤمنين والتي تزوجها بعد خيبر والتي تحدثت هي للنبي صلى الله عليه وسلم بخبر أبيها ، بعد أن آمنت واصبحت أم للمؤمنين وذكرنا خبره ولكن نعيد موطن الشاهد فقط ، و جوهره قول صفية أم المؤمنين تقول :_ سمعت عمي أبا ياسر ، يقول لوالدي حيي بن أخطب وكان أعلم منه بالتوارة قال :_ يا اخي يا حيي ، أهو هو الذي اخبرتنا به التوراة ؟؟ [[ اي هل هذا محمد هو هو النبي المنتظر ]] قال :_ ايِ وربِّ موسى وعيسى ، هو هو قال :_ أعرفته بنعته وصفاته تماماً ؟!! قال :_ وأشد من معرفتي بأبنتي هذه [[ واشار لصفية ]] قال :_ فماذا في نفسك منه ؟ قال :_ عداوته ما حييت قالت :_ فأمسك به عمي وقال :_ يا أخي يا أبن ام ، أطعني في هذه وأعصني بعدها بما شئت ، لا تناصب الرجل العداء ما دمت علمت أنه نبي ورسول فإنك لن تقدر عليه ، فإن اصابه غيرنا فذلك ما أردت ، وإلا كنا معه على صلح قال حيي :_ لا لا عداوته ما حييت هذا هو حيي وموضوع حديثنا اليوم توجه النبي صلى الله عليه وسلم إليه ودخل النبي على حيي ، وهو في مجلسه فرحبوا به وسلموا عليه وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ جئتك يا حيي [[ بكذا وكذا وكذا ]] وعرض عليه أن بيننا وبينكم عهود ، وأن رجل من الانصار قتل رجلين من الحلفاء ، وعلينا دفع الدية وكانت قيمة الدية للرجلين كما قلنا {{ ٢٠٠ ناقة }} وطلب من اليهود أن يتحملوا ما عليهم من أموال _______________ فقال حيي :_ نعم حباً وكرامة يا أبا القاسم نفعل ولكن أجلس ها هنا حتى تطعم أنت واصحابك وحتى نقضي حاجتك [[ اي اجلس نضيفك تاكل لحتى ارتب اموري ]] __________ فجلس النبي صلى الله عليه وسلم خارج الدار [[ لأن الجو كان حاراً ]] فجلس وجعل ظهره لجدار الدار وأصحابه حوله فذهب حيي الى رجاله وقال :_ إنها فرصتكم ، فلن تجدوا الرجل بمثلها بعد الآن قط فليس معه الا عشرة وهو جالس مطمئن وهذه فرصة لا تتكرر فليصعد أحدكم على ظهر البيت الذي يجلس الى جواره محمد ، ويلقي حجر ضخم على رأسه ويقتله ، ويريحنا منه الى الابد [[ يريد أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم ]] يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٧ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الثاني ____________ أراد {{ حيي بن أخطب }} أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم ، فوافقه الجميع فعارضهم كبيرهم من الأحبار وأسمه {{ سلام بن مشكم }} وكان من أكبر علمائهم قال سلام :_ يا حيي ألست تعلم أن محمد رسول الله ؟؟ قال :_ لا قال :_ وربِ موسى وعيسى ، إنك لتعلم إنه نبي ، وكنا نرجو أن يكون منا من نسل هارون لا تفعلوا ، فوالله ليخبرن بما هممتم به ، وليأتينه الخبر من السماء ، ولتكوننا بعد ذلك ناقضاً عهدك معه وأصر حيي على مؤامرته و عزموا على تنفيذ خطتهم وصعد أحدهم وهو {{ عمرو بن جحاش}} وكان من رؤسائهم ليلقي هذه الصخرة الضخمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم _____________ وقبل أن يلقي هذه الصخرة الضخمة ، كان قد هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بمكر المغضوب عليهم يهود قال له جبريل :_ يا رسول الله ، أنهض على الفور ولا تكلم أحد فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، ومضى بين أصحابه ، واتجه الى ناحية الشجر كأنه يريد أن يقضي حاجة [[ الصحابة جالسون اعتقدوا أن النبي قام ليقضي حاجة ]] وعاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مسرعاً فجاء {{ حيي بن أخطب }} قال :_ أين ابا القاسم ؟ قالوا :_ قام في حاجة له وانتظروا وطال الانتظار ، والصحابة يقولون :_ أين ذهب رسول الله ؟؟ لا بد أن له أمر وحيي يصبرهم ويقول :_ لعله يرجع الآن ، دعوه في حاجته ، اجلسوا فقد أعددنا لكم الطعام فجاء رجل من بين النخيل فقالوا له :_ ارأيت رسول الله ؟؟ قال :_ نعم رأيته متوجه الى المدينة فهب الصحابة مسرعين خلفه فوجدوه عند باب المسجد يريد الدخول فما أن سلموه عليه حتى نظر إليهم وهو مغضب وقال :_ إليَّ بمحمد بن مسلمة [[ ومحمد بن مسلمة من الانصار بينه وبين يهود العهود والعقود قبل ان يهاجر النبي للمدينة يعني حلفائه ]] قالوا :_ما الخبر يارسول الله ؟؟! قال :_همت يهود بغدر ، لقد أوكل حيي لرجل منهم ، أن يصعد على سطح الدار ، وأن يلقي علي حجر فأتاني جبريل ، وأخبرني ، فلقد نقضوا عهدهم ___________ فلما حضر {{ محمد بن مسلمة رضي الله عنه }} قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذهب الى {{ بني النضير }} وقل لهم لقد هممتم بالغدر ورتبتم كذا ، وكذا ، وكذا [[حتى يكونوا على بينة ]] ولقد جاء خبركم من السماء لرسول الله لذا لا عهد بيننا وبينكم ، لقد نقضتم العهد اخرجوا من مدينتي ولا تساكنوني بها وقد أجلتكم عشراً [[ اي معكم عشرة ايام ]] فمن وجدت منكم بعد ذلك ضربت عنقه __________ نرجع لليهود عندما علموا ، أن رسول الله رجع للمدينة ، استغربوا لماذا رجع ؟؟!!!!! قال لهم حبرهم الذي نصحهم {{ سلام بن مشكم }} قال :_ يا حيي تقول أن محمد رجع الى المدينة قال :_ أجل قال:_ أتعلم لِمَ رجع الى المدينة وقام من مجلسه قال :_ لا قال :_ولكنني أعلم ، وأنت وربِ موسى وعيسى تعلم ، ولكنك رجل مكابر لقد جاء الخبر لمحمد من السماء ، كما قلت لك وانت الآن قد نقضت العهد وانتظر معي ساعة فإن محمد مرسل إليك فقال القوم :_ بماذا تشر علينا يا سلام ؟ !!! قال :_ أشير عليكم بأمرين ولا ثالث لهما {{ الأمر الأول }} وهو خير لكم ، أن تدخلوا في دين الرجل ، وتسلموا فأنتم أهل الكتاب الأول وأنتم من نسل هارون [[وكان بني النضير ينتهي نسبهم الى هارون أخو موسى عليه السلام ]] فإذا اسلمتم سيغفر لكم هذه الذلة ، وهو لا يقتل رجل دخل دينه ، فتحقنوا دمائكم وأموالكم ، ويعلو كعبكم بين اصحابه فأنتم اهل كتاب ومن نسل الانبياء قال حيي :_ أما هذه .....فلا هاتِ الثانية قال :_ أما {{ الأمر الثاني }} إنه مرسل لك الآن ، أن اخرج من بلادي فأياك ثم أياك ان تعقب على رسوله [[ أي لا ترفض أمره ]] وأجبه بنعم ، فإنك إن لم تفعل ، لن يقبله منك بعد ذلك فأخرج من بلاده على الفور ، وأحقن دمائك وأموالك قال القوم جميعاً :_ هذه نعم فما أن أتم حبرهم قوله ، حتى كان {{ محمد بن مسلمة }}يقرع بابهم فقال سلام :_ قم يا حيي فأفتح الباب لرسول محمد ففتح الباب حيي فوجد بالفعل {{ محمد بن مسلمة }} قال :_ مرحباً بابن مسلمة[[ فهو حليفهم وكان صديقهم قبل الإسلام ]] ادخل فأجلس يا ابن مسلمة قال :_ لا جلوس لي بينكم ، إنما أنا رسول ، رسول الله إليكم ابلغكم رسالته [[ وتوجه بالكلام الى سيد القوم حيي و حبرهم سلام ]] قال :_ يا حيي ويا سلام قالا :_ نعم قال :_قبل أن أبلغكم رسالة رسول الله أنشدكم الله والتوراة التي انزلت على موسى اتذكرون عندما جئتكم يوماً ،قبل مجيء محمد إلينا ؟؟ جئت إليكم في مجلسكم هذا وكان بين أيديكم صحفة طعام [[ سفرة أكل كانوا يأكلون ]] فقلت لكم :_ إن لي حاجة فقلتم لي :_ أجلس فأطعم أولاً ، فأطعمتموني من طعامكم وكان {{ سلام }} يحمل كتاب بين يديه [[ اي التوراة ]] فقال :_يا ابن مسلمة ما يمنعك أن تدخل في ديننا ؟؟ فقلت لك :_ لا حاجة لي في دينكم ولا دين غيركم فقال لي سلام :_إنما يمنعك من اتباع ديننا ، بسبب سماعك أن رجل سيبعث {{ بالحنيفية }} وهذا وقته وأن مولده مكة ،وأن دياركم هجرته ، وإن من أوصافه[[ كذا وكذا وكذا ]] ولقد أظلكم زمانه فهو مصبحكم أو ممسيكم قالوا :_ اللهم نعم قد قلنا هذا ، ولكن ليس صاحبكم هو الذي ننتظر فقال بن مسلمة :_انتهى معكم ما أريد ________ والآن ابلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكم رسول الله :_ قد هممتم بالغدر ، وكان من أمركم [[ كذا وكذا وكذا ]] وجاءه جبريل بالخبر من السماء والآن يقول لكم :_ لا عهد بيننا ، هو لا يريد قتالكم فأخرجوا من دياره ، ولا تجاوروه فيها ابداً فتعجل حبرهم سلام وقال :_نعم فرد حيي خلفه وقال :_نعم فوافقوا على الجلاء قال :_ قد أمهلكم رسول الله عشراً ، تستعدوا وتجمعوا أموالكم ، ومن رؤي منكم في المدينة بعدها ضربت عنقه قالوا :_ أجل حباً وكرامة ، ابلغ ابا القاسم أننا على رحيل واخذوا يستعدون و شاع الخبر في المدينة ورجع ابن مسلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يخبره أنهم قبلوا حكمك ، وهم يستعدون للرحيل _________ وسمع بالخبر رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} بلغ الخبر الى ابن سلول رئيس المنافقين فعز عليه هذا المنافق ، أن يهاب جناحه ذُهل ابن سلول بالخبر قبل أشهر أجليت قينقاع وهم حلفائه واليوم النضير فمن يبقى ؟؟ فأرسل رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٨»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الثالث __________ أرسل رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير ثم ذهب وجلس بالمسجد [[ كأنه لم يفعل شيء ،هكذا المنافقون والعملاء على نفس النهج ، في العلانية معنا وضد العدو ، وفي السر هم أخوة متحابون مع أخوة القردة والخنازير ]] أرسل برسالة الى حيي قل له :_ يقول لك {{ ابن سلول }} أياك أن ترحل ، اثبتوا وتمنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم وإن لي حلفاء من غطفان ، وهذه اخوانكم قريظة ، كلنا نجتمع عندكم في الحصن ونقاتل معكم حتى نخلص من محمد ومن صحبه ومن دينه ، وإن أجلاكم جلينا معكم فجاء الخبر الى حيي وهو يستعد لجلاء وصلته رسالة ابن سلول وهو يقول لك [[ كذا وكذا وكذا ]] فسُر بالخبر حيي وقال :_ إذن لن نرحل _____________ وفي ذلك نزل قوله الله تعالى {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }} ألم تَرَ !! تعجب يقول الله عزوجل للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى[[ ما شفت ؟ ما أستغربت ؟ لاحظت اللي صار ؟ ]] الم ترى ؟!!!! أداة تنبيه ، للنبي صلى الله عليه وسلم وتعجب {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا }} هل سمعتم قول الله عزوجل يا خير أمة ؟؟ {{ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ }} المنافقين الخونة اخوة {{ المغضوب عليهم }} في نص قرآني لا يقبل الجدال اين وجه الربط بالاخوان في هذه الآية ؟؟ هؤلاء عرب من اصل {{ عربي }} وأولئك يهود من أصل {{ يهودي }} ولكنهم اخوة في العقيدة والفساد وفي العداوة لله عزوجل ورسله ودينه _____________ تكملة الايات {{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }} لأنتم اشدُ رهبةً في صدورهم من الله ؟!!!! نعم {{ المؤمن الصادق}} يهز قلوبهم من الخوف والرعب أكثر من خوفهم من الله لان المنافقون الخونة العملاء لا يخافون من الله ولو خافوا من الله ما سلكوا هذا المسلك ولكن يخيفهم ويرعبهم {{المؤمن الصادق }} إنسان ملتزم يجعل قلوبهم تهتز {{ لَأَنْتُمْ }} الله عزوجل يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه {{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }} [[ ما بيخافوا الله ولكن يخافوا منكم ، لو بيخافوا الله ما بينافقوا ما بيخونوا ، لا يؤيدون اليهود على اخوانهم ، اما لو في مؤمن صادق ، تهتز قلوبهم وتقوم الدنيا ولا تقعد هذا ما يخيفهم المؤمن الصادق ]] ____________ شجعهم {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} على المقاومة خصوصا أن معهم كذلك يهود {{ بني قريظة }} وكان لهم حلفاء من {{ غطفان }} فبعث رئيسهم {{ حي بن أخطب}} الى النبي صلى الله عليه وسلم :_ إنَّا لا نخرج من ديارنا ، فأصنع ما بدا لك فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم جواب {{ حيي بن أخطب }} وكان ابن سلول جالس معهم بالمسجد [[ كأنه ما عمل شي ]] فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر قال :_ الله اكبر ... فكبر أصحابه من خلفه [[دون أن يعرفون ما الخبر ]] فكبر النبي ثانية ..... فكبروا ثم كبر ثالثة ..... فكبروا ثم قال بعد التكبيرة الثالثة :_ الآن حاربت نضير [[ يعني انا لا أريد أن أحاربهم هم طلبوا الحرب بأنفسهم ]] ثم قال :_ قم يا بلال وأذن للجهاد فوقف بلال يؤذن :_ حي على الجهاد حي على الجهاد ، حي على خير العمل فهب الصحابة رضوان الله عليهم كالأسود استعداداً للقتال ___ قام الصحابة واستعدوا للجهاد وقام ابن سلول الى داره كأنه يريد أن يستعد وأرسل مرة اخرى الى حيي :_أياك أن يخيفك هذا ، إذا جدَّ الأمر ستجدنا عندك في حصنك ودخل ابن هذا المنافق {{ عبدالله بن عبدالله بن ابي سلول }} رضي الله عنه وكان أبنه من خيار الصحابة فقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر على المدينة [[جعله والي على المدينة وابوه اكبر رأس بالمنافقين وابنه والي رسول الله ومن خيار الصحابة ]] فدخل يلبس لباس الحرب ، ثم نظر الى أبيه قال :_ أراك لا تستعد !!!! قال :_ سأستعد فيما بعد _________ وخرج المسلمون الى {{ بني النضير }} وكان {{ علي بن ابي طالب رضي الله عنه }} هو الذي يحمل اللواء وكانت المسافة من المدينة الى بني النضير ميلين [[ يعني حوالي ٣ كم ]] يتبع إن شاء الله .... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٧٩ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الاخير ___________ لما رأى {{ بني النضير }} جيش المسلمين خافوا منهم ودخلوا الى حصونهم وكان عددهم {{ ١٥٠٠ }} وفي ذلك يقول تعالى {{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }} _________ وتخلى عن {{ بني النضير }} حلفائهم من {{غطفان}} وتخلى عنهم اخوانهم من {{ بني قريظة }} وتخلى عنهم رأس المنافقين {{ اب ابي سلول }} الذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين _________ دخل {{ بني النضير }} في حصونهم، وتحصنوا فيها وحاصرهم المسلمون وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ، أن يقطعوا و يحرقوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم ]] وقام المسلمون بقطع وحرق بعض نخيل {{ بني النضير }} فقطعوا وحرقوا بهدف بث الرعب في قلوب اليهود وخزي لهم ، فنادى اليهود من فوق حصونهم وقالوا: _ يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟ فلم يرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستمر الصحابة بقطع النخيل وحرقه ونزل في هذا قول الله تعالى {{ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }} {{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ }} [[ هي النخيل لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]] {{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا }} [[ بدون قطع ]] {{ فَبِإِذْنِ اللَّهِ }} [[ لان هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع شيء من نفسه ،إنما يسدده الوحي من السماء بأمر من الله ]] ___________ واستمر الصحابة يقطعون ، ويحرقون حتى دخل الرعب لقلوبهم واستمر الحصار {{ ٦ ليال فقط }} فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب فخرج حيي من على رأس الحصن وقال :_ يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت قال :_ لا اليوم لا أقبله فقال سلام حبرهم لحيي :_ هل جاءك حديثي يا حيي ؟؟ قلت لك :_ إن طلب منك الرحيل ولم ترحل ، لن يقبله منك بعد اليوم فقال حيي :_ وماذا تريد يا ابا القاسم ؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أن تنزلوا على حكم الله ورسوله [[ ما هو الحكم ؟ أن يقتل المقاتل ويسبى النساء والاطفال ]] فأخذوا يستغيثون ويستجيرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فرَّق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لهم [[ على رغم حقدهم وغدرهم رق لهم صلى الله عليه وسلم ]] _________ فوضع لهم النبي صلى الله عليه وسلم شروط على الجلاء والإستسلام {{ أن يخرجوا من المدينة ، ولا يحملون إلا ما تحمل أبلهم فقط، ولا يحملون معهم السلاح ولا حتى سيف واحد وخذوا ذريتكم ، ونساءكم واخرجوا من دياري }} قال حيي :_ يا أبا القاسم ، إنا لنا اموال وديون عند الناس قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_تعجل وضع [[ يعني خذ ما امكن ، اعمل مفاوضة مع اللي الك معه دين ، يعني قديش الواحد معه بيعطيك ]] فكان يأخذ من {{١٠٠ دينار }} عشرة فقط ومن الالف ، خمسين [[ ايش عندك بس اعطيني ]] وكانت امواله كلها من الربا فنزلوا على ذلك ____________ فأخذوا معهم ما عز من أموالهم كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام لهم في الطريق [[ لان ليس لهم إلا ما حملته الإبل وكان عدد ابلهم ٦٠٠ ناقة ]] فأرادوا أن يستعيروا أبل فمنع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ذلك قال: _ لكم إبلكم وما حملت من متاع وعز عليهم أن يتركوا ديارهم [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]] وأخذوا يهدمون بيوتهم [[ لكي لا يستفيد منها المسلمون ]] فحملوا الأبواب والشبابيك ، وخلعوا الأوتاد وجذوع السقف، فلما رآئهم النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك قال لأصحابه :_ ساعدوهم في هدم بيوتهم [[يعني نحن مش طماعنين في بيوتكم ]] ساعدوهم في هدم بيوتهم فأخذوا هم يهدمون من الداخل ، والصحابة يهدمون من الخارج فحملوا متاعهم على {{ ٦٠٠ بعير }} وتركوا من أسلحتهم {{٥٠ درعا }} و {{ ٥٠ خوذة }} و {{٣٤٠ سيفا }} فأخذ المسلمون هذه الأسلحة، وأخذوا ديارهم وأرضهم __________ وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }} سبَّح لله [[ دائماً إذا كان الأمر فيه{{ تجلي إلهي }} يبدء بالتسبيح {{سبحان الذي أسرى بعبده }} لإنها معجزة سبح لله مافي السماوات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم اشارة ان عزة المؤمنين ممتدة من عزة الله ، لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ]] {{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }} هم خرجوا الى الشام وكان هذا أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم فأول الحشر كان في ذلك اليوم منذ ان خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها ابداً ، وما جرى عليهم جلاء من ايام موسى وهارون عليهما السلام لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء {{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }} وها نحن نشهد تجمعهم من جميع انحاء الارض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهر به الله الارض من رجسهم يوم معركة الحجر والشجر فكانت هذه الحادثة {{ غزوة بني النضير }} بداية حشرهم وكما تعلمنا من السيرة إن الله ورسوله لا يخلف وعده ابداً ، وعد الله قائم ونحن كلنا ايمان بوعد الله ورسوله {{مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }} هل سمعتم ؟!! [[هم صاروا يهدموا بيوتهم عشان يغيظوا المسلمين ما بدنا نخليلكم بيوتنا فاضية قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ساعدوهم بالهدم لا نريدها ]] يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ __________ وقبل أن يخرجوا قال حيي بن اخطب لقومه والخزي في وجهه قال :_ لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين [[ يعني اليهود بيحبوا المكابرة بيحبوا الإعلام الكذاب مثل ما بتعرفوهم اليوم ]] لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، يشمت بنا المسلمون قالوا له :_ ما ذا نصنع لا نملك إلا ذلك ؟!! قال :_بل نملك أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتها [[ اي صيغتها ]] وليغنينَّ ونحن الرجال نخرج نضرب الدفوف في الاسواق ، على اننا خرجنا فرحين من دياره ، لا غاضبين ولا نادمين فخرجوا يضربون الدفوف والنساء تغني ولكن الغيض يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحد فقد وقف {{ محمد بن مسلمة }} ومعه{{ ١٠٠ رجل }} من الانصار يفتشوهم حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة وكانوا اكثر يهود سلاحا __________ اتجه يهود {{ بني النضير }} الى الشام {{ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }} وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{حي بن أخطب }} الى خيبر على بعد حوالي{{ ١٦٠ كم }} من المدينة ليستعدوا لمواجهة أخرى ، فيما بعد مع الرسول صلى الله عليه وسلم _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٠ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الآخرة ، ونذكر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة رضي الله عنها )) _________ _________ ذكرنا من قبل أن آخر مشهد في معركة أحد أن {{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة أحد نادى وقال :_ إن موعدكم بدر العام القابل [[ يعني العام المقبل ، يأتي جيش المسلمين وجيش قريش ، الى بدر ويكون هناك قتال ]] فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب :- قل نعم ، هو بيننا وبينك موعد ، ان شاء الله تعالى ومر عام على أحد، وجاء شهر شعبان في السنة الرابعة من الهجرة، وجاء موعد اللقاء عند بدر __________ عندما جاء شهر شعبان من السنة {{ الرابعة من الهجرة }} ونحن الآن في السنة {{ ٤ للهجرة }} وجاء موعد اللقاء عند بدر ، أخذ المسلمون يتهيؤا للخروج الى بدر على الجانب الأخر في مكة كان {{ أبو سفيان}} لا يريد مواجهة المسلمين ويخشى هذه المواجهة وفي نفس الوقت لا يستطيع ألا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها وكان في مكة في ذلك الوقت رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} من قبيلة غطفان فاتفق معه {{ أبو سفيان }} أن يذهب الى المدينة ويخوف أهل المدينة من جيش قريش ويقول لهم :_ أن أعداد جيش قريش كثيرة ووعده بعشرين من الإبل ان نجح في مهمته قال ابو سفيان ، لنعيم قال :_ إنه بدا لي أن لا أخرج وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا فيزيدهم ذلك جراءة فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إليّ من أن يكون من قبلي فاأذهب يا نعيم الى يثرب [[ اي المدينة ]] وأعلمهم أننا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا ، ولك عندي عشرين من الإبل أدفعها لك ________ وصل {{ نعيم بن مسعود }} الى المدينة فوجد المسلمون يتهيئون للخروج فبدأ في أداء مهمته وأخذ يطوف بالمسلمين ويتحدث عن كثرة جموع قريش [[ يخوفهم إعلام عربي ]] ________ واخذ المنافقون يخوفون المسلمون من قول {{ نعيم }} أياكم ان تخرجوا لمواجهة قريش ، احفظوا دمائكم ، اعداد قريش كبيرة ان قريش قد جمعوا لكم كذا وكذا فيقول المسلمون {{ حسبنا الله ونعم الوكيل }} وكان عدد المسلمون {{ ١٥٠٠ }} _____________ على الجانب الآخر خرج {{ أبو سفيان}} بجيش قريش وهو يعتقد أن {{ نعيم بن مسعود }} قد نجح في اخافة المسلمين ، وأن المسلمين لن يخرجوا فخرج بجيشه حتى يبدوا أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا كان جيش قريش عدده {{ ٢٠٠٠ }} وسار جيش قريش لمدة يومين فقط حتى وصل الى {{ مجِنَّة }} وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى {{ ٨٠ كم }} ثم وصلت الى {{ أبو سفيان}} الأخبار أن المسلمون قد وصلوا بالفعل الى بدر فخاف ابو سفيان من مواجهة المسلمون مرة أخرى فقال :_ يا معشر قريش لا يصلحكم الا عام خصب ، وإن عامكم هذا عام جدب ، واني راجع فارجعوا فرجع جيش قريش وكان ابو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها وسخروا على ابو سفيان في مكة نفسها حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون لهم: _ انما خرجتم لتشربوا السويق، وسموهم {{جيش السويق }} [[ والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر، وهو مدقوق القمح والشعير، سمي سويق لانسياقه في الحلق]] كان تراجع المشركون وانسحابهم بالرغم من أن أعداد جيش المشركين كان أكبر فالمشركون كما ذكرنا كان عددهم {{ ٢٠٠٠ }} والمسلمون {{ ١٥٠٠ }} أي أن هناك تفوق في جيش المشركين ، ومع ذلك خافوا وجبنوا من مواجهة المسلمين __________ وأقام المسلمون في بدر {{ ٨ أيام }} وقد أطلق على هذه الغزوة {{ غزوة بدر الآخرة }} كانت {{ بدر الآخرة }} هامة جدا ١_لأنها أعادت للمسلمين كثير من الهيبة التي فقدوها في أحد وتوابع أحد وهي {{ بئر الرجيع وبئر معونة}} ٢_ أعادت الى المسلمين ثقتهم بأنفسهم ،بينما أحبطت المشركين، واصبحوا مثار للسخرية، في الجزيرة كلها بل وفي داخل مكة نفسها وأيقن المشركون أن أهل مكة غير قادرين على مواجهة المسلمين، وأنهم أضعف منهم كثيرا ___________ وفي هذه السنة {{ ٤ للهجرة }} تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين {{ أم سلمة }} رضي الله عنها وذكرنا في جزء خاص {{هجرة ام سلمة }} فعندما توفى الله زوجها {{ أبو سلمة }} وكان متأثرا بجرح أصيب بها في أحد ، بالرغم من أن وفاته كانت بعد {{٧ شهور }} من معركة احد ، توفى بسبب جراحه بأحد وكان {{ ابو سلمة رضي الله عنه }} أخو النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة وكان أول من هاجر الى الحبشة مع زوجته أم سلمة فلما مات قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته {{ أم سلمة }} إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون فقالت أم سلمة:_ يا رسول الله كيف أقول ؟ فقال لها :_قولي انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اغفر له ، اللهم اجرني في مصيبتي وابدلنى خيرا منها فقالت مثلما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تقول في نفسها :_ ومن خير من أبي سلمة ؟ ولكن الله تعالى استجاب دعائها، وتزوجت النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها وفي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من {{أم سلمة }} رفع للحرج عن الرجل اذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته __________ وبعد ما ذكرنا بعض احداث {{ السنة الرابعة للهجرة }} بشكل موجز ومختصر الآن ننتقل الى {{ غزوة بني المصطلق }} وسنقف عند أحداثها بالتفصيل ، لان فيها الكثير من الدروس والعبر يتبع إن شاء الله .... _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨١ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني المصطلق ، والفتنة )) كاملة يجب ان اسردها كاملة بتفاصيلها فأعذروني اخواني __________ [[ اولاً نأجل حديثنا عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش سيأخذ معنا وقت نأتي عليه بعد حادثة الإفك إن شاء الله ]] نحن الآن في مطلع السنة [[ الخامسة من الهجرة ]] حديثنا اليوم عن {{ بني المصطلق }} بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن قبيلة {{ بني المصطلق}} تستعد لغزو المدينة فمن هي بني المصطلق ؟ بني المصطلق هي أحد بطون قبيلة {{ خزاعة}} وكانت ديار {{خزاعة }}منتشرة على الطريق من مكة الى المدينة من بداية {{ ٣٠ كم من مكة الى ٢٤٠ كم }} ولذلك فإن {{ خزاعة }} كان موقعها مهم جدا في الصراع بين المسلمين وبين قريش واتخذت {{ خزاعة}} موقفا محايدا بالنسبة للصراع بين المسلمين وبين قريش [[ فهي لم تدخل في عداء مع المسلمين لوجود صلات نسب ومصالح مع الأنصار ]] وفي نفس الوقت لم يدخلوا في الإسلام لأن لهم مصالح مع قريش لأن خزاعة في طريق تجارة قريش الى الشام ، وهم يستفيدون بذلك وأيضا لأن أحد أصنام العرب الشهيرة وهي {{ مناة}} تقع في ديارها فكان العرب يحجون الى هذا الصنم، ومن ثم كانوا يستفيدون من ذلك مادياً ومعنوياً من أجل ذلك اتخذت قبائل {{ خزاعة }} موقفاً محايداً في الصراع بين المسلمين وبين قريش باستثناء {{ بني المصطلق }} وهي كما ذكرنا أحد بطون {{ خزاعة }} وكانت ديارها في وسط ديار {{ خزاعة }} والتي اتخذت موقفا معاديا للمسلمين ، لدرجة أنها اشتركت مع قريش في حرب المسلمين في {{ أحد }} سيدهم اسمه {{ الحارث ابن ابي ضرار }} ومعنى {{ مصطلق }} لانهم كانوا مشتهرين بالغناء والاصوات الجميلة ، فالأصطلاق في اللغة العربية معناه جمال الصوت في الغناء _______ وفي بداية السنة الخامسة من الهجرة اتخذت {{ بني المصطلق }} بقيادة {{ الحارث بن أبي ضرار }} قرارها بتجميع القبائل لغزو المدينة ووصلت هذه الأخبار الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسل أحد الصحابة وهو {{ بريدة بن الحُصيب }} حتى يتأكد من نياتهم فذهب إليهم ودخل فيهم ، وأظهر أنه معهم وأنه يريد عونهم في حربهم ضد المسلمين وتحدث مع سيدهم وهو {{ الحارث بن أبي ضرار }} وتأكد أنهم يريدون بالفعل غزو المدينة ، فعاد الى المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم __________ فلما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق و سيدهم {{ الحارث }} قد جمع الجموع واعد جيشاً لغزو المدينة جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشه وهي سنته كما تعلمنا من السيرة [[ فكان لا ينتظر عدوه حتى يأتي إليه الى المدينة ]] فسنته أن يباهت عدوه في داره وكان شعاره {{ ماغزي قوم في دارهم إلا ذلوا }} وهو لا يرضى الذل صلى الله عليه وسلم ____________ فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في جيش يتكون من {{ ٧٠٠ مقاتل و ٣٠ فارس }} وخرج معه من نسائه صلى الله عليه وسلم السيدة {{ عائشة}} والسيدة {{ أم سلمة }} والمسافة بين المدينة و {{بني المصطلق }} كبيرة حوالي {{ ٤٠٠ كم }} فعقد لوئين للمهاجرين والانصار فأعطى لواء المهاجرين {{ لأبي بكر }} شيخ المهاجرين ولواء الانصار {{ لسعد بن عبادة }} سيد الخزرج _________ فسار صلى الله عليه وسلم إليهم ومن سنته ايضاً ، أن يعمي الأخبر عن عدوه ، فكان يسير ليلاً ويكمن في النهار وشعاره {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }} سار الجيش على بركة وأرسل الرسول أمامه العيون يستطلع خبر القوم فوجد الصحابة رجل من {{ بني المصطلق }} كان قد خرج يستطلع للعدو الطريق ، فأمسكوا به و أخذوه اسيراً ____________ [[ ملاحظة حديثنا عن بني المصطلق فيه دروس وعبر كثيرة فأنتبهوا لها جيداً ]] فلما احضروا الأسير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله النبي عن خبر القوم ، فتكتم ولم يجيب النبي [[لانهم قومه ]] فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الاسلام فرفض [[ إذن عدو لا يريد أن يسلم ويكون منا ، ولا يريد ان يخبرنا بشيء عن قومه ، فإن نحن تركناه كان ضاراً لنا وهكذا نأخذ الحزم في امور الحرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ]] فقال النبي :_ يا عمر أضرب عنقه فضرب عمر عنقه فأمن النبي صلى الله عليه وسلم أن القوم لا يعلمون بقدومه [[ لان جاسوس الاعداء قد قتل ]] ____________ وباغت القوم على عين ماء اسمها {{ المريسيع }} [[ واسم مريسيع من اللغة العربية ، فكان الرجل إذا اصيبت عينه تقول العرب ( رسعت عينه ) اي صارت تدمع يتجمع الدمع في عينه ببطئ ، فلما يتجمع يسيل ، يقولون رسعت عين فلان ]] فعين {{ المريسيع }} ماءها قليل {{ ينزُ نزاً قليلاً }}حتى اذا تجمع ونشلوه ، يحتاجوا وقتاً حتى يتجمع غيره فشبهوها بالعين التي تدمع قليلاً قليلاً _____________ وصل المسلمون الى {{ بني المصطلق }} الى عين مريسيع وعسكروا هناك فلما وصل بني المصطلق {{ لعين المريسيع }} يريدون ان يشربوا منها ، ويتجهزوا للمضي لغزو المدينة ، تفاجئوا بوجود النبي صلى الله عليه وسلم [[ ومن مكارم اخلاقه صلى الله عليه وسلم وهي مهمته التي بعث بها ، هداية الناس لا حربهم والاستيلاء عليهم ]] فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، عمر بن الخطاب وكان جهوري الصوت قال له :_نادي بالناس أن يقولوا لا إله إلا الله ، تعصمعوا دمائكم وأموالكم فنادى عمر :_ هذا رسول الله ، على رأس جيشه يناديكم ، أن تقولوا لا اله إلا الله ، فتعصموا دمائكم وأموالكم فرفض القوم واصطفوا للقتال ونادى سيدهم {{الحارث }} إننا لا ندخل في دين محمد والحرب بيننا وبينكم واخذوا يتراشقوا بالسهام ساعة من وقت ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد وقاموا بهجوم مباغت عليهم وحاول {{ بني المصطلق }} المقاومة ولكنهم انهزموا سريعا فقتل منهم {{ ١٠ }} بينما لم يفقد المسلمون في هذا الهجوم سوى رجل واحد فوقع رجالهم ونسائهم في الأسر ___________ كان من الاسرى {{ ١٠٠ بيت }} من بني الحارث والغنيمة كانت مذهلة واستولى المسلمون على مواشيهم وكان عددهم {{ ٢٠٠٠ من الإبل من حمر النعم}} و{{ ٥ آلاف من المواشي}} أي الغنم وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا وكان في الجيش رئيس المنافقين {{ أبن ابي سلول }} ولأول مرة يخرج مع النبي ايضاً وفي الجيش ولده {{ عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول }} وهو من خيرة الصحابة [[ نذكر هذه الاسماء لان لنا معهم مواقف في هذه الغزوة ]] _________ جمعت الغنائم فسال لعاب {{ ابن ابي سلول }} لها {{٢٠٠٠ بعير من حمر النعم }} من الابل {{ ٥ الاف رأس غنم }} غير المتاع والمصاغ والسلاح غنيمة كبيرة جمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الغنائم وجعل عليها حارس وهو مولاه {{ شقران }} امسكوا الاسرى من الرجال ، واخذوا النساء بحكم السبايا ومن سنته صلى الله عليه وسلم في الحروب أن تقسم الغنائم الى خمس ، اربعة اخماسها توزع على الجيش فوراً وخمس يُصطفى لله والرسول فلما قسمت الغنائم دخلت النساء في السبي والذي اشغل تفكيره صلى الله عليه وسلم ، ليست الغنائم بل {{ ١٠٠ بيت }} من اعز بيوت العرب ، يعز عليهم السبي فالواحد منهم يفدي عرضه بروحه وماله ففكر النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً كيف ينقذ {{١٠٠ بيت }} من أعز بيوت العرب من السبي [[ أي أن تصبح نسائهم سبايا فتسترق ]] فجلس يتدبر ، و يفكر بالامر ، ولا يروق له مثل هذا السبي فهيأ الله له السبب ___________ قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم والسبايا بين الجيش وكانت ابنة سيد {{ بني المصطلق}} واسمها {{ جويرية }} رضي الله عنها [[ لانها اسلمت واصبحت بعد ذلك ام للمؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ]] كانت فتاة حازمة ، وعاقلة ، وكان كثيراً ما يستشيرها أبوها في شؤون إدارة العشيرة فوقعت في السبي من نصيب أحد الصحابة وهو {{ثابت بن قيس بن شماس }} فعرضت عليه على الفور المكاتبة فكاتبته على نفسها [[ يعني اتفقت معه أن تدفع له مبلغ من المال مقابل أن يعتقها ، وكان هذا النظام موجود عند العرب ، ويطلق عليه نظام المكاتبة، وهو يعني أن يتفق السيد مع العبد أن يكون حراً إذا أدى قدراً مُعيناً من المال، وقد أقر الآسلام هذا النظام فقال تعالى {{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }} بل وجعل الإسلام هذا النظام واجبا، أي يجب على السيد أن يقبل المكاتبة اذا أراد العبد ذلك، فكان ذلك من أساليب الاسلام في الغاء الرق ]] طلبت المكاتبة فقال لها ثابت ، وهو يعلم أنها لا تملك شيء ، فقد أخذت أموالهم وقد أخذت رجالهم [[وفتاة لا تملك شيء فمن اين تاتي بالفداء ؟؟ ]] قال:_ نعم اكاتبكِ على {{ ٨ أواقي من ذهب }} مقابل أن اعتقك قالت :_ فهل تأذن لي ، أن أتدبر أمري ؟ قال :_ أجل تدبري امرك ______________ فخرجت من خيمته ، واتجهت نحو خيمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمته عند ام المؤمنين عائشة فكان من سنته إذا خرج صلى الله عليه وسلم ، اقرع بين ازواجه[[ يعني عمل قرعة بينهم الذي يخرج سهمها خرجت معه في الغزوة ]] فكان في هذه الغزوة يصحبه من أزواجه أم المؤمنين عائشة و ام سلمة فوقفت {{جويرية }} عند باب خيمته وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الامور [[وكانت قد رأت قبل يوم المعركة بثلاثة أيام رؤيا ، كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجرها، ولم تخبر أحد بهذه الرؤيا]] وقفت جويرية ، ورأتها السيدة عائشة وقالت السيدة عائشة وهي تقص هذه القصة قالت :_والله ما أن رأيتها على باب حجرتي حتى كرهتها [[ من باب الغيرة عند النساء ، كانت جويرية أمنا رضي الله عنها شابة وجميلة وحلوة اللسان ]] وقفت و قالت : _ يا رسول الله [[ يا رسول الله ؟؟ !!! لا يقولها إلا مسلم ]] يارسول الله ، سلام الله عليك قال :_ وعليك السلام ، من المرأة ؟!!! قالت :_أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم اني قد رأيت رؤيا قبل ان تأتي إلينا ، وعلمت اننا مأخوذين وعلمت أن عاقبتها خير لنا ، فعلمت أنك رسول الله حقاً فأنا {{ أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله }} [[واعلنت اسلامها فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامها ]] ثم قالت :_ يا رسول الله انا بنت {{ الحارث بن أبي ضرار }} سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ، فوقعت في السهم {{لثابت بن قيس }} فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي ، واطلب منك العون فأعني يارسول الله فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى عقل حصيف ، وقوة شخصية ، وتدبر لإنقاذ قومها ، وشرفها فقال لها صلى الله عليه وسلم :_ حباً وكرامة ، فهل لك في خير من ذلك ؟ قالت:_ وما هو يا رسول الله ؟ قال: _ أقضي كتابك وأتزوجك [[ يعني أدفع لثابت بن قيس المبلغ كله، وتكونين حرة، ويكون هذا المبلغ هو مهرك ]] قالت: _نعم يا رسول الله قد فعلت __________ فشاع الخبر بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنت {{ الحارث بن ضرار }} فقال الصحابة :_ أصبح بني المصطلق أصهار رسول الله [[ ومن أدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الاسرى الذين بين ايديهم أصبحوا أصهار رسول الله، فكيف يأسرون أصهار نبيهم ]] فرد كل الصحابة الأسرى الذين في أيديهم الى ذويهم وكان هذا حدثاً فريداً لم يحدث في تاريخ الجزيرة و لا في تاريخ العالم كله [[ وكان سببه حب الصحابة الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم ]] تقول السيدة عائشة:_ قال الناس [[ اي الصحابة ]] أصهار رسول الله !!!! فأرسلوا ما بأيديهم فلقد أعتق بتزويجه إياها ، مائة أهل بيت من بني المصطلق {{ فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها }} فلما رأت بني المصطلق هذه الاخلاق والكرم ، دخلوا جميعا في الإسلام ____________ استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة ١- القضاء على محاولة {{بني المصطلق }} تجميع القبائل وغزو المدينة ٢- توطيد هيبة المسلمين في الجزيرة ٣- دخول كل {{بني المصطلق}} في الاسلام، وهي البطن الوحيد في {{ خزاعة }} الذي كان يناصب الاسلام العداء _____________ وبقي النبي صلى الله عليه وسلم اياماً في ديار بني المصطلق ولكن كان المنافقون قلوبهم تمتلأ غيظاً من المسلمون خاصة رأس المنافقين {{ بن ابي سلول }} لقد أسترد المسلمون الغنائم من أيديهم ، وردوها الى بني المصطلق و{{ ابن ابي سلول }} واصحابه المنافقون ، ما خرجوا أصلاً إلا لهذه الغنائم ، لم يخرجوا ايماناً بل نفاقاً فغاظه ذلك وأخذ يترقب فرصة كيف يوقع فتنة بين صفوف المسلمين ______________ وجلس النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً مرتاحاً ، وقد أصبح القوم إخوانهم بالدين وأصهار النبي صلى الله عليه وسلم و ذهب رجلان في اليوم الثاني من المسلمين الى بئر {{ المريسيع }} ليملئا أسقيتهما [[ وكما قلنا مريسيع تذرف الماء ذرفا ، قليلا قليلا ، فلا بد أن يقف الرجل كثيراً ، اذا انتشل الماء حتى تتجمع المياه مرة اخرى ]] ولكنهما تنازعا الماء ، كل منهما يريد أن يسقي قبل الآخر أحدهما من المهاجرين واسمه {{ جهجاه }} وكان يعمل أجيرا عند {{ عمر بن الخطاب }} ورجل من الأنصار واسمه {{ سنان }} فتنازعا الدلو كل واحد يريد أن يسقي قبل الآخر وتطور الأمر الى أن {{جهجاه}} من المهاجرين ضرب {{سنان}} على وجهه فسالت الدماء من أذنه فلما رأى سنان الدم صاح بشعار الجاهلية [[ لانهم حديثي عهد بالاسلام كان احدهم اذا ضرب او اعتدي عليه في الجاهلية شعاره بالنداء يا آل فلان اي ينادي قومه ]] فصاح سنان :_ ياااا آل الخزرج [[ اي قومه الذي هو منهم ]] فصاح جهجاه :_ يااا آل قريش وكان الناس في خيامهم ، ولم يميزوا الصوت _______________ فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الصراخ كما سمع الناس فكان النبي صلى الله عليه وسلم اسبق الناس الى الصوت خرج من خيمته مسرعاً نحو الصوت فإذا هما الغلمين !!!! وتجمع الناس ، واذا قوم من الخزرج يأتون من هاهنا واذا برجال من قريش يأتون من هاهنا وكلهم مشهرٌ سيفه ، يريدون أن يعرفوا ماالخبر ؟!! فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ، إليهما ورفع كلتا يديه يؤدبهما ويقول :_ أبدعوى الجاهلية ، وانا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة [[يعني اياكم بعد اليوم ينادي شخص فيكم يا ال فلان ويا آل فلان ]] ما الأمر ؟ !!!! فحدثوه بما وقع بينهما ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ، الذين تجمعوا وقال :_ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فتعجب الصحابة قالوا :_ إن كان مظلوماً نصرناه يا رسول الله ، فكيف إن كان ظالماً ؟ !!!! قال :_ تردوه عن ظُلمه وذلك نُصرته فتكلم النبي مع المظلوم حتى أرضاه وصفح عن صاحبه واسقط حقه وتكلم مع الظالم وأنبه حتى أعتذر واصلح الأمر في رمشة عين ________ امتثل المهاجرون والأنصار لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وحل الخلاف الذي وقع بين الغلمين برمشة عين ولكن المنافقون وجدوها فرصة لهم ، لأحداث وقيعة بين المهاجرين والأنصار رأس المنافقين {{ ابن سلول }} فهو من ثلاثة أيام يتقلب من الغيض كيف أسلم القوم وخسر الغنائم جميعها ؟؟ لماذا خرجنا إذن ؟ فلاحت له هذه الفرصة فجلس في خيمته ومعه ، من على شاكلته من المنافقين فنظر بمن حوله [[ فأراد أن يثير الدماء في عروقهم ]] فقال لمن معه بلهجة المتعجب المستهجن - أَوقد فَعلُوها ؟ [[هذه الكلمة تشد الأنتباه ، وتثير الأعصاب أوقد فعلوها !!!! يعني شي كبير هذا اللي صار اوقد فعلوها !!!! يعني جاء الوقت للمهاجرين انه تقوى شوكتهم علينا ونحن اللي آويناهم يجي واحد منهم يرفع السيف بوجهنا ]] أوقد فعلوها ، هذا ما كنت أخشاه ، وكنت كارهاً منذ أن دخلوا دارنا ولكن هذا ما فعلتموه بأنفسكم ، آويتموهم وقاسمتموهم الاموال والديار ، ثم جعلتم أنفسكم غرض للمنايا دونهم فمتم ويتمتم اطفالكم ، وكثروا هم حتى نازعوكم في دياركم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير بلادكم [[ يعني امنعوا المهاجرين يدخلوا المدينة بيروحوا لبلد تانية ]] وما مثلكم ومثلهم إلا كما قال من قبلنا [[ لعنة الله عليك يا ابن سلول الى قيامة الساعة قال كلمة ساقطة سافلة تليق بصاحبها مضطر لذكرها للدرس والعبرة ]] وما مثلكم ومثلهم إلا كماقال من قبلنا {{سمِّن كلبك يأكلك }} أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل [[ يزعم ان الانصار هم اصحاب الديار والمدينة المنورة ، فهم اعزاء ، وان المهاجرين جايين هاربين مشتتين غلابة لاجئين مش ابن بلد فهم اذلاء ... وكم من ناس مسلمون هذه الأيام تعيش بيننا يقتدون بعقل وتفكير ابن سلول فهو ابن بلد ]] _____________ وكان من ضمن الجلوس وسمع هذا الكلام غلام صغير، عمره {{ ١٤ عام }} و اسمه {{ زيد بن أرقم }} من الخزرج ولكنه صادق الايمان فذهب الى صلى الله عليه وسلم ، وكان حول النبي مهاجرين وانصار دخل هذا الفتى الصادق الأيمان [[وكان النبي يحبه ويحترمه، حتى ان النبي عندما وجده يحفظ القران قال له :_يا زيد أراك تحفظ ما ينزل من القران فبارك الله بحفظك ، ألا تتعلم لغة يهود حتى اذا جاء كتاب او ارسلنا إليهم أوكلته إليك ؟؟ قال :_ اجل يا رسول الله فأتقان لغتهم وكتابتهم وهو لم يناهز الحلم بعد يعني لم يصل لعمر البلوغ عمره ١٤ سنة ]] دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرين والانصار [[ فلم يمنعه ذلك من قول كلمة الحق ]] قال :_ يارسول الله كنت في خيمة {{ ابن سلول }} وقد قال :_كذا وكذا وكذا ، وقص عليه حديثه كله فتغيرت وجوه الصحابة جميعاً مهاجرين وأنصار الانصار {{ لانها عيبة في حقهم خرجت من كبيرهم }} والمهاجرين {{ لانه تكلم عليهم و وصفهم بالاذلاء }} وغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، غضبا شديدا فنظر الى القوم وأراد أن يمتص غضبهم فقال :_ يا فتى لعل في نفسك على صاحبك شيء فقلت عليه ما قلت ؟؟ قال :_لا والذي بعثك بالحق يارسول الله ، ليس بيني وبينه إلا اخوة الاسلام !!! قال :_ لعله اخطء سمعك ، فلم تحسن أن تنقل ما سمعت ؟؟ قال :_ لا والله ما اخطء سمعي ، ولا تّقولت عليه ولا بحرف واحد ، لقد قال ما قلته لك ، كلمة ، كلمة !!! فقام عمربن الخطاب وقال يا رسول دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا لا يا عمر كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل اصحابه ؟؟ [[ لأن في نظر الناس ابن ابي سلول مسلم ]] فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص جدا على ألا يترك فرصة لأحد أن يشوه صورة الإسلام فقتل {{عبد الله بن أبي بن سلول }} فيه فوائد كبيرة ، لأنه رأس المنافقين، وقتله يحقق الاستقرار في المدينة، ولكن قتله سينفر الناس من الإسلام ، سواء الذين دخلوا الإسلام حديثا أو الذين لم يدخلوا في الإسلام، وسيعطي أعداء الإسلام فرصة لتشويه صورة الإسلام [[ وللأسف والآن نجد الكثير من المسلمين يرتكبون أموراً تعطي فرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام ، وعلى افتراض أن هذه الأمور جائزة أو مندوية أو فيها مصلحة للإسلام ، ولكنها على الجانب الآخر تعطي فرصة لأعداء الإسلام وما أكثرهم هذه الأيام لتشويه صورة الإسلام ]] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل على الفور __________ تحرك الجيش بالرحيل ، ولم يكن ذلك هو الوقت الذي اعتاد المسلمون الرحيل فيه، فقد كان الجو حاراً والنبي لا يرحل بمثل هذا الوقت ابدا [[وذلك حتى يشغل الناس عن الكلام في هذا الموضوع ، لأنها فتنة ]] وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم {{ أسيد بن حضير }} وكان من سادة ومن فرسان الأوس وقال:_ يارسول ، أرحيل في مثل هذه الساعة ؟؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أما بلغك ما قال صاحبك ابن أُبي؟ زعم أنه إذا قدم المدينة سيخرج الأعز منها الأذل ؟ قال أسيد:_ لا والذي بعثك بالحق يارسول الله انت الذي تخرجه إن شئت ، وهو والله الذليل وأنت العزيز ______________ فبلغ لرأس المنافقين {{ ابن ابي سلول }} ان كلامه وصل للنبي صلى الله عليه وسلم فذهب الى النبي يكذب الخبر ، ومعه بعض أصحابه من المنافقين وأخذ {{ ابن ابي سلول }} يحلف بالله أنه ما قال هذا وأخذ أصحابه من المنافقين يحلفون أن {{ ابن ابي سلول }} لم يقل هذا وأخذ من حضر من الأنصار يدافع عن {{ ابن ابي سلول }} ويقولون :_ يا رسول الله عسى ان يكون الغلام قد أخطء بنقل الحديث وأخذوا يدافعون عنه لأنه كان شريفا في قومه وانصب اللوم والعتاب كله على هذا الغلام الصغير {{ زيد بن ارقم }} وأخذ زوج أمه {{عبد الله بن رواحة}} يلومه ويعنفه، لأن {{زيد }} كان يتيما واعتزل {{ زيد }} عن الناس وركبه الهم _______ ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل في وقت مبكر لم يكن يروح فيه فسار طوال النهار حتى جاء الليل ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار [[ لم يقف بهم للراحة ابدا ]] ثم أخذ في السير حتى ارتفعت الشمس واشتدت ثم نزل الناس، فناموا على الفور في العراء ونامت معهم الفتنة [[ ناموا من شدة التعب وكل ذلك حتى ينشغل الناس عن الحديث فيما حدث وهذا درس آخر لمواجهة المشاكل التي تنشأ عن الأمور التافهة، وهي ألا نتحدث في المشكلة، لأن الحديث عن هذه الأمور التافهة يعقد المشكلة ويدخلنا في حلقة مفرغة ]] ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار [[ وحبيبنا زيد مهموم ، انت السبب يا زيد ]] وزيد مهموم يناجي الله في قلبه عمره {{ ١٤ سنة }} يقول :_اللهم إني أقل من ان تنزل في شأني قران ، ولكني ارجوك يارب أن تلقي في قلب نبيك إلهام ، ان يصدقني فقط ولا يقال عني بين القوم ، اني كذاب فتان وكان يواكب النبي بالمسير [[ اي يجعل راحلته قريبة من راحلة النبي ]] يقول زيد بن ارقم :_ و أنا أوكبه بالسير [[ امشي جنب النبي صلى الله عليه وسلم ]] حتى كانت ساعة بعد طلوع الفجر وقبل شروق الشمس واذا براحلة النبي صلى الله عليه وسلم تثقل بسيرها فأخذت ترفع رجلها وتضعها ببطئ فعلمت أنه يوحى لرسول الله [[وهكذا كان اذا اوحي إليه وهو على ظهر راحلته لا تستطيع الراحلة ان تسير لان الله يقول عن الوحي {{ إِنّا سنُلْقِي عليْك قولا ثقِيلا }} {{ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }} فثقلت الناقة بالمشي ]] قال زيد :_ فغشيه ما غشيه عند نزول الوحي ، وتصبب جبينه عرقاً ، وثبتت راحلته قدميها بالارض، وانا اقف بجانبه براحلتي فلما أُسري عنه نظر الى يمينه فرآني فأبتسم لي في وجهي وقال بأعلى صوته :_ يااا زيد قلت :_ نعم يارسول الله فأقترب براحلته مني، ومد يده وأمسك اذني وشدها الى فوق وقال :_ لقد وفا الله بسمعك يا غلام [[ ارأيتم رجال صادقين مع الله كان يتنزل الوحي من اجلهم ]] ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه واشار الى زيد وقال لهم :_ هذا الذي صدق القران سمعه ثم قرأ عليهم سورةالمنافقون وهذه بعض اياتها قال تعالى {{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}} وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الفجر وقرأ عليهم في صلاته {{ سورة المنافقون }} _________ فلم سمع الصحابي الجليل {{ عبد الله بن عبد الله بن أبي }} ان هناك ايات نزلت بحق ابيه [[ لانه لا يعقل ان الجيش٧٠٠ شخص يسمعوا ما الذي حدث ، إلا من كان قريب من رسول الله ]] فلما سمع الايات التي نزلت بحق ابيه ، تكشف نفاقه، اعتقد ان النبي سيأمر بقتله فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان من خيرة الصحابة وقال :_ السلام عليك يارسول الله فرد عليه السلام ورحب به قال :_ يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل والدي{{عبد الله بن أبي}} في ما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه [[ انا بجبلك رأس ابوي ]] فوالذي بعثك بالحق يارسول ، لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني [[ كان معروف ببره لوالده ]] والذي بعثك بالحق منذ اعوام ، ما اكل طعاماً وشرب شراباً إلا من يدي هذه و إني أخشى أن تأمر به غيري ، فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فأمرني يا رسول الله ان أحمل إليك رأسه فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبتلت لحيته [[ لأنه موقف مؤثر ، رجل يعرض على النبي أن يقتل أبوه لأجل أن يرضي الله والرسول ]] بكى النبي ثم ربد على كتف عبدالله المؤمن وقال :_ يا عبدالله ما هممت بقتله ولن نقتله بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا [[فأطمئن عبدالله وانطلق ، ولكن المسالة لم تنهتي من راسه يريد أن يأدب اباه ]] وعندما اقترب الجيش من المدينة والرسول كعادته يقدم الجيش بين يديه ويكون هو آخرهم ويقول {{دعوا ظهري للملائكة فإنها تمشي خلفي }} فسبق {{ عبد الله بن عبد الله بن ابي بن سلول}} الجيش كله ووقف بسيفه على مدخل المدينة وقف يستعرض الناس وكل ما مر منه صحابي من مهاجرين وأنصار يقول :_ دونك ، دونك [[ اي امشي اعبر ]] حتى اذا اقبل أبوه {{ ابن ابي سلول }} سل سيفه و وضعه في وجه ابيه فقال له ابوه :_ يا لكع ماذا تريد ؟؟ فأخذ بخضام راحلته ، وأناخها على الارض ، ووضع قدمه على يد الناقة [[ كي لاتقوم ولا تتحرك ]] ووضع السيف على عنق ابيه وقال :_ تزعم يا عدوالله بأنك عزيز ورسول الله ذليل ؟؟ وأنك متى شئت تخرجه من مدينته لا والذي بعثه بالحق لهو العزيز فينا وانت الذليل ابن الذليل والذي بعثه بالحق نبياً ، لن تدخل مدينته حتى يأذن هو لك [[ وكلما مر الناس ورأوه يقولون ماهذا يا عبدالله؟؟ يقول لهم لا شأن لكم امضوا ، امضوا ]] حتى اقبل النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر الناس فلما أطلت {{ الطلعة المحمدية ❤ }} و رآى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ممسك بأبيه كما ذكرنا قال :_ما بك يا عبدالله ؟؟ قال :_بأبي وامي انت يارسول الله ، يزعم هذا المنافق بأنه عزيز في المدينة وانت الذليل فينا ، ويريد أن يخرجك منها لا والذي بعثك بالحق ، لأنت العزيز فينا ، وهذا هو الذليل ابن الذليل فوالله الذي لا إله إلا هو ، لا يدخل مدينتك ولا يجاورك فيها ، حتى تأذن له انت بأذن صريح فبكى النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية وقال :_ شم سيفك يا عبدالله [[ اي اغمده ]] وخلي عن أبيك قلت لك سنحسن صحبته مادام بين اظهرنا فنفض نفسه ابوه وقام يصرخ لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ليت امي لم تلدني ، ليت امي لم تلدني ___________ هكذا دخل المنافقون المدينة بعد أن افتضح أمرهم، وقد امتلأت قلوبهم بالغيظ والحقد على المسلمين ولذلك سنرى بعد ذلك بمجرد دخولهم المدينة حاولوا الطعن في شرف النبي صلى الله عليه وسلم فأتهموا زوجته الصديقة بنت الصديق أمنا {{ عائشة }} بالزنا رضي الله عنها وعن أبيها ما الذي حدث ؟؟ هذا ما سنعرفه في حادثة الافك لو سمحتم كل من قرأ يضع لنا بصمة عذراً على الإطالة يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٢ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة الإفك )) كاملة __________ __________ رجع المسلمون من غزوة {{ بني المصطلق }} ودخل المنافقون المدينة بعد فضيحتهم ، ونزول القرآن في شأنهم وكانت قلوبهم ممتلئة بالغيظ ، والحقد على الإسلام والمسليمن و بمجرد دخولهم المدينة ، افتعلوا مشكلة جديدة حاولوا بها أن ينفثوا عن أحقادهم تجاه المسلمين وتجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحادثة هي التي أطلق عليها القرآن العظيم {{ الأفك }} واستغرق الحديث عنها في كتاب الله صفحة كاملة والإفك هو الكذب والإفتراء ، وهو أشد أنواع الكذب ___________ ولكي لا استبق الأحداث كانت ايات {{ الحجاب }} قد نزلت قبل أشهر بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته {{زينب بنت جحش}} مطلقة زيد بن حارثة ، وسنأتي على هذا بالتفصيل فهذه الحادثة التي سأذكرها كانت بعد فرض الحجاب فعندما فرضت ايات {{ الحجاب }} اصبحنّ امهات المؤمنين محجبات لا يرهنّ احد ____________ كانت السيدة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة {{ بني المُصْطَلق }} كما ذكرنا وفي طريق العودة ، وبعد أن اقترب الجيش من المدينة، وقف الجيش في أحد الأماكن ليستريح وكان ذلك في الليل وذهبت السيدة {{ عائشة }} لتقضي حاجتها خرجت تقضي حاجتها في العراء [[وأمهات المؤمنين اشد الناس حياء ]] فأبتعدت عن الجيش حتى تتمكن من قضاءحاجتها وعندما عادت وجدت أنها قد فقدت عقد لها كانت قد أعطتها لها أمها عند زواجها وكان العقد ثمين به حجر من العقيق ، ومصنوع في بلد في اليمن اسمها {{ ظفار }} كانت مشهورة بصناعة العقود كان من اغلى الأنواع ، واحبه للنساء ، فعز عليها العقد فعادت السيدة عائشة مرة أخرى الى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد وتأخرت السيدة {{ عائشة }} بعض الوقت والوقت كان في الليل وبدأ الجيش يتحرك وجاء الذين يحملون هودجها ، فحملوا الهودج [[ والهودج هو غرفة صغيرة من الخشب توضع فوق الجمل وتركب فيه المرأة حتى لا يراها أحد ]] حملوا الهودج ، ووضعوه على بعيرها وهم يعتقدون أن السيدة عائشة بداخل الهودج [[ لأنها رضي الله عنها كانت في ذلك الوقت خفيفة الوزن جدا ]] قام القوم وارتحلوا [[ لان النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا تعجل بهم ليشغلهم عن فتنة المنافق وحديثه {{ ابن ابي سلول }} وهذا قبل دخولهم المدينة ]] عادت السيدة عائشة فوجدت الجيش قد تحرك فخافت أن تسير خلف الجيش ، فتفقد طريقها وكان الوقت ليلاً فجلست مكانها وقالت في نفسها :_ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما يكتشف عدم وجودها ، فسيعود مرة أخرى خاصة أنه صلى الله عليه وسلم ، كان من عادته أن يسير بجوار بعيرها ، ويتحدث إليها ثم غلبتها عيناها فنامت في مكانها _______ في ذلك الوقت كان أحد الصحابة واسمه {{ صفوان بن المعطل }} يسير خلف الجيش متأخرا عنه وكان {{ صفوان }} من خيرة الصحابة [[شهد بدر وقد استشهد بعد ذلك في أحد الغزوات في خلافة عمر]] وكانت هذه هي عادة العرب في ذلك الوقت ، أن يسير أحد افراد الجيش [[أصحاب الخبرة في طرق الصحراء ]] خلف الجيش حتى اذا وقع أي شيء من متاع الجيش أخذه معه فكان {{صفوان }} لا يسير بالليل ، وإنما يسير في الصباح حتى يظهر له ما وقع من الجيش تقدم {{ صفوان }} مع طلوع الصبح فرأى سواد انسان من بعيد فأقترب فوجد السيدة {{ عائشة }} نائمة، فأراد أن يوقظها فأسترجع [[ مش استرجع يعني رجع لورا ]] استرجع أي قال :_ إنا لله وإنا إليه راجعون قالها بصوت مرتفع ، فاستيقظت وغطت وجهها بجلبابها قالت عائشة فيما رواه الشيخان في صحيحهما [[يعني البخاري ومسلم ]] قالت {{وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي } _____________ فلما رأت السيدة عائشة صفوان ، واستيقظت من نومها وغطت وجهها بجلبابها أناخ {{ صفوان }} راحلته[[ أي أبركها أوأجلسها ]] ووضع رجله على ساق البعير وركبت عليه السيدة عائشة وأنطلق {{ صفوان }} يقود الراحلة [[ الجمل خلفه عليه السيدة عائشة، وهو يسير أمام الجمل، حتى وصلا الى الجيش في وقت وصوله الى المدينة ]] _____________ تقول السيدة عائشة:_ والله ما كلمني كلمة واحدة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه [[ لم يكن بينهما أي كلام ، ولا حتى سألها ما الذي خلفك عن الجيش ، أو ما الذي حدث، ولم تسمع منه غير كلمة واحدة {{إنا لله وإنا إليه راجعون }} وهو ليس حديثا موجها اليها، وانما ذكر لله تعالى بقصد أن يوقظها من نومها ]] _____________ انطلق {{ صفوان }} بالسيدة عائشة حتى وصلا الى الجيش، وشاهد المسلمون السيدة {{عائشة}} على راحلتها يقودها صفوان هنا كان رأس النفاق {{ عبد الله بن أبي بن سلول}} يمتلئ قلبه غيظ من النبي صلى الله عليه وسلم فقبل قليل امسك ابنه {{عبدالله رضي الله عنه }} ناقته واناخها وشهر السيف في وجهه ، ومنعه من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله [[ وقد ذكرناها بالتفصيل في الجزء السابق ]] وقام يصرخ ويقول :_ لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ، ليت امي لم تلدني ، ليت امي لم تلدني فلما نظر إليهما وجدها فرصة[[ أن يلهي الناس عن امره ]] فقال كالمتجاهل وهذه اساليب المنافقين قال للمنافقين حوله قال: _من هذه ؟ !! قالوا له :_ عائشة زوج النبي قال :_ زوجة نبيكم ؟؟ !!!!! [[ اسلوب المنافقين متعجب ]] ومن هذا الذي معها صفوان ؟ !!!! هل باتت ليلة كاملة مع رجل لا تعرفه ؟ ثم اقبلت في وقت الظهر ؟؟ ثم تحول بحديثه عن الزنا وبشاعته هو لم يوجه اتهام مباشر ولم يذكر أسماء [[وهذا من خبث المنافق ، مثل بعض الناس هالأيام، فلانة ما بدي احكي عليها بس بقول الله يعافينا الله يرحمنا برحمته هكذا اسلوب المنافقين لا يتكلم يجعل عقل من امامه هو الذي يتكلم]] وسمع حديثه أصحابه المنافقون فأخذوا يرددون هذا الكلام في المدينة بالتلميح دون التصريح [[ حتى لا يؤخذ عليهم أي شيء]] فكان المنافقون لذلك في حالة خوف شديد ، وفي حالة غيظ وحقد شديد في نفس الوقت فقد فضحهم القرآن ولذلك تحدثوا في هذا الأمر وهو {{ حديث الإفك }} كثيرا لينفثوا عن حقدهم وغيظهم، ولكن تلميحا لا تصريحا _____________ اما النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما وضعوا هودج عائشة فلم يجدها وكان مهموم لذلك يقول :_ أين عائشة ؟ !! لما حضرت عائشة اخبرت النبي صلى الله عليه وسلم خبرها فقبل النبي الأمر ، وليس فيه ما يضر دخلت عائشة بيتها [[ولان الطقس كان شتاء ونامت بالعراء ، وركبت على جمل بلا هودج مرضت ولزمت الفراش ، رحمة من الله بها ، مرضت حتى لا تسمع حديث احد منهم ]] مرضت بسبب السفر ، وظلت مريضة شهرا كاملا والناس في المدينة يتحدثون عنها وهي لا تعلم شيئاً __________ ولكن الذي لاحظته أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل عليها ، فانه صلى الله عليه وسلم ، لا يتطلف لها كما اعتاد أن يفعل كلما كانت مريضة [[ وكان اذا مرض أزواجه صلى الله عليه وسلم يظهر لهنَّ منه عطفاً وحناناً ]] فكان صلى الله عليه وسلم يقول مثلا اذا مرضت عائشة يدخل عليها ويسألها ، كيف {{ عويش}} يدلعها في مرضها ولكن في ذلك الوقت كان اذا دخل عليها يقول لمن حولها من النساء - كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟ [[ تيكم اسم اشارة مؤنث باللغة العربية كيف تيكم ؟ اي كيف حال هذه المرأة ، شو اخبارها ]] ولا يزيد عن ذلك كلمة واحدة ، - كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟ تقول عائشة :_انكرت هذه الكلمة، وقلت في نفسي لعله همه أمر {{ بن سلول والمنافقين }} ولم أدري ان الناس كانوا يتحدثون عني نهائياً __________ ظلت السيدة عائشة مريضة [[ كما ذكرنا شهرا كاملا ]] وكل المدينة تتحدث عن هذا الأمر وكان هذا الموقف من أشد الإبتلاءات التي مر بها صلى الله عليه وسلم لأنه يطعن في شرفه ، وهذا من أشد الأمور على أي رجل ليس هذا فحسب بل يطعن صلى الله عليه وسلم في أحب زوجاته اليه وابنة أقرب أصدقائه وكل ذلك في وقت هو أحرج لحظات الدعوة الإسلامية لأنه في ذلك الوقت كانت الأخبار تصل الى المدينة بأن القبائل تتجمع لغزو المدينة، وهي التي عرفت {{ بغزوة الأحزاب}} التي سنتحدث عنها ان شاء الله تعالى _____________ اقتربت السيدة عائشة من الشفاء ودخلت في دور النقاهة فخرجت لقضاء حاجتها مع أحد النساء من المهاجرين من قرابتها واسمها {{ أم مسطح }} مسطح ولدها يكون ابن {{ خالة ابو بكر }} وبينما هما في الطريق عثرت {{ أم مسطح }} في مُرطها _________ ماهو المُرط ؟؟ عثرت في مُرطها اي أطراف ثوبها المتدلية على الارض اسمه {{ مرط }} يعني دعست على ثوبها من طوله، لان النساء كانت يرخينَّ الثوب ويسموه ذيلاً تجره ورائها فلما نهى النبي صلى الله عليه وسلم ، عن إطالة الثوب واعتبره من الكبرياء ، وما زاد عن الكعبين فهو في النار قامت ام سلمة ام المؤمنين وقالت :_ بأبي وامي يارسول الله ، ماذا تصنع النساء ؟؟[[ يعني يقصروا ثيابهم مثل الرجال ]] ماذا تصنع النساء ؟؟ قال:_ أرخينَّ شبراً [[ يعني زيادة بالثوب للمرأة للارض شبر ]] قالت ام سلمة :_ تظهر رؤوس اقدامنا عند السير يا رسول الله [[ يعني طرف اصابعها لما تمشي الشبر ما بيغطيها ]] قال :_ ارخينه ذراعاً ولا يزيد [[يعني زيادة عن طولها بيجر من الثوب دراع ]] هل سمعتم يا خير أمة للأسف هذا الدراع اللي للأرض كانوا يجروه الصحابيات ، بحجم فستان بعض المسلمات من بنات اليوم ، لان كل لباسها بالصيف دراع وربع من القماش اللهم اهدينا واهديهم الى صراط المستقيم _____________ عثرت {{ ام مسطح }} في مُرطها أي ثوبها فقالت: _ تعس مسطح [[ كعادة النساء يا بتدعي على حالها يا على اولادها ]] فتعجبت السيدة عائشة وقالت لها:_ بئس ما قلتِ يا خالة !!!! أتسبين رجلاً شهد بدراً ؟؟!! [[ وعائشة لا تعلم بما يتحدث الناس عنها بشيء ]] قالت لها ام مسطح :_ يا هُنتاه [[ يعني يا مسكينة يلي مامعك خبر شي ]] يا هُنتاه أولم تسمعي ؟؟ !!!!! [[ كانت ام مسطح تتوقع أن تتحدث اليها السيدة عائشة عن هذا الأمر، ولكنها وجدتها لا تتحدث فيها ، فأرادت أن تفتح الموضوع بقولها تعس مسطح ]] قالت عائشة:_ وما قال الناس ؟ فأخبرتها {{ أم مسطح }} بكل ما يقوله الناس عنها، وبكل ما خاضوا فيه طوال شهر كامل فذهلت ولم تستطع أمنا {{عائشة }} أن تقضي حاجتها من هول ما سمعته فعادت الى بيتها تقول السيدة عائشة :_فأنفجرت بالبكاء فبكيت بقيت ليلي واليوم الثاني، والليلة التي بعدها ماتوقف دمعي ، لم أذق الطعام ، ولم أقوم من فراشي وأزددت مرضا على مرضي فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، و وجدني ابكي فلم يسألني عن سبب بكائي فما زاد عن قوله كيف تيكم ؟ فوثبت وقلت :_يا رسول الله أتأذن لي أن آتي ابوي ؟؟ [[ يعني ازور اهلي كانت السيدة عائشة تريد أن تتأكد من الكلام الذي قالته {{ أم مسطح }}وفي نفس الوقت تريد أن يتمسك بها الرسول صلى الله عليه وسلم ]] ولكنها رضي الله عنها ،فوجئت بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لها: - لا عليكِ [[يعني لا مانع ، ومن هنا نعلم ان المرأة لا يحق لها ان تخرج من بيتها إلا بأذن صريح من الزوج، فلم تخرج عائشة حتى استأذنت من زوجها رسول الله ، مش طلعت واخبرته على الواتساب ]] ___________ ذهبت السيدة {{عائشة}} الى بيت أبيها {{أبو بكر الصديق}} وقالت لأمها :_ يا أماه ما يتحدث الناس ؟؟ فقالت لها أمها {{ أم رومان }} قالت :_ يا بنية هوني عليك [[ طولي بالك يا بنتي لا تفكري بكلام الناس ]] فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة [[ أي جميلة ]] عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها [[ ونسبة المكيدة للضرائر ، وليس للضرائر فيها يد ]] تأكدت السيدة {{عائشة }} من المعلومة، فأغشى عليها، فلما أفاقت ظلت طوال الليل تبكي وزاد عليها المرض ____________ كان النبي صلى الله عليه وسلم في كرب ربما أكثر من السيدة عائشة لأنه يطعن في شرفه فأخذ يستشير اقرب الناس إليه من اصحابه واستشار في ذلك {{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه فقال زيد:_ يا رسول الله ، أهلك ، أهلك، ما علمنا عنهم الا خيرا ثم استشار {{علي رضي الله عنه }} فقال علي :_يا رسول الله لم يضيق الله عليك ، والنساء سِواها كثير ، [[ بمعنى طلقها وتزوج غيرها ]] ولكن اسأل الجارية {{ بريرة }} [[ رأي علي رضي الله عنه كان هو تطليق السيدة {{ عائشة}} ليس لأنها قد وقعت في هذا الأمر، ولكن لإنهاء هذه المشكلة المعلقة منذ شهر، والمدينة تتعرض لخطر الأحزاب ،مش وقتها هالمشكلة المدينة في خطر ثم تراجع عن هذا الإقتراح، وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يستجوب الخادمة التي في البيت مع {{عائشة }}فإن كان هناك أي شيء فلابد أن تعلمه هذه الجارية ]] فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الخادمة ، وكان اسمها {{ بريرة }} فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم :_ أي بريرة أصدقِ الله ورسوله هل رأيتِ من شيء يريبك ؟؟ [[ يعني شفتي شي ما عجبك بعائشة ، بتشكي فيها بشي ]] فقالت:_ لا والذي بعثك بالحق والله ، إن عائشة أطيب من الذهب و أما {{عمر بن الخطاب رضي الله عنه المؤيد بالصواب ، وكم اتشوق ليوم القيامة حتى اعانق عمر اسمعوا ماذا قال }} قال :_ألم تخبرنا يارسول الله أن جبريل اتاك بقطعة من سرقة [[ اي قطعة حرير ]] وفيها صورة عائشة وقال لك :_ هذه زوجك في الدنيا و الاخرة يأمرك الله بالزواج منها ؟؟ !!! قال له النبي :_ بلى قال :_ إذن يا رسول الله ، إن الله لا يختار لك {{ زانية }} وانا احكم أنها بريئة وان تنزل العقوبة بكل من أتهمها ___________ النبي صلى الله عليه وسلم واثق ببرائتها ، ولم يكن رأي عمر اشد صواب من رسول الله ، ولكن رسول الله قدوة لأمة كاملة الى قيام الساعة لذلك كان يريد حجة ، وهذا خير دليل على صدق النبوة فالمصيبة تدور في بيت النبوة{{ اربعين ليلة وقاربت الخمسين }} جبريل لم يأتي والنبي ممكن أن يُظهر برأتها بحديث واحد من عنده ، ولكنه النبي الذي قال عنه الله {{وما ينطق عن الهوى }} يريد دليل يواجه به المنافقين لأن المسألة تمسه مباشرة ______________ قام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: {{ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي}} ومعنى من يعذرني مِنْ رَجُلٍ [[يعني من ينصرني على هذا الرجل وهو( عبد الله بن ابي بن سلول ) الذي كان سببا في هذه الفتنة ]] وقد قلنا من قبل أن مشكلة {{عبد الله بن أبي}} أن له مكانة كبيرة في المدينة، وخاصة عند قومه من الخزرج فقام سعد بن معاذ سيد الأوس وقال: - يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ [[ سعد بن معاذ رضي الله عنه يعلم ان الانصار فريقين اوس وخزرج فلزم الأدب مع الايمان ،انا امون على عشيرتي اضرب عنقه الساعة ، اما الخزرج فلهم سيد وهو سعد بن عبادة لذلك قال سعد وإن كان من اخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ]] فقام {{ سعد بن عبادة }} [[ وهو رجل صالح وصحابي جليل ولكن غلبته الحمية ]] فقال لِسَعْدٍ: - كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ [[ ابن عم سعد بن معاذ ]] فَقَالَ: - كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ هنا قام الأوس والخزرج، وسل {{سعد بن معاذ }} سيفه وكاد أن يقع قتال بين الأوس والخزرج [[كادت أن تقع حرب أهلية بين الأوس والخزرج ]] وهو ما كان يريده ويسعى اليه اليهود والمنافقون ، ودائما هذا هو هدف أعداء الأمة كل ذلك صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر وأخذ يهديء الناس حتى هدئوا وسكتوا جميعا ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم من على المنبر واجماً حزيناً مهموماً [[ فداك أبي وأمي يارسول الله ]] ______________ وباتت السيدة {{عائشة }} ليلة ثانية تبكي ، ثم دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة وعندي ابواي [[ اي ابو بكر اوامها ]] وعندي امرأة من الانصار ، استأذنت وجلست معي تبكي [[ اي تساعدني بالبكاء ]] تقول عائشة :_ لا أعرفها ولا انساها لها [[ جبرت خاطرها ما نسيتها عائشة لها في هذه المواقف لا ينسى الانسان من يجبر خاطره ]] دخل النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليها [[ وكانت هذه هي أول مرة يجلس اليها منذ بدأ الناس حديث الإفك ]] ثم حمد الله واثنى عليه وقال :_ يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممتِ بذنب ، فأستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب الى الله ، تاب الله عليه تقول عائشة :_ فلما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك توقفت عن البكاء [[وكانت في بكاء لا ينقطع منذ يومين وليلتين ]] فلم أدري ما اقول ثم نظرت لأبيها أبي بكر وقالت :_ أجِب رسول الله فقال ابو بكر :_ ما أدري ما اقول لرسول الله ؟ فألتفتت الى امها قالت :_ أجِيبي رسول الله فقالت امها :_ ما أدري ما اقول لرسول الله ؟ فقالت السيدة عائشة: والله لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في انفسكم وصدقتم به [[ يعني انتوا من داخلكم مصدقين الكلام ]] فلئن قلت لكم إني بريئة ، والله يعلم أني بريئة ، لا تصدقوني ولئن أعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني منه بريئة ، لتصدقني والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف [[ تقول عائشة غاب عني اسم {{ يعقوب }} فقلت ابي يوسف ]] قَالَ {{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }} تقول ثم جهشت بالبكاء وأدرت وجهي للحائط ورسول الله جالس على فراشي ___________ وصدق الله العظيم الكريم الرحيم ذو الجلال والإكرام ❤ الذي قال {{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ }} ألم شديد في نفس عائشة وفي نفس النبي صلى الله عليه وسلم ونفس ابويها ولكن ما المخرج ؟؟ انحبس الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم يريد شيء يستند عليه فلما أدارت وجهها للحائط وجهشت بالبكاء الشديد تقول :_فهبط الوحي على رسول الله فوالله ما كنت اظن أن ينزل في شأني قرآن يتلى به الى قيام الساعة ، لأنا احقر في نفسي ، أن ينزل الله بي قران ولكني كنت أظن أن يرى رسول الله رؤيا صادقة تبرئني ___________ فهبط الوحي ، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يجهد جهداً شديدا وغشيه ما غشيه من نزول الوحي ، واخذ جبينه يتصبب عرقاً فلما سري عنه [[ أي ذهب الوحي ]] وإن عرقه ليتساقط من جبينه ، كانه الدُر والؤلؤ ابتسم في وجه عائشة وضحك فكان اول كلمة قالها :_ أبشري يا عائشة فقد برَّأكِ الله تقول عائشة :_فوثبت امي وقالت :_ قومي بنية ، فأشكري رسول الله فقالت السيدة عائشة:_ والله لا أقوم إليه ولا أشكره ولا أشكر إلا الله الذي أنزل براءتي فخرت على الفور {{ ساجدة لله }} [[ وهنا كان سنة سجود الشكر لله تعالى ،لان النبي صلى الله عليه وسلم اقره ]] وأخذ رسول الله صلى الله عليه بيد السيدة {{عائشة}} فانتزعت السيدة عائشة ، يدها فنهرها {{ أبو بكر }} [[ يعني من باب دلع الزوجة على زوجها انا زعلانة اتركني ]] _______ ثم تلى قوله تعالى وهذه بعض الآيات مما نزل من سورة النور {{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }} لا بد ان ابين بحق من نزلت هذه الاية {{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }} ابو ايوب الانصاري من خيار الصحابة [[وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيف في بيته في اول يوم دخل المدينة يوم الهجرة ذكرناها بالتفصيل ]] ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه صحابي جليل وهو آخر من مات من الصحابة وهو من الانصار لم يتكلم بهذا الامر ، وكان يأتي بيته مهموماً ويخرج منه مهموماً بسبب {{حادثة الإفك }} وزوجته امرأة صالحة أيضا فقالت له ليلة[[ كعادة النساء لما تضع راسها على المخدة ، تبلش حكي مع زوجها قبل النوم ]] يا ابا ايوب !!! قال :_ نعم قالت :_ أما سمعت مايقولون الناس بعائشة ؟؟ قال :_ وماذا يقولون ؟؟ قالت :_ أوما سمعت ؟ !!! قال :_ سمعت ذلك الكذب كله وصرخ بها وقال :_ام ايوب !!!!! [[ هكذا فلتكن الرجال ]] ام ايوب !!!!! وقد احمرت عينه وارتفع صوته فقالت وهي خائفة من صوته :_ نعم قال :_ أكنتِ فاعلة مايقوله الناس [[ يعني انت بتزني ]] فنفضت ثوبها [[ كعادة النساء انا ؟ !!!! لا اعوذ بالله ]] قالت :_معاذ الله ورب البيت فقال لها :_ والله إن عائشة خيرٌ منك واطهر {{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }} ____________ نزلت آيات من سورة النور تناولت هذه القضية الهامة، وهي قضية اتهام الناس في شرفهم بالباطل ووضعت لذلك عقابا دنيويا رادعا وهو الجلد ثمانين جلدة وطبق هذا العقاب بالفعل في ثلاثة من الذين ثبت بالفعل تناولهم هذا الأمر بكلمات صريحة واضحة لا تأويل فيها وهم ١- مسطح بن أثاثة ٢- حسان بن ثابت ٣- حمنة بنت جحش أما {{عبد الله بن أبي بن سلول}} فلم يطبق عليه الحد [[لأنه كما ذكرنا من خبثه الشرير لم يتكلم في هذا الأمر بكلمات صريحة بل كان يقول ، أما سمعتم ما قيل عن {{ عائشة }}قيل كذا وكذا، ثم يتحدث عن بشاعة الزنا، وهكذا]] ولكن توعده الله تعالى هو أصحابه من المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة، فقال تعالى ((وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) أي الذي كبر الأمر فله يوم القيامة عذاب عظيم أسمعتم ؟؟ الأمر ليس بالسهل ابداً اياكم واعراض الناس يتبع ان شاء الله عذراً على الإطالة _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٣ »
السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش)) _________ _________ السيدة { زينب بنت جحش } تكون بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أمها هي { أميمة بنت عبد المطلب } عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخوها هو { عبد الله بن جحش } قائد سرية نخلة ، والذي استشهد في أحد وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة { زينب بنت جحش } هو أكثر زواج شغل الناس سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاته وحتى الآن _________ تبدأ قصة { زينب } حين بلغ { زيد بن حارثة } سن الزواج وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب له وذكرت لكم من قبل قصة { زيد بن حارثة } نذكرها بأختصار _______ وقلنا أن { زيد } خرج وهو طفل صغير ، عمره ثمانية أعوام مع أمه لتزور قبيلتها و أغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختطف في هذا الهجوم { زيد بن حارثة } وأصبح عبداً بعد أن كان حراً وعرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } ابن أخو السيدة { خديجة } ثم أهداه { حكيم بن حزام } الى عمته السيدة { خديجة } والتي أهدته بدورها الى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم من اول يوم في هذه الأثناء كان { حارثة بن شراحيل } والد { زيد بن حارثة } يبحث عن ابنه { زيد } حتى وصل اليه أخيراً في مكة وعلم أنه عبدا عند رجل اسمه {{ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم }} [[ وهذا الكلام كله كان قبل نزول الوحي ]] فتوجه والد { زيد } اليه مع أخيه وطلب منه أن يشتري منه ابنه { زيد } وتوسل اليه ألا يغالي في السعر و قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : _ فهل لكما في شيء خير من ذلك ؟ أدعوه لكم ، وأخيره ، فإن أختاركم فهو لكم ، وإن أختارني فما أنا بالذي يرغب عن من اختاره فقالا : _ قد زدتنا على النصف وأحسنت ثم كانت المفاجأة أن يختار { زيد بن حارثة } أن يظل في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفض ان يعود الى قبيلته مع أبيه يقول زيد: _ بل أبقى معك ، أنت لي بمنزلة الأب والعم ، ولا أختار عليك أحدا أبدا يا أبا القاسم فتعجب أبوه وقال: _ ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟! فقال زيد: _ نعم لا أختار عليه أحدا أبدا ورق الرسول صلى الله عليه وسلم ، لوالد { زيد } وأراد أن يطمئنه، فأخذ { زيد } من يده ، وذهب به عند حجر الكعبة ، حيث قريش مجتمعة ، ونادى :_ يا معشر قريش اشهدوا من اليوم زيد ابني يرثني وأرثه تقول الرواية {{ فطابت نفس أبيه }} لأن مشكلة أبيه ليس أن يكون زيد معه ، لأنه كان قد كبر وأصبح شابا وبلغ السن الذي ينفصل فيه عن أبيه وتكون له أسرته وحياته ولكن مشكلة أبيه أن يعيش ابنه عبدا فلما وجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعتقه ، بل وتبناه وأصبح ابنا له يرثه ويرثه ، اطمئن وعاد الى قبيلته مسرورا انصرف أبو { زيد } وعمه، وقد اطمئنا على زيد ، وأصبح { زيد } منذ ذلك الوقت بين قريش حراً وليس عبدا ، وأصبح اسمه {{ زيد بن محمد }} وليس {{ زيد بن حارثة}} وكان العرب يطلقون على العبد الذي يعتق {{ مولى }} [[ فلما نسمع بالسيرة فلان مولى رسول الله اي كان عبد واعتقه النبي صلى الله عليه وسلم ، مثلا بلال الحبشي كان مولى ابو بكر لأنه اشترى بلالاً واعتقه ]] فكانوا يقولون :_ زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ___________ نعود الى قصة زواج صلى الله عليه وسلم من السيدة { زينب بنت جحش } ونقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوج والمعروف بذلك الوقت اسمه {{ زيد بن محمد رسول الله }} كأي اب يريد ان يزوج أبنه [[ التبني في ذلك الوقت كان معروف ، يعتبر الابن المتبنى كالابن تماماً ، يرث ولا يتزوج الاب زوجة ابنه ]] فعزم صلى الله عليه وسلم ان يزوج ابنة عمته السيدة { زينب بنت جحش } لزيد كان عمر { زينب } في ذلك الوقت { ٣٦ عام } وقد وصفتها الرواية بأنها كانت { أمنا زينب بيضاء جميلة } وكان يريد صلى الله عليه وسلم بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم لأن العرب كانوا ينظرون الى {{ الموالي }} باستعلاء ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم _______ فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بأمر من الله كسر هذه الفوارق وأن الناس سواسية كأسنان المشط ولكن أراد أن يقوم بتصرف واقعي في أسرته وهو أن يزوج { زيد بن محمد } وهو من الموالي كما ذكرنا وقد دخل الى بيوت بني هاشم عبداً أراد أن يزوجه بأمر من الله ، من ابنة عمته {زينب بنت جحش } وهي من { بني هاشم } والتي تعتبر من أعرق وأشرف بيوت العرب فهي من { قريش } وهي أشرف القبائل العربية __________ عرض صلى الله عليه وسلم على السيدة زينب الزواج من { زيد بن محمد } ولكن السيدة { زينب } فوجئت بهذا العرض ورفضت هذا الزواج لأن بنات الأشراف لا يتزوجن أبدا من الموالي وحاول صلى الله عليه وسلم أن يُقنع {{ زينب بزيد بن حارثة }} وأخذ يحدثها عن حسن أخلاقه، ومكانته منه ، ولكن { زينب } لم تتقبل الأمر على الإطلاق وقالت: _ يا رسول لا أتزوجه أبدا فنزل قول الله تعالى {{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }} فقالت السيدة زينب: _ رضيته لي يا رسول الله ؟ قال: _ نعم قالت: _ إذن لا أعصي لله ورسوله أمراً ________ هكذا تم الزواج بين { زيد بن حارثة } وبين السيدة {زينب } ولكن لم يكن ذلك الزواج الناجح ابداً ، المودة والسكينة كانت معدومة لأن السيدة { زينب } لم تنسى أبدا أنها الشريفة بنت عمة رسول الله ولم تنسى أن { زيد } مولى كان رقيقا فكانت تعامل {زيد } بجفاء واستعلاء ، وربما كانت تؤذيه بلسانها وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بانه سيتم ابطال عادة التبني وليس المقصود بذلك هو النهي على {{ كفالة اليتيم }} بل على العكس الآيات والأحاديث في فضل كفالة اليتيم كثيرة لا حصر لها [[ ولكن عادة التبني التي أبطلها الإسلام هي أن ينسب الطفل الى غير أبيه، يعني يتبنى أحدهم يتيم ويعطيه اسمه، وقد نهي الإسلام عن ذلك لأنه يؤدي الى اختلاط الأنساب، بينما شجع على التبني دون أن يحمل اسم المتبني ]] وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أيضا بأنه سيتزوج { زينب} زوجة ابنه بالتبني ليكون هذا الزواج هو التصرف الواقعي والعملي الذي سيقضي على هذه العادة التي لا يرضاها الله تعالى ابداً _________ ولذلك كان ترتيب الله تعالى ١_أن يتزوج { زيد بن حارثة } والذي كان اسمه في ذلك الوقت {زيد بن محمد } من السيدة زينب ٢_ يطلقها { زيد } ٣_ثم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من السيدة زينب فيكون ذلك ابطالا واقعيا عمليا لعادة التبني لأن العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام كانوا لا يتزوجون أبدا من زوجة الإبن _____ والسؤال هو هل كان يجب ان يكون هذا الزواج للقضاء على عادة التبني ، أم كان يكفي أن تنزل آية تنهي عن هذا الأمر كله ؟ نقول :_أن هذا الزواج كان واجباً ، لأن التبني أمرا ليس سهلا ابدا ، فالتبني معناه [[ أن هذا الطفل قد أصبح ابناً لفلان، ثم يأتي الإسلام ويقول له في لحظة واحدة ، أن هذا الطفل ليس ابناً لك، فهو أمر صعب جداً ولا تتقبله أي نفس بشرية ]] ________ وتعب { زيد} كثيراً من جفاء زوجته وصدها وترفعها عليه حتى نفذ صبره وذهب الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ رأيه في طلاقها فقال له صلى الله عليه وسلم :_ أرابك منها شيء ؟ [[ يعني شايف منها شي ]] فقال زيد: - لا والله يا رسول الله، ما رابني منها شيء، ولا رأيت الا خيراً ولكنها تتعظم عليَّ لشرفها وان فيها كبراً ، وتؤذيني بلسانها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتقِ الله ، وأمسك عليك زوجك ________ وعاد { زيد} ليجرب الاحتمال من جديد ولكن { زينب} كانت تزداد نفوراً منه فعاد { زيد } الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه مفارقة زينب و النبي صلى الله عليه وسلم يقول له في كل مرة :_ اتق الله ، وأمسك عليك زوجك النبي كان يعلم ان هذا الترتيب كان من الله ، يتزوج زيد من زينب ثم يطلقها ثم يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه كان {{ يخشى من كلام المنافقين }} وقد قلنا أن أعدادهم كانت كبيرة في المدينة وهم يتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا تزوج من { زينب } فسيقولون :_ أنه يأمر بعدم زواج الأب من زوجة ابنه وقد خالف ذلك وتزوج من زوجة ابنه وقد يقولون :_ أنه أمره بطلاقها حتى يتزوجها هو !!! وهو الذي يقوله أعداء الإسلام حتى الآن ، وقد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، من خشيته من كلام المنافقين ، في شيء قد أباحه الله له حتى جاء اليوم الذي طلق زيد ، زينب ، وانقضت ايام عدتها __________ فنزل قوله تعالى {{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا }} {{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ }} [[وهو زيد بن حارثة وقد { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ } بالهداية الى الإسلام { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } بالعتق من العبودية ]] {{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }} [[ وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله لزيد بن حارثة كلما اشتكى من زوجته زينب وطلب من النبي أن يطلقها ]] {{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ }} [[وهو ما أعلمه به الله تعالى بأنه سيتزوج من زينب ]] {{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }} [[ كان النبي صلى الله عليه وسلم، يخشى من كلام المنافقين إن هو تزوج من زينب أنه قد تزوج من زوجة ابنته، ويعاتبه الله تعالى على خشيته من كلام المنافقين بهذا القدر في أمر قد أباحه الله له ]] {{ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }} [[ بأن تؤدي ما أمرك به من الزواج من زينب]] {{فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} [[ الوطر هو الزواج، وبهذا يكون زيد رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن العظيم، وذلك من فضله طبعا، ولأنه تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم العبء النفسي لهذا الموقف ]] ثم يبين الله تعالى الحكمة من ذلك الزواج {{لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا }} [[ أي حتى لا يشعر أحد من المؤمنين بالحرج في الزواج من زوجات أبنائهن بالتبني اذا طلقوهن ]] ___________ عندما تم هذا الزواج تكلم المنافقون كما كان يخشى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: _حرَّم محمد نساء الولد ، وقد تزوج زوجة ابنه __________ بقي أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة { زينب بنت جحش } وكانت السيدة زينب تفتخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لهن :_ كلكن زوجكن آباءكن وأمهاتكن أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات ، بقرآن يتلى الى قيام الساعة {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا [[ كل فتاة تتزوج وليها ابوها او عمها او اخوها ، وزينب كان وليها الله في هذا زواجها ، قال الله تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فورا وبنى بها ، الله الذي زوجها تحتاج ولي وشهود ؟؟ انتهى {{ فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيرا }} السفير هو جبريل نزل بأمر الله عزوجل يأمره بالزواج من زينب ]] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها تقول السيدة عائشة: _ كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم [[ اي تساويني ]] وكانت رضي الله عنها صوامة قوامة تقول السيدة عائشة:- ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة رضي الله عنها وكانت رضي الله عنها من حبها للصدقة تصنع أشياء بيدها وكانت تجيد صناعة الأشياء ، ثم تبيع هذه الأشياء، لتتصدق بثمنها وقد قال الرسول لزوجاته أمهات المؤمنين وهو في مرض الموت قال :_ أولكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً فلما مات النبي الرسول صلى الله عليه وسلم كانت زوجات النبي يقسن من هي اطول الزوجات يدا ليعرفن من هي أولهم لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم فكانت أمنا {سودة} هي أضخم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأطولهن يداً فكن يعتقدن أن السيدة { سودة } هي أول من يموت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت السيدة {{زينب بنت جحش }} هي أول من مات بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلمن أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم {{أطولكن يدًا }} [[ يعني أكثرهن صدقة]] وكان من حبها للصدقة أن في عهد { عمر بن الخطاب } بعد الفتوحات الإسلامية رتب { عمر بن الخطاب } لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم راتب سنويا كبيرا فلم يحل الحول على أموال السيدة زينب في أي عام لأنها كانت تتصدق بكل هذا المال وعندما جائت غنائم كثيرة أرسل لها { عمر بن الخطاب} {{ ١٠٠ ألف درهم }} فوضعته أمامها ، ووضعت عليه قطعة قماش ، وأخذت تأخذ منه وتضعه في صرر وتقول لمن معها:_ اذهبي بهذا الى بيت فلان ، حتى أنفقته كله ثم قالت {{ الحمد لله لا أبيت وكل هذا المال في بيتي}} وماتت السيدة {{ زينب }} في سنة { ٢٠ هـ } بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات ودفنت بالقيع وصلى عليها { عمر بن الخطاب } وخرج في جنازتها كل أمهات المؤمنين ، وقد فهمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم {{ أولكم لحوقاً بي أطولكن يداً }} ___ _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٤ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، المقدمة )) ________ ________ في البداية {{ غزوة الأحزاب او تسمى غزوة الخندق }} فيها الكثير من العبر والدروس خاصة لأيامنا هذه وحال الأمة وستأخذ معنا وقت ، فأرجو ان تنتبهوا لها ، وتتابعوا اجزاءها بدقة ___________ قلنا من قبل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بطرد يهود {{ بني النضير }} من المدينة بعد محاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد ان اشار إليهم كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} أن يلقوا عليه حجرة كبيرة من على سطح دارهم اتجه يهود {{ بني النضير }} بعد طردهم الى الشام وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{ حيي بن أخطب }} وغيره الى {{ خيبر }} وهي مدينة يهودية تبعد عن المدينة {{ ١٨٠ كم }} وأصبحت {{ خيبر }} بعد انتقال {{ بني النضير }} اليهم هي أكبر تجمع لليهود في الجزيرة __________ ظل اليهود في {{ خيبر }} يراقبون الصراع بين المسلمين في المدينة من جهة، وقريش وغيرهم من المشركين من جهة أخرى وكانت قلوبهم تمتلئ غيظاً وحقداً على النبي صلى الله عليه وسلم ، واصحابه رضوان الله عليهم وهم يتمنون أن ينتهي الصراع لصالح الكفار وأن يتم القضاء على الإسلام ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم _________ ولكن اليهود وجدوا أن المسلمون بعد {{ أحد }} وتوابعها وهو {{ الرجيع }} و{{ بئر معونة }} اصبحوا يحققون انتصارا كل يوم ويكتسبون أرضا جديدة وتزداد أعدادهم ، خاصة بعد دخول {{ بني المصطلق }} جميعاً بالإسلام وفشل قريش في {{ بدر الآخرة }} وانسحابها وخوفها من مواجهة المسلمون مرة أخرى __________ فقال { المغضوب عليهم يهود } الى متى نقف مكتوفي الأيدي ؟؟ يجب أن نتحرك فقرروا بخبثهم المعروفين به ، أن يجمعوا كل القبائل العربية في جيش ضخم يتوجه الى المدينة ويوجه ضربة للمسلمين تكون ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها. __________ فخرجوا من خيبر وكان عددهم {{ ٢١ رجلا }} من سادات يهود {{ خيبر }} وسادات {{ بني النضير }} الى قريش وعلى رأسهم {{ حيي بن أخطب }} اشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم [[ وقد ذكرت لكم قصته اكثر من مرة ]] استغل هذه الفرصة وهو إسلام {{ بني المصطلق }} وغيض قريش من ذلك ________ فوصلوا لمكة وجلسوا مع {{ سادة قريش }} وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة ووعدوهم بأن يكون معهم كل العرب واخذوا يذكرون قريش في قتلى بدر وانهم لم يحققوا نصراً في {{ احد }} ويقولون لهم :_ ليتكم قتلتم محمدا واصحابه يوم احد وأخذ {{ حيي بن أخطب }} ينفث فيهم سمومه للثأر من جديد وذكر لهم {{ بني المصطلق }} أرأيتم ؟؟ هاهو صاهر {{ بني المصطلق }} فدخلوا في دينه جميعاً :_وها انتم ترون ، إما يغزو فينتصر وإما الناس تدخل في دينه لحسن معاملته ، فيصبحون من أصحابه ماذا تنظرون ؟؟ يجيش جيشاً ، فيأخذ مكة منكم !!!! _________ قالوا :_ له ماذا ترى يا حيي ؟؟ قال :_ أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة عليه ، فنحزب الأحزاب ، ونباغته في مدينته فقال له ابو سفيان :_ يا حيي أنتم اهل الكتاب الأول ، وأنتم على دين سماوي كما يزعم محمد قال .:_نعم قال :_ اناشدك الله الذي تعبد ، والكتاب المقدس الذي تقرأ أديننا خيرٌ ام دينُ محمد ؟؟ [[ابو سفيان يريد أن يستوثق دينا افضل والا دين محمد ]] فأقسم حيي بالله و بالكتاب المقدس أن دينكم خير من الدين الذي جاء به محمد [[ يقسم لقريش أن دين الاوثان وعبادة الاصنام خير من دين محمد ]] ففضحه الله في القران الكريم فأنزل فيه آيات تتلى الى قيام الساعة [[ ليريكم الله يا خير امة ، كيف مكر يهود، وانه تخلى عن دينه وزعم ان دين الاصنام خير فانزل الله ايتين من سورة {{ النساء }} لتعرفوا حقيقة يهود وكيف حقدهم على الاسلام ، وكيف كفروا بالله لتحقيق مطلب وإرضا لقريش ]] قال تعالى {{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}} {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ }} [[ اصل التوراة من السماء اعطاه الله لليهود ولكن يهود حرفوه وبدلوا كلام الله وعصوا الله على علم ]] {{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }}[[ اي لقريش ]] هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ [[ من هم الذين لعنهم ؟؟ يهود ]] {{ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }} ___________ فشجع قريش كلام حيي واطمئنت قلوبهم ان دينهم خير من دين محمد وشجعهم كلامه، فأطمئنت قلوبهم لحرب رسول الله. فأجابتهم قريش ... أننا معكم قريش وجدت في ذلك ١_ انقاذ لسمعتها وهيبتها بعد أن فقدتها {{قريش في غزوة بدر الآخرة }} ٢_ إنقاذ تجارتها بعد أن نجح المسلمين في قطع طريق تجارة قريش الى الشام نهائيا ___________ ثم توجه وفد {{ خيبر }} بعد ذلك الى قبائل {{ غطفان }} وهي من أكبر القبائل العربية، ودعوهم الى حرب النبي صلى الله عليه وسلم مقابل أن يعطوهم نصف ثمار خيبر {{ لمدة عامين }} فاستجابت لهم عدد كبير من بطون {{ غطفان }} وكان قائد غطفان اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} وهذا الذي قام بعمل صلح مع رسول الله صلى الله عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من{{ بني المصطلق }} منتصراً ظن {{عيينة }} أنه سيلحقه هو وقومه الأذى من المسلمون يوم ما فخاف و فكر بالأمر فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يدخل بالاسلام قال :_ انا أصالحك يا محمد ، وأنا معك ، وإن كنت على غير دينك فأعطاه النبي ارضاً يرعى بها حول المدينة اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} سيد غطفان فلما نظر الصحابة وتسألوا لماذا سايره النبي هكذا ؟؟!!!! فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ان هذا الرجل الأحمق المطاع }} [[ مامعنى الاحمق المطاع هو الحاكم الاحمق ، بالأوامر يطيعه الناس ولكنه أحمق لا يعرف مصلحة رعيته ولا عشيرته ]] قال :_هذا الأحمق المطاع ، إذا غضب غضب لغضبه ألف سيف دون ان يعرفوا سبب غضبه[[ يعني الانقياد الاعمى ]] [[ يعني هذا احمق مطاع استرضيته، واعطيته قطعة ارض يرعى فيها ، احسن ما يجيش للمدينة الف مقاتل احمق مثله ]] ثم قال صلى الله عليه وسلم :_إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره هذا الاحمق المطاع انضم معهم مع انه كان مع صلح مع النبي صلى الله عليه وسلم ___________ وأخذ هذا الوفد من {{ المغضوب عليهم }} وعلى رأسهم حيي بن أخطب ، يطوف على كل قبائل العرب الكبيرة فاستجاب لهم البعض ولم يستجب البعض الآخر واتفقوا على موعد لقاء كل هذه الجيوش للتوجه لغزو المدينة _________ هكذا قام يهود {{ خيبر }} بمهمة تحريض وتجميع والتنسيق بين القبائل وهذا هو الدور الذي يقوم به {{ اخوة القردة والخنازير}}ويجيده اليهود في كل العصور منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن واليوم لهم اسم {{ اللوبي }} وهم مجموعة من {{ المغضوب عليهم }} يعملون على الضغط على الدول الكبرى لتحريضهم على الحروب كما فعلوا بالعراق ________ خرجت قريش وحلفائها بقيادة {{ أبو سفيان بن حرب }} في {{ ٤ آلاف }} مقاتل منهم {{ ٣٠٠ }} فرس _________ وخرجت {{ غطفان}} في{{ ٣ آلاف }} مقاتل وخرجت باقي القبائل العربية حتى وصل مجموع الأحزاب كلهم {{ ١٠ آلاف }} مقاتل عدد ضخم جدا _______ وكان هذا الجيش هو أكبر جيش شهدته الجزيرة منذ جيش أبرهة في عام الفيل وكانت القبائل اذا وصل عدد مقاتليها الى {{ الألف }} يفتخرون بذلك ، وتعتبر من القبائل القوية ولم يكن الهدف من هذا الجيش هو مجرد الانتصار على المسلمين في معركة عابرة ولكن الهدف هو ١_غزو المدينة ٢_ قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقتل الصحابة ٣_ القضاء على الاسلام نهائياً ، فلا تقوم له قائمة بعد ذلك ___________ {{ ١٠ الاف }} مقاتل وعدد اهل المدينة كلهم {{ ٣ آلاف }} [[ يعني المؤمنون والمنافقون و المدسوسين بينهم ، كلهم كان عددهم ٣ الاف نقول نخرج منهم الف بين منافقون ومدسوسين ]] يبقى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام عددهم {{ ٢٠٠٠ }} والذي ثبت وصح ، أن الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم{{ ١٣٠٠ }} فقط يوم الخندق تحركت جيوش العرب لغزو المدينة نترك اليهود والعرب وحزبهم و ننتقل الآن مباشرة الى مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ___________ وصل خبرهم للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان في مكة {{ العباس بن عبد المطلب }} عم النبي المؤمن سراً و يكتم ايمانه كان مقيم في {{ مكة }} وكان عين للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسل بالخبر للنبي صلى الله عليه وسلم مبكراً [[ لا مثل يوم احد ارسل له متأخرا ]] وساعده ايضاً في ايصال الخبر {{ بني المصطلق }} لانهم كما قلنا على طريق القوافل ووصلت هذه الأخبار المرعبة الى المدينة وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن جيوش الأحزاب أمامها حوالي {{ ١٥ يوم }} لتصل الى المدينة فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر فقال :_ أشيروا علي ؟ [[ ولكن الصحابة مازالوا يحسون بألم المخالفة في أحد اذ اشار عليهم النبي يوم احد بالتحصن ، فأبى الشباب إلا ان يخرجوا لمواجهة قريش وقال للرماة لا تبرحوا مكانكم وخالف الرماة أمره فأخذوا درساً وهذ صفة المؤمن {{ لا يلدغ من جحر واحد مرتين }} اتعظوا الصحابة في احد فردوا اليوم الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ]] فقالوا :_ الأمر اليوم لله ورسوله ماذا ترى يارسول الله ؟؟ قال :_ أرى ان نتحصن في المدينة فأمتثل الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم __________ لماذا كان التحصن في المدينة ؟ بسبب طبيعتها الجغرافية لأنها تقع بين {{ حرتان }} ما معنى الحرة ؟؟؟ المدينة المنورة كان قديماً فيها بركان لما قذف حممه البركانية وهي صخور تخرج من باطن الأرض عندما ترتطم بالأرض تبرد وتصبح على شكل صخور سوداء ملساء حادة تسمى هذه الصخور {{ الحرة }} هذه الصخور البركانية مستحيل أن يمشي عليها أي انسان أو دابة أو حتى دبابة أو مدرعة، وهي موجودة حتى الآن وان كان العمران قد وصل الى بعض أطرافها فالمدينة تقع بين {{ حرتان }} في شرقها وغربها [[ عاملين زي حاجز حماية للمدينة من الشرق والغرب وجزء من الجنوب ]] الآن اصبح للمدينة مدخلين فقط من الجنوب مساكن يهود من {{ بني قريظة }} ويوجد فيها جزء من الحرة الغربية ايضا فمن الصعب جدا ان يدخل جيش {{ الأحزاب }} من الجنوب وبالتالي فلا يمكن لجيش أن يدخل من هذه الجهة أيضًا بقي لهم مدخل واحد وهو من {{ الشمال }} فالمدينة محصنة بطبيعتها الجغرافية، سواء من الشرق أو الغرب أوالجنوب، والجهة الوحيدة التي يمكن أن ينفذ منها جيش الى المدينة هي جهة {{ الشمال }} __________ أجمع الصحابة على رأي النبي صلى الله عليه وسلم ، في عدم الخروج لقتال المشركين وانما التحصن في{{ المدينة }} ولكن كان التفكير هو كيف يمكن حماية شمال المدينة ؟ وما هي خطة الدفاع عن شمال المدينة ؟ وهنا تحدث {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه وارضاه لم أتحدث لكم عن هذا الصحابي الجليل من قبل بأختصار شديد [[سلمان من فارس ما يسمى اليوم [[ ايران ]] تقع في وسطها تسمى الأهواز ، وله قصة طويلة في البحث عن الإسلام، حتى انتهى الى المدينة قبل هجرة، ثم أسلم بعد الهجرة مباشرة ، ولكنه كان عبدا عند رجل من اليهود، ولم يعتق الا قبل غزوة الأحزاب بقليل ، وكان معروفا بالحكمة، حتى أن علي بن ابي طالب، كان يطلق عليه لقمان الحكيم ]] قال سلمان :_ يا رسول الله إنا كنا بأرض فارس ، إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا [[ أي انا من بلاد فارس ومن مكايد الفرس بالحرب اذا خافوا عدو حفرنا خندق ]] فكان اقتراح {{ سلمان الفارسي}} هو حفر خندق من جهة شمال المدينة يبدأ هذا الخندق من الحرة الشرقية الى الحرة الغربية وهي مسافة تبلغ {{ ٦ كم }} فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور هناك [[ صور في التعليقات ]] يتبع إن شاء الله ..... _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٥ »
السيرة النبوية العطرة ((حفر الخندق ، غزوة الأحزاب )) ___________ ___________ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ، برأي {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم ، يتفحص أرض المدينة [[ أي يرى ، اين يجب ان يحفر هذا الخندق ]] فأنتقل الى شمال المدينة [[ كما قلنا مدخل المدينة الوحيد]] وتم اختيار مكان الخندق وكان في أضيق مكان بين {{ الحرة الشرقية والحرة الغربية }} وخط صلى الله عليه وسلم مكان الخندق بين الحرتين وأمر بالبدء في حفر الخندق فورا __________ وحدد النبي صلى الله عليه وسلم مواصفات الخندق كالآتي ١_ الطول من الحرة الشرقية الى الحرة الغربية ، والمسافة تبلغ بينهما {{ ٦ كم }} ٢_ عرض الخندق {{ ٨ متر }} بحيث لا تستطيع فرسان العدو عبوره بالقفز ٣_ العمق يكون {{ ٤متر }} بحيث اذا سقط فيه أحد لايستطيع أن يخرج منه _______ و وزع النبي صلى الله عليه وسلم العمل على أصحابه فجعل من الصحابة مجموعات كل مجموعة عددها {{ ١٠ }} رجال واعطى كل مجموعة مسافة {{ ٢٠ متر }} لحفرها و وضع خط لكل مجموعة ، في الجزء المسؤلين عن حفره ________ وبدء المسلمون العمل فوراً ، وكان العمل صعباً جداً وشاقاً لأسباب عديدة ______ ١- أن المشروع ضخم جداً ، ووقت اتمام المشروع ضيق فكان الصحابة يعملون في النهار لمدة {{ ١٦ ساعة }} في اليوم ثم يعودون لبيوتهم في الليل ولا يسمح لأحد بالإنصراف إلا بإذن النبي صلى الله عليه وسلم _____ ٢ - أن أرض المدينة أرض صخرية يصعب جدا الحفر فيها _____ ٣ - أن أدوات الحفر لم تكن تكفي كل هذا العدد، فكانوا يستخدمون أحيانا أدوات يصعب الحفر بها وكان العمل باليد والمعول [[ اي الفاس ]] والمكتل [[ اي ما نعرفه اليوم القفة اللي بيحمل فيها العامل التراب ]] والمسحاة [[ يعني المجرفة لأنها تمسح الارض وتزيل التراب ]] ____ ٤- أن الموسم كان شتاء ، والبرد كان قارصاً، والسنة كانت مجدبة، والمدينة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية، فكانت تمر الأيام والصحابة يعملون ولا يجدون ما يأكلونه [[ فالوقت شتاء ولا يوجد تمر على الشجر ، واهل المدينة يعملون بالزراعة ، والكل مشغول بحفر الخندق ]] ____ وبدأ الصحابة يعملون ، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، معهم يعمل يحفر كأي واحد منهم وكلما قال له الصحابة :_ عنك يا رسول الله فيقول لهم :_ إنما انا رجل منكم [[ اي واحد منكم مثلي مثلكم ]] فكان يضرب بالمعول ويحمل بالمكتل ويملئ التراب بالمسحاة حتى ان التراب ليستر جسده عنهم صلى الله عليه وسلم وهكذا كان الحفر فأتموا هذه المهمة في {{ ٦ ايام ولياليها }} فقط حفروا مدخل المدينة من الشمال كامل من الحرة الى الحرة بالعرض الذي ذكرناه والعمق __________ والآن نذكر بعض النماذج عن آحداث حصلت اثناء حفر الخندق عندما وزع النبي صلى الله عليه وسلم ، المجموعات للحفر كل {{ ١٠ }} من الصحابة جزء قال {{ سلمان الفرسي رضي الله عنه}} للرسول صلى الله عليه وسلم قال :_ هل تأذن لي يارسول الله أن أخذ حصة عشرة ، فإنه طبيعة عملي واعرفه ، فلقد حفرنا كثيراً في مدائن فارس [[ فأختار ان يأخذ حصة عشرة ]] فلما نظر الصحابة ان سلمان اخذ حصة عشرة رجال ، في حفر مسافة {{ ٢٠ }} متر في عمق {{ ٤ }} متر لوحده [[ قال الصحابة هذا عمل مُشَّرف ما حدا مشاركه فيه ، وطبعا الناس تتنافس في الرجل صاحب الخير ]] فقال الأنصار :_ سلمان منا [[ لأنه من سكان المدينة ما جاء من مكة مهاجرا ]] فقال المهاجرون :_ لا سلمان منا معشر المهاجرين [[ لأنه ليس من اهل المدينة لانه جاء من خارجها ، نحن جئنا من مكة وهو جاء من برة ]] وهكذا ارتفعت اصوات المنافسة بين مهاجرين وانصار الانصار يقولون سلمان منا المهاجرون يقولوان سلمان منا فوقف النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ورفع كلتا يديه بينهم وهو يقول لا عليكم ، لا عليكم [[ يعني لا تتنافسوا ]] لا عليكم {{ سلمان منا أهل البيت }} النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، لولا أذن من الله ما قالها النبي صلى الله عليه وسلم سلمان منا اهل البيت ، و تبت يدا أبي لهب [[ مع انه عم النبي الزم ]] ما الذي أسقط هذا ، ورفع ذاك إنها {{{ التقوى }}} التي نحن بحاجة لها اليوم غزوة الأحزاب او {{ الخندق }} ستأخذ معنا وقت طويل فهي {{ أعظم درس بالسيرة }} للمسلمين اليوم فحال المسلمين اليوم ، يشبه حال المسلمين في الخندق تماماً وسترون في باقي الأجزاء ربط الماضي بالحاضر ، لم نتمعق بها بعد إنما هذه الأجزاء مقدمة ، ارسم لكم ساحة المعركة ولنا وقفة مع {{ اليهود }} طويلاً ليعرف المسلمون علاقتنا معهم في الماضي [[ من ايام النبي صلى الله عليه وسلم ]] وحاضراً [[ ما نعاني به الآن ]] ومستقبلاً [[ مبشرين به قريبا إن شاء الله ]] ____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٦ »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الأول ____________ عند حفر الخندق عُرضت لسلمان صخرة في حصته في الحفر فكسرت حديدهُ [[ يعني الفأس تبعه والمجرفة ]] وأعيت قواه [[ أي اتعبته ]] فأسنتصر بعمر بن الخطاب قال :_ يا عمر أعني على هذه الصخرة فنزل عمر للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه فقال عمر :_ لا بد لنا أن نخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ___________ فجاء عمر للنبي ، وكان يعمل صلى الله عليه وسلم في جهة اخرى في الخندق قال :_ يا رسول الله عُرضت لسلمان صخرة ، كسرت حديدنا وأعيت قِوانا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أنا نازل لها إن شاء الله فجاء صلى الله عليه وسلم وعندما همَّ أن ينزل بالخندق فرفع إزاره وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع ________ ممكن نحن نسأل ، ماذا يفعل الحجر للبطن ؟ إن الإنسان إذا جاع لا يستطيع أن يسند ظهره تماماً من شدة الجوع لذلك كانت الجدة [[ الختيارات العجايز زمان تسمعها تقول يا أبني كول لقمة خبز تسند فيها ظهرك ، إذا شرب الواحد منا شربة مثل {{ زيت خروع }} وما أكل طول اليوم لا يستطيع الوقوف تشعر بألم في ظهرك لأن البطن فاضي فالعمود الفقري ينحني ]] فكان صلى الله عليه وسلم ، يشد على بطنه الحجر ليسند ظهره ليقوى على العمل ___________ فرآه الصحابة صلى الله عليه وسلم بهذا المنظر ، يربط حجر على بطنه وهنا درساً بالصبر على الجوع فلماذا يربط الحجر على بطنه ؟؟ لإنه أسوة للفقراء والمساكين من أمته ، وأسوة لكل المسلمين من بعده ثم قفز صلى الله عليه وسلم في الخندق وقال :_ إليَّ بالمعول فأخذ الفأس [[وكان الوقت قبل الغروب بقليل والفصل شتاء ]] فأخذ المعول وقال :_ بسم الله ، الله اكبر وضرب ضربة يقول الصحابة :_ فأبرقت برقةً ، اضأت ما بين الحرتين والله ولكأنه بيت مظلم أُشعل فيه مصباح فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكبر الصحابة خلفه ثم ضرب ضربة أخرى فأبرقت مثلها فكبر وكبر أصحابه خلفه [[ من غير ان يسألوه لماذا التكبير ]] ثم ضرب ضربة ثالثة فأبرقت فكبر وكبروا فأنهالت الصخرة كالكثيب [[ يعني كأنها تل من الرمل ]] فقال لهم :_دونكم وصخرتكم ، فأخذوا يجرفونها بالمسحاة قالوا :_ يا رسول الله أبرقت ثلاثاً ، فكبرت فما سر ذلك ؟؟ قال :_ عندما برقت لي المرة الأولى أضيئت لي القصور الحمر من ارض الروم ، واخبرني جبريل انكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله وعندما أبرقت المرة الثانية أضيئت لي قصور كسرى ، وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة ثم ألتفت الى سلمان قال :_ يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا ؟[[ لأنها بلده ]] يقول سلمان :_ والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها وكلما قال وصف اقول :_ أشهد أنك رسول الله قال :_ والذي نفسي بيده يا سلمان ، لتفتحنا قصور كسرى وقصور قيصر ، فلا قيصر بعده ، ولا كسرى، ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان [[ يعني بعد موتي ]] يقول سلمان [[وهو راوي الحديث ]] والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله ، وكان سلمان هو امير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب _________ {{ وعد رسول الله لن يتخلف ابداً على الإطلاق }} اتعلمون لماذا أركز لكم في السيرة على هذا الموضوع ؟؟ حتى لا تيأسوا من عدة شهور أو عامين او ثلاثة ، ولتعلموا ان المستقبل لكم موعودين بنصر الله ويعلو كعبكم ، مهما تكالبت عليكم الأمم ، انتم منصورون لا محال قال وفي الثالثة عندما أبرقت اضأت لي ارض عدن [[ اي اليمن ]] والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله صلاة وتهجد ١_صلاة ٢_وتضرع لله ودعاء ٣_وقائد وإمام ..... في آن واحد {{ صلى الله عليه وسلم }} ___________ عندما رأى الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط حجر على بطنه من شدة الجوع كان هناك رجل من الصحابة اسمه {{ جابر بن عبدالله }} [[ أبوه عبدالله بن جبير تذكرون هذا الإسم أمير الرماة يوم أحد الذي لم يتحرك من مكانه وقتل رضي الله عنه ، هذا ابنه جابر ]] رأى {{ جابر بن عبد الله }} النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع فلم يحتمل {{ جابر }} أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعاني ذلك الجوع فاستأذن {{ جابر }} النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب الى بيته، قال: _ يارسول الله ائذن لي الى البيت فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهب {{ جابر }} الى زوجته وقال لها:_يا ام عبد الله رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، شيئاً لا أصبر عليه رأيته يربط الحجر على بطنه ، من شدة الجوع ، كيف يجوع رسول الله بيننا ، فهل عندك طعام الليلة ؟ قالت: _ حفنة من شعير وشويهة [[ الشويهة انثى الماعز صغيرة بالعمر ما بيكون فيها لحم كثير ]] قال :_ و كم عندنا من شعير ؟؟ قالت :_ حفنة [[ يعني يادوب نص كيلو ]] فقاما فذبحا الشاة ، وطحنا الشعير ووضعوا اللحم في البرمة [[ ما نسميه اليوم طنجرة يضعوها على الحجارة ويوقدون تحت الحطب ]] فأنتظروا حتى قرب أن ينضج فقام جابر ليدعو رسول الله _________ فقالت زوجته :_ يا جابر لا تفضحني مع الناس فليس عندنا ما نطعم احد إلا رسول الله وان كان معه ، نفر من أصحابه [[ يعني لا تعزم إلا رسول الله واثنين او ثلاثة معه بالكتير ، لا تفضحني الأكل لا يكفي ، ماعز صغيرة ما بيطلع منها ٣ كيلو لحم ]] قال :_ لا عليك أصنعي ما قلت وذهب {{ جابر }} الى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول جابر:_فذهبت الى رسول الله ، وخلوت به وقلت :_ يارسول الله بأبي أنت وأمي ، رأيت الجوع في وجهك وإن عندنا طُعيم نريد أن نقدمه لك [[ طعيم تصغير لكلمة طعام يعني كم لقمة ما عنا طبخة ليست كبيرة ]] نريد أن تحضر عندنا يا رسول الله انت و رجلان معك أو ثلاثة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ وكم هو طعامك يا جابر ؟؟ فقلت :_ شويهة وحفنة شعير [[ مش محزرة ]] فقال صلى الله عليه وسلم :ما شاء الله ، كثيرٌ طيب ثم نادى النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته وقال :_ ياااا بلال ، اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا [[ اي تعالوا مسرعين هلموا ، اهلا وسهلا ]] اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا ، فقد صنع لكم جابر {{ سؤرا }} [[ والصحابة لا يعرفون معنى سؤرا ]] فضحك سلمان الفارسي وقال :_فداك أبي وأمي يارسول الله ، من اعلمك بكلمة {{ سؤر }} ؟ !!! قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أليست هي لغتكم في فارس ، إذا كان عندكم وليمة عظيمة قلتم عنها {{ سؤرا }} قال :_ أجل والذي بعثك بالحق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_وإن الخندق خندق سلمان [[ يعني انت صاحب الخندق يا سلمان واليوم رح نحكي بلغتك ]] فقام الجيش كله ، وارتبك {{ جابر }} قال جابر :_ فدارت بي الارض حيرةً ، وخجلاً ، فلا أستطيع أن ارد قول الرسول ، ولا أدري ما اقول للناس ؟ !! قال جابر :_ وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلي وشبك يده بيدي وهو يقول :_ كم طعامكم يا جابر ؟؟ وأقول له شويهة وحفنة شعير !!!!! فيقول :_ كثير طيب ، كثير طيب ________ ومشى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومشى معه كل أهل الخندق حتى اذا دنى من المدينة قال :_ انطلق يا جابر فأخبر زوجتك لا تخبز عجينها ، ولا تنزل برمتها عن لنار حتى أحضر __________ ذهب الى زوجته مسرعا ، فلما دخل قالت له :_ هل حضر رسول الله ولبى دعوتك ؟؟ فقال لها وقد تغير لونه قال :_ نعم ، نعم ومعه أهل الخندق جميعاً فصاحت في جابر وقالت :_ ويحك بك وبك [[ يعني تعنفه ]] ماذا سنطعم الناس الليلة ؟؟ !!!! هل انت دعوتهم ام رسول الله ؟؟ قال :_والله ما دعوتهم ، إنما رسول الله دعاهم ، وجاء بأهل الخندق جميعا مهاجرين وأنصار قالت له :_ هل سألك ، وأعلمته أن الطعام لا يكفي الا رجل أو رجلين؟ فقال جابر: - نعم ! فقالت زوجة جابر:_ الله ورسوله أعلم ، لا عليك إن لرسول الله شأن الليلة قال جابر :_ فلما قالت ذلك ، كشفت عني غماً شديداً [[ هكذا فلتكن النساء أطمئنت وطمئنت زوجها ، مش يجي مهموم تزيد همه ومخاوفه ، بيحكيلها صار عندي مشكلة و تركت عملي ، وتبلش والجمعية كيف ندفعها واجار البيت والقسط ، والأولاد ، أما الزوجة العاقلة تصبره ، و ليش زعلان معلش كله خير ، الله الذي يرزقنا مش انت ، وبكرة بتلاقي عمل احسن من الذي قبله وبكرة بذكرك ، انت توكل على الله ولا تزعل ما أجمل المرأة العاقلة ، فإنها رزق ونعمة من الله للزوج ]] اطمئنت وطمئنت زوجها يسأل التابعون جابر كم عددكم تلك الليلة يا جابر ؟؟ قال :_ ثلاثة عشرة مئة[[ يعني ١٣٠٠ رجل ]] فلما وصلوا جلسوا بين النخيل [[ ما في بيت يوسعهم ]] ___________ ثم دخل صلى الله عليه وسلم على جابر قال :_ أين طعامكم ؟؟ قالوا :_ هذا هو يا رسول الله فوضع العجين وقال بيديه هكذا وهكذا [[ اي أخذ يجور العجين ]] ثم قرأ من القران ما شاء له الله ان يقرأ ثم نفث فيه ثم رد العجين على بعضه وستره قال :_ أين برمتكم ؟ قالوا :_ ها هي على النار فكشفها وصنع فيها ما صنع للعجين ثم سترها ثم اخذ يقطع العجين ويقول :_ يا ام عبد الله ، اخبزي واستري ما تخبزي [[ يعني الخبز اللي بيطلع غطيه ]] فمازال يقطع ويرمي لها ، وهي تخبز ويقطع ويرمي يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ، حتى أصبحت دارنا تل من الخبز ثم قال :_ إلينا بالأدوات ، واستعيروا من جيرانكم [[ يعني صحون ]] ثم قام وقال لاصحابه :_لا تطاغطوا عشرة فعشرة [[ لا تتزاحموا الأكل كثير ، كل عشرة يقعدوا على صحن ]] فجاؤوا له بالأدوات فوضعها صلى الله عليه وسلم ، واخذ يكسر من الخبز، ويضع عليه المرق ، ثم يأخذ اللحم ويفته ويدفعه الى أصحابه ويقول لهم :_ كلوا واشبعوا لا عليكم كثير طيب ، كثيرٌ طيب [[ يعني لا تجاملوا تقولوا نخلي لبعضنا شوي ، لا الطعام كثير طيب ]] قال جابر وهذا الحديث في[[ البخاري ومسلم اخرجه الشيخان ]] قال :_والذي بعثه بالحق لقد مضى اصحابنا يأكلون سائر الليل حتى شبعوا وانصرفوا منتصف الليل ورسول الله يقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم حتى قال :_ هل بقي من احد ؟؟ قلت :_ لا يارسول الله انصرفوا جميعاً فجلس صلى الله عليه وسلم واكل هو آخرهم ثم ألتفت لزوجة جابر وقال لها :_ كُلي هذا وأهدي [[ أي اطعمي الناس ]] فإن الناس أصابتهم مجاعة يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ، فإذا عجيننا كما هو وبرمتنا كما هي __________ من اين اطعمتهم يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله ؟؟ هذا الذي يطعم الجيش ، ولا يرضى أن يأكل وغيره جائع ، هذا هو القائد الذي يقول لأصحابه إنما انا رجل مثلكم ويربط على بطنه الحجر لأنه يأخذ بالاسباب يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٧ »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الثاني __________ __________ ذكرنا في الجزء السابق عن بركة الطعام ، وتكثيره على يد النبي صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق اليوم مع لون جديد نذكر أيضاً رواية أخرى ، في تكثير الطعام على يده صلى الله عليه وسلم ولكن البعض ممكن يسأل لماذا اذكر هذه الراويات ؟؟ والسبب تثبيتاً للإيمان ، في قلوب الناس اليوم فمن آمن بمعجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، صدق نبؤاته . ___________ كما قلنا حفر الخندق أستمر {{ ٦ أيام }} وما صنعه النبي صلى الله عليه وسلم في بيت {{ جابر }} الذي ذكرناه في الجزءالسابق من تكثير الطعام كان في يوم من أيام حفر الخندق ، ولكن باقي الأيام كان الصحابة في جوع كبير لقلة الطعام ، والبرد الشديد رواية أخرى وفي الصحاح يقول {{ ابو رافع رضي الله عنه }} جاء رجل يشكي للنبي صلى الله عليه وسلم الجوع ورفع الثوب عن بطنه ، ليُري النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد ربط على بطنه الحجر [[ وكأنه لم يشاهد النبي يوم نزل للخندق عندما ظهرت صخرة لسلمان وكان يربط على بطنه حجر من الجوع ، لا يعقل ان {{ ١٣٠٠ رجل }} من الصحابة واقفين في ذلك الموقف وشاهدوا النبي جميعا ، وهو رابط حجر على بطنه ]] فجاء هذا الرجل يشكي للنبي صلى الله عليه وسلم ، المجاعة [[ الطقس شتاء يعني تمر بالمدينة مافي ، لان التمر لا يكون إلا بالصيف ]] فكشف عن بطنه للنبي صلى الله عليه وسلم ،فإذا هو رابط حجر على بطنه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم له ثوبه ، فإذا بالنبي قد ربط حجرين [[ يعني انا أشد منك جوعاً ، ولكن العمل عمل ]] يقول رافع :_ فلما رأيت ذلك ، قلت ما على هذا صبر النبي يربط حجرين على بطنه ؟ !!!! قال رافع :_ فرجعت الى زوجتي وقلت لها :_ يا امرأة رأيت رسول الله يعصب على بطنه حجرين ، وما على ذلك صبر !!! فهل عندكم من طعام ؟؟ قالت :_ شويهة يا أبا رافع [[ شرحنا معنى شويهة انثى الماعز الصغيرة ]] فقلت لها :_ أصَّلِيها [[ أي اشويها ]] فشوتها فأتيتها بمكتل [[ وشرحنا معنى مكتل القفة ]] يقول رافع :_ وأنا اعلم أن رسول الله يحب من الذبيحة ذراعها الايمن فأبقيت ذراعها اليمنى كما هي [[ يعني مانسميه كتف الذبيحة ما قطعها خلاها قطعة وحدة ]] ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، على انفراد [[ يعني على طرف ]] فقلت :_ بأبي وامي يارسول الله ، لقد رأيت في وجهك الجوع وهذه شاة قد صليتها لك لتأكل منها فقال لي بصوت مرتفع ومسموع :_ يا أبا رافع ناولني الذراع قال ابو رافع في نفسه :_ انا أعرف أنه يحب الذراع ، فناولته الذراع قال :_ فأخذه فقسمه بين أصحابه ثم قال :_ يا أبا رافع ناولني الذراع يقول ابو رافع :_ فنظرت في المكتل ، فإذا الذراع على وجه اللحم فناولته الذراع [[ هو مش مخلي من اللحم غير شقفة وحدة الذراع ]] فناولته الذراع فقسمه بين أصحابه ثم قال :_ يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته ذراعاً ثالثة !!!! فقسمه بين أصحابه ثم قال :_ يا ابا رافع ناولني الذراع فناولته ذراعاً رابعاً فقسمه بين اصحابه فقلت في نفسي :_ هل للشاة إلا ذراعين ؟!!! فقد ناولته أربعة فلم أطق صبراً فقلت :_ بأبي وأمي يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعين ؟!!! قال فنظر إلي صلى الله عليه وسلم وقال :_ يرحمك الله لو سكت ساعة لنا ، لناولتنيه ما طلبته [[ يعني بطلب منك ستين ذراع بطعتيني ، بس لو سكتت ]]] فأطعم اصحابه من اربعة اذرع وليس للشاة الا ذراعين وهو يعطيه ذراعاً ليست مقسومة [[وهو يعلم انه لم يضع بالمكتل الا ذراع يمنى قطعة وحدة ليميزها للنبي وباقي الشاة مقطعة فمن اين كان يناوله ؟؟ ]] صلى الله عليه وسلم _________ وقلنا لماذا نركز على هذه الروايات ؟؟ لانه صلى الله عليه وسلم ذلك الذي أطعم الناس من الغيب و دعائه مستجاب فلماذا يحفر الخندق ؟؟ ولماذا يربط الحجر على بطنه ؟؟ ولماذا يأخذ بالاسباب ؟؟ ليعلمنا نحنُ لا يكفي التوكل دون الأخذ بالاسباب فهو {{ تواكل وليس توكل }} عندما وقف ذاك الأعرابي على باب خيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل من على ناقته [[ وكانوا يثنون يد الناقة او رجلها ويربطونها بحبل فتبقى واقفة على ثلاثة اقدام ، كي لا تمشي وتهرب ، يقال عقل الناقة أي ربطها ]] فصاح هذا الأعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال:_ يا رسول الله ، أأعقلها أم أتوكل ؟؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أعقلها وتوكل [[ الأثنين مع بعض الأخذ بالأسباب ، والتوكل على الله ]] __________ و كان أثناء حفر الخندق زيد بن ثابت رضي الله عنه شاب صغير بالعمر وكان ينقل التراب فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبتسم وقال في حقه :_ أما إنه نِعمَّ الغلام ومن شدة التعب نام {{ زيد }} فجاء {{ عمارة بن حزم }} وأخذ سلاحه [[ يريد ان يمازحه ]] فلما قام فزع على سلاحه وأخذ يبحث عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :_ يا بار قد نمت حتى ذهب سلاحك ثم ألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه وقال :_ من له علم بسلاح هذا الغلام ؟ فقال عمارة:_ أنا يا رسول الله وهو عندي فقال:_ رده عليه ونهى أن يروع المسلم ويؤخذ متاعه لاعباً [[ يعني تمازح صاحبك اخوك اختك ، تخبي تلفونه ، ساعته اي شي هذا المزاح منهي عنه شرعاً ]] ومن هذه الحادثة إستند العلماء في تحريم أخذ متاع الغير مع عدم علمه بذلك _________ ومازال نبينا صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على العمل في الخندق ، وكلما وجد بأصحابه الجوع والتعب نشَّطهم وشجعهم بأبيات شعر لأبن رواحة رضي الله عنه ________ {{ للتنبيه }} نبينا لم ينشد الشعر على الإطلاق ، ولكنه ردده سمعه من ابن رواحة وردده ، ولكنه لم ينظم شعراً من تلقاء نفسه وما سأذكره الآن ، متفق عليه عند الشيخان {{ البخاري ومسلم }} ________ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :_ إني لأنظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل معنا فإذا لم يكن بين يديه مكتل [[ يعني بياخدوها من جنبه مشان ما يخلوه يشتغل صلى الله عليه وسلم ، قدامه مجرفة مكتل بياخدوه ]] قال :_فإذا لم يكن بين يديه مكتل ، يحمل التراب في ثوبه فإنه ليرفع ثوبه ويحمل به التراب حتى وارى التراب بياض بطنه عنا [[ يعني كله تراب صلى الله عليه وسلم ]] وهو يرتجز شعراً ويقول اللهم لا عيش إلا عيش الآخره ** فارحم الأنصار والمهاجره [[ ينشطهم ويشجعهم على العمل ]] فيجيبه اصحابه مهاجرين وانصار نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا فينشط الناس في العمل {{ اللفظ للبخاري }} ________ وكانوا إذا بردت همتهم اخذ يتمثل بشعر تمثلا بقول ابن رواحة وهو ينقل التراب وقد وارى الغبار جلد بطنه الشريف اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلنْ سكينة علينا ** وثبت الأقدام إذ لاقينا والمشركون قد بغوا علينا ** وإن أرادوا فتنة أبينا فإذا قال .... أبينا يكررها ثلاثاً ويمد بها صوته بعلو مكررا لها أبينا .... أبينا ... أبينا فيجيبه اصحابه أبينا ... أبينا ... أبينا __________ بهذا التحفيز والتنشيط أنُجز الخندق في ستة ايام ولياليها ولكن ليس كل الناس سواء إذا كان الانبياء قد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات وكذلك الصحابة والمؤمنون فليس كلهم في مستوى واحد فهناك ضعاف نفوس ، وكان بين صفوفهم {{منافقون }} فكيف كانت صورتهم في العمل بالخندق ؟؟ المؤمنون كانوا يعملون بجد ، ولا يفترون عن النبي صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن النبي وقضى حاجته بأسرع ما يكون ، ورجع الى مكان عمله فإن وجد أحداً من الصحابة ، قد أخذ مكانه ، اخذ مكان عمل آخر والنبي صلى الله عليه وسلم إمامهم و يعمل معهم يقول ابو بكر :_ كان يعمل معنا ويضرب بمعوله ، ويأخذ بالمسحاة ، ويحمل بالمكتل فإن لم يجد شي يحمل التراب به ، حثا التراب بيديه في ثوبه وحمله فأعياه التعب فأتكأ الى صخرة ، صلى الله عليه وسلم فأغفا [[ اي نام من شدة التعب ]] يقول ابو بكر فقلت :_ يا عمر دونك ، نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة [[ عشان ما حدا من الناس يصحيه ]] فقمت انا وعمر عند رأسه ، نُنحي الناس عن طريقه فلما أفاق قال :_ ما هذا ؟؟ فقال ابو بكر :_ أغفيت يارسول الله قليلاً قال :_ هلاَّ أفزعتموني [[ يعني ليش ما صحيتوني ]] هلاَّ أفزعتموني ، إنما أنا واحد منكم [[ درس للقادة هكذا يمكن ان يملك قلوب رعيته اذا كان واحداً منهم ]] __________ فأما الذين كانوا في قلوبهم مرض المنافقون كانوا يتسللون هرباً من العمل ، ويعتذرون بالأعذار الكاذبة والنبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس حياءً فنزل قوله تعالى {{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ [[ أي حفر الخندق ]] لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }} [[ اما اللي بيدير ظهره ويروح ، وين كنت ؟ والله كان في عندي شغلة ، هذا مش مؤمن لازم يجي يأخذ الأذن من النبي اول ]] {{ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }} [[هنا الصلاحية للنبي يأذن او لا يأذن ]] {{ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} لماذا يستغفر لهم الله ؟؟ مادام مؤمن واخذ الأذن من رسول الله لماذا يستغفرله النبي ؟؟ ماهو الذنب الذي أرتكبه هذا الصحابي ؟؟ والسبب لان هذا الأستأذان ، والذهاب لشأن شخصي ينقص أجره في عمل الخندق حتى لو استأذن ؟؟ نعم حتى لو استأذن {{ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} استغفر لهم مقابل ذلك النقص حتى لا يفوته أجره يريد الله ان يعوضه {{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا }} [[ لواذاً بيتسلل و بيهرب بحجج واهية عندي شغلة بطني واجعني ، أخ راسي صداع ، لِواذاً ]] {{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }} ___________ وعندما انتهوا من حفر الخندق قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :_ هل بقي من شي ؟ قالوا :_ ثلمة من هناك [[ اي مضيق فيها صخرات ]] قال :_ ارفعوا الحجارة عندها واجعلوه ترساً واحرصوا على تلك الثغرة [[ اي انتبهوا وشددوا الحراسة ]] فإني أرى عدوكم الليلة [[ اي الليل بيوصلوا ]] وقام صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يصلي في خيمته وكلما أحس بخطر يخرج من خيمته ويقول بصوت عالي :_من هناك ؟؟ فيقول سعد:_ خادمك سعد بن أبي وقاص يقول له :_ من معك ؟؟ يقول :_ الزبير يقول لهم :_ دونكم تلك الثلمة ، فلا أرى إلا قريش تطوف بها قال :_ فأنطلقنا فإذا قريش قد وصلت إليها {{ نبي قائد ، وعبادة لله، وقيادة فذة وحراسة هناك عند الممر الضيق في وجه العدو }} ___________ وصلت قريش فلما رأوا الخندق ذهلوا قالوا :_ ماهذه المكيدة ، لم تكن العرب تعرفها فقال اليهودي الذي جمعهم {{ حيي بن اخطب }} قال لهم :_قيل لي أن في اصحابه رجل فارسي ، فهذا من مكيدته لعله هو الذي أشار عليهم فطافوا بالخندق لا يمكن اقتحامه ؟؟ !!! وأخذوا يفكرون ويتشاورون ولا يمكن لهم الدخول من الحرتين كما وصفنا والجهة الجنوبية فيها {{ بنو قريظة }} وحصونهم مشتبكة بالاشجار يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب «١٨٨»
السيرة النبوية العطرة (( محاولة أختراق الخندق )) ____________ وصل جيش الأحزاب للمدينة المنورة ، وذهلوا عندما رآوا الخندق فكان طول الخندق حوالي {{ ٦ كم }} وعرضه {{ ٨ متر }} وعمقه {{ ٤ متر }} فلا يستطيع أحد اذا سقط فيه أن يخرج منه وبلغت المخلفات من تراب وحجارة وصخور حوالي {{ ٣٠٠ ألف متر مكعب }} وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة ، فشكلت ساترا يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ، ورمي جنود العدو بالسهام اذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق وتوزع المسلمون أمام الخندق ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق، أو أي محاولة لردم جزء من الخندق، ومن ثم العبور عليه والوصول الى المدينة ____________ وصلت الأحزاب الى المدينة ففوجئت بالخندق ، وكان كما ذكرنا ، أمر لم تعرفه العرب من قبل ووقف {{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش وقال :_ هذه حيلة لم تعرفها العرب !!!! فقال له حيي بن أخطب سيد يهود قال :_ سمعت أن بين أصحاب محمد رجل فارسي ، وهذه مكيدته وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم ، وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل {{ ١٠ آلاف مقاتل }} ولكن عندما شاهد الصحابة هذا العدد الكبير الضخم قالوا :_ هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله فأنزل الله قوله تعالى {{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }} _________ وتمركز المسلمون خلف الخندق ، وكانت مقر قيادة النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل {{ سلع }} وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون بحيث اذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت {{ حرب شوارع }} تكون النساء والأطفال داخل الحصون ____________ أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضبا ، يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها الى المدينة وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقا يعبروا عليه وبدأت مناوشات بين الطرفين كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق، واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك _________ عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها ، مكتوفي الأيدي أمام الخندق فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً ما بين ١_خالد بن الوليد ٢_وعكرمة بن ابي جهل ٤_ وصفوان بن امية ٥_ وعمرو بن ود _________ واستطاع رجال من فرسان المشركين ، اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة فجالوا بخيلهم [[ يعني من باب التنشيط ]] اقبالاً ، وادباراً ، اقبلاً وادباراً ، حتى حمسوها وجاؤوا الى أضيق مكان في الخندق واقتحموا الخندق فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم عكرمة بن أبي جهل ، ورجل من ربيعة ، وعلى رأسهم {{ عمرو بن ود }} ________ من هو {{ عمرو بن ود }} ؟؟ رجل كبير في العمر قارب على {{ ٩٠ عام }} ولكنه مضرب الامثال في الشجاعة والبطولة في قريش كان أقوى فارس في الجزيرة العربية ويطلق عليه {{ فارس العرب }} وأطلق عليه {{ بطل العرب}} وأطلق عليه أيضاً {{ فارس ياليل }} وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في احدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه فهجم عليه {{ ١٠ فرسان }} من قطاع الطرق في وادِ فهرب كل أصحابه وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعا ، فعرف من ذلك اليوم {{ بفارس ياليل }} هذا الرجل شهد بدراً ، وقاتل قتال الابطال ، وأصابته الجراح ولكنه لم يمت وعندما فر قومه فر معهم ، ولم يشهد {{ أحُد }} لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به فجاء اليوم مع الاحزاب وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن [[ يعني لن يمس راسه الدهن ، الزيت ]] حتى يأخذ بثأره من المسلمين عجز عن القدوم في {{ أحد }} وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر [[ يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن ]] يقول الصحابة عندما رأوه عندما حضر للخندق ، كان ثائر الرأس [[ يعني شعره منفوش منكوش منشف ]] وكان معلماً بعلامة [[ يعني وضع علامة تميزه عن غيره ]] وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة لن يرجع إلا منتصراً ... او محمولاً وكما قلنا أشرف عمره على {{ ٩٠ عام }} [[ مش تفكروه كان ختيار مكحكح مثل ايامنا اليوم ما بيوصل الواحد فينا ٧٠ سنة بده اربعة يقيموه ليوقف ، الذي اقتحم الخندق وكان اول من يصل الى ارض المدينة من بين {{ ١٠ آلاف مقاتل }} لا يوصف بهذا الوصف ]] ______________ اقتحموا الخندق ، فأصبح موضعهم داخل ارض المدينة بين الخندق وجبل سلع وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم ظهراً له ونادى {{عمرو بن ود }} من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟ أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟ هل فيكم من أرسله إلى الجنة ، أو يدفعني إلى النار؟ فوثب له على التو والفور {{ علي بن أبي طالب رضي الله عنه }} وكان عمره {{ ٢٣ عام }} نادى من يبارز ... فوثب علي فوراً واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ انا له يا رسول الله فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم على التو والفور ، نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقال :_ أنا له يا رسول الله وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم وعلى بركة الله ثم اخذ النبي صلى الله عليه وسلم سيفه عن جنبه واعطاه لعلي وقال له :_ هذا سيف {{ محمد رسول الله }} ثم اخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي وقال له :_قم على بركة الله ، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : _ تقدم يا علي ___________ فانطلق اليه {{ علي بن أبي طالب }} وهو يقول شعرا لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز {{ لا تعجلنَّ فقد أتاك ... مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ }} [[ يعني لا تستعجل وانت تنادي فقد اتاك من يجيب نداءك بسرعة وليس متكاسل ]] {{ ذُونية وَبصيرة ... والصدقُ مُنجي كلّ فائز }} [[ ذو نية وعقيدة مؤمن بالله جندي من جنوده ، وذو بصيرة يقاتل في سبيل الله ليس مضلل على بصيرة من دينه صادق مع الله ]] {{ إنّي لأرجو أن أُقيمَ ... عليكَ نائحة الجنائزْ }} [[ اني لأرجو .. يرجو من ؟؟ يرجو الله ، مش معتمد على نفسه يرجو الله ان يصل خبر عمرو لمكة وتنوح على مقتله نساء مكة ]] {{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ... ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }} [[ اي من ضربة مميزة موفقة قوية قاضية ، عندما تذكر بالتاريخ يذكروا مقتلك من هالضربة ، ولقد استجاب الله لك يا ابن عم رسول الله وها نحن الى اليوم نذكرها الآن ]] لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعر علي قال {{ قام الإيمان كله ، الى الكفر كله }} [[ يعني النبي يقول للصحابة انظروا الآن الجولة بين الايمان والكفر ]] __________ ومشى إليه {{ علي رضي الله عنه }} على قدميه لم يركب فرس و{{ عمرو بن ود }} على فرسه يجول ويصول ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ قال :_ يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين ، إلا اخترت خيرهما [[هيك بسمع عنك تقول العرب إذا خيروك بين أمرين أخترت أحسنهما ]] وإني مخيرك بين ثلاث [[ مش اثنين ، ثلاثة واللي بيخيرك بين ثلاث ماضيق عليك ]] قال عمرو:_ أجل فقال علي :_فإني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، وتسلم لرب العالمين فقال عمرو :_ يا ابن أخي أخر عني هذه [[ ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ]] فقال له علي :_ أما أنها خير لك لو أخذتها أما الثانية ترجع إلى بلادك ، وتحمل قومك على العودة ، وتدع محمدا فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم فإن يك محمد صادقا كنت أسعد الناس به، وإن يك غير ذلك كان الذي تريد فقال: _هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً ثم قال علي :_ فالثالثة ، أدعوك إلى البراز فقال عمرو :_فمن أنت يا ابن اخي ؟؟ قال :_ أنا {{ علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم }} قال عمرو:_ يا فتى إن أباك كان وداً لي [[ اي صديقي المقرب صاحبي الروح بالروح ]] وإني اكره ان اهرق دمك [[ لان ابوك صاحبي ]] وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك لي نديماً فردَّ علي رضي الله عنه عليه وقال :_ أما انا فإني أبغض الكفر فيك ، وإن أحب شيء الى قلبي اليوم أن أهرق دمك فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً فجال بالفرس جولتين ثم أسرع وسل سيفه كأنه شعلة نار وأقبل عمرو مهاجماً علي ، ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه فتلقاها علي بالترس ، فعلق سيف عمرو في ترس علي فضربه علي ضربةً واحدة .... فإذا هو قتيل [[ّضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو {{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }} رجال صدقوا الله فصدقهم كما دعا الله تماماً ]] ضربة واحدة فإذا هو قتيل فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبر الصحابة وعلا صوتهم بالتكبير ___________ عندما رأى الذين اقتحموا الخندق ، من المشركين مع {{ عمرو بن ود}} مقتله بهذا الشكل على يد {{ علي رضي الله عنه }} أسرعوا بالفرار فأما {{ عكرمة بن ابي جهل }} ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق هرب بشكل جنوني ولما هرب رجل من المشركين ايضاً لحقه {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه }} أدركه عند حافة الخندق وعلاه بالسيف ، فضربه بالسيف ، من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف الى ظهر الفرس فأتمها فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه الى نصفين فقال الصحابة للزبير :_ ياله من سيف !!! [[ يعني شو هالسيف اللي معك ]] قال لهم :_ بل قولوا يالها من ساعد ، والله ماكان السيف إنما هو ساعد أستعان بالله عليه ________ وحينما قتل علي {{ عمرو }} أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال له الصحابة :_ هلاّ سلبته يا علي درعه ، فإنه ليس في العرب درع مثلها؟ فألتفت علي الى الجهة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وأطرق رأسه وقال :_ عندما ضربته يا رسول الله وسقط على الارض استقبلني بسوءته[[ يعني مش لابس سروال ظهرت عورته كما هي ]] فأستحييت أن انظر إليه ___________ فلما هرب {{ عكرمة بن ابي جهل }} بهذا الشكل المخزي قام {{ حسان بن ثابت رضي الله عنه }} يهجو عكرمة والشعر كان له تأثير عليهم اكثر من السيف فقال فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ ... لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ [[ ياريتك ما هربت بهذا الشكل المهين يا عكرمة ]] وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ [[ الظليم ذكر النعامة تخيلوا ذكر النعامة عندما يركض كيف يكون شكله ، استهزاء ]] ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ [[ يعني راكض لهدف معين الى هناك لعند قريش لا يمين ولا شمال بس اوصل هناك لعند قريش ما بدي شي ]] وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً [[ يعني ما نظرت لخلفك من الخوف ولا مرة ]] كَأَنَّ قَفاكَ قَفا فُرعُلِ [[ يشبه خلفيته بالهرب كخلفية فرعل وهو ابن الضبع الصغير]] فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر ____________ ولم رجع عكرمة لابي سفيان ، من غير سيف، ولا رمح ،وقتل عمرو بن ود قال ابو سفيان :_ هذا يوم ليس لنا به نصيب امطروهم نبالكم فأخذوا يتراشقون النبال واخذ الصحابة يردوا عليهم بالنبل حتى شغلوهم عن صلاة الظهر والعصر والمغرب غابت الشمس ، ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم [[ولم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد]] حتى كادت أن يسقط قرص الشمس قاموا للصلاة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلال ان يؤذن ثم اقام فصلى بهم الظهر ركعتين ثم اقام فصلى بهم العصر ركعتين ثم اقام فصلى بهم المغرب وكان قد دخل العشاء فقام وصلى بهم العشاء [[ من اراد الدليل من اصحاب اين دليلك ؟؟ موجود بالبخاري ومسلم والصحاح كله ]] {{ اربع اوقات في وقت واحد }} ثم قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً }} لماذا قبورهم ؟؟ لانه من مات وقد ختم عليه بالكفر ، استحق له أن يمتلء قبره ناراً بعض الروايات من المؤسف في السيرة يقولون :_ملأ الله بيوتهم و قلوبهم وهذه الروايات ضعيفة اولاً ثانياً كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟ لعله يتوب لعله يسلم ، وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم اسلموا وانضموا للصحابة ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم ، إنما الاعمال بالخواتيم ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر هذا الدعاء من النبي صلى عليه وسلم ان يملأ الله قبورهم نارا يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _____ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٨٩»
السيرة النبوية العطرة (( بني قريظة ينقضون العهد )) ___________ ___________ لم يستطع جيش الأحزاب أقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة منهم من قال أسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع ولكن أرجح الروايات انهم حاصروا المدينة {{ ١٨ يوم }} وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً لأنهم جاؤا الى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي كل هذا الجيش كل تلك المدة ولكن استمرت المناوشات ، والطقس كان بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة ، فلقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة ، ترعى أبلها وخيلها في مزارع المدينة فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها ، وأقامت في شر مقام واحتاروا في أمرهم فلا مجال لأقتحام الخندق ___________ وكان مع جيوش الأحزاب {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود {{بني النضير }} والذي اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة {{حيي بن أخطب }} الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب فكما قلنا كان للمدينة مدخلين من الشمال وقد حفر مكانه {{ الخندق }} وبقي مكان واحد من الجنوب الذي فيه يهود {{ بني قريظة }} الذين كان معهم عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان العهد ينص في بنوده {{ إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها ، لإنهم من أهلها }} فلما رأى {{ حيي بن اخطب }} أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الاحزاب إلا اخوته {{ المغضوب عليهم من يهود بني قريظة }} اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمئنهم أنه سيحل مشكلة الخندق ، وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدل ان كان حصناً لهم _________ قالوا :_ يا حيي كيف ذلك ؟؟ قال :_ إخواننا من بني قريظة قالوا :_ كيف ؟؟ قال :_ يفتحوا لنا أبواب حصونهم ، وأنا سأقنعهم بذلك [[ لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة، ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة، فما بالك لو حاربوا مع المشركين ]] فأعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث __________ فأستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة وكان سيد بني قريظة {{ كعب بن أسد القرظي }} هو صاحب عقدهم وعهدهم [[ أي سيد بني قريظة ]] واليهود كما أخبرنا الله عزوجل وعلمنا ، أنهم جميعاً لهم نفس الصفة لا تتغير ولا تتبدل {{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً ، منذ أن خلقهم الله حتى تقوم الساعة }} ولكن في هذا الوقت كان {{ كعب سيد بني قريظة }} قد تعلم درساً قاسياً ، لما حصل لإخوانه من يهود {{ يهود بني قينقاع وبني النضير }} فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد وفى بعهده مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرى من النبي إلا صدقاً ووفاءً فلما جاءت الاحزاب اغلق ابواب الحصون والتزم بالمعاهدة _________ فلما سمع {{ كعب }} بقدوم حيي رفض أن يفتح له باب الحصن ، ورفض أستقباله فناداه {{ حيي }} من وراء الحصن قال : _ويحك يا كعب افتح لي فقالوا له :_ كعب لا يريد أن يرى احداً فأخذ يناديه من وراء الحصن يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك فأطل عليه كعب من نافذة الحصن وقال :_ ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم[[ يعني منحوس ]] ماذا تريد ؟؟ ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟ [[قومه بني النضير عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ضيف عندهم فنزل جبريل واخبره بمكرهم ونقضهم العهد ]] ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟ وإني قد عاهدت محمداً ، فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أرى منه إلا وفاء وصدقا قال :_ دعني أدخل وأكلمك قال كعب :_ لا تكلمني ولا اكلمك واغلق بابه مرة اخرى في وجهه فصاح حيي: _ويحك افتح لي أكلمك قال:_ ما أنا بفاعل [[ انظروا ماذا قال له وانظروا الى مكر يهود اخبث خلق الله على الإطلاق ]] قال: _والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها [[ الجشيشية ما نسميه بالعامية {{ جريشة }} القمح إذا طحن طحناً قليلاً ،حتى لا يصبح طحين ، صار مثل البرغل أخوانا الفلاحين يعرفونه يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار اسمها جريشة ]] قال:_ والله ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً ، على جشيشتك أن آكل معك منها فغضب كعب [[ لانه وصفه بالبخل ]] فقال كعب :_ ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟ !!!! افتحوا له باب الحصن ففتح له باب الحصن فدخل [[ وهذا ما يصنعونه اليوم معنا ليغضبوا الأمم من حولنا و يصفون الاسلام {{ بالارهاب }} هم بيذبحوا بالاطفال والنساء ويقولوا عنا ارهابين يهدموا البيوت فوق أهلها ويقولون عنا ارهابين ، فتغضب الشعوب على المسلمون حتى صار وصف الاسلام ملتصق بالارهاب اي مسلم يستحق القتل بأي طريقة مافي مشكلة مسلم يعني ارهابي ، هذا هو مكر يهود اخبث خلق الله على الاطلاق ]] ففتح له فقال:_ ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام [[ يعني بحر هائج من الجيوش ]] قال:_ وما ذاك؟ قال: _ جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال [[ اي مدخل المدينة وراء الخندق ]] وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى [[ إلى جانب أحد ]] وهذا غير الأحبيش والأعراب ، مجموعهم {{ ١٠ آلاف }} وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه ثم أنت تغلق الابواب في وجهي ؟!! فقال كعب: _ جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام قد هرق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء [[ جهام قد هرق ماؤه ، هو السحاب والغيوم لما تشتي على منطقة ، ويمشي ويكمل يكون لا ماء فيه ، يرعد ويبرق في مكان ثاني على الفاضي لا ماء فيه يعني {{ ١٠ آلاف }} اللي جايبلي اياهم وفرحان فيهم مافيهم خير ]] جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه ، يرعد ويبرق وليس فيه شيء ، ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه إني على عهدٍ مع الرجل[[ اي رسول الله ]] و لم أرى من محمد إلا وفاءً وصدقا. ___________ فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمع له [[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب اذا تنح الخيل او الجمل و وقف لا يريد المشي ، فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره الى سنامه بلطف يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى اطاعه كعب ، فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له ]] فوافقه على نقض عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يستأصلوا محمدا وصحبه وينتهوا منه ومن دينه الى الابد __________ قال كعب :_ ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟ [[ أفرض انهزمت الأحزاب ، ماذا سيكون مصيرنا ]] قال له حيي :_ أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا ، أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فوقف حبرهم {{ ابن سعدى }} يعظهم ويذكرهم ويقول لهم :_ اقسم بربِ موسى وعيسى ، إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر ، ومن يحارب نبي الله يخذل [[ يعني هذا نبي من عند الله ، مجانين بدكم تحاربوه ، هذا نبي الله لا يهزم لو اجتمع الخلق جميعا عليه ]] إن لم تنصروا فدعوه هو وعدوه ولا تنقضوا عهدكم معه ، واخذ يحذرهم عواقب الغدر ولكنهم لم يسمعوا له فنقض{{ كعب بن أسد }} العهد ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم واعطى كعب ، لحيي كلمة عهد ان اجمع قومك يا حيي ، وحددوا يوماً ، لكي افتح لكم ابواب الحصن فإذا فتحوا ابواب الحصن اين يذهب المسلمون ؟؟ الخندق في الجهة الشمالية والحرتين من الغرب والشرق [[لا تستطيع الخيل ان تمشي فيها ابدا ]] والمكان الوحيد للنجاة ، اصبح عند بنو قريظة ومن هناك سيدخل العدو !!! فماذا سيكون مصير المسلمين ؟؟ اتفقوا على هذا المكر يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٠ »
السيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنون )) _________ نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون فوصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، بغدر {{ بني قريظة }} وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }} __________ عندما وصل الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم بغدر {{ بني قريظة }} بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب فعاد مسرعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك __________ فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل إليهم {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }} وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم ام انها شائعة إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]] وإن كان حقا [[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]] {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }} _________ ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم {{العضد }} هو الذراع وعضلات اليد و{{ الفت }} هو الكسر لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]] قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس [[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]] فالحنوا لي لحنا اعرفه [[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]] صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله يا إمام المرسلين ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين نِعمَ المدرسة انت يا حبيبي يا رسول الله لو أن امتك تعلم ذلك [[ اعني امته اليوم ]] لقد ابتعدوا عن الصراط المستقيم ، واعطوا سنتك وسيرتك ظهورهم، وتوجهوا مشرقاً ومغرباً وتمسكوا بحبال الناس لحمايتهم من عدوهم ، وانصرفوا عن حبل الله ورسوله فأذاقهم الله الذل ، والمهانة ، والأحتقار ، ونهبت أموالهم وهم صاغرين ، مذلولين ، منكسرين ، وهم يطلبون حمايتهم من الغرب اللهم منَّ على أمتنا أن تفيق ، وترجع الى كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم _____________ أنطلقوا حتى أتوهم فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم فنادهم{{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب فأطل كعب قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟ قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]] قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق قال : _وما بلغكم عنا ؟؟ قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟ قال :_ ويحك محمد رسول الله !!! قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟ ثم من محمد هذا نحن لا نعرفه ؟؟ وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!! [[ هل سمعتم يا خير امة لتعلموا أن ، يهود وعهود ضدان لا يجتمعان ابدا ابدا ابدا ]] اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]] فغضب سعد وثار فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]] فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة ]] قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله ____________ سعد هذا رضي الله عنه {{ الخندق }} كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد كأنه يملي على القدر ، والله عزوجل يقول لملائكته نعم سجلوا ما يقول سعد ثم نفذوه {{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَ مثل سعد ً[[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه ___________ فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }} قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير [[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]] قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله اسمعوا ماذا قال إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا ونزل القران يقول كما نطق سعد {{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }} [[[ نزل القران كما نطق سعد !!! أي رجال هؤلاء ؟؟!!! ]] ثم قال :_ ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا [[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]] هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف ___________ فرجع الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: _ عضل والقارة [[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }} اتذكرونها ]] فعلم النبي أنه الغدر فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا الخبر حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير ثم إنه رفع رأسه وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }} __________ هنا لنا وقفة {{ فالسيرة للتأسي لا للتسلي }} فليس الهدف من السيرة أن أروي لكم {{ قصة }} ولكن علينا أن نقف في كل موقف إيماني لنعرف عن {{ الله }} عز وجل لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }} لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا [[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]] اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم قال لاصحابه{{ ابشروا بفتح الله ونصره }} أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟ وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟ فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }} لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة من كل جانب إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟ الى {{ الله }} وهو الذي يقول جل في علاه {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }} مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }} وهذه سنة الله في خلقه قال تعالى واصفاً الرسل {{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }} يجب ان نتعلم خاصة ايامنا هذه ، وما يمر بالأمة اليوم ، ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق ، لا نعتمد على الاسباب كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا {{ الفهم عن الله }} عندما يقول لك الطبيب ، لا أمل لكم {{ بالأنجاب }} لقد حاولنا كثيرا ، صعب زوجتك تحمل ويكون عندك ولد في هذه اللحظة إذا توجهت الى الله بقلب صادق فلم يعد لك أمل لا بالأدوية ولا الاطباء ، ولا العمليات هنا إذا توجهت بقلبك الى الله توجه المضطر {{ ابشر بفتح الله }} قال النبي صلى الله عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم ____________ ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول صلى الله عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون خبر ليس بالسهل على الإطلاق خبر جعل الصحابة في موقف لا أحد يتصوره ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل {{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} [[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]] ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر {{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }} [[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه من شدةالخوف ، يتنفس الانسان بسرعة ، تنتفخ الرئة ، وتضغط على القلب كأنه قلوبكم ستخرج من الأفواه ، وعلى رغم إيمانكم تظنون بالله الظنونا هل ما وعدنا الرسول عندما ضرب الصخرة وبرقت برقة رأى قصور الروم وفارس واليمن هل اخلف الله وعده لنبيه ؟؟ معاذ الله ]] {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }} [[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟ وزلزلوا زلزالا شديدا ،الذي يصف حالهم الله عزوجل هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟ يعني انتوا واقفين لما وصلكم الخبر لم يعد الرجل منكم من شدة الخوف يعرف كيف يقف مكانه سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى وهي مرحلة مرت بها الأمة الإسلامية في خلال تاريخها كثيرا جدا وهي المرحلة التي لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق الإيمان، أما المنافق فلابد أنه سيقع ويسقط وكحالنا اليوم تماما ، نعيش فتنة {{ الدهيماء }} التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم {{ فتنةُ الدُّهَيماء، لا تدَعُ أحدًا مِن هذه الأمَّة إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل: انقطعتْ، تمادتْ، يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناسُ إلى فسطاطَينِ: فُسطاط إيمانٍ لا نِفاقَ فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجَّال مِن اليومِ أو غدٍ }} وكم وكم في هذه الزلزلة التي نعيشها اليوم {{ الدهيماء }}سقط من سقط من الناس اذن مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق واذا جائت مرحلة الزلزلة فلابد أن يأتي النصر بعدها لا محالة للمؤمنين الصابرين الصادقين يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }} __________ ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت [[ لأن اللي زاد الطينة بلة الطابور الخامس اللي موجود دائما بالامة انظروا الى قولهم ]] قال تعالى {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }} [[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني بلشوا حكي قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }}وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]] {{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} [[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضا قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليش قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم لَعَلَّكَ ثباتٌ لغيرك وأنتَ لا تدري ..! فقد تنزلُ الفتنةُ بأخيكَ فيرى ثباتك ..فيثبت لثباتك فلعل عيناً تَرْمُقُكَ وأنت لا تدري،ولعل قلباً يَتقوَّى بكَ وأنت لا تدري! فثباتك ليس لك وحدك.. بل قد يتعدى أثره إلى غيرك ! فاللهم ثبِّت قلوبنا على دينك. واجعلنا سندًا لغيرنا لَعَلَّكَ ثباتٌ لغيرك وأنتَ لا تدري ..! فقد تنزلُ الفتنةُ بأخيكَ فيرى ثباتك ..فيثبت لثباتك فلعل عيناً تَرْمُقُكَ وأنت لا تدري،ولعل قلباً يَتقوَّى بكَ وأنت لا تدري! فثباتك ليس لك وحدك.. بل قد يتعدى أثره إلى غيرك ! فاللهم ثبِّت قلوبنا على دينك. واجعلنا سندًا لغيرنا يعني يقولوا للنبي قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]] __________ {{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }} ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]] قال :_ ما شأنهم يا رسول الله قال له النبي :_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد {{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ ما قال {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد {{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }} __________ النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }} هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صلى الله عليه وسلم يقولون :_ يارسول الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟ قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]] وتوجه النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة حال الصحابة الآن لا يعرفون في اي يوم اتفقت يهود مع الاحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم ابواب حصونهم ؟؟ ولكم ان تضعوا انفسكم في هذا الموقف مكان الصحابة رضوان الله عليهم يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب "١٩١"
السيرة النبوية العطرة (( الحرب خدعة ، الأحزاب )) ___________ ___________ اهتز المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وبلغت القلوب الحناجر وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم مجموعات من الصحابة يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً ، يجهرون بالتكبير لتعلم يهود {{ بنو قريظة }} أن هناك حرس على البيوت ورجال وأرسل اليهود عيونهم الى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ ، ليختبروا امكانية مهاجمة هذه الحصون عندما بلغت القلوب الحناجر ، وينفع المسلمين اليوم عندما قام النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال الناس افواجاً ومجموعات ، بين بيوت المسلمين يكبرون في الليل ، ويحمون بيوت المسلمون في المدينة ____________ جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، شاب من الانصار واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ هل تأذن لي يا رسول الله ، أن أذهب مع من يطفون ويكبرون [[ وكان في نفسه حاجة ]] فأذن له النبي فلما قام هذا الشاب قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_خذ سلاحك [[ قايم بده يروح مع اللي بدهم يحموا المدينة وقايم من غير السلاح إذن ليس ذاهباً للحراسة في نفسه حاجة ]] قال له النبي :_- خذ سلاحك فأخذ رمحه وسيفه فلما كان في وسط المدينة قال لأمير المجموعة {{ زيد بن حارثة }} قال :_ هل تأذن لي أن آتي بيتي ، فأنا حديث عهد بعرس [[ يعني كان عريس جديد وبده يشوف عروسته ]] قال له زيد :_-نأذن لك ولكن لا تُطّل فلما دخل لداره وجد زوجته العروس قائمة بين البابين [[ يعني باب الحوش ، داره لها حوش باب الحوش الخارجي وباب الدار الداخلي ، بالوسط بيكون حوش ، فكانت واقفة بحوش البيت بين البابين ، ليست بغرفة النوم والدنيا ليل وهي عروس ]] فظن فيها السوء فوراً رفع هذا الشاب الرمح يريد ان يضربها فقالت :_ لا تعجل أدخل وانظر ماذا يوجد في دارك ؟؟ فإذا هي حية كبيرة مكعكة جالسة على فراشه [[ مكعكة ملتفة على نفسها بشكل دائري، كانت بالدار والحزينة المسكينة هالعروس كيف بدها تدخل البيت والحية فيها ، فأغلقت باب الدار و وقفت بالحوش تستنى الفرج ]] فلما رأى الحية على فراشه غرز الرمح في رأس الحية ، واخرجها الى الحوش و وضع الرمح الذي فيه الحية على جدار الدار فأضطربت الحية في رأس الرمح [[ يعني تهتز تخرج روحها ]] تقول زوجته :_وسقط الشاب الى الارض ميتا فوراً تقول :_فوالله ما أدري أيهما اسرع موتاً هو أم الحية ؟؟ فصاحت [[ لان مات زوجها ]] فسمع زيد الصوت فرجع مسرعاً مع رجاله قال :_ ما الأمر ؟ فقصت عليهم ما حدث فقالوا :_ لا حول ولا قوة الا بالله فأخذوا يقلبوه ، فوجدوه ميت ولم يجدوا به أثر لدغة وليس به شيء فوضعوه على فراشه وتركوا رجل يحرس باب الدار ،ثم رجعوا واخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث فقال صلى الله عليه وسلم {{ إن في المدينة جن اسلموا فإذا بدا لأحدكم شيئاً من ذلك ، فليأذنه ثلاث [[ اي ان يقسم عليه بالله ثلاثا ان يخرج من بيته ، اي انسان وجد افعى في بيته قبل ان يقتلها يقف من بعيد ويقول لها اقسم عليك بالله ان تخرجي من بيتي يقولها ثلاث ]] فإن لم يمضي[[ اي يخرج ]] فأعلموا انه شيطان فأقتله . ولكن كان هذا الشاب قد قتل جني مسلم فأخذ اهله بثأره فوراً فقتلوا الشاب ___________ {{ وانظروا مشيئة الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه }} ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٢٠ رجل }} من اصحابه و منهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه فحملوه فسلكوا به من الوادي العقيق فكان في ذلك الوقت {{ ابو سفيان }} قد اشتكى لحيي بن اخطب انه قد نقصت المؤنة من جيش قريش فقال :_ يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا ، وهلكت الخف والكراع [[ يعني الابل والخيل رح تهلك مافي شي ياكلوه ]] فهل لدى {{ بني قريظة }} من علف و قوت قال له :_ نعم ثم ذهب وكلم له {{ كعب }} سيد بني قريظة فقال له كعب :_ المال مالك فأرسل ابو سفيان عشرين ناقة ، لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة فلم حُمَّلت تماماً ، وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق فكان العشرون من الصحابة يحملون جثة هذا الشاب الذي مات وكان الوقت نهار فألتقوا بقافلة المشركين فأقتتل المسلمون معهم فهزموهم المسلمون واخذوا القافلة بكل ما فيها ، وكان اهل المدينة في جوع وعسر شديد {{ سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك ، أراد أن يطعمهم الله }} ثم رجعوا بعد ان دفنوا هذا الشاب الى النبي صلى الله عليه وسلم واذا معهم عشرون جمل محمل قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ ماهذه ؟!! قالوا:_ غنمناها من رجال قريش ، ارسلت بها قريظة الى قريش [[فكان موت الشاب سبب في غنيمة تفرج كرب الخندق ]] ولما وصل الخبر لأبي سفيان اسمعوا ماذا قال قال :_ ان حيي لرجل مشؤوم [[ يعني منحوس مافي بوجهه خير ]] سروا بهذه الغنيمة و فرَّجت عنهم بعض الكرب ولكن ما زال الصحابة مكتئبون لأنهم على اعصابهم ، لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب ابواب الحصون ___________ في صباح الاربعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يفكر فيما يمكن أن يفعله لمواجهة هذا الموقف الصعب وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفكك هذا التحالف ففكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرض بعض المال على قبائل {{ غطفان }} في سبيل أن تنسحب غطفان وتترك حصار المدينة وكان هذا المال الذي فكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرضه على {{ غطفان }} هو {{ ثلث ثمار المدينة}} وكان الرسول النبي صلى الله عليه وسلم واثقا أنه اذا عرض على {{ غطفان }} هذا العرض فانها ستوافق لأن {{ غطفان}} لم يكن بينها وبين المسلمين عداءاً شديد والنبي صلى الله عليه وسلم كان على عهد معهم ولكنهم نقضوا العهد اتذكرون سيدهم {{ عيينة }} ذكرناه من قبل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم {{ الأحمق المطاع }} والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود {{خيبر }} اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين فاذا عرض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم من ثمار المدينة دون قتال فلابد أنهم سيوافقوا وينسحبوا فاذا انسحبوا سيصبح جيش الأحزاب أربعة ألاف بالإضافة الى يهود {{ بني قريظة }} وهؤلاء يمكن للمسلمين الإنتصار عليهم ، كما حدث في بدر وكما حدث في الجزء الأول من معركة أحد __________ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ عيينة بن حصن }} سيد غطفان فجاء ومعه بعض الرجال فأدخله النبي صل الله عليه وسلم خيمته وعرض عليه الأمر .... فوافق عيينة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اجلس على ما انت عليه ، حتى نستأذن السعدين [[ لان تمر المدينة للأنصار ، وسادة الانصار السعدين ]] ١_سعد بن معاذ {{ سيد الأوس }} ٢_سعد بن عبادة {{ سيد الخزرج }} فأرسل النبي إليهما فلما حضروا وكان عيينة جالساً ، وفي ظنه أنه انتصر ، وقد حاز على ثلث تمر المدينة ، وها هو محمد يطلب مني الصلح وكان جالساً وقد مد رجليه في حضرة {{ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم}} فدخل سعد بن معاذ متوشحاً سيفه فلما رأى {{ عيينة }} سيد غطفان يمد رجليه في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبل ان يعلم ما الخبر نظر إليه وصرخ به وقال :_ يا عين الهجرس [[الهجرس يعني الثعلب اي يا عين الثعلب ]] يا عين الهجرس أتمد رجليك في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ !!! والله لولا أنك في مجلسه ، وفي خيمته ، لأنفذتك بهذا الرمح وصرخ سعد في وجهه :_ أقبض رجليك فقبض عيينة رجليه ثم اخفض رأسه {{ سعد بن معاذ }} وألتفت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل أدب وهدوء وقال :_ سمعاً وطاعةً يارسول الله ، أرسلت في طلبنا فأخبرهما النبي بالذي تفاوض به مع عيينة وقال :_ مارأيكما ؟؟ [[ واسمعوا ماذا قال {{ سعد بن معاذ }} ألم أخبركم من قبل ان الخندق كلها لسعد بن معاذ ، سعد بن معاذ عجزت النساء ان يلدنَّ مثله ، اسمعوا منطق الصحابي الجليل صاحب الأيمان الكامل عمره {{ ٣٦ }} عام ]] فقال سعد بن معاذ بكل أدب قال : _يا رسول الله ! إذا كان هذا أمر من السماء قد أمرك الله به فليس لنا من الأمر شيئاً امضي على بركة الله [[ يعني ان كان امر من الله فمالنا رأي فيه انتهى الموضوع ]] :_وإن كان هذا الأمر تحبه وترضى فيه وترى فيه خيرا ،فنحن طوع أمرك :_ أم إن كان شيء تصنعه لنا ؟ فلنا فيه رأي [[ يعني بدك تخفف عنا هالمصيبة لأن العرب ماحاربتنا إلا لوجودك عنا بالمدينة اذا بدك تخفف عنا ، لنا فيه رأي ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ بل شيء أصنعه لكم والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم فقال سعد بن معاذ:_ يا رسول الله! قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها [[ أي من المدينة المنورة ]] ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً [[ أي ما كان يحلموا ياخدوا منا تمرة وحدة إلا ضيافة أو بيعاً ]] أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟ أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟ لا والذي بعثك بالحق ، لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا [[يعني خليهم يحزبوا كل الناس وكل الدنيا ويجوا ، لا تحمل همنا يا رسول الله ]] ما لنا بهذا من حاجة فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم كأنه القمر وسُر بكلام سعد واقره وعلم أن الأنصار هم الأنصار ، لم تهزهم هذا الاحداث كلها ثم انصرف عيينة خائباً لم ينل خيراً __________ ومرة ثانية وعاشرة ينزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأي يخالف رأيه وهذه هي مكانة {{ الشورى }} في الاسلام [[ ليت امتنا تفهم ]] ولم يكن هذا الراي رايا عنتريا غير مدروس ولكن كان نظرة {{ استراتيجية }} صائبة تماما لأن الاتفاق مع {{ غطفان }} كان سيحل المشكلة لاشك فتنسحب غطفان ، ويتفكك التحالف وتنهزم قريش واليهود ولكن في نفس الوقت كان سيكون له تداعيات سلبية وخطيرة جدا في المستقبل لأن ذلك كان سيكون معناه أن غطفان قد حققت انتصارا على المسلمين وبذلك تهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها وسيفتح باب الإبتزاز المستمر للمدينة فكلما أرادوا مال جاءوا وحاصروا المدينة خاصة أن قبائل غطفان من {{ المرتزقة }} الذين يعيشون على قطع الطرق ومهاجمة القبائل ___________ في هذا اليوم وقت الظهر قام النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة يوم الاربعاء لصلاة الظهر فجمعهم للصلاة فصلى بهم وطمئنهم وقال لهم {{ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ❤}} يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية فإن لقيتم العدو فأصبروا واعلموا ، أن الجنة تحت ظلال السيوف [[ يحثهم على الجهاد ]] ثم بسط كفيه للسماء ، يدعو الله اللهم منزل الكتاب سريع الحساب أهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم فقال له بعض اصحابه :_يا رسول الله قد بلغت منا القلوب الحناجر، فهل من شيء نقوله حتى تطمئن القلوب ؟؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم قولوا {{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }} الحديث رواه البخاري _______________ وفي مغرب هذا اليوم في ذلك الموقف العصيب جدا ، والذي يعتبر من أحرج لحظات الدولة الإسلامية والدعوة الاسلامية ، حدث أمر غير متوقع على الإطلاق وهو اسلام رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} وهو أمر غير متوقع في ذلك الوقت بالتحديد لأن {{ نعيم بن مسعود }}من قبيلة {{ غطفان }} وهي كما نعلم أحد القبائل المحاصرة للمدينة فكيف يمكن لرجل من الجيش {{ المُحَاصِر }} القوي أن يترك هذا الجيش القوي وينضم الى الجيش الأضعف{{ المُحَاصَر }} المهدد بالفناء في أي لحظة هل رأيتم عندما صدق الانصار في موقفهم من خلال سيدهم سعد بن معاذ رضي الله عنه صدقوا مع الله ورسوله وتوجهوه بقلوبهم مضطرين الى الله والله عزوجل يقول {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}} ولماذا أركز على هذه المعاني ؟؟ لان حالنا هذه الايام يشبه حال المسلمين بالخندق إن امة الكفر ، مع حثالة العرب والمسلمين ، كلها متأمرة على هذا الدين قد احيط بنا كما احيط بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ولا ملجأ لنا إلا الى {{{ الله }}} فكان صدق الرجال في ذلك المأزق جعل الرحمة الإلهية والنصرة تتحرك حثيثا لذا اركز على هذه المعاني ، لنستفيد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونردد على الدوام {{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }} ___________ أسلم {{ نعيم بن مسعود}} جاء قبل الغروب وهو من قبيلة {{ عيينة }} من غطفان الذي خرج مطروداً من سعد بن معاذ وهو في خيمة النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح ليكون له دور كبير جدا في رفع الحصار عن المسلمين {{ولو كان قد أسلم قبل ذلك لما كان له هذا الدور المحوري والهام جدا في غزوة الأحزاب }} جاء نعيم بن مسعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأستأذن بالدخول [[ فظنوه رسولا جاء من طرف عيينة ، والرسل معروفة عند العرب لا تقتل ]] فلما دخل اجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمته وقال له :_ ماذا وراءك يا نعيم ؟؟ [[يعني مين ارسلك ]] قال له نعيم :_ يا رسول الله! [[ يا رسول الله !!!!! كلمة لا يقولها الا مؤمن ، الكافر يقول يا محمد يا ابا القاسم اما رسول الله لا يقولها إلا مؤمن ]] قال :_يا رسول الله ، إني رجل قد أسلمت وإن قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت [[ اي اعملك شي انفعك انا مؤمن بينهم وما حدا عارف عني ]] _________ من الذي القى الايمان في قلبه ذلك اليوم ؟؟ إنه {{ الله }} وليتنا نفهم عن الله والله لو عرف المسلمون {{ الله عز وجل }} حق معرفته لذابت قلوبهم بمحبته والله من ذاق قلبه محبة الله في الدنيا ، ما أستلذ بنعيم الجنة كلها ، حتى ينظر الى وجهه الكريم ولو أدخلني ناره والله لأخبرت اهل النار عن حبي لله ورسوله ، كما كنت اخبر اهل الدنيا عن حبي لهما ولو نزلت قبري وسألني الملكان من ربك من هذا الرجل الذي جاء فيكم ، لأخبرتهما عن حبي لله ورسوله لا تقول عن اي شي في الدنيا مستحيل {{ كن مع الله ولا تبالي }} وله طرائق بعدد انفاس الخلائق __________ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ انما أنت رجل واحد [[ يعني أن انضمامك الى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد ]] ولكن خذّل عنا ما استطعت {{فإن الحرب خدعة }} [[ يعني اعملك شغلة توقع فتنة بينهم ]] قال نعيم :_ يارسول الله ، إني أحتاج ان اقول[[ يعني اذا بدي اعمل فتنة لازم اكذب ]] فهل تأذن لي ؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ قل ما شئت ، فإن الحرب خدعة ___________ أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم {{ لنعيم بن مسعود }} أول الخيط وفتح له الباب الى الإبداع و الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن {{نعيم بن مسعود}} عنده هذه القدرة الخاصة وقد حاول {{ أبو سفيان بن حرب }} أن يستخدم {{نعيم بن مسعود}} في تخويف المسلمين في غزوة بدر الآخرة، وفشل {{ نعيم }} في تخويف المسلمين ________ وبالفعل قام {{ نعيم بن مسعود }} رضي الله عنه وارضاه بخدعة عجيبة لم تخطر على بال أحد من الصحابة خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم ويمم وجهه نحو يهود {{ بني قريظة }} وكان قبل ذلك الوقت معروفا لديهم وكثير التردد عليهم وهو صديق حميم لسيد بني قريظة {{ كعب }} وصديق ايضا لحيي بن اخطب فدخل عليهما فرحبا به فقال لهما : _يا كعب ويا حيي قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم قالا له :_ أجل ، صدقت انت رجل غير متهم عندنا [[ يعني اخ عزيز ]] فقال نعيم :_ إني ناصحاً لكم فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني صرلهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا ما بدهم يحاربوا ]] وقد تشائم ابو سفيان من استيلاء ، أصحاب محمد على القافلة ، وان هذا الرجل [[ قصده النبي ]] لا يؤمن جانبه هل نسيتم ما صنع بأخوانكم من بني {{ النضير وقينقاع }} وقريش ليسوا مثلكم البلد بلدكم فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره [[ انتوا وضعكم يختلف عن قريش هم بيرجعوا لبلدهم بس انتوا وين تروحوا ، اذا انصرفت قريش ]] وإن قريشاً قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره [[ يعني بيوتهم ونسائهم في مكة بلد ثانية مش خايفين على شي ]] فإن أصابوا فرصة انتهزوها [[ إذا صحلهم فرصة اغتنموها ]] وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم قالوا :_والله قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟! !! قال :_ لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن قالوا :_ كيف ؟ قال :_ خذوا من سادة قريش وغطفان {{٧٠ رجل }} من اشرافهم يدخلوا معكم في الحصن ، فلا يستطيع القوم ان يرجعوا بلادهم ، وسادتهم واشرافهم ، في حصنكم فأياكم ان تقاتلوا محمد ، إلا واشراف قريش عندكم في الحصن قالوا :_ لقد أشرت بالرأي قال :_ولكن اكتموا عني قالوا :_ نفعل ____________ ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة واجتمع مع سادة قريش وقال :_ يا ابا سفيان ، تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم أحدثكم حديثا وتكتموا عني قالوا :_ نعم افعل ، ما أنت عندنا بمتهم ماذا عندك يا نعيم ؟ !!! قال :_ كنت عند {{بني قريظة }} [[ طبعا هم يعلمون ان نعيم صديق لهم ]] قال :_ وسمعت منهم حديث ما سرني ، فما أحببت أن أبيته ليلة ، حتى يكون بين يديك وانت سيد القوم يا ابا سفيان قال ابو سفيان :_ ما وراءك يا نعيم تكلم قال :_ إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم قالوا :_ اجل قد أشرت بالرأي ___________ ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم ما قاله لقريش وهكذا شعرت قريش بالقلق وكذلك غطفان فأرسلوا رسالةً الى اليهود وقالوا :_ إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف [[ الإبل والخيل التي معهم هلكوا من الجوع صعب نطول اكثر من هيك ]] فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً [[ يعني خلص بيكفي افتحولنا الحصون ندخل على محمد وصحبه ]] فأرسل بنو قريظة رد لهم {{ إنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن }} فقالت قريش وغطفان :_ صدقكم والله نعيم فبعثوا إلى اليهود وقالوا: {{ إنا لا نُرسل إليكم أحداً فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا }} فقال اليهود:_ صدقكم والله نعيم ____________ فدبت الفرقة بين الفريقين، وهكذا استطاع {{نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه وارضاه بحيلته أن يقضي على هذا التحالف الخطير الذي كان بين {{ الأحزاب وبين يهود بني قريظة }} يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٢»
السيرة النبوية العطرة (( أنسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر )) _________ نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمون على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم بعد ان وقع الخلاف بين{{ الاحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه بالرغم من أن الكفار جائوا للحرب دون اتفاق مع {{بني قريظة }} ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر __________ وقبل انسحاب الأحزاب بيوم أشتدت قريش على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم بنبالها تحاول بكل ما أستطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يرمونها بالنبال فأحاط الصحابة بخيمته صلى الله عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} وعليه درع مقلصة [[ اي صغيرة عليه لم تستر يديه ]] ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد تجمع فيه النساء وكانت امه [[ أي ام سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء ينظرون الى ماذا يجري حول خيمة النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شاعت الأخبار أن الاحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له أمه :_ أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله [[ يعني تأخرت المفروض تكون اول المدافعين عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم ]] تقول السيدة عائشة :_ فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ اي ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه فقلت :_ يا ام سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه فقالت امه :_ ليقضي الله ماهو قاضٍ [[ تسلم الامر لله ]] ________ فأقبل{{ سعد }} و وقف بباب خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يصد السهام عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سهم وصاحبها ينادي خذها وانا {{ ابن القمئة }} فنزل السهم في اكحل سعد الايسر [[ اي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، بأصابة سعد قال النبي :_ ابن قمئة ؟؟ !!!! قالوا :_ اجل يا رسول الله قال :_ اقمئه الله في نار جهنم فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة ثم رفع طرفه للسماء انظروا الى هؤلاء الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم رجال صدق {{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }} رفع طرفه للسماء يناجي ربه وقال :_ اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ما بقيت ، فإنه لا شيء أحب إلي من ان أجالد قوماً [[ اي اقاتل ]] كذبوا نبيك واخرجوه وإن كان قد وضعت الحرب بيننا وبينهم [[ يعني مافي معركة أخرى معهم مرة تانية ]] فأجعله طريقي الى الجنة [[يعني ارزقني الشهادة ]] ولا تخرج نفسي حتى تقر عيني من {{ بني قريظة }} سبحان الله ما أعظم إيمانك يا {{ سعد رضي الله عنك وارضاك }} هل رأيتم ؟؟ يدعو الله ويشترط لعظيم {{ إيمانه و ثقته بالله }} ١_ يريد ان يعلم هل الحرب مستمرة ام انتهت ؟ ٢_ثم يريد الشهادة من هذه الاصابة ٣_ثم لا يريد الموت قبل أن تقر عينه من {{ بني قريظة }} وكان الله عزوجل يسمع سعد ويراه فما ان انتهى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} من دعائه إلا وقد انقطع الدم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده ولندع {{سعد يمرض }} ولنكمل ماذا حدث تلك الليلة ولنرى هل حقق الله دعاء سعد ____________ مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم وارسل {{ ابو سفيان }} رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وانا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك أحتميت وراء خندق وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال ________ فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً أما بعد :_ فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه وسيأتي عليك يوم أكسر فيه {{ الآت والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }} [[ عندما يكرمنا الله ونكمل السيرة ، ونذكر فتح مكة وكيف فتحت ، واهتزت جبال مكة وأرضها ، بأصوات تكبير المسلمين وأعدادهم الهائلة ، تذكروا هذه الرسالة ]] __________ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة ويدخل الى داخل جيش الأحزاب يستطلع لهم خبر القوم وجاءت يد {{ القدرة الإلهية }} في تلك الليلة أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة فقلبت قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق فماذا حدث في تلك الليلة سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل {{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم وكل الصحاح __________ جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الشباب الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يروا النبي ]] جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى قال قائل لأبي حذيفة :_ وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !! [[ متعجب لأن أحداث كثيرة حصلت في الخندق ]] قال :_ أجل فقال قائل منهم :_ ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله صلى عليه وسلم يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري وقال الآخر :_ ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً [[ وهذه العبارة اغلبنا يقولها عندما يقرأ السيرة أو يزور البقيع ويسلم على الصحابة كلنا نقول ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما وهو دعاء مستحب ]] فقال حذيفة :_ لا تتمنوا ذلك يا أخوة الإسلام لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق [[ويعني ليلة الخندق اي الليلة الآخيرة ]] ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك [[ اهل الخندق كانوا ٣٠٠ منهم المسلم والمنافق حذيفة الآن يتحدث عن الخواص الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ]] يقول :_ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الليلة ثم استقبلنا ينظر فينا واحدا واحد ثم قال :_ إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة [[اي الاحزاب يبشر اصحابه الليلة رح يصير حدث غريب عندهم ]] إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟: يقول حذيفة :_ فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد [[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]] قال فأعادها :_ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟ قال :_ فوالله ما قام منا رجل واحد [[ طبعا الذين حول الرسول ال ٣٠٠ من كبار الصحابة ابو بكر وعمر وعلي وعثمان وابو دجانة وحذيفة وغيرهم من خيرة الصحابة ، ولكن الموقف ليس بالسهل ابدا ]] يقول حذيفة :_ ما قام منا رجل واحد ثم نظر إلي وقال :_ أحذيفة ؟؟!! قال:_ وانا اجلس على ركبتي فتقاصرت الى الارض[[ اي برك للارض ، مش قام لا برك ]] قلت :_ لبيك يا رسول الله قال :_تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم قال حذيفة :_ فقمت واقفاً بين يديه وقلت :_ والذي بعثك بالحق ما قمت الا حياءً منك فقال لي :_ أذهب فأتني بخبر القوم قلت :_ والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن اخشى ان يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتني القوم عن ديني [[خايف على دينه ، يأسروه ويعذبوه في هذه الليلة الباردة ، وتفلت منه كلمة سيئة ]] فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:_ إنك لن تؤسر قلت :_ يا رسول الله ، وليس علي إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ اي ثوب من صوف ]] فإني اقرقف [[ اي ارجف من البرد ]] قال :_ لا عليك برد حتى ترجع إلي [[ يعني لن تشعر بالبرد حتى ترجع ]] ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال :_ اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته يقول حذيفة :_ فلما أنطلقت قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إيتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ [[ اي لا تقتل احد منهم ، لا تعمل اي حركة ، انت رسول استطلاع فقط ، لا تقوم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأتي بأخبارهم ]] فقلت :_ سمعاً وطاعة يا رسول الله __________ يقول حذيفة :_ فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام [[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]] فلما دخل حذيفة في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح شديدة ، لا تدع خيمة الا قلعتها ، كانت ريحا شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم تعسف الرمال في وجههم ، وليس بيننا وبينهم الا عرض الخندق فلا يوجد عند المسلمين ريح ، والريح عندهم كأنها القيامة [[ إنها إرادة الله ]] يقول حذيفة :_ فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار [[ هو لا يعرف من هم القوم ، لانهم ١٠ آلاف وكل مجموعة معكسرة بجهة ]] قال :_ حتى جئت قوماً بينهم نار وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته وانا لا أعرف {{ ابا سفيان }} انذاك فلما دنوت منهم علمت أنه {{ ابا سفيان }} من كلامه مع القوم و والله لقد اخذت سهمي و وضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده تماماً فإذا بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم {{{ ايتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }} فلم أفعل [[ أي اعجاز نبوي هذا ، في الظهيرة كان قد ارسل النبي لابي سفيان سيأتي عليك يوم أكسر فيه الآت والعزى ، على مرأى منك وبيدي مفاتيح الكعبة ، وسأذكرك بذلك { يا سفيه بني غالب } فلو قتله حذيفة في ذلك الوقت اين كانت ذهبت نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ولكن الله يريد ان يسلم ابا سفيان مفاتيح الكعبة بيديه للنبي ويسلم مكة كلها ]] دخل حذيفة في الجيش ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس انه دخل فيهم من ليس منهم فقال :_ يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟ [[ اي يتعرف كل واحد على اللي جالس جنبه ]] يقول حذيفة :_ فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني وقلت له :_ من أنت ؟ قال : _معاوية بن أبي سفيان ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي وقلت له :_ من أنت ؟؟ قال: _ عمرو بن العاص وغفل القوم عنه [[ أليست ايضا هذه عناية إلهية ، لماذا لم يسألوه من انت ؟لماذا لم يميزوا صوته ؟؟ تجلت العناية الربانية تلك الليلة لنعلم ان الله علي كل شي قدير ،وان يد القدرة تعمل بالخفاء وعندما تظهر لنا يد القدرة تعمل في العلانية ، في ليلة او نهار فجأة من غير سابق انذار ، عندما يصل أهل الارض بالظلم و قد بلغ ظلمهم وفسادهم حده، هنالك سترون يد الله تتدخل مباشرة ]] نكمل مع حذيفة رضي الله عنه قال :_ فلم يفطنوا لي ولم يسألني احد من انا ثم قال أبو سفيان :_ يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ اي هذا المكان لا يصلح ان تقيموا فيه ]] لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، واخشى ان تتفق قريظة ومحمد الليلة عليكم فارتحلوا فإني مرتحل !!! قال :_ فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله [[ يعني من كثر ماهو مستعجل ، البعير مربوطه ايده ]] فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين فضحك عليه صفوان بن امية بملء فمه وقال :_ يا سيد قومه حُل بعيرك اولاً فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير ثم التفت ابو سفيان الى القوم وقال :_ يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] واني متقدمكم الى مكة قال :_ فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا __________ قال حذيفة ، فمكثت واختبأت واخذ القوم يستعدون للرحيل ثم عدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في الطريق أستقبلني رجلان عليهما ثياب بيض ، وعمائم ، يركبون الخيل فقال لي احدهما :_ اخبر صاحبك [[ اي النبي صلى الله عليه وسلم ]] أن قريش{{ لن تغزوه بعد اليوم ابداً ، وأنه هو الذي يغزوها }} فلما رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول حذيفة :_ فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع اليه البرد ]] فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة بخبر القوم واخبره عن الرجلين يقول حذيفة فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :_ أعلمت من كان يكلمك؟ قلت :_ الله ورسوله اعلم قال لي :_ هذا اخي جبريل ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها يقول :_ فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ اي يا كثير النوم ]] يقول فصلينا الفجر، ثم وقف النبي صلى الله عليه وسلم واخبر اصحابه ان الله قد هزم الاحزاب وحده وارسل عليهم جند من جنوده وهي الريح وارسل الملائكة [[ لا تقاتلهم لانه لا معركة ]] ولكن الملائكة كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة ايام ، من شدة الخوف _________ انسحبت {{ قريش }} ثم انسحبت {{ غطفان }} وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأحزاب وهم ينسحبون واستمر انسحابهم من الفجر الى قريب الظهر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه {{ الآن نغزوهم ولايغزونا ، نحن نسير إليهم }} [[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلا ذريعا، ولذلك فلابد أنهم لن يكرروا هذه المحاولة الفاشلة مرة أخرى على الإطلاق ]] ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه قولوا :_ الله اكبر لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده فأخذوا يرددونها وانطلقوا الى منازلهم ___________ حققت {{ غزوة الأحزاب }} فوائد عظيمة منها ١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين ٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }} ٣_ رفعت جدا من هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد [[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]] ٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين وذلك فضل {{{ الله }}} سبحانك ربي ما أعظمك __________ انسحبت الأحزاب كما طلب {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه واغضبوه ،ونالوا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد بن معاذ إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم ثم نأتيكم الى جحوركم يا {{أخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله فأنزل الله تعالى كما نطق سعد {{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }} ______________ رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى داره ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون فما أن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم تقول السيدة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرتها :_فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة يا رسول الله !!! قالت :_فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخرج فخشيت أن يكون خبراً ، ان قريش قد رجعوا فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء قالت :_فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صلى الله عليه وسلم :_أوضعت السلاح ؟؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم [[وقد وضع المسلمون السلاح ايضا ]] قال له :_ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد فأتبعني الى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قلت له :_ بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟ قال:_ أرأيته يا عائشة وسمعتي ما قال ؟؟ قلت :_ نعم قال :_ هذا اخي جبريل ثم لبس صلى الله عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال أن يؤذن للحرب فأجتمع الصحابة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }} يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٣ »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة )) كاملة ________ ________ لبس النبي صلى الله عليه وسلم ، ملابس الحرب مرة أخرى وأمر بلال أن ينادي المسلمين {{ لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }} وهكذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج المسلمون واستعمل على المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }} أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟ الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى {{عبس وتولى أن جاءه الأعمى }} فلقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة {{ ١٤ مرة }} يصلي بالناس ويرعى شئون المدينة وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية {{ لعلي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وارضاه فسبق الجيش الى {{ بني قريظة }} وغرس الراية في أصل الحصن فأخذ بني قريظة ينالون من النبي صلى الله عليه وسلم على مسمع {{ علي }} فلم يرد عليهم وانما قال :_ السيف بيننا وبينكم _____________ و اتجه المسلمون الى {{ بني قريظة }} وكانت المسافة من المسجد النبوي الى {{ بني قريظة }} حوالي {{ ١٠ كم }} وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق ولكنهم لم يصلوا العصر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ لا يصلين أحدكم العصر ، إلا في بني قريظة }} وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها فأختلف الصحابة في الأمر هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟ أم يأخرونها عن وقتها حتى يصلون الى بني قريظة ؟ فصلى البعض العصر وقالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر الا في {{ بني قريظة }}وانما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج الى بني قريظة بينما لم يصلي البعض الآخر العصر وتمسك بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكاً حرفياً حتى فاتته صلاة العصر في وقتها فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أقر الفريق الأول على صلاته العصر في وقتها واقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر فكان قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه بين يديه وهو على قيد الحياة فلما أقترب النبي صلى الله عليه وسلم من حصون {{ بني قريظة}} نادى عليهم من وراء الحصن :_يا كعب يا حيي [[ وكان حيي بن أخطب قد دخل مع بني قريظة حصنهم حين رجعت الأحزاب ، وفاء لكعب بما كان عاهده عليه ، اتذكرون عندما قال لكعب وهو يقنعه بنقض العهد ، اعاهدك إن انهزمت الاحزاب ان ادخل معك الحصن ها هو معهم ]] نادى عليهم من وراء الحصن :_يا كعب يا حيي فلما برزوا له قال :_ انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} كما قال لهم سعد بن معاذ تماماً [[ لم تكن الآيات نزلت بعد تخبر النبي ان الله مسخهم قردة وخنازير ، فسبحان الله الذي انطق سعد لأن اليهود مسخ الله شبابهم {{ قردة }} أما شيوخهم فمسخهم الله {{ خنازير }} وذلك عند اعتدائهم يوم السبت بصيد السمك، وقد حرم عليهم الصيد يوم السبت ، وقد أمرهم أن يتفرغوا لعبادة ربهم في ذلك اليوم ]] انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} فقال له حيي :_ يا أبا القاسم ، ما عهدناك صخاباً ولا فحاشاً [[ اي ما تعودنا عليك تغلط ]] فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن كررها انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} _____________ ثم ضرب عليهم الحصار اجتمع المسلمون عند {{ بني قريظة }} وفرضوا عليهم الحصار ، وأخذوا يرمونهم بالسهام فلما رأى ذلك {{ كعب بن أسد }} سيد قريظة وقف في قومه ودعاهم الدخول بالإسلام وقال لهم: - لقد تبين لكم أنه نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب حيث لم يكن من بني إسرائيل ، فادخلوا في الإسلام تأمنون على دمائكم وأموالكم ونسائكم وأبنائكم ولكن رفض كل يهود {{ بني قريظة }} الدخول في الإسلام وقالوا : _لا نفارق حكم التوراة أبدا، ولا نستبدل به غيره ____________ وطلب {{ بني قريظة}} من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل اليهم أحد الصحابة وهو {{ أبو لبابة }} رضي الله عنه حتى يستشيروه [[ لأنه كان أقرب الصحابة اليهم، لأنه كانت له معهم صلات نسب وعلاقات تجارية ]] فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم قال : _يا ابا لبابة ، اذهب إلى حلفائك، فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس [[ يعني اختاروك بني قريظة من بين جميع الأوس ]] فلما دخل عليهم ابو لبابة أول ما رأوه قام اإليه الرجال وبكى النساء والصبيان في وجهه [[ بسبب المحاصرة وما نزل بهم ]] فرق لهم {{ أبو لبابة }} ثم أرادوا ان يستشيروه قالوا :_ يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ [[ انت اعطينا رأيك نرضى بحكم محمد ]] فقال لهم :_ نعم ، وأشار لهم بيده الى حلقه [[ اي الذبح ، يعني اذا نزلتوا على حكمه رح يذبحكم يعني بهذه الاشارة من ابو لبابة كأنه يقول لهم اياكم ان تنزلوا على حكم رسول الله ]] وكانت هذه الإشارة من {{ أبي لبابة }} سقطة كبيرة وخطأ عظيم من {{ أبي لبابة }} يقول ابو لبابة رضي الله عنه :_ فوالله ما زالت قدماي من مكانهما [[ ما تحركت من مكاني ]]حتى عرفت أني خنت الله ورسوله فأنتبه على نفسه ____________ فنزل من عند {{ بني قريظة }} مسرعا وهو يبكي ولم يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم بل ذهب الى المسجد النبوي ، وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة وقال: والله لا أحُلُّ نفسي منها [[ اي لا أفك وثاقي ]] حتى يحلني رسول الله بيديه ولا أذوق طعاماً ولاشراباً حتى يتوب الله علي أو أموت [[ وهذه الإسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه، يطلق عليها الآن اسطوانة التوبة ، ويطلق عليها اسطوانة أبو لبابة الذي زار المسجد النبوي وصلى في الروضة موجوده هذه الاسطوانة في الروضة ومكتوب على رأسها اسطوانة أبو لبابة ]] فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وكان استبطأه قال: _ أما لو جاءني لاستغفرت له ، وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه [[ قلنا مافي دلع عند رسول الله ، الرسول صلى عليه وسلم يربي رجال ]] وانزل الله في ابي لبابة قوله {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }} وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه وبقي أيام على هذه الحال تحت الشمس الحارقة وكانت زوجته أو بنته تحُله إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة فإذا فرغ أعادته إلى الرباط ومكث على هذه الحالة سبعة أيام لايذوق طعاما ولاشرابا حتى خر مغشيا عليه ثم نزلت توبته في القرآن العظيم في سورة التوبة بقوله تعالى {{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} فلما نزلت الاية اسرع الصحابة ليخبروه بالبشرى فقال ابو لبابة - والله لاأَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحُلُّني فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده __________ نرجع الى المغضوب عليهم ضرب عليهم الحصار بضعة عشرة ليلة، فأبوا ان ينزلوا على حكم الله ورسوله فشدد الحصار عليهم ، وألقى الله الرعب في قلوبهم فقالوا :_ ننزل على حكم {{ سعد بن معاذ }} [[ يا الله سبحانك ما أعظمك ، كيف أراد ان يبرز قدر هذا الصحابي الجليل ، وكيف اراد ان يعطينا درسا بالثقة بالله الم يرجو الله سعد إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا وها هم يريدون ان ينزلوا على حكم سعد ]] ______________ فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب {{سعد بن معاذ }} رضي الله عنه وكان سعد لا يزال في المدينة ، لأنه كان قد أصيب في الأحزاب في وريده قال لهم النبي :_ لا تؤذوه أحملوه على دابة صغيرة [[فحملوه على حمار صغير و وضعوا تحته وسادة ]] واحاط به رجال قومه وكانت قدماه تخطان على الارض [[لانه على دابة صغيرة حتى لا يؤذوا جرحه ]] ورجال من قومه من الاوس يقولون له :_ يا سعد أحسن في مواليك ، فإن رسول الله قد حكمك فيهم لتحسن فيهم يا سعد أحسن إليهم وسعد لا يرد عليهم فلما أكثروا عليه الطلب قال{{ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم }} ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي يجلس بين اصحابه {{ مهاجرين وانصار }} فلما أطل سعد فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى الانصار وقال :_ قوموا الى سيدكم فأنزلوه فقام الانصار النبي صلى الله عليه وسلم ، أمر الانصار لأن سعد من سادة الانصار ولم يأمر المهاجرين قال :_يا معشر الانصار قوموا الى {{ سيدكم }} فقام الاوس والخزرج وقام معهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قام النبي ، قام المهاجرون ايضاً احتراماً لقيام النبي صلى الله عليه وسلم [[ اذن ماذا حدث ؟؟ يعني وقفت الامة الاسلامية كلها احتراما لقدوم هذا الصحابي الجليل {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه ، مافي مسلمين غيرهم بذلك الوقت هم الامة الاسلامية ومن خيارها ، كلهم وقفوا ]] ___________ فلما أنزلوه جلس سعد الى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم - يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك، فاحكم فيهم [[ يعني الامر بأيدك اعمل اللي بدك اياه تعفو تصلح تعاقب امرهم لك ]] فقام سعد وهو يتكأ على رجلين [[ لم يحكم وهو جالس ]] فوقف سعد {{ اللهم ارضى عن سيدنا سعد ، ترضوا عليه }} فحمد الله واثنى عليه ثم التفت الى الجهة التي فيها وجوه اليهود وقومه من الانصار وقال :_ وعليكم عهد الله وذمته أن حكمي نافذ فيكم لايرد ؟ قالوا: - نعم ثم نظر الى المسلمين قال: _وعلى المسلمين ؟ فقال له الصحابة : نعم ثم ألتفت الى الجهة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واطرق رأسه أدباً واجلالاً وتعظيماً وقال : _ وعلى من ها هنا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم وعليَّ فقال سعد {{ إنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ رجالهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم }} رضي الله عن سعد [[ اخلع الضرس واخلع وجعه ، متى سنخلص نحن من قرفهم ؟؟ قريبا ان شاء الله ، كما وعدنا الله ورسوله ]] فلما انتهى كلام سعد يقول الصحابة :_فما راعنا الا و النبي صلى الله عليه وسلم وقد وثب قائماً وهو يقول :_ والذي نفسي بيده ، لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سموات _______ ألم يطلبوا هم ان ينزلوا على حكم {{ سعد }} ؟ وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد وهو قتل الرجال المقاتلين، وسبي النساء والأبناء ، ومصادرة الأموال فقتل في هذا اليوم {{ ٧٠٠ }} من يهود {{بني قريظة }} وقيل {{ ٤٠٠ }} وحفر لهم قبورهم في ديارهم وقتل {{حيي بن أخطب }} والذي كان له الدور الأبرز في تجميع القبائل، وهو والد السيدة [[ صفية]] والتي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بعامين وعندما قدموا {{ حيي }} لتضرب عنقه ألتفت الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بكل وقاحة مع الكفر :_ والله مالمت نفسي في عدواتك يوماً [[يعني مش ندمان ]] ولكن من يَخذل الله يُخذل ثم ضربت عنقه ومات على هذه الوقاحة ورغم مرارة ما ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم لم يزل صاحب {{ الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم }} فلما قسمت النساء من السبايا قال لأصحابه :_ لاتفرقوا بين الأم و وأولادها ولم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا المقاتلين فقط وهنالك من اسلم منهم لم يقتلوا ولم يقتل الذين لم يشتركوا في القتال وتعامل بالرحمة مع السبايا، فلم يبعد طفل أو طفلة عن أمه ________ وموضوع قتل هذا العدد من {{ بني قريظة }} هام جدا لأنه من أكثر الشبهات التي يستخدمها أعداء الإسلام في الطعن على الإسلام وهناك مئات الأفلام والكتابات الغربية التي تتناول فقط هذا الموضوع وهنالك بعض المسلمون [[ الكيوت اصحاب القلب المرهف ]] ينكرون هذا ويتهمون فيها الإسلام ويتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالوحشية بالله عليكم سؤال لو كانت الأحزاب انتصرت بمعاونة {{ بني قريظة}} ماذا كان حصل للمسلمين ؟؟ لكان المسلمون قد تعرضوا لنفس هذه العقوبة واشد ، وهي قتل رجالهم، وسبي نسائهم وأبنائهم، وتفريق أموالهم __________ ثم نرجع لمعتقدهم هم انفسهم ماذا يوجد عندهم في التوراة {{ العهد القديم }} الذي يقدسه اليهود والنصارى في سفر{{ التثنية }}الإصحاح رقم ٢٠ هذا النص {{ 10 حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ [[ قبل ما تحارب اي مدينة اعرض عليهم الصلح ]] 11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. [[ إذا عرضت عليهم الصلح و وافقوا ، فكل الشعب يصبح خدم لك وعبيد ]] 12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. [[ إذا اظهروا لك العداوة حاربهم وحاصرهم ]] 13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. [[ اذا حاربتهم و نصرك الله عليهم اقطع رقاب كل الرجال اللي حاربوك ]] 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. [[ نسائهم وذريتهم سبايا وكل اموالهم تكون غنيمة لك من الرب ]] 15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا {{ لن اطيل عليكم يكفي هذا ، من كتابهم هم }} __________ ولو اعتبرنا الذي فعلوه يهود {{ بني قريظة }} حصل اليوم ، نحن نعيش في بلد واحدة ، قامت قرية او مجموعة بمثل هذا المكر والخبث ماذا نسميه {{{ خيانة عظمى }}} ما هو تعريف الخيانة العظمى في القوانين هو ١_عدم الولاء للدولة ٢_ العمل ضد مصالحها وفي القانون الأمريكي {{ تتم الإدانة بالخيانة العظمى إذا انضم شخص إلى عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وعقوبة الخيانة العظمى في أي قانون هو أقصى عقوبة، سواء الإعدام أو السجن مدى الحياة في الدول التي لا تطبق عقوبة الإعدام }} ولو أن أي قاضي في أي دولة في العالم عرضت عليه الآن قضية خيانة {{ بني قريظة }} للمسلمين في غزوة الأحزاب فسيكون حكم هذا القاضي هو نفس حكم {{سعد بن معاذ }} وهو قتل المقاتلة ولو ترك الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرجال المقاتلين لكانوا قد اتجهوا الى خيبر وعادوا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وتحريض القبائل عليه افضل حل بلغتنا كما قلت لكم [[ اخلع الضرس واخلع وجعه ]] _________ نرجع لقصة {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ان يضرب له خيمة في المسجد النبوي وذهب الرسول و المسلمون الى بيوتهم واستراح سعد تلك الليلة ورفع طرفه الى السماء يناجي ربه اللهم اني سألتك ثلاثاً ، فأعطيتني اثنتين ، وبقي لي عندك واحدة {{ اللهم أفجرها وأجعلها طريقي للجنة }} اي الجرح فأنفجرت جرحه [[ كما دعا الله تماماً ]]وسالت منه الدماء حتى خرجت من خارج الخيمة واقترب الأجل يقول الصحابة :_ فما راعنا وإلا والنبي صلى الله عليه وسلم يخرج من إحدى حجراته مسرعاً يجر ردائه خلفه وهو يقول لاصحابه :_ قوموا ، قوموا فأشهدوا موت رجل يهتز له عرش الرحمن قوموا ، فقد سبقتكم الملائكة إليه قال :_ فدخل على خيمة سعد فقال لسعد من كان معه في الخيمة :_ها هو رسول الله قد حضر يا سعد ففتح عينيه سعد ، ونظر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ يا رسول الله لقد سألت الله الآن ، ان لا يقبض روحي حتى يكون آخر ما يقع عليه بصري من هذه الدنيا هو وجهك يارسول الله فإني {{ أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله }} وفاضت روحه رضي الله عنه وارضاه وجزاه الله عنا كل خير وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل الى البقيع ويدفن فيها بجانب المسجد النبوي وعندما حملوا جنازته، كانت خفيفة فتعجبوا لذلك [[لأنه كان طويلا جسيما ]] قالوا :_ يا رسول الله والله ما رأينا جنازة خفيفة كجنازة سعد [[ يعني حاملين نعش سعد بس كأنه فاضي ]] فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ وهل تركت لكم الملائكة ما تحملونه من النعش لقد انزل الله {{ ٧٠ الف }} من الملائكة لم ينزلوا الى الارض قبل اليوم ليشيعوا سعد بن معاذ هذا هو سعد الذي اهتز عرش الرحمن فرحاً بقدومه [[ كيف لو رجال في مجلس ينتظرون قدوم ، رئيس دولة او ملك ، فلما يقترب موكبه ، ويسمع الجالسين بوصوله يقف الرجال ويهتز المجلس كله بهذا الخبر ، هكذا اهتز عرش الرحمن وتهيأ لأستقبال سعد ]] _________ رضي الله عن سعد مات {{ سعد بن معاذ }} شابا عمره {{ ٣٦ عاما}} ولم يتجاوز عمره في الاسلام {{ ٦ سنوات}} إلا أن أنجازاته في الاسلام يعجز أن يفعله الكثيرون في أعمار طويلة _______ هل حقق الله رجاء سعد ؟؟؟ أجل هل اكرم الله سعد بما طلب ؟؟؟ أجل هل تنزل القران كما نطق سعد ؟؟ أجل {{ إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، صدقوا الله في تلقيهم للقرآن فتلألأت كلمات القرآن على شفاههم كما تتلألأ الكواكب في السماء ملئوا قلوبهم بحب الله فظهر أثر ذلك على الجوارح }} هل علمتم كيف كان اصحاب رسول الله ؟ هذا هو {{ سعد بن معاذ }} يا من تسألون ماذا فعلت يا سعد في ستة سنوات حتى اهتز لك عرش الرحمن ؟؟ هذا الذي أثلج صدر النبي صلى الله عليه وسلم في مواقفه هذا الذي قال بالامس القريب {{قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً أفحين أكرمنا الله بالإسلام ، وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟ أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟ لا والذي بعثك بالحق لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا }} هذا رجل ذو ثقة عظيمة بالله _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٤ »
السيرة النبوية العطرة (( سرية محمد بن مسلمة )) ___________ نحن الآن في العام السادس من الهجرة ويسمى هذا العام {{ عام السرايا }} أرسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم في {{ ١١ شهر }} فقط {{ ١٦ سرية }} وخرج بنفسه صلى الله عليه وسلم قيل مرتين وقيل ثلاث يعني بمعدل كل {{ ٢٠ يوم }} كان هناك سرية وهو أكبر عدد من السرايا في سنة واحدة ووقعت في بعض هذه السرايا بعض المصادمات ووقع بعض القتلى والجرحى بينما لم يقع في بعضها أي مصادمات وكان الهدف من هذه السرايا هو تخويف الأعراب والأعداء الذين لم يستكينوا بعد ولم يتأدبوا شرع صلى الله عليه وسلم بهذه السرايا بتأديب بعض القبائل العربية {{حول المدينة }} الذين شاركوا جيش الاحزاب ، في غزو المدينة صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله {{ نبي ، وإمام ، وقدوة ، وعبادة لله ، ورحمة ، وزوج ، واب وقيادة فذة لم يُرى مثله من قبل ولا من بعد }} أراد ان يؤدب بعض القبائل الذين شاركوا الأحزاب حتى لا يفكروا مرة ثانية بالإقتراب من المدينة قائد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نذكر بعضها فقط للأستفادة من الدروس والعبر ، للننتقل بعد ذلك الى {{ صلح الحديبية }} ____________ سرية {{ محمد بن مسلمة}} الى {{ بني القرطاء }} أرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ محمد بن مسلمة }} في {{ ٣٠ راكباً }} الى بني القرطاء فلما أغاروا عليهم هربوا ، فأخذوا إبلهم و مواشيهم وعف {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه عن نسائهم فلم يأخذ النساء والذرية سبايا وكانت من اكبر الغنائم التي غنمها المسلمون ثم رجعوا الى المدينة __________ وفي طريق العودة رأى {{ محمد بن مسلمة }} راكب يعدو في الطريق [[ فظن انه من الرجال الذين فروا من القوم ]] فأنطلق المسلمون نحوه واخذوه اسيراً والصحابة لا يعرفونه وهذا الرجل لم يعرفهم عن نفسه ، ولم يكلمهم والسبب لأنه كان عند العرب عزة نفس ، لا يقبلون الذل ابداً ، فلم يُعرَّف القوم عن نفسه وهذا الرجل اسمه {{ ثمامة بن أثال }} سيد بني حينفة من أهل {{ اليمامة }} الذي من قومه خرج {{ مسيلمة الكذاب }} أسروه والصحابة لايعرفونه __________ فلما قدموا به المدينة ليس معهم اسرى غيره فعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرفه فقال لاصحابه :_ أتدرون من الرجل ؟ قالوا :_ لا يا رسول الله فقال لهم :_ هذا {{ ثمامة بن أثال }} سيد بني حنيفة فأحسنوا إليه فربط الصحابة {{ ثمامة }} في أحد سواري المسجد ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أحد بيوته وقال لأهله:_ اجمعوا ما كان عندكم من طعام فأبعثوا به إليه وأحسن إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر به صلى الله عليه وسلم وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال ثمامة :_ عندي خيراً يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دمٍ [[ يعني ان قتلتني انا سيد القوم سيأتي قومي لأخذ الثأر ]] وإن تُنعم تُنعم على شاكر [[ يعني ان تنعمت علي وتركتني ستجدني شاكر لمعروفك ]] وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت [[ لأنه سيد قومه ومعه من المال الكثير أطلب اللي بدك ياه مثل ما نقول اليوم شك مفتوح بس اطلب ]] ________ فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ومضى ولم يكلمه في اليوم الثاني مر من عنده وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال ثمامة :_ عندي خيراً يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دمٍ ، وإن تُنعم تُنعم على شاكر ،وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ______ فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ومضى ولم يكلمه في اليوم الثالث مر من عنده وقال له :_ ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال ثمامة :_ لك عندي ما قلته لك بالأمس [[ حبيبي يا رسول الله ، تركه هكذا عن قصد في المسجد ثلاثة ايام حتى يسمع بلال وهو يأذن الله اكبر الله اكبر ، ويرى المسلمون كيف يحضرون للصلاة وعند الفجر ، ويسمع القران من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بهم ، وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض بالحب والود والرحمة، وحتى يسمع حديث وكلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزوجل وجماله وعظمته ورحمته ، وعن حقيقة هذه الدنيا ]] قال :_ لك عندي ما قلته لك بالأمس فقال لأصحابه :_ أطلقوا ثمامة [[ هكذا دون أن يطلب منه فداء ، مع أن ثمامة كان قد عرض أن يدفع فداء كبيرا عن نفسه، وكل ذلك كان طمعا في اسلام ثمامة ]] ________ فلما أطلقوا [[ ثمامة ]] ذهب قريبا من المسجد ، ودخل بين النخيل والاشجار واغتسل ثم دخل الى المسجد و وقف في وسط المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم بين اصحابه وقال :_ يا محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} يامحمد !! والله ما كان على الأرض كلها ، وجهٌ أبغضَ إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي يا محمد !! والله ما كان على الأرض كلها دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إليَّ يا محمد !!! والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ وإني يا محمد أعلن أمام الجميع غير مكره ولا حانث أني {{ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله }} ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه [[ لأنه سيد قومه والناس تتبع اسيادهم ]] _________ وامر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، أن يقرؤوه القران ويفقهوه بالدين فلما قضى اياماً قال للنبي صلى الله عليه وسلم قال :_ يا رسول الله إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة [[ يعني عندما اسرني اصحابك كنت ذاهباً للعمرة ]] فماذا ترى ؟ اتأذن لي الآن في العمرة ؟؟ فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودعا له بخير فأنطلق {{ ثمامة }} سيد بني حنيفة لأداء العمرة فدخل مكة ورفع صوته بالتلبية [[ولم يفعلها احد من المسلمين قبله فكان اول من اعتمر ورفع صوته بالتلبية جهرا ثمامة رضي الله عنه ، سعد بن معاذ رضي الله عنه اعتمر قبله سرا وقد ذكرتها لكم عندما رآه ابو جهل ]] رفع صوته على مسمع قريش فتركوه حتى انتهى من عمرته طاف وسعى ، فأخذوه وقالت له قريش :_ يا ثمامة صبوت ؟؟ قال :_ لا ، بل أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا :_ وجئت تغيظنا بتلبية محمد قدموه فلتضرب عنقه فقام رجل من قريش وقال :_ ويحكم !!!! أنسيتم أنه سيد {{ بني حنيفة }} ؟؟ ومن أين تأتيكم الحبوب وأعلاف ماشيتكم ؟؟ ومن اين تأتيكم كذا وكذا ؟؟ [[فأخذ يعد لهم خيرات اليمامة التي كانت تأتيهم في رحلة الشتاء و الصيف ]] فتوقفوا عن عقوبته ولكنه وقف {{ ثمامة }} في صحن الكعبة معلناً وهو يقسم بالله فقال :_ لا والله وأقسم برب هذا البيت ، لا يأتيكم حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من عندهم ________ وبر في قسمه ومنع قومه من اليمامة أن يرسلوا لقريش شيء ولايأذنوا لتاجرٍ في مكة ان يدخل اليمامة على الإطلاق [[وكانت اليمامة ريف مكة ]] منع قومه وأمرهم بمقاطعة قريش فكان أول من قام {{ بالمقاطعة الإقتصادية }} في الاسلام حتى جهدت قريش ، وضاقت احوال مكة بهذه المقاطعة ثم كتبت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى {{ ثمامة }} أن يسمح بارسال المواد الغذائية الى مكة فأرسل ابو سفيان رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيها يا محمد تزعم أن الله أرسلك رحمة للعالمين ، وإنك تأمر لصلة الرحم فما رأينا من رحمتك الا السيف وها انت تقطع ارحامك في مكة فإن رجل من أصحابك ، قد منعهم قوتهم فجاع العيال وهلك الكبار __________ ومن كرم اخلاقه صلى الله عليه وسلم ارسل الى {{ ثمامة}} أن لا يمنع من خيرات اليمامة عن مكة شيء ، وأن تبقى الأمور على ما كانت عليه قبل اسلامه [[ هذا بالرغم من أن قريش كانت قد حاصرت المسلمين في شعب أبي طالب ثلاثة سنوات كاملة ، حتى كان المسلمون يأكلون أوراق الشجر أتذكرون ؟؟ وحتى قال أحد الصحابة كنا نبعر كما يبعر البعير ولكن لم يرضى النبي صلى عليه وسلم أن تجوع قريش وأن يجوع الشيوخ والنساء والأطفال كانت هناك حربا اقتصادية يشنها النبي على قريش صحيح ولكن عن طريق التعرض لعير قريش ، ولكن هذه الحرب الإقتصادية كانت تصيب قريش في أموالها ولا تصيبها في طعامها ]] ____________ فلما رأى ثمامة خُلق النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش الذين تحزبوا وجمعوا له {{ الأحزب }} بالأمس القريب وكيف يعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم قام {{ ثمامة }} ودعا قومه الى الاسلام ، فأسلموا وكما قال الشافعي رحمه الله {{ أحسن إلى الأحرار تملك رقابهم ، فخير تجارات الكرام اكتسابها ، ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً ، فعما قليل يحتويك ترابها }} فلما أسلم قوم ثمامة رضي الله عنه قام شاعر {{ بني حنيفة }} معتزا بأسلام سيده {{ ثمامة }} الذي كان اول من رفع صوته بالتلبية في مكة وقال :_ ومنا الذي لبى بمكة معلناً ... برغم أبي سفيان في الأشهر الحرمِ ________ هذا كله من خلق النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى {{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }} وحتى لا يظن البعض أن ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم ، يدل على ضعف المسلمين لنأخذ الجانب الآخر فالإسلام جاء ووضع الأمور في مواضعها فالرحمة والكرم .... في موضع والشدة والبطش ... في موضع فبعد اشهر من اسلام {{ ثمامة }} شاع الخبر بين العرب كيف أحسن النبي إليه ، وظنوا أن المسلمين بلغتنا اليوم [[ طيبين بينضحك عليهم بكلمتين وايش ما عملت معهم ، يعفو ويصفحوا ]] __________ جاء رجال من{{ عُكَل وعُرَينة }} اسمهم هكذا بضم العين جاء رجال من هذه القبيلتين واعلنوا اسلامهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه على السمع والطاعة فلما نظر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم مصفرة وجوههم ، ضعاف نحال ، لا يناسبهم جو المدينة فأمر أن يلحقوا بأبل الصدقة [[ وأبل الصدقة ترعى خارج المدينة في الهواء الطلق ]] وأمرهم ان يشربوا من ألبان تلك الإبل وان يغتسلوا من بولها [[ وكان بها شفاء ، بفراسة النبي صلى الله عليه وسلم عرف أن الداء الذي فيهم لا يطرده إلا بول الإبل وحليبها فكانوا يشربوا من لبنها ويغتسلوا من بولها ]] حتى إذا عافهم الله وقوية اجسادهم [[وكان عددهم بضعة عشر ]] فلما تعافوا وقوية اجسادهم أعتدوا على راعي الابل [[ وهو من المسلمين من المدينة ]] وليتهم قتلوه ، بل مثلوا به فسملوا عينيه بشوك طويل [[ يعني خلعوا عيونه ]] ومثلوا به مثلة قبيحة قطعوا يده ، ورجله ، وقلعوا عينيه ، وغرزوا الشوك في لسانه ثم ألقوه في الحرة [[وشرحنا معنى الحرة في غزوة الاحزاب فالمدينة يحيط بها حرتين وهي صخور بركانية سوداء ليس فيها شجر ]] ألقوه في الحرة ، وهو مثقل بالجراح حتى مات واخذوا {{ أبل الصدقة }} كلها وارتدوا عن الاسلام ، وهربوا __________ فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أرسل خلفهم رجل من الصحابة عداء لا يُسبق ، ورامياً لا يُخطأ اسمه {{ كرز بن جابر الفهري }} رضي الله عنه وارسل معه {{ ٢٠ }}من الصحابة وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحق بهم ، و أن يردهم الى المدينة احياء ولا يقتلهم _______ فأدركوهم في الطريق و أحاطوا بهم ، وأسروهم ، وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة وانظروا ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو المشرع لنا عن ربه ، ليعلمنا اين تكون الرحمة ومحاسن الأخلاق ؟؟ واين تكون الشدة والبطش ؟؟ حتى نتعلم كيف نعامل المفسدين في الارض وكيف نعامل الضعفاء فينا وكيف نكرم اصحاب الخلق الحسن و نضع الأمورفي موازينها فليس كل الناس {{ سواء }} في المعاملة كما قال الشاعر {{ إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا }} فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ ________ أمر أن تسمل أعينهم كما سملوا عين الراعي [[ فحميت المسامير على النار وقلعت اعينهم ]] ثم أمر أن تقطع ، أيديهم وأرجلهم من خلاف [[ تقطع اليد اليمنى والقدم اليسرى ]] ثم امر ان يلقوا في الحرة واخذوا يطلبون الماء من شدة العطش فأمر النبي ان لا يسقوا حتى يموتوا .... فماتوا عطاشا فأنزل الله على نبيه مؤيداً لفعله {{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }} فلم يسمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عينا إما قتل او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض كل مفسد حسب جرمه فعلم العرب حول المدينة ، أن عند محمد رسول الله ١_ الكرم والرحمة في موضعه ٢_ والشدة والبطش في موضعه وان محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يعامل الناس كلهم بمعاملة واحدة ، فكل إنسان يعامل حسب فعله يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٥ »
السيرة النبوية العطرة (( سرية زيد بن حارثة )) __________ قلنا في الجزء السابق أن العام السادس للهجرة ، كان عام {{ السرايا }} وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يأدب العرب حول المدينة ممن تحزبوا مع الأحزاب وتجمعوا لغزو المدينة فكما أمّنَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بأقتلاع جرثومة الفساد من داخلها من أخوة القردة والخنازير {{ بني قريظة }} أراد صلى الله عليه وسلم أن يأمنها من خارجها وقد أتيت لكم على سرية {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه ونأخذ اليوم نموذج آخر عن هذه السرايا أختم به حديثي ، لننتقل بعده الى {{ الحديبية }} ___________ في {{ جمادى الأول }} من السنة السادسة من الهجرة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم {{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه ومعه{{ ١٧٠ راكبا }} الى {{ العيص}} لاعتراض عير لقريش [[والعيص هو مكان يبعد عن المدينة ٢٢٠ كم، وهو في طريق تجارة قريش الى الشام، وهذه هي ثاني مرة يرسل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سرية الى هذا المكان لاعتراض عير لقريش، وكانت المرة الأولى، هي أول سرية يرسها الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما أرسل عمه {{حمزة بن عبد المطلب }} رضي الله عنه ،في الشهر السابع من الهجرة لاعتراض عير قريش ، وكانت أول سرية في الاسلام ]] ___________ خرجت سرية {{ زيد بن حارثة }} الى {{العيص }} لاعتراض عير لقريش في اطار {{ الحصار الاقتصادي }} والحرب الإقتصادية التي يشنها الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش واستطاعت سرية {{ زيد بن حارثة }} أن تستولي على القافلة بالكامل وأسروا بعض رجالها، بينما أفلت قائد العير وهو {{ أبو العاص بن الربيع }} أتذكرون هذا الأسم ؟؟ أبو العاص بن الربيع ، هو الذي كان متزوجا من السيدة {{ زينب }} بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت لكم قصته __________ السيرة النبوية أصبحت آمانة في أعناقكم ، كل مؤمن قرأها فهو مسؤول حسب أستطاعته في نشرها فهو علم وفي زماننا من السهل نشره ، وأنتم من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مهمتكم بعد موت نبيكم صلى الله عليه وسلم ، نقل مفهوم هذا الدين الى الناس ، ولن تجدوا مثل السيرة للتأسي فالسيرة هي {{ الدين كله }} كيف لا ؟؟ وهي الترجمة العملية لهذا الدين ، متمثلة بسلوك {{ النبي صلى الله عليه وسلم }} وأصحابه الكرام وسلوكهم كان تطبيقاً عملياً ، في كل يوم لِما يتنزل عليهم من وحي وقد أنزل الله على نبيه في حجة الوداع قوله {{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }} شهادة من الله ، أن الدين قد كمُل ، والنعمة قد تمتّ ، وأن الإسلام أصبح واقعاً مترجماً على الارض فشهادة من الله أن كل صحابي جليل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم كان {{ قرآن متحركاً }} يسير على الأرض فمن أراد أن يتعلم دينه ، فعليه بالسيرة وانتم متابعون السيرة ، و قد لمستم ذلك واصبح مفهوم الدين لديكم واضح ، في كثير من الأمور التي كنتم تجهلونها من قبل فلقد تعلمتم الكثير ، صغاراً وكباراً فمن يسلك الطريق الى الله بلا مرشد ، سيستغرق مائة عام في رحلة لا تحتاج سوى يومين وخير مرشد لنا في ديننا {{ السيرة النبوية العطرة }} ___________ فمن أراد العقيدة يجدها في السيرة كيف لا ؟؟ وهي عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام ففيها العبادات وفيها السياسة وفيها تربية الرجال وفيها كيف نتعامل مع عدونا {{ سلماً وحرباً }} بعهود أو بنقض عهود فالسيرة يا أحباب رسول الله هي {{ الدين كله }} فالسيرة يا عباد الله ، السيرة يا احباب الله ، السيرة يا خير امة ، السيرة {{ للتأسي لا للتسلي }} لنرى قدوتنا التي نصبها الله لنا ، كيف كان ؟ فنسير على خطاه بنص القرآن الكريم {{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }} إذن من كان يرجو وجه الله، والقرب من الله ، وهو من العابدين الذاكرين لله فأسوته {{ محمد رسول الله }} صلى الله عليه وسلم __________ انشروا سيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ولا تكونوا ممن كتم علماً فيأتي الناس يوم القيامة ، من قرابته واصدقائه يحآجونه امام الله لماذا لم تخبرنا في الدنيا ، وقد علمت ؟؟ لماذا كتمت عنا ما كنت تعلم ؟؟ لعله كان علمك الذي كتمته ، يُصلح حالنا في الدنيا لو اخبرتنا فلا تكونوا ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار }} بل كونوا من خيار هذه الأمة الذين تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر لتشملكم هذه الآية {{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }} وانشروها كما شئتم ، وخذوا منها ما شئتم ، وليس من الضروري اسم الكاتب على الاطلاق ، ولا اعتبره سرقة لا !! بل هو واجب عليك وأنت ملزم به فمن واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٦ »
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى الحديبية )) البداية __________ __________ بعد غزوة الأحزاب ، قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عدد كبير من السرايا في السنة السادسة من الهجرة فكانت ثمرة هذه السرايا {{ أن المسلمين هم القوة الإقليمية الأولى في الجزيرة }}وأتجه ميزان القوى بوضوح لصالح المسلمين على حساب قريش __________ في ذلك الوقت ، وفي شهر شوال من السنة السادسة من الهجرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم {{ رؤيا في منامه }} أنه صلى الله عليه وسلم وصحابته يدخلون المسجد الحرام وقد حلقوا شعورهم [[ أي أنهم يدخلون مكة معتمرين ]] ورؤيا الأنبياء وحي من الله تعالى _________ وعلى الفور أعلن صلى الله عليه وسلم ، أنه سيخرج لأداء {{ العمرة }} ودعا كل المسلمين في المدينة للخروج معه، وكذلك الأعراب حول المدينة كانت الفكرة مفاجئة للجميع فالحرب بين المسلمين وقريش قائمة ، بل وفي أوجها ولم تكن قد مرت على غزوة {{ الأحزاب }} ومحاولة قريش غزو المدينة سوى عام واحد ومجرد الاقتراب من مكة فيه خطورة شديدة ومع ذلك كانت قوانين الجزيرة العربية، وأعراف قريش نفسها تقضي بألا تتعرض قريش لمن يدخل {{ مكة المكرمة }} مهما كانت بينه وبين قريش من خلافات بل على العكس عليها أن تقوم ١_بحمايته ٢_اطعامه وسقايته ٣_خدمته وقد كان معروفا {{ أن الرجل الذي يرى قاتل أبيه في مكة ، فلا يستطيع أن يتعرض عليه حتى يخرج من الحرم }} فمكة كانت لكل العرب في الجاهلية ، ففيها {{ بيت الله }} حتى في {{ الإسلام }} مهما كانت سياسة الدولة متوترة مع دول أخرى ، لا يحق لها منع أي مسلم على وجه الارض كلها على الإطلاق من دخول مكة المكرمة فهي حق لكل المسلمين ، وقد توعد الله بالعذاب الأليم والخزي لمن يمنع مسلم واحد من دخول الحرم ، مهما كنت معه على خلاف قال تعالى {{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم}} ___________ ومع ذلك لم يكن الأمر بهذه السهولة على الصحابة لأنه ليس هناك ما يضمن أن قريش ستحترم هذه الأعراف وقد انتهكت قريش اعرافها قبل ذلك كثيرا ولو كان الأمر هكذا سهلا لذهب بعض المسلمين لأداء العمرة بصورة فردية ولكن هذا لم يحدث ولو حدث لأسرته قريش لم تحدث سوى حالتين عمرة فقط ، منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ١_الأولى بعد الهجرة مباشرة، وقد قام بها {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه وأرضاه وعندما عرفه {{ أبو جهل }} تصدى له ومنعه من استكمال طوافه بالكعبة ٢_ ومرة ثانية بعد الهجرة بثلاثة سنوات، قام بها {{ثمامة بن اثال}} سيد بني حنيفة وقد رفع صوته وجهر بالتكبير ، وقد تعرضت له قريش كذلك، ولكنها لم تستطع منعه لمكانته ___________ اذن الأمر ليس سهلا ، وليس هناك ما يضمن أن قريش لن تتعرض للمسلمين بل على العكس تاريخ قريش مع المسلمين يقول {{ أن خروج المسلمين لأداء العمرة فيه خطورة شديدة جدا }} ولذلك لم يستجب للنبي صلى الله عليه وسلم ، سوى المؤمنين فقط بينما رفض المنافقون الخروج الى هذه الرحلة المهلكة من وجهة نظرهم وكذلك لم يخرج الأعراب الذين حول المدينة ____________ فكان عدد الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم {{ ١٤٠٠ }} من الصحابة ولكنه كان صف نقي خالص ليس فيه منافقون وليس فيه أناس ايمانهم ضعيف واذا كان الصف {{نقي طاهر فلابد }} أن النصر قريب، كما كان في بدر وكما في قصة طالوت، وغير ذلك من المشاهد ___________ خرج صلى الله عليه وسلم واصحابه في {{ ذي القعدة }} في نهاية السنة السادسة من الهجرة وكان مع المسلمين ، عدد كبير من الإبل لذبحها في مكة وهو ما يسمى {{ الهدي}} والهدي هو ما يهدى من الأنعام الى الحرم تقرباً الى الله تعالى وافضله هو {{ الإبل }} فأشعرها وقلدها معنى {{ أشعرها }} هو أن يجرح أحد جانبي سنام الناقة ، ويأخذ من دمها ويلطخ به السنام كعلامة ان هذه الناقة {{ هدي لبيت الله الحرام }} ومعنى {{ قلدها }} هو أن يوضع في عنق الأبل قطعة جلد أو غير ذلك وكانت العرب في الجاهلية تعلق {{ النعال اي الاحذية }} على عنقها حتى يعرف أنها هدي فلا يتعرض لها أحد أما النبي صلى الله عليه وسلم ، قلدها فوضع على رقاب الهدي شيء آخر من الخرز الذي يستخدمونه ، جعل على عنقها قلائد دليل على أنه متجهاً للبيت الحرام ، وأنه لايريد أن يحارب احداً ، فكان محرماً معتمراً ____________ وكانت تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ، لأصحابه هو الخروج بسلاح المسافر فقط لأنه خرج لأداء العمرة ولم يخرج للحرب ولم يحملوا معهم ملابس الحرب حتى ولو على سبيل الاحتياط [[ وسلاح المسافر هو السلاح الذي يحمله من يريد السفر ، ولا يزيد عن سيف ، أو خنجر ، أما المحارب فانه يرتدي الدرع ويحمل الترس ويتقلد السيف ويحمل قوسه وسهامه وحربته]] وكان الخروج بسلاح المسافر فقط حتى يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يخرج لحرب ، وانما خرج لأداء العمرة ، وكان فيه دليل على شجاعة المسلمين وثقتهم بأنفسهم وصل صلى الله عليه وسلم والمسلمون الى {{ ذي الحليفة }} وهي التي نطلق عليها الأن {{ آبيار علي }} وهو المكان الذي يحرم منه القادمون من المدينة الى مكة، وأحرم المسلمون من هذا المكان، وبدؤا في التلبية {{ لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك }} ___________ وصلت الأخبار الى قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون لأداء العمرة وأجمعت قريش رأيها على منعهم دخول مكة والتصدي لهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه يسير على بركة الله فعندما وصل المسلمون الى منطقة {{ كراع الغميم }} [[ منطقة تبعد عن مكة ٦٣ كم فقط ، وجدوا أن قريش قد جمعت جيشا لصد المسلمين عن التقدم في اتجاه مكة، وكان هذا الجيش مكون من قريش نفسها ومن الأحابيش، وهي مجموعة من القبائل المتحالفة مع قريش، وقد اطلق عليها الأحابيش لتحبشها أي لتجمعها ]] وكان هذا أول مظهر من مظاهر نية قريش منع المسلمين من أداء العمرة، وعدم احترامها للأعراف التي تقضي بعدم التعرض لمن يأتي الى مكة معتمرا ___________ واستشار النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ، لأن الأمر خطير وكان رأي البعض هو قتال هؤلاء الأحباش وكان ممن تكلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فقال:_ يا رسول الله الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرين ولم نجيء لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه [[ أي أننا لا نبدأ أحدا بقتال لأننا خرجنا معتمرين، ولكننا مع ذلك نكمل طريقنا الى مكة، فاذا اعترض هذا الجيش طريقنا قاتلناه، واذا لم يعترض طريقنا وكان لمجرد التخويف أكملنا طريقنا الى مكة ]] فقبل النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة هذا الرأي واستحسنوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :_ هل من رجل يأخذ بنا عن غير طريقهم فندخل مكة من غير الطريق المألوف ؟؟ [[ لان الطريق من المدينة الى مكة معروف طريق اهل الشام فأراد ان يخالف تجمعهم وينحرف عن الطريق المعروف فيباغتهم ويدخل مكة لأنه إذا وصل و دخل مكة فلا قتال بالحرم ]] فقال رجل ، له خبرة بالطرقات قال :_ انا يا رسول الله فسلك بهم عقبة وثنية [[ اي طريق وعر ومنحني لا يتسع هذا الطريق إلا لرجلين وثلاثة وهكذا ساروا طوال الليل ]] فسار النبي صلى الله عليه وسلم ، بالمسلمين في طريق منحرف متجنبا جيش مكة، وأكمل المسلمون طريقهم، ولم يعترض جيش قريش والأحباش المسلمون __________ فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى منطقة تسمى {{ عسفان }} تبعد عن مكة حوالي {{ ٤٠ كم }} علمت قريش بذلك فأرسلت قريش لهم فرقة قوية من الفرسان عددها {{ ٢٠٠ }} فارس وكان على راسهم {{ خالد بن الوليد }} ووقف ورائهم جيش مكة من قريش والأحابيش ____________ وفي ذلك الوقت جاء موعد {{ صلاة الظهر }} ووقف المسلمون يصلون الظهر والمسلمون لم يأخروا الصلاة عن وقتها الا في {{غزوة الأحزاب }} فقط وقد ذكرتها لكم يوم الخندق وقف صلى الله عليه وسلم مطمئنا لصلاة الظهر ووقف خلفه المسلمون ، وكان {{ خالد بن الوليد }} قائد فرسان المشركين يراقبهم من بعيد وشاهد المسلمون وهم يركعون ويسجدون، والأمر يتكرر منهم ووجد أن هناك فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم فسأل من حوله :_ هل سيصلي المسلمون مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟ فقال لهم بعضهم:_ نعم إن لهم صلاةً بعد هذه [[ أي العصر ]] هي أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم ___________ فتجهز {{ خالد بن الوليد }} وجهز كتيبته للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر واستعد جيش مكة لذلك ، الغدر من المسلمين [[وهذا يدل على خوف جيش مكة الشديد من المسلمين، حتى وهم بسلاح المسافر ، وقريش بكامل عتادها، وحتى وهم يملكون ٢٠٠ فارس، ولم يكن مع المسلمين فارس واحد ]] فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بتشريع {{ صلاة الخوف }} فلما حضرت صلاة العصر ووقف صلى الله عليه وسلم يصلي بالمسلمين {{ صلاة الخوف }} لأول مرة فصلى وصلى خلفه نصف الصحابة والنصف الثاني من الصحابة وقف خلف المسلمون لحراستهم وأتم صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين ثم وهو في التشهد سلم الصحابة [[ اي انهوا الصلاة السلام عليكم ورحمة الله ]] وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم وانصرف الصحابة ووقف للحراسة ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى {{ خالد بن الوليد}} ذلك وهو يراقبهم من بعيد ذهل وقال متعجباً :_ إن القوم ممنوعون !!! [[وكان هذا الموقف له أثر كبير في اسلام {{خالد بن الوليد}} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، لأنه أسلم بعد صلح الحديبية بشهور قليلة ]] _______ بعد أن صلى المسلمون العصر عاد {{خالد بن الوليد }} بكتيبته الى مكة ليخبر قريش ، أن محمدا ومن معه لم يأتوا لقتال ، وقد ساقوا الهدي واشعروها وقلدوها محرمين معتمرين وكانت مكة في قمة ارتباكها ، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار _________ ثم انحرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين مرة أخرى متجنباً جيش مكة ، وأكمل المسلمون طريقهم حتى اقترب المسلمون جدا من مكة و وصلوا الى وادي أسمه {{ الحديبيبة }} أرضه منبسطه وسبب تسميته {{ الحديبية }} لان فيه {{ بئر }} ماءه قليل يبض الماء بضاً [[ يجلس الذي يريد ان يشرب منه ساعة حتى يملئ قربته وهو يحني ظهره {{ فيحدب }} ظهر الرجل ]] فسمي البئر {{ الحديبية }} لأنه يحدب ظهر الرجل ومن هذا البئر أخذ المكان اسمه وهذا المكان هو الآن ضاحية من ضواحي مكة [[أي أن المسلمين أصبح بينهم وبين مكة اثنين أو ثلاثة كيلومتر ، وأصبحوا يرونها أمام عيونهم من بعيد ]] وأصبح الموقف شديد الحرج ، ففي أي لحظة يمكن أن يقع القتال __________ في ذلك المكان {{ الحديبيىة }} أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكمل طريقه ويدخل مكة بركت ناقته القصواء ، ورفضت أن تتحرك فزجرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تقم وحاول الصحابة أن يدفعونها واخذوا يقولون لها :_ حل حل [[ حل كلمة عند العرب يزجرون بها الابل اذا احرنت عن المسير ]] ولكنها رفضت التحرك فقال الصحابة: _ خلأت القصواء [[ القصواء اسم ناقة النبي خلأت يعني أحرنت ورفضت المسير ]] قالوا :_خلأت القصوى يقول الصحابة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته في وجوهنا ويقول :_ ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ، والذي نفسي بيده لا يسألوني [[ أي قريش ]] خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها [[ القصواء وهي ناقته التي دخل عليها المدينة المنورة يوم الهجرة عندما قال لاصحابه {{دعوها فإنها مأمورة }} فالقصواء تسير بأمر الله ، تقودها الملائكة فلما رفضت التحرك علم النبي انها مأمورة ، وحبسها الله ومنعها دخول مكة كما منع فيل أبراهة معنى ذلك فهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ، مشيئة الله لعدم دخوله مكة ، ليحفظ الله نبيه واصحابه من غدر قريش لذلك هو مستعد لقبول حلول أخرى غير أن يدخل المسلمون مكة ويؤدون عمرتهم ، لأن عدم تحرك الناقة وهو أمر ليس من طبيعتها فيه اشارة من الله تعالى الى عدم الدخول في قتال مع أهل مكة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان لحكمة عند الله تعالى ]] فعسكر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في ذلك الوادي {{ الحديبية }} فقال الناس :_ يارسول الله نزلت بنا على غير ماء وإن بئر {{ الحديبية }} لا يستقي منها الراكب أو الراكبان ونحن كثير فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ انظروا هل بها من ماء ؟؟ فجاؤا النبي وقالوا :_ ليس فيها إلا الدلوين او الثلاث ؟!! فأخذ سهماً صلى الله عليه وسلم من كنانته وأعطاه لأحد اصحابه فقال :_ انزل فيها [[ اي البئر ]] واغرسه فيها باسم الله فنزل الرجل وقال :_ بسم الله وغرس السهم في وسط البئر يقول اصحابه :_ [[وهم فوق ١٥٠٠ رجل يعني الحديث فوق المتواتر ]] قالوا :_ والذي بعثه بالحق ، لقد أخذ الماء يفور ، وله هدير كأنه الماء يغلي بالقدور ، فما أن أسرعنا حتى أخرجنا صاحبنا وإلا كان قد غرق ، ففار الماء وفاض حتى ملء البئر [[وكان فتحت البئر كبيرة يجلس الناس حوله ]] فجلس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حول البئر يغترفون الماء لا يحتاجون لحبل ودلو ينتشلون الماء يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٧»
السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية )) ___________ بركت القصواء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك الوقت كانت قريش في قمة أرتباكها لأنها لا تعرف ما الذي تصنعه ؟؟ لا هي قادرة على قتال المسلمين !!! ولا هي قابلة لدخول المسلمين الى مكة !!! قال لهم خالد بن الوليد :_ لقد جاؤوا معتمرين محرمين يقولون :_ وإن جاء معتمراً محرماً ، لا يدخلها علينا عنوة [[ يعني رغم عنا ]] ____________ فماذا فعلت قريش ؟ أرسلت الى زعماء القبائل المحيطة بمكة ، ليحضروا ويشهدوا معهم أن محمداً {{ صلى الله عليه وسلم }} جاء معتدياً الى مكة فحضر إليهم سريعاً ١- بديل بن ورقاء {{سيد خزاعة }} ٢_ حليس بن علقمة {{ سيد الأحابيش }} ٣_عروة بن مسعود الثقفي {{ سيد الطائف }} ___________ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة وهو {{ خِراش بن أمية }} رضي الله عنه إلى قريش ليخبر قريشا أنه جاء معتمراً ، وأنه ولم يأتِ للحرب ولكن ما ان دخل مكة حتى اعترضته قريش وعقروا الناقة التي كان يركبها وكادوا يفتكون به لولا أن منعهم سيد الأحابيش فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره بما حدث ___________ فقالت قريش :_ قم يا {{ بديل بن ورقاء }} فأنظر لنا أمر محمد و {{ بديل بن ورقاء }} يكون سيد {{ خزاعة }} وخزاعة كان فيها المسلم والكافر ولكن كانت خزاعة قلوبهم تميل مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلمهم وكافرهم [[ يعني خزاعة كانت متعاطفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقفها ]] لماذا لم ترسل قريش أحد من سادتها ؟؟ حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة فاختارت سيد خزاعة ___________ فقام{{ بديل }} ومعه نفر من رجال قومه حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلم عليه ثم جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بديل :_ ما أقدمك الى مكة يا محمد ؟؟{{ صلى الله عليه وسلم }} قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_كما ترى نحن محرمون قد قدمنا الهدي ، وقلدناه واشعرناه [[ شرحت معنى التقليد والاشعار في الجزء السابق ]] نريد أن نعظم هذا البيت ونتطوف به كسائر العرب ورأى{{ بديل }} صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن اصحابه شعثاً غبراً محرمين وليسوا معتدين ، قد رفعوا اصواتهم بالتلبية فأراد {{ بديل }} أن يحل هذه الأمر ، من أجل أن لا يقع بين المسلمين وقريش قتال ، فأخذ يحاول تخويف النبي صلى الله عليه وسلم فقال :_ يا محمد أنا أصدقك ولكن قومك قد أجمعوا أن لا تدخلها عليهم عنوة و إني تركت {{ كعب ابن لؤي، وعامر بن لؤي }} قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العُوذ المطَافِيل [[ كعب وعامر بن لؤي يقصد قبيلة {{ كنانة }} أي جاؤوا معهم العوذ والمطافيل ، اي وصف للأبل التي تحلب والتي لا تحلب اي أنهم مستعدون حتى لو اقاموا سنة لن يسمحوا لك ان تدخل يعني مستعدين يضيعوا موسم الحج وسنة كاملة وهم يحاربوك ولن يسمحوا لك بالدخول ]] :_ وهم مقاتلوك وصادَوك عن البيت فماذا رد عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟ قال له :_ إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين [[ جواب بمنتهى الرزانة والثقة بالنفس لم يستفزه ، أنا لم آتي لقتال أحد ، جئت أريد العمرة فقط ]] :_وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم [[ يعني ما تقوله غير صحيح، قريش لن تقاتلنا ، وأن قريش منهكة ومهزومة ولا تستطيع أن تحارب المسلمين، وقد عادت من الأحزاب فاشلة ]] :_فإن شاءوا ماددتهم ، ويخلوا بيني وبين الناس [[ أي تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش مدة من الزمن، لا يمنعون فيها أحد أو يرهبونه أو يضغطون عليه في عدم دخوله الاسلام، وكان هذا هو الذي يسعى اليه صلى الله عليه وسلم ]] :_وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا [[ النبي صلى الله عليه وسلم ، يعرض عليهم الاسلام للمرة المائة، حتى يذكرهم أنه نبي مرسل من عند الله]] :_ وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي [[ أي تقطع رقبتي ]] أو لينفذن الله أمره فلم يعرف {{ بديل }} ما يرد به على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أفحم وسكت فقال :_ يامحمد سأبلغهم ما تقول ، فإنما أنا رسول بينك وبينهم ثم رجع {{ بديل بن ورقاء }} الى قريش وحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ونصحهم ألا يصدونه عن البيت فإن من حق كل العرب حج هذا البيت وهو جاء محرماً معتمراً ، لا مقاتلاً ومعتدياً كما تزعمون ولكن قريش اتهمت {{ بديل}} وان له ميل للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت له :_ اجلس ، لم تكفنا شيئاً [[ يعني ما استفدنا منك شي ]] _____________ وأختارت قريش أن ترسل رجل آخر ، لا يكون ميله للنبي صلى الله عليه وسلم فأختارت {{ الحليس بن علقمة }} وهو سيد الأحابيش [[ للتنبيه الأحابيش لا تعني أهل {{ الحبشة }} كم يظن البعض الأحابيش هم الأعراب المحيطون بمكة والمدينة ، ليسوا من قريش ولا قبائل معروفة فهم خليط من الأعراب المحيطين تحبشوا مع بعضهم أي تجمعوا فأطلق عليهم اسم {{ الأحابيش }} وكانوا قد عاهدوا قريش أن يعينوها في موسم الحج حتى يؤدي الناس حجهم بلا اعتداء ]] وكان سيد الاحابيش المطاع أمره فيهم {{ الحليس بن علقمة }} فأرسلت قريش {{ الحليس بن علقم }} سيد الأحابيش، مع عدد من اصحابه وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، جالساً يرقب من سترسل قريش ؟؟ فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلًا من بعيد قال لأصحابه :_ لقد ارسلوا إليكم ، قوم يعظمون البدن وهذا {{ الحليس }} سيد الاحابيش وهو رجل يتأله [[ اي يتعبد ويعظم شعائر الله وقومه ، متدينون يحترمون من جاء لأداء العمرة ]] :_ انه رجل يتأله فقدموا الهدي في وجهه ليراه فلما اقترب ارسلوا الأبل المجهزة للهدي في وجهه واستقبله الصحابة وهم يلبون فلما رأى {{ الحليس}} هذا قال:_ سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت. وعاد {{ الحليس }}الى قريش حتى أنه لم يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، بل رجع مسرعاً [[لانه يعظم شعائر الله ]] وقال لهم:_ ويحكم يا قريش !!! تصدون عن البيت من يعظم شعائر الله ؟؟؟ - إني رأيت ما لا يحل منعه، وما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت واخذ يعنفهم ويقول :_ إنكم تعنفون على محمد وتسيئون به الظنون ما جاء معتدياً كما تزعمون ، بل جاء معتمرا فلما اثقل عليهم بالكلام قالوا له: _ اجلس يا حليس فإنما أنت أعرابي ولا علم لك [[ يعني شو بفهمك بهذه الأمور ]] فغضب الحليس وقال :_ يا معشر قريش ، والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم يُصدّ عن بيت الله الحرام من جاءه معظِّماً؟ !!!! والذي نفس {{ الحليس }} بيده ، ورب هذا البيت لتخلّون بين محمد وما جاء به أو لأنفرن بالأحابيش [[ أي اخذ قومي وارحل ]] نفرة رجل واحد حتى أكون مع محمد عليكم [[ لايعني انه سيدخل الإسلام ، قصده يقف وينصر النبي حتى يدخل مكة ويعتمر ]] فلما رأت قريش ذلك استرضوه واجلسوه وقالوا :_ لا عليك يا حليس ، سنأخذ منه ونعطي [[ يعني ستكون بيننا وبينه مفاوضة ]] فجلس {{ الحليس }} على حذر وهو يريد أن يقف في وجه قريش إن صدت رسول الله عن اداء العمرة ______________ ثم أختارت قريش بعد ذلك {{ عروة بن مسعود الثقفي}} وهو سيد الطائف [[ وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى {{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }} عندما قال الوليد بن المغيرة ، لو كان ما يقول محمدا حقا لكن أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اي مكة و الطائف إما نزل علي انا الوليد بن المغيرة او سيد الطائف {{عروة بن مسعود }} وقد أسلم {{ عروة بن مسعود }} وله قصة استشهاد رائعة بعد حصار الطائف وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه أنه يشبه المسيح عيسى عليه السلام ]] قالت قريش :_ تذهب إليه يا عروة ؟!!! قال لهم :_ لقد رأيت وسمعت ما كان بينكم ، وبين من أرسلتم قبلي وانا رجل لا أرضى الإتهام [[ يعني انتوا ناس لا تحسنوا الظن بأحد ، كل ما ترسلوا واحد ويرجع ، يزكي قدوم محمد ، ويعيب عليكم موقفكم من صده عن البيت ، تكذبوه و تتهموه ، فأنا لا ارضى الإتهام ]] :_وانتم تعلمون يا سادة قريش أنكم الوالد ، وانا الولد [[ لان امه من قريش يعني انتوا اخوالي ، يعني لن اقف مع محمد ضد اخوالي ]] :_وتعلمون أني جئت بقومي حتى أكون معكم قالوا :_ أنت لست متهم قال :_ فإن أتيته وقلت رأيي فيه ، فأنا لا أرضى أن تخالفوني الرأي فأقنعوه بالذهاب __________ أرسلت قريش {{ عروة بن مسعود }} ولم ترسل أحد من سادة قريش ، حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة واختارت {{ عروة }} لأنه شخصية معروفة وله مكانته الكبيرة في الجزيرة كلها أقبل {{عروة بن مسعود }} ومعه رجال من قومه حتى أناخ راحلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقبل على الرسول فلما اقترب عروة وعرفوا أنه سيد {{ ثقيف }} وان ميله مع قريش خاف الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم الغيلة [[ أي الغدر ]] فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه {{ المغيرة ابن شعبة الثقفي }} [[ يكون {{ عروة }} عمه اخو ابوه يعني الذي سيفاوض النبي هو عم هذا الصحابي الجليل ]] فلبس {{ المغيرة }} المغفر وتقلد سيفه [[اي حمله ]] و وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، يحرسه خوف من ان يغدر به القوم فجلس {{ عروة }} الى النبي صلى الله عليه وسلم وتربع له النبي وجلس عروة على ركبتيه فقال عروة :_ لماذا قدمت يا محمد ؟؟ قال :_ ألا ترى يا عروة نحن محرمون ومقلدون الهدي ومشعرون ، رافعين الصوت بالتلبية شعثاً غبراً نريد أن نتطوف بهذا البيت كسائر العرب قال :_ يا محمد لقد تركت قريش وقد جمعوا لك، وهم يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت وانك لا تدخلها عنوة [[ اي رغم عنهم ]] وهم لا يرضون أن تدخلها هذا العام ، فإذا أبيت قاتلوك وقد لبسوا لك جلود النمور[[ اي تعبيراً عن القوة ]] وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين أن تجتاح قومك، ولم نسمع برجلٍ اجتاح أصله قبلك [[ يعني تقاتل أهلك في بلدك ، وهذا الشيء منكر فهي بلدك وما سمعنا رجل جاء برجال غرباء من خارج بلده ليقتل اهله فليس كل الصحابة من مكة ]] :_أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم [[ يعني هؤلاء اللي محتمي فيهم اذا قاتلتك قريش سيهربون ويتركوك لانهم عبارة عن عصابة اوباش قطاع طرق ، حتى انا لا اعرفهم ولا اعرف أنساب لهم ]] __________ فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه غضب لهذه المقالة ، نحن اوباش الناس ؟؟ لا انساب لنا ؟؟ فهم من صميم قريش وخيارها فقام ابو بكر ورد عليه بعبارة لن اخجل من ذكرها ، ما دام ابو بكر قالها في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان بعض من كتب السيرة اختصرها ولم يذكرها {{ فقالوا :_ قال له كلمة قبيحة وسبه وتجاوزوا عن الكلمة لم يذكروها }} فحتى لا ينقل الناس إلا الصحيح ويقولون :_ يا ترى ماذا قال ابو بكر ؟ وهو محرم وفي مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقام ابو بكر مغضباً ، وعجب الصحابة ابو بكر !!!!!!!! المعروف بالحلم ، والهدوء ، والسكينة ولكن قول عروة {{ فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم }} قام ابو بكر مغضباً وقال له: _ امصص بظر اللات ! أنحن نخذله؟ [[ لن افسرها ارجعوا الى التفاسير بأنفسكم ]] حبيب قلبي يا ابا بكر الصديق رضي الله عنك وارضاك كان رد {{ أبو بكر }} قاسيا، بالرغم ما عرف عن أبي بكر بالأدب والرفق واللين ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على {{ أبي بكر }} ما قاله و لأن ابا بكر بعد رسول الله ، ومعه معية الله ورسوله ، ويعرف تماماً ماذا يقال ؟؟ واين يقال ؟؟ ومتى يقال ؟؟ فنحن لسنا كأبي بكر الصديق رضي الله عنه لأن بعض المواقف لا تحل باللين ولابد لها من العنف، وقد وصف الله تعالى الصحابة فقال {{ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }} _________ قال له: _ امصص بظر اللات ! أنحن نخذله؟ صدم {{ عروة }} من رد {{ أبي بكر }} ووصلت له الرسالة واضحة تماما ، أن الصحابة مستعدون بالتضحية بحياتهم في سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم قال عروة وهو مصدوم ومغضب :_ من هذا يا محمد ؟ !!!! فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :_ ألا تعرف ابن أبي قحافة يا عروة ؟؟ إنه أبا بكر قال عروة :_ أبا بكر ؟ !!!!!! قال :_ نعم يا عروة قال عروة :_ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك! [[ وكان {{ عروة بن مسعود}} قد استعان في حمل دية يعني عليه دم في الجاهلية اي قبل الاسلام ، فكان يطلب عروة من الناس ان يعينوه في دفع الدية ، فأعانه أبو بكر بنصف الدية، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود فكان لابي بكر فضيلة على عروة فقال {{ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك }} اي معروفك السابق يمحو شتمك لي اليوم ]] ___________ ثم رجع {{ عروة }} يكلم النبي صلى الله عليه وسلم والنبي لا يرد عليه فأخذ يلاطف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، برؤوس اصابعه [[و ليست هذه الحركة احتقاراً ، بل هي عادة عند العرب بالتودد والتلطف ولكن لا تكون هذه الحركة إلا من سيد الى سيد ومن كبير الى كبير مش اي واحد بيعملها ]] مد يده للحية النبي صلى الله عليه وسلم ، يلاطفه كعادة العرب حتى يقبل رأيه [[ قلنا ان المغيرة ابن اخوه لعروة ، واقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه خوفاً من الغدر ، وكان يلبس المغفر يعني وجهه مش مبين لا يعرفه عمه عروة ]] فكان كلما مد {{ عروة }} يده ليمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويلاطفه يقرع {{ المغيرة بن شعبة ابن اخوه }} يقرع بذيل السيف على يده ويقول له بشدة :_ اكفف يدك عن مس لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك! [[ يعني رجع أيدك عن وجه النبي أحسن ما اقطعلك اياها ]] فلما أكثر {{المغيرة }} من ضربه ليد {{عروة }} أشتعل غضباً عروة وقال: _ ليت شعري من أنت ؟؟ يا محمد من هذا ؟؟ والله ما رأيت من بين العرب أفض وأغلظ منه ، من هذا الرجل يا محمد ؟ !!! فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :- هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة يا عروة قال :_ المغيرة ؟!!!! قال :_ نعم هذا المغيرة بن شعبة يا عروة فنظر الى ابن اخيه وقال :_ يا غُدر [[ اي صاحب الغدر الكثير ]] يا غدر ما غسلت ديتك إلا بالأمس القريب [[ فكان الدم الذي تحمله عروة و أعانه عليه ابو بكر كان عن ابن اخيه المغيرة الذي حمل دما قبل اسلامه ]] __________ وجعل {{ عروة }} يراقب الصحابة فلقد كان يظنهم [[ أوباش من الناس عصابات في اي لحظة يخذلون رسول الله ]] فلما حضرت الصلاة وأحضروا له الماء ليتوضأ، أخذ الصحابة يقتتلون على وضوئه وعاد {{ عروة }} الى المشركين مرعوب وقد تغيرت مفاهيمه[[ فكما قلنا كان يظن ان مع النبي اوباش من الناس وعصابة ]] فاسمعوا ماذا قال لقريش الآن قال لهم: أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله ما رأيت ملكاً الملوك قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً والله ما أمر أمراً إلا ابتدروا الى أمره واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ولا يحدون البصر في وجهه تعظيماً له وإذا نظر الى مكان ، ألتفتوا جميعا نظروا الى ما ينظر إليه واذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه ولا يبصق بصقة إلا وقعت في كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده وإني ناصح لكم فوالله أنكم إن أردتم السيف بذلوه لكم فوالله لقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً وفيهم عين تطرف وإني نصحت لكم فخذوا رأيكم ، واتركوا محمداً وشأنه ، فإن اصابته العرب فذلك ما ترجون وإلا فعزه عزكم قالوا :_ اجلس يا عروة قال :_ ما أنا بجالس !!! لقد اخذت عليكم عهداً أن لا تتهمونني قالوا :_ما أنت بمتهم ، ولكن اجلس دعنا نأخذ ونعطي قال :_ كم تأخذون وتعطون ؟؟ لا والله لا أشهد لكم مهزلة ولا عيبة [[ يعني مفاوضتكم مع محمد وكل الذين ذهبوا وارسلتموهم اليه ، وكلامهم عنه ، يقولون لكم دعوه يعتمر ، لماذا ترسلون الرسل إذن ؟؟ إذا لم يقنعكم هذا كله ، فهذا يعتبر مهزلة وعيب عليكم انتوا كبار ولستم صغار ماهذه المهزلة]] فنهض من قومه من أهل الثقيف واتجه للطائف فضعفت شوكة قريش قالوا :_ أردنا امراً ، فقلبه محمد علينا رأساً على عقب [[ هم ارسلوا لسادات العرب حولهم ، أرادوا بذلك ان يشهدوا العرب على ان محمد يتعدى عليهم في الاشهر الحرم فشهدت عشائر العرب كلها بسادتها بأنه جاء معظماً لبيت الله واصلاً للرحم لا يريد حرباً ]] يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٨»
السيرة النبوية العطرة (( بيعة الرضوان )) ____________ بعد أن كسُرت شوكة قريش في المفاوضات ، وأصبحوا أمام العرب في موقف {{ المتهم }} أخذت قريش تفكر في قبول الصلح مع المسلمين ولكن كانت هناك معارضة من شباب قريش المتحمس أو المتهور لأن هؤلاء الشباب نشئوا على كراهية الإسلام ، وكراهية النبي صلى الله عليه وسلم [[ لأن عندما جاء الإسلام كانت اعمارهم مابين { ٦ الى ٩ } سنين يعني رضعوا كراهية الإسلام ، و غير ذلك مات لكثير منهم آبائهم وأقاربهم في مواجهات مع المسلمين، مثل {عكرمة بن أبي جهل} الذي قتل أبوه في بدر وغيره الكثير، ولذلك فهم لا يتصورون عقد صلح مع المسلمين ]] وحاولوا هؤلاء الشباب منع أي طريق للصلح فقامت مجموعة منهم وعددهم {{ ٥٠ }} شاب من قريش في التسلل الى معكسر المسلمين ليقتلوا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بغرض أن يوقعوا الفتنة بين الفريقين ، وتكون شرارة الحرب بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقريش _____________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد وضع حراسة قوية حول معسكر المسلمين على مدار الساعة وجعل قيادة هذا الحرس {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه فلما اقترب هؤلاء الشباب من قريش ، من معسكر المسلمين ، أحاط بهم الصحابة ، وتم القبض عليهم وقيدوهم وجائوا بهم الى النبي صلى الله عليه وسلم وهم مقيدون [[ وكانت عملية القبض على هؤلاء الشباب كانت صعبة جدا، لأن عددهم كبير، وهم مسلحون، ولأن القبض عليهم تم دون اراقة دماء من كلا الجانبين ]] فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واخبره الصحابة بخبرهم قال صلى الله عليه وسلم :_ اطلقوا سراحهم [[ ٥٠ شاب من قريش يطلق سراحهم ، دون حتى أن يطلب فيهم فداء، حتى يفسد عليهم مخططهم في افساد جهود المصالحة وبذلك جعل صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة أمر في صالحه، أكد به أنه قد جاء للعمرة وليس للقتال، وأن طلبه للهدنة جاء من مركز القوي وليس الضعيف ]] _________ وقد ذكر تعالى هذا الموقف في سورة الفتح فقال تعالى {{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا }} [[ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ - فلم ينجحوا في قتل أحد، وفشل مخططهم ]] [[ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ فلم تقتلوهم {{ بِبَطْنِ مَكَّةَ }} أي في الحديبية، لأن كما قلنا الحديبية قريبة جدا من مكة، وهي الآن ضاحية من ضواحي مكة ]] [[مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ، بعد أن وقعوا في الأسر، وكان ذلك من توفيق الله تعالى ]] وكان أسر هؤلاء الخمسين من شباب قريش، ثم اطلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لسراحهم من أحد أسباب الصلح ___________ واستمر وجود المسلمون في {{ الحديبية }} أكثر من ثلاثة أسابيع ففكر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة للكلام مع قريش مباشرة بالرغم من أن قريش أرسلت إليه رجال من سادات العرب وقد نقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يكون الكلام موجها مباشرة من المسلمين الى قريش [[ لأن الوسيط قد لا ينقل الصورة كما هي ، أو كما يريد النبي ]] ___________ فأختار النبي صلى الله عليه وسلم ان يرسل إليهم {{ عثمان بن عفان }} رضي الله عنه لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان }} لهذه المهمة ؟؟ لان عثمان من {{ بني أمية }} وهي من البطون القوية فكان في قريش أقوى بطنين ١_{{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم و ٢_{{ بني أمية }} التي منها عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان التنافس بين البطنين على الزعامة قديم جدا وله جذور بعيدة في هذا الوقت كانت الزعامة في مكة {{ لبني أمية }} وكان سيد مكة {{ أبو سفيان }} وهو من بني امية ، بعد ان كانت لعم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب من بني هاشم اذن {{ عثمان بن عفان }} من بني أمية ولن يجرئ أحد من ايذاء عثمان في مكة وكان {{ عثمان }} معروف بالحلم والحكمة، فله قدرة على التفاوض و {{ عثمان }} شخصية محبوبة جدا في مكة قبل الإسلام و حتى بعد اسلامه لأنه كان من طبعه الكرم ، فكان كريماً جداً ، ودائما الإنسان الكريم يكون محبوبا لكل هذه الأسباب اختار النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان رضي الله عنه }} _______ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ عثمان }} لقريش وكانت مهمته أن ينقل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين قد جاءوا لأداء العمرة، ولم يأتوا لقتال أحد وان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعرض عليكم ثلاثة أمور ________ ١- أن يدخلوا في الإسلام ٢- أن تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش، لا يكون فيها قتال، ولكن الشرط الأساسي في هذه الهدنة أن يخلو بينه وبين الناس [[ يعني قريش لا تمنع أحد في الجزيرة من دخول الإسلام ]] ٣- واذا رفضوا هذين الشرطين فيكون القتال _________ وكان في مكة مسلمون مستضعفين يكتمون اسلامهم خوفا من بطش قريش ، فلما سمعوا بقدوم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، هاجت قلوبهم بالشوق لرؤية {{ حبيب الله }} صلى الله عليه وسلم متشوقين لرؤيته وهو يطوف بالكعبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان :_ إذا وصلت مكة ، فبشر هؤلاء المستضعفين من المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام ، ويبشركم أن الله تعالى سيعز الاسلام والمسلمين ويوصيكم بالصبر [[ لأنهم كانوا ينتظرون رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحر من الجمر ونحن أيضا يا رسول الله متشوقون لرؤيتك و للنظر الى وجهك متشوقون لشربة ماء من يدك ، نتشوق للجنة و لنعيمها ويكفيني فيها نعمة واحدة ، أنك أنت فيها صلوات ربي وسلامه عليك ]] _________ وتوجه {{ عثمان بن عفان }} فلما انطلق عثمان قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم :_ لقد فاز بها عثمان فالآن يطوف بالبيت فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ما ظننته يطوف بالبيت ونحن محاصرون فقالوا: _وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص إليه؟ انظروا ماذا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف [[ لأن هؤلاء رجال رباهم النبي صلى الله عليه وسلم ورباهم القرآن ما ظننته يطوف لو اقام سنة لن يطوف ، النبي يعرف من يربي من الرجال ]] ____________ وصل عثمان ودخل مكة وانطلق الى رجل من قريش من {{ بني امية }} أسمه {{ أبان بن سعيد بن العاص الأموي}} وطلب منه عثمان أن ينزل في جواره [[مع أن العرف هو عدم قتل الرسل ، ولكن هذا يدل على شدة العداوة التي كانت بين قريش والمسلمين ]] وكان {{أبان بن سعيد }} صديق حميم في الجاهلية لعثمان فأدخله في جواره واستقبلته قريش ، ورحبت به [[ وكما قلنا عثمان كان محبوبا في قريش، بل وعرضوا عليه أن يطوف بالبيت عندما وجدوه ينظر الى الكعبة ]] وقالوا له: _يا عثمان ان شئت فطف بالبيت فماذا قال عثمان ؟؟ [[ هو لم يكن موجود عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف قالها النبي بعد ان خرج عثمان ]] قال :_ لا والله لا أطوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه محاصرون ، وقد منعوا الطواف بها ، والله لا أطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ولو مكثت بها سنة [[ هل رأيتم النبي صلى الله عليه وسلم يعرف كيف يربي الرجال ويعرف على اي شيء رباهم ، رجال ربانيون صادقون ذلك ظنِّي به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف ولو مكث سنة ما طاف بها حتى أطوف ]] _____________ وظل {{ عثمان }} في مكة ثلاثة ايام كاملة فعثمان لم يكن متعجلا بالخروج ١_ لأنه كان يريد أن يأخذ ردا من قريش على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ٢_ لأن الرسالة التي يريد أن ينقلها من النبي صلى الله عليه وسلم الى المستضعفين سرا تتطلب وقتا كبيرا __________ هنا قامت قريش بنشر اشاعة في معسكر المسلمون وهي {{ اشاعة مقتل عثمان }} لماذا ؟؟ ليختبروا ردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بهذه الإشاعة وبالفعل وصلت تلك الإشاعة للنبي صلى الله عليه وسلم بمقتل عثمان في مكة النبي صلى الله عليه وسلم عرف بفراسته أنها {{ اشاعة }} كيف لا وهو الذي يقول {{ اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله }} إذا المؤمن ينظر بنور الله ، فكيف النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ فقام صلى الله عليه وسلم في اصحابه وقد شاع الخبر في صفوفهم وطلب منهم مبايعته على القتال وعدم الفرار ، بيعة الموت [[ كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لقريش تريدون ان تعرفوا ردة فعلنا ، هذه هي مبايعة على الموت وهم يعرفون من هم المسلمون في الحروب ]] فأجتمعوا عند شجرة في أرض الحديبية وقد عرفت هذه البيعة ببيعة {{الشجرة }} لأنها تمت تحت شجرة في الحديبية واسم الشجرة شجرة {{ السمُرة }} وهي شجرة كبيرة وضخمة [[ ولذلك في غزوة {{حنين }} عندما نأتي على ذكرها عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أي عباس ! نادي أصحاب السمرة فنادى العباس بأعلى صوته : أين أصحاب السمرة ؟اي الذين كانوا في هذه البيعة مع رسول الله ]] وعرفت ببيعة {{ الرضوان }} لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم أنه قد {{ رضي }} الله عن أصحاب هذه البيعة فقال تعالى {{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }} وعرفت أيضا {{ ببيعة الموت }} فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فأقبل الصحابة لمبايعته حتى ركبوا على ظهور بعضهم البعض وعند أهل السنة أن أفضل الأمة هم ١_ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ٢_ثم بقية العشرة المبشرون بالجنة ٣_ثم أهل بدر ٤_ثم أهل بيعة الرضوان بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهوا وضع النبي صلى الله عليه وسلم ، يده فوق الأخرى وقال :_هذه يد عثمان [[ وهذا دليل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم انها اشاعة فكيف يبايع عثمان على الموت و هو مقتول ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد ان يعلم قريش ردة فعله ألستم تريدون معرفة ردة فعلنا ؟؟ هذه هي ردة فعلنا مبايعة على الموت ]] __________ ووصلت أخبار هذه البيعة الى قريش فأصابها الخوف والهلع، ولذلك بعد هذه البيعة مباشرة وافقت قريش على{{ الصلح }} يتبع إن شاء الله ... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ١٩٩ »
السيرة النبوية العطرة (( بنود صلح الحديبية )) ___________ بايع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة {{ بيعة الرضوان }} و وصل الخبر لقريش ، أن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد بايعوه على {{ الموت }} فأصاب قريش الرعب ، والخوف والهلع ، من هذه البيعة فقال لعثمان رضي الله عنه :_ انطلق وقل لمحمد أن قريش وافقت على الصلح ________ وأرسلت قريش {{ سهيل بن عمرو }} وهو شخصية هادئة طيبة فلما قدم {{ سهيل }} ومعه رجال من قريش ورآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال لأصحابه :_ قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح _______________ [[ لم يقل صلى الله عليه وسلم هذا الوصف عن سهيل نبؤة فقط ، فالنبؤة هي تاج الأمر ، ولكن ايضاً فراسة وفطانة و عقل راجح عند النبي صلى الله عليه وسلم ]] والسؤال هو لماذا اختارت {{ قريش }} هذه الشخصية الهادئة الطيبة السهلة ، ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ أليس من الطبيعي أن ترسل شخصية صعبة ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يحصل على أكبر قدر من المكاسب ؟؟ لماذا لم ترسل للمفاوضة أحد من الصقور يعني مثل {{عمرو بن العاص }} أو {{ خالد بن الوليد }} أو {{ عكرمة بن أبي جهل}} أو {{صفوان بن أمية }} أو {{ أبو سفيان بن حرب }} ؟؟ السبب هو أن قريش ١_ كانت تريد الصلح ٢_ خائفة من الحرب ٣_ خائفة من البيعة [[ التي أخذها النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين بيعة الموت ]] فكانت قريش لا تريد أن ترسل أحد يمكن أن يصل بالأمور الى طريق مسدود ومن ثم الى الحرب والقتال لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى سهيل قال :_ قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح _______ فقدم سهيل مع رجال من قريش ، فسلم وجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :_ يا محمد إن قريش قد أرسلتني إليك أمثلهم فأعطيك وأخذ منك أما الأولى يا محمد هي __________ {{ البند الأول }} أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ولا تدخل عليهم عنوة أبدا ترجع الى بلدك [[ أي المدينة ]] فصاح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا :_ بلدنا وبلد رسول الله هي مكة !! فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن اسكتوا ، فسكتوا فأكمل سهيل ترجع الى بلدك هذا العام لا تدخلها ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة فيدخلون مكة بسيوفهم فقط ، والسيوف في القرب [[ أي في اغمادها ]] ويظلون في مكة ثلاثة ايام فقط، ثم يخرجوا منها بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة لا يشارككم بها احد من قريش [[ يعني قريش تخرج من مكة لرؤوس الجبال ويتركوا مكة للنبي واصحابه ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا ____ {{ البند الثاني }} وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا ____ {{ البند الثالث }} للعرب الخيار من أحب أن يدخل في عقد محمد [[ اي دينك ]] وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا _____ {{البند الرابع }} من جاءك من قريش مسلماً بدون أذن وليه ترده إلينا ومن جاءنا من اصحابك مرتداً ،بأذن وبغير أذن لا نرده إليك [[ أي أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة ]] فصاح اصحاب النبي لا نعطي الدنية في ديننا والله ، ونحن على الحق وأنتم على الباطل فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بيده ان اسكتوا فسكتوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ رضينا ______________ لنقف مع هذه البنود نعلق عليها بأختصار {{البند الأول }} وكان هذا ، هو أهم بند عند قريش ألا يدخل المسلمون لأداء العمرة لماذا ؟ لأن دخول المسلمين لأداء العمرة [[من وجهة نظرهم ]] سيهز هيبتهم ، ويحط كبريائهم في الجزيرة العربية [[ يعني بلغتنا رح يطلعوا صغار قدام العرب ]] ___________ {{البند الثاني }} وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين وهذا البند في صالح المسلمين ، لماذا ؟؟ لأنه سيتيح للمسلمين التفرغ لبناء دولتهم ، والتفرغ للدعوة ولأن الدعوة في حالة الأمان أفضل من الدعوة في حالة الحرب وأيضا لإعطاء فرصة للمسملين ، لمحاربة عدوهم الثاني في الجزيرة العربية بعد قريش وهم اليهود وهذا ما حدث بالفعل بعد الحديبية أن توجه المسلمون لحرب اليهود في {{ خيبر }} ولم يكن هذا البند في صالح قريش الا في جانب واحد فقط، وهو فك الحصار الإقتصادي الذي كان يفرضه النبي صلى الله عليه وسلم على قريش ، وهو جانب مادي بحت لن يفيد قريش كثيرا في صراعها مع المسملين __________ {{ البند الثالث }} من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه وهذا البند في صالح المسلمين لماذا ؟؟ لأن قريش كما قلت لكم من قبل كانت من أقوى قبائل الجزيرة وجميع القبائل في الجزيرة لها مصالح اقتصادية وغير اقتصادية مع قريش فكانت قريش تمنع القبائل من الدخول في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك بعد هذه المعاهدة دخلت الكثير من القبائل في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم و أولهم كانت قبيلة {{ خزاعة }} كانت من القبائل الكبيرة في الجزيرة ، فبعد هذه المعاهدة قامت خزاعة ودخلت في الاسلام ___________ {{ البند الرابع }} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة الجزء الثاني من هذا البند لا يضر المسلمين في شيء ، بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ، ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش أما الجزء الأول من البند وهو أن {{يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش }} فقد اثار ذلك اعتراض كل الصحابة تقريبا ، ووجدوا فيه ظلما للمسلمين وتحدث {{ عمر بن الخطاب }} الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: _يا رسول الله لم نعطِ الدنية في ديننا ؟؟ [[لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة الى قريش ]] ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم [[ وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا، والا فما معنى التفاوض ]] وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا لأن بعد الصلح ، ومع أول حالة كان هناك {{ امرأة }} اسلمت وتركت مكة وهاجرت الى المدينة فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء قال تعالى في سورة الممتحنة {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }} ثم يقول تعالى {{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }} هذا البند كان بالنسبة للرجال و لم تستفيد منه قريش وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش ، و كان وبالاً عليها ________ اذن كانت المعاهدة في {{ صالح المسلمين }} ولم يصل المسلمون الى ذلك الا بعد {{ ٦سنوات كاملة }} هي عمر الدولة الإسلامية ، قدم فيها المسلمون كثير من التضحيات والدماء والشهداء _________ بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين بدأ كتابة بنود هذا الإتفاق في صحيفة يوقع عليها الطرفان فقال سهيل :_ اكتب هذا يا محمد ، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا [[ النبي صلى الله عليه وسلم ، أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب، وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم ، وقد فصلت لكم ذلك في جزء {{ ٤٤ }} من السيرة ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ ادنو يا علي واكتب فكان الذي يكتب المعاهدة هو {{ علي بن أبي طالب }} والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يملي عليه الكلمات [[ وهذه اشارة قوية الى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين، لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي قال :_ اكتب يا علي {{ بسم الله الرحمن الرحيم }} فنهض سهيل و وقف وقال :_ ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟ فوالله ما ندري ما هو !! اكتب ما نعرفه نحن {{ باسمك اللهم }} فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :_ نعم وقال لعلي :_ امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم فكتب علي بأسمك اللهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اكتب يا علي - هذا ما تصالح عليه {{ محمد رسول الله }} فاستوقفه {{ سهيل }} مرة أخرى وقال: _ يا محمد لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه {{محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}} [[ يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله ونوقع عليها، ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اني رسول الله وان كذبتموني امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه {{ محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}} [[ وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله ]] فقال علي :_ لا والله لا امحوها فقال النبي :_ امحها يا علي ، واكتب كما قال سهيل فقال علي :_ والذي بعثك بالحق لا امحها ، واضطرب الصحابة من حولهم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الممحاة وقال:_ يا علي اين هذه الكلمة ، أرني مكانها ؟ فأشار له {{علي }} على مكان الكلمة ، فمحاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه [[ هذا الموقف يدل على مرونة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن الأمور التي اعترض عليها {{سهيل بن عمرو}} أمور شكلية ، وليست هناك مخالفة شرعية في عبارة {{باسمك اللهم }} ولا هناك مخالفة في كلمة {{محمد بن عبد الله }} والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يمرر المعاهدة لأن فيها صالح المسلمين، وهي نصر وفتح للمسلمين، ولو توقف أمام هذه الأمور الشكلية تحت أي دعوى مثل المحافظة على كرامة المسلمين أو غير ذلك ، فلن يكون هناك معاهدة ، ولسارت الأحداث في اتجاهات أخرى غير التي خطط لها النبي صلى الله عليه وسلم ]] فمحها النبي بنفسه وقال :_ اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه {{ محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو }} ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى علي وقال :_ ____________ {{ اسمعوا ماذا قال حبيبكم صلى الله عليه وسلم }} صلوا عليه وسلموا تسليما قال :_ يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وانت على الحق [[ اي سيكون لك يا علي نفس هذا الموقف وانت على الحق ]] ومضت الايام وانتقل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى ومضت خلافة ابو بكر الصديق ، و الفاروق ، وذو النورين حتى جاءت خلافة {{ علي }} رضي الله عنه و وقع الخلاف مع معاوية ، واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة {{ التفاوض}} فجاء الى علي رضي الله عنه {{ عمرو بن العاص }} للمفاوضة يمثل {{ معاوية بن ابي سفيان }} فعندما أرادوا أن يكتبوا الكتاب قال علي للكاتب :_ اكتب هذا ما تصالح عليه {{امير المؤمنين علي بن ابي طالب }} مع {{معاوية بن ابي سفيان }} فقال عمرو بن العاص :_ لا والله لو كنا نعلم انك اميراً للمؤمنين ما قاتلناك بل اكتب هذا ماتصالح عليه {{علي بن ابي طالب }} مع {{ معاوية بني ابي سفيان }} فبكى علي رضي الله عنه ،وجهش بالبكاء وهو يقول {{ اشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله }} وقال علي للكاتب :_ اكتب كما يريد والله لقد قالها لي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في {{ الحديبية }} اي نبؤة هذه ؟؟ ولماذا اركز على هذه النبؤات في السيرة ؟؟ ليعلم من يتابع السيرة أن نبؤات النبي صلى الله عليه وسلم كلها حق وكل كلمة قالها {{ وما ينطق عن الهوى }} ولا بد أن تكون حتى لا ييأس الغرباء في هذا الزمن حتى لا ترهق ام الأسير نفسها بالحزن والقهر حتى يعلم المستضعفين ان الله سينصرهم ويثبت اقدامهم {{ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجرو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهوي ورائي فتعال فأقتله }} أسمعتم بهذه النبؤة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ !!! والله ولكأني انظر الآن ، الى تلك الفئة المؤمنة وهي تقاتل اليهود فيسمع الرجل منهم نداء الحجر والشجر[[ يناديه بطريقة ما ، نحن نجهلها الآن ]] يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي فتعال فأقتله ولكأني انظر إليه يلتفت ذلك المؤمن حوله مذهول من اين جاء هذا الصوت ؟!! فيأتي الى مكان الصوت فيجد يهودي وراء الحجر والشجر فيقتله ثم يقف و يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم {{ يا مسلم يا عبدالله }} فيجهش بالبكاء وهو يقول {{ اشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله }} صدقت يا سيدي يا رسول الله {{لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً }} ونحن بأنتظارها يا رسول الله كما ينتظرالعطشان شربة الماء اللهم اطوي عنا تلك الليلي وعجل بذلك اليوم يارب العالمين ___________ بعد كتابة المعاهدة كان هناك ردود فعل من الصحابة ، لم تحدث من قبل ، وقبل توقيع المعاهدة حدث أمر لم يكن احد يتوقعه يتبع .... ان شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٠»
السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية )) _____________ _____________ ذكرنا بنود المعاهدة كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين وكانت صيحات الصحابة كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين __________ ولكن صلى الله على سيدنا محمد {{ المؤيد }} من السماء وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان هل كانت إلا بأمر من الله عزوجل ؟؟ التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه {{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }} فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء قال :_والذي نفسي بيده [[ بمن يقسم ؟؟ بالله .. و نفسه بيد من ؟ بيد الله .. وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده }} يعني وإن كنت نبياً رسولاً خير خلق الله ، إلا أن نفسي بيد الله فأنا عبد كسائر البشر ، إلا أن وجه النبوة هو وجه الخصوصية ]] حين قال{{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }} ______________ فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها كانت بنود صلح الحديبية أربعة وهي {{البند الأول }} أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة، [[ هنا صاح الصحابة نرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟ قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وترجع في العام القادم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :_اكتب [[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]] والنبي يشير لهم بيده أن اصمتوا فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرجع محرمين ؟ !!! فقام له ابو عبيدة بن الجراح قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله وتأبى ؟ !! أتهم رأيك يا عمر واسمع فجلس عمر ولكن على غير رضا {{ البند الثاني }} وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين {{ البند الثالث }} من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه {{ البند الرابع}} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة [[ وأثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]] والسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم ،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش وقد أوضح صلى الله عليه وسلم ، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم: - إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله [[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]] - ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً [[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]] وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم [[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]] ____________ وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح وقبل أن يتم توقيع المعاهدة بين النبي صلى الله عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }} حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]] عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس فقام الرجال ينظرون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟ واذا هو رجل من قريش مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش اسمه {{ أبو جندل }} اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟ هو ابن {{ سهيل بن عمرو }} [[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صلى الله عليه وسلم ]] كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه {{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة واستطاع {{ أبو جندل }} أن يهرب من بيت أبيه ووصل لمعسكر المسلمين بالحديبية وهو مقيد بالأغلال ، لان مفتاح القيد كان مع ابوه {{سهيل بن عمرو }} الذي جالس يتفاوض مع النبي وكان ابو جندل يسير ، ويرسف في أغلاله [[ يجر جنازير القيد ]] يرسف في اغلاله فجاء به الصحابة لمجلس النبي صلى الله عليه وسلم ___________ وعندما رآه أبوه {{ سهيل بن عمرو }} وثب قائماً [[ لانه ابنه ]] قال يا محمد :_ هذا أول ما أقاضيك عليه {{ ابو جندل }} على أن ترده الساعة معي [[ الآن يرجع معي لمكة ]] والصحابة ينظرون ، ومضطربه قلوبهم من هذه المعاهدة فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتدارك هذا الموقف [[ يا حبيبي يا رسول الله كم تحملت من اعباء من اجلنا ]] فحاول صلى الله عليه وسلم ، أن يجد مخرجا لهذا الموقف الحرج فقال النبي :_ يا سهيل أننا لم نوقع الكتاب بعد ، فأعتبره سابقاً لها قال :_ لا ، و والله يا محمد لا أقاضيك على شيء أبداً [[ يعني انا اذا ما اخذت معي {{ أبو جندل }} ورجعته لمكة لن يكون هناك صلح ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اذن فأجزه لي [[ يعني اعطه لي كرماً منك ]] قال سهيل:_ما أنا بمجيزه لك فقال صلى الله عليه وسلم :_ بلى تفعل يا سهيل قال سهيل:- ما أنا بفاعل [[ قال له النبي بلى تفعل لان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف معدن الرجال ويعلم ان سهيل رغم كفره رجل حيي يعني بيستحي ، وعند فتح مكة قال لأصحابه اذا رأيتم سهيل بن عمرو لا تحدوا النظر في وجهه لأنه رجل حيي ، وقد اسلم بعد فتح مكة رضي الله عنه واصبح من صفوف الصحابة ]] ولكن في هذا الموقف لم يقبل سهيل ، لان القضية تتعلق بابنه ولم يكتف {{ سهيل بن عمرو }} بذلك بل قام يضرب ابنه ضربا شديدا والمسلمون يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لأبو جندل ومما زاد من ألم المسلمين أكثر وأكثر أن {{ أبو جندل}} أخذ يستغيث بالمسلمين وأخذ يصيح بأعلى صوته :- يا معشر المسلمين ! يا رسول الله أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً [[ كان هذا الموقف شديد الصعوبة على النبي وعلى جميع المسلمين، ولكن لم يكن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يتصرف هكذا لأن هناك معاهدة، والمسلمون لا ينقضون عهودهم أبدا ]] ___________ ومن شدة تأثر المسلمين بهذا الموقف، ومن شدة اعتراضهم وعدم موافقتهم على هذا البند من الصلح قام {{ عمر بن الخطاب }} الفاروق رضي الله عنه لم يتحمل هذا الموقف حين رأى {{ أبو جندل }} يضربه أبوه والنبي صلى الله عليه وسلم يرفض أن يأخذ {{ ابو جندل }} في صفوف المسلمين عملا ببنود المعاهدة فقام {{ عمر بن الخطاب }} واقترب من {{ أبي جندل }} وأخذ يقرب منه مقبض السيف [[حتى يأخذ السيف {{ أبو جندل }} منه ويقتل أبوه ]] اقترب منه وخاطبه وقال له:_ اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب [[ يتكلم معه عمر ويقرب له مقبض السيف يعني خذه اقطع رقبته ]] يقول عمر :_ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه ___________ وتم توقيع الصلح وأخذ سهيل ابنه {{ ابو جندل }} وكتاب الصلح نسخة ومع النبي صلى الله عليه وسلم نسخة و انصرف {{ سهيل بن عمر }} بابنه المسلم {{أبو جندل }} وساد الحزن والكآبة على وجوه الصحابة ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ما على وجه أصحابه من كدر ، وقهر ، وكآبة ، وثقل هذه المعاهدة على نفوسهم فقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا ، واحلقوا رؤوسكم ، يرحمكم الله [[ كما جاء في البخاري يقول البخاري في صحة سنده ]] فوالله ما قام رجل واحد الى هديه ونحر فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى وجههم وقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يرحمكم الله للمرة الثانية فوالله ما قام رجل واحد [[وذلك من ثقل الموقف ]] فقال للمرة الثالثة ألا تسمعون ؟!! قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يقول الصحابة فوالله ما قام رجل واحد [[ وكأنهم لم يسمعوا كلام النبي من ثقل تلك المعاهدة ]] فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، خشية ان يبقى مخالفا فينزل غضب الله عليهم ___________ ملاحظة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لم يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم ليس عصيان ، كما تناولته بعض كتب السيرة حال الصحابة بعد توقيع هذا الصلح كانوا مذهولين [[ يعني مثل ما نحكي اليوم عن انسان صابه الحزن والكآبة بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك بعد قليل ___________ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة فلما دخل كان مغضباً وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه [[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صلى الله عليه وسلم ]] فدخل خيمته وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !! قال :_ هلك المسلمون قالت :_ وما اهلكهم ؟ قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد فقالت أم سلمة رضي الله عنها [[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]] قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك [[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي واعقل ؟؟ معاذ الله ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]] قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى زالت معالم الغضب من وجهه ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]] فاضطبع بردائه ثم خرج ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون :_ بسم الله ، الله اكبر فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله ينحر ونحن جلوس ؟ ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة يقول راوي الحديث :_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً [[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]] انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صلى الله عليه وسلم هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صلى الله عليه وسلم ولكان كما قالت ام سلمة للنبي {{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }} __________ ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }} فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج ____________ تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر وسماه المحدث الملهم قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر فكان ينطق بالصواب لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان {{ العصمة لا تكون الا لنبي }} عمر لم يعجبه هذا الصلح الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟ لم يثق الا بأبي بكر الصديق فدخل على ابي بكر في خيمته وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ قال :_ بلى قال :_ أليس نبينا نبياً حقاً ؟ قال :_ بلى قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟ قال :_ بلى قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين قال:_ بلى قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟ فقال ابو بكر :_ يا عمر إنه رسول الله حقاً ، فألزم غرزه حتى تموت [[اي موضع قدمه ]] واتهم نفسك ورأيك ثم لا والله لا أدعك ياعمر حتى تقوم معي الآن [[ واخذ بمجامع ثوبه ]] حتى تقوم معي الآن وأجلسك بين يدي رسول الله وتسمعه ما أسمعتني [[ ارايتم صدق الصحابة مافي طعن بالظهر مش لما طلع عمر كتب فيه تقرير سري للغاية ، لا قوم معي ندخل على النبي وسمعه اللي حكيته الآن ]] فأخذه بمجامع ثوبه ، ودخل به على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ يارسول الله بأبي انت وأمي اسمع ما يقول عمر ؟؟ وسكت ابو بكر [[يعني ما وضع بهارات من عنده يعني سكت وقال له اسمع ما يقول عمر ]] فأعاد عمر العبارات نفسها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ والله اني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، لقد اخبرتك أن ندخل البيت محلقين ومقصرين ثم اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامع ثياب عمر وجذبه إليه وقال :_ أقلت لك أنك تأتيه هذا العام ؟؟ قال :_لا فقال له النبي:_ فإنك آتيه ومتطوف به ان شاء الله [[ولم تكن سورة الفتح قد نزلت بعد حتى يتلو عليهم النبي منها اية ]] فسكت عمر ، وأتهم نفسه ورأيه ، ورضي برأي النبي صلى الله عليه وسلم ___________ وفي الطريق الى المدينة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {{ سورة الفتح }} فإذا بالصحابة بالطريق يصيحون :_ يوحى الى النبي ، يوحى الى النبي وكيف علموا أنه يوحى إليه ؟؟ من ثقل الوحي ، كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم {{ القصواء }} عندما يتنزل الوحي عليه وهو راكب على ظهرها لا تستطيع السير تثقل حركتها [[ كيف لما تشوف ناقة في فيديو بتمشي ، وتضع الفيديو على العرض البطيء ، تحرك رجلها بثقل وتضعها على الارض بثقل هكذا القصواء تصبح حركتها عندما يتنزل الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، تثقل حركتها ]] فإذا أشتد الوحي تودد ساقيها على الارض [[ اي تتوقف وتشد رجليها لتتحمل الثقل ]] ثم إذا اشتد الوحي ، لا تقوى على الوقوف فتبرك على الارض وتحك بكُلكالها الأرض [[ أي رقبتها من الاسفل تحركها على التراب على الارض يمين وشمال كأنها تحفر الارض كأنها تريد ان تنزرع في الارض ، من شدة ثقل الوحي ]] قال تعالى {{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلً }} وقال تعالى {{ (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّه }} ونبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، يتحمل ما لا تتحمله الجبال ، فكان اقوى من الجبال على تحمل الوحي فلذلك عندما رأوا معالم الناقة قالوا :_ رسول الله يوحى إليه _________ يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه ، في تلك اللحظة اسمعوا ماذا قال عمر حتى لا يغتر انسان بنفسه بصلاته ، بعلمه ، بلحيته ، بأذكاره ، بمتابعيه ، بكثرة الناس حوله لأستماع كلامه ، ويعتقد بنفسه انه مثل الصحابة اسمعوا كيف لا يركن الانسان الى نفسه ابداً علمنا من {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه ، الفاروق الذي اعز الله به الاسلام علمنا من عمر المؤيد من الوحي عمر رضي الله عنه ، الذي يفر الشيطان من طريقه ، عمر الذي وافق رأيه القرآن في خمس مواضع ، وخالف جميع الصحابة ترضوا على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسمعوا ماذا قال عندما صاح الناس رسول الله يوحى إليه __________ يقول عمر وهو راوي الحديث قال :_ فأحسست أن قلبي يخرج من حلقي وقلت {{ ويل أمك يا عمر }} لقد أنزل الله بك قرآن يتلى الى قيام الساعة من انت ياعمر حتى تخالف رأي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ وقلت :_ فتح لي باب من النفاق فمازال الناس ينادون يوحى لرسول الله ، يوحى لرسول الله حتى سمعت صوتاً ينادي أين عمر ؟؟ أين عمر ؟؟ أجب رسول الله يا عمر [[ وقد توقف الناس ونزلوا عن رواحلهم ]] فبكى عمر يقول عمر :_ فوالله ما حملتني رجلاي وقلت {{ ليت امك لم تلدك يا عمر ، ليت امك لم تلدك يا عمر }} فمشيت الهوينة حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت وجهه مشرقاً ليس به علامات الغضب فنظر إلي وأبتسم وقال لي :_ أقبل يا عمر قال :_ فأقبلت فقال لي :_ لقد انزل الله علي سورة هذه الساعة احب إلي من الدنيا وما فيها ، وأحب الي مما طلعت عليه الشمس وعندما تلاها علي جبريل قال لي هنيئاً لك يا محمد فقلت له :_ هنيئاً لك يا رسول الله فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح {{ انا فتحنا لك فتحًا مبينا }} [[ اقرأوا سورة الفتح من القرآن ]] الى ان وصل لقوله تعالى {{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} انت بتقول يا عمر رأيت واخبرتنا ليش ما دخلنا ؟؟ ستدخل {{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} انا الله أؤيد رؤيا النبي ورؤياه حق وصدق من الله {{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} فبشر الله نبيه والمؤمنين بفتحين وليس فتح واحد لأن لو دخلوا الآن هل يكونون آمنين على انفسهم؟؟ قد يكونون بالطواف فتغدر بهم قريش ، ويحيطون بهم ويقتلونهم اذن لن يكونوا آمنين والله يريد ان يكونو اآمنين {{ لَا تَخَافُونَ }} كانوا الصحابة خايفين على المدينة في غيابهم من غزو {{ يهود خيبر }} على المدينة فأكثر المقاتلين الآن مع رسول الله فكانوا في طريقهم للعمرة وقلوبهم على اهلهم في المدينة {{ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا }} اي كانت يهود خيبر تريد غزو المدينة {{ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} مشان ما تضيعوا وقتكم وترجعوا فوراً للمدينة ، لتقضوا على يهود خيبر الذين كانوا يكيدون للمسلمين وغزو المدينة {{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} اي سترجعون للمدينة الآن وتفتحون خيبر فكان هذا الفتح القريب ، بشرهم الله بفتح خيبر ويأتي بعده الفتح الثاني وهو فتح مكة قرأ النبي الايات وسمعها عمر وحمد الله ان ليس فيها ادنى اشارة لموقفه ، وليس فيها طعن ولا لمز له ومع ذلك كله مازال عمر يخاف ذلك اليوم الذي علا فيه صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وهو على فراش الموت يسأل حذيفة بن اليمان [[ حافظ سر النبي الذي اخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن اسماء المنافقين ]] يبكي عمر قبل موته ويقول لحذيفة :_ أنشدك الله يا حذيفة هل ذكر رسول الله اسمي في المنافقين ويضع خده على التراب وهو في النزع ، ويمرغ خده بالتراب وهو يقول :_ ويلٌ لعمر إن لم يغفر له رب عمر رضي الله عنه وارضاه ___________ للأسف بعض من كتب السيرة ، يقول أن {{صلح الحديبية }} كان بوحي من الله تعالى وهذا غير صحيح ، كما وضحت لكم لو كان وحي لطمئن الصحابة ، وما اضطربت قلوبهم كيف كان هذا الصلح وبالاً على قريش ، ماذا حدث بعدها هذا ما سنعرفه بالاجزاء القادمة إن شاء الله ، الذي قرأ يترك لنا بصمة _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
| الساعة الآن 08:12 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن