![]() |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠١ »
السيرة النبوية العطرة (( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة )) ___________ ___________ انتهينا من صلح {{ الحديبية }} رجع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الى المدينة المنورة بعد صلح {{ الحديبية }} وكان ختامها نزول سورة {{ الفتح }} فجلت الغمة عن ما بقي في نفوس الصحابة وعلموا بنص قرآني صريح ، أن صلح الحديبية هو فتح مضى صلى الله عليه وسلم ، تاركاً تلك الشجر التي تمت البيعة تحتها ماذا حدث لتلك الشجرة ؟؟ في خلافة الفاروف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه أن الحاج والمعتمر ، يعرجون على {{ الحديبية }} فيجلسون تحت تلك الشجرة فيتبركون بها فقال عمر :_ الله ، الله !!! اخشى أن تعبد بعدي من دون الله [[ شجرة تمت البيعة تحتها وانتهى الأمر ]] فأمر ان تقطع وذهب إليها بنفسه وقطعها يقول {{ سعيد بن المسيب }} من كبار التابعين قال :_حدثني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا :_ بعد ان قطعها عمر ، نُسينا طريقها [[ضاع مكانها ]] فوالله ماعاد رجل فينا يعرف اين مكانها ؟؟ [[حتى لا تكون فتنة على المسلمين ]] وسميت شجرة {{ الرضوان }} ومنذ عهد عمر الى يومنا هذا لا احد يعرف ، هل كانت هنا ام هنا ام هناك ؟؟ ومن ادعى معرفتها اليوم فهو{{ كاذب }} فلقد عمّاها الله عن الصحابة ، حتى لا تكون فتنة على الاجيال الذين يأتون من بعدهم ويقولوا :_ هنا بيعة الرضوان ، وهنا جلس النبي فيجعلونها مكان للتقدس والتعبد او التبرك هذا هو {{ ديننا }} وهذا هو {{ شرعنا }} ___________ اما نتائج هذه المصالحة فكان من بنودها ان يردوا من جاء من قريش مسلماً ولم تمضي إلا بضع أيام [[ اقل من اسبوعين ]] جاء رجل من مكة الى المدينة اسمه {{ أبو بصير }} {{ وأبو بصير }} كان من ثقيف ، ولكنه كان يعيش في مكة [[ يعني ليس من صميم قريش من ثقيف الطائف ولكن يقيم في مكة ]] وقد أسلم {{ أبو بصير }} وتعرض للتعذيب الشديد من أهل مكة، ثم استطاع الهرب منهم واتجه الى {{ المدينة }} مشياً على الأقدام فلما وصل للمدينة المنورة ودخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من حوله فسلم ، وردوا عليه السلام ، ورحب به النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :_ ما أقدمك يا أبا بصير ؟ ! قال :_ حب الله ورسوله ___________ اللهم ارزقنا محبتك ارزقنا الصدق في محبتك {{ محبة الله الصادقة تجعل صحابها يتحمل من الأعباء ما لا يقع للناس في حساب }} هو يعلم بنود الصلح ويعلم {{ ابو بصير }} انه الآن واقع بين أمرين أحلاهما مر ١_ إما أن لا يقبله النبي ويقول له أرجع من حيث أتيت ٢_ او ينتظر رسل قريش فيسلمهم إليه ، وفاء منه بالمعاهدة ومع ذلك يخرج هارباً من سجنه وقاطعاً [[مسافة ٤٧٠ كم مشياً على قدميه ، ليس معه غير حفنة من تمر واذا وجد ماء في الطريق شرب ]] ________ فدخل هزيلاً مغبراً متعباً من السفر ومن مكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول له ارجع من حيث أتيت قال :_ ما أقدمك يا ابا بصير ؟؟ قال :_ حب الله ورسوله قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ثبَّتَ الله محبة الله ورسوله في قلبك ، أجلس يا ابا بصير فما هو إلا يومين ، وإذا برسل قريش تأتي فقريش قد أرسلت اثنين من الرجال لإحضار {{ ابا بصير }} الأول اسمه {{خنيس بن جابر العامري }} من بني عامر [[ وكان لا يعرف الطريق الى المدينة فأرسلت معه قريش رجل يدله على الطريق ]] اسمه {{ كوثر }} وكان دليل معه يعرف الطريق ومعهما كتاب من {{ ابو سفيان }} و{{ سهيل بن عمرو }} يطلبان فيه من النبي صلى الله عليه وسلم رد {{ ابا بصير }} الى قومه وكان النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد ومعه {{ ابو بصير }} فأعطوا النبي الكتاب ، فدفعه الى رجل من الصحابة ليقرؤه و{{ ابو بصير }} يسمع نص الكتاب أما بعد :_ الى محمد بن عبد الله ، قد عرفت ما شارطناك عليه من رد من قدم عليك من أصحابنا، فابعث إلينا بصاحبنا فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ ابا بصير }} وتعلوه اشراقة ونور وابتسامة ليس عابساً ولا غاضب فقال ابو بصير فوراً :_يا رسول الله أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني ؟؟ !!! فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ يا {{ ابا بصير }} إن قد اعطينا القوم ، واعطونا [[يعني عهودا ]] واشهدنا بيننا وبينهم ، وإن ديننا لا يأذن لنا بالغدر فلا بد أن نوفي بعهدنا فأرجع مع صاحبيك الى قومك ، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً قم يا {{ ابا بصير }} فأرجع مع القوم فقام ابو بصير ، ولكنه على مضض ، وعلى كره بعد أن تشرف بالمدينة المنورة ومجلسه مع الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم يرجع الآن الى بلاء قريش وتعذيبهم ؟؟ خرج ولكن الايمان يضطرب بين جنبيه فودع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وانطلق معهم في اول النهار ___________ واضطر النبي صلى الله عليه وسلم الى تسليم {{ أبو بصير }} الى هذين الرجلين من قريش ، كما فعل مع {{ أبو جندل }} ومرة أخرى كان هذا الموقف الصعب جدا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعلى صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً ___________ وفي طريق العودة وما ان وصلوا عند {{ ذي الحليفة }} ميقات اهل المدينة [[ الذي نحرم منه حجاجاً ومعتمرين المعروفة الان (( ابار علي)) قريبة من المدينة ]] فلما وصلوا الى ذلك المكان كان قد دخل وقت الظهر ، فأستاذنهم {{ ابو بصير }} أن يصلي فقد حان وقت الظهر قالوا :_ أجل وهو وقت راحتنا ايضاً [[طبعا في هذه الايام التي مكث فيها {{ ابو بصير }} بالمدينة ما كان معزوم على الغداء عند رجل والعشاء عند رجل ومنسف عند رجل ، لا بل قضى ايامه يحفظ فيها من القرآن ما حفظ ، وتعلم من الفقه ما تعلم ، فكانت احكام كثيرة قد شرعت خلال{ ست سنوات} في المدينة لم يعلم بها اهل مكة فتعلم صلاة قصر المسافر ، وهو مسافر فقام وصلى ركعتين ]] ثم اخرج جراب فيه تمر ودعاهم للطعام ، فأخرجوا سفرتهم واشتركوا معه في طعامهم وجلسوا يأكلون ثلاثتهم وبعد ان فرغوا من الطعام ، قام {{ كوثر }} الدليل قام ليقضي حاجته ، وابتعد وبقي خنيس وابو بصير فأخذ خنيس يحدث ابا بصير [[ وسبحان الله {{ كل اناء بالذي فيه ينضح }} خنيس شعر نفسهم انه قام بعمل كبير ، وهو الآن لم يصل لقريش و سيدخل مكة مفتخراً ، كيف استطاع ان يرد فاراً هكذا نفوس الناس فلم يصبر حتى يصل لمكة فأراد ان يغيظ ابا بصير وفي اول الطريق ]] فأخرج {{ خنيس }} سيفه ثم اخذ يُقلبه ، ثم رفعه وأخذ يهزه في وجه {{ ابو بصير }} وهو يقول له مفتخراً :_ اي ابا بصير !!! لأضربن بسيفي هذا يوماً الأوس والخزرج [[ اي اصحاب محمد ]] حتى يدخل الليل [[ يعني طول النهار ، وكلامه كان استفزاز ]] فقال له أبو بصير:_ وهل سيفك هذا صارماً الى هذا الحد ؟ !! وهل يثبت قائمهُ في يدك طوال نهار ، حتى يدخل الليل ؟؟ فقال: _ أجل ، والله إنه لجيد لقد فعلت به كذا ، وقتلت به كذا انت لا تعرفه فقال أبو بصير: _ اتأذن لي ، أن أنظر إليه ؟؟ قال :_ أجل خذه فأنظر [[ وهكذا إذا أراد الله امراً هيأ له الأسباب ]] فمن غرور ذلك الفاسق ، ناوله السيف فأخذ {{ ابو بصير }} السيف واخذ يقلبه بين يديه ينظر إليه ، ثم مكَّن يده من قبضته ثم اطاح به حتى أبرده [[ اي قتل خنيس العامري ، حتى ابرده ، يعني برد جسمه لان الانسان بس يموت يبرد جسمه ]] ___________ وعاد الرجل الآخر {{ كوثر }} الدليل فوجد صاحبه مقتولا ، فأصابه الذعر [[ اصابته رعبة وكاد يفقد عقله ]] فجعل طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري [[ وهذه عادة العرب ، مافي على ايامهم سيارة يشغل ويهرب حط ثوبه بين اسنانه وركض ، حتى ليس لديه مجال ان يركب دابة و يفك عقالها يكون قد لحق بصاحبه ]] فوضع طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري والسرار يتطاير خلفه [[ السرار البحص الصغير بيتطاير تحت رجليه من سرعته ]] فنظر إليه ابو بصير واخذ يضحك هو لا يريد قتلهما يريد الفكاك فقط وبكل هدوء أتم {{ ابا بصير }} جمع متاعه ، واخذ راحلة المقتول وركبها وتوجه للمدينة بكل هدوء اما{{ كوثر }} مازال يجري والسرار يتطاير من بين رجليه من ذي الحليفة حتى وصل المسجد النبوي يعني حوالي {{ ١٣ كم}} وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد فرغ من صلاة العصر ، وجلس يحدث اصحابه [[ولم يكن للمسجد باب يغلق رأوه من بعيد مقبل والسرار يتطاير خلفه ، لم يعرفوا وجهه ، ولم يعرفوا من هذا الرجل ]] فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ إن هذا الرجل قد رأى ذعراً [[ لماذا تجه للمدينة وهو مرعوب هذا الرعب كله ؟؟ لأنه علم انه لن يجد رحمة مثل التي عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]] قال :_ إن هذا الرجل رأى ذعراً [[ مرعوب واضح من شكله من بعيد ، لان ثوبه بين اسنانه والسرار يتطاير خلفه حتى بعض كتب السيرة قالت حتى انها انكشفت عورته ، لانهم ما كانوا يلبسوا سراويل ]] فلما دخل عليهم عرفوه فأنطلق مزعوراً مرعوباً ، حتى جلس خلف كتفي النبي صلى الله عليه وسلم [[ أي خلفه ]] وهو يصيح ويقول :_ مستجيرٌ بك يا محمد !! قال له النبي :_ ويلك ما الأمر ؟!!! قال :_ واللات قد قتل صاحبكم ، صاحبي ، وهو قاتلي وانا مستجيرٌ بك يا محمد فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجلسه ، واسقاه الماء حتى زال عنه الرعب _________ وجاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }} جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }} فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه وقال :_ السلام على رسول الله قال:_ وعليك السلام قال:_ يا نبي الله ! أما انت قد أوفى الله ذمتك ، و قد رددتني إليهم [[ اي الى قريش ]] ثم أنجاني الله منهم ، واعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول والترس والمتاع والناقة ]] هذا سلب المقتول اضعه بين يديك فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا ابابصير إني اذا خمسته [[ اي اعتبرته غنيمة ]] رأوني قريش لم اوفي لهم بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك ، اذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة [[ الآن ما بقدر اجبرك ترجع لقريش لانك صرت مطلوب بدم ، وانا سلمتك وانتهت مهمتي ، والحق على قريش ما عرفوا يختاروا رجالهم ، اذهب واختر اي مكان اهرب فيه انت حر ولا تقيم في المدينة ]] فقال أبو بصير:_ يا رسول الله، أعطني رجالاً أفتح لك مكة فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه وقال :_ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال [[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل امه على هل الخلفة مخلفه رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، بيقدر يشعل حرب ويوقع فيهم الرعب ، بس لو كان مع رجال حوله ]] سمع {{ ابو بصير }} العبارة وفعلا هو ابو بصير [[ اسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه ان يكون كذلك ]] رجال !!! اقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى الى قيام الساعة {{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }} فاستأذن {{ ابو بصير }} وودع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟ __________ اما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم مع رجلين من اصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى اوصلوه الى اطراف مكة ودخل وأخبر قريش بالذي حدث فقام {{ سهيل بن عمرو }} وقال :_ ماهذا الذي عاهدنا محمد عليه ، لقد نقض محمداً عهده !!!! فقام له ابو سفيان [[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول ابو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]] فقال ابو سفيان :_ وما على محمد ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]] اذ دفع صاحبكم الى رسلنا ، ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بأذن محمد وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته، بل اخرجه منها فماذا تريدون من محمداً اكثر من هذا ؟؟ فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة وقال :_ ورب هذا البيت لا ارفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي فقال له ابو سفيان :_ ومن يؤدي ديته لك ؟ !! قال :_ انتم قال :_ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، انت الذي اخترته !! قال :_ إذن يؤديها محمد قال ابو سفيان :_ إنه للسفه [[ يعني انت سفيه ]] وما على محمد من ديته ؟؟ وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا في صحبه ثم اخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وانتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها وصرخ به و قال :_ اصرف عنا هذا البلاء [[لا تدخلنا بمشاكل ]] فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صلى الله عليه وسلم وارتضت قريش بما جرى ، ويكفيهم أن محمد صلى الله عليه وسلم ، قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة ، وففى بعهده ___________ وكان {{ ابو بصير }} قد اتجه واختار موقعا حساساً [[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صلى الله عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]] أتجه الى منطقة اسمها {{ العيص}} على بعد{{ ٢٢٠ كم }} من المدينة ، وهي في طريق تجارة قريش الى الشام وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} اعترضها وقتل منها، وأخذ من غنائمها ما استطاع وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }} وعرفوا مكانه فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون اليه وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }} الذي ذكرنا قصته حتى تجمع مع {{ أبي بصير }} وكانت مجموعة قوامها {{ ٧٠ رجلا }} ولما حضر {{ ابوجندل }} قال له ابو بصير :_ يا ابا جندل ، انت أميرنا ، وإمامنا ، نصلي ورائك ونقتدي بأمرك [[ فشكلوا عصابة ]] واخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي الى الشام ما تحركت لقريش تجارة إلا نهبوها ، ولا مر فيهم راكب إلا قتلوه وسمع العرب بذلك فخرج ايضاً إليهم مستضعفين من المسلمين ، من قبائل العرب من حولهم ، حتى بلغ عددهم عدة اهل بدر {{ ٣١٣ }} اميرهم ابو جندل ابن {{ سهيل بن عمرو }} _____________ وجن جنون قريش ماذا نفعل ليس لهم حل ؟؟ قوم بين الجبال والساحل وليس لهم مقر ماذا نفعل لهم ؟؟وتمكنوا من قطع تجارة قريش فأرهقوها وهذا كله قبل أن يمضي عام على الصلح [[ يعني شهرين فقط ]] ألم يقل لهم الصادق الأمين حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم {{ إن الله سيجعل لكم فرجاً ومخرجاً }} صلوا على حبيب القلوب اجتمعت قريش و اختارت {{ ابا سفيان }} ومعه رهط من قومه وفداً الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومعهم كتاب موقع من {{ سهيل بن عمرو }} والشهود الذين كانوا معه في يوم صلح الحديبية وجاء ابو سفيان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم ، ويناشده الله والرحم يقول له :_ انشدك ربك والرحم الذين بيننا ، إلا قبلت رجاءنا يا محمد قال :_وماهو طلبكم ؟ قال :_ان تأوي إليك جماعتك {{ابو بصير }} و{{ابو جندل }}وكل من اراد ان يهاجر ، وامسح هذا البند من الصلح بيننا فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجه اصحابه وقال لهم على سمع ابو سفيان قال :_ارأيتم حين رضيت وأبيتم ؟؟ فقبل النبي صلى الله عليه وسلم [[ وكان هذا من صالح المسلمين ]] ثم أمر احد اصحابه ان يكتب كتاباً وبحضور{{ ابو سفيان }} أمر ان يكتب الى {{ابي بصير }} و{{ ابو جندل }} أن يقدما الى المدينة ومن معهم من المستضعفين ورجع ابو سفيان الى مكة وانطلق الرسول بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ ابي بصير }} و {{ ابي جندل }} بالساحل ___________ فما أن وصل حامل الرسالة واذا {{ ابا بصير }} قد حضره الموت رضي الله عنه وأرضاه فقيل له يا ابا بصير :_ هذا رسول ، رسو الله فأخذ الكتاب وقبله ، و وضعه على عينيه ، ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه وهو يقرأ الرسالة ويردد {{ الصلاة والسلام على رسول الله }} وفاضت روحه وهو يقرأ و وقع الكتاب على صدره فأخذ ابو جندل الكتاب وامر ان يجهز {{ ابو بصير}} فلما جهزوه و صلوا عليه ودفنوه في موقعه انطلق ابو جندل و من معه الى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم اتذكرون حين قال لابي جندل {{ يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا}} _________ وانتم يا أحباب رسول الله لكم منه نبؤة ، يا من تمسكتم بكتاب الله وسنة نبيه اسمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أيام صبر ، الصبر فيهن {{ كقبض على الجمر }} للعامل فيها أجر خمسين قالوا: _ يا رسول الله أجر خمسين منا ام منهم ؟؟ قال:_ خمسين منكم [[ فأستغرب الصحابة ما الفضيلة التي اوصلتهم لهذا الاجر العظيم ]] قالوا :_ لِمَ يا رسول الله ؟؟ قال :_ لأنكم تجدون للحق نصيرا ، ولا يجدون ، يكتم المؤمن إيمانه فيهم ، كما يكتم المنافق نفقه فيكم {{إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء}} وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يصبركم ويقول لكم قليلاً من الصبر يا احبابي ، يا من آمنتم برسالتي ولم تروني ، فالفرحة وقرة العين والغبطة والسرور قريبة جدا ، وملتقانا في الجنة في طوبى في حياة سرمدية ابدية ، غير زائلة {{ طوبى للغرباء }} صلوا على حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم يتبع إن شاء الله {{ غزوة خيبر }} وستأخذ معنا وقت من قرأ يترك لنا بصمة _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٢»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة خيبر أسبابها )) ____________ تحدثنا عن صلح الحديبية ، الذي كان في شهر {{ذي الحجة}} من السنة السادسة من الهجرة وبعد {{ ٢٠ }} يوما فقط من صلح الحديبية ، في شهر {{محرم }} من السنة السابعة من الهجرة [[ يعني بداية السنة السابعة ]] لأن {{ ذي الحجة }} آخر شهر من الأشهر العربية و {{ محرم }} أول شهر من الأشهر العربية الآن نحن في أول شهر من السنة اي دخلنا في {{ السنة السابعة من الهجرة }} قام صلى الله عليه وسلم بغزو اليهود في {{ خيبر }} __________ ما هي خيبر ؟؟ مدينة تقع في شمال شرق المدينة المنورة تبعد عن المدينة المنورة مسافة {{ ١٦٥ كم }} و {{ خيبر }} كلمة من لغة اليهود معناها {{ الحصن }} لأن فيها حصون هي عبارة عن مجموعة حصون ، واليهود يعيشون داخل هذه الحصون ولذلك كان يسميها البعض {{ خيابر }} صيغة الجمع فيها {{ ١٠ }} آلاف مقاتل وكانت أكبر مكان يتجمع فيه اليهود بالعالم كله ____________ في المدينة كان من اليهود {{ ٣ }} قبائل فقط وذكرتها لكم بالتفصيل ١_ بني قينقاع ... وقد {{ نقضوا العهد }} وقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيامهم بالإعتداء والتحرش بعرض امرأة مسلمة، ثم قتل رجل مسلم قام بالدفاع عنها ___________ ٢_ بني النضير .... نقضوا {{ العهد }} وقد أجلاهم ايضا النبي صلى الله عليه وسلم بعد نقضهم العهد و محاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم ___________ ٣_ بني قريضة .... نقضوا {{ العهد }} بعد خيانتهم ونقضهم العهد وانضمامهم للأحزاب في حربهم ضد المسلمين ، و طلبوا ان يحكم عليهم سعد بن معاذ وكان حكم {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} عليهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم واموالهم ، وحكم عليهم {{سعد}} بحكم الله من فوق سبع سماوات فكان الجزاء من جنس العمل _____________ فأصبحت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو الملهم من ربه الذي لا ينطق عن الهوى بأن {{ عهود ويهود ضدان ، لا يجتمعان ابداً ابداً ابداً }} منذ ذلك الزمن الى ايامكم هذه و من أراد أن يعرف حقيقتهم فليقرأ سورة {{ البقرة }} يهود الذي أنجاهم الله عزوجل ، من فرعون وبطشه فكان يقتل ابنائهم ويستحيي نسائهم [[ معنى الاستحياء لا كما يفهمه البعض (الاعتداء الجنسي ) لا اي يقتل ابنائهم الذكور ويستحي نسائهم ، يعني يبقي بناتهم احياء ، ذريتهم من الإناث ، وليس موضوعنا ]] انجاهم الله من فرعون وبطشه ، وشق لهم البحر فعبدوا العجل فلقد شيبوا نبيهم {{ موسى عليه السلام }} وكادوا أن يشيبوا {{ نبينا }} ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم بتوجيه من الله كان لا يُخدع بهم ___________ اليهود الذين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، الكثير منهم أتجه نحو خيبر فأصبحت {{ خيبر }} وكر للدسائس فاليهود الآن مركزهم الثقلي في {{ خيبر }} ويمتدون لتيماء وتبوك أما بالنسبة لليهود سكان {{ خيبر }} فلم يظهروا العداء للمسلمين حتى نزل فيهم ، كبار اليهود الذين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة فكانوا كلهم {{ حقد وكراهية }} للإسلام وللمسلمين ، وللنبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يرغبون بالعودة الى ديارهم في المدينة المنورة ، التي أجلاهم عنها النبي صلى الله عليه وسلم فمنذ أن نزلوا في {{ خيبر }} أصبحت {{ خيبر }} هي وكر الدسائس والمؤامرات ، واثارة الحروب ضد المسلمين ومن خيبر خرج وفد اليهود ، لحشد قريش والأحزاب لغزو المدينة [[ وقد ذكرناها ]] فكانوا هم من يكيدون للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ____________ وقد ذكرت لكم كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد غزوة الأحزاب ، أرسل السرايا ، لتأديب القبائل العربية حول المدينة ، الذين شاركوا الأحزاب في غزو المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم ، كما تعلمنا من السيرة نبينا صلى الله عليه وسلم هو {{ النبي القائد }} لم ينسى ما فعلوه أهل {{ خيبر }} بحشدهم الأحزاب ومؤامرتهم لغزو المدينة لماذا بعد غزوة الأحزاب ، لم يجيش النبي جيش لغزو خيبر على الفور ، وهي التي كانت رأس الافعى ؟؟ لأن في ذلك الوقت لم يكن ممكناً غزو {{ خيبر }} و لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان مشغولاً بحربه مع قريش ، ولم يكن يريد أن يفتح جبهتين للمواجهة في نفس الوقت فكان صلى الله عليه وسلم ، يخشى أن تباغت قريش المدينة اذا خرج لحرب {{خيبر }} وخصوصا أنه معروف ان خيبر مدينة حصينة جدا ، وأعداد اليهود بها كبيرة [[ يعني محاربة خيبر ، وفتحها ستأخذ وقت طويل ]] لذلك نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ، لم ينسى يهود {{ خيبر }} وما فعلوه فأجل فتح ملف {{ خيبر }} حتى تأتي الفرصة المناسبة ____________ وبلغه صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية ، أن يهوداً لم يرق لهم هذا الصلح ، الذي أبرم بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين قريش فقد كانت اليهود تعتمد على قريش في {{ معادات }} النبي صلى الله عليه وسلم وحربه وسعت يهود لتحريض قريش على نقض الصلح وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، ولكن قريش رفضت نقض الصلح [[ إذن اذا فشلت يهود بأقناع قريش اليوم ، ستنجح غدا ولعل يهود إذا فشلت مع قريش في اقناعها نقض عهدها مع النبي ، ربما تسعى لغيرها من القبائل للتحريض على الرسول صلى الله عليه وسلم ولغزو مدينته ]] فهل ينتظر نبينا صلى الله عليه وسلم يهود {{ خيبر }} ان يجيشوا له الأحزاب مرة أخرى ؟؟ ثم يأتون الى المدينة لغزوها وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم {{ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين }} __________ فبعد {{ ٢٠ }} يوم من صلح الحديبية ، وعلى الفور كان قرار النبي صلى الله عليه وسلم التوجه لخيبر لماذا بعد صلح الحديبية وبهذه السرعة ؟؟ ١_ أمن النبي صلى الله عليه وسلم جانب {{ قريش }} [[ ألم نذكر ان بنود الصلح { ٤ } منها هدنة لمدة عشرة سنوات بين النبي وقريش من غير حروب ]] ____________ ٢_مواجهة خيبر لا بد منها على الفور ، ليحصل استقرار الدولة الاسلامية ____________ ٣_ خبر صلح الحديبية ، لم يعجب اليهود وبلغه صلى الله عليه وسلم انهم يفكرون بغزو المدينة عند ذهابهم للعمرة ، عمرة القضاء [[ ألم يكن في البند أن يرجع المسلمين هذا العام ولا يطوفون بالبيت ، ويأتونا في العام القادم وتترك لهم قريش الكعبة ، فأخذا يهود خيبر يخططون ، غزو المدينة عند خروج النبي واصحابه للعمرة في العام القادم ]] ____________ ٤_ نبينا صلى الله عليه وسلم ، كان لا يأمن أن تنقض قريش بنود صلح الحديبية، فأراد ان يكسب هذه الهدنة في التخلص من اليهود ____________ وعندما أراد صلى الله عليه وسلم ، الخروج لخيبر كره خروج المنافقون معه الى خيبر والسبب ؟؟ لأن وجود المنافقون في الجيش يضعف الصف الإسلامي، ولأن هناك علاقة حميمية بين {{ المنافقون وبين اليهود }} منذ كان اليهود موجودون في المدينة ولذلك فلا يأمن أن يكون وجود المنافقون في الجيش عيونا لليهود داخل الجيش المسلم ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم ، يعرف المنافقين وبدليل ذلك أن النبي أعطى حذيفة بن اليمان {{ اسمائهم }} وقال له لا تخبر أحدا ، و وصاه إذا رأيت من يستخلفني من بعدي [[ أي الخلفاء الراشدين ]] أراد ان يستخدم رجل منهم ، فأنصحه [[ فنحن لنا الظاهر ، والله يعلم السرائر ، لعل هذا المنافق يوما ما يتوب ، فالهداية من الله ]] فلم يفضح النبي صلى الله عليه وسلم ، المنافقون في حياته [[ فلم يقل لهم ، انت اخرج معنا ، انت لا تخرج لانك منافق ، لا لا ]] لذلك أعلن النبي صلى الله عليه وسلم ألا يخرج معه في الجيش إلا من شهد {{ الحديبية فقط }} وبذلك ضمن صلى الله عليه وسلم ، ألا يخرج في الجيش الا المؤمنون فقط، لأن الله تعالى شهد لمن بايع بيعة {{ الرضوان }} بالإيمان قال تعالى {{ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}} وقد قلنا من قبل أن الصف المؤمن اذا كان خالصا نقيا فلابد أن يأتي النصر مهما كانت أعداد المؤمنين قليلة ومهما كانت أعداد أعدائهم كثيرة _________ وخرج صلى الله عليه وسلم بجيش قوامه {{ ١٤٠٠ }} رجل من الصحابة من أصحاب الإيمان الخالص لله وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة متوجها لخيبر جاء وفد من أهل اليمن كانوا قد أسلموا ، الى المدينة المنورة وكان معهم شاب نحيل لم يتجاوز {{ ٣٠ }} عام أسمه {{ عبد الرحمن بن صخر الأزدي }} وكانت تبدو عليه ملامح الفقر والبؤس الشديد ، و كانت له هرة صغيرة يحملها على كتفيه ، يطعمها ويعطف عليها هل عرفتم من هذا الشاب ؟؟ إنه {{ أبو هريرة }} رضي الله عنه وارضاه هذه الهرة [[ القطة ]] التي يحملها على كتفه ، ستصبح فيما بعد {{ أشهر هرة }} خلقها الله منذ بداية الخلق فلقد كناه الناس {{ ابو هريرة }} لشدة اعتنائه بهذه الهرة وهو نفس الاسم الذي سيتردد بعد ذلك في سجل العظماء إلى قيام الساعة هذا {{ ابو هريرة }} الذي جاء مسلما كان اكثر صحابي نقل حديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجه البرية والذي لا يخلو كتاب يتحدث عن الإسلام من ذكر كنيته الشهيرة {{ أبي هريرة }} لم يصحب الرسول لاكثر من {{ ٤ سنوات فقط }} من أصل {{ ٢٣ سنة }} من عمر الدعوة الاسلامية اتدرون كم حديث حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة ؟ حوالي {{ ٤٠٢٦ حديث }} وكان من أهل الصفة واهل الصفة من فقراء المدينة [[ كان يجلسون عند الصفة ، من ذهب عمرة او حج وتشرف بزيارة المسجد النبوي ، إذا وقفت تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، في الجهة المقابلة الخلفية للحجرة النبوية ، يدخلها النساء للسلام على رسول الله ، يوجد مكان مرتفع قليلا ، هذا المكان كان يجلس فيه أهل الصفة وابو هريرة ]] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطف عليهم كثيرا ، ودائما ينفق عليهم مما افاء الله عليه لذلك لزم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحفظ من الاحاديث الكثير كان لطيفاً جدا ، وخلوق ، ومرح صاحب دعابة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويناديه {{ أبا هر }} جزاك الله عنا كل خير يا {{ أبا هريرة }} لما قدمته للإسلام وللمسلمين وإن كنت مسكينا في حياتك ، فهنيئا لك الجنة أيها الصحابي الجليل {{ اليماني }} وهنيئاً لاخواننا في {{ اليمن }} يكفيكم فخراً وشرفاً ، ان تقدموا للأمة الإسلامية أعظم رجالها وقد ذكر اسمه في سجل العظماء واطلق عليه اسم {{ نيل الأوطار }} فلقد طار ذكره ، وعلا صيته ، وأصبح مرجعاً ، لا يستغني عنه أي طالب علم ! ظل ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم ، لا يفارقه أبدا وعاش بعد النبي فترة طويلة {{ ٤٧ عام }} رضي الله عنه وأرضاه ___________ جاء {{ أبو هريرة }} الى المدينة مؤمناً مهاجراً ، وكان المسلمون قد خرجوا الى {{ خيبر }} فصلى الصبح في المدينة، ثم لحق بالمسلمين في {{ خيبر }} يتبع إن شاء الله غزوة خيبر [[ وستأخذ معنا وقت لأن فيها احداث كثيرة ، من قرأ فليترك لنا بصمة ]] صلوا على الحبيب المصطفى ... حغظكم الله ورعاكم برعايته وأدام عليكم الصحه والعافيه وهداة البال _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٣»
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر )) __________ خرج صلى الله عليه وسلم الى (( خيبر )) وكان معه {{ ١٤٠٠ }} مقاتل من المسلمين ، الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وخيبر كما قلنا فيها {{ ١٠ آلاف }} مقاتل وكان اهل {{ خيبر }} يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة [[ من باب التخويف ، من باب الاعلام المزيف كما يفعلون اليوم ، من باب الإشاعة ، فاليهود على مر العصور شغلهم الشاغل أمرين ، ان يمسكوا بعصب اقتصاد العالم ، والاعلام المزيف ]] فكانوا يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة يقولون لعل ابا القاسم [[ اي النبي وكانوا لا ينادونه باسمه محمد إلا ما ندر ، لكي لا يثبتوا عليه صفة الحمد صلى الله عليه وسلم ]] :_ لعل أبا القاسم ، يفكر يوماً في غزو خيبر ، هيهات هيهات خيبر فيها [[ ١٠ آلاف مقاتل ]] مدجج بالسلاح وكم عدد اهل المدينة من اصحابه ؟؟ هذه هي الرسائل التي كانت تصل للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم عدتهم ولكنه يعلم كيفية اصحابه ، لا كمهم ولا يلتفت لعددهم فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعنيه {{ الكم }} بدليل قوله تعالى {{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }} اتذكرون يوم بدر ؟؟ كان عدد الصحابة {{ ٣١٣ }} قريش كانت {{ ٩٥٠ }} والآن يخرج {{١٤٠٠ }} من الصحابة ليلقى {{ ١٠ آلاف }} خرج صلى الله عليه وسلم لخيبر _____________ هنا تحرك المنافقون في المدينة على الفور فأرسل المنافقون إلى يهود خيبر يخبرونهم بقدوم الرسول إلى خيبر فأرسل رأس المنافقين {{ عبدالله بن أبي ابن سلول }} إليهم يخبرهم بأن محمدا سائر إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ولا تخافوا منه، إن عددكم كثير ، وقوم محمد شرذمة قليلون ، وهم عزل لا سلاح معهم إلا قليل [[ يشجعهم على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ، يخبرهم ان أعداد المسلمون قليلة، وليس معهم سلاح الا القليل لا تخافوا ]] فلما وصل الخبر لليهود قالوا بستهزاء :_ محمد يغزونا ؟ !!! هيهات هيهات [[ يعني مش مصدقين ]] ولكنهم اخذوا يستعدون ويأخذون احتياطهم وأرسلوا الى سيد غطفان {{ عيينة بن حصن }} اتذكرون هذا الاسم الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم {{ الأحمق المطاع }} ارسلوا له :_ يا عيينة نعطيك نصف ثمار خيبر ، في سبيل ان تقف معنا من اهل {{ غطفان}} في قتال المسلمين [[ هل تعلمون كم كان عدد ثمارهم في خيبر ، لقد كانوا يجنون كل عام من نخيلهم {{ ٤٠ ألف }} حمل من ثمارها ، فكانت خيبر ومازالت تمد المدينة ومكة في موسم الحج بالتمر ، فخيبر اعظم بقعة في الارض من حيث ثمار التمر ]] فوافق {{ الأحمق المطاع }} على الفور وبدأت تستعد لقتال المسلمين وأعدت جيشا ضخما لذلك قوامه {{ ٤ آلاف }}مقاتل بقيادة الاحمق المطاع {{عيينة بن حصن }} ___________ وعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبرهم وكان له صلى الله عليه وسلم ، عيونا من اصحابه حول المدينة يمدونه بالأخبار فقرر صلى الله عليه وسلم ، ان يرسل على الفور سرية الى غطفان حتى يظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم سيغزو ديارهم وليس خيبر وأمر هذه السرية أن تظهر أمرها ولا تتخفى بل وتحدث صوتا عاليا حتى تلفت اليها الأنظار ، وبذلك تخاف {{ غطفان }} على نفسها وتظل في ديارها ولا تخرج لحرب المسلمين في خيبر وبالفعل عندما سمع جيش {{ غطفان }} الصوت، انزل الله الرعب في قلوبهم ، وعادوا مسرعين إلى ديارهم ، وتركوا يهود خيبر في حرب الرسول منفردين وقرر النبي صلى الله عليه وسلم ان ينزل بجيش المسلمين في شمال خيبر ____________ قلنا ان خيبر موقعها {{ الشمال الشرقي }} للمدينة المنورة فمن يأتي من المدينة المنورة الى خيبر سيدخلها من الجنوب فلماذا اختر حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، ان يدخل خيبر من {{ الشمال }} وليس من الجنوب ؟؟؟ لان {{ غطفان }} تقع ايضا {{ بالشمال الغربي }} للمدينة فنزل بجيش المسلمين من الشمال ، حتى يحول بين خيبر وبين غطفان ، إن فكرت غطفان العودة لحرب المسلمين ____________ وسار صلى الله عليه وسلم لخيبر على بركة الله وكان معه رجل من اصحابه حسن الصوت يجيد في ارتجاز الشعر وكان اسمه {{ عامر بن الاكوع }} فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_يا ابن الاكوع اسمعنا من هيناتك [[ أي انشد لنا من اشعارك بصوتك الجميل ]] وحرك بنا الركب فسار {{ عامر بن الاكوع }} امام الركب كي ينشط الرواحل وهو يردد بصوته الجميل ويرتجز الشعر اللهم لولا الله انت ما اهتدينا .. ولا تصدقنا ولا صلينا الى آخر الابيات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ،عند سماع صوته الجميل :_ يرحمك الله وكان حسن الصوت بالحداء إذا حدا أعنقت الإبل [[ أي أسرعت الأبل ، لان الابل تتأثر بالصوت الجميل ، وكما حدث في حجة الوداع عندما اخذ يحدوا انجشة رضي الله عنه فأسرعت الابل من حسن صوته ، وامهات المؤمنين ، في الهودج فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ، يا أنجشة رويدك، رفقا بالقوارير ، لانهم داخل الهودج فإذا اسرعت الابل اهتز الهودج وربما تتأذى النساء داخلها ]] فقطعوا الطريق الذي يحتاج{{ ٥ ليالي }} في {{ ٣ }} ليالي لان العرب كانت لا تقطع بلغة اليوم {{ ٣٠ كيلو }} في الليلة فقطعوا في كل يوم تقريبا {{ ٥٠ كيلو}} وكما قلنا بين المدينة وخيبر {{ ١٦٥ كيلو }} قطعوها في ثلاث ليالي وهكذا سار الجيش بروح ايمانية عالية جدا ، بالرغم من علمهم بالصعوبة الشديدة للمعركة وبحصون خيبر وكثرة رجالها ، وكثرة عتادها الحربي حتى انهم كانوا يكبرون ويهللون ويدعون الله تعالى بأصوات مرتفعة {{ الله أكبر، لا إله إلا الله }} فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_اربعوا على أنفسكم [[ أي ارفقوا بأنفسكم ، لا تبالغوا في رفع أصواتكم ]] فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم [[ نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رفع اصواتهم والمقصود الرفع الخارج عن العادة الذي يؤذي الآخرين ، لأنه امر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية ، ولكن لا نرفع الاصوات بالتلبية بشكل يؤذي الاخرين ]] وكان {{ عبدالله بن قيس }} رضي الله عنه يسير خلف دابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يردد {{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم }} فقال له النبي :_ يا عبدالله بن قيس قال :_ لبيك يا رسول الله قال:_ ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟ فقال :_ بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال {{ لا حول ولا قوة إلا بالله }} ____________ فلما اشرف على خيبر قام وصلى ، النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه المغرب والعشاء {{جمع تقديم }} بعيدا عن حصونهم ، حتى لايروه [[ لان الدنيا مازالت مضيئة و سقوط قرص الشمس عند المغرب لا يعني العتمة خاصة في المناطق الصحراوية ]]حتى اذا دخلت العتمة تقدم بجيشه بهدوء الى حصونهم وأمر المسلمون ان يصلوا الفجر مغلسين [[ اي يصلوا الفجر فورا عند دخول وقته قبل ان يسفر النهار ، كي لاتراهم يهود فيباغتهم بغتة ]] وكان اليهود اذا اقبل الليل دخلوا حصونهم واغلقوا ابوابهم ، وفي الصباح يفتحون ابواب حصونهم ويخرجون للعمل صلى بهم الفجر و بدأ خروج اليهود من الحصن الى مزارعهم وهم يحملون أدوات الزراعة، وهم لا يدرون بالمسلمين فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه :_ قفوا ثم قال :_ اللهم رب السموات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها اقدموا بسم الله ، فتقدموا فلما رأوا اليهود الجيش صاحوا في فزع :_محمد والخميس !!!! [[ الخميس معناه الجيش ، وقد كان العرب يطلقون على الجيش الخميس لأنه خمسة أقسام ، مقدمة ، ومؤخرة وميمينة ، وميسرة ، وقلب ]] محمد والخميس !!!!! واخذوا يهربون ، مسرعين الى حصونهم وصاح بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، صيحة سمعها الجيش كله ، وسمعها اليهود :_ الله أكبر _ الله أكبر !! خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المُنذرين [[ لم يتوقعوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، لغزوهم كانوا يقولون :_ محمد يغزونا ؟؟ !! هيهات هيهات ]] _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٤»
السيرة النبوية العطرة (( علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، يفتح الله عليه حصن خيبر )) ___________ هرب اليهود ودخلوا في حصونهم ، عندما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون ما هي حصون خيبر ؟؟ خيبر مقسمة الى {{ ٣ }} مناطق ________ ١_ منطقة {{ النَّطاة }} هذه المنطقة فيها ثلاث حصون حصن ناعم + حصن الصعب + حصن القلعة __________ ٢_ منطقة {{ الشَّق }} هذه المنطقة فيها حصنين فقط حصن أبي + حصن النِّزار ______ ٣_منطقة {{ الكتيبة }} هذه المنطقة في ثلاثة حصون حصن القموص + الوطيح + السلالم ____________ طبعاً هذه الحصون مصممة بحيث إذا حدث أقتحام لحصن منها ، فإنهم يستطيعون الإنسحاب بسهولة الى الحصن الذي يليه وفي خيبر حصون وقلاع أخرى ولكنها كانت صغيرة، وسقطت بعد ذلك بلا قتال ولذلك كانت {{ مشكلة خيبر }} ليس فقط تفوق اليهود في العدد والعدة لأن اليهود عددهم {{ ١٠ آلاف }} مقاتل ، مقابل {{ ١٤٠٠ }} من المسلمين فقط ولكن المشكلة الرئيسية هي هذه الحصون لسببين {{ السبب الأول }} أن العرب لم تكن تعرف كيف تتعامل في الحرب مع الحصون وكانت كل حروبهم تعتمد على المواجهة ، وعلى الكر والفر {{ السبب الثاني }} أن المسلمين لم يكونوا في مواجهة حصن واحد ولكن مجموعة كبيرة من الحصون كما ذكرنا وهي {{ ٨ }} حصون وهي مصممة بحيث اذا حدث اقتحام لحصن ، فإنهم يستطيعون الإنسحاب بسهولة الى الحصن الذي يليه ومعنى هذا أن المسلمين اذا نجحوا في اقتحام حصن ، فسيلجأ من في هذا الحصن الى حصن آخر وهكذا فكأنهم يدخلون في عدة حروب وليست حرباً واحدة ___________ وبدأ بمهاجمة حصن {{ ناعم }} وكان يعتبر خط الدفاع الأول لمكانه الإستراتيجي ، وكان من أقوى الحصون وتحصن اليهود داخل الحصن ، وأخذوا في رمي المسلمين بالسهام وبالحجارة من فوق الحصن ____________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام قد وقفوا في منطقة اسمها {{ المنزلة }} [[ وسبب تسميها المنزلة لأنها ، منخفضة قليلا عن الأرض ]] فكان اليهود اذا القوا الحجارة الضخمة من داخل الحصن تتدحرج حتى تصل الى جيش المسلمين وتصيبهم فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه وقال : _ يا رسول الله !! إن هذا المنزل قريب من حصونهم ، وهم يدرون أحوالنا ونحن لا ندري أحوالهم [[ لأن اليهود يرون المسلمين من فوق الحصن ، ويراقبون تحرك الجيش ، ومكشفون لهم ]] إن هذا المنزل قريب من حصونهم ، وهم يدرون أحوالنا ونحن لا ندري أحوالهم ،وسهامهم تصل إلينا وسهامنا لا تصل إليهم ، وهو مكان غائر وأرض وخيمة بين النخلات وقد يتسلل اليهود من بين النخلات، ولو أمرت بمكان خالٍ عن هذه المفاسد نتخذه معسكرا فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم برأي {{ الحباب بن المنذر }} وقال له :_ أشرت بالرأي اتذكرون هذا الصحابي الجليل ؟؟؟ هو نفس الموقف الذي قام به {{ الحباب بن المنذر }} في غزوة بدر عندما أشار على النبي صلى الله عليه وسلم ، بتغيير مكان معسكر المسلمين وكان ذلك من أسباب الإنتصار في بدر [[ وسبحان الله الذي جعل لكل إنسان موهبة {{ الحباب بن المنذر }} كان يتمتع بهذه الموهبة وهي النظرة الإستراتيجية لجغرافية أرض المعركة]] ولكن صلى الله عليه وسلم قال:_ اذا أمسينا تحولنا لماذا ؟؟؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يريد أن يغير من مكانه أمام اليهود ، حتى لا يعتبر اليهود ذلك انتصارا على المسلمين فترتفع معنوياتهم فلما جاء الليل غير النبي صلى الله عليه وسلم مكان معسكر المسلمين من {{ المنزلة }} الى مكان اسمه {{ وادي الرجيع }} ___________ وجاء راعي حبشي اسود ، كان اجيرا عند يهودي من اسياد خيبر ، يرعى غنمه فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:_ يا رسول الله اعرض عليّ الإسلام [[ اي حدثني عن الاسلام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحقر اي انسان بأن يدعوه لدين الله عزوجل ]] فعرضه عليه ، فدخل الايمان لقلب هذا الرجل فقال :_ إن أنا أسلمت فماذا لي؟ قال:_ الجنة، فأسلم فلما أسلم قال:_ يا رسول الله إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم ، فكيف أصنع بها؟ فقال له: _اضرب في وجهها فإنها سترجع إلى صاحبها فقام فأخذ حفنة من حصباء فرمى بها في وجهها وقال ارجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك يقول الصحابة :_ فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها حتى دخلت الحصن ثم تقدم رضي الله عنه إلى ذلك الحصن فقاتل مع المسلمين فأصابه حجر فقتله [[ ولم يسجد لله سجدة واحدة ]] فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، محمولا فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم اعرض عنه [[ أي ألتفت فلم ينظر إليه ]] فأستغرب الصحابة فقالوا:_ يا رسول الله لم أعرضت عنه؟ !!! فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير، قد كان الإسلام من نفسه حقا [[ ألم اخبركم من قبل ؟؟ وذكرتها لكم ان من خلق الله محب ومحبوب ، وشتان بينهما ، إذا نظر الله لقلب عبد واحبه ، ولو كان على معصيه ساقه إليه رغم أنفه ، لان الله يحبه ، وإذا مرض وكان على فراش الموت يقول الله لملائكته صبوا على عبدي البلاء صبا ، وعزتي وجلالي لا أخرجنه من الدنيا إلا كيوم ولدته أمه ، لان المرض يكفر ذنوبه بألمه من هذا المرض ]] قال النبي :_لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير، قد كان الإسلام من نفسه حقا ، وإن الشهيد إذا اصيب تدلت له زوجتاه من الحور العين [[ تنزل مسرعات إليه ]] و إن معه الآن زوجتيه من الحور العين تنفضان التراب عن وجهه وتقولان له:_ ترب الله وجه من ترب وجهك وقتل من قتلك [[ لذلك اعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حياءً لكي لا ينظر لزوجتيه ، وعندما اطلعه الله على الجنة وجلس يحدث اصحابه قال ورأيت زوجة من الحور العين في الجنة فقلت زوجة من هذه ؟ فقيل لي زوجة عمر بن الخطاب فأعرضت وجهي عنها لما اعلمه من غيرة عمر ، فبكى عمر وجهش بالبكاء وقال أومنك أغار يا رسول الله ؟؟ ]] __________ كانت حصون خيبرة محصنة جدا واستمرت محاولات المسلمين لفتح الحصن وواجه المسلمون مقاومة شديدة واستشهد أثناء المواجهات {{ محمود بن مسلمة}} الأنصاري وكان قد حارب حتى أعياه الحرب [[ تعب ]] وثقل السلاح [[ من شدة التعب لم يستطع حمل السلاح ]] وكان الحر شديدا فألقى عليه اليهود حجر من فوق الحصن فسقط عليه فكسرت الخوزة التي يلبسها على راسه وتهشمت ، ودخل الحديد في جلد رأسه ونزلت جلدة جبينه على وجهه ، وخرجت عينه من مكانها فأدركه المسلمون، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فأرجع الجلدة إلى مكانها وعصبه بخرقة فمات رضي الله عنه من شدة الجراحة بعد ثلاثة ايام وجرح خمسين من الصحابة بسبب رمي السهام والحجارة من الحصن __________ وأثناء الحصار خرج من الحصن قائد اليهود اسمه {{ مَرحَب }} يطلب المبارزة [[ كما كانت العادة في الحروب في ذلك الوقت ]] وكان [[ مَرحَب ]] عملاقا ضخم الجثة وكان من أشد الفرسان ، وكانوا يقولون أنه يغلب {{ ألف }} مقاتل وحده فخرج له {{عامر بن الأكوع }} رضي الله عنه اتذكرون هذا الصحابي ؟؟ ذكرناه في الجزء السابق عندما ارتجز الشعر في الطريق لخيبر وكان صوته جميل وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ يرحمك الله كان {{عامر بن الأكوع }} رضي الله عنه ايضا فارسا قويا و معروفا، وكان ضخم الجثة ودار بينهما قتال شرس وأثناء القتال كان {{عامر بن الأكوع}} يقاتل في حماسة، فضرب اليهودي ضربة قوية ولكن {{ مَرحَب }} ابتعد وطاشت ضربة {{ عامر بن الأكوع }} فلم تصب {{ مَرحَب }} وأكملت طريقها فأصابت {{ عامر}} ركبته وقتل نفسه بسيفه فقال البعض: _قتل نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ إنه شهيد وإن له لأجرين __________ وأصيب بالمسلمون بجوع شديد ، ولم يكن معهم من الطعام إلا السويق [[ هل تعرفون السويق ؟ ذرة يوضع عليها بعض الشيء من الحلو ، يضعوها في فمهم ويشربون الماء خلفها ، كيف نشرب حبة الدواء ، لذلك سمي هذا الطعام السويق ، لانه ينساق بالحلق انسياقا ، بلع ]] كان طعامهم السويق ، يعني قطعة خبز مافي، وتمر مافي [[ ماكان على الشجر تمر لان الموسم ما كان موسم تمر ]] و اشتكوا للنبي صلى الله عليه وسلم الجوع وقبل ان تغيب الشمس رأى النبي صلى الله عليه وسلم غنم حول الحصن ترعى قال :_ ما خرجت هذه الغنم ترعى من غير راعي ، ولعل لها مداخل ومخارج للحصن ثم ألتفت الى اصحابه وقال :_من رجل منكم يطعمنا منها ويرى لنا الطريق ؟؟ فقام رجل من اصحابه من الانصار اسمه {{ ابو يسر بن عمر }} رضي الله عنه قال :_ انا يارسول الله [[ يقول ابو يسر رضي الله عنه وهو راوي الحديث ]] يقول :_ فأنطلقت كالظليل [[ اي كالغزال الذي يكون اول عمره يسمى الظليل ]] واخذت الغنم تدخل في مساربها [[ اي لها طرق تحت سور الحصن ]] فأدركت آخرها فحتملت شاتين تحت ابطي ، و رجعت وكأني لا أحمل شيئاً [[ اي رجعت بسرعة ]] وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له فقال{{ اللهم متعنا به ونضَّر وجهه }} [[ يعني ربنا يوفقه ويبيض وجهه ويقدر يجبلنا منها شي ]] وانظروا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم عاش ابو يسر {{ ١١٢ سنة }} فكان يحدث هذا الحديث للتابعين ، وكان اخر ممن مات من الصحابة في المدينة يقول للتابعين :_ لقد أصابتني دعوة نبينا ، لقد متعه الله ومتع الصحابة ومتعكم أنتم بعمري فها انا اعيش بينكم ، ولا تجدون صحابي غيري وانظروا الى {{ وجهي }} وقد جاوزت المئة عام ، وها انا كأني ابن السابعة عشرة من عمري من دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم [[ نضَّر الله وجهك ]] [[وكان كلما حدث التابعين بهذا الحديث يقول التابعين كان يجهش بالبكاء حتى يبكي كل من حوله ]] يقول :_ فأتيت للنبي بالشاتين ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلي وقال لي :_ نضَّر الله وجهك ثم أمر أن تذبح الشاتين وأن تقطع [[ ولا مجال للطبخ والسلق ]] فأمر النبي بالشواء فاخذ الصحابة يشون ويضعون الشواء في وعاء وجلس النبي صلى الله عليه وسلم عند الوعاء ويضع يده في الوعاء ويمسك اللحم ويقول للصحابة :_ خذوا واطعموا اصحابنا ، خذوا واطعموا اصحابنا يقول ابو يسر :_ والذي بعثه بالحق ، لقد أطعم الجيش كله وما يزال بين يديه لحم مشواه قال له التابعين متعجبين :_ كم كنتم ؟!!! قال :_ اربعة عشرة مئة [[ اي ١٤٠٠ ]] قالوا :_وهل أكلتم جميعاً ؟ !!!! قال :_ والله قد شبعنا ، وفضل عن زادنا الى الغد [[ من شاتين فقط اطعم الجيش كله ]] صلوا على حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم ___________ واستمر قتال المسلمون {{ ١٢ }} يوم ولم يحقق المسلمون أي شيء وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم ، في ذلك اليوم بالشقيقة، [[وهو ما نسميه الصداع النصفي وكان ذلك يعاوده منذ ان ضُرِبَ على رأسه الشريفة في أحد اتذكرون ذكرتها لكم يوم احد ، وكان اذا جاءه ألم الرأس لا يستطيع أن يقوم من مكانه ]] ولم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يخرج للقتال في اليوم التالي وهو اليوم {{ ١٣ }} من حصار حصن {{ ناعم }} فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية [[ أي رايته ]] لعدد من اصحابه ، يغدون ويعودون ، ولا يحدثون شيئا لم يستطيعوا فتح الحصن وأحبط المسلمون نتيجة كل ذلك، فالحصار استمر فترة طويلة ولم يحققوا أي شيء بل على العكس استشهد {{ ٣ }} من المسلمون وجرح {{٥٠ }} من الصحابة حتى المبارزة الفردية انهزموا فيها وهذا هو الحصن الأول ، ولازالت أمامهم حصون كثيرة ___________ وشعر النبي صلى الله عليه وسلم بالأزمة النفسية التي فيها المسلمون وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يعيد للمسلمين روحهم المعنوية المرتفعة التي كانوا عليها وهم في طريقهم الى خيبر فقال صلى الله عليه وسلم ذات ليلة قال :_ لأعطينَّ الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه يقول عمر بن الخطاب :_ ما تمنيت الإمارة يوما إلا ليلتها لشهادة رسول الله ان من سيعطى الراية يحبه الله ورسوله وبات الناس ليلتهم و كلهم يرجون أن يحملوا الراية __________ وفي اليوم الثاني ، عند صلاة الفجر وقف المسلمون يصلون الفجر خلف النبي صلى الله عليه وسلم يقو الصحابة: _ فكنا نتقاتل على الصف الأول [[ لان الكل كان يتمنى هذه الشهادة من رسول الله ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ]] فلما انتهت الصلاة ألتفت صلى الله عليه وسلم على أصحابه و وقف متكأ على سيفه ، وأخذ يستعرضنا [[ ينظر إلينا ]] واستعد الجيش والعيون والآذان والقلوب معلقة تنتظر من الذي سيعطيه ؟؟ [[ من غير تشبيه كيف بعض شباب وبنات اليوم لما انسلخنا من ديننا يكونون امام التلفاز ينتظرون فوز مطرب او مطربة بالمسابقة كيف تكون عيونهم وقلوبهم في تلك اللحظة اللهم اهدينا واهديهم الى الصراط المستقيم ]] يقول عمر:_ فأخذت اتطاول [[ معنى اتطاول يجلس على ركبه يرفع حاله عشان يشوفوه رسول الله ، وكان عمر رجل طويل يقول الصحابة كان اذا مشى بين الراكبين كان راسه يُرى من بينهم ، اي اطول من الراكب على الفرس ، ومع ذلك يقول اخذت اتطاول لعله يبحث عني ]] يقول عمر :_ فلما وقع نظر النبي عليَّ ثم جاز قلت :_ ثكلتك امك يا عمر لست انت [[رضي الله عنك يا عمر ]] فلما استعرضنا جميعا قال :_ أين علي ؟ فقالوا :_ يا رسول الله يشتكي عينيه [[وكان علي رضي الله عنه ، قد اصيب بالرمد في عينيه، فما كان موجود مع الجماعة ، لانه صلى بخيمته لا يستطع النظر ]] يقول عمر :_ ففرحت [[ يعني اذا علي تعبان لعلي اكون انا مكانه ]] واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ ادعوه لي فجيء بعلي لا يرى أمامه يقوده رجلين فقال علي :_ يا رسول الله إني أرمد كما ترى ، لا أبصر موضع قدمي فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم وضع رأس علي في حجره ، ونفث في كفه الشريفة وفتح له عينيه فدلكهما فبرأ حتى كأن لم يكن بهما وجع يقول علي رضي الله عنه وهو يروي الحديث قال :_ فو الذي بعثه بالحق فما رمدت ولا صدعت و ما اشتكيتهما ابدا [[ اي عينيه ]] [[ وسبحان الله علي لم يطلبها ، ومن طلب شيئا او تعرض لطلبه يحرم منه ، رسالة لكل من يدعي انه المهدي وقد انتشروا في ايامنا هذه لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله أخي يوسف، لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته، ولكن لأجل سؤاله إياه ذلك أخر عنه سنة لما طلب سيدنا يوسف عليه السلام من الملك ان يكون عزيز مصر ، لم يستجب له الملك إلا بعد سنة وتلك إرادة الله ، دعاه الملك بعد سنة والبسه التاج واعطاه السيف ، والبسه حلة من استبرق ، وفوض إليه أمر مصر ، بعد سنة لانه طلبها فلو وقع تاج من السماء لا يقع إلا على رأس من لا يريده ، اسمعتم يا من تدعون انكم المهدي ]] وكان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم خرقة سوداء فجدلها النبي على راس علي ثم دفع الراية الى علي [[ اي راية النبي ]] وقال له:_يا علي امضي على بركة الله يفتح الله عليك ان شاء الله ، امضي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك [[ كان عمره رضي الله عنه ٢٦ عام ]] فركب الفرس وسار علي ، فأراد ان يسأل النبي على شيء وتذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان لا يلتفت فعاد بفرسه الى الخلف وصاح :_ يا رسول الله اقاتلهم حتى لا ابقي منهم احدا ، على ماذا اقاتلهم ؟؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ قاتلهم على ان يشهدوا أن لا اله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى [[ أي حساب بواطنهم وسرائرهم على الله، لأنه المطلع وحده على ما فيها من إيمان خالص أو نفاق وكفر ]] وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ____________ الرد على الشبهة في وصية الرسول لعلي بن ابي طالب وهذا الموقف يتخذه بعض أعداء الإسلام مطعنا وبعض المتشددين ، الذين يدعون انهم يجاهدون في سبيل الله ، ان نقاتل الناس حتى يسلموا ويقولون أن نص كلام النبي لعلي [[يعني أن المسلم يقاتل الناس ليجبرهم على الدخول في الإسلام ]] هذا الكلام غير صحيح ، وذكرنا غزوات النبي صلى الله عليه وسلم اسألكم بالله هل اعتدى النبي صلى الله عليه وسلم على قوم ليجبرهم على الاسلام ؟؟ ولذلك ذكرت اسباب غزوة خيبر بالتفصيل وكان سببها كما ذكرنا أن {{خيبر }} أصبحت مركزا للتآمر، ومركزا لضرب الإسلام وهم الذين حزبوا الأحزاب، وحاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة فالنبي لم يحاربهم ليدخلوا في الإسلام وانما حاربهم لهذه الأسباب ومع ذلك يعطيهم النبي {{ الفرصة الأخيرة }} اذا دخلوا في الإسلام فعفا الله عما سلف، ونبدأ صفحة جديدة، وهذا هي {{ قمة الرحمة }} ليس الغاية عند المسلمين القضاء على الناس انما نشر دين الله أفهمتم يا من شوهتم مفهوم الاسلام بتشددكم ؟؟؟ ________ حمل {{ علي بن أبي طالب }} الراية وانطلق كالسهم، والمسلمون خلفه ، فكان اول من وصل من المسلمين الى الحصن وغرس الراية في أصل الحصن واطلع يهودي من أعلى الحصن وقال: - من أنت ؟ فقال :_ أنا على بن أبي طالب فقال اليهودي: _ غلبتم و علوتم وحق ما أنزل على موسى [[ لماذا قال وحق ما انزل على موسى ، لان اليهود كانوا يعلمون ان من يفتح هذا الحصن، كما يخبرهم احبارهم بأنه رجل فيه صفة {{ العلو }}كلمة قريبة من معنى اسم علي لا نبالغ ونقول يصرحون ان اسمه علي بن ابي طالب و اقسم بالله العظيم اليهود يعلمون من اخبارنا وحقيقتنا وعلامات الساعة اكثر من ابناء المسلمين اليوم بل واكثر من بعض ركاب المنابر ، نحن الذين ضيقنا على انفسنا بالتشدد والتعنت فأصبحنا لا نعرف شيئا عن ديننا ]] وخرج إليه بطلهم اليهودي {{ مَرحَب}} الذي قتل {{ عامر بن الأكوع }} ودعا علي رضي الله عنه للمبارزة [[ وكان مرحب رجل طويل ، ربما لو اردنا ان نقسمه ، يطلع حجمه اربعة رجال من علي ، وكان مميز بخيبر ولقبه بطل خيبر ، ويلبس الناس خوذة من حديد او فولاذ على رؤوسهم إلا مرحب صنع خوذة لنفسه من الرخام مثل البيضة مجورها ويضعها على راسه ، وكانت يهود تظن ان هذا الرجل لا يقتل]] و كان قد لبس درعين ، وتقلد بسيفين ، ومعه رمح لسانه ثلاثة أسنان وهو يرتجز ويقول أبيات من الشعر ليضعف عزيمة علي رضي الله عنه يقول مرحب :_ قد علمت خيبر أني مرحب .. شاكي السلاح بطل مجرب [[يعني انا اللي طلعتلك ، بطل خيبر مرحب كل خيبر بيعرفوني ، شاكي السلاح اي سلاحي كامل ما بينقصني شي ومجرب بالشجاعة اسأل الفرسان عني وكيف قهرتهم ]] فأجابه علي قائلا أنا الذي سمتني أمي حيدره .. ضرغام آجام وليث قسوره [[ حيدر يعني اسد ، لان أم علي رضي الله عنه عندما ولدته ، سمته {{ أسدا }} على اسم ابوها وكان أبوه أبو طالب غائبا، فلما قدم كره ذلك الاسم وسماه علي ، الحيدر اسم للاسد الشاب القوي ]] ثم التقيا فأختلفا بضربيتين [[ اي بالسيف ]] فأراد {{ مرحب }} ان يضرب علي رضي الله عنه بالسيف على راسه فتلقى {{ علي }} ضربته بالترس ، فثبت سيف مرحب بالترس حتى قسمه نصفين فأصبح {{ علي }} بلا ترس فأنفتل مرحب[[ كعادة الفرسان عندما يشعر بنفسه انه انتصر ]] انفتل ثم رجع يريد ان يضرب علي مرة اخرى ليقضي عليه فنظر علي رضي الله عنه، فلم يجد حوله ترس فوجد ضرفة باب الحصن الذي فتح فأخذه بيده الشمال واقتلع باب الحصن وجعله ترس بيده يتلقى ضربات {{ مرحب }} ثم ضربه علي بالسيف ضربة قوية فشق بسيفه تلك الخوزة الرخامية على راس مرحب ، وشق راسه نصفين ، حتى وصل سيف {{ علي }} من قوة الضربة الى رئة مرحب فأستقر بها فوقع مرحب على الارض يقول الصحابة :_ عندما سقط على الارض و كأنه جدار انهار من ضخامته [[يقول ابو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اخرجه البخاري ]] يقول :_ والذي لا إله إلا هو ، لقد اجتمعنا سبعة من اصحاب النبي ، وانا معهم نزحزح ذلك الباب كي نميطه عن الطريق [[نعيده الى مكانه ]] ما استطعنا [[ بس يحركوا الباب من مكانه تحريك فقط لم يستطيعوا لانه ثقيل ]] كيف اخذه علي رضي الله عنه وحمله بيده الشمال ؟؟ ليس هذا كله بسبب البطولة والقوة ... لا لا إنما هي{{ إرادة الله ، كن مع الله ، ترى الله معك }} اصدق مع الله إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ عذرا على الإطالة يتبع ان شاء الله ... اذا قرأت فضع لنا لايك لنعلم هذه الوجوه الطيبة _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٥»
السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر )) __________ ___________ قلنا أن {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ، قتل بطل اليهود {{ مَرحب }} هنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد لأن بطلهم {{ مَرحب }} كما ذكرنا كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين ___________ فلما قتل {{ علي }} مرحب خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة مثل أخيه وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم ١_ مرحب ٢_ ياسر ٣_عامر ٤_الحارث فلما خرج {{ ياسر }} برز له له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم ]] وكان عمره {{ ٣٥ عام }} وكان نحيفاً وطويل القامة وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ياسر }} وبين {{الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر أصيب اليهود {{ بالرعب }} واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن ودار قتال مرير حول الحصن وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال حتى انهارت مقاومة اليهود وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر __________ ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }} وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وبدأ الحصار والهجوم على الحصن وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }} _________ وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب وهو {{ الجوع }} اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا يقول أحد الصحابة :- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها [[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]] فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟ [[ لان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]] فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية [[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]] فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها [[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صلى الله عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]] وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى ووقف المسلمون يؤمنون خلفه {{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }} [[ والودك هو دهن الأنعام ]] ___________ في اليوم التالي وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }} وطلب المبارزة فخرح اليه {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }} يطلب المبارزة فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله وشد المسلمون هجومهم على الحصن حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }} ________ وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا ونادى منادي رسول الله وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً فأكل المسلمون حتى شبعوا وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه {{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع وكان قد بنى النبي صلى الله عليه وسلم ، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه فلما كان وقت الصلاة وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم فقال صلى الله عليه وسلم :_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا [[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]] ووجد المسلمين في ذلك الحصن أيضا {{ منجنيق }} والمنجنيق هو آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها ولم يكن العرب يعرفون {{ المنجنيق }} لأن {{المنجنيق }} آلة من آلات الحصار وهدم الأسوار والعرب لم تكن تعرف في حروبها الحصون والأسوار ___________ انتقل اليهود الى الحصن الثالث في منطقة {{ النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }} وكان هو أمنع حصون خيبر لأنه فوق قمة جبل ، ومن الصعب جداً الوصول اليه، فضلاً عن مهاجمته وكما يقول الرواة {{ لا تقدر عليه الخيل والرجال }} وفرض النبي صلى الله عليه وسلم الحصار على حصن {{ القلعة }} واستمر الحصار ثلاثة أيام ___________ و يأتي توفيق الله تعالى ونصره فألقى الله تعالى الرعب في قلب رجل من اليهود اسمه {{ عزول }} خاف إن انتصر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يقتل وتأخذ زوجته واولاده في السبي ، وتأخذ امواله فأراد ان يفعل شيء يحفظ به نفسه ، واولاده ، وزوجته ، وماله فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: يا أبا القاسم ، إنك لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك [[ يعني مهما حاصرتهم لن يهتموا لحصارك ]] ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن قال له النبي صلى الله عليه وسلم : _ ما هي ؟ قال: _ أمني [[ أعطيني الأمان ]] قال له النبي :_ أمنتك قال: _ وزوجتي وأبنائي قال:_ نعم قال: _ وأموالي قال: _ نعم قال: _ إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها، ثم يعودون الى قلعتهم فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك [[ أي يقطع عنهم مدد الماء للحصون ]] فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع عنهم ، جداول الماء فاضطر اليهود الى الخروج وقتال المسلمين ودار قتال في منتهى الضراوة ، حتى انتصر المسلمون وافتتحوا حصن {{ القلعة }} بعد ثلاثة أيام وهكذا سقطت الحصون الثلاثة الأولى في منطقة {{ النطاة }} وكان في هذه الحصون أشد اليهود __________ بعد أن انتهى المسلمون من فتح الحصون الثلاثة في منطقة {{ النطاة }} انتقلوا الى المنطقة المجاورة لها وهي منطقة {{ الشق }} وقد قلنا أن بها حصنين حصن {{ أبي }} وحصن {{ النزار }} وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بحصن {{ أبي}} وتم حصار الحصن وخرج أحد اليهود يطلب المبارزة، فخرج اليه {{ أبو دجانة }} رضي الله عنه فقتله ثم دار قتال عنيف وانتصر المسلمون، واقتحم المسلمون حصن {{ أُبي }} __________ ثم هرب اليهود الى داخل الحصن الذي يليه وهو حصن {{ النزار }} وهو الحصن الخامس وكان هذا الحصن هو أمنع الحصون ، لأنه كان على جبل مرتفع ، حتى أن اليهود وضعوا في هذا الحصن نساءهم وأطفالهم وأموالهم فكان فيه {{ ٢٠٠٠ }} من نساء اليهود وظن اليهود أنه من المستحيل أن يفتح هذا الحصن ولذلك تحصنوا داخل الحصن ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وانما قاموا برشق المسلمين من فوق الحصن بالنبل والحجارة وبالفعل استمر الحصار فترة طويلة، ولم يستطع المسلمون فتح الحصن وكان المسلمون كما قلنا قد وجدوا داخل حصن {{الصعب }} {{ المنجنيق }} وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بنصب المنجنيق ، وبدأ يضرب اسوار الحصن حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن ، ودار قتال من أعنف أنواع القتال داخل الحصن، وتم النصر للمسلمين، وفتح المسلمون حصن {{ النزار }} وأخذت جميع ما فيه من النساء سبايا وكان منهن السيدة {{صفية بن حيي بن أخطب }} والتي اعتقها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وتزوجها [[ وسأذكر لكم زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية بالتفصيل في جزء مخصص ان شاء الله ]] وكانت هناك ، حصون صغيرة أخرى إلا أن اليهود بمجرد فتح هذا الحصن المنيع أخلوا هذه الحصون وهربوا إلى المنطقة الثالثة من خيبر وهي منطقة {{ الكتيبة }} [[ وكما اخبرتكم بالجزء السابق منطقة الكتيبة فيها ثلاثة حصون ]] حصن {{ القموص }} حصن {{ الوطيح }} حصن {{السُلالم }} هربوا وتحصن اليهود مرة أخرى في هذه الحصون وكانت معنويات اليهود {{ قد انهارت تماماً }} وبدأ المسلمون في حصار أول هذه الحصون وهو حصن {{ القموص}} واستمر الحصار أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن وفي النهاية عندما شعروا بالموت كما قال كما عنهم الله تعالى {{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }} عندما شعروا بالنهاية ، وان جيش محمد صلى الله عليه وسلم لايهزم ، لجؤا كعادتهم في كل زمان ومكان ، عندما يشعرون بالقهر والجبن والإنكسار ، على الفور يهرعون الى {{ المفاوضات }} طلب اليهود أن {{ يتفاوضوا }} مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وافق صلى الله عليه وسلم على مفاوضتهم على شروط {{ الإستسلام }} ولم يفاوضهم {{ على الصلح }} كما يدعي بعض المتأسلمين ما الذي تم الإتفاق عليه ؟؟ وما الذي حدث بعد ذلك ؟؟ يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٦»
السيرة النبوية العطرة (( استسلام اليهود ، وقدوم جعفر بن ابي طالب من الحبشة لخيبر ، ورملة بنت ابي سفيان ام للمؤمنين )) _____________ طلب اليهود أن يتفاوضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم و أرسل زعيمهم {{ كنانة بن الربيع بن ابي الحقيق }} وكان من نسل هارون اخو نبي الله {{ موسى عليه السلام }} لذلك كان عندهم معظماً ومن قبله ابن عمه {{ حيي بن اخطب }} كان من نسل هارون ايضاً وكنانة هذا الآن له زوجة اسمها {{ صفية بنت حيي بن الأخطب }} التي ستصبح فيما بعد أم للمؤمنين رضي الله عنها [[ وسأجعل ذكر زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم في جزء مخصص إن شاء الله ]] ___________ فلما علم كنانة أن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يهزموا ولن ينصرفوا قبل أن ينتصروا أرسل {{كنانة بن الربيع }} زعيم خيبر الى النبي صلى الله عليه وسلم من طرفه رجل يهودي يقول له :_ اعطني الآمان اكلمك فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الأمان فنزل كنانة وهم يعلمون ان النبي لا يغدر [[ أما هم لو أعطوك ألف ألف أمان ، أياك ثم أياك أن تأمنهم ، فإنه لا أمان لهم ]] فنزل كنانة ومعه رهط من يهود ، وعرض الصلح فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ كنت قد عرضت هذا عليكم من قبل ودعوتكم الى {{ لا إله إلا الله }} فأبيتم فأما الصلح الآن فعلى شروطي انا ، لا على شروطكم أنتم _________ ودار حوار طويل مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي النهاية تم الإتفاق على شروط {{ الإستسلام }} وليس شروط {{ الصلح }} كما يقول البعض وكان الاتفاق هو ١_ حقن دماء اليهود ٢_ وعلى أن يخرجوا من خيبر بنسائهم وأبنائهم فقط بملابسهم فقط ٣_ أن يتركوا ورائهم كل أموالهم وسلاحهم وديارهم ٤_ وأن يركبوا دواب دون الخيل تحملهم الى خارج خيبر ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك {{ على أن لا تخفوا شيئاً من من أموالكم }} فإذا كتمت منه شيئاً [[ أي إذا أخفيت شيئاً من المال ]] أستبيح بها دمك ، وبرئت منكم ذمة الله و ذمة رسوله [[ أي يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعاهدة اذا أخفوا اليهود أي شيء من الأموال أو السلاح، فيجوز للنبي أن يقتلهم عقابا لهم على هذا الإخفاء]] ____________ ورضي {{ كنانة }} زعيم خيبر بهذه الشروط وشهد رجال من قومه ورجال من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، على هذا {{ الصلح }} وفتح كنانة ابواب الحصون وطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم ان يسلم له :_ ١_ الصفراء [[ كل شيء اسمه ذهب ]] ٢_ والبيضاء [[ كل شيء اسمه فضة ، لأن الاموال لم تكن اوراق كما نعرفها اليوم ، أموالهم كانت الذهب والفضة ]] ٣_ والخف والكراع [[ الخيل والإبل وما يتبعها من الانعام ]] ٤_ والحلقة [[ السلاح ]] واخذ كنانة يقدم للنبي صلى الله عليه وسلم، ما بأيدهم من ذهب ، وفضة ، وسلاح فلما انتهى قال له النبي صلى الله عليه وسلم لم يبقى عندك شيء يا كنانة ؟؟ قال :_ لا قال :_ فإن أخفيتني شيء لا تنسى ، برئت منك ذمة الله و ذمة رسوله ، وكنت مباح الدم قال:_ نعم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ يا ابن الربيع ، هنالك اشياء كثيرة تخفيها ، وما أزال على قولي وصلحي ، لا تبقي شيئاً ، وابرء ذمتك ، فإن لم تصدقني هدرت دمك قال :_ نعم فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال :_ أتممت ولم يبقى عندك شيء ؟؟ قال:_ نعم فصاح النبي صلى الله عليه وسلم به صيحة {{ ارعدت فرائصه }} صاح به :_ يا ابن الربيع !!!! إنك لمستخفٌ بأمر السماء ، إن أطلعني الله على شيء أخفيته ، أهدرت دمك قال:_نعم اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد ❤ القائل فيه ربنا {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }} [[ وفي كلمة العالمين يدخل اليهود المغضوب عليهم ، فهذه الكلمة في اللغة جمع الجمع مفردها عالم وجمعها عوالم و{{ العالمين }} جمع الجمع ، فدخل فيها كل خلق الله جميعاً وبما فيها الطير والدواب واليهود المغضوب عليهم ، دخلوا في هذه الكلمة فلهم نصيب من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، هو لا يريد أن يسفك دمه ]] قال له مرة اخرى :_يا ابن الربيع ، إن اطلعني الله الآن على شيء كتمته ، واخفيته ، استبحت به دمك قال له :_ نعم قال :_ اني ممهلك ومذكرك وسائلك ، أين {{ مسك }} حيي بن اخطب ؟؟ ___________ نقف هنا ولا بد لي ان أوضح لكم هذا الأمر ما هو المسك ؟؟ كانت اليهود ومازالت ، من قبل ومن بعد ، والى يومنا هذا ، والى أن يرث الله الارض ومن عليها {{ احرص الناس }} على المال ، وأشهر الناس بجمع المال وكان قبل ان يسلم الانصار في المدينة وقبل أن يهاجر النبي إليها كانت {{ الأوس والخزرج }} قد اتفقوا على أن يتوجوا عليهم ملك وهو رأس المنافقين {{ عبدالله بن ابي سلول }} واخذوا يجهزون له {{ تاجاً }} لكي يلبسه ، وكان من عادة العرب أن يضعوا في التاج للملك أو الامير {{ درة }} في وسط التاج بين عينيه تكون ثمينة فلم يجدوا تلك{{ الدرة }} إلا عند اليهود فطلبوها منهم فغالوا في ثمنها [[ أي رفعوا سعرها ]] وذلك لمعرفتهم ، أن كل أهل يثرب لا يملكون ثمنها فكانت اليهود وما زالوا يستحكمون بالعرب وكانوا العرب ، اذا حصلت عندهم مناسبة ويريدون أن يلبسوا كما تلبس النساء في المناسبات الحُليِّ والذهب كانوا لا يبعيونها لهم بيع ، بل يؤجرونهم أياها تأجير [[ كيف بدلة العروس اليوم تؤجر ، هكذا تماماً ]] يغالون بالثمن فيضطر العربي ، أن يستأجرها [[ يعني نقضي فيها هالمناسبة ونرجعها ]] فكان {{ حيي بن اخطب }} سيد بني {{ النضير }} يجمع هذه المجوهرات والقطع الثمينة لايضعها في صندوق يضعها في مسك شاة [[ وهو بلغتنا جلد الخاروف بعد أن ينظف ، يخاط ويجعل مخزن للمال ، ولنتخيل جلد الخاروف اذا ملئ من هذه المجهورات كم يكون ثمنه ؟؟ ]] ثم صغر مسك الشاة ، وماعاد يتسع للمجوهرات فصنع حيي له {{ مسك من ثور }} فأصبح جلد الثور كله وعاء يضع فيه المجوهرات ثم صغر مسك الثور ولم يعد يتسع لهذه المجوهرات فصنع له{{ مسك جمل }} من جلد جمل وعندما اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ لبني النضير}}عن المدينة المنورة قلنا انه سمح لهم ان يحملوا اموالهم ، ومجوهراتهم معهم ، ومنعهم من حمل السلاح وكان هذا {{ المسك }} الذي جمعه اليهود الذي فيه مجوهراتهم الثمينة والنادرة عند {{ حيي }} لانه كان زعيمهم ، وسمح النبي صلى الله عليه وسلم ، لحيي عندما أجلاهم ان يأخذ مسكه معه ، وذهب حيي لخيبر ، واقام هناك وجاء مع الاحزاب ، وقتل مع من قتلوا بني قريظة [[ ذكرت لكم قصته ]] والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان هذا {{ المسك }} الذي مع حيي مملوء بالمجوهرات والذهب والفضة والاحجار الكريمة ، ولكن سمح له النبي صلى الله عليه وسلم ، بحمله معه الى خيبر _____________ لذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم {{ كنانة }} زعيم خيبر فقال له :_اين مسك حيي بن اخطب ؟؟ فضحك وقال :_ تعلم يا أبا القاسم ، ما حل بنا من ترحال ونزول وهجرة ،و لقد أنُفق ذلك كله فقال له النبي :_ يا كنانة !! الوقت قريب [[ يعني قبل سنتين انا اجليتكم من المدينة ]] :_الوقت قريب !! ولا يمكن أن ينفق هذا المال في هذه المدة فإن اطلعني الله عن مكانه واستخرجته انا ، استبيح به دمك ؟؟ قال: _ نعم فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ قُم يا علي ، قُم يا ابن العوام [[ أي الزبير بن العوام ]] إنطلقا الى دار كنانة ، فإذا دخلت باب بستانه فعد {{ ٤ }} نخلات عن يمينك ، ثم احفر تحت الخامسة فأتياني بالمسك {{ صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }} فقاما وانطلقا الى دار كنانة فعد علي والزبير بن العوام [[ نخلة اثنتان ثلاثة اربعة ]] فحفروا تحت الخامسة ، وما هو إلا شبرٌ من تراب فإذا هو {{ المسك }} مملوء بالمجوهرات فحملاه وأتيا به فوضعاه بين يدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال النبي لكنانة :_ ماهذا يا كنانة ؟!! ألم يكن هذه {{ المسك }} تحت النخلة الخامسة على يدك اليمنى اذا دخلت بستانك ؟؟ قال :_ اجل يا أبا القاسم [[ وكعادة الاندال اخذ يتوسل ويستجير ، وأن يغفر له الذلة ، واأن يصفح عنه ]] فقال له النبي :_ كنت قد امهلتك كثيراً ، ولكنك أستخففت بأمر السماء وانت تعلم كما كان يعلم {{حيي بن اخطب }} من قبلك اني نبي ، وأن النبي يوحى إليه قم يا محمد بن مسلمة فأضرب عنقه لماذا محمد بن مسلمة ؟؟ لان اخوه {{محمود بن مسلمة }} الذي استشهد عندما القوا عليه اليهود حجر من فوق الحصن ذكرته لكم فقام ليأخذ ثأر أخيه قام ابن مسلمة رضي الله عنه وضرب عنقه [[ كما نصت شروط الصلح تماما ، وسبيت زوجته وهي السيدة صفية بن حي بن أخطب والتي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ]] وكانت هذه الهزيمة من أكبر هزائم اليهود في تاريخهم ، كما كانت من أعظم انتصارات المسلمين وكان عدد قتلى اليهود في هذه المعركة {{ ٩٣ }} بينما شهداء المسلمين كانوا {{ ١٦ }} _____________ ولكن اليهود بعد المعاهدة ، وبعد أن بدؤا الخروج من خيبر والتوجه ناحية الشام جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا :_ يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم فأستحسن النبي صلى الله عليه وسلم رأيهم و وافق عليه لأنه يعلم أن المسلمين لايستطيعون القيام على هذه الأرض، لأن ارض خيبر كبيرة، وبعيدة عن المدينة فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم ، أرض خيبر لليهود على أن يكون لهم من الزرع النصف وللمسلمون النصف وعين {{ عبد الله بن رواحة }} حتى يقوم بتقدير الزروع ومحاسبة اليهود عليها ولذلك بعد فتح {{ خيبر }} تحسنت كثيرا الظروف الإقتصادية في المدينة لأن {{ خيبر }} كانت من أغنى البلاد في الجزيرة في الزراعة، وكان في منطقة {{ الكتيبة }} وحدها {{ ٤٠ ألف نخلة }} يقول {{ عبد الله بن عمر }} ما شبعنا حتى فتحنا خيبر ولكن شرط عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ان المسلمين يخرجون اليهود من خيبر متى شاءوا قال {{ على أنَّا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم }} لماذا اشترط عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشرط ؟؟ متى قلنا لكم اخرجوه من خيبر تخرجون لأن النبي أصبح عنده قاعدة وهي {{ يهود وعهود ضدان لايجتمعان أبداً أبداً أبداً }} فكان هذا الشرط هاما جدا لأن اليهود معروفون بالغدر والخيانة ونقض العهود فكان لابد من اشعارهم بأن وجودهم مهدد حتى يخافوا من أن يغدروا بالمسلمين وقد قام بطردهم بالفعل بعد ذلك في خلافة {{ عمر بن الخطاب }} بعد أن غدروا في عهده ارسل ابنه {{ عبدالله بن عمر }} إليهم ليحصي له موسم خيبر فسحروه [[ لا يتسع المقام لذكر تلك الحادثة ]] ليس لهم عهد ولا ذمة ، ليتنا نفهم ______________ جلس صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم {{ خيبر }} وبينما هو يقسم صلى الله عليه وسلم ، وقد نشر أصحابه حرساً حول الحصون وإذا برجل يجري ويقول :_ يا رسول الله هذا{{ جعفر بن ابي طالب }} قد اقبل من الحبشة [[ جعفر بن ابي طالب ، اخو علي بن ابي طالب رضي الله عنهما ، الذي هاجر للحبشة وناقش النجاشي ثم اسلم على يديه ، بقي هو والمسلمون في الحبشة والآن رجعوا ، واستشهد بعد عام وبضعة اشهر في غزوة مؤتة وسنأتي على ذكرها إن شاءالله ]] :_ يا رسول الله هذا{{ جعفر بن ابي طالب }} قد اقبل من الحبشة قال النبي :_جعفر !!!! يا مرحباً فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وترك القسمة ، وكان يلبس إزارا ورداء ، كما يلبس المحرم يقول الصحابة :_ فمن فرحته قام وألقى ردائه ، وأخذ يهرول بالإزار فقط [[ يعني نصفه الاعلى عاري ]] حتى اذا وقع نظره عليه قال:_ مرحبا بمن أشبه خَلقي و خُلقي [[ وكان أشد الناس شبها بالنبي صلى الله عليه وسلم ]] قال :_مرحبا بمن أشبه خَلقي و خُلقي ، وأيمَّ الله [[ وأيمَّ الله قسم ، وقل أن يقسم النبي بمثل هذا القسم كان يقول {{ والذي نفسه بيده }} اما هنا تعظيما ليمينه ]] قال :_ وأيمَّ الله ، لا أدري بأيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ [[ فجعل فرحته بقدوم جعفر يعدل فتح خيبر ]] ثم أعتنقه صلى الله عليه وسلم ، وقبل بين عينيه [[ هنا بعض العلماء استدل على استحباب المعانقة والبعض قال إنها مكروهة ، وقالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن {{ المعاكمة }} أي المعانقة ، وقالوا ربما عانق جعفر قبل أن يكون نهي عنها ولما قدم سفيان بن عيينة ، الى الإمام مالك فرح بقدومه و صافحه الإمام مالك وقال له:_ لولا أنها بدعة لعانقتك فقال له سفيان: _قد عانق من هو خير منك ومني [[ اي النبي عانق جعفر ]] قال مالك: _ تعني جعفر بن أبي طالب؟ قال :_نعم قال: _ ذلك حبيب خاص ليس بعام [[ أي حالة خاصة ]] فقال له سفيان:_ ما عم جعفرا يعمنا، وما يخصه يخصنا [[ يعني مافي في دين الله وشرعه حالات خاصة ]] هكذا كان اختلاف العلماء ، لكل مجتهد احترامه وتقديره __________ فرحب النبي صلى الله عليه وسلم به ، وبمن معه من اصحابه ثم اجلسهم حوله وقال :_مالذي اقدمكم الى خيبر ؟ فقال جعفر :_ قدمنا المدينة من ثلاث ايام ، فعلمنا ان رسول الله في خيبر ، فلم نبت ليلة واحدة حتى لحقنا بك وكان مع جعفر وفد من النجاشي ، فقام صلى الله عليه وسلم يخدمهم بنفسه [[ كما نفعل مع الضيف نكرمه ونقدم له الضيافة ]] فقال له أصحابه:_ نحن نكفيك يا رسول الله [[ نحن نخدمهم ونضيفهم عنك ]] فقال:_ إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين ، وإني أحب أن أكافئهم [[ ألم يكرم النجاشي المسلمون عنده وذكرناها ، وهذه اخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم كان لا ينسى من قدم له المعروف ]] وجلس يحدثهم صلى الله عليه وسلم قال:_ ألا تخبروني بأعجب شيء رأيتم بأرض الحبشة؟ [[ اهل الحبشة على النصرانية فهم اهل كتاب ]] فقال شباب منهم:_ يا رسول الله بينما نحن جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم وعلى رأسها قلة فيها ماء [[ عجوز حاملة جرة فخار على راسها ]] فمرت بصبي فدفعها فوقعت على ركبتيها فانكسرت قلتها [[ انكسرت الفخارة ]] فلما قامت التفتت إليه قالت:_ سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي ، وجمع الأولين والآخرين ، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فستعلم أمري وأمرك عنده [[ أي عند الله ]] فقال صلى الله عليه وسلم :_ صدقت كيف يقدس الله قوما [[ أي يكون لهم قدسية وتعظيم عند الله ]] كيف يقدس الله قوما ، لا يأخذ لضعيفهم من قويهم _________ وكان من جملة من قدم معهم من بلاد الحبشة {{ رملة بنت أبي سفيان }} ابوها سيد قريش و المكناة {{ أم حبيبة }} لم تاتي مع الرجال الى خيبر بقيت في المدينة وكان قد عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي في الحبشة و{{ أم حبيبة }} رضي الله عنها كانت قد اسلمت وخالفت اهلها وتبعت دين الاسلام فكانت ممن هاجر {{ الهجرة الثانية }} للحبشة مع زوجها عبدالله بن جحش وكانت حامل و وضعت حملها بالحبشة ، فوضعت انثى وسمتها {{حبيبة }}وبها تكنى {{ ام حبيبة }} عندما وضعت حملها ، واستقروا بالحبشة وعلموا أن {{ النجاشي }} قد اسلم ركبت الشياطين رأس زوجها {{ عبدالله بن جحش }}وارتد عن الإسلام هناك ، وتنصر وبقيت هي على إسلامها فماهي الا ايام وشهور ابتلاه الله بمرض فأهلكه فمات نصرانيا فأصيبت{{ رملة }} بمصابين وبلغ امرها رسول الله صلى الله عليه وسلم المصاب الأول أنها اسلمت وعادت أباها وقومها وهجرة مكة والمصاب الثاني أن زوجها الذي تعلقت به وهاجرت معه تنصر ومات ، فأصبحت {{ ارملة }} وابنتها {{ يتيمة }} فما موقف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه ربه {{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }} تصوروا حال {{ ام حبيبة }} وهي بالحبشة غريبة أرملة بنتها يتيمة و تنصر زوجها ثم مات ماذا تصنع ترجع الى مكة ؟ أين ستقيم ؟؟ في دار ابيها {{ ابو سفيان }} اشد رجل عداوة لرسول الله أين تذهب ؟؟ وماذا تفعل ؟؟ فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ارسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجها منه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم وكلتك نفسي[[ يعني انت يا نجاشي نائباً عن محمد رسول الله بهذا الزواج ]] وكلتك نفسي بخطبة {{ رملة بنت ابي سفيان }} من اقرب رحم إليها [[ اي انظر من المهاجرين اقرب رحم لها اخطبها لي منه ]] وطار النجاشي فرحاً ، ان يكون هو وكيل النبي يمثله بهذا الزواج فأرسل الى المهاجرين فحضروا فقال :_من اقربكم رحماً بأم حبيبة بنت ابي سفيان ؟؟ فقام رجل اسمه {{ خالد بن سعيد رضي الله عنه }} فقال له النجاشي :_ إن رسول الله صلى الله عليه قد وكلني ان اخطب رملة له وأن أتم الزواج هنا [[ اي العقد في الحبشة ]] فأرسل الى ام المؤمنين {{ ام حبيبة}} جارية من جواري النجاشي فطرقت عليها الباب [[ وكانت قد اعتزلت الناس المسكينة ليس لها احد ]] ففتحت فقالت لها :_ إن الملك قد ارسلني اليك [[ اي النجاشي ]] ويقول لك:_ إن رسول الله ، قد كتب إليه أن يزوجك منه فلم تستوعب {{ ام حبيبة }} الخبر !!! قالت :_ أعيدي ما قلتي فأعادت الجارية قالت : _ أحقاً ما تقولين ؟رسول الله يخطبني ؟؟ قالت :_ نعم فقالت :_ استحلفك بالله انت واثقة مما تقولين ، رسول الله الذي في المدينة يخطبني انا ؟ !!! قالت:_ نعم وقد ارسلني الملك إليك لتحضري عقد الزواج فقالت لها:_ بشرهُ الله بالخير ومن شدة فرحتها خلعت {{ ام حبيبة }} ما معها من اساور من فضة واعتطهم للجارية وتم العقد وامهرها النجاشي من ماله نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٤٠٠ دينار ذهبية }} مبلغ كبير ثم قام النجاشي وأمر بأن تصنع لهم وليمة قال لهم النجاشي :_ اجلسوا، فإن من سنن الأنبياء ، إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام فأكلوا [[واصبحت ام حبيبة أم للمؤمنين وزوج لرسول الله ]] ثم رجعت الجارية التي بشرتها واعطتها المهر فقالت لها ام حبيبة رضي الله عنها :_ لم يكن لدي مال عندما بشرتني لأعطيك ، ام الآن فخذي واعطتها {{ ٥٠ }} دينار من المهر قالت لها الجارية :_ لا إن الملك امرني أن أرُجع لك ما اعطيتني اياها [[ فلم تأخذ منها المال وارجعت لها اساور الفضة التي اخذتها ]] وقالت :_وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر وعنبر و حلي ثم قالت الجارية :_ ولكن أريد منك حاجة يا {{ أم حبيبة }} قالت :_ ما حاجتك ؟؟ قالت: حاجتي إليك أن تقرئي رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه تقول السيدة ام حبيبة :_ وكانت تلك الجارية كلما دخلت علي تقول لا تنسي حاجتي إليك ، أن تقرئي رسول الله السلام ولما سمع ابوها {{ابو سفيان }} بهذا الزواج سُرا بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته ورجعت أم المؤمنين {{ ام حبيبة }} مع جعفر الى المدينة ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من {{ خيبر }} بنى بها تقول السيدة {{ أم حبيبة }} وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف كانت الخطبة وما فعلت معي جارية النجاشي وأقرأته منها السلام تقول :_ فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال:_ وعليها السلام ورحمة الله وبركاته اللهم إن أم حبيبة قد أوصلت سلام الجارية لرسول الله ونحن من امته ونحبه ونتشوق لرؤياه وليس لنا إلا انت يا الله ، ومطلع علينا وعلى نبيك بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم منا السلام الآن ، واخبره أننا في شوق للقاءه وشفاعته واننا عكفنا على دراسة سيرته وذابت قلوبنا بمحبته ولم نراه يتبع إن شاء الله {{ اليهود يضعون السم في طعام رسول الله في خيبر }} لو سمحتم الذي قرأ يضع لايك .. وعذراً على الإطالة _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٧»
السيرة النبوية العطرة (( محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم )) ___________ قبل أن يرحل النبي صلى الله عليه وسلم ، من خيبر كان هناك امرأة يهودية اسمها {{ زينب بنت الحارث}} وهي زوجة {{سلام بن مشكم }} ويكون أخوها {{ مرحب }} الذي بارز {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه ،فشقه علي بالسيف نصفين جاءت متظاهرة بالكرم [[ و حتى لا تنخدعوا بغدر يهود ]] يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب قصتهم اشبه ما تكون بصياد ، كان يصطاد الطيور في فصل الشتاء ومن شدة البرد ، كان عندما يأخذ العصفور أو الطائر ليذبحه تكون عيناه تسيلان من البرد [[ يدمعوا عيونه ]] فقال عصفور لاخيه :_ ما أرق قلب هذا الصيد ، أنُظر إليه عندما يريد أن يذبح احداً منا تدمع عيناه [[ مفكر أنه يبكي عليهم ]] قال له :_ يا مسكين لا تنظر الى دموع عينيه ، وانظر الى صنع يديه [[ فلا تنظروا الى اعلامهم الرقيق الكذاب الدجال ]] جاءت {{ زينب }} وهي تتظاهر بأنها جاءت تكرم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عفا عنهم [[ بمعنى انها تريد ان تشكر النبي لانه لم يأخذهم بذنب كنانة عندما نقض العهد واخفى المال ]] وكيف تشكره وهي امرأة ؟؟ قالت :_ اريد ان اقدم لرسول الله شاة مصلية [[ اي مشوية ]] وسألت :_ أي عضو في الشاة احب لرسول الله فقيل لها :_ الذراع اليمنى من الشاة فجاءت ووضعت عليها السم ، وأكثرت فيها السم ، ثم وضعت السم على الشاة كلها [[ عشان كل شخص اكل معه لا يقوم من مكانه ]] وجاءت مبتسمة وقالت :_ هذه هدية لك يا رسول الله [[ تقول يا رسول الله ، اذن هي مسلمة والنبي لا يعلم الغيب المطلق وقد شرحناها في السيرة في اكثر من موقف لا يعلم من الغيب إلا مااطلعه الله عليه ، الغيب المطلق لله وحده ]] وكان معه عدد من اصحابه ولكن كان اقربهم منه {{ بشر بن البراء }} رضي الله عنه ومن أدب الصحابة ،لا احد يأكل قبل أن يمد يده صلى الله عليه وسلم فلما وضعت الشاة بين يدي صلى الله عليه وسلم تناول الذراع[[ وكان من سنته ان ياخذ الذراع بكلتا يديه فيقمض منها قرضا ]] فأخذ الذراع و وضعه بين اسنانه ، وكاد أن يقمض منها [[ يعضّ ]] وكان {{ البشر }} رضي الله عنه ، بعدما تناول النبي صلى الله عليه وسلم الذراع قد اخذ قطعة، و وضعها في فمه ولاكها فعندما وضعها النبي صلى الله عليه وسلم بين اسنانه ردها وقال :_ ارفعوا ايديكم فرفعوا ايديهم فقال :_ إن هذا الذراع ليخبرني انه مسموم وكان {{ بشر بن البراء }} قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها فقال بشر: _ والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت [[ يعني من اللقمة اللي اكلتها شعرت ان الطعام فيه طعم غريب ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ فلم لم تلفظها قال بشر: _ ما منعني أن ألفظها الا كراهية أن أنغص عليك طعامك نفسي لك الفداء يا رسول الله ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا له بالمرأة التي فعلت ذلك _________ فلما حضرت سألها النبي صلى الله عليه وسلم قال: :_ يازينب أوضعتي السم في هذه الشاة ؟!! قالت :_نعم فقال:- ما حملك على ذلك؟ قالت :_ قد بلغت من أهلي ما لايخفى عليك ، لقد قتل في خيبر ، زوجي ، واخي ، وابني ، فقلت اضع لك السم فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك ، وإن كنت نبيا اطلعك الله عليه و لم يضرك [[ كلام غير مقنع ، والسبب المغضوب عليهم يعلمون أنهم يستطيعون قتل الانبياء ، ولا يمنعهم شيء من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل قال تعالى {{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }} قتل اليهود من قبل الكثير من أنبياء الله، وهم يعلمون ذلك و هذا هو حال المغضوب عليهم في كل زمان، فهم ليسوا أهل حرب، بل أهل دس ومؤامرة، وهذا هو حالهم مع المسلمين في كل زمان حقد وحسد وغدر وايذاء ]] ولأنها صدقت عفا عنها النبي صلى الله عليه وسلم وسأله الصحابة :_ ألا تقتلها يا رسول الله؟ فقال :_ لا قد عفونا عنها [[ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن ينتقم لنفسه أبدا]] ولكن عندما تأثر {{ بشر }} بالسم وتغير لونه واصبح لا يستطيع ان يتحرك من مكانه ومات في اليوم الثاني أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحضروا زينب وأن تقتل قصاصا لأنها قتلت {{ بشر }} واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على {{ الكاهل }} وهو الموضع بين الكتفين ___________ وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم {{ كما روى البخاري }} عن عائشة رضي الله عنها قالت {{ كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: - يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ }} الأبهر وهو اكبر شريان في جسم الإنسان، والذي يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب ، النبي صلى الله عليه وسلم يخبر السيدة عائشة عن سبب موته {{ المغضوب عليهم قتلة الانبياء }} ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه صلى الله عليه وسلم مات شهيدا [[ وذلك إرادة الله ، ليكتمل صلى الله عليه وسلم بمراتب الفضل كلها ]] ___________ كيف وصل خبر انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ؟؟ حدث لا بد ان نذكره أحد الصحابة اسمه {{ الحجاج بن علاط }} كان قد أسلم حديثا وشارك في خيبر ، فلما تحقق النصر للمسلمين وهم في خيبر جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال :_ يا رسول الله ، إن لي بمكة مالاً متفرق عند تجار مكة ، هل تأذن لي يا رسول الله أن آتي مكة وأن اقول [[ ان اقول ، يعني لا اظهر اسلامي لهم واقول كلام حتى اتمكن من تحصيل اموالي منهم ]] فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فذهب {{ الحجاج }} الى مكة [[وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار ، ويسألون الناس ، ماذا فعل اهل خيبر بمحمد ؟؟ لان كل العرب في الجزيرة العربية يترقبون الخبر ويعلمون ان خيبر لا تغلب على الإطلاق ]] فلما رآه أهل مكة قالوا: _ هذا {{ الحجاج بن علاط }} عنده والله الخبر فأنطلقوا جميعا إليه ليسمعوا منه الخبر قالوا :_ أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار الى خيبر [[ القاطع يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم ، يدعون انه قطع اهل مكة وحاربهم وقطع الرحم ]] فضحك الحجاج وقال : _ لقد هزم محمداً هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط ، وقد أخذوه اهل {{ خيبر }} اسيراً عندهم وقالوا :_ لن نقتل محمدا ، حنى نبعث به الى اهل مكة ، فيقتلوه هم بين أظهرهم فضاجت قريش كلها بين مصفر ، ومصفق ، وراقص ، و واضع يده على راسه هكذا كانوا يعبرون عن فرحهم [[ صورة عن مهرجانات العرب اليوم، او حضورهم مباراة ]] فصاحوا وامتلأت مكة بالأفراح ثم قال {{ الحجاج }} أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي [[ الناس المدانين لي ساعدوني احصل منهم المال ]] فإني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيء محمد واصحابه ، قبل أن يسبقني إليه التجار الى هناك فجمعوا له كل ماله الذي بمكة [[ طبعا واحد حمل لنا مثل هذه البشارة قامت قريش كلها لتجمع له ماله والذي عليه دين اجبروه على الدفع ]] فجاء {{ العباس }} رضي الله عنه [[ عم النبي ]] وكان يكتم اسلامه وقف بجانب {{ الحجاج }} مهموماً ، مكسوراً ، مهزوماً ، حزيناً قد دمعت عيناه قال :_ يا حجاج ، ما هذا الخبر الذي جئت به ؟؟ فأبتسم الحجاج وقال :_ جئتك والله بما يسرك يا أبا الفضل ، والله لقد تركت ابن اخيك قد فتح الله تعالى عليه {{ خيبر }} وصارت خيبر واموالها كلها له ولأصحابه، وتركته عروسا على ابنة {{ حيي بن اخطب }} سيدهم [[ اي صفيةرضي الله عنها ]] ففرح العباس وقال: _ أحقاً ما تقول يا حجاج ؟ !!! قال الحجاج: _ نعم والله ، ولكن أكتم علي الخبر ثلاثا [[ اي ثلاثة ايام ]] فإني أخشى الطلب ، وبعدها تكلم بما حدثتك فهو والله الحق ثم أخذ {{ الحجاج }} أمواله وانطلق وترك قريش في فرحة لا توصف ، ينتظرون اهل خيبر ان يحضروا لهم رسول الله اسيراً مكبلاً بالأغلال ________ فلما مرت ثلاثة أيام قام {{ العباس }} رضي الله عنه واغتسل ، ولبس اجمل الثياب ، وتعطر ثم جاء الى قريش وكانوا مجتمعين عند الكعبة جاء بكل هدوء وسكينة فنظر اليه رجال قريش وقالوا: _ يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة [[ يعني جاي ولابس ومتعطر وابن اخوك اسير ، هذا تكابر على مرارة مصيبتك ، جئت بهذا الشكل لترينا أنك غير متأثر ، مستحيل ما تكون حزين ]] فضحك و قال :_ كلا والله الذي حلفتم به ، ولكن ابن اخي محمدا قد فتح خيبر ، وصارت له ولأصحابه ، وهذه هي بنت سيدهم حيي اصبحت زوجة له فقاموا واقفين مذهولين قالوا :_ أحقاً ما تقول ؟؟ من أتاك بهذا الخبر ؟؟!!! قال :_ الذي جاءكم واخبركم به {{ الحجاج بن علاط }} ولقد اسلم ، واتبع دين محمد ، وما قال لكم ما قال إلا ليأخذ ماله ثم يلحق به [[ يعني ضحك عليكم ]] فصاحوا:_ لقد خدعنا والله ثم لم تمر الا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر فأسقط في أيديهم {{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }} يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٨»
السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي صلى الله عليه وسلم من صفية بنت حيي بن أخطب )) _____________ كما وعدتكم من قبل ، أن أخصص جزء خاص بمناسبة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة {{ صفية }} رضي الله عنها وأرضاها ذكرت لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أمر بقتل {{ كنانة بن الربيع بن ابي حقيق }} وكان أحد زعماء اليهود، لأنه كان قد أخفى كنز {{ بني النضير }} وقد كانت شروط الإستسلام تقضي بان يخرج اليهود من {{ خيبر }} بملابسهم فقط وأن يتركوا أموالهم وديارهم وسلاحهم ، وأن يقتل كل من يخفي مالاً ، فلما أخفى {{ كنانة }} أموال {{ بني النضير}} أمر بقتله وسبيت زوجته {{صفية بن حي بن أخطب }} من هي صفية ؟؟ هي ابنة {{ حيي بن أخطب }} أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين ، في بني قريظة [[ وقد ذكرته لكم بالتفصيل ]] وكانت متزوجة قبل {{ كنانة }} من رجل اسمه {{ سلام }} أيضاً أحد زعماء اليهود الذين قتلهم المسلمين كذلك وعندما أخذت {{ صفية }} في السبي ، كان عمرها في ذلك الوقت {{ ١٧ }} عاما وكانت على صغر سنها قد تزوجت مرتين كما ذكرنا كانت السيدة {{ صفية }} ذات شرف فأبوها كان سيد {{ بني النضير }} وأمها سيدة {{ بني قريظة }} وكان {{ بنو النضير}} هم أشرف اليهود لأنهم من نسل نبي الله {{ هارون }} عليه السلام اخو نبي الله {{ موسى }} عليه السلام حتى كان اليهود يجعلون دية الرجل من {{بني النضير}} ضعف غيره من سائر اليهود _____________ فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بضرب عنق {{ كنانة }} قال :_ قم يا محمد بن مسلمة وخذ بثأر أخيك وأضرب عنقه، فقام وضرب عنقه ثم قال :_ قم يا بلال فأتني بأهله فقام بلال وجاء بزوجتيه احدهما {{ صفية بنت حيي }} وأخرى كانت قريبة لها بنت عمها وجاء بهما {{ بلال }} رضي الله عنه ، ومر بهما على قتلى اليهود فلما نظرت {{ صفية }} و وجدت أكثر القتلى من اهلها مسكت نفسها [[ ارادت أن تولول ولكن عادة الناس الاشراف والاكابر يمسكون انفسهم تجلدن لا صبراً خشية الشماتة ]] ولكن ضرتها الفتاة الاخرى كانت جاهلة لما رأتهم ولولت وشقت ثيابها وصكت وجهها وجلست على الأرض وحثت التراب على رأسها فأنتبه النبي صلى الله عليه وسلم ، الى هذه الضجة فقال :_ ما هذا ؟ !!! فقيل له :_ بلال ومعه أزواج {{ كنانة }} فلما اقبلوا ، ومازالت تلك الفتاة تولول وتصرخ فلما رآها اعرض بوجهه عنها قال:_اعزبوا عني هذه الشيطانة [[ اي ابعدوها ]] ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم {{ لبلال }} بوجه غاضب وقال :_ يا بلال أمررت بالنساء على قتلاهم ؟!! قال :_ أجل قال :_ أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حتى تمرّ بامرأتين على قتلى رجالهما؟ ____________ يا الله !! هل علم المسلمون المتطرفون أولاً ، الذين يدَّعون الجهاد في سبيل الله ويحرقون ويعذبون بالنار و على انهم مجاهدين ؟؟؟ ثانياً وهل علم اعداء الاسلام ، الذين يدعون الحضارة وحقوق الانسان ما هي {{ أخلاق الإسلام }} أنزعت منك الرحمة يا {{ بلال }} ؟؟ كلمة تقال {{ لبلال رضي الله عنه }} ليست سهلة على بلال ابدا على الإطلاق {{ بلال رضي الله عنه }} السابق للإسلام المعذب بالله صاحب شعار {{ أحد ، احد }} {{ بلال رضي الله عنه }} الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم سمعت خشخت بلال بالجنة ، وقال له يا بلال إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة [[يعني حركة نعليك وصوتهما في أرض الجنة ]] {{ بلال رضي الله عنه }} الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ السباق اربعة انا سابق العرب وبلال سابق الحبشة وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم [[ اي الى الاسلام ]] بلال يقال له أنزعت منك الرحمة ؟ !!!! فأستغفر {{ بلال }} وقال :_ استغفرلي يا رسول الله قال :_ يغفر الله لك ____________ ثم نظر {{ لصفية }} فإذا بلسان حالها ينطق بعكس قومها تماماً وإذا بالإيمان يتدفق من وجهها فلما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إليها أطرقت رأسها حياءاً ، ثم لازت من وجهه و وقفت خلف منكبه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن ترسل الى خيمة {{ ام سلمة }} رضي الله عنها [[ وكان يصحبه من ازواجه في هذه الغزوة ام سلمة ]] واخذت صفية لخيمة {{ ام سلمة }} تكريماً لأدبها وكان صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم كما ذكرنا فلما فرغ من قسمته صلى الله عليه وسلم دخل على خيمة {{ ام سلمة }} ثم نظر الى صفية وقال لها :_ أنتِ أبنت حيي بن اخطب ؟؟ قالت :_ اجل يا رسول الله [[ يارسول الله !!! ينبغي لها ان تقول يا ابا القاسم ]] قالت :_ أجل يا رسول الله قال :_ أمؤمنة انتِ ، وتكتمي ايمانك قالت :_ يا رسول الله ، عندما قدمت الى يثرب ليلة هجرتك ونزلت بقباء وكنت في ذلك الوقت طفلة لا يتجاوز عمري عشرة أعوام [[ عمرها ١٠ سنين عندما هاجر النبي ، والآن السنة االسابعة من الهجرة إذن عمرها الآن ١٧ ]] وسمع ابي {{ حيي }} واخوه عمي {{ ابا ياسر}} بقدومك وكانوا يتحدثون عنك كثيراً انه أقترب ظهور نبي يسمى {{ نبي آخر الزمن }} ليس بعده نبي وكانوا يرجون أن يكون من ولد {{ اسحاق }} فلما بلغهم ظهورك في مكة انتظروا وقالوا :_ إن كان هو فسيهاجر الى يثرب نعرفها تماماً [[ اي هذه العلامة ]] ونعرف أوصافه فلما قدمت الى قباء خرج ابي {{ حيي }} و عمي {{ أبو ياسر}} مغلسين [[ اي صباحا قبل طلوع الشمس ]] حتى أتياك الى قباء وجلسوا إليك وتكلموا معك قال لها النبي :_اذكر ذلك قالت :_فرجعا مع مغيب الشمس ، فاترين ، كسلانين ، ساقطين ، يمشيان الهوينه ، يحمل احدهما الاخر [[ اي يتكأ عليه ، يعني مثل ما نقول معمي ضوهم ]] قالت :_وكنت أحب الأولاد الى {{ ابي وعمي }} من بين كل اولادهم فكانا إذا رجعا اخذاني ، وحملاني ، وقبلاني ، دون أولادهم جميعاً ما هششت لهم قط إلا اخذاني وحملاني فلما رجعا من عندك من قباء هششت إليهما كما كنت أصنع ، فو الله ما نظر إلى واحد منهما، ولم يكلماني لا ابي ، ولا عمي {{ ابو ياسر }} قالت :_ فوقفت واجمة [[ مستغربة ]] أعي ما اسمع فسمعت عمي {{ أبا ياسر }} يقول لأبي ، وكان ابي حبر يهود قال :_ اي يا ابن ام ، أهو هو؟ [[ يعني هو نبي آخر الزمن عرفته من اوصافه]] فقال له أبي :_ أيِّ وربِ موسى وعيسى إنه هو ، هو الذي نجده عندنا في التوراة ، وإني أعرفه اكثر مما أعرف ابنتي هذه [[ واشار الى صفية لأنها واقفة ]] وانزل الله تأيد ذلك من القران الكريم قال تعالى {{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }} قال :_ وأعرفه اكثر مما اعرف ابنتي هذه قال: _ تعرفه بنعته وصفاته؟ قال:_ نعم والله قال: _ فماذا في نفسك منه؟ قال:_ عداوته ما حييت! [[ لعنة الله على الكفر واهله ]] فقال عمي :_ يا ابن أم أطعني في هذه ، وأعصني بما شئت لا تناصب الرجل العداء فإن ظهر أمره دخلنا فيما دخل الناس به ، وإن هلك أصيب على يد غيرنا قال :_ لا قال عمي :_ لَِم تناصبه العداء ؟!!!! قال :_ لِمَ بعثه الله من ولد {{ اسماعيل }} ولم يبعثه من ولد {{ اسحاق }} ___________ المغضوب عليه معصب وزعلان من ربنا ليش بعثه من اسماعيل ولم يبعثه من اسحاق ؟؟ عداوة قديمة متأصلة أتظنون انها ستنتهي الآن ؟؟ لا لا لا والف لا ، و تابعوا الاخبار وانظروا الى صنع اليهود يوما بعد يوم ؟؟ لن ننتهي من شرهم ، إلا يوم {{ الحجر والشجر }} يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي من ورائي تعال فأقتله اللهم اجعله قريبا وهكذا قال تعالى {{ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا }} اللهم اكرم وجوه القارئين ، بأن يكونوا ممن يناديه الحجر والشجر قال :_لمَ بعثه من اسماعيل ولم يبعثه من اسحاق ؟؟ [[رسالة تهديد لربنا ، بترسل نبي من العرب لا نريد أن نؤمن به جكر ، يريدون الانبياءعلى كيفهم تفصيل ]] قال تعالى {{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ }} بدهم الانبياء على كيفهم ____________ قالت صفية :_ ووعيت هذا كله فوقع الإيمان في قلبي من ذاك اليوم ، وأنك نبي ، ولكن كنت لا أملك من أمري شيئاً وعلمت انك نبي وحين كنت تحت {{ كنانة }} [[يعني بالامس قبل ما يقتل كنانة زوجها وحاصرتموهم ]] قلت لكنانة :_ يا ابن عم [[ لان كنانة زوجها ابن عم ابوها ]] قلت :_يا ابن عم ، إنكم لتعلمون أنه نبي والنبي لا يقهر ، فهلا أسلمتم ؟؟ قالت:_ فلطمني على وجهي ثم قالت :_ وانا اشهد أن لا اله الا الله ، وأنك رسول الله خاتم النبين فأصطفاها لنفسه صلى الله عليه وسلم وألقى عليها الحجاب وعرض عليها الزواج فوافقت وقالت:_ يا رسول الله! قد كنت أتمنى ذلك في الشرك [[ اي الزواج منك وسنذكر السبب بعد قليل ]] فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام؟ هكذا تزوجها صلى الله عليه وسلم وجعل صداقها هو عتقها وبقيت في خيمة ام سلمة أيام وعلمتها الوضوء و الصلاة والطهارة وقد حاضت في هذه الايام ثم طهرت ___________ وكان الهدف من زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية هو :_ رحمة بالسيدة {{صفية}} بانقاذها من السبي بعد أن كانت من الأشراف، ثم يشرفها بالزواج منه صلى الله عليه وسلم وهو قائد المسملين ___________ فلما ترك صلى الله عليه وسلم {{ خيبر}} وأصبح على بعد حوالى {{ ١٠ كم }} من {{خيبر}} أراد أن يدخل على السيدة صفية، فامتنعت عنه السيدة {{صفية }} فوجد منها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يراجعها حتى اذا ابتعدوا عن ارض {{ خيبر }} ووقف النبي صلى الله عليه وسلم للمبيت قامت ، فأغتسلت ، وامتشطت ، وتطيبت ، ثم أرسلت امرأة من طرفها الى النبي صلى الله عليه وسلم تقول له :_ إن صفية تعرض عليك إما أن تأتيها أو تأتيك فذهب النبي صلى الله عليه وسلم لخيمتها فوجدها قد أعدت نفسها إعداد عروس لعريس تلك الليلة فجلس في خيمتها قال :_ نعم يا صفية قالت :_فداك ابي وامي وكل آل حيي يا رسول الله أريد أن احدثك ونظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجهها فوجد في عين السيدة {{ صفية }} اخضرارا [[ أي من أثر ضربة ]] فسألها عن ذلك فقالت :_ قبل قدومك يا رسول الله كان قد زوجني ابي من {{ كنانة }} و في الليلة التي قبل الزفاف [[ ما نسميها الدخلة الليلة التي قبلها ]] رأيت رؤيا في منامي فأعظمتها ، فلما كان الزفاف قصصتها على {{ كنانة }} فإن عنده علم من علم اهل الكتاب رأيت القمر قد جاء ماشيا من يثرب [[ المدينةالمنورة ]] الى خيبر فلما استقر واكتمل و وقف فوق {{ خيبر }} وقع واستقر في حجري فلما قصتت هذه الرؤيا {{ لكنانة }} وانا أظن أن لها علاقة بعرسنا [[ أي هي وكنانة هكذا فهمت ]] قالت :_فغضب كنانة غضباً لم أرى مثله من قبل ولطمني على وجهي لطمة وقال :_ يا عدوة نفسها أتطمعين أن تكوني زوجة عند ملك يثرب محمد ؟؟ قالت :_ومن غضبه أولها وهو لا يدري[[ أي فسر الرؤيا انك رح تكوني زوجة محمد رسول الله وهو لا يدري ]] قلت فوقع ذلك في قلبي ، وقلت في نفسي ارجو ذلك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا صفية فلماذا رغبتي عني ، ما حملك على الامتناع أولا ، وانتظرتي حتى الان فقالت: _ خشيت عليك من قرب اليهود ، ورأيت ما اعدت زينب [[اي تقصد الذي قدمت له الشاة المسمومة ]] فإني خشية والدماء ما تزال حارة ، وإن أنت نمت في خيمتي وعلمت يهود أني أصبحت فراشاً لرسول الله ، ان يثور الدم في عروقهم من جديد ويثأروا بك غدرا و والله ما فعلت ذلك ، إلا من خوفي عليك من غدرهم يارسول الله فزاد هذا الموقف السيدة {{صفية }} مكانة ومنزلة، عند النبي صلى الله عليه وسلم وتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا لها بالخير ومسح بيده الشريفة على اثر تلك اللطمة ، فزال ما عليها من اثار وعادت عينها أحسن مما كانت وبنى بها صلى الله عليه وسلم [[ اي دخل عليها ]] ومن سنته كان اذا تزوج امرأة {{ ثيب }} جديدة يقسم لها ثلاثة ايام بلياليها [[ اي يبقى عندها ثلاثة ايام ]] واما اذا كانت {{ بكر }} قسم لها سبعة ايام بلياليها _______________ وهناك سؤال يخطر في بال الكثير الآن كيف دخل النبي صلى الله عليه وسلم على صفية ، فأين العدة ٤ اشهر وعشرة ايام ؟؟ اولاً الذي قام بهذا الفعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو المشرع عن ربه عزوجل ثانيا كنانة زوج {{ صفية }} السابق مات يهوديا و ليس بمسلم وزوجته أسلمت بعد موته مباشرة [[اذن انقطع الرباط بينها وبين زوجها السابق نهائيا ]] العدة سببها أمرين الأمر (( الأول )) احترام حق الزوجية {{ للمسلم }} وزوجها السابق كافر وهي قد اسلمت والاسلام يجب ما قبله الأمر (( الثاني )) استبراء الرحم من حمل سابق وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل رجل على ذات حمل فقال :_ لا يسقي أحدكم زرع غيره ولقد اقامت {{ صفية }} في خيمة {{ ام سلمة }} بضعة عشرة يوما وعلمتها احكام الصلاة ، والطهارة ، وبعد ايام توقفت عن الصلاة بسبب الحيض [[ اي الدورة ]] فبدورة واحدة تبين خلو الرحم من الحمل إذن هنا استبراء الرحم ولا عدة لكافر ___________ ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومعه السيدة {{صفية }} سمع بجمالها نساء الأنصار، فجئن ينظرن اليها وجائت معهن السيدة {{ عائشة }} وهي منتقبة تخفي وجهها تريد أن ترى السيدة صفية [[ وهذا ايضا من ادلة تغطية الوجه وقد ذكرنا فرض الحجاب في جزء « ١٩١ » ]] فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم عرفها [[ اي السيدة عائشة وكانت تغار كثيرا رضي الله عنها ]] فلما خرجت خرج ورائها صلى الله عليه وسلم ثم أخذ بثوبها وقال لها: _ كيف رأيتِ ؟ [[ كيف شفتيها ]] قالت: _ رأيت يهودية بين يهوديات [[ غارت امكم ]] فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_لا تقولي هذا ، فقد أسلمت __________ واصبحت {{ صفية }} ام للمؤمنين رضي الله عنها نحن لا نكره احد لجنسيته هي ضلت {{ بنت حيي }} والى يومنا هذا نقول {{صفية بنت حيي بن الاخطب }} وتذكر في كتب السيرة هكذا ولكنها اصبحت مسلمة مؤمنة ، وزوج لرسول الله وأم للمؤمنين هل تعلمون كيف كان يدافع عنها النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ لقد هجر ام المؤمنين {{ زينب بنت جحش}} لأنها قالت بها كلمة و{{ زينب }} هي اقرب نسب منه التي زوجه الله أياها في القران الكريم ، من فوق سبع سموات دون ولي أمر قال تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} وكانت زينب تفخر على امهات المؤمنين جميعاً تقول :_ ما منكم امرأة إلا زوجها أبوها او اخوها ، إلا انا زوجني الله من فوق سبع سماوات هذه زينب يغضب عليها النبي ، ويهجرها ، ويقاطعها ، ولا يقسم لها بالمبيت ، ولا يكلمها منذ خرج لحجة الوداع ، وقبل دخوله مكة حتى قبل موته بسبعة ايام [[ يعني ٤ اشهر ]] لماذا ؟؟ لانها قالت لصفية كلمة تقدح في ايمانها في حجة الوداع اخذ ازواجه معه جميعاً صلى الله عليه وسلم في الطريق جاءت صفية وقالت :_ يارسول الله برك جملي فلم يقم [[ يعني هلك جملها خلص تكرسح ما عاد يقوم ]] فعالجه لها فلم يقم وفي حجة الوداع ، كان مع النبي اكثر من {{ ٢٠ }} الف مسلم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليحجوا ، وغير الناس الذين سيأتون من الاقطار فهل يأخر الركب من أجل جمل ؟؟ فنظر لازوجه ، وكان اكثرهن جمال {{ زينب }} معها اكثر من جمل فقال :_ يا زينب افقري أختك جملاً حتى نعود [[ يعني اعيريها جمل تركبه بس نرجع بعطيك بداله ]] فقالت زينب وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها وارضاها وغفر الله لها قالت وردت في ترفع :_ أنا أعطي يهوديتك هذه [[فنسبتها لليهود ]] فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وصاح بزينب وقال :_ مه !!! بئس ما قلتي يا زينب !!! وترك السيدة زينب لا يتحدث اليها، ولا يكلمها طوال حجة الوداع و حتى عاد الى المدينة، الى ان مرض، وثقل عليه المرض وبدأ العد التنازلي وعلم انه مقبوض ذهب لحجرتها وكانت {{ زينب }} عندما علمت انه قد هجرها طوت فراش النبي ونامت على الارض فقام وجاء متعب صلى الله عليه وسلم وقد اثقله المرض وكان يتكأ على {{علي وعلى العباس }} فقامت زينب لما رأته فرحة لم تسعها الارض من فرحتها قامت تستقبله فجاء بنفسه للفراش صلى الله عليه وسلم وفرشه ونام تلك الليلة عندها [[ رغم مرضه وتعبه صلى الله عليه وسلم نام تلك الليلة عند زينب ، واصلحها ]] ولولا انه لم يفعل ذلك ما كان كلمها احد بعد موت النبي لان النبي هجرها من اجل من ؟؟ من اجل {{ صفية بنت حيي }} لا من اجل جمال صفية ، وصغر سنها بل لان {{ صفية }} مؤمنة صادقة امنت بالنبي لسماع والدها وعمها ونحن نقول {{ صفية }} ام المؤمنين ورضي الله عنها تأكيداً على خُلق هذا الدين نحن لا نكره احد لجنسيته ، إنما نكره الحقد ، والمكر في صدور اعدائنا لنا ، وان كان ذي قربى فإن كان مثلهم لا يجمعنا بهم جامع ولو كان امريكي ، او بريطاني ، او فرنسي او يهودي ولكنه مؤمن نقول {{ اخوتنا في الله }} لا ننظر الى جنسية احد نكره من احتل ارضنا ودنس مقدساتنا ، ولكن نحترم من يعيش بيننا ولا نأذيه بسب معتقده والاستهزاء به هو حر وكل إنسان يتبع ما شاء ، فهي جنة ونار فهو عليه الاختيار نحن لا نختار له ونجبره على الاسلام كرها قال تعالى {{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ }} {{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } نحن علينا التبليغ بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، فقط واحترام الناس ، مالم يكونوا قد اعتدوا علينا ومكروا بنا فالنبي صلى الله عليه وسلم زرع لنا هذه المعاني في قصة {{ صفية }} وهو درس مهم للمسلمين ____________ ومن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم معها كانت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فريقان ١_عائشة ٢_حفصة ٣_وسودة فريق مع بعض وباقي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فريق فحاولت السيدة {{صفية}} التقرب لضرائرها ولكن كانت كثيرا ما توجه اليها الإهانات والسهام الجارحة تعرض بأصلها اليهودي [[ طبعا هي الغيرة عند النساء ، ولو كنَّ امهات للمؤمنين فطرة الله ، خاصة اذا الزوج كان حبيب الله فتخيلوا ]] وكان صلى الله عليه وسلم يدافع عنها ويقف الى جوارها و من ذلك أن السيدة {{صفية }} اشتكت الى صلى الله عليه وسلم وهي تبكي أن { عائشة }} و{{حفصة }} تكلما وقالا :_ نحن أكرم على رسول الله ، منك فنحن بنات عمه وكذا وكذا فمسح النبي صلى الله عليه وسلم دموعها بيده الشريفة وقال لها:_ - ألا قلت: وكيف تكونان خيراً مني ، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى وكانت السيدة {{صفية }} كما قلنا ينتهي نسبها الى نبي الله {{هارون عليه السلام }} وكان عمها كليم الله {{ موسى عليه السلام }} ____________ واستمر دفاع النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة {{ صفية }} حتى آخر أيامه قبض يوم الاثنين ، و قبل وفاته بيوم واحد يوم [[ يعني يوم الاحد]] فكانت تعتريه الحمى فيغيب عن الوعي ثم يفيق وينظر على من حوله ثم يعتريه [[ ما نسميه الغيبوبة ]] من شدة الحمى وهو بهذه الحال وقد اجتمعت أمهات المؤمنين جميعاً حول فراشه صلى الله عليه وسلم فكانت اقرب ازواجه اليه السيدة {{صفية }} فلما رأت النبي تأخذه {{الغيبوبة}} ثم يفيق شفقت عليه وقالت:_ أني والله يا نبي الله، ليت الذي بك بي يا رسول الله [[ ياريت انا ولا انت ]] وأني أعلم ان الموت حق ولكن لا اطيق ان أراك تغيب ثم تفيق فتغامزت عائشة وحفصة بالنظرات [[ غمزوا بعض يعني شوفي هاليهودية ايش بتقول ]] تقول السيدة عائشة :_ فما راعنا إلا أفاق رسول الله من غيبته وهو يقول :_قمنَّ فمضمضنَّ افواهكن [[ علموا اولادكم المضمضة اذا كذبوا او قالوا كلام قبيح ولا تعنفوهم لان المضمضة لها تأثير قوي على الطفل عندما يشعر ان فمه تنجس ]] تقول السيدة عائشة :_ فما راعنا إلا أفاق رسول الله من غيبته وهو يقول :_قمنَّ فمضمضنَّ افواهكن فقالوا في دهشة: _من أي شيء ؟ فقال :_ من تغامزكن بصفية والذي نفس محمداً بيده [[ وهو على فراش الموت ]] والذي نفس محمداً بيده ، لقد أسلمت فحسن إسلامها ، وآمنت فكمل أيمانها صلوا على الحبيب المصطفى هل عرفتم اسلامنا ؟؟ ألا فليعلم القاصي والداني وخاصة من يقرأ السيرة وطلاب العلم لتعرفوا لماذا نحب الناس ولماذا نبغضهم إن هي إلا {{ العقيدة }} رزقني الله واياكم حسن الاقتداء به بالقول والعمل يتبع إن شاء الله .. من يتابعنا يضع لايك _____ #الأنوارالمحمدية _____ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢٠٩ »
السيرة النبوية العطرة (( الرسائل الى الملوك والزعماء ، رسالة الرسول الى هرقل قيصر الروم )) ______________ تحدثنا في ماسبق عن صلح الحديبية ، وغزوة خيبر ورجع النبي صلى الله عليه وسلم ، وظن الصحابة أنه سيجلس يستريح بعد صلح الحديبية ، والقضاء على اليهود في خيبر والأنتهاء من كيدهم فإذا به صلى الله عليه وسلم ، بعد عودته بثلاث أيام ، يقف ويحمد الله ويثني عليه ثم قال :_ أيها الناس ، إن الله بعثني رحمة وكافة ، فأدوا عني رحمكم الله ولا تختلفوا عليّ ، كما اختلف الحواريون على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال أصحابه رضي الله تعالى عنهم:_ وكيف اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام يا رسول الله؟ قال: _دعاهم الى تبليغ دين الله ، فمن أرسل الى جهة قريبة اطاع ومن أرسل الى جهة بعيدة ، كره وأبى فقالوا :_ لن نختلف عليك يا رسول الله ____________ بدأ النبي صلى الله عليه وسلم ، في إرسال الرسائل الى الملوك ، والزعماء ، داخل وخارج الجزيرة العربية لماذا ؟؟ لأن الإسلام دين عالمي ، وليس فقط للعرب وقريش والجزيرة العربية ، وليس فقط للإنس بل وللجن أيضاً قال تعالى {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }} ويقول تعالى {{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }} والأحاديث في ذلك كثيرة جدا ____________ والسؤال هو ، لماذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الملوك ، والزعماء داخل وخارج الجزيرة العربية في ذلك الوقت ، بعد صلح الحديبية ؟ لماذا لم يبدء في دعوة الملوك ، والزعماء فور بدء الرسالة ؟ الإجابة هي :_ أن صلح الحديبية كان يعني أعتراف قريش بالدولة الإسلامية وقريش هي قبيلة معروفة ، ليست في الجزيرة فقط ، ولكن في كل دول العالم القديم وبأعتراف قريش بالدولة الإسلامية ، أصبح للدولة الإسلامية مكانتها بين دول العالم القديم ولذلك فان من أهم مكاسب صلح الحديبية هو اعتراف قريش بالمسلمين ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد بادر الى دعوة الملوك والزعماء قبل صلح الحديبية لما ألتفت أحد الى هذه الرسائل ، لأنها في ذلك الوقت ستعتبر رسائل مرسلة من جماعة مارقة غير شرعية ، وليست من دولة لها سيادة ____________ ونلقي نظرة على حال العرب بين الدول في تلك الفترة كيف كان حال العرب ؟؟ لن أتغلب في الشرح لكم كان حال {{ الامة العربية }} في ذلك الوقت تماماً شبيه بحالاتها في هذه الايام {{ التاريخ يعيد نفسه }} كان العرب ذيل لمعسكرين أثنين ١_معسكر {{ فارس }} الدول الشرقية ٢_ومعسكر {{ الروم }} الدول الغربية كما نشأنا نحن وتفتحت أعيننا على حياتنا ، ونحن بين معسكرين {{ غربي }} و {{ شرقي }} وهكذا كان العرب بلا {{ دين }} و عندما جاءهم الاسلام واعزهم ، ورفع شأنهم ، حررهم من هذه التبعية فكانوا {{ خير امة اخرجت للناس }} وإذا تخلوا عن هذا الدين عادوا لما كانوا عليه {{ أذناب}} لغيرهم فكان هذا هو حال العرب _____________ فبدأ صلى الله عليه وسلم برؤوس تلك الأمم واعظم دولتين في ذلك الوقت وكان الذي يملك رقاب العرب في ذلك الوقت اثنان ١_كسرى فارس ٢_قيصر الروم و{{ كسرى وقيصر }} لقبان [[ يعني عظيم فارس وعظيم الروم ،ويقال لعظيم الحبشة النجاشي ، وليس هذا اسمه ، وكذلك يقال لعظيم الأقباط في مصر المقوقس ]] فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بهذه الرؤوس وخاطبهم بلهجة القوي المتمكن كيف لا ؟؟ وهو رسول الله ، ومؤيد منه جل في علاه ، وهو سيد ولد آدم وهو سيد الخلق جميعا فكان كلما خاطب رجل فيهم في رسالة يقول له {{ أسلم تسلم }} بمعنى انك إن لم تسلم لن تسلم _________ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، في ذلك الوقت عدة رسائل مع اصحابه وانطلقوا جميعاً ، من مسجده في وقت واحد _____ ١_رسالة الى هرقل قيصر الروم وحملها {{ دحية الكلبي }} رضي الله عنه ______ ٢_رسالة الى كسرى ملك فارس وحملها {{ عبد الله بن حذافة }} رضي الله عنه ______ ٣_رسالة الى المقوقس، حاكم مصر حملها {{ حاطب بن أبي بلتعة }} رضي الله عنه ______ ٤_رسالة الى النجاشي ملك الحبشة حملها {{ عمرو بن أمية الضمري }} ليس النجاشي الذي اسلم ، عندما نصل لرسالته سنوضح ذلك _____ ٥_رسالة إلى {{ المنذر بن ساوى}} ملك البحرين وحملها {{ العلاء بن عمرو الحضرمي }} رضي الله عنه ______ ٦_رسالة إلى {{ هوذة بن علي }} ملك اليمامة وحملها {{ سَليط بن عمر }} رضي الله عنه ___ ٧_ رسالة إلى {{ الحارث بن أبي شَمِر }} ملك دمشق، وحملها {{ شجاع بن وهب }} رضي الله عنه ___ ٨_ رسالة لأمير {{ بُصرى }} حملها الحارث بن عمير الاسدي [[ بُصرى ليس التي في العراق بُصرى التي ذكرناها بدايةالسيرة ، التي كان يقيم فيها الراهب بحيرا المعروفة الآن بصيرة الطفيلة ]] وهذا الوحيد من الذين حملوا الرسائل ، الذي قتل وللأسف من المؤلم جدا حين تعرفوا من الذي قتله الذي ذهب لعظيم الروم لم يقتل ، و الذي ذهب لعظيم الفرس لم يقتل ، والذي ذهب لعظيم الاقباط لم يقتل ، والذي ذهب لعظيم الحبشة لم يقتل أما الذي جاء الى عربي لأن الذي وضعه في الحكم هو عظيم الروم ، فكان والي من قبل الروم قتله فورا وسنأتي عليها بالتفصيل في هذا الجزء ولكن بعد ان نأخذ فكرة كاملة ومفصلة ___________ وعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكتب للملوك قال له اصحابه :_ يا رسول الله ، إنهم لا يقرؤون كتابا إلا إذا كان مختوما فصنعوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، خاتم يختم به رسائله مكتوب فيه {{ محمد رسول الله }} ونلاحظ في هذا الختم أنه مكتوب من أسفل الى أعلى الله رسول محمد وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حتى لا يعلو اسم {{ محمد }} اسم {{ الله}} وهذا من أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه ____________ وسنبدأ إن شاء الله برسالة {{ هرقل }} قيصر الروم قبل ان نذكر تفاصيل الرسائل ، نلقي نظرة سريعة على حال هذه الدولتين كسرى فارس مقره {{ العراق }} يعبدون النار و قيصر الروم مقره {{ الشام }} على بقايا تعاليم المسيح عيسى عليه السلام ، اهل كتاب وكانوا في صراع وحروب دائمة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، وقعت حرب بين الروم والفرس اعتدت الروم على الفرس وهزموهم واخذوا صليبهم واحتجزوه عندهم ، لانهم يعتبرون الصليب رمز عزتهم واهانت الفرس الروم اهانة كبيرة لا يتسع المقام ان اذكر لكم تفاصيلها ________________ الروم كانوا اهل كتاب ، ام الفرس كانوا يعبدون النار قريش والعرب كانت تترقب اخبار هذان الدولتان الكبيرتان ، وكانت قريش تميل الى {{ الفرس }} لأن قريش تعبد الاصنام والفرس تعبد النار ، فإن أستطاعت الفرس هزيمة {{ الروم }} لان الروم اهل الكتاب مثل محمد وصحبه ، فذلك يعني اننا نستطيع القضاء على محمد ودعوته ____________ والنبي صلى الله عليه وسلم و المسلمون ، كانوا يرجون أن تنتصر {{ الروم }} فلما هزمت الروم أغتم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون لذلك وفرحت قريش ، وأخذت تتوعد من دخل في دين محمد أنه سيأتي يوم لنا ونقضي على دينكم الجديد فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {{ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }} الله عزوجل يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين [[ والبضع عند العرب معروف اقلها ثلاث سنوات واكثرها تسعة يعني عد ثلاث سنين خمسة سبعة تسعة سينتصر الروم ويهزمون الفرس ]] وكانت الايات تأكيد لأهل مكة ان رسول الله مرسل من عند الله _____________ ففي هذا العام وهذا الوقت الذي أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائله كان نصر {{ الروم }} على {{ الفرس }} على يد{{ هرقل }} عظيمهم واستعادة الصليب واجلاء دولة فارس من بلاد الشام كما اخبر الله تعالى نبيه تماماً _____________ وكان قيصر الروم واسمه {{ هرقل }} فكما قلت لكم {{ قيصر }} لقب لكل ملك يحكمهم وسبب تسمية الروم لقب {{ قيصر }} لكل ملك يحكمهم ، هو لقب متوارث عندهم ، لأن حاكم الروم الأول اسمه قيصر أمه عندما كانت تلده ماتت في المخاض ، فلما ماتت شقوا بطنها واخرجوه فسموه {{ قيصر }} [[ ومعنى قيصر في اللغة البقير وهو شق البطن نسميها اليوم ولادة قيصرية ومن هنا أخذنا نحن هذا المسمى ]] وكان قيصر يفتخر بذلك ويقول:_ لم أخرج من فرج [[ اي ولادته مش طبيعية مثل كل الناس بل قيصرية ، لو يأتي هذا قيصر في زماننا وينظر فقد جعل بعض الاطباء اكثر الناس قياصرة من أجل طمعهم والكسب المادي ، لهم من الله ما يستحقون ]] ومن هنا اخذ الاسم كل من يحكم الروم بعده كان يأخذ لقب قيصر ____________ وكان قيصر الروم واسمه {{ هرقل }} قد انتصر الروم على يديه على الفرس وكان يسيطر في ذلك الوقت على ١_نصف أوروبا الشرقية ٢_تركيا ٣_الشام ٤_مصر ٥_ شمال افريقيا لو نظرت للخارطة على هذه الدول كلها مطلة على {{ البحر الابيض }} لذلك كان يسمى البحر الأبيض في ذلك الوقت {{ البحيرة الرومانية }} طبعا كل الدول التي ذكرتها ، كل حكامها كانوا عبارة عن احجار شطرنج تحت يد قيصر الروم [[ مافي داعي للشرح]] وباقي الدول احجار شطرنج للفرس _______ انتصر {{ هرقل }} على الفرس ، وكان مكان اقامته {{ حمص }} وكان نذر إن نصره الله على الفرس أن يأتي مشياً على قدميه من {{حمص }} الى {{ بيت المقدس }} شكرا لله على نصره في حربه ضد الفرس ، فخرج ماشيا وكان في مشيه الى {{ بيت المقدس}} تبسط له البسط وتوضع عليها الرياحين ليمشي عليها ، تخيلوا كم كان ملكه [[ طبعا مافي سجاد احمر طوله من حمص لبيت المقدس ، كان يمشي لمسافة على قدميه على قطع طويلة من السجاد فلما تنتهي القطعة يرفعها الجند من خلفه وينطلقون بها للمقدمة ويفرشوها عشان ما ينزعج الاخ ]] وصادف خروجه لبيت المقدس ، خروج رسول رسول الله يحمل الرسالة والذي كان يحملها إليه كما قلنا الصحابي الجليل {{ دحية الكلبي }} رضي الله عنه كان يريد أن يذهب بالرسالة الى هرقل في مقره في حمص ، فلما وصل للشام {{ الأردن }} اخبروه أن قيصر موجود الآن في بيت المقدس {{ فلسطين }} فحول طريقه {{ دحية }} الى فلسطين ، ليسلمه الرسالة هناك ____________ من هو الصحابي الجليل {{ دحية بن خليفة الكلبي }} رضي الله عنه ؟؟ كان {{دحية }} حسن الهيئة ، حسن الوجه ، وله ميزة خاصة من الله عزوجل ، وهي ان جبريل عليه السلام ، كان عندما يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة بشرية كان يأتيه في صورة رجل حسن الهيئة يشبه {{دحية }} وعندما يرى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على شكل دحية كان يعرفه يقول مرحبا بأخي جبريل يأتيه بشكل بدوي يقول له مرحبا بأخي جبريل فكانت من خصائصه وشدة {{ بصيرته النورانيه }} صلى الله عليه وسلم يعرف الملائكة بأي شكل و أي صورة لم تكن هذه الخصيصة موجودة إلا عند حبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه السلام عندما دخلوا عليه الملائكة بشكل بشر لم يعرفهم {{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ }} [[ اعتقد انهم ضيوف لم يعرف الملائكة ]] لوط عليه السلام عندما رأى الملائكة ايضا لم يعرفهم قال تعالى {{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ }} إذن كان صلى الله عليه وسلم يختار السفراء ، حسن الهيئة والوجوه ___________ نص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى [[ أي ومن لم يتبع الهدى فلا سلام عليه ]] أما بعد :_ فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين [[ أي لإيمانك بعيسى ثم بمحمد ]] فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين [[ أي الفلاحين وهو يقصد البسطاء من كل رعايا الإمبراطورية الرومانية لان البسطاء الغالب عليهم الجهل وهم على دين مولكهم فإن آمنت بوحدانية الله آمنوا معك وإن كفرت فإثمهم في رقبتك ]] ثم ختم الرسالة بقوله تعالى {{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} ___________ انطلق بهذه الرسالة {{ دحية }} وكما قلنا لما وصل بلاد الشام اخبروه ان {{ هرقل }} موجود الآن في بيت المقدس فذهب اليه لبيت المقدس واستأذن بالدخول عليه فلما دخل اعطاه الرسالة ، فلما نظر وقرأ له الترجمان مافيها كان يقف بجانب الترجمان اخو {{ هرقل }} فلما سمع الترجمان يقرأ {{من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم }} ضرب صدر الترجمان ضربة شديدة ، ونزع الكتاب من يده، وأراد أن يقطعه فقال هرقل لأخوه :_ما شأنك؟ فقال: _ تنظر في كتاب رجل قد بدأ بنفسه قبلك وسماك قيصر صاحب الروم ، وما ذكر لك ملكا؟ فقال له هرقل :_ إنك أحمق صغير ، أتريد أن تمزق كتاب رجل قبل أن أنظر فيه؟ ولعمري إن كان رسول الله كما يقول لنفسه أحق أن يبدأ بها مني فلما انتهى الترجمان من قراءة الرسالة قال هرقل :_هذا كتاب لم أسمع بمثله ! ____________ وكان هرقل متدينا وذو علم ، وكان يعلم من الكتب التي قرأها من كتب أهل الكتاب أن هناك نبيا خاتما بعد عيسى وقد بشر به {{عيسى وموسى عليهما السلام }} وقرأ صفاته في تلك الكتب ولكن {{هرقل }} لم يكن يعلم أن هذا الرجل الذي ارسل اليه هذه الرسالة هو هذا النبي أم لا ولذلك لم يتعجل في الرد على {{ دحية الكلبي}} وأمر جنوده أن يأتوا له ببعض العرب من أهل مكة لكي يسألهم عن هذا النبي الذي ظهر في بلادهم وقال هرقل لصاحب شرطته :_قلب الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه [[ يعني اقلبلي ارض الشام قلب ، واحضر لي ناس تعرف هذا الرجل اي النبي صلى الله عليه وسلم ،لكي اسألهم عنه ]] ___________ طبعا الآن قريش كانت قد خرجت لتجارتها للشام ، خاصة لأنهم قد خرجوا فور التوقيع على صلح الحديبية بعد أن أمنوا على تجارتهم، وكان من بين هؤلاء التجار {{أبو سفيان بن حرب }} زعيم قريش فقبض الجنود على بعض التجار من مكة الذين كان يتاجرون في غزة _______ والذي قص علينا ما الذي جرى هو {{أبو سفيان بن حرب}} نفسه بعد اسلامه، وهي موجودة في البخاري يقول أبو سفيان:_ أنه أدخل مع أصحابه من التجار الى مجلس {{هرقل }} وكان جالسا على عرشه ، وعليه التاج ، وحوله حاشيته من الوزراء والأمراء وقادة الجيش والعلماء ورجال الدين سأل هرقل التجار عن طريق ترجمانه:_ أيكم أقرب نسبا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان:_ أنا أقربهم نسبا إليه [[ وأبو سفيان يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الأب الرابع وهو {{عبد مناف }} ولم يكن بين التجار من هو أقرب الى النبي صلى الله عليه وسلم من أبو سفيان ]] وانظروا الى السياسة الحكيمة لا الى السياسة المخبصة في عصرنا {{ هرقل }} يريد ان يصل الى الحقيقة فقال هرقل:_ أدنوه مني، وقربوا أصحابه ، فاجعلوهم عند ظهره [[أي جعل بقية التجار يقفون خلف أبا سفيان ]] ثم قال لترجمانه قل لهم: _ إني سائلٌ هذا الرجل [[ يعني أبا سفيان ]] فإن كذبني فكذبوه [[يعني سيسأل أبا سفيان أسئلة فان كذب في أحدها فيشيرون اليه أنه كاذب يعني اذا كذب ارفعولي حواجبكم غمزة بتكفي منكم بعرف انه كذب ]] وبذلك يتأكد {{ هرقل }} من صدق {{ أبو سفيان }} لأن {{ أبو سفيان }} سيخاف من بطش {{ هرقل }} اذا قال شيئا وكذبه أصحابه من خلفه وجعل أصحابه خلفه، لأنهم قد يستحون أن يكذبوه في وجهه ولكن يمكن أن يكذبوه وهو لا ينظر اليهم وهذا يدل على حكمة {{ هرقل }}} ودقته، ويدل أيضا على شدة اهتمامه بقضية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ___________ وبدأت أسئلة {{ هرقل}} أو استجواباته و{{ أبو سفيان }}يرد عليه ولنتخيل الموقف كأنه أمامنا تماماً هرقل جالس على عرش ملكه ، ومن حوله حاشيته من الوزراء ، والأمراء ، وقادة الجيش ، والعلماء ، ورجال الدين {{ ابو سفيان }} يقف أمامه ورجال قريش يقفون خلف ابو سفيان ، عيونهم متجهة للملك هرقل ثم تدبروا اسئلة {{ هرقل }} التي تدل على عقلانية وحكمة هرقل فالسؤال الواحد لا يحتمل {{ اللت والعجن }} في الجواب حتى لا يعطيه جواب و كلام يفسر بأكثر من معنى اسئلة لا تحتمل الجواب عليها إلا {{ نعم _ لا }} واسئلة يجاب عليها فقط ببضع كلمات ___________ قال هرقل لترجمانه اسأله كيف نسبه فيكم ؟؟ قال :_ هو فينا ذو نسب [[ هل رأيتم السؤال لا يحتمل الجواب إلا كلمتين إما ذو نسب او ليس له نسب يعني من عامة الناس ]] ________ _هل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟؟ [[ هل في شخص قبله ، قال انه نبي قبله ، ماذا يجيب نعم او لا ]] قال ابو سفيان :_ لا ______ _ هل كان من آبائه من ملك ؟؟ قال : _ لا ______ _ هل أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟؟ قال :_ بل ضعفاؤهم [[ لاحظتم الجواب لا يحتمل اكثر من كلمتين ]] _______ _ أيزيدون أم ينقصون ؟؟ قال :_ بل يزيدون ________ _ فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه ؟؟ [[ يعني هل يرتد احد عن دينه بسبب التعذيب ]] قال :_ لا _______ _ فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟؟ قال :_ لا _______ _فهل يغدر ؟؟ [[ يقول ابو سفيان :_ لم أجد سؤال أدُخل فيه كلمة ريبة إلا هذا السؤال ]] قال :_ نحن معه في مدة لا ندري ماهو فاعل فيها [[ يعني هو لم يغدر من قبل، ولكن نحن الآن في هدنة، لا نعلم هل سيغدر فيها أم لا ]] يقول أبو سفيان : _فوالله ما التفت إليها مني [[ يعني تجاهل هذه الكلمة كأني لم أقلها ]] ________ يقول ابو سفيان وهو الذي حدث بهذا بلسانه الى العباس لما رجع وراوي الحديث العباس وابنه رضي الله عنهما والحديث للبخاري يقول :_ كنت تمنيت أن استطيع أن اكذب فأشوه صورة محمد بين يدي هرقل ولكن خشيت ان يؤثر علي الكذب بين قومي [[ مش مسلم كان ، وخايف يطلع عليه صفة كذاب ونحن مسلمين ، هل سمعنا ، نحن مسلمين ]] __________ استكمل هرقل أسئلته وقال:_ فهل قاتلتموه ؟؟ قال :_ نعم _ فكيف كان قتالكم إياه ؟؟ قال :_ الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه [[ يعني ينتصر مرة وننتصر مرة و{ سجال } معناها الدلو، وقد شبه العرب المحاربين بالمستقين، لأن هذا يستقي دلوا وهذا يستقي دلوا يعني يوم لنا ويوم علينا ]] _________ _ ماذا يأمركم ؟؟ قال :_ يأمرنا ويقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة [[ لاحظوا قول ابو سفيان ينهانا عما كان يعبد آباؤنا ، يعني كأنه يقول عذره في عدم اتباعه للنبي ]] _________ وأراد ابو سفيان ان يطعن في صدق النبي صلى الله عليه وسلم فقال :_ أخبرك عنه أيها الملك خبراً تعرف به أنه قد كذب قال: _وما هو؟ قال :_ إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح [[ يقصد حادثة الاسراء والمعراج ]] فوقف احد البطاركة المسؤولون عن المسجد الاقصى وكان بجانب هرقل قال :_ صدق أيها الملك فنظر إليه هرقل فقال:_ ما أعلمك بهذا؟ !! قال: _إني كنت لا أنام ليلة أبدا حتى أغلق أبواب المسجد ، فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني [[ اي لم استطيع اغلاقه ]] فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول جبلا [[ كأن الباب جبل لا نستطيع تحريكه ]] فدعوت النجارين فنظروا إليه فقالوا:_ لا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فلما أصبحت جئت إليه فإذا الحجر الذي في زاوية المسجد مثقوب ،وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي:_ ما حبس هذا الباب الليلة إلا لهذا الأمر فقال هرقل لقومه: _يا قوم ألستم تعلمون أن بين يدي الساعة نبيا بشركم به عيسى ابن مريم ترجون أن يجعله الله فيكم؟ قالوا:_ بلى قال:_ فإن الله قد جعله في غيركم ____________ ثم نظر {{ هرقل }} لابي سفيان ، ولحاشيته من الوزراء والأمراء والعلماء ورجال الدين وبدأ يذكر سبب هذه الأسئلة بالتحديد، وما هي استنتاجاته فقال للترجمان قل له _ سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب {{ وكذلك الرسل تبعث في أشرف نسب قومها }} _ وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فقلت لا {{ فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بمن قبله [[ أي يقلد غيره ]] }} _ وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فقلت لا {{ فلو كان من آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه }} _ وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فقلت لا {{ فلم يكن ليصدق مع الناس ويكذب على الله }} _ وسألتك هل أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فقلت أن ضعفائهم {{ فالضعفاء هم اتباع الرسل }} [[ لان على مر الزمن دائما الضعفاء هم من يتبعون الرسل اما الاشراف ما عندهم استعداد للتنازل هم اكبر من هيك ]] _ وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون {{وكذلك أمر الايمان حتى يتم }} _ وسألتك أيرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل ، فقلت لا {{ وكذلك حلاوة الايمان لا تدخل قلباً ، فتخرج منه }} _وسألتك هل يغدر ، فقلت لا {{ وكذلك الرسل لا تغدر }} _ وسألتك بما يأمركم ؟؟ فذكرت إنه يأمركم ان تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان ، ويأمركم بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة إعلم يا هذا [[ هرقل يقول لابي سفيان ]] إعلم يا هذا إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم [[ أي من العرب كان مفكر يظهر من بني اسرائيل ]] فلو أني أعلم أني أخلص إليه [[ اي استطيع ان اصل اليه ]] لتجشمت لقاءه [[ اي تحملت المشقة للقاءه ]] ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه [[ يعني غسلت رجليه طبعا وغسل القدمين من الطقوس الدينية المسيحية، يقوم بها القساوسة الآن يوم واحد في العام في {{خميس العهد }} لإظهار الحب والتواضع، وعندهم أن عيسى عليه السلام قد غسل أقدام تلاميذه ]] ثم طوى الرسالة ، وقبَّلها و وضعها على رأسه ، ثم أمر أن تحفظ في الديباج [[يعني كيس من حرير ]] ______ يقول أبو سفيان :_ فلما قال هرقل ما قال كثر عنده الصخب [[ اي ارتفعت اصوات الحاشية من حوله ينكرون على هرقل ما قال ]] فأمر أن نخرج ، فخرجنا فنظرت الى اصحابي وقلت :_ لقد بلغ من أمر {{ ابن ابي كبشة }} أن يخافه ملك بني الأصفر [[ وكان المشركون يصفون النبي صلى الله عليه وسلم ابن ابي كبشة ، سخرية منه واستخفاف لا يقولون بن عبد المطلب ، ينسبونه لزوج مرضعته حليمة ]] وغفر الله لابي سفيان لانه أسلم وقال ابو سفيان للعباس عم النبي :_ لقد وقع ظهوره في قلبي ، ومازلت كذلك اخشى ظهوره حتى دخل علي الاسلام مكرهاً يوم فتح مكة [[ هو يقر انه دخل مكرها للإسلام ]] ولكن حسن ظننا ونحن أمرنا الله ان نحكم بالظواهر نقول :_ لعله حسن اسلامه فيما بعد ونسأل الله أن يجعله من المقبولين و لا ننتقص احد من الصحابة شهد النبي صلى الله عليه وسلم واسلم ومات على ذلك ، وهذه صفة الصحابة والصحابة كلهم سادتنا ، وما وقع بينهم من خلاف فأمرهم الى الله يحكم بينهم يوم القيامة واجمل ما قيل في ذلك قول كبير التابعين {{سعيد بن جبير }} حين سأله الحجاج ماذا يقول الجبير فيما وقع بين علي ومعاوية ؟؟ فماذا كان جواب هذا التابعي الجليل قال :_ اصلح الله الامير [[ لان الحجاج امير العراق ]] تلك دماء طهر الله منها ايدينا ، فنطهر منها ألسنتنا ، الله يحكم بينهم يوم القيامة هل سمعتم ؟؟ حتى تعلموا لماذا نبرر عدم اللمز والخوض في ما وقع من خلاف بين الصحابة فالسيرة {{ للتأسي لا للتسلي }} نقول رضي الله عن صحابة رسول الله جميعا ، وامرهم الى الله وحده _______ كثر الصخب وارتفعت الاصوات عند {{ هرقل }} فقام وانطلق متوجها من الاقصى الى حمص ، واخذ معه حامل الرسالة {{ دحية }} رضي الله عنه فلما وصل لمقر حكمه في حمص اأمر أن يجتمع عنده عظماء الروم في دسكرة له [[ اي مقر القيادة ]] فلما اجتمعوا أمر ان تغلق الابواب ثم قال :_ يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب [[ لم يعجبهم الكلام غضبوا وقاموا يهربوا مثل الحمار الوحشي عندما يلحقه اسد ]] فوجدوا الابواب قد أغلقت فقالوا له :_ اتدعونا أن نترك النصرانية ونصير عبيدا لأعرابي ؟ !!! فقال لجنده ردوهم عليّ وقال:_ إني قلت مقالتي أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه [[ خاف يسحبوا الملك منه وينقلبوا عليه ]] _________ - لو تفطن {{ هرقل }} لقوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب {{ اسلم تسلم }} لسلم لو أسلم من كل ما يخافه، ولكن التوفيق بيد الله تعالى وكان {{ قيصر }} يوقن من الكتب التي قرأها أنه في يوم الأيام سيتحول كل الملك الذي بين يديه الى الرسول صلى الله عليه وسلم ووجد هرقل نفسه بعد ذلك منجرفا ومنقادا لحرب المسلمين في {{ مؤتة }} و{{ تبوك }} ثم بعد ذلك الحروب المتتالية في الشام ومصر في عهد أبي بكر وعمر ويبدو أن فتنة الكرسي لا تعدلها فتنة كان هذا هو موقف الدولة الرومانية، تردد في لحظة فاصلة، ثم اعتذرا مهذب، ثم حروب طاحنة وهذا الموقف نراه كثيرا في التاريخ، فكثير من زعماء ورجال الدين في العالم يعرفون صدق الإسلام، ويعرفون نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم يرفضون الإسلام حفاظا على كراسيهم وعروشهم _______ اكرم هرقل {{ دحية }} وحمله بالهدايا واكرمه غاية الاكرام وقبل ان يغادر دحية جاءته رسالة من والي دمشق _______ وانظروا الى تعامل هرقل واستقباله لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وانظروا الى عماله من العرب كيف استقبلوا الأمر {{شرحبيل }} وكان والي على البلقاء عندما رأى حامل الكتاب قال له :_ الى اين ؟؟ قال :_ الى ملك بُصرى قال :_ لعلك من رسل محمد الذي يزعم انه نبي ؟؟ قال :_ نعم فما كان من {{شرحبيل بن عمرو الغساني }} عربي اصيل علامة الجودة واسمه كامل قال :_ لعلك من رسل محمد قال :_ نعم فضرب عنقه فورا ، قبل ان يستلم الكتاب [[ هل رأيتم يا هيك الرجال وإلا بلاش عشان يعطي الثقة الكاملة لمن ولاه ، الخوف ليس من الكبار الخوف من الاذناب وهكذا العربي اذا كان عنده ولاء ، عشان يبيض وجه لهرقل اللي ولاه ، عشان يفرجيه اخلاصه ، يعني شوف كم انا مخلص حتى كتابه ما قريته ضرب عنقه ]] وغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وحزن لم يقتل من رسله إلا هذا [[لان الرسل في عرف الامم لا تقتل حامل الرسالة لا يقتل لا يتحمل ما كتب فيها ]] وبسبب مقتل حامل الرسالة كانت {{ غزوة مؤتة }} التي وقفها فيها الكون كله ، وسنذكرها بعد عمرة القضاء وانظروا للعربي الثاني [[ يكون ايضا حجر شطرنج بيد هرقل ]] عظيم دمشق ولاه {{ هرقل }} على دمشق اسمه {{الحارث بن أبي شَمِر}} والذي حمل الرسالة هو الصحابي {{شجاع بن وهب }} رضي الله عنه وكان ملك دمشق يحكم مناطق من الشام تضم الآن مناطق من سوريا وفلسطين، وكان بها غابات من البساتين المثمرة، وكان القدماء يعدونها من عجائب الدنيا عندما اتاه حامل الرسالة قرأ الرسالة [[ والثاني كما قلنا عربي ]] عندما قرأ الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم [[ أحمر وجهه الحمش ، وغضب ، ولا تقربوا عليه معصب ]] وقال :_من ينزع مني ملكي ؟؟ اني سائر اليه، ولو كان باليمن لجئته اليه وقال لصاحب الرسالة :_انقل لصاحبك ما سمعت ونادى :_يا قائد الجند جهز لي جيشا اغزو المدينة [[ هل رايتم كيف العربي راسه حامي دائما ، ثم تذكر انه مش هو صاحب القرار !!!! ما أنت ما أخذت رأي {{ البيت الابيض او روسيا }} يا بهيمة بتتحرك وتشتغل من راسك ليش ، لا تتجاوز حدودك بعدين بيخلعوك عن الكرسي ]] فتذكر بأنه ليس هو صاحب الأمر والنهي هو عبارة[[ عن حجر شطرنج وضعه هرقل بهذا المكان ]] فأرسل رسولاً من طرفه الى {{ هرقل }} في حمص يقول له :_ فعلت وفعلت ، وانا اجهز جيش لغزو المدينة[[ بده أذن بس ]] يقول دحية :_ جاء رسول {{بن ابي شمر }} ملك الشام لهرقل وانا عنده قال :_ فغضب هرقل غضباً شديداً ، وأمر أن يرسل إليه لا تفعل ولا تزعج الرجل واكرم وفادة حامل الرسالة فجاءت الرسالة لابن ابي شمر من هرقل فقام {{ بن ابي شمر }} واعتذر للرسول واكرمه وحمله هدايا ولغى فكرت غزو المدينة [[ و برد راسه ، هيك بيبرد رأسهم لما يجيهم الامر من فوق ]] وما اشبه اليوم بالأمس وسبحان الله ربنا الذي قال {{وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس }} هرقل عظيم الروم استقبل الرسالة وكاد ان يسلم ، والذين تحت ايده من العرب هم الذين اساؤوا اسف على الاطالة يتبع إن شاء الله {{ رسالة كسرى }} لو سمحت اذا قرأت ضع لايك _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١٠»
السيرة النبوية العطرة (( رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الى كسرى ملك الفرس )) _________ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ كسرى }} ملك فارس رسالة يدعوه فيها الى عبادة الله وكما قلنا {{ فارس }} هي واحدة من أكبر دولتين في العالم في ذلك الوقت لأن العالم في ذلك الوقت كان مقسماً بين الإمبراطورية الفارسية في الشرق والإمبراطورية البيزنطية في الغرب وكسرى هو لقب كل من يحكم الإمبراطورية الفارسية كما ان {{ قيصر }} كان هو لقب كل من يحكم الإمبرطورية البيزنطية وكسرى الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الرسالة كان اسمه {{خُسرو الثاني }} وكان لقبه {{ إبرويز }} يعني المنتصر ، لأنه كان قد حقق انتصارات كبيرة على الروم ________ والذي حمل الرسالة هو {{ عبد الله بن حذافة }} رضي الله عنه ، وعبد الله بن حذافة ، هو الذي في عهد {{ عمر بن الخطاب }} أسره الروم وحاول ملك الروم أن يجعله يتنصر فرفض [[ والقصة طويلة ]] ولكن وصل الأمر الى أن ملك الروم قال له: _ تنصر أشركك في ملكي ، فأبى فأمر به أن يصلب ثم أمر أن ترمى عليه السهام فلم يجزع {{عبد الله بن حذافة }} فأمر قيصر بأنزاله ، وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها ، حتى ذابت عظامه فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى قال: _ردوه فقال: _ لم بكيت؟ قال:_ تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله ، فتعجب ملك الروم وقال له: _ قبَّل رأسي وأنا أخلي عنك فقال: _ وعن جميع أسرى المسلمين ؟؟ فقال:_ نعم فقبل رأسه فأطلق سراحهم فلما رجعوا الى الخليفة عمر بن الخطاب ، وقصوا عليه ما حدث وقف عمر وقام الى {{ عبد الله بن حذافة }} وقبل رأسه هذا هو الصحابي الجليل الذي حمل الرسالة لكسرى إذن {{ عبد الله بن حذافة }} شخصية صلبة جدا ومعتزة بنفسها ولذلك فلن يهتز عندما يدخل على كسرى وهو في ملكه وايوانه، ولذلك أختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة __________ وكان يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن الكبرياء في نفس {{ كسرى }} غير ما هو عند {{ هرقل }} لان هرقل رجل {{ كتابي }} اي من اهل الكتاب فهو يعظم ذكر شيء اسمه انبياء اما {{ كسرى }} رجل يعبد النار ، لا يوجد عنده هذا الطبع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحامل الرسالة {{ عبدالله }} :_ تسلم الكتاب لأمير البحرين [[ امير البحرين الذي هو من طرف كسرى ، عامل عند كسرى ويرفعه هو الى كسرى يعني مهد له المسألة حتى تلين نفس كسرى ويتقبل الامر وفعل عبدالله بن حذافة ذلك ودفعه لامير البحرين وامير البحرين رفعه الى كسرى ]] _________ فلما طلب امير البحرين الأذن من كسرى فأذن بحامل الكتاب أن يدخل عليه فدخل {{ عبد الله بن حذافة }} على كسرى وهو يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فأومأ كسرى إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده [[ اشار لاحد جنده هاتِ الرسالة من يده ]] فقال عبدالله :_إنما أمرني رسول الله أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمراً لرسول الله فقال كسرى لرجاله: _ اتركوه يدنو مني فأقترب من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده _________ ولننظر ونتفكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يخاطب كل واحد بما ينبغي وبما يليق فإن{{ قيصر الروم }} كما قلنا نصراني ينسب لأهل الكتاب ولكن كسرى {{ فارسي }} أي لا يدينون بدين بل يعبدون النار فصيغة كتابه لقيصر {{ النصراني }} تختلف عن صيغة خطابه لكسرى {{ الناري }} دفع كسرى الخطاب الى المترجم وقرأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم [[ كل رسالة كان يرسلها كانت تبدأ بالبسملة ، وهو الذي قال لنا صلى الله عليه وسلم كل شيء لا يبدأ فيه بأسم الله فهو أبتر ، اي مقطوع البركة ]] من محمد رسول الله ، الى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاء الله ، فإني أنا رسول الله الى الناس كافة ، لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين ، فإن تُسلم تَسلم ، وإن أبيت فإن عليك إثم المجوس . هنا انتهت الرسالة _________ هل لاحظتم ؟؟ لم يقل له مثل قيصر{{ يؤتك الله أجرك مرتين }} لان قيصر كان يدين بالنصرانية فإن اتبعتني يؤتيك الله الأجر مضاعف ، أجر ايمانك بعيسى عليه السلام ، وأجر ايمانك بمحمد وختم رسالته لقيصر بآية {{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} ولم يختم رسالته لكسرى بهذه الآية ____________ فكان صلى الله عليه وسلم ، يخاطب كل رجل بما يليق به رسائله {{ درس لكل دعاية }} كيف يخاطب كل انسان بما يصلح له ؟؟ فليس الخطاب الواحد يصلح للناس جميعاً وهنا نضرب مثال ، سنعود لرسالة كسرى ولكن لا بد من وقفات فالسيرة {{ للتأسي لا للتسلي }} فتى شاب يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ يا رسول الله ائذن لي بالزنا فقام إليه الصحابة يزجروه وقالوا له :_ مه مه !!!! [[ مه مه كانت تقولها العرب للتعجب المستهجن ، يعني مثل الشهقة عند بعض النساء ، عندما يقوم شخص امامهم بقول كلمة منكرة ، اي مالذي تقوله وتطلبه من رسول الله ؟ !!!! استغربوا ]] فقال النبي :_إدنه فدنا منه الشاب ، وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال:_ أتحبه لأمك؟ [[ بتحب شخص يزني مع امك ]] قال:_ لا والله، جعلني الله فداءك [[ لم يتحمل عقله ، امي !! اعوذ بالله ]] قال:_ ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال:_ أفتحبه لابنتك؟ قال: _ لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك قال: _ ولا الناس يحبونه لبناتهم قال: _ أفتحبه لأختك ؟؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداءك !! قال: _ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال: _ أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك قال: _ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم قال: _ أفتحبه لخالتك قال:_ لا والله، جعلني الله فداءك قال: _ولا الناس يحبونه لخالاتهم ثم وضع يده الشريفه على صدر الشاب وقال {{ اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه ، وحصِّن فرجَه }} يأتي داعية الى الله هذه الايام ، جلس مع شاب من بلاد الغرب ، يدعوه الى دين الاسلام فيسأله هذا الشاب لماذا في دينكم تحرمون الزنا ، فأراد هذا الدعاية ان يستعير هذا الخطاب الديني ، من هذا الحديث قال له :_ أتحبه لأختك ؟؟ فرد عليه الشاب :_ Why not [[ وين المشكلة ؟؟ عادي ]] اتحبه لأمك ؟؟ :_ Why not [[ وين المشكلة ]] النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما خاطب الشاب بهذا الخطاب كان هذا الشاب في بيئة عندهم {{ الغيرة على نساءهم }} تصل لحد الاجرام وقتل البنات ، ويعتبرون البنت عار عليهم اما اهل الغرب فالزنا منتشر بينهم حتى اصبح امر معتاد في مجتمعهم [[ مش فارقة معهم ]] ولكن قل له :_ إن الزنا عواقبه وخيمة على صحة الانسان مما ينقله من امراض واوجاع لهذا الجسد ، ثم عدد له الامراض الناتجة عن الزنا ، ولأن الله رحمن رحيم بعباده حرم الزنا رحمة بهم {{ فليس الخطاب الواحد يصلح للناس جميعاً }} _________ وما ان سمع {{كسرى }} رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى استشاط غضبا، واخذته العزة بالاثم وخطف الرسالة من يد المترجم ومزقها وهو يقول في غطرسة:_ عبد من رعيتي يكتب اسمه قبلي ثم ارسل عامله على بلاد اليمن على الفور [[لأن اليمن كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية ]] وكان عامله على اليمن اسمه {{ باذان}} وطلب منه كسرى أن يبعث رجلين من رجاله ليأتي برسول الله إلى {{ المدائن }} عاصمة فارس [[ يعني احضره لي مكبل ]] وكان {{ كسرى }} يريد بذلك اذلال الرسول صلى الله عليه وسلم واذلال المسلمين لأنه لم يرسل بعض جنوده من عاصمة ملكه {{ المدائن }} وانما أمر أن يرسل رجلين فقط والذي يرسلهما هو أحد عماله وبالفعل أرسل {{ باذان }} جنديين من اليمن للقبض على النبي صلى الله عليه وسلم [[ وكما قلنا و شرحنا من قبل كيف يكون العرب من غير عقيدة ، ذيل الروم من العرب قتل حامل الرسالة ، وذيل الفرس الان يمتثل فورا لسادته ، ويرسل رجلان ضخمان اقرعان ، كانوا يحلقون رؤوسهم واللحية و شواربهم طويلة عشان يوقف الصقر على شواربه و يبان انه زلمة ]] خرج الرجلان وفي الطريق مروا بالطائف وعلم أهل الطائف ان كسرى يطلب محمد ففرحوا واستبشروا وقال بعضهم لبعض:_ أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك كفيتم الرجل [[ يعني خلص ما دام كسرى تولى امر محمد انتهى محمد هو ودينه واصحابه ومدينته ، صلى الله عليه وسلم ]] وسمع {{ عبدالله }} كل هذا ورجع الى المدينة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، بما حدث وانه قد ارسل الى عامله باليمن ، رجال ليأخذوك اليه ، ومزق الرسالة فسخر النبي وضحك وقال :_ مزق الله ملكه [[ وقد كان ذلك في غصون سنوات قليلة من ذلك الموقف، مزَّق الله تعالى مُلك كسرى تماما، وسقطت الامبراطورية الفارسية على ايدي المسلمين في عهد عمر بن الخطاب ]] ________ ووصل الجنديين الى {{ المدينة المنورة }} وكما قلنا كانوا يحلقون رؤوسهم واللحية و شاربهم طويل فلما رائهم النبي صلى الله عليه وسلم اشاح بوجهه عنهما[[ اي لم يستطع ان ينظر اليهما ]] قال :_ من امركم بتغير خلق الله ؟؟ قالا :_ ربنا [[ ربهم يعني كسرى ]] وابلغوا النبي صلى الله عليه وسلم بما قال {{ كسرى }} وقالا له: - وإن أبيت فهو من قد علمت [[ يعني اذا رفضت انت بتعرف مين كسرى ]] فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك وكان الوقت ليل قال لهما النبي :_ اذهبا الآن و أتياني غداً [[ فأخذهم احد الصحابة وآواهم عنده وفي وقت الصبح عند الضحى اتى بهما الى النبي صلى الله عليه وسلم ]] فلما دخلا عليه قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم :_ ادعوكما الى الله ان تسلمان وتؤمنان بالله وأني محمد رسول الله فأرتعدت فرائصهما من هذه الكلمات و وقفا ولم يجيبا بشيء وقالا :_ وإنما نحن رسل نبلغ [[ يعني جايين نوصلك رسالة ونرجع ]] فقال لهما:_ ارجعا الى صاحبكما في اليمن [[ اي باذان ]] واخبراه - إِنَّ ربي قتل ربَّه هذه الليلة بعد منتصف الليل ، وإن ابنه شيرويه هو الذي قتله [[ وبالفعل في هذه الليلة في ليلة الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة من السنة السابعة من الهجرة، قتل كسرى فارس {{خسرو الثاني}} الملقب {{أبرويز }}على يد ابنه شيرويه ]] فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك للجنديين فزعا وقالا له:_ هل تدري ما تقول؟ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب عنك هذا، ونخبر الملك باذان؟ [[ يعني هل تعلم ان الذي تقوله شيء كبير ، فإن كسرى من رسالة منك اقام الدنيا واقعدها ، فكيف إذا اخبرناه انك تقول عنه انه مقتول على يد ابنه ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم في كل هدوء وثقة:_ نعم أخبراه ذاك عني وقولا لباذان :_ إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي الى الخف والكراع [[ اي كل البلاد التي تحت سيطرته ستكون تحت سلطة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى الانعام والمواشي ]] وقولا له :_ إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ، وملكتك على قومك ________ فلما انطلقا وفي الطريق قال احدهما للآخر :_ إن صدق فهو حقاً رسول من عند الله ________ وصل الجنديان الى {{ باذان }} ملك اليمن، واخبراه برسالة النبي صلى الله عليه وسلم قالا له :_ إن للرجل هيبة لا يجرء احد أن يدنو منه اذا حدثنا ترتعد فرائصنا وقد اخبرنا أن ربه قد قتل ربنا ، وأن ابنه {{ شيرويه }} قد اعتدى عليه فقتله ، وان ابنه قد انتزع الملك منه قال باذان : _ إن كان نبيا حقا فسيكون ما قال ، ننظر فإن صحت اخباره آمنا به واتبعناه _________ وما لبث ايام حتى جاءه خطاب من {{شيرويه }} ابن كسرى الزعيم الجديد في بلاد فارس الى {{ باذان }} عامله على اليمن يقول فيه:_ إنه قد قتل أباه أبرويز ، لأن أبرويز قد قتل الكثير من أشراف فارس ويطلب منه بيعة أهل اليمن فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك، وانظر الرجل الذي كان كسرى يكتب إليك فيه [[ اي النبي ]] فلا تزعجه حتى يأتيك أمري [[ مفكر انه باذان احضره ، لا ترسله لعندي خلي عندك ]] _______ وعلم {{ باذان }} الليلة التي قتل فيها {{ أبرويز}} فوجد أنها هي نفس الليلة التى أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم فأيقن أنه رسول وأن الذي أخبره هو وحي من عند الله تعالى لأن المسافة بين المدينة والمدائن هائلة وبعيدة ومستحيل على أهل هذا الزمن بأي صورة من الصور أن يعرفوا الأحداث التي تحدث في بلد آخر إلا بمعجزة خارقة وهنا أخذ باذان قرار {{ الإسلام }} فورا فأسلم، وأسلم أبناؤه، وأسلم كل الفرس تقريبا في اليمن وأسلم الرسولان اللذان بعثهما باذان إلى رسول الله ثم أسلم بعد ذلك كثير من أهل اليمن وكان اسلام اليمن اضافة كبيرة جدا لقوة المسلمين _______ أما كسرى فارس الجديد {{شيرويه بن أبرويز }} فلم يفكر في الإسلام وظلت العلاقات بين الدولة الاسلامية والفارسية متجمدة الى أن بدأت المواجهات بين الدولتين في عهد {{ الصديق رضي الله عنه }} إذن اسلم {{ باذان }} من معجزة لرسول الله إعلامية ولماذا نركز في السيرة على هذه المعاني لاننا في زمان احوج ما نكون فيه الى تصديقنا لنبؤات رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مانعيشه الآن ، ومنها ما ينتظرنا قريباً جداً قال تعالى {{وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا }} فكلما علو درجة وكسبوا مواقف سياسية جديدة ، كلما اقتربوا للنهاية اكثر {{ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا }} فينبغي ان يكون تصديقك وايمانك بنبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إيمان مطلق كأنك تراه قبل ان يقع وانا احكم على نفسي و اقسم بالله الذي لا اله الا هو والذي انزل القران على النبي صلى الله عليه وسلم يمين اسأل عنه بين يدي الله إن يقيني مما اقرأه عن علامات الساعة من القران والاحاديث النبوية تخبر عن واقعنا ، و ان الفرج قريب فلا تهينوا ولا تحزنوا ، وقد ذكرت لكم قبل السيرة من أنباء وعلامات الساعة الكثير انتم تعيشون جزء كبير منها فنحن أولى من {{ باذان }} بتصديقها وهو على كفره في تلك الايام ونحن مسلمون يتبع إن شاء الله ... _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١١»
السيرة النبوية العطرة (( المقوقس حاكم مصر )) __________ ارسل النبي صلى الله عليه وسلم رسالة الى {{ المقوقس }} حاكم مصر و {{ المقوقس }} هو لقب كل من يحكم مصر كما أن {{ قيصر }} لقب من يحكم الروم و {{ كسرى }} لقب من يحكم فارس وهكذا وكان {{ المقوقس }} مسيحيا وتابعا للإمبراطورية الرومانية __________ وللإيضاح وارجو أن يتوفر حسن الظن مع سعة الصدر المراد من هذا الكلام {{{ البيان }}} ونحن نتابع السيرة وليس {{ اللمز والتجريح }} فنحن في صلب السيرة كما اعطيت صورة عن منطقة الشام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كذلك نأخذ صورة عن حال مصر فعندما نقول {{ القبط }} في مصر و اكرر للتأكيد {{ للبيان }} ولا اقصد اللمز والتفريق ، معاذ الله فكلنا اخوة لم تكن مصر من {{ العرب }} يعني الاقباط لم يكونوا من العرب والذي قرأ التاريخ يعرف تماماً هذا الكلام ولا يستغربه فكان الذين يسكنون مصر اقباط وليسوا من العرب وكيف اصبحت مصر عربية ومن اكبر دول العرب ؟؟ بعد فتحها على يد {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه وسكنها الصحابة واصبح بين اهل مصر والصحابة من العرب مصاهرة كثرت العرب فيها واصبحت عربية انا اتكلم عن مصر في {{ عهد }} النبي صلى الله عليه وسلم اما الآن فمصر هي {{ أم العرب }} حتى لا يغضب أي أخ مصري ويعتقد بكلامي هذا انتقاص فأغلب اهل مصر الآن من ابناء الصحابة من صميم العرب ، ويوجد بينهم الكثير ممن ينتسبون الى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الآن مصر {{ أم العرب }} أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فيها عربي نحن نتكلم بالسيرة وكانت لغة اهلها {{ اللغة القبطية }} اللغة الام قبل الفتح الاسلامي وكان لهم دراية {{ باللغة العربية }} وعندما انتشر الاسلام في {{ مصر }} وانتشار الصحابة فيها تغلبت اللغة العربية فيها وانتشرت فأصبحت لغة القرآن [[ اللغة العربية ]] هي اللغة الأم في مصر أما اللهجة العامية [[ اللهجة المصرية ]] جاءت من تأثرها مع بعض اللغات ، فأشربت العربية بلغات أخرى مع ان مصر اصبحت لغتها الام هي العربية ولكن بقيت متأثرة باللغة القبطية ، والانجليزية ، واليونانية ، والتركية ، والفارسية ، والايطالية ، والفرنسية وذلك بسبب موقعها بين القارات اسيا وافريقيا وبما أن مصر حازت في القرن الماضي على المركز الأول بالاعلام والتلفاز والسينما والمسرح بين العرب انتقلت بعض هذه اللهجات لباقي العرب مثلا تأثرت باللغة الانجليزية في اللغة الانجليزية يقولون عن الشرطة {{ بوليس }} يقولون عن السروال القصير (( شورت }} أيضا تأثرت اللغة المصرية بالتركي في التركي يقولون عن كلمة نعم {{ أيوه }} يقولون عن الغرفة {{ أوضه }} يقولون عن الجدة أم الأم {{ نينة }} يقولون في التركي عن الاخت الكبيرة او المعلمة {{ ابلة }} مربية الاطفال في التركي {{ داده }} خزانة الملابس في التركي {{ دولاب }} نعم سيدي {{ افندم }} واشربت اللغة المصرية ايضا {{ بالفارسي }} الحظ بالفارسي {{ بخت }} القبلة بالفارسي{{ بوسة }} وايضا اشربت اللغة المصرية بالفرنسي الطرحة بالفرنسي {{ إيشارب }} مقود السيارة {{ دريكسيون }} وايضا اشربت باللغة اليونانية الطاولة باليونانية {{ ترابيزه }} ولكن كانت اللغة القبطية و قواعدها مؤثرة على الشعب المصري لدرجة كبيرة فنتج عن ذلك {{ اللهجة المصرية }} فمثلاً اهلنا واخوتنا في مصر لا يستخدمون ، أسماء الأشارة العربية مثل {{ هذا ، هذه ، هذان ، هذين ، هاتان ، هاتين ، هؤلاء }} ولكن يستخدموا ليومنا هذا أسماء الاشارة الخاصة باللغة القبطية {{ دا، دي، دول }} ولكنها لا تأتي قبل الاسم مثل {{ هذا الولد }} بل بعده مثل {{ الواد ده }} لا يوجد في اللغة العربية المضارع المستمر وهو موجود في القبطية وذلك عن طريق اضافة حرف {{ ب}} له ليعبر عن المضارع المستمر {{ هو بيشرب _ هي بتاكل }} وبقيت بعض الكلمات من اللغة القبطية موجوده مثل {{ الولا، ياد ، واد }} كلمات قبطية قديمة كلها معناها {{ صبي أو ولد }} هذه امثلة بسيطة للتوضيح والعلم لكي لا اطيل عليكم والحديث يطول في هذا المجال اصبحت مصر لغتها الاساسية {{ العربية }} بعد الفتح الاسلامي ، ولكن اشربت من باقي لغات العالم القديم والحديث حتى اصبحت لديها {{ اللهجة المصرية }} وانتقلت بعض الكلمات والألفاظ للوطن العربي عبر الاعلام والسينما والتلفزيون فأشربت اللهجة المصرية لكثير من البلاد العربية أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك الوقت لم يكن في مصر {{ عرب }} اما الآن كما قلت لكم اصبحت مصر {{ ام العرب }} كيف ولا واكثر اهلها اليوم هم من ابناء الصحابة من صميم العرب وكما قلت لكم ليس كلامي فيه انتقاص ولا تفريق كلنا اخوة في الله ، فنحن الآن في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال لنا يوم فتح مكة {{ يا آيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها ، فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب ثم قرأ قوله تعالى {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }} يا آيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر ، إلا بالتقوى ألا هل بلغت ؟؟ اللهم فأشهد __________ بعد ان اخذنا نظرة عامة عن {{ مصر }} فكان الاقباط في مصر ، وعظيمهم {{ المقوقس }} يدينون بالنصرانية فخاطبهم صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي خاطب فيها عظيم الروم {{ هرقل }} لانهم اهل كتاب يختلف تماما عن خطابه لعظيم الفرس{{ كسرى }} فذلك ليس من اهل الكتاب بل من عبدة النار والذي حمل الرسالة هو {{ حاطب بن أبي بلتعة }} رضي الله عنه وعندما توجه {{ حاطب }} الى مصر ، وجد {{ المقوقس}} قد رحل الى الإسكندرية [[ مقر حكمه ]] فتوجه اليه، وسلمه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وكان نصها {{ بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين [[ تماماً كما قال لهرقل عظيم الروم ، الأجر الاول ايمانك بالمسيح عيسى عليه السلام واتباعك له ، والاجر الثاني ايمانك بمحمد واتباعك له ، اما كسرى لم يضع له هذه العبارة فينبغي لنا من السيرة ان نتعلم ونقتدي كيف يجب علينا ان نخاطب كل قوم بما يناسبهم ]] فإن توليت فإنما عليك إثم القبط [[ في كل رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العبارة ان توليت فإنما عليك اثم الاريسين ، إن توليت عليك اثم المجوس ،وهنا إن توليت فانما عليك اثم القبط لماذا ؟؟ لان كل راعي مسؤول عن رعيته ]] ثم ختم الرسالة بالاية كما ختمها لقيصر {{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} ________ يقول حاطب :_ عندما اعطيته الرسالة قرأها وأمعن النظر فيها واعاد القراءة اكثر من مرة ، ثم طوى الرسالة وقبلها و وضعها في قطعة من حرير ثم وضعها في صندوق ، وأمن عليها جارية خاصة له مقربة له بالقصر وأمر أن يجهز لي [[ اي لحاطب حامل الرسالة ]] مكان للراحة في قصره يقول حاطب :_ فبعد أن أخذت راحتي دعاني لمجلسه وقد جمع عنده اكابر حاشيته ثم قال لي :_ إذا كان صاحبك كما تقول نبي ، والنبي مؤيد من ربه قال حاطب :_ نعم فقال المقوقس :_ إذن ما منعه إن كان نبيا أن يدعو على من خالفه وأخرجه من بلده مكة إلى غيرها ، أن يهلكهم الله فلا يبقى له عدو فقال له حاطب بكل هدوء قال :_ ألست تشهد أن عيسى بن مريم رسول الله ؟ قال :_ بلى قال حاطب :_ فماله حيث أخذه قومه ، فأرادوا أن يقتلوه ويصلبوه ، أن لا يكون دعا عليهم ، أن يهلكهم الله تعالى ، لكنه صبر حتى رفعه الله إليه ؟ فتبسم المقوقس وقال :_ أحسنت جواباً ، أنت حكيم جاء من عند حكيم [[وهكذا يجب ان تكون الرسل المعبر عنهم اليوم {{ بالسفراء }} فرسول كل دولة الى اخرى هو سفيرها فينبغي ان يكون حكيماً يمثل حكيم ، لانه يمثل حال ولسان وسياسة دولته ، لذلك احسن النبي صلى الله عليه وسلم اختيار رسله وكل صحابي الى من يرسله ]] قال المقوقس:_ أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم ثم قال :_ لقد قرأت الرسالة وفهمتها فأمهلني الآن _______ يقول حاطب :_ فمكثت عنده ثلاثة ايام لم يراجعني بشيء فلم يقرب ولم يبعد [[ يعني لم يعلن أنه يريد أن يسلم ولم يرفض ]] ثم دعاني بعد ثلاثة ايام الى مجلسه وأخذ يسألني عن الاسلام ، ويسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال المقوقس لي :_ هذه صفته ، وكنت أعلم أن نبيا قد بقي ، وكنت أظن أن مخرجه بالشام ، فأراه قد خرج من أرض العرب ثم دعا كاتبه وكتب الى النبي صلى الله عليه وسلم [[ وهو الوحيد الذي رد على النبي برسالة ]] نص الرسالة {{ لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم الروم [[ لم يقدم اسمه على اسم النبي ]] سلام عليك ، أما بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبياً قد بقي ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام [[ اي من بني اسرائيل ]] وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وكسوة ، وقد أهديت لك بغلة تركبها والسلام }} __________ أرسل المقوقس الهدايا للنبي صلى الله عليه وسلم منها جاريتين {{ مارية القبطية }} التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم والتي انجبت له {{ ابراهيم }} وسيرين التي تزوجها {{ حسان بن ثابت }} نكمل في الجزء القادم تفاصيل الهدايا ونتائج هذه الرسالة للمقوقس يتبع إن شاء الله ..... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١٢»
السيرة النبوية العطرة (( هدايا المقوقس للنبي وزواجه من مارية القبطية )) __________ اذن اقتنع {{ المقوقس }} بالإسلام وأيقن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يدخل في الإسلام يقول حاطب رضي الله عنه :_ أرسل معي المقوقس هدايا للنبي صلى الله عليه وسلم ونذكر الهدايا _______ ١_ (( الجاريتان )) مارية القبطية رضي الله عنها أم أبراهيم ، ابن النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن ولدت له ابراهيم نقول {{ أم المؤمنين }} لأن النبي صلى الله عليه وسلم تسرى بها [[والتسري هو ان يجعلها زوجة ولكنها ليست حرة ]] وللتنبيه الإسلام لم يبتدع التسري على الإطلاق {{ التسري }} كان معروفا في كل الأمم قبل الإسلام ، وعرفته الأديان قبل الإسلام فقد ورد أن{{ إبراهيم عليه السلام }} تسرى بهاجر التي وهبه إياها ملك مصر ، فولدت له إسماعيل عليه السلام وقد ورد في التوراة أنه كان لسليمان عليه السلام {{ ٣٠٠ سرية }} وقد عرف العرب الجاهليون التسري أيضا فهو ليس من اختراع الإسلام ، كما يريد الاعداء لكن الإسلام أول من وضع شروط ونظام للتسري وحفظ حقوقهم ، ولا يجوز التسري حتى تتحقق هذا الشروط [[ لا يتسع المقام ان اشرحه كاملا بالتفصيل نأخذ موطن الشاهد فقط ]] تسرى النبي صلى الله عليه وسلم {{ بمارية القبطية }} فلقد عرض عليها الإسلام فأسلمت فأراد ان يعتقها ثم يخطبها ثم يضمها الى أمهات المؤمنين ويتخذ لها حجرة ، فرجته بغاية الأدب وقالت :_ يا رسول الله ، لقد تربيت على الرهبانية عند القبط حتى اتقنت ديننا ، فألفت نفسي الرق والعبودية ، واخشى ان لا اكون بمستوى الأحرار ، فإني اكون اقرب لخدمتك وانا أمه فتسرى بها وهي أمه فحملت بمولود لرسول الله وهو {{ ابراهيم }} الذي ولد وعاش {{ ١٨ شهر }} فلما بدأت تظهر صفاته الخلقية ، كان اشبه الناس خلقاً برسول الله [[ اي لا يستطيع احد ان يفرق بين صورة وجهه وصورة وجه ابيه النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مات في عام والنصف فقط]] وفي شرعنا ، وقد قلنا ان الاسلام جعل شروط للتسري ومن تلك الشروط الأمة المملوكة الرقيقة ، إذا انجبت غلاما فأبنها يحررها فلما انجبت {{ مارية }} مولدها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم تعد {{ مارية القبطية }} أمة وإن كانت هي تريد ان تبقى أمة ، فأصبحت حرة ومادامت هي ام {{ ابراهيم }} ابن النبي صلى الله عليه وسلم فهي {{ أم لنا جميعا }} فهي {{ ام للمؤمنين }} رضي الله عنها ______ والجارية الثانية معها هي اختها {{سيرين }} كان مقوقس القبط قد رباهما في قصره وتعلمتا دين النصرانية ، وكانتا مقربتان إليه لم يربيهما ويعتني بهما ليرسلهما في الآخر الى النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكن عندما قرأ الرسالة رأى أن خير ما عنده يقدمه للنبي هاتين الجاريتين هذا في الظاهر وفي الحقيقة كما قال صلى الله عليه وسلم عنه عندما قرأ حاطب على النبي رسالة المقوقس تبسم النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكاً وقال لاصحابه :_ ثعلب مراوغ [[وتأتي صدق نبؤته صلى الله عليه وسلم ويبقى المقوقس ، على نصرانيه حتى تأتي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويأمر بفتح مصر علي يد {{عمرو بن العاص }} ويولي عمرو بن العاص اميراً على مصر ، ويموت هذا المقوقس في ولاية عمرو بن العاص ولم يسلم ثعلب مراوغ صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله ]] فعندما ارسل المقوقس الجاريتين كهديتين وتكريماً في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم اما في الحقيقة ارسلهما عيون له [[مادام جاريتان ستكونان في بيت النبي فتكونا عينان للمقوقس في بيت النبوة فهو بيت المسلمين الاول ، ليعلمنَّ له ماذا يدور من تدريب او ترتيب للمستقبل او سياسة هاتين عينان لنا ولم يكن بحسبانه انهما ستسلمان وتكونا من خيار الصحابة ]] فالأولى {{مارية }} اصبحت {{ ام للمؤمنين }} والجارية الثانية {{ سيرين }} اخت مارية اهداها النبي صلى الله عليه وسلم الى شاعره الانصاري {{حسان بن ثابت }} رضي الله عنه فأعتقها حسان وتزوجها واصبحت صحابية جليلة تروي الحديث رضي الله عنهم جميعا مارية واختها سيرين ، ولدت في محافظة {{ منيا }} في صعيد مصر وكانتا من كبار عائلات الاقباط المصريين انذاك وسلبها المقوقس هي وأختها سيرين ، من أهلها الذين كانوا من أعيان المصريين وأشار المقوقس إلى مكانتهما الاجتماعية فى رسالته للرسول صلى الله عليه وسلم ذكرناها في الجزء السابق بقول المقوقس في الرسالة {{ وارسلت لك جاريتان لهما مكان في القبط عظيم }} فمارية من صميم مصر وذلك يعني ان اهل مصر {{ اخوال ابراهيم }} ابن النبي صلى الله عليه وسلم _______ الهدية الثانية واهدى للنبي صلى الله عليه وسلم {{ طبيب خصي }} يعني كان {{ عبد مخصي }} وكانوا قديما السادة يخصون العبيد [[والخصي هو إزالة الرجولة منه فلا يستطيع الأقتراب من النساء حتى يأمنوا عليه اعراضهم في القصور ]] كان طبيب خصي وقد تعلم الطب وبرع فيه فأرسل المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم {{ طبيب وجاسوس في آن واحد }} وبما انه خصي فممكن ان يضعه النبي في بيته [[ هذا كان تفكير المقوقس فيكون عين اخرى له ]] فماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ قبل كل الهدايا ولكنه قال للطبيب بعد ان اكرمه واستضافه قال له :_ ارجع لصاحبك وقل له {{ إن معشر امةٍ لا نأكل حتى نجوع ، وإذا اكلنا نقوم دون الشبع }} [[ يعني مش مثلنا هالايام نمليها فل ونشرب سفن وراها ]] فلا نحتاج لطبيب {{ فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء }} في كل ادب وتقدير اعطانا درس في السلوك {{ ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه }} رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ام المؤمنين {{عائشة }} رضي الله عنها، وقد اكلت يوما مرتين تقول رضي الله عنها والحديث في {{ صحيح مسلم }} قالت :_ فوكزني بأصبعه في بطني وقال :_ ليس لك همٌّ إلا بطنك يا عائشة ؟ !! [[ هي اكلت في اليوم مرتين ، وماذا اكلت ؟؟ مش تفكروا الوجبة الاولى فلافل وفول وراس بصل ، والوجبة الثانية على الغدا منسف باللحمة البلدية او وجبة زنجر مع بيبسي لا لا اكلت ثلاث تمرات وشربت لبن اكلتهم الصبح ، وبعد العصر كررتهم مرة ثانية ]] قالت :_فوكزني بأصبعه في بطني وقال :_ ليس لك همٌّ إلا بطنك يا عائشة ؟ !! والذي نفس محمد بيده أكثر الناس شبعاً في الدنيا ، اكثرهم جوعاً يوم القيامة {{ الطبيب الخصي }} رده النبي صلى الله عليه وسلم _________ الهدية الثالثة الف مثقال من {{ الذهب الخالص }} وزعها النبي صلى الله عليه وسلم فورا ، على فقراء المسلمين امام عين الطبيب الخصي ، حتى اذا مارجع ينقل ما رأى الى صاحبه المقوقس ، النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج الى مال __________ والهدية الرابعة {{ بغلة شهباء }} ومعنى شهباء[[ اي لونها ابيض ]] سأل المقوقس حاطب رضي الله عنه ماذا يركب نبيكم اذا اراد التنقل ؟؟ قال :_ يركب ما تيسرله ، يركب الفرس احيانا ، ويركب الجمل احيانا ، ويركب الأتان اي [[ انثى الحمار ]] فعلم المقوقس انه لا توجد بغال عند العرب [[والبغل لم يكن موجود عند العرب لأنه تهجين ولا يضع يده في يد القدرة ويهجن إلا غير المؤمنين كم من التهجينات نراها من المغضوب عليهم اليوم ؟؟ حتى في الفواكه التي نأكلها مهجنة ، لانهم بناديق اورثوا البندقة للمزروعات والحيوانات يجعلون الجماع والمعاشرة بين الأتان [[الحمارة ]] وبين الحصان فيأتي المولود بغل لا هو لابوه ولا لأمه على شاكلتهم اخوة القردة والخنازير ]] فأرسل المقوقس له بغلة بيضاء وكانت غريبة واستغربها الصحابة اي نوع من الدواب هذا ؟؟ فأوضح لهم النبي ذلك فقال علي رضي الله عنه: _لو حملنا الحمر على الخيل لكان لنا مثل هذه [[ يعني جعلنا الحمير تعاشر الخيل سيكون لنامثل هذه البغلة ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون [[ أي الذين لا يعلمون النهي عنه ]] وسماها النبي صلى الله عليه وسلم دلدل [[ اي البغلة ]] وكان من خلقه ان يسمي كل شيء له به علاقة يسمي ثيابه ، سلاحه ، يسمي دوابه ، كلنا نعرف ان اسم دابته {{ القصواء }} فسمى البغلة {{ دلدل }} وكان يركبها دائما في داخل المدينة _________ الهدية الخامسة {{ زق من عسل }} والزق هو جلد الشاة المذبوحة ، منزوع منه الشعر مدبوغ بطريقة معينة ، يجعلوه وعاء للمواد السائلة اسمه {{ زق }} ارسل له زق من عسل وهو اطيب انواع العسل على وجه الارض من مدينة اسمها {{ بنها }} من صعيد مصر تبعد عن القاهرة {{ ٤٥ كم }} هذه المدينة شبه جزيرة لان المياه تحيط بها من الشرق والغرب والجنوب ثمارها وخيراتها كثيرة والى يومنا هذا مشهورة بالعسل وذلك لدعاء النبي لها [[وما كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعرفون الغش زي ايامنا ما يطعموا النحل سكر ما كان عندهم سكر ]] فكان من ألذ انواع العسل حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم احبه كثيرا حتى انه دعا في عسل {{ بنها }} بالبركة والى يومنا هذا اخوانا في مصر يعرفون ان {{ بنها }} مشهورة بالعسل [[ للتنبيه تذكروا هذا العسل جيدا عندما اكتب اجزاء عن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل وماذا صنع {{ العسل هذا }} في عائشة وحفصة امهات المؤمنين ]] __________ الهدية السادسة {{ ثياب }} من نسيج قطن مصر ، ومعها {{ بسط }} اي قطع سجاد للارض فنظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلما وجد فيها صورة صليب في الثياب او البسط أتلفها فوراً وابقى التي ليس عليها صور استعملها ولبسها _________ الهدية السابعة بعض العود والمسك [[ اي الطيب ما نسميه العطر ]] استخدمه صلى الله عليه وسلم جميعا _______ وسأل المقوقس {{ حاطبا }} عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ يا حاطب ، هل يكتحل نبيكم ؟ فقال له:_ نعم ، وينظر في المرآة ، ويرجل شعره ، ولا يفارق خمسا في سفر كان أو في حضر وهي:_ المرآة، والمكحلة، والمشط، ، والمسواك والمدرى [[ المدرى عود رفيع ، يفرق به بين شعر الرأس ويحك به لأن حكه بالأصبع ، يخرب الشعرة ويلويها ]] فأرسل له المقوقس مربعة [[ نسميها علبة ]] ليضع فيها المكحلة وقارورة الدهن والمشط والمقص والمسواك، ومكحلة من عيدان شامية ومرآة ومشطا وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :_سبع لم تفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر القارورة التي يكون فيها الدهن [[ علبة العطر ]] و المشط، والمكحلة، والمقراض [[ المقراض أي المقص ]] والمسواك، والمرآة وفي رواية اخرى زاد بعضهم {{ والإبرة، والخيط }} ________ نرجع الى ام المؤمنين {{ مارية }} رضي الله عنها تسرى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أمة واسكنها في دار الحارث[[ اي في جوار المسجد ]] لانها ليست ام للمؤمنين الآن فلم يحب ان يضع لها حجرة بين ازواجه وأراد ان يبعدها شيئاً ما عن السيدة عائشة {{ شديدة الغيرة}} حتى لا تراها وتقول عائشة :_ ما ادخلت علي زوجة من ازواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يقسم لها ليلة كباقي زوجاته ومع هذا تقول عائشة {{ ما ادخلت علي زوجة من ازواج رسول الله ما ادخلته مارية القبطية }} لكن عندما شاع الخبر الذي ابهج المدينة كلها بأن {{ مارية }} قد حملت من رسول الله امر رسول الله [[ حتى يبعدها ايضا من عائشة ]] امر ان يتخذ لها بيت في العوالي جهة مسجد قباء ، ابعدها هناك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان النساء فطرهن الله على الغيرة حتى اذا كمل حملها و وضعت ابنها {{ ابراهيم }} من فرحة الصحابة به يوم مولده ، أولم كل بيت في المدينة فرحا بهذا المولود للنبي لان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ عمره هذا العام {{ ٦٠ }} وفرحة كبيرة ان يرزق بغلام بهذا العمر ، صلوات ربي وسلامه عليه وماهي إلا سنوات قليلة ، فتحت مصر في عهد {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه على {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ودخلت مصر ضمن الدولة الإسلامية حتى اصبحت {{عربية اسلامية }} و من أهم الدول العربية والاسلامية واخرجت للإسلام والمسلمون عمالقة وعلماء وكان للمصريين بصمات واضحة على جبين العلوم الشرعية عبر التاريخ الإسلامي فأخرجت {{ مصر }} آلاف العلماء الأجلاء، الذين ملأوا الدنيا نوراً وهداية ، وكانوا منارات وقامات يشار إليهم إلى يومنا هذا يتبع إن شاء الله .... لو سمحت اذا قرأت ضع لايك لنعرف هذه الوجوه الطيبة _____ #الأنوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١٣»
السيرة النبوية العطرة (( رسالته للنجاشي )) ___________ انتهى بنا الحديث ، عند رسالته صلى الله عليه وسلم {{ للمقوقس }} عظيم القبط الآن نختم حديثنا عن الرسائل ، برسالته صلى الله عليه وسلم {{ للنجاشي }} ملك الحبشة هنا قبل ان نبدأ بالحديث يجب أن ننتبه لأمر مهم و موجود في كتب السيرة فإننا نجد أن بعض كتب السيرة اخذوا بالرسالة الأولى {{ للنجاشي }} الذي أسلم و آوى المهاجرين الأولين وكان ايمانه على يد {{جعفر بن ابي طالب }} رضي الله عنه وبعضهم يذكر الرسالة ضمن الرسائل التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم بعد {{ خيبر }} ولو تمعنا الرسائل وبعد التحقيق من كتب السيرة نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أرسل رسالتان لملك الحبشة _________ الرسالة الأولى لم تكن دعوة الى رجل غير مؤمن ، يدعوه فيها النبي صلى الله عليه وسلم الى الايمان ولكن كانت من باب امانة التبليغ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعوه مباشرة ، ولكن بلغه أن النجاشي قد أسلم على يد {{ جعفر }} وآوى المهاجرين واحسن إليهم والذي جعل من يكتبون السيرة يقعون في هذا الإشكال هو أن الذي حمل الرسالتين الأولى والثانية رجل واحد وهو الصحابي {{ عمرو بن امية الضمري }} رضي الله عنه وللخروج من هذا الخلاف نقول أرسله النبي صلى الله عليه وسلم برسالتين كل رسالة في وقت فقبل ان يرسل الرسائل الى الزعماء عندما ارسل الى النجاشي يوكله أن يخطب له رملة بنت ابي سفيان ام حبيبة [[ وقد ذكرناها ]] ارسل له رسالة أي النجاشي المؤمن واسمه {{اصحمة بن ابجر }} هذا الملك اسلم و حين بلغ النبي صلى الله عليه وسلم موته قام و وقف على باب المسجد وقال صلى الله عليه وسلم :_ الصلاة على اخيكم ملك الحبشة {{ اصحمة بن ابجر}} فصلى عليه صلاة الغائب في المدينة مع اصحابه هذا النجاشي {{ اصحمة }} التي كانت المناظرة بينه وبين جعفر ذكرناها وكانت معاملته مع الذين هاجروا في قمة العطف والرحمة والعدل وشكر له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك _______ فنقول كانت رسالتان ١_ للنجاشي المؤمن ٢_ للنجاشي الذي خلفه في الملك بعد موته ، ولم يؤمن الآن ننظر الى نص الرسالتين لتضح معنا الصورة _______ فكانت الرسالة الاولى {{ للنجاشي المؤمن }} و انظروا الى هذا النبي الأمي الذي ما تعلم القراءة ولا الكتابة ولا دخل الكليات ولكن جل الله الذي قال في حقه {{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا }} انظروا كيف يخاطب الناس ، بما يليق بهم وبما يستحقون رجل قد أسلم [[ اي النجاشي ]] ولكنه لم يعلن إسلامه فانظروا كيف خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة الاولى بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى النجاشي الاصحم ملك الحبشة ، سلامٌ عليك [[ لاحظوا اتذكرون الرسائل الاخرى ؟؟ سلام على من اتبع الهدى، فهنا يقول له النبي{ سلامٌ عليك } اي انت ممن اتبع الهدى ]] سلامٌ عليك ، فإني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ، ألقاها الى مريم البتول الطاهرة [[ البتول أي العفيفة و المنقطعة عن الرجال التي لا شهوة لها فيهم ]] فخلقه كما خلق آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه [[ يُذكره إن كان تعجب الناس من خلق المسيح بلا أب ولكن له أم ، فما رأيهم بخلق آدم بلا أب ولا أم ؟؟ ]] وإني ادعوك الى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني فإني رسول الله [[ اي يا نجاشي لا يكفي الايمان خذ التعاليم من الصحابة الذين عندك فتتبعني ]] وإني ادعوك وجندك الى الله عزوجل [[ اي ليست الدعوة لك ، ولكن تكون انت باب ليؤمن جنودك ورعيتك ]] ولقد بلغت ونصحت فأقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى . [[ لعل البعض يقف الآن عند كلمة {والسلام على من اتبع الهدى } وفي البداية قال له سلام عليك فكيف نجمع بينهما ؟؟ في البداية اذا لاحظنا خاطب النجاشي ، وفي اخر الرسالة قال له اني ادعوك وجندك فدخل فيها { فئتين } النجاشي وجنوده ورعيته ، لذلك قال والسلام على من اتبع الهدى اي السلام عليك وعلى من آمن معك من رعيتك يشمله سلامي ]] ولم يختم له الرسالة {{ فإن أبيت فإن عليك أثم النصارى كباقي الرسائل }} ولم يختم له ايضا بالاية كما ختمها لقيصر والمقوقس {{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} _________ قلنا انه ذكر في كتب السيرة رسالتين للنجاشي و وقع الاشكال عند كثير ممن كتبوا السيرة ، لأن حامل الرسالتين هو الصحابي نفسه {{ عمرو بن امية الضمري }} الآن قارنوا معي الرسالة الثانية التي ارسلها النبي صلى الله عليه وسلم الى النجاشي الاخر [[ غير اصحمة ]] فلقد مات اصحمة المؤمن وخلفه من بعده في ملكه نجاشي آخر ولكنه لم يكن مؤمن ارسلها مع الصحابي نفسه انتبهوا للرسالة الثانية {{ عمرو بن امية الضمري }} لنبين فيها ونوضح الاشكال الذي وقع فيه من كتب السيرة أرسل له النبي صلى الله عليه وسلم رسالة ايضاً مع عمرو بن امية الضمري لنركز في نصها بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى النجاشي عظيم الحبشة [[ لم يذكر هنا اسمه اصحمة ]] سلام على من اتبع الهدى [[ لم يقل له سلام عليك إذن ساوه مثل قيصر وكسرى ]] وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً [[ ارأيتم فيها تنكيل بعقيدته لانه لا يزال على الشرك ]] وأن محمداً عبده ورسوله ادعوك بدعاية الله [[ تماماً كما خاطب الملوك والعظماء]] فإني انا رسول الله ، أسلم تسلم [[ ارايتم لم يقل لأصحمة { اسلم تسلم } لانه اسلم ولكن هنا يقول اسلم تسلم ]] فإن ابيت فإن عليك اثم النصارى من قومك [[ لاحظوا لماذا قال له من قومك ؟ لانه هنالك من آمن واسلم من اهل الحبشة وهنالك من لم يؤمن فلم يقل له عليك اثم اهل الحبشة فليس كل اهل الحبشة لم يسلموا لذلك قال عليك اثم النصارى { من} قومك ]] ثم ختم الرسالة بالاية {{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }} _________ إذن الآن اتضحت معنا الامور وهذا الاشكال بالرسالتين في كتب السيرة الرسالة الاولى {{ للنجاشي المؤمن }} وقد مات الرسالة الثانية {{ للنجاشي الذي خلفه بالحكم }} ولم يكن مؤمن وراساله النبي مع الملوك و لم يسلم هكذا ثبت انه لم يسلم وجاء في صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال :_ أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى كسرى والى قيصر والى النجاشي والى كل جبار [[ ختم كلامه الى كل جبار لانهم كلهم لم يسلموا ]] والى كل جبار يدعوهم الى الله تعالى وهذا النجاشي ليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم المعروف بأصحم هذا نص حديث انس في صحيح مسلم __________ نرجع في حديثنا الى النجاشي {{ المؤمن }} بعث اليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان المهاجرون عنده في الحبشة وقبل ان يرسل لزعماء الارض الرسائل وقبل صلح الحديبية ارسل له هذه الرسالة التي ذكرناها ومعها رسالة اخرى تكلف النجاشي بأن يزوجه ، برملة بنت ابو سفيان {{ ام حبيبة }} برسالة اخرى ولم يدخل موضوعه {{ الشخصي }} ضمن رسالة دعوته الى الله هذه رسالة ادعوك فيها الى الله والرسالة الثانية {{ شخصية }} اكلفك بها بمهمة شخصية يطلب إليه أن يزوجه من {{ رملة بنت ابي سفيان }} وقد ذكرنا قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من رملة إذن كتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام من باب الاتباع والامانة وفي الآخر يأمره أن يزوجه أم حبيبة فلما وصله الكتابين أخذهما النجاشي وقبلهما ووضعهما على رأسه وعينيه، ونزل عن سريره تواضعا وامر ان تحفظ الرسالتين بقطعة من حرير ____________ هكذا نكون قد انتهينا من ابرز الرسائل وهنالك رسائل اخرى ولكن يكفي هذا القدر ، ولكن كانت كلها رسائل خير ادخلت اقوام في دين الله عزوجل بفضل الله و رحمته ، وحكمته صلى الله عليه وسلم يتبع إن شاء الله .... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١٤»
السيرة النبوية العطرة (( غزوة ذات الرقاع ، والسرايا )) _____________ انتهينا في الجزء السابق من {{ رسالة النجاشي }} وتحدثنا قبل الرسائل عن غزوة {{ خيبر }} والتي انتهت بانتصار ساحق للمسلمين وهزيمة منكرة لليهود وتخلص النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود الذين قاموا بتجميع الأحزاب على المدينة المنورة واستطاع قبل خيبر ان يدخل مع قريش في صلح {{ الحديبية }} والتي في بنودها وقف القتال بين المسلمين وقريش {{١٠ سنوات }} وبدأت أعداد كبيرة من العرب في الدخول في الإسلام وأخذت قوة المسلمين تكبر وتنمو __________ ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم ، لا ينسى من غدر به ، ولا يقبل المذلة صلوات ربي وسلامه عليه أتذكرون قبيلة {{ غطفان }} ؟؟ كم مرة غدورا بالمسلمين ؟؟ ثم كان لهم الدور الأكبر في غزوة {{ الأحزاب }} حين حاصروا المدينة {{ ٦ آلاف }} مقاتل ، وكانوا على وشك الإشتراك مع اليهود في خيبر وغطفان هي مجموعة كبيرة من القبائل الشرسة المرتزقة الذين يعيشون على السلب والنهب وقطع الطرق لم ينسى لهم هذه المواقف صلى الله عليه وسلم ، من الغدر نبينا لا يرضى الذل فهو قدوة لكل القادة صلوات ربي وسلامه عليه ___________ ولذلك قرر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تأديب {{ غطفان }} وبعض القبائل التي تأمرت على المدينة فلم تكن هناك لحظة ضائعة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحياة هذا الجيل من الصحابة، وهذا يفسر لنا هذا الكم الهائل من الأحداث والانجازات التي وقعت في تلك الفترة القصيرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع ايضا باجتماع قبيلتين من غطفان وهي {{ بني أنمار }} و {{ بني مُحارب }} وأنهم يريدون الإغارة على المدينة ____________ فخرج صلى الله عليه وسلم ، بنفسه الى ديار {{ غطفان }} في جيش قوامه {{٧٠٠ }} مقاتل وهو عدد قليل نسبيا في مواجهة {{ غطفان }} لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن يريد ترك المدينة بلا جيش يحميها ولم يكن مع المسلمين سوى {{ ٦٠ أو ٧٠ }} بعير فكان كل ستة من الصحابة يتناوبون ركوب البعير الواحد وسار الرسول مسافة كبيرة بجيشه في عمق الصحراء وتوغل حتى بلغ ديار {{ غطفان }} وهي إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة على مسافة حوالي {{ ٣٠٠ كم }} من المدينة المنورة وهذه المسافة كبيرة جدا، والصحابة يسيرون على أقدامهم، حتى بليت نعالهم وتلفت أقدامهم، وسقطت أظافرهم، وأخذوا يلفون الخرق وقطع القماش على أقدامهم ، فلذلك سميت هذه الغزوة {{ بذات الرقاع }} _________ وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى ديار {{ غطفان }} كانت الظروف كلها في صالح غطفان فأعدادهم كبيرة، والمعركة في ديارهم، وفي الطرق والدروب التي يعرفونها جيدا والمسلمون أعدادهم قليلة، وهم قادمون من مسافة بعيدة، ومرهقون وقد تلفت أقدامهم من السير في الصحراء ومع كل هذه الظروف التي في صالح {{ غطفان }} فإن غطفان اصابها الرعب وانسحبت من أمام المسلمين ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينسحب فيها أعداء المسلمين خوفا منهم وكان ذلك توفيقا من الله تعالى لذلك كان يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم {{ نصرت بالرعب مسيرة شهر }} [[يعني أي قوم سمعوا بتحرك جيش محمد صلى الله عليه وسلم من مسيرة شهر ، كانت تنخلع قلوبهم رعباً وفزعاً ]] وهذا هو الإعداد الذي أمر الله به نبيه ، لا كما يفهمه الناس اليوم قال تعالى {{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}} الإعداد هنا القوة الإيمانية ومعطوف عليها رباط الخيل هو السلاح فالمؤمن الحق صاحب الإيمان الصادق ، الذي يقفو اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واصحابه إيمانه يهز قلوب الاعداء واذنابهم وشياطينهم ، وله رهبة في قلوبهم هذا ما يخيفهم ويرعبهم ، المؤمن الصادق لأنهم يعلمون أن هذه الفئة لا تلتفت لتطور السلاح ، وقوة العدو ، متوكلون على الله و بإيمانهم فقط ، لو وقفت الجبال في وجههم لأزالوها وكيف يصل المؤمن لهذا الايمان ؟؟ بأتبعه سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلم سيرته عاد المسلمون الى المدينة دون قتال وكان صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة {{ ذات الرقاع }} قد كسر الجناح الثالث ممن اشتركوا في غزوة الاحزاب ١_ اليهود الذين حزبوا الأحزاب كسر جناحهم ٢_وقريش التي اشتركت بأربعة آلاف مقاتل ، كسر جناحهم ٣_ثم غطفان التي اشتركت بستة آلاف مقاتل، كسر جناحهم ___________ ولم ينتهي الأمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة بل ارسل {{ ٦ }} سرايا متتالية الى قبائل غطفان وغيرها ولم تجتريء قبائل غطفان بعد غزوة {{ ذات الرقاع }} وبعد هذه السرايا أن ترفع رأسها مرة أخرى أمام المسلمين، بل استكانت شيئا فشيئا حتى استسلمت، ثم أسلمت واحدة بعد الأخرى ونذكر بعض هذه السرايا بأختصار حتى ننهي هذا الجزء ________ ١_ سرية {{ غالب بن عبد الله الليثي }} رضي الله عنه الى {{ بني الملوح }} طبعا هذه السرية قبل غزوة {{ ذات الرقاع }} وكان سبب السرية ان {{ بني ملوح }} قد قتلوا بعض أصحاب صلى الله عليه وسلم فأرسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ غالب بن عبد الله الليثي }} ومعه {{ ١٧ رجل }} فوصلوا اليهم قبل غروب الشمس فلما كان الليل أرسلوا أحد الصحابة و اسمه {{ جندب الجهني }} ليستطلع فبينما هو منبطح خرج رجل من القوم من خيمته فقال لأمرأته: _اني أرى على التل سوادا [[ اي خيال ]] لم أره في أول يومي، فانظري الى أوعيتك لعل الكلاب تكون قد جرت منها شيئا فنظرت ثم قالت :_ ما فقدت من أوعيتي شيئا فقال لها:_ ناوليني قوسي وسهمين ، فأرسل أحد السهام فأصابت {{ جندب }} فانتزعه جندب وثبت مكانه لا يتحرك فارسل سهم آخر فوقع في منكبه فانتزعه وثبت مكانه فقال الرجل لأمرأته :_ لو كان ربيئة للقوم لتحرك [[ الربيئة هو العدو الذي يراقب من بعيد ]] لقد خالطه سهمان ولم يتحرك، فاذا أصبحت فاتي بالسهام لا تمضغها الكلاب ثم دخل الى خيمته مرة أخرى فلما اطمأنوا وناموا شن المسلمين عليهم الغارة في الليل وقتلوا منهم من قتلوا وساقوا الانعام ثم طاردهم عدد كبير من {{ بني الملوح }} حتى اذا قربوا من المسلمين نزل سيل عظيم ولم يكن في السماء سحابة واحدة وكان بين الفريقين وادي فامتلأ الوادي بالماء فحال بين الفريقين، ونجا المسلمين من مطارديهم، وشاهد الأعداء المسلمين وهم يسوقون أنعامهم متوجهين الى المدينة، ولم يستطيعوا الإقتراب منهم ____________ ٢_ سرية {{ ابو بكر الصديق }} الى {{ بني فزارة }} يتبعون لإغطفان وقد اغاروا عليهم بعد صلاة الفجر و غنموا منها المسلمون ورجعوا ___________ ٣_ سرية {{عمر بن الخطاب }} الى {{ هوازن }} ارسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ عمربن الخطاب }} ومعه {{ ٣٠ رجل }} الى هوزان فلما وصل الخبر الى {{ هوزان }} هربوا جميعا من الخوف فلما وصل {{ عمر بن الخطاب }} الى مكان لهم اسمه {{ تُربَة }} لم يجدوا أحد منهم فانصرفوا راجعين الى المدينة _________ ٤_ سرية {{ غالب بن عبد الله الليثي }} هذا الصحابي رضي الله عنه خرج على رأس سريتين ذكرنا الاولى وهذه الثانية ارسله صلى الله عليه وسلم الى {{ بني عوال }} و {{ بني عبد بن ثعلبة }} في ناحية نجد وكان معه {{ ١٣٠ رجل }} من الصحابة فهجموا عليهم جميعا ، وقتلوا جمعا من أشرافهم واستاقوا الانعام والشاة ، ولم يأسروا أحدا وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما الرجل الذي قال:_ لا إله إلا الله يقول اسامة :_ كان رجل من القوم اسمه {{ نهيك بن مرداس }} إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا [[ أي يقاتلهم بقوة وشجاعة ]] فعندما انهزموا يقول اسامة :_ فتبعته أنا ورجل من الأنصار، فرفعت عليه السيف فقال :_ لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري [[ اي توقف عن قتله ]] يقول اسامة :_ فطعنته برمحي حتى قتلته [[ لما وجد هذا الرجل انه سيقتل قال: لا أله إلا الله كي لا يقتله اسامة ، ولكن أسامة بن زيد قتله ]] يقول اسامة :_ ثم وجدت في نفسي من ذلك موجدة شديدة حتى ما أقدر على أكل الطعام [[ شعر اسامة انه قام بفعل منكر ، نفسه تلومه ، حتى لم يستطيع ان ياكل من الهم]] فلما قدمت المدينة استقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلني واعتنقني [[ لان اسامة يعتبر عند رسول مثل ابن ابنه ، ابوه زيد بن حارثة ، تربى في بيت النبي وكان يطلق عليه زيد بن محمد فأبطل الله التبني ولكن بقيت المشاعر كما هي ]] وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث {{أسامة بن زيد }} يسأل عنه أصحابه ،ويحب أن يُثنى عليه خيرا [[ كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسمع اخبار اسامة بالقتال وانه قام بأعمال بطولية ايمانية ]] فلما رجعوا لم يسألهم عنه فأخذ الصحابة يحدثون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسامة وبطولته [[ لأنهم يعلمون ان النبي يحب ان يثنى عليه خيرا ]] واسامة بن زيد ، كان في مقتبل العمر شاب صغير قالوا :_ يا رسول الله لو رأيت ما فعل أسامة ولقيه رجل فقال الرجل {{ لا إله إلا الله }} فشد عليه أسامة فقتله [[ هم يظنون ان هذا العمل بطولي لأسامة ]] يقول الصحابة فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم رفع راسه الشريف ونظر الى اسامة مغضبا وصاح بأسامة وقال :_ يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟ فقال أسامة رضي الله عنه: _ إنما قالها خوفا من السلاح [[ أي لم يؤمن قالها خوفا ]] فقال له النبي :_ فهلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب ؟ [[ انت فتحت قلبه وعرفت نيته ، نحن علينا بالظواهر والله يتولى السرائر هكذا فليكن المؤمن ]] فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟ !!!! أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟ !!! قال أسامة:_فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم [[ يعنى تمنى لو كان قد أسلم بعد هذا اليوم لأن الإسلام يجب ما قبله ]] حتى تعلموا يا خير أمة ، كم قدرك كبير عند الله ، يا من اكرمكم الله بقول {{ لا اله إلا الله محمد رسول الله }} وكيف ان دم المؤمن عند الله عظيم كان يطوف صلى الله عليه وسلم حول الكعبة فنظر إليها قال:_ مرحبا بك من بيت، ما أعظمك، وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمدا بيده للمؤمن أعظم عند الله حرمة منك محمد صلى الله عليه وسلم {{ حبيب الله }} فهو في اعلى درجة ولكن انتم يا من آمنتم بالله ، وعبدتموه ولم تروه وتحبوه وتخافوه ، انتم ايضا من {{ احباب الله المقربين }} لم تأتي أمة من البشر كلهم مثلكم ، كل الأمم كانوا يقولون الرب ، الآلهة انتم فقط اكرمكم بأن تنطقوا بأسمه بألسنتكم {{ الله }} وليس فقط اسمه وعلمكم اسماءه الحسنى لتدعوه بها ، لم يعطي هذه الكرامة لأمة غيركم من عظيم حبه لكم من بين سائر البشر فكنتم خير أمة أخرجت للناس اعتز بدينك فأنت عزيز ، ممتدة عزتك من الله ورسوله وملائكته ، وسترى بعينك يوم القيامة مقامك بين كل الأمم إن كنت عبدا صادقا لله وكيف يرفعك بين الخلق جميعا كل الخلق ينظرون إليك يباهي بك الخلائق ، انظروا الى عبدي فعل كذا وكذا يبتغي مرضاتي اشهدكم أني قد رضيت عنه [[ الشهرة مذمومة في الدنيا ممدوحة في الآخرة ]] فوالله واقسم برب السماوات والارض ، لم يضع الله محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في قلب عبد إلا كان ذلك دليل على حب الله لهذا العبد قال تعالى {{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }} فقدم محبته فإذا أحبك رزقك حبه وحب نبيه وحب ما أحب الله يتبع إن شاء الله {{ عمرة القضاء }} وفيها الدروس والعبر _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب « ٢١٥ »
السيرة النبوية العطرة (( عمرة القضاء )) __________ تحدثنا عن الحديبية من السنة السادسة من الهجرة في ذي القعدة وانتهى الأمر بعقد {{ صلح الحديبية }} مع قريش وكان أحد بنود هذا الصلح هو ألا يدخل المسلمون مكة لأداء العمرة هذا العام و على أن يعودوا في العام المقبل لأداء العمرة ، ويدخلون مكة بسيوفهم فقط، والسيوف في القرب ويظلون في مكة {{ ٣ }} ايام فقط ، ثم يخرجوا بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة وكان هذا البند من بنود الصلح هو أهم بند عند قريش [[ لأن دخول المسلمين لأداء العمرة كان من وجهة نظرهم سيهز هيبتهم، ويكسر كبريائهم في الجزيرة العربية ]] بينما كان هذا البند في صالح المسلمين لأنهم وإن عادوا عامهم هذا فهم سيأتون العام القادم ، وتترك لهم قريش مكة، فيضمن المسلمون ألا يحدث احتكاك مع قريش، وبذلك يؤدي المسلمين عمرتهم في هدوء وبدون منغصات ومر عام على {{ صلح الحديبية }} وفي ذي القعدة من السنة السابعة اعلن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه سيخرج لأداء العمرة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ألا يتخلف عنها أحد شهد الحديبية __________ وكانت اول عمرة يقوم بها صلى الله عليه وسلم وهنالك سؤال يتكرر في المسابقات كم عمرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ النبي صلى الله عليه وسلم قد حج حجة واحدة {{ حجة الوداع }} واعتمر {{ ٤ }} عمرات ١_عمرة الحديبية [[ وقد ذكرناها لم يدخل مكة ، ولكن أحتسبت عمرة لانهم احصروا ، فقد وقع اجرهم على الله لقوله تعالى {{ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }} فالعمرة معقودة ومحسبوة ، وإن لم تكن تمت بشعائرها فعمرة الحديبية واحدة ]] ٢_ وعمرة القضاء [[ موضوعنا اليوم يقال لها عمرة القضية لأن النبي قاضى قريشا عليها، أي صالحهم عليها، ومن ثم قيل لها عمرة الصلح، ويقال لها عمرة القصاص ، ولكن اشتهرت بعمرة القضاء ]] ٣_ وعمرة ثالثة أدها صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة عندما رجع من {{ غزوة حنين }} ٤_ عمرة مقرونة بحجه صلى الله عليه وسلم في {{ حجة الوداع }} فكانت له {{ ٤ }} عمرات وحجة واحدة ____________ وخرج صلى الله عليه وسلم ومعه {{ ٢٠٠٠ من الصحابة }} غير النساء والصبيان وأحرم المسلمون من {{ ذي الحلفية }} وهي المعروفة الآن {{ أبيار علي }} وبدؤا التلبية وقلد واشعر هديهُ [[ شرحنا من قبل قلد كانوا في الجاهلية يجعلوا شيء من جلد على عنق الناقة او حذاء قديم ليعلم الناس ان هذا الابل للهدي فلا يعتدي عليهم احد ، نبينا قلدها بطوق من خرز ، والاشعار ان تجرح سنام الناقة جرح صغير وتأخذ من دمها وتدهن شعرها منه ]] قلد واشعر هديهُ فقدم {{ ٦٠ }} ناقة هديً بالغ الكعبة على عدد سنين عمره صلى الله عليه وسلم وقد بلغ في هذا العام من عمره {{ ٦٠ }} عاما وعندما حج كان {{ ٦٣ }} عام فنحر بيده الشريفة ٦٣ بدناً مع انه ساق معه {{ ١٠٠ }} ناقة في حجة الوداع فنحر {{ ٦٣ }} ثم قال قم :_ يا علي فأتمم المئة فعد ابو بكر عدد الابل التي نحرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال :_ هذه آخر سنة في حياته صلى الله عليه وسلم [[ لانه ألف النبي ينحر بعدد سنين عمره ]] فقدم ٦٠ بدناً ، وامر اصحابه أن يشتركوا في الهدي فكل خمسة في بدنة _________ واتجهوا الى {{ مكة }} وظلوا طوال الطريق من المدينة الى مكة يلبون لمدة {{ ١٠ }} أيام كاملة ، هي المسافة من المدينة الى مكة وعندما خرج صلى الله عليه وسلم ، أمر اصحابه أن يخرجوا بالسلاح الكامل وهي السيوف والرماح والسهام والدروع وغير ذلك كما خرجوا بمائة فارس ، ولم يخرجوا بالسيوف فقط وقد كان الإتفاق ألا يدخل المسلمون الى مكة الا بالسيوف فقط فقال له اصحابه :_ يارسول ألم تشترط قريش ، أن نخرج للعمرة بسلاح المسافر ؟؟ وها انت تخرج اليهم بسلاح الغازي ؟؟ فقال لهم :_ إن لاندخل فيه الحرم [[ اي السلاح]] فيكون قريب منا فإن هاجنا من قريش هيجٌ [[ الهيج اسم للحرب ]] كان سلاحنا وخيلنا قريبة منا [[ هل رأيتم المؤمن كَيِّس فَطِن ، اي ذا بصيرة نافذة ينتبه لأمور غابت عن غيره ، وللأسف البعض في زماننا اصبح كيس قطن حجم كبير بلا وزن ، يباع ويشترى وينسج به ويلعب ، إلا من رحم ربي ]] النبي صلى الله عليه وسلم كان حذر من قريش ، فهي ما زالت على كفرها ، فمن الذي يضمن أنها لاتغدر ؟؟ فقدم مئة فارس مدججين بالسلاح ، ولكنهم محرمين [[ حتى لا يحرموا العمرة ]] قال :_ نضع السلاح والخيل بمر الظهران [[ ما نعرفه اليوم التنعيم ]] فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه لن يدخل مكة بالسلاح، وأنه سيترك هذا السلاح خارج مكة وبالفعل عندما اقترب صلى الله عليه وسلم من مكة ، نزل بمر الظهران ترك السلاح باستثناء السيوف فقط، وترك لحراسة السلاح {{ ٢٠٠ }} من الصحابة بقيادة {{ محمد بن مسلمة }} وبعد أن انتهى من العمرة تبادل هؤلاء الحراس أماكنهم مع مجموعة من المسلمين الذين أدوا العمرة وكان الهدف المعلن من اصطحاب السلاح ١_ هو الخوف من غدر قريش ٢_ اظهار قوة المسلمين، والقاء الرهبة والخوف في قلوب قريش [[ تماما كحال الدول الآن باقامة عروض عسكرية، الهدف منها هو اظهار قوتها، والقاء الخوف والرهبة في قلوب أعدائها ]] __________ فلما اقتربوا من مر الظهران كانت هناك عيون لقريش ، ترصد الطريق ، فلما نظروا من بعيد و رأوا الخيل والسلاح تتقدم في الأمام أسرعوا الى قريش منذرين قالوا :_ قد قدم إليكم محمداً بسلاح الغازي لا بسلاح المسافر فلما سمعت بذلك قريش فزعت واعتقدت أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يغزوهم وقالوا: _ما أحدثنا حدثا، ففيم يغزونا محمد في أصحابه ؟ [[ ما عملنا شي لماذا قدم محمد ليغزونا ]] وأسرعت قريش وأرسلت {{ مكرز بن حفص }} ومعه رجال من رجالات قريش وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل {{ بمر الظهران }} وأمر ان تبقى الخيل والسلاح هناك ، وأخذ يستريح استعداداً لدخول مكة فلما وصل {{ مكرز بن حفص }} ورجال من قريش وجد النبي قد أحرم واصحابه محرمون ، والهدي مقلد ومشعر بين ايديهم والناس يلبون ، ولكن بجانبهم كان الخيل والسلاح فقال :_ والله يا محمد ما عُرفت صغيراً ولا كبيراً بالغدر فما هذا السلاح الذي نرى ؟؟ وقد شرطت على قريش ، أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر و السيوف في القرب [[ أي في اغمادها ]] قال له النبي :_ إن لا ندخل عليكم الحرم بالسلاح ، ولكن يكون قريب منا ، فإن هاجنا منكم هيج يكون قريب منا فقال له :_ هكذا عُرفت براً صغيراً وكبيراً ، لست بغادر فحيهلا [[ اهلا وسهلا ]] فانطلق {{ مكرز }} يطمئن قريش ويفتح له الطريق حتى لا يعارضه أحد وقال: _إن محمدا لا يدخل بسلاح وهو على الشرط الذي شرط لكم ___________ فلما أقترب صلى الله عليه وسلم من مكة ، لأداء مناسك العمرة هنا قامت قريش بترك مكة كما كان الإتفاق في {{ الحديبية }}هو أن تترك قريش للمسلمين مكة لمدة {{ ٣ أيام }} وهي مدة بقاء المسلمين في مكة وقلنا أن هذا البند فيه كسر لكبرياء قريش أكثر مما لو كانت قد سمحت لهم بأداء العمرة عندما جاءوا أول مرة في العام السادس [[ لأن قريش ستترك بيوتها وتخرج من مكة، وتبيت في شعاب الجبال المحيطة بمكة، وهذا لم يحدث في تاريخ قريش من قبل ]] فتركت قريش مكة للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه [[ حتى لا يقع تماس من بعض سفهاء مكة ، او منافق بين صفوف المسلمين يستفز قريش فيقع بينهم حرب ]] هكذا خرج أهل مكة جميعا الى جبال مكة _____________ ودخل صلى الله عليه وسلم مكة راكبا على ناقته {{ القصواء }} و من حوله الصحابة وهم يلبون في مشهد مهيب رائع وكان يقود زمام راحلته {{ عبدالله بن رواحة }} شاعره الانصاري فلما دخل صلى الله عليه وسلم ونظر للجبال وعليها رجال قريش ، وكانوا قد اشاعوا مقالة سترون اليوم قوماً يطوفون بالبيت ، قد أوهنهتم حمى يثرب [[وكانت المدينة المنورة مشهورة في الحمة يعني قصدهم رجال ليس لديهم قدرة حتى لو قاتلناهم لا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم ، قوم ضعاف اهلكهم المرض ]] واطلع الله نبيه عن طريق جبريل ما تقوله قريش ولكن {{ عبدالله بن رواحة }} كان قبل ان يسمع هذه المقالة من قريش عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يلبي وأمرهم صلى الله عليه وسلم ان يكبروا فقال شعراً معتزاً بنبيه صلى الله عليه وسلم ، ودينه قال :_ خَلّوا بَني الكُفّارِ عَن سَبيلِهِ [[ اي افتحوله الطريق ]] خَلّوا فَكُلُّ الخَيرِ في رَسولِهِ قَد أَنزَلَ الرَحمَنُ في تَنزيلِهِ في صُحُفٍ تُتلى عَلى رَسولِهِ بِأَنَّ خَيرَ القَتلِ في سَبيلِهِ يا رَبُّ إِنّي مُؤمِنٌ بِقيلِهِ [[ اي بنبؤاته ]] أَعرِفُ حَقَّ اللَهِ في قَبولِهِ فلما قال هذا الشعر وهو يقود زمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وكان بجانبه عمر بن الخطاب فقال عمر معترضاً :_ يا ابن رواحة ، مه شعرٌ بين يدي رسول الله وهو محرم ملبي ، وقد اشرفنا على الحرم ؟؟!! [[ ما بيصير بهذا الموقف تقول شعر مش وقته ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ إني اسمع يا عمر [[ يعني مثل ما سمعت يا عمر انا سمعت ]] إني اسمع ياعمر ، فخلي عنه [[ اي اترك ابن رواحة في شعره ]] والذي نفس محمداً بيده لشعره أسبق الى قلوبهم من نضح النبل [[ يعني هذا الشعر سيرعب قلوبهم ويعطي المسلمون الهيبة اكثر من أن ترمونهم بالسهام ]] أما بلغك يا عمر ما يقولون ؟ قال عمر :_ ماذا يقولون يارسول الله ؟ قال :_ أتاني جبريل ، وأخبرني انهم يقولون سيطوف اليوم بالبيت قوم أوهنتهم حمى يثرب ، قل يا ابن رواحة [[ اي اكمل لا تتوقف ]] فأخذ ابن رواحة يردد الشعر [[ سبحان الله المؤمن عزيز ، ليس بالذليل ]] ____________ دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، مكة راكباً على ناقته وحوله الصحابة وهم يلبون في مشهد رائع فلما دخل الحرم من جهة المسعى ونظر الى الحرم قال :_ إيهاً يا ابن رواحة [[ يعني كفى توقف عن قول الشعر ]] ومجد لنا الله قل :_ لا اله الا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده كلمات لها معنى وأصبحت شعار لنا بعد تكبيرات العيد لا اله الا الله وحده [[يعلن التوحيد رغم أنف قريش وتنكيلاً بآلهتم ]] صدق وعده [[ لأنه وعدناوقال {{ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} فهذاالوعد قد انجز ]] ونصر عبده [[ لان صلح الحديبية كان فتحا ونصرا ]] واعز جنده [[ اي المؤمنين لان عزتهم ممتدة من الله ]] وهزم الاحزاب وحده [[ يذكرهم بيوم الاحزاب وكيف هزمهم الله بالريح ، وهي جند من جنود الله ]] فأخذ بن رواحة يقول ، والصحابة يرددون خلفه بصوت اهتزت له مكة كلها {{ لا اله الا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده }} والنبي راكب على ناقته القصواء ________ تذكرون يوم الهجرة خرج صلى الله عليه وسلم قبل {{ ٧ }} سنين مهاجرا من مكة مع ابو بكر ، متخفياً ، ثم هاجر على ناقته القصواء واليوم يدخل مكة معتمراً على ناقته القصواء وحوله {{ ٢٠٠٠ }} من اصحابه يلبون ، ويكبرون ، على مسمع قريش انظروا وتفكروا {{ ٧ سنين }} فقط وقد جاء بدين جديد وبنى بهذا الدين قوة ونحن اليوم على ديننا واخرجنا من ديارنا بظلم وبغي ومضى علينا فوق {{ ٦٠ عام }} فماذا* فعلنا ؟؟ غير مكانك راوح !!! __________ رجع صلى الله عليه وسلم بعد {{ ٧ }} سنين ليدخل مكة علناً في وضح النهار ملبياً مكبراً مذكرهم بهزيمتهم فلما اقترب من الكعبة نزل عن راحلته واقترب منها وراع الصحابة شي جديد الإحرام يعرف من ايام ابراهيم عليه السلام ان يلبس الانسان إزاراً ، ويضع على منكبيه رداء يستر كتفيه واذا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يكشف عن كتفه الايمن ، ما يسمى {{ بالإضطباع }} وهو أن يجعل الرداء أسفل المنكب الأيمن، وتبقى الكتف اليمنى مكشوفة وقال بصوت مرتفع ومسموع :_ رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة [[ رد عملي على دعايتهم سيطوف بالبيت قوم {{ أوهنتهم حمى يثرب }} فكشف عن كتفه وكانت رسالة ، و الهدف منها هو اظهار قوة المسلمين، كما يفعل بعض الشباب الآن عندما يقومون بارتداء تي شيرتات تظهر عضلاتهم، فحتى لو لم يكونوا أقوياء فشعورهم بالقوة يعطيهم ميزة، ولو كان له عدو فهو يعلم هذا ، وذلك يخيفه ]] ثم دنى واستلم الركن ثم رأوا شيئا جديداً من رسول الله الناس تطوف مشياً حول الكعبة وللمرة الاولى يستلم النبي الحجر الاسود ويقبله ثم يرمل رملا [[ هرولة ]] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته {{ بالرَّمل }} وهو الهرولة في الثلاثة أشواط الأولى من الطواف ولم يأمرهم بالرمل في بقية الأشواط شفقة عليهم وفي الشوط الرابع ستر كتفيه ومشى الهوينة وبقي {{ الرمل والإضطباع }} من سنن الطواف المستحبة وقلنا قبل دخول الصحابة مكة أشاع أهل مكة أن المسلمين قد أوهنتهم حمَى المدينة فلما رأى المشركون المسلمين وهم يطوفون بهذه السرعة وكانوا على الجبال وقد كشفوا عضلاتهم قالوا لبعضهم :_ أهؤلاء الذين زعمتم أن الحمَى قد أوهنتهم ؟؟ ونراهم يقمزون حول البيت قمز الظبي [[ اي الغزلان ]] لا والله هؤلاء أجلد من كذا وكذا وترك ذلك أثرا كبيرا في المشركين __________ واتم طوافه صلى الله عليه وسلم سبعاً ،ثم مكث عند الحجر الاسود ملياً يقبله صلوات ربي وسلامه عليه ، ويسكب دموعه لقد فارق البيت {{ ٧ }} سنين فهو مشتاق وكان بجانبه عمر فقال لعمر :_ هاهنا تسكب العبرات يا عمر ________ وبعد ان انتهى من الطواف ثم صلى ركعتين عند مقام ابراهيم وشرب من زمزم ثم مضى للمسعى وجاء الى الصفا اولاً وقال ابدؤا بما بدأ الله به ثم قرأ قوله تعالى {{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا }} فلما رقى الصفا ، واستقبل الكعبة حتى اذا وقع نظره على الكعبة رفع يديه وقال :_ الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده ورددها اصحابه من خلفه بصوت عالي حتى سمعتها كل اهل مكة وارتج المسعى بصوتهم [[ وهكذا يجب على الشباب عندما يذهبون للعمرة ، إذا كانوا مجموعة يجتمعوا مع بعضهم البعض ، و يجب علينا ان نعجُ ونضجُ ونهز المسعى باصواتنا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لان العزة لله ورسوله وللمؤمنين ]] ثم سعى سبعاً ورمل بين الميلين [[ من ذهب للعمرة او الحج يعرف الميلين بالضوء الاخضر في المسعى ]] _________ حتى انتهى عند المروة قدموا له الهدي فنحر {{٦٠ }} بدناً بيده قائماً وتعجب اصحابه اي رجولة هذه ؟؟ نحر الابل ليس بالسهل وليس كذبح الغنم الابل تنحر وهي واقفة قال تعالى {{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ }} اي قائمة ينحر بيده قائمة {{ ٦٠ }} بدناً بيد واحدة ، بيده اليمنى ينحر واحدة تلو الاخرى ، واحدة تلو الاخرى وهو يقول :_ بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك {{ ٦٠ }} ناقة !!! يقول اصحابه :_-ما علمنا رجولةً كرجولة رسول الله صلى عليه وسلم ________ فلما انتهى قال :_ نحرت هاهنا ومكة كلها منحر ثم دعى حالقه فحلق له رأسه وكان ذو جمة صلى الله عليه وسلم [[ والجمة اي الشعر الوفير ]] لقد حلق يوم الحديبية اتذكرون ؟؟ كان في ذلك الوقت شعره يسيل على كتفيه اما الآن فقد مضى عليه عام واحد فكان شعره قد تجاوز شحمة الأذن الى رؤوس الاكتاف وكان اجمل الناس خَلقاً وأجلهم خُلقاً ، وقريش تنظر اليه وقد سطعت مكة كلها بنوره المحمدي وهيبته ينظرون إليه من أعلى الجبال وكيف اصحابه حوله إذا ألتفت الى جهة ألتفت اصحابه كلهم جميعا ، واذا تكلم صمتوا واصغوا جميعاً [[ لذلك كثير من قريش في تلك العمرة للرسول صلى الله عليه وسلم اعجبوا بهذا الدين ومنهم خالدبن الوليد سيف الله المسلول وسنذكر اسلامه ان شاء الله ]] فلما رأت قريش هذا اهتزت قلوبهم من جماله وهيبته فمنهم من قال :_ لِمَ نكابر على أنفسنا ، حقاً ان محمداً ليس كالبشر !!!! {{ صلوا على حبيبكم المصطفى ، صلوا عليه وسلموا تسليما ، صلوا عليه من اعماق قلوبكم ❤ }} حقاً ان محمداً ليس كالبشر ، إنه رسول كما يقولون [[ وكانوا لا يستطيعون ان يعلنوا ذلك فلما اسلموا اخبروا الصحابة ، بما قالوا في انفسهم ]] __________ ثم اخذ الناس يحلقون ويقصرون فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى عمر وقال :_ هل صدقك الله وعده يا ابن الخطاب ؟؟ فقال عمر :_ أشهد أنك رسول الله وصدق الله تعالى وعده في سورة الفتح التي نزلت قبل ذلك التاريخ بعام واحد {{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} ونحن لنا وعد من الله {{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا }} كيف تجدون هذا الوعد في قلوبكم ؟؟ الله الذي يعدكم _________ ثم حل احرامه واغتسل ولبس ثيابه وذهب الى حيث وضعت له قبته عند الابطح [[ في الجهة التي تخرج منها من المسعى جهة سوق الليل قديما ، الآن تغيرت مع التوسعة ، نسأل الله ان يرزقنا زيارتها قريبا ]] ثم رجع الى الحرم وقد انتصف النهار وانظروا الى خلقه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بعهد لم يستفز احد من قريش ، ولكنه إذا استفز لا يقبل {{ المذلة }} ابدا قدم للكعبة ظهراً والشرط عند قريش ، أن يتعبد محمدا ويتطوف ويعتمر في مكة هو واصحابه ثلاثة ايام كما يشاءون لا تعترض عليهم قريش ولكنه قيد نفسه وقيد اصحابه طاف بالبيت والبيت حوله الاصنام فلم يعثروا بصنم ولم يحركوه من مكانه والآن يريد ان يصلي حول الكعبة ، و اصنام قريش تحيط بالكعبة فصلى والاصنام امامه [[ لانه يصلي لله لا يصلي للاصنام ]] ولم يأذن لصحابي ان يحرك صنم من مكانه وعندما أراد ان يرفع بالآذان لم يقل لبلال اصعد على الكعبة{{ كما في فتح مكة وحجة الوداع }} لا قال :_يا بلال ارقى الصفا فأذن للظهر فصعد بلال ، وأذن {{ بلال الحبشي }} الذي في نظر قريش عبد من العبيد لا قيمة له {{ بلال }} المعذب في اسلامه على رمال مكة يرفع الآن بأعلى صوته فترتج مكة كلها بصوت آذانه وكان بلال صيِّتً [[ يعني صاحب صوت عالي ، جميل الصوت رقيقا فيه لذة لمن سمعه ، من سمع بلال يؤذن لا يملك نفسه من البكاء ]] نادى بلال على مسمع قريش كلها ولأول مرة في مكة الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر تخيلوا انكم تسمعوا الآن الآذان بصوت بلال ذلك الصوت الجميل ، وجبال مكة تطرب بذكر الله ، وقريش تسمع لماذا كان بلال ؟؟ لا لان صوته جميل فقط ، ربما كان غيره أيضا جميل الصوت ولكن بلال الذي عذب على رمضاء مكة والذي كان شعاره {{ أحد احد }} قم يا بلال بأمر من الله {{ العزيز الحميد }} نادي بها في العلن {{ اشهد ان لا إله إلا الله ، اشهد ان محمدا رسول الله }} فأنت مع الله يا بلال وانت العزيز ، وكل من كان الله معه فهو عزيز في الارض وفي السماء ___________ فأذن بلال وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وثلاث ايام يصلي بهم ولكن قصرا [[ الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين اما المغرب والصبح فلا تقصر لانه مسافر واقامته في مكة ثلاثة ايام فقط ]] واخذ يحدث اصحابه عن بناية هذا البيت وقصة ابراهيم وجدهم اسماعيل ولماذا نطوف سبعاً ونسعى سبعاً وماقصة زمزم ، ولماذا نهرول في المسعى بين الميلين فكان يعطيهم {{ الدروس الميدانية }} فالعمرة يجب ان تكون عبادة ودراسة للسيرة {{ ميدانية }} لا للطواف والسعي فقط ، حتى ان في مكة والمدينة معالم كثيرة يجهلها الناس [[ رسالة للمتشددين نحن لا نعبد الكعبة ولا المعالم ، نحن نعبد الله وحده هو ربنا فرد صمد لا شريك له ، ونبينا بشر وعبد و من خلق الله ، الذي قال لفاطمة بنته لا املك لكِ من الله شيئاً ، نحن نستنشق عبير الماضي بهذه المعالم حتى تصل لقلوبنا تلك النفحات الإيمانية لا نشرك بالله كما تدعون ]] __________ وقضى اليوم الاول والثاني في مكة وفي اليوم الثالث جاءه عمه العباس رضي الله عنه .. يحدثه عن ميمونة رضي الله عنها يتبع كيف ختم هذه العمرة بزواجه من ام المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها اخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يتبع إن شاء الله ... _____ #الأنوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢١٦ "
السيرة النبوية العطرة (( أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث )) __________ توقفنا في السيرة عند أنتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من عمرة {{ القضاء )) وبقي هو و أصحابه في مكة ثلاث أيام فجاء {{ العباس }} عم النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم وحدثه عن اخت زوجته ام الفضل [[ زوجة العباس اسمها ام الفضل ]] لها اخت اسمها {{ برة }} وغيّرَ النبي صلى الله عليه وسلم اسمها بعد ذلك وسماها {{ ميمونة }} ولكن في ذلك الوقت كان اسمها {{ برة بنت الحارث }} __________ كانت قد اسلمت وزوجها بقي مشرك ، فلم تستطع الهجرة وكانت تكتم ايمانها ومات زوجها خلال هذه الاعوام ، وكان عمرها {{ ٢٦ عام }} فلجأت لبيت {{ العباس }} لانه زوج اختها ، والعباس كان في مكة مقيم يكتم ايمانه فجاء العباس وحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن برة قال :_ يارسول الله إن برة اخت ام الفضل [[ اي اخت زوجته]] امرأة تكتم ايمانها وهي الآن أيِّم [[ اي لا زوج لها ]] تريد صحبتك للمدينة او تأذن لها بالهجرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وقد استشف هذه الرسالة وهو صاحب الفراسة الكاملة وهو القائل لنا {{ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى }} قال له النبي :_ بل خيرٌ من ذلك يا عباس إذهب إليها يا علي وقل لها ان رسول الله يخطبك لنفسه فجاءها علي رضي الله عنه واخبرها أن النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه وكانت تركب على بعير ، فلما سمعت الخبر فرحت فرحاً شديداً وقالت: _البعير وما عليه لله ولرسوله [[ يعني هي تريد أن تتزوجه بلا صداق اي مهر ]] _________ واقر الله عزوجل هذا الزواج فشروط النكاح في الإسلام اربعة ١_ قبول وأيجاب [[ يعني موافقة الزوجين ]] ٢_المهر ٣_ ولي أمر للزوجة ٤_شهود إذا فقد إحدى هذه الشروط الاربعة فالنكاح يكون {{باطل غير شرعي }} و هنا لا يوجد مهر لميمونة وليس لها ولي فجعل النبي وليها العباس فأنزل الله مقراً هذا الزواج قال الله تعالى {{ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }} والآية شهادة لها رضي الله عنها بالإيمان وقوله تعالى {{ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ }} يعني بغير صداق وقوله تعالى {{ خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }} يعني هذه خصوصية فقط للنبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد من أمته أن يتزوج امرأة بغير ولي ولا صداق تكملت الآيات من سورة الاحزاب {{ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }} [[يعني نحن فرضنا المهر ونحن فرضنا عدد النساء اربعة ولكن هذه خصيصة لك يا رسول الله ولا ينبغي لأحد من أمتك ان يتزوج امرأة من غير ولي امر ولا مهر ، لكي لا يكون عليك حرج ،ولن اطيل بالشرح سنأتي على التفصيل في جزء مخصص ، نتاول فيه ذكر ازواج النبي بالتفصيل وماذا حدث بينهم والايات التي نزلت بحقهم وكيف هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا ]] ___________ تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ، من السيدة {{ ميمونة }} وكما قلنا كان اسمها {{ برة }} فبعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها سماها {{ ميمونة }} لأن الزواج وقع في مناسبة ميمونة [[أي مباركة وهي العمرة]] وكانت السيدة {{ ميمونة }} هي آخر من تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم _______ و{{ ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها ، كانت من قبيلة عزيزة قوية، وهي قبيلة {{ بني هلال }} وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، تأليفاً لقلوب قبيلتها، بل تأليفا لقلوب قريش أيضا لأنها كانت ترتبط بصلات نسب مع كثير من سادة وأشراف قريش [[ وقد ذكرنا من قبل أن الزواج بين البطون والقبائل المختلفة كانت وسيلة لتأليف القلوب والتقارب بين البطون والقبائل المختلفة]] وبالفعل بعد ذلك الزواج دخلت قبيلة {{ بني هلال}} في الإسلام تباعاً وأسلم بعض أقاربها مثل ابن أختها {{ خالد بن الوليد }} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، خالته تكون السيدة ميمونة فهذا الزواج ترك اثر في نفس {{ خالد }} فأسلم خالد بعدها بشهر واحد وتم النكاح [[ اي العقد ]] وليس البناء [[ اي الدخول ]] _________ وانقضت الأيام الثلاثة التي اتفقت قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي أن يؤدي المسلمين فيها العمرة ثم يخرجوا من مكة فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم {{ سهيل بن عمرو }}ومعه رجال من قريش جاء الى خيامهم في {{ الابطح }} فوقف وقال :_ يا محمد قد أنتهت زيارتك فأرحل عنا [[ يطلبون منه الخروج ]] فنظر إليه صلى الله عليه وسلم ، مسالماً متبسماً مشرق الوجه وقال :_ يا سهيل وما عليك لو زدت فيها بعض اليوم [[ يعني بقيت هذا اليوم بس ]] فلقد تزوجت من بنت الحارث ، فماعليكم لو أعرست بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاماً ، فحضرتموه وشاركتمونا أياه فرد عليه في جفاء :_ لا حاجة لنا في طعامك فأخرج من أرضنا ، وأعرس حيث شئت وفارق بلادنا [[ فلم يطق سعد بن عبادة هذا الجفاء للنبي صلى الله عليه وسلم ]] فغضب سعد ، و وثب قائماً في وجه سهيل وقال :_ لا أمك لك ، يخرج من بلدك ؟؟ والله ليست ارضك ولا أرض آبائك، انها ارض الله الحرام وبلده ومسقط رأسه ، والله لا يخرج منها الا طائعا راضياً فأشار النبي صلى الله عليه وسلم الى سعد ، أن أسكت وأشار اليه ان اجلس ثم ابتسم لسهيل مرة اخرى صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم فأبتسم مرة اخرى مخاطباً سعد ، وسهيل يسمع قال: _ يا سعد لا تؤذي قوماً زارونا في رحالنا ، من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه [[ اعتبر قدومهم الى الخيام ضيوف والضيف لا يهان ]] ثم نظر لسهيل وقال له :_ حباً وكرامةً يا سهيل قم يا ابا رافع فأذن بالرحيل فقام ابو رافع ، ونادى بالناس بالرحيل وقال النبي لسهيل:_ ولكن تأذنوا لابي رافع أن يبقى الى المساء ، حتى يخرج بابنت الحارث [[ أي السيدة ميمونة ]] ________ وامر أصحابه ان لا تغيب شمس ذلك اليوم ، ورجل من اصحابه في مكة فأتى الى منطقة اسمها {{ سرف }} وهي قريبة من التنعيم ما يعرفه الناس اليوم [[ مسجد السيدة عائشة ]] فنزل في سرف وضرب خيامه بها وانتظر قدوم ابا رافع بأم المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} وبنى بها صلى الله عليه وسلم في {{ سرف }} وعاشت ام المؤمنين ميمونة الى عهد امير المؤمنين عمر وعندما شعرت بأقتراب أجلها قالت :_ اي بني امير المؤمنين [[ لان ازواج النبي امهات المؤمنين ]] أرى ان أجلي قد دنى ، وإني احب أن ادفن في البقعة التي بنى بها عليٌَ النبي صلى الله عليه وسلم [[اي في سرف ]] فما عليك لو حملتني الى هناك ففاضت روحي في سرف ودفنت هناك ؟؟ قال عمر :_ السمع والطاعة يا ام المؤمنين فأمر عمر ان تجهز وتحمل الى {{ سرف }} مع رجال وضربوا لها خيمة في نفس البقعة التي ضربت خيمة الزواج فيها واقاموا من حولها وتوفت هناك فدفنت في مكان ما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بالتمام ، وقبرها اليوم معروف ويزار [[وانت داخل لمكة قبل ان تصل التنعيم على يدك اليمين ، جدار طويل مدهون بالابيض في سرف مقابله محطة بنزين هناك قبر ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث خاتمة امهات المؤمنين ]] __________ ومما حدث في {{ عمرة القضاء }} اثناء رحيل النبي صلى الله عليه وسلم من مكة تبع المسلمون فتاة صغيرة وهي {{ عُمارة بنت حمزة بن عبدالمطلب }} ابوها حمزة سيد الشهداء واسد الله ورسوله [[عندما هاجر حمزة لم تكن زوجته قد اسلمت ، فلم تتبعه وكان له منها ابنة واحدة ]] وبما ان كنيته {{ ابا عمارة }} اشتهر هذا الاسم على ابنته ، فكانوا يقولون لها {{ عُمارة }} ولكن اسمها الحقيقي {{ امامة بنت حمزة }} عندما علمت ان النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج خرجت و وقفت له بالطريق ونادت بأعلى صوتها للنبي صلى الله عليه وسلم :_ يا عم يا عم [[ لان ابوها حمزة رضي الله عنه هو اخو النبي بالرضاعة ، فقد ارضعتهما ثويبة جارية ابو لهب التي اعتقها عمه ابو لهب يوم بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت ثويبة قد ارضعت حمزة وارضعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عمها ]] خرجت و وقفت له بالطريق ونادت بأعلى صوتها :_ يا عم يا عم فسمعها علي فتناولها {{علي بن أبي طالب}} من يدها، وهو ابن عمها بعد ان استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وقال علي :_ علامَ نترك بنت عمنا يتيمة بين أظهر المشركين ؟؟ وذهب بها الى فاطمة وقال لها :_ دونك ابنةَ عمكِ [[ بمعنى خذي بنت عمك اعتني بها وكانت عُمارة صبية لكن دون سن التمييز يعني تجاوزت السابعة ولكن دون سن البلوغ ،لم تبلغ بعد ]] كانت تقيم في {{ مكة }} مع أمها {{سلمى بنت عميس}} وكانت أمها مسلمة ولكن لاشك أن {{عمارة}} هذه الطفلة كانت تعاني وهي تقيم بين المشركين في مكة لأنها ابنة {{ حمزة}} الذي قتل كثير من قريش في {{بدر}} وفي {{احد}} فهم يرون فيها ابنة من قتل منهم و ايضا {{قريش}} هي التي قتلت أباها في {{احد}} فهي تراهم الذين قتلوا أباها _________ ولكن بعد أن أخذها {{علي بن أبي طالب }} رضي الله عنه ، و و وصلوا المدينة المنورة اختصم في كفالة {{ عمارة }} ١_ جعفر بن أبي طالب [[ شقيق علي الأكبر ]] ٢_ وزيد بن حارثة ٣_ وعلي بن أبي طالب الكل يريد أن تكون في بيته فقال جعفر :_ ابنة عمي وخالتها تحتي [[ اي خالة البنت زوجتي ، وكانت خالتها {{أسماء بنت عميس}} زوجة لجعفر بن أبي طالب ]] وقال زيد بن حارثة :_ ابنة أخي [[لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد آخى بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن ابي طالب ]] وقال علي :_أنا أخذتُها ، وهي ابنةُ عمي ____________ ولننظر الآن الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم انظروا الى صاحب الخلق العظيم ، والمشرع الحكيم كيف ارضى كل واحد ، وكيف اختار للفتاة اين تكون فقال لعلي:_ أنت مني وأنا منك وقال لزيد :_ أنت أخونا ومولانا ثم قال لجعفر: _ إنك أشبهت خَلفي وخُلقي [[ فأثنى على الثلاثة ]] ثم قال :_ أما الفتاة او الجارية [[ الشك من راوي الحديث وليس مني ذكروا اللفظين واللفظ في البخاري ]] قال :_ اما الفتاة او الجارية ، فإنها لخالتها وإن الخالة بمنزلة الام [[ ولم يقل لهم هي لجعفر فنسبها لخالتها ]] فالخالة بمنزلة الام كما ان العمة بمنزلة الوالد ففاز بها جعفر ومالبث جعفر بعد اشهر حتى استشهد في {{مؤتة }} التي سنأتي على ذكرها ___ وهكذا قضى النبي صلى الله عليه وسلم ، بأن تكون عند {{جعفر بن أبي طالب }} لأن جعفر متزوج من خالتها فالأولى أن الذي يتولى رعايتها هو خالتها كما أن {{جعفر }} لا يحل لها لأنه متزوج من خالتها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {{ إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها }} ومن هنا أخذ الفقهاء من ذلك {{ أن الخالة مقدمة في الحضانة على سائر الأقارب بعد الأبوين }} وكان أول شيء فعلته {{ عمارة }} عندما عادت الى المدينة، أن سألت عن قبر أبيها، وذهبت الى قبر أبيها لزيارته __________ وهكذا كان الصحابة يتنافسون على كفالة اليتيم وكانت الكفالة حقيقية ليست بأن يدفع لليتيم [[ ٢٠ دينار او ٥٠ او ١٠٠ بالشهر ، لا لا ، هو صحيح كله خير ومأجورين عليه ، ولكن ليست هذه الكفالة الحقيقية في الاسلام ]] الكفالة الحقيقية الكاملة هي أن يكون اليتيم في بيتك ومع أبنائك، فينشأ نشأة طبيعية، كما نشأ النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لم نجد في الإسلام {{ دور للأيتام }} على كثرة الأيتام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن حركة الجهاد كانت كبيرة وكان هناك الكثير من الشهداء، ولكن كانوا لا يتركون امراة مات عنها زوجها بلا زواج لأنه لم تكن هناك مشكلة عند النساء في تعدد الزوجات [[ لم يكن اعلام الدجال الذي غسل عقول النساء وتلاعب فيها حتى اصبحنا كالغرب تماما ، وايضا لم يكن الرجال في ذلك الوقت كبعض رجال اليوم تقودهم الشهوة العمياء ، لا الحكمة والرجولة ]] فكانوا يتنافسون كما رأينا على كفالة اليتيم ونصيحة لكل إنسان يملك القدرة على أن يكفل يتيم في بيته فوالله الذي لا إله هو ، ستختلف حياتك كلها في وجوده بينكم وانت تعامله كأحد أفراد اسرتك ، سترى الخيرات والبركات والرحمات تتنزل عليك صباً من السماء ، وسترى التوفيق والنجاح في كل أمور حياتك هذا في الدنيا أما في الآخرة فحدث ولا حرج __________ وترك النبي صلى الله عليه وسلم مكة وقد ظهرت عزة المسلمين وقوتهم أمام قريش وأمام كل العرب وارتفعت أسهم المسلمين الى السماء حتى ان البعض قال :_ أن {{عمرة القضاء}} كانت البذرة أو تهيئة الأرض لفتح مكة بعد هذا التاريخ بعشرة شهور فقط يتبع إن شاء الله .... _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢١٧"
السيرة النبوية العطرة (( اسلام خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة ، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم )) _____________ أول حدث في شهر {{صفر }} في السنة الثامنة من الهجرة كان اسلام ثلاثة من عمالقة قريش وهم ١_خالد بن الوليد [[ فارس قريش ]] ٢_عمرو بن العاص [[ وهو من أحكم وأدهى العرب وكان يسمونه داهية العرب ]] ٣_ عثمان بن طلحة [[ من وجوه أهل مكة ]] _____________ وهذا الحدث من أعظم الأحداث ، ونصر من أكبر انتصارات الإسلام ونقطة فارقة في التاريخ الإسلامي وقد أسلم الثلاثة ليس في شهر واحد فقط ، ولكن في يوم واحد وعندما أسلموا قال النبي صلى الله عليه وسلم {{رمتكم مكة بأفلاذ كبدها }} _____________ لماذا تأخر إسلام {{ خالد بن الوليد }} رضي الله عنه ، الملقب بسيف الله المسلول عندما أوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كان خالد شاباً عمره {{ ٢٧ عام }} وعندما أسلم كان عمره {{ ٤٧ عام }} بقي خالد {{٢٠ عام }} كاملة يرفض الإسلام ويحارب المسلمين، حتى أسلم في أول السنة الثامنة من الهجرة ___________ وكان سبب رفضه وعداوته للإسلام طوال هذه الفترة أنه من بيت يكره الإسلام فأبوه هو {{الوليد بن المغيرة }} سيد {{ بني مخزوم }} أحد بطون قريش، ومن أغنى أغنياء قريش، ومن أشد قريش عدواة للنبي صلى الله عليه و سلم لدرجة أنها نزلت فيه عشرون آية في سورة المدثر وقد ذكرناها ، فنزل في ابوه قال تعالى {{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }} نزلت هذه الايات في حق ابوه {{ الوليد بن المغيرة }} وسبب آخر لتأخر اسلام {{خالد بن الوليد}} هو أن خالد كان من زعماء مكة، وله مكانته في قريش، ومكانته المرموقة في العرب ومكانته في الجيش المكي فهو قائد فرسان قريش، وهي أهم كتيبة في الجيش، فكان {{ خالد }} يخشى على مكانته أن تضيع اذا دخل في الإسلام ___________ وكان اسباب إسلام {{خالد بن الوليد}} كثيرة تذكرون في صلح الحديبية قبل هذا التاريخ بعام تقريبا ، عندما خرج {{خالد }} على رأس جيش مكة لاعتراض المسلمين الذين جائوا لأداء العمرة ووقف خالد بجيش مكة أمام المسلمين ثم جائت صلاة الظهر، فوقف المسلمون يصلون وشاهد {{خالد }} المسلمون وهم يصلون ويسجدون ووجدها فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم، فسأل من حوله:_هل سيصلي المسلمين مثل هذه الصلاة مرة أخرى ؟ فقال له بعضهم: _ نعم إن لهم صلاة بعد هذه [[ اي صلاة العصر ]] أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم فجهز {{خالد بن الوليد}} جيش مكة للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر ولكن في ذلك الوقت نزل جبريل بتشريع صلاة الخوف ووقف النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلي بالمسلمين صلاة الخوف لأول مرة فقام وصلى خلفه نصف الجيش، والنصف الثاني من الجيش وقف خلف المسلمون لحراستهم، وأتم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ركعتين ثم وهو في التشهد سلم الجيش وانصرف ووقف للحراسة، ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولما رأى {{خالد بن الوليد}} ذلك قال كلمة عجيبة قال: _إن القوم ممنوعون [[ أي أن الله تعالى يمنع ويحمي هؤلاء ]] _____________ وكانت {{عمرة القضاء }} قد تركت أثراً آخر بعد خروجه منها صلى الله عليه وسلم قلنا ان النبي صلى والله عليه وسلم ،قد خرج مهاجراً من مكة يصحبه رجل واحد من اصحابه و هو {{ ابو بكر الصديق }}وفي جنح الظلام واتجه متخفيا الى غار حراء قال تعالى {{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }} وها هو يرجع اليوم إليها بأقرار من قريش وتخلي قريش له مكة ، فلا يشاركه بالطواف مشرك ، ولا يصادفهم في طرقاتهم احد حتى لا يستفزهم وبيوت قريش مغلقة ، من أراد أن يبقى في داره أغلق عليه باب داره ومن أراد ان يخرج ، خرج الى شعاب الجبال مكة كلها يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم في وضح النهار محرماً ملبياً مكبراً يتطوف بالبيت وحول البيت آلهتهم التي طالما سفه احلام من يعبدها بنص القران الكريم ، ورجالات قريش تنظر إليه فحرك هذا المشهد تفكير العقلاء منهم وذوي الرأي امثال {{خالد بن الوليد }} و{{عثمان بن طلحة }} وغيرهما وقد ترك في نفوسهم حيرة هذا الرجل الذي خرج قبل {{ ٧سنين }} في جنح الظلام يعود الآن في وضح النهار وحوله {{ ٢٠٠٠ رجل }} محرمين يطفون ويعلنون دينهم علانية في مكة ولا يستطيع احد أن يعارضهم ما سر هذا الرجل ؟!! لقد قاتلناه مراراً ، فأنتصر علينا ، وها هو قد طاف في الكعبة مع اولئك العبيد ، الذين كنا نستهين بهم ونعذبهم في مكة ، تعلو اصواتهم بالتلبية والتكبير من أين يستمد قوته هذا الرجل ؟!!!! وها هي قريش قد أذعنت له ، فأكل العرب واليهود معاً بالامس قضى على آخر اليهود في {{ خيبر }} واليوم يدخل مكة عنوة في وضح النهار ما سر هذا الرجل ؟!! ________ يقول خالد :_ قلت في نفسي لم تعد مكة دار إقامة لي لعله يأتي في كل عام فيعتمر ويحج ، ولعل أمره بظهر على قريش ففكرت أن أغادر مكة الى {{الحبشة }}فتذكرت ان ملك الحبشة النجاشي قد دخل في دينه فقلت :_ اخرج الى قيصر الروم !! فتذكرت ان {{ قيصر }} سيعرض علي النصرانية وادخل في دينه ما دمت في حماه ، فأترك دين قومي واكون هنالك موالي للعجم فأفقد قومي وعشيرتي أين أذهب ؟؟ وبينما انا كذلك في تلك الحيرة قلت :_ اغلق باب داري علي ، وانظر الى ما يصير إليه أمر محمد واذا بقارع يقرع الباب علي ويسلمني رسالة من اخي الوليد وكان لخالد اخ اسمه {{ الوليد بن الوليد بن المغيرة }} شقيق خالد وكان قد أسلم بعد بدر ، وبحث {{الوليد}} عن أخيه {{خالد}} فلم يجده كان قد خرج مع قريش و ترك مكة للمسلمين ثلاثة ايام، فترك له {{الوليد بن الوليد }} رسالة قال فيها بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: _فإني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك يا خالد [[ يعني انا اعرف انك عاقل وحكيم يا اخي ]] ومثل الإسلام لا يجهله أحد؟ [[ اي هذا الاسلام بتعاليمه لايجهله عاقل وانت من العقلاء يا خالد ]] وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك ، ونحن بمكة وقال: _ أين خالد ؟؟ فقلت: _يأتي الله به مسلماً إن شاء الله فقال:_ ما مثل خالد يجهل الإسلام [[يعني لا يعقل مثل عقلية خالد ورجاحت عقله يجهل الاسلام ]] ولو كان جعل نكايته وجَدَّهُ مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ، ولقدَّمناهُ على غيره [[يعني قوته وحنكته في القتال لو جعلها على اعداء الله لكان خير له ]] فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة يقول خالد:_ فلما قرأت كتابه زدت رغبة في الإسلام، وسرني سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عني وقوله {{ما مثل خالد يجهل الاسلام }} وانظروا الى حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يعلم أن {{ خالد}} يخشى على مكانته في جيش مكة فهو يريد أن يطمئنه من هذه الناحية، وأنه اذا دخل في الإسلام فلن يكون تابعاً ، بل سيظل قائداً _________ اهتز قلب {{ خالد }} بهذه الرسالة رجل أعاديه وأقاتله ونلت منه ما نلت يوم أحد ثم يثني علي ويقول {{ما مثل خالد يجهل الاسلام }} فيشهد برجاحة عقلي !!!! قال :_ فهزتني مقالته ، وجعلتني أقُلب الأمور رأساً على عقب واقول :_ لقد قاتلته مراراً ، وانا لا أدافع عن عقيدة ولا حتى أدري لما اقاتله ؟؟ لماذا لا ادخل في دينه ؟؟ واخذت أفكر واتدبر أمري ، فنمت ليلتي تلك ورأيت في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة ، فيها المياه تتدفق فلما صحوت قلت :_ إنها رؤيا ، لأن صدقت فإني خارج من دين قريش الى دين محمد ___________ وهنا كان قرار خالد بن الوليد {{ سيف الله المسلول }} رضي الله عنه وارضاه ، أن يدخل الإسلام ولكن قبل هجرة خالد اراد {{خالد }} ألا يهاجر وحده يقول خالد:_ قلت من أصاحب معي الى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ [[فخالد شخصية ايجابية، ويريد أن يقدم شيئا للإسلام في أول لحظات اسلامه، حتى قبل أن يهاجر وقبل أن يقابل الرسول صلى الله عليه وسلم ]] يقول خالد :_ فذهبت الى صديقي {{صفوان بن أمية}} وعرضت عليه أن يدخل في الإسلام وأن يهاجر معي فقال له صفوان وقد انكر عليه اشد الانكار قال :_والآت لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته [[يعني لو اسلمت قريش كلها إلا أنا ما اتبعت دين محمد]] يقول خالد قلت في نفسي :_رجل قُتل أباه وأخاه يوم بدر ، فأعذره فيما يعتقد ، فتركته وانصرفت عنه ثم ذهبت الى صديقي {{عكرمة بن أبي جهل}} وعرضت عليه أن يسلم وأن يهاجر معي فقال له عكرمة، وكان اشد انكاراً من صفوان :_ لو لم يبقَ غيري من قريش لما اتبعته فقلت :_وهذا اعذره ايضا لقد قتل , اباه يوم بدر ، ومازال يحمل عار ابيه ابو جهل يقول خالد :_ فمضيت وقلت لا أكلم أحداً ، حتى لا يفشوا أمري في مكة فيسخر مني اهل مكة __________ يقول خالد :_وبينما أنا في طريقي ، لا أريد أن أكلم احداً لقيني {{عثمان بن طلحة}} اتذكرون هذا الرجل ؟؟ [[عندما هاجرت ام سلمة ، فلم يتركها تهاجر وحدها وخرج ماشياً على قدميه حتى أوصلها وابنها المدينة المنورة ، ثم رجع ، وذكرناها في السيرة الجزء ١٠٣ وقلنا أن له سابقة خير فهداه الله للإسلام ]] قال :_لقيني {{عثمان بن طلحة}} يقول خالد:_ فقلت هذا اشد انكاراً من الذين قبله فإن كان {{صفوان }} قتل أباه وأخاه و{{عكرمة }} قتل اباه فهذا {{ عثمان }} فقد قتل ابوه ، وعمه ، واخوته الاربعة يوم احد على يد اصحاب محمد فهو أشد عداوة لمحمد ودينه من غيره ، فلا افضح امري بين يديه فلما لقيني{{ عثمان}} سلم علي وسلمت عليه ثم اخذت اناقشه في أمر محمد وقريش واقول له:_ ألا ترى أن أمر محمداً ، قد علا علوا منكراً [[ اي غريبا ]] فما أصبحنا يا عثمان إلا بمنزلة ثعلب في جحر لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج [[ اي اصبحنا ضعاف جدا امام محمد وصحبه ]] قال فأنصت إلي تماماً وقال عثمان :_و هو كذلك يا خالد فقلت له:_ ألم يستقم الميسم [[ اي تبين الطريق وظهر الحق ]] فما علينا لو دخلنا في دين محمد يا عثمان ؟؟ فقال عثمان:_ هذا ما عزمت ان أحدثك به والله [[سبحان الله الذين اختارهم كانوا اشد انكارا ،والذي خشي ان يحدثه كان هو الموافق ]] قال :_هذا ما عزمت ان أحدثك به ، والله لقد طاب المنسم يا خالد ، فعلامَ نكابر ؟؟ _________ فاستجاب له {{عثمان بن طلحة}} واتفق الإثنان على الخروج من مكة وتواعدا وخرجا الى المدينة المنورة لإعلان اسلامهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي الطريق الى المدينة قابل {{ خالد بن الوليد }} و {{ عثمان بن طلحة }} رجل في الطريق وهو {{ عمرو بن العاص }} كان هو الآخر متوجها من مكة الى المدينة ليعلن أسلامه الآن ننتقل مع {{عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ونرى مالذي جعل عمرو بن العاص يدخل الإسلام وعلى يد من اسلم ثم نرجع الى خالد وعثمان وعمرو وماذا حدث عندما تقابلوا في الطريق _________ {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه تأخر في إسلامه مثل {{خالد بن الوليد}} ظل {{عمرو بن العاص}} عشرون عاما منذ البعثة وحتى بداية السنة الثامنة من الهجرة رافضا ومعاديا للإسلام وكان سبب رفضه للإسلام طوال هذه الفترة أنه من بيت يكره الإسلام ، فأبوه {{ العاص بن وائل }} كان من اشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان شديد الإيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل هجرة النبي وهو الذي كان يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت ولده أنه {{ أبتر }} فنزل فيه قول الله تعالى {{ إن شانئك هو الأبتر }} ومن شدة ايذائه للنبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه النبي فقال {{ اللهم سلط عليه شوكة من أشواك الأرض }} فدخلت شوكة في قدمه، فتورمت قدمه ولم يستطع أن يتحرك وأصبح طريح الفراش، وذهب ابنه {{عمرو بن العاص }} الى {{ الطائف }} ليأتي بطبيب، ولكنه مات قبل أن يصل اليه اذن {{عمرو بن العاص}} من بيت يكره الإسلام كراهية شديدة جدا وسبب آخر لتأخر اسلام {{عمرو بن العاص}} وهو أن له مكانة كبيرة في قريش ، بل وفي الجزيرة كلها، ولذلك فهو يخشى على ضياع هذه المكانة اذا اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ودخل في الإسلام __________ كيف أسلم ؟؟ بعد غزوة {{ الأحزاب}} رأى {{عمرو بن العاص }} بحنكته السياسية أن الأمور ستتجه بعد ذلك لصالح المسلمين لأن كل أعداء المسلمين تحالفوا ، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ولكن مع ذلك لم يكن {{عمرو بن العاص }} متقبلًا لفكرة أن يدخل في الإسلام وكان شديد الكراهية للرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ قرارا غريبا وهو {{ أن يترك مكة ويهاجر الى الحبشة }} والقصة يرويها {{عمرو بن العاص}} نفسه، والقصة في البخاري ومسلم وغيرهما _______ يقول :_عمرو بن العاص أنه تحدث الى رجال من قريش كانوا يرون رأيي [[ يعني مجموعة من رجال قريش كانوا يقتنعون بأي شيء يقوله، ويسمعون كلامه وينفذون ما يقوله ]] فقلت لهم:_ إني أرى أمر محمد يعلوا علواً منكرًا وأني أرى ان نلحق بالنجاشي، فلئن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وكان {{عمرو بن العاص}} صديقاً للنجاشي وانظروا الى مدى كراهية {{عمرو بن العاص}} للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت يقول عمرو بن العاص :_ ولم يكن أحد أشد كراهية لرسول الله مني يقول عمرو بن العاص لأصحابه :_ وإن ظهر قومنا فنحن مَن قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خيراً [[ أي لو انتصرت قريش على المسلمين فيمكن أن نعود الى مكة، ومكانتنا محفوظة في مكة ]] وإن ظهر محمد كان النجاشي بيننا وبينه [[ هذا عمرو بن العاص الذي كان يسمى بداهية العرب إن ظهر محمد فهذا النجاشي يتدخل ويقوم بصلح بيننا ]] فقال أصحابه:_ إن هذا لهو الرأي فقال لهم عمرو: _ فاجمعوا له ما نهدي اليه [[ يعني ساعدوني نجمع للنجاشي الهدايا ]] يقول عمرو:_ وكان أحب ما يهدى اليه من أرض العرب هو الأدم [[ أي الجلود المدبوغة ]] فجمعوا له جلودا كثيرة، ثم توجهوا الى الحبشة ___________ فلما ذهب {{عمرو بن العاص}} الى النجاشي وجد عنده {{عمرو بن أمية الضمري}} تذكرون هذا الاسم الذي حمل الرسالة من النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل {{عمرو بن أمية}} الى النجاشي يطلب منه أن يرسل {{جعفر بن أبي طالب}} ومن بقي من المسلمين في الحبشة الى المدينة [[ الرسالة التي زوجه فيها رملة بنت ابي سفيان هل تذكرونها ذكرنها بالتفصيل ]] ففكر {{عمرو بن العاص }} أن يدخل الى النجاشي ويطلب منه أن يسلمه {{عمرو بن أمية الضمري }} ويقتله وبذلك يكون قد صنع شيئا لقريش يرفع بها مكانته في مكة مع أن {{عمرو بن العاص}} حاول قديما منذ {{ ١٥ عام }} في السنة الخامسة من البعثة أن يسلم له النجاشي المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة ولكن النجاشي رفض رفضا قاطعا _________ يقول عمرو بن العاص :_ فدخلت عليه، وسجدت له كما كنت أصنع فقال: - مرحبا بصديقي، أهديت الي من بلادك شيئا قال عمرو: - نعم أيها الملك، قد أهديت لك أُدُماً كثيراً، ثم قدمه اليه فأعجبه يقول عمرو :_ فلما رأيت نفسه قد طابت قلت له :_ أيها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا ، فأعطنيه لأقتله ، فإنه قد أصاب من أشرافنا وأعزتنا قال عمرو: _فغضب النجاشي غضباً ، لم أرى النجاشي قد غضب مثله من قبل ، حتى كاد الدم أن يتفجر في وجهه ثم مد يده فضربني بها على انفي ضربة ظننت أنه قد كسره، وخلعه من مكانه فتدفق الدم على ثيابي ، ورأيت من الذل والمهانة مالم أرى ومالم أتوقع !!! فوددت لو انشقت لي الأرض فدخلت فيها خوفا منه [[ترضوا على النجاشي اصحمة فوالله إن له مواقف في الاسلام أثلجت صدر نبينا وصدورنا ، رضي الله عنه وارضاه ]] ثم قلت له: _ أيها الملك ، والله لو ظننت أنك تكره هذا ويغضبك ما سألتكه فقال النجاشي :_ يا عمرو أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟! [[وكان اهل الكتاب يطلقون على جبريل الناموس الأكبر، ولذلك قال ورقة بن نوفل للسيدة خديجة إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ]] قال عمرو: - أيها الملك ، أكذاك هو ؟ اتشهد له ذلك ؟؟ قال النجاشي :_ أي ورب محمد وعيسى وموسى يأتيه الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسى وإنه رسول من عند الله ، ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق ، وليظهرن على من خالفه ، كما ظهر موسى على فرعون وجنده في هذه اللحظة نزلت الهداية من {{ الله الرحمن الرحيم اللطيف الودود الجميل سبحانه ما اعظمه واجمله سبحانه ما ارحمه والله والله والله لوعرف المسلمون ، الله حق معرفته لذابت قلوبهم بمحبته والاشتياق للنظر لوجه الكريم }} نزلت الهداية من الله على قلب {{عمرو بن العاص }} ولا شك أن ذلك نتيجة تراكمات ومشاهدات واستنتاجات كثيرة في حياة {{عمرو بن العاص}} في تلك اللحظة كان عمرو يفكر ويبحث عن الحق صدقاً قال عمرو للنجاشي: _ايها الملك ألا خلوت بي ؟؟ قال النجاشي :_ حبا وكرامة يقول عمرو :_ فلما خلوت به قلت له :_ أتبايعني له على الإسلام ؟ قال: - نعم فبسط النجاشي يده، فبايعه {{عمرو بن العاص}} على الإسلام ، فأسلم هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي فتحت مصر على يده وفلسطين وله أجر كل من اسلم من مصر و فلسطين منذ ذلك اليوم ليومنا هذا ، هو والنجاشي رضي الله عنهما [[ولذلك من الألغاز التي تقال كثيرا في المسابقات ، من هو الصحابي الذي أسلم على يد تابعي ، لان النجاشي يعتبر تابعي لم يرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]] __________ ثم خرج {{عمرو بن العاص}} على أصحابه ولم يخبرهم بشيء مما حدث، ولم يخبرهم باسلامه، وبقي في مكة كاتما اسلامه بضعة شهور حتى أعد نفسه للهجرة، ثم خرج من مكة سرا واتجه الى المدينة ليعلن اسلامه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم خرج {{عمرو بن العاص}} من مكة سرا واتجه الى المدينة ليعلن اسلامه ، وتقابل في الطريق مع خالد وعثمان __________ نرجع الى خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة قلنا أنهم لقياه في الطريق [[ اي عمرو بن العاص ]] فسلما عليه وقالا له :_مالذي اخرجك [[ وين رايح ]]وعهدنا بك في الحبشة ؟؟ قال عمرو :_ مالذي اخرجكما انتما ؟؟ يقول خالد :_ فعلمت أنه يقصد هدفاً ولكنه يراوغ قال خالد بن الوليد: _ والله لقد استقام المَنسِمُ يا عمرو [[يعني اتضح الأمر ولم يعد فيه لبس وشك ما ضل في مجال للمجاملات ]] وان الرجل لنبي ، أذهب والله معنا فأسلم ، فحتى متى؟ قال عمرو: _ فأنا والله ما جئت إلا للإسلام . وقص عليهم ما حدث معه مع النجاشي وانه اسلم على يده قال خالد:_ فسررنا به , وانطلقنا ركباً ثلاثة ، نقطع الطريق حتى وصلنا اطراف المدينة _________ فجلسنا نستريح ونبدل ثيابنا ، ونجهز انفسنا لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خالد :_فما ادهشني !!! إلا واخي الوليد يأتي مسرعاً إلينا ويقول :_أسرع يا خالد , فرسول الله في انتظاركم في المسجد {{صلوا على الحبيب ، صلوا عليه قلبكم يطيب ، صلوا عليه وسلموا تسليما ، هذا رسول الله هذا المصطفى هذا لرب العالمين حبيبُ }} أسرع يا خالد ، فرسول الله في انتظاركم في المسجد قلت :_ رسول الله ينتظرنا ؟ !! لم نرسل له أحد يعلمه بقدومنا !!! قلت :_ من أخبره ؟؟ قال :_ آتاه جبريل واخبره أنكم أتيتم مسلمين طائعين ، وقد فرحنا بإسلامكم هيا اسرعوا ، انه ينتظركم في المسجد منذ ساعة قال :_ فأسرعنا الخطى الى مسجده حتى اذا وقفنا بباب المسجد ، ونظرنا إليه نظر إلينا {{ مشرق الوجه مبتسماً ضاحكاً ❤️]] وقام إلينا مسروراً واستقبلنا وعانقنا وهو يقول :_ مرحباً بأخواننا ، مرحباً بأخواننا يقول خالد :_فجلست بين يديه ، وبايعته على الاسلام وقلت له :_ يارسول الله اغفرلي تلك المواقف التي وقفتها عليك واخذت سيفي من عنقي ، و وضعته بين يديه وقلت :_ وهذا اقدمه لك فوضع يده على كتفي وابتسم في وجهي وقال:_ يا خالد الاسلام يهدم ما قبله , واحتفظ بسيفك هذا واجعله معنا بدل أن كان علينا ثم تقدم عثمان بن طلحة وبايع النبي صلى الله عليه وسلم ________ ثم تقدم عمرو بن العاص وقال للنبي صلى الله عليه وسلم :- ابسط يمينك فأبايعك فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده ، فقبض عمرو يده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:- مالك يا عمرو ؟ قال عمرو: _ أردت أن أشترط قال له النبي :_تشترط ماذا ؟ قال عمرو: _أشترط أن يغفر لي فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ يا عمرو أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله __________ وعندما احتضر {{عمرو بن العاص }} حول وجهه الى الجدار وأخذ يبكي بكاءا مرا فجعل ابنه يقول له:_ يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا فأقبل عليه {{عمرو بن العاص}} بوجهه وقال: _إني قد كنت على أطباق ثلاث قد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلي الا أن أستمكن منه فأقتله ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار . فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو سئلتني أن أصفه لك ما أطقت ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه ، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. كان اسلام {{عمرو بن العاص}} اضافة كبيرة الى المسلمين وقد كان {{من أحكم وأدهى العرب}} وهو الذي فتح مصر وفلسطين وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كلمات لم يقلها لأحد غيره قال صلى الله عليه وسلم في حقه {{ أسلم الناس ، وآمن عمرو بن العاص }} رضي الله عنه وارضاه ________ وكان اسلام {{خالد}} اضافة هائلة الى قوة المسلمين، وكان له دورا رئيسيا في حروب الردة التي حفظت كيان الدولة الإسلامية ثم فتح العراق والشام ، وهزم الفرس والروم وهو من القادة النادرين في التاريخ الذين لم يهزموا في أي معركة، مع أنه اشترك في أكثر من {{ ١٠٠ معركة }} وقال عنه عمر بن الخطاب :_ {{ عجزت النساء أن يلدن مثل خالد }} وقال عنه أصدقائه وأعدائه {{ الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام }} رضي الله عن صحابة رسول الله اجمعين يتبع ان شاء الله _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢١٨"
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى مؤتة )) _________ بعد {{عمرة القضاء }} كان هناك عدة سرايا بعضها كان فيها قتال ، وبعضها لم يكن قتال وفي شهر {{جمادى الآخرة }} من السنة الثامنة من الهجرة كانت معركة {{مؤتة}} وهي أول مواجهة للمسلمين مع الإمبراطورية الرومانية، وهي اكبر دولة في العالم في ذلك الوقت وكان سبب هذه المعركة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أحد الصحابة وهو {{الحارث بن عمير }} برسالة الى أمير بصرى ، يدعوه فيها إلى الإسلام ، وقد ذكرناها مع الرسائل و اعترض طريقه {{شرحبيل بن عمرو}} وهو ملك الغساسنة ومملكة الغساسنة هي مملكة تدين بالنصرانية ، كانت داخل وموالية للإمبراطورية الرومانية وقد سقطت بعد ذلك وانتهت في معركة اليرموك، في الفتح الإسلامي للشام ، وقبض {{شرحبيل }} على حامل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم {{ الحارث بن عمير}} وقال له: _ أين تريد ؟ قال:_ الشام قال: _لعلك أحد رسل محمد ؟ قال: _ نعم أنا رسول رسول الله فأمر به فأوثق وقتل صلباً [[وكان العرف في العالم كله في ذلك الوقت وحتى الآن أن الرسل لا تقتل، واذا حدث وقتل رسول دولة، فان ذلك يمثل اهانة كبيرة واعلان حرب على تلك الدولة ]] ليس هذا فحسب بل بدأت الدولة الرومانية، ومعها القبائل العربية الموالية لها في شمال الجزيرة وهي قبائل تدين بالنصرانية، في تعقب وقتل كل من يسلم حتى قتل والي {{معان}} بالأردن ، لأنه أعلن إسلامه وكان قد أسلم دون أن يرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم _________ وكان رد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه التصرفات هي ضرورة ارسال جيش الى هذه المنطقة والحروب في الإسلام تكون بهدف الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء ولتأمين حركة الدعوة الإسلامية، ومنح الناس حقهم في الاعتقاد، وحقهم في اختيار الدين الذي يريدونه ومما جعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يسرع بارسال هذا الجيش هو أنه كان واضحاً أن المواجهة مع الإمبراطورية الرومانية العملاقة، ومع القبائل القوية الموالية لها في شمال الجزيرة أمر حتمي ولا بد منه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هذه المواجهة في حياته هو وألا يتركها لمن يأتي بعده ، حتى يكسر حاجز الخوف من مواجهة الإمبراطورية الرومانية في الغرب أو الفارسية في الشرق، أو أي دولة مهما بلغت قوتها _________ قام صلى الله عليه وسلم ، باعداد جيش قوي قوامه {{ ٣ آلاف }} مقاتل وهو أكبر جيش اسلامي حتى ذلك الوقت ، وجعل على رأس الجيش {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أعد {{ زيد بن حارثة }} اعداداً خاصاً حيث قاد {{ ٧ سرايا }} قبل هذه السرية وهو أكثر قائد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرايا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها {{ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حياً بعد الرسول لأستخلفه }} وكان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، وكان عمره في ذلك الوقت {{ ٤٣ عام }} رضي الله عنه __________ كذلك لم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم على هذه السرية أميرا واحدا وإنما عيَّن {{ ٣ }} من الأمراء إن قتل أحدهم تولى الآخر من بعده وعقد لهم لواء ابيض مكتوب عليه لا اله إلا الله محمد رسول الله ، وأعطاه لزيد وأوصاهم أن يأتوا مكان مقتل الصحابي {{ الحارث بن عمير}} رضي الله عنه ويدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله تبارك وتعالى وقاتلوهم ثم قال صلى الله عليه وسلم :_ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس ، فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم فليجعلوه عليهم [[ يعني إذا قتل القادة الثلاثة يختارون رجل من الجيش يكون القائد فيهم ]] طبعا كان من ضمن الجيش {{ خالد بن الوليد }} ولكنه كان حديث عهد بالإسلام كما ذكرنا في الجزء السابق وهذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يولي فيها النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٣ }} من الأمراء على سرية واحدة وهذا يعني أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يتوقع حرباً ضروساً في هذه المعركة لذلك قال :_ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم ___________ وانظروا الى هذا الموقف لنعرف كم كان حقد و علم وخبث {{ يهود }} الموصفون بالمغضوب عليهم بالقرآن الكريم كان يقف بجانب {{ عبدالله بن رواحة }} حبر من احبار يهود كان صديقا له قبل الاسلام عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أصيب زيد فجعفر وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة فإن أصيب ابن رواحة يرتض المسلمون رجل فهمس هذا {{ الحبر اليهودي }} في أذن عبدالله بن رواحة وقال :_يا ابن رواحة إن كنت موصي في أهلك شيئا فأوصي فوالذي خلقك لن ترى وجه محمداً بعد اليوم ما كان لنبي أن يقول إذا أصيب فلان ، فيرجع الى اهله حياً ولو عد مائة أصيبوا جميعاً [[ إذن يا سفيه يا مغضوب ، أنت عارف أن محمد نبي وتعرف انه ما ينطق الهوى مالذي حملك على الكفر ؟؟ ]] هم يعلمون أنه نبي مؤيد من السماء ولكن كما قال الله تعالى {{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }} وقال تعالى {{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }} _________ إذن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة زيد ثم جعفر ثم عبدالله ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في هذه المعركة والرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يخرج في جميع الغزوات والسبب ١_ حتى لا يشق على أمته [[ لأنه لو خرج في كل غزوة لخرج كل المسلمين معه، وهذا أمر لا يتحمله كل الناس ]] ٢_ لكي يتعود المسلمون على الاعتماد على أنفسهم، ويستطيع تربية وأعداد صف من القادة ينهضون بالرسالة بعده صلى الله عليه وسلم _________ وخرج صلى الله عليه وسلم بنفسه لتوديع الجيش وكان يوم {{ الخميس }} وودعهم الناس وقالوا لهم:_ صحبكم الله، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين فلما قيل لعبد الله بن رواحة ذلك رد على من يدعون له ان يرجع إليهم بشعر فقال :_ لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة ، بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا [[ يعني ضربة كبيرة لا تلتئم ، تكون واسعة يتدفق الدم منها تدفق ]] أو طعنة بيدي حران مجهزة [[ حران هو الانسان المشتاق للقتل والدماء ]] بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا [[ ضربة تطلع كبدي واحشائي برا ]] حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا [[ جدثي اي قبري قال تعالى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } الأجداث ،مفردها جدث وهو القبر ]] ودع عبدالله بن رواحة الصحابة بهذه الابيات [[ اي انه يتمنى الشهادة في سبيل الله ]] _________ وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم الجيش وقال:_ {{ انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ، ولا امرأة ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، وضموا غنائمكم ، وأصلحوا وأحسنوا ، إن الله يحب المحسنين }} وانطلق الجيش على بركة الله الى {{ مؤتة }} __________ وكان الطريق من {{ المدينة }} الى {{ مؤتة }} يبلغ {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة وهي اكبر مسافة سارها جيش مسلم حتى ذلك الوقت وكان ذلك أيضا في شهر آب [[ وهو شهر ٨ ، الذي نقول عنه آب اللهاب يحرق المسمار في الباب ]] جو شديد الحرارة انطلق الجيش كما قلنا يوم {{ الخميس }} قبل سقوط القرص حتى يبيت الجيش خارج المدينة ثم ينطلقوا يوم الجمعة ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بين الناس على منبره يخطب الجمعة واذا {{ عبدالله بن رواحة }} بين الصفوف فلما فرغ من صلاته قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ما أبطأك عن صحبك يا بن رواحة لما لم ترح معهم ؟؟ لان السفر بعد الظهر اسمه { روحة } والسفر صباحا يسمى { غدوة } لذلك قال صلى الله عليه وسلم {{ لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها }} قال له لما لم ترح مع اصحابك ؟؟ فقال ابن رواحة :_ احببت ان اجمع معك يارسول الله فلعلها تكون اخر جمعة [[ اي اصلي الجمعة معك ممكن ما ارجع حابب اسمع اخر موعظة لك ]] يقول الصحابة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم ،صوته بلهجة المعاتب المغضب وهو يقول :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعاً ما أدركت غدوتهم [[ هنا قال غدوتهم هم صحيح انطلقوا بعدظهر الخميس في الرواحة ، ولانه جيش وهو شخص واحد يستطيع ان يلحق بهم فهم يوم الجمعة انطلقوا قبل الظهر فكانت غدوة ، وعبدالله بن رواحة مازال بالمدينة ولكن يستطيع اللحاق بهم ]] قال :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعا ما أدركت غدوتهم انطلق عبدالله بن رواحة مسرعاً ،وقد اشعلت هذه الكلمات النور في قلبه اذا غدوتهم فقط تعدل ما على الارض ، إذن ما قيمة الجهاد في سبيل الله وانطلق الجيش الى مؤتة وكان الطريق يبلغ كما قلنا {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة _________ ووصل الجيش بعد أسبوعين الى منطقة {{ معان}} في جنوب الأردن وكان الهدف كما ذكرنا هو قتال {{شرحبيل بن عمرو }} ملك غسان الذي قتل حامل الرسالة {{ الحارث بن عمير }} رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولكن في هذا المكان نقلت الاستخبارات الإسلامية الى {{زيد بن حارثة}} مفاجأة غير متوقعة وهي أن الدولة {{ الرومانية }} قد قررت الإشتراك في المعركة بنفسها ، بل وألقت بثقلها في المعركة، وأرسلت جيشا قوامه {{ ١٠٠ ألف }} مقاتل طبعا أذناب الروم من العرب دائماً جاهزين للولاء فتجمع العرب مع {{ هرقل }} وأعدوا جيشا آخر قوامه {{ ١٠٠ ألف }} فأصبح عدد العدو {{ ٢٠٠ ألف }} منهم {{ ٥٠ ألف }} فارس مقابل كم من المسلمين ؟؟ {{ ٣ آلاف }} مسلم هكذا أجمعت كل كتب السيرة والبعض قال كان عدد الروم اكثر من {{ ٢٠٠ ألف }} [[خلينا نعتبرهم من عندي اقل ونقول ١٥٠ الف مقابل ٣ الاف يعني كل صحابي لازم يقاتل كم ؟؟ ٥٠ رجل ]] والعجيب أن يعد الروم والعرب الموالين لهم كل هذا الجيش لقتال جيش قوامه فقط {{ ٣ آلاف }} مقاتل على ماذا يدل هذا ؟؟ يدل على مدى الرعب الذي كان فيه هؤلاء الروم وأتباعهم وخوفهم من المسلمين والهيبة العظيمة التي استطاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحقيقها للدولة الإسلامية __________ عندما علم المسلمون بعدد الروم جمع {{ زيد بن حارثة }} الصحابة، ليعرض عليهم مستجدات الموقف واستشارهم كما فعل صلى الله عليه وسلم في بدر وفي أحد وفي الخندق ، وكانت هناك ثلاثة آراء مختلفة _________ الرأي الأول كان يرى أن يرسل المسلمون رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ويخبرونه بالوضع ويطلبون رأيه فإما أن يأمرهم بالقتال أو الإنسحاب أو يرسل اليهم مدد وقد تم رفض هذا الرأي لأن المسافة بين معان والمدينة كبيرة _________ الرأي الثاني كان يرى أن ينسحب الجيش ويعود الى المدينة، لأن الجيش جاء لمحاربة مملكة {{غسان }} وعقاب {{شرحبيل بن عمرو}} الذي قتل {{الحارث بن عمير}} ولذلك أتى بجيش قوامه ٣ آلاف مقاتل ، ولم يأت لقتال تحالف بين الإمبراطورية الرومانية العملاقة وكل القبائل العربية المتحالفة معها ودخول معركة كهذه معناه اهلاك الجيش الذي هو كل عماد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، ولا يأمن اذا حدث هذا أن يجتاح أعداء الدولة الإسلامية من قريش وغطفان وغيرهم المدينة وقال أصحاب ذلك الرأي لزيد بن حارثة: _ قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها ، فانصرف ، فإنه لا يعدل العافية شيء [[ يعني يكفي الروم خوفهم منا وخروجهم بهذا العدد يعتبر نصر لنا فلنرجع ]] __________ فوقف عبد الله بن رواحة وقال: _ يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون {{ الشهادة }} وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهورٌ وإما شهادة وكانت الأغلبية في الجيش مع هذا الرأي الأخير، وهو الدخول في الحرب، وكان هذا القرار كان هو أجرأ قرار عسكري على مر التاريخ كله ___________ وصل المسلمون الى قرية تسمى {{ شارف }} بعدما اقاموا يومين في {{ معان }} وكانت هذه القرية شارف قد اشتهرت بصناعة السيوف كان يقال سيوف مشرفية [[ اي صنعت في شارف ]] ولكن وجد المسلمون أن هذا المكان غير مناسب للقتال بالنسبة لهم فانحازوا الى قرية يطلق عليها {{ مؤتة }} مدينة معروفة في جنوب الاردن ، وأقاموا معسكرهم هناك وكان سبب اختيار هذه القرية هو استغلال مزارع القرية وبيوتها لتكون حماية طبيعية للجيش فلا يتمكن الرومان من تطويق الجيش، وتكون المواجهة بنفس أعدادهم، وهي نفس خطة الرسول في بدر وفي أحد __________ ووصلت جيوش العدو، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة ، والمسلمون واقفون ثابتون كالجبال تخيلوا {{ ٢٠٠ الف }} عددهم وكثرتهم وكان ممن حضر المعركة {{ أبو هريرة }} يقول أبو هريرة:_ شهدت مؤتة ، فلما رأينا المشركين ، ما لا قبل لنا به من العدد ، والسلاح ، والكراع ، والديباج ، والحرير ، والذهب ، فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم [[ وهو صحابي كان ممن شهد بدر ]] فقال لي :_ يا أبا هريرة ، مالك ، كأنك ترى جموعاً كثيرة ؟؟ قلت :_نعم قال :_ لم تشهدنا ببدر إنا لم نُنصر بالكثرة [[ اسمعتم نحن أمة لا ننتصر بالكثرة ، ولا بالعدة ، ننتصر بالعقيدة الصادقة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، وهي قوة العقيدة ، قلب قد تمكن فيه الايمان هذه هي قوة الامة ، لذلك قال ابن رواحة وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، كن مع الله ترى الله معك ]] وجاءت ساعة الصفر ، وأعطى {{زيد بن حارثة}} اشارة البدء الى أصحابه، وبدء القتال ، ما الذي حدث بعد ذلك ؟ يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢١٩"
السيرة النبوية العطرة (( معركة مؤتة )) ___________ وصلت جيوش العدو ، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة، والمسلمون واقفون ثابتين كالجبال وجاءت ساعة الصفر وأعطى {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه اشارة البدء الى أصحابه وانطلق {{ زيد بن حارثة }} كالسهم صوب جيوش الأعداء وهو يحمل الراية، وانطلق معه المسلمون وقد ارتفعت صيحات التكبير واستمر القتال طوال اليوم، ولم يتراجع المسلمون، وانما وقفوا كالجبال أمام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية وكان صمود وأداء المسلمون في المعركة مفاجأة بالنسبة لقوات العدو، فقد كانوا يتوقعون ألا تستمر هذه المعركة سوى ساعات ثم يتم ابادة الجيش المسلم بالكامل ولكنهم فوجئوا أن المسلمون يقاتلون بشراسة وشجاعة لم يشهدوا مثلها [[ وكل التاريخ يشهد أن المسلمون في الحروب أنهم أشجع المقاتلين على الاطلاق حبهم للشهادة اشد من حب أعدائهم للحياة وماسبب ذلك إلا الايمان وقلوبهم المعلقة بالله]] وحاولوا تطويق المسلمين ، واعتقدوا أنه أمر سهل لتفوقهم في العدد الكبير ولكن المسلمون لم يمكنوهم من ذلك، ونجحت خطة القائد {{زيد بن حارثة }} في الاستفادة من جغرافية أرض مؤتة فلم يتمكن الروم من تطويق الجيش المسلم __________ وركز الروم هجومهم على القائد حامل اللواء {{زيد بن حارثة }} ومزقته رماح الروم ،وهو مقبلاً عليهم كالأسد حتى قتل شهيدا رضي الله عنه وعدوا الجراح في جسده بعد ذلك فوجدوها أكثر من {{ ٩٠ }} جرحا ، ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم __________ وأخذ الراية {{جعفر بن أبي طالب }} وكان عمره {{ ٣٣ }} عاما وتكالب عليه الرومان ، وأصيب عشرات الإصابات ما بين ضربة سيف، وطعنه رمح، ورمية سهم، وهو لا يتوقف عن القتال [[وكان من عادة الجيوش قديما انهم يعتبرون الراية هي رمز بقائهم فإذا سقط اللواء كانت هزيمة معنوية ]] فمازال يقاتل حتى تمكن أحد الروم من قطع يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى أي أنه يدفع حياته ثمنا لعدم سقوط لواء رسول الله على الأرض، فقطعوا يده الأخر [[ طبعا لم تقطع يده من الكتف ، قطعت من المرفق ]] فحمل اللواء بعضديه، ثم مات شهيداً رضي الله عنه يقول عبد الله بن عمر في حديث {{ رواه البخاري }} وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره [[يعني لم تكن به اصابة واحدة في ظهره ، فهو لم يعطي ظهره للعدو ولو للحظة واحدة حتى قتل ]] وأثاب الله تعالى {{جعفر }}عن قطع يديه بجانحين يطير بهما في الجنة يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم {{ رأيت جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة }} ولذلك لقب {{جعفر بن ابي طالب}} بجعفر الطيار _________ واخذ اللواء {{عبد الله بن رواحة }} ولكنه تردد قليلا [[ اي حديث كان في نفسه أتقدم ؟؟ اتراجع ؟؟ هذا التردد لم يشعر به احد ، ولكن الله عزوجل اطلع نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذا التردد وهو في المدينة المنورة ]] ولكنه تخلص من تردده سريعا فخاطب عبدالله بن رواحة نفسه في ابيات شعر قائلاً أقسمت يا نفس لتنزلنه ... راضية او مكرهنة إذا أجمع الناس وشدوا الرنه ...مالي أراك تكرهين الجنه [[ الشهيد اذا قتل اين يذهب ؟؟ للجنة ، انتِ يا نفس كرهانة الجنة عاجبتك الدنيا كثير يعني ]] فردد ابيات من الشعر يؤدب نفسه فيها ويشجعها ونزل من على فرسه ليقطع باب التراجع، وحمل الراية، وقاتل حتى قتل شهيداً رضي الله عنه _________ وهكذا استشهد الأمراء الثلاثة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الجيش بلا قائد فأسرع أحد الأنصار وهو {{ ثابت بن ارقم}} وكان ممن شهد بدرا فأخذ اللواء وتراجع به للخلف قليلا ، وزرعه في الارض ليتجمع الناس حوله ونادى بأعلى صوته إليك اللواء يا {{ ابن الوليد }} فقال له خالد بن الوليد :_ أنت أحق به مني فقال ثابت:_ خذه يا خالد فوالله ما أخذته إلا لك ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اذا أصيب عبدالله بن رواحة يصطلح الناس على رجل ، هل تصطلحون على خالد فقال الناس :_ نعم فأخذ اللواء خالد حمل خالد الراية، وعادت الروح المعنوية المرتفعة للمسلمين بعد أن كانت قد بدأت بالتأثر نتيجة استشهاد الأمراء الثلاثة __________ نرجع الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هناك في مسجده بين أصحابه وقد كشف الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في المدينة ما يحدث في أرض المعركة نظر الصحابة لوجه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه محزوناً وإذا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم يرفع راسه للأفق ، وهو ينظر لأرض المعركة ثم يقول لأصحابه :_لقد لقي إخوانكم عدوهم اليوم [[ بث حي مباشر ينظر ويتكلم ]] أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر ، فقطعت يده التي يحمل بها اللواء ، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى فقطعت يده الاخرى فأخذ اللواء بعضديه ، فأصيب ثم أخذ اللواء بن رواحة وتردد قليلا ثم أستنزل نفسه [[استنزل عندما قال الشعر لنفسه اقسمت عليك لتنزلنه ، سبحان من يوحي اليه ويطلعه سبحانك ربي ما اجمل دينك وما اجمل نبيك ]] ثم استعبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أي غلبته دموعه واخذت عيناه تذرفان الدمع ثم قال :_ ثم أخذ اللواء سيف من سيوف الله تبارك وتعالى ففتح الله على يديه [[فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ]] لم يهزم في أي معركة مع أنه خاض {{ ١٠٠ }} معركة رضي الله عنه ولم يمت شهيدا وقال عند موته :_ {{ لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي .. حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء }} أتدرون لما لم يمت شهيدا خالد ؟؟ لأنه الملقب {{ بسيف الله }} وسيف الله لا ينكسر رضي الله عنه وارضاه _________ يقول صلى الله عليه وسلم :_ لقد رفعوا إلي في الجنة على سرر من ذهب ، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة {{ أزْوِرَاراً }} عن سرير صاحبيه [[ اي اقل درجة هذا التردد جعل انتقاص عن سريري صاحبيه ]] فقال الصحابة: عم هذا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :_ وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى فقُتِل ولم يُعقّب _________ أخذ اللواء {{ خالد بن الوليد }} ماذا صنع خالد رضي الله عن خالد هذا القائد المحنك التي عجزت النساء {{ ان يلدن مثل خالد }} رأى كثرة العدو ، ومن المحال أن نهزمهم ، ثم نلحقهم ثم نغنم منهم مع انهم غنموا وسنذكر ذلك فلما جاء الليل وتحاجز الفريقان وبات الرومان يتحدثون عن شجاعة المسلمون واستبسالهم وكان اليوم الأول من القتال في صالح المسلمون تماما فقد ثبتوا أمام الرومان، وأفشلوا خططهم في تطويق المسلمون، وكان عدد قتلى الرومان أكبر من قتلى المسلمين اتدرون كم كان عدد الشهداء من المسلمين في مؤتة؟؟ كان عددهم {{ ١٢ }} شهيد أما عدد قتلى الروم جاء في كتاب {{فقه السيرة }} عددهم كان مالا يحصي احد وقيل بعد الفتوحات الاسلامية ودخول الناس في دين الله اخبر العرب الصحابة أن عدد قتلاهم كان في مؤتة فوق {{ ٣ آلاف }} طبعا اغلب القتلى من العرب [[ لأن العرب كانوا اذناب للروم والفرس كل ما تصير معركة يجعلوا العرب بالمقدمة يذبحوا بعض وما اكثر الغنم عند العرب فخار يكسر بعضه هكذا العربي من غير عقيدة في كل زمان في اي حرب يكونوا في الواجهة ]] فكان قرر {{خالد بن الوليد}} أن ينسحب بالجيش، لأن المسلمون وان كانوا قد حققوا تفوقا في اليوم الأول، فليس هناك احتمال لتحقيق النصر الكامل، ولا يمكن مثلا تعقب الروم والتوغل داخل الأراضي الرومانية بهذا الجيش الصغير __________ وهنا اخذ يفكر خالد لو انسحب المسلمون من أمام الرومان بطريقة طبيعية، فلابد أنهم سيلحقوا بهم وستكون مجزرة حقيقية يباد فيها الجيش بأكمله فوضع {{خالد }} خطة انسحاب محكمة أراد بها ايهام الجيش الرومي ان انسحاب المسلمون هو خدعة يريد بها استدراج الجيش الرومي، فلا يلحقوا بهم وبذلك ينجو بالجيش المسلم بلا خسائر ___________ فوضع {{خالد بن الوليد}} أعظم خطة انسحاب في التاريخ ولتنفيذ هذه الخطة قام {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه بالخطوات التالية {{ أولا }} جعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثير الغبار الكثيف وصاحب ذلك اصوات تكبير المسلمين، فيُخيل للرومان أن هناك مددا لا ينقطع طوال الليل يصل الى المسلمين __________ {{ثانيا }} عندما جاء الصباح جعل في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعة من الجنود خلف أحد التلال فأختار {{ ١٠٠ فارس }} وقال :_ قفوا خلف هذا التل {{ تل مؤتة }} فإذا طلعت الشمس تأتوني عشرة ، عشرة ، وكل عشرة معهم لواء تضربون الارض بالخيل وتثيرون الغبار [[ ليشعر الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين ]] فٱذا هدأت الغبار تتقدم عشرة ، يضربون الارض بالخيل وهكذا عشرة عشرة ________ {{ثالثا }} قام بتغيير ترتيب الجيش فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة __________ وحين رأى الرومان الجيش في الصباح، ورأوا الرايات والوجوه والهيئة قد تغيرت، أيقنوا أن هناك مددا قد جاء للمسلمين نتيجة ذلك انهارت معنويات الروح وساد فيهم الرعب والارتباك ولسان حالهم يقول [[ اذا كان هذا العدد الصغير قد فعل بنا الأفاعيل، فماذا بعد أن يصل اليهم هذا المدد الكبير ؟]] وفي ذلك الوقت وأثناء ارتباك الروم قام خالد بهجوم قوي وقتلوا الكثير من الروم ومن شدة القتال تكسرت في يد {{خالد بن الوليد}} وحده تسعة أسياف يقول خالد :_ فصبرت معي صفيحة لي يمانية [[ والصفيحة هو سيف عريض يصل الى ٨ سم يكون ثقيلا ولكن يتحمل المقاومة الكسر والصدمات ]] يقول خالد كسرت في يده تسعة اسياف هذه السيوف التي كسرت كان يقتل فيها أرانب ؟؟ كان يكسر فيها روسهم ، رضي الله عنه ___________ وفي ذلك الوقت وقبل أن يعيد الروم ترتيب صفوفهم أعطى خالد قادته الإشارة بالارتداد الى الخلف كما اتفق معهم ، فأخذ الجيش يغادر أرض المعركة بكل هدوء وثقة وانضباط وكان خالد يجول بفرسه بين الجيش ليشرف على عملية الإنسحاب وشاهد الرومان المسلمون وهم يرتدون الى الخلف بعد الهجوم الكاسح الذي قاموا به وبعد أن شاهدوا ما اعتقدوا أنه مدد يصل الى الجيش المسلم، فأيقنوا أن هذا الإنسحاب مكيدة يريد بها المسلمون استدراج الجيش الرومي الى أحد الكمائن وهم يعرفون أن العرب يجيدون {{الكر والفر والكمائن}} في الحرب فخافوا من تتبع المسلمين، وأصدر القادة الروم أوامرهم بعدم تعقب المسلمون وهكذا نجحت خطة {{ خالد }} وخدعته العسكري الباهرة، وعاد الجيش المسلم الى المدينة سالما يتبع إن شاء الله ... عودت الصحابة للمدينة من مؤتة والاحداث التي حصلت _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٠"
السيرة النبوية العطرة (( رجوع الصحابة من مؤتة )) ___________ انتهت معركة مؤتة ورجع الصحابة رضوان الله عليهم الى المدينة وكان {{خالد بن الوليد}} رضي الله عنه ، قد وضع أعظم خطة انسحاب في التاريخ ________ نرجع الى المدينة المنورة وقلنا أن الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم وكشف له أرض المعركة وقال :_ اخذ الراية الآن سيف من سيوف الله اللهم ثبته ثم يقول :_ وقد فتح على اخوانكم [[ ومعنى فتح أي أنهم لم ينهزموا ، كما يدعي البعض ]] والحديث من البخاري باب المغازي _______ وخرج صلى الله عليه وسلم من مسجده وهو يكفكف دمعه متجهاً الى بيت جعفر بن ابي طالب [[ فهو ابن عمه ويعتبر اخوه، لانهم تربوا معاً في بيت ابو طالب ]] ولقد كان استشهد {{ جعفر }} والمسلمون في مؤتة ، له أثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم [[اذا قلت لكم بكى النبي صلى الله عليه وسلم لا تفهم من هذا الكلام انه كلام عادي ، هذا رسول الله أعظم الرجال خَلقاً وخُلقاً ، وأقواهم شخصية ، إذن حين يغلبه البكاء بين اصحابه تعلم كم كان أثر الخبر على قلبه صلى الله عليه وسلم }} فذهب لبيت ابن عمه {{ جعفر }} يكفكف دموعه تقول {{ أسماء بنت عميس }} رضي الله عنها تكون زوجة {{جعفر }} رضي الله عنه ولها من جعفر ولدان اثنان {{ عبدالله و محمد }} تقول :_ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ائتيني ببني جعفر تقول :_ فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه [[ أي بكى ]] حتى نقطت لحيته الشريفة فقلت: _يارسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال وقد حجرش وخنقته العبرة قال :_احتسبي يا امة الله ، لقد اصيبوا هذا اليوم [[ احتسبي اي اجرك عندالله ]] قالت :_ فلم املك نفسي ، فقمت أصيح واجتمع علي النساء فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي خدا وغلبه البكاء صلى الله عليه وسلم وخرج وهو يقول :_ اللهم قد قدم[[ يعني جعفر]] إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته وخرج رسول صلى الله عليه وسلم إلى أهله وقال:_ لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم يقول عبدالله بن جعفر [[ ابن جعفر وكان عمره ٨ سنين ]] يقول :_ فقامت سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وأحضرت شعيرا ، فطحنته ونسفته ، ثم طبخته وأدمته بزيت[[ وضعت عليه الزيت ]]وجعلت عليه فلفلا يقول عبدالله رضي الله عنه:_ فأكلت من ذلك الطعام وأخذني رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أنا واخي محمد وابقانا عنده ثلاثة أيام ، ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا ___________ ومن هنا كانت سنة {{ طعام التعزية }} واسمها عند العرب {{ الوضيمة }} وطعام العرس يسمى {{ الوليمة }} وطعام القادم من السفر {{ النقيعة }} وطعام البناء {{ الوكيرة }} فمن السنة صنع الطعام لأهل المتوفى ولعل شخص يسأل لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لآل جعفر ، مع أن هناك شهداء غير جعفر ؟؟ يجب أن نعلم اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا لاهل بيته وجعفر من ال بيته فهو ابن عمه فهذا يعني {{ انه قد شرع للناس سنة ، فأقتدوا بها يا مسلمين }} فأقرب ناس لآل جعفر قد صنعوا له الطعام فليصنع آل ابن رواحة ، وليصنع آل زيد ، وليصنع آل الشهداء ___________ فعل ذلك صلى الله عليه وسلم واخبر اصحابه بما حدث في المعركة قبل ان يعود الجيش للمدينة {{ بشهر }} نرجع لجيش مؤتة وقد انسحبوا ورجعوا وقد غنموا [[والمنهزم لا يستطيع ان يأخذ غنائم من ارض المعركة ]] وانا أركز على أنهم لم ينهزموا ، لأن الكثير من المؤرخون في تقييمهم لمعركة {{مؤتة }} منهم من رأى أنها نصر للمسلمين ومنهم من رأى أنها هزيمة ومنهم من رأى أن هناك تعادل بين الكفتين لا لم ينهزموا على الإطلاق ولم يتعادلوا ، بل غنموا وأذكر مثالين فقط للتوضيح الصحابي {{خزيمة بن ثابت الانصاري}} رضي الله عنه والحديث في {{صحيح مسلم }} باب المغازي يقول:_ حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي ، وكأنه أمير من أمرائهم [[ لايعني امير الجيش ، يعني شخصية من شخصياتهم هكذا كانت العرب تعبر عن من لهم مكانة مميزة في قومه يقولون امير ]] حين دارت المعركة كنت أرقب رجل رومي وكأنه أمير من أمرائهم على رأسه بيضة [[ اي الخوذة التي تلبس على الراس في الحرب كانت تصنع بشكل بيضوي لكي تتحمل الضربات ]] قال:_ على رأسه بيضة في وسطها ياقوته قلت:_ فجعلته هدفي لعلِ أغنم هذه الياقوته فمازال يراقبه حتى قتله ، ثم اخذ الخوذة عن رأسه وانتزع الياقوته ومعلوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم{{ من قتل قتيل فله سلبه }} يعني امواله ومتاعه ، للصحابي الذي قتله يقول خزيمة :فلما أتينا المدينة وضعتها بين يدي رسول الله وقلت : يارسول الله انا قتلت ذلك الامير ، وهذا سلبه فنفلنيها [[ اي اعطاني اياها ]] فأحتفظت بها حتى اذا كان عهد {{ عثمان بن عفان }} بعتها بألف دينار واشتريت بها بستان من نخيل إذن هل كان هذا مهزوم وقد غنم ؟؟ لا لا كان غالبا __________ مثال آخر ايضا في {{ صحيح مسلم }} عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه [[ومعنى مددي ، النبي صلى الله عليه وسلم كلف للجهاد اهل المدينة فقط ، فكان الملزم اهل المدينة بالجهاد ، ومن يأتي من خارج المدينة مسلماً يريد الاشتراك ، هذا يكون متطوعاً يسمى مددي ]] قال :_ خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق [[ اي طلب منه جلد الناقة يجعل منه درع يتلقى الضربات ما معه غير السيف ]] ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب ، وسلاح مذهب فجعل الرومي يغري بالمسلمين فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه [[ اي عرقل قدمي الفرس فسقط ]] فخر الرومي على الارض ، وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه إذن غنم المسلمون في مؤتة أم لم يغنموا ؟؟ وهل يعقل من غنم أن يكون مهزوما ؟؟________ ودفن الصحابة الشهداء وقد أمر {{ خالد }} ان يدفن الشهداء بشرفة مميزة وان يدفن باقي الشهداء في ارض المعركة وعلينا ان نزور مؤتة وحقيقةً يجب علينا ان نزور مؤتة وارجو ان يرتفع مستوى فهم ما اقول{{ خاصة }} للذين يرون زيارة القبور بدعة ويظنون اننا نعبد القبور ، وانني أدس السم بالعسل في السيرة لا يا اخ الاسلام نحن نعبد الله وحده ولا ندعوا ولا نرجو إلا الله ولا يضر ولا ينفع إلا الله وحده فكلنا نقول {{ لا اله اله إلا الله }} فلا تجرحني ولا أجرحك ، زيارة ارض المعركة عبرة ، وزيارة قبور الشهداء لا يعني ان نسأل جعغر ان يغفر لنا ، وان يدخلنا الجنة ، وان يشفع لنا ولا نتبرك بحجارة قبره ولا نرجع وقد ملئنا جيابنا تراب من مؤتة ، لا لا نحن نتعظ بساحة المعركة ، ونتذكر هذه المعركة ميدانياً بكل تفاصيلها هذا هو المقصد ونسلم على صحابة رسول الله ، فإنهم احياء بنص القران الكريم {{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }} طبعا هذا قرآن لن نختلف عليه فمن زار {{مؤتة }} يجد بجانب {{ جامعة مؤتة }} ساحة فيها بنيان قديم على هيئة آثار هنالك لوحة مكتوب عليها اسماء الشهداء، وهناك دفن الشهداء أما إذا ذهبت لقبر{{ جعفر بن ابي طالب }} والقادة الثلاث فهم في وسط {{ مؤتة }} كل واحد بقبر وكل قبر عنده مسجد هذا كان امر خالد أن يميز القادة الثلاث بالقبور في موضع وكان عدد الشهداء مع القادة {{ ١٢ }} شهيدا وقتل من الروم كما جاءت بعض الاقوال {{ ٣ آلاف }} هل رأيتم المؤمنين {{ ١٢ }} من المسلمون فقدناهم نحن في هذه المعركة ، وقتلوا من الروم {{ ٣ آلاف }} نحن لا نقاتل بعدد وعدة إنما بهذا الدين والايمان بالله {{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }} _____ رجع الجيش للمدينة فلما اقتربوا ارسل خالد رجل من طرفه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم الجيش ولم يكونوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سرد لأصحابه تفاصيل المعركة وهم في ارض المعركة فجاء ذلك الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ودخل الى مجلسه وقال :_يا رسول الله أرسلني إليك {{خالد بن الوليد }} وهو امير الجيش اخبرك بمقدمهم فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ إن شئت فأخبرتني ، وإن شئت فأخبرتك قال: _ فأخبرني يا رسول الله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم كله ووصف له فقال:_ والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا لم تذكره ، وإن أمرهم لكما ذكرت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معركتهم _________ ثم وقف صلى الله عليه وسلم وقال للناس :_ اخرجوا لملاقاة اخوانكم فأخذ الناس يسألون هذا الصحابي عن تفاصيل المعركة وكيف نجا المسلمون [[ فقص عليهم خطة خالد بالانسحاب وتفاصيلها ]] فلما سمع الصحابة ذلك غضبوا وقالوا :_ ألم تتبعوهم ؟؟ !!! قال :_ لا , لقد رأى خالد ان ننسحب خيراً من أن نتوغل في بلادهم فغضب الصحابة وقالوا سترون منا اليوم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه لأستقبال الجيش وكان يركب على دابة صغيرة ، وخرج الصبية مسرعين يستقبلون آبائهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اعطوني ابن جعفر فأخذ {{عبدالله بن جعفر عمره ٨ سنين }} و وضعه في حجره [[ كي لا يشعر بألم فقد ابيه صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله ]] يقول عبدالله :_ فوضعني في حجره وهو يقول لي هنيئا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السماء ودعا لي وقال:_ اللهم بارك له في صفقة يمينه يقول عبدالله لما كبر :_ فوالذي بعثه بالحق نبيا ما بعت شيئا ولا اشتريت شيئا إلا بورك لي فيه فلما اقتربوا وإذا بأهل المدينة يستقبلون الجيش وهم يحثون وجوه الجيش بالتراب ويقولون لهم :_ يا فرارون فررتم في سبيل الله ؟؟ بدل ان يستقبلونهم بالفرحة فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ورفع كلتا يديه وقال :_ لا تقولوا لأصحابي فرارون ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل ، وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته ما معنى هذا ؟؟ الصحابة فهموا تماماً ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس كمسلمي اليوم [[ نسأل جوجل نسخ ولصق ونجادل على غير علم الشاطر فينا من حفظ كم حديث ليطعن غيره ويلقي عليه التهم]] فهموا على الفور معنى {{وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته }} فهموا القران الكريم بقلوب مفتوحة وليست عليها اقفالها والاقفال قد أكلها الصدا تذكر الصحابة قوله تعالى لان القران يجري في عروقهم قال تعالى {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ }} [[ اي لا تعطوهم ظهركم ابدا ]] {{ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ }} [[ إلا أداة استثناء وحصر في اللغة العربية أي لك حالة وحدة تعطي فيها ظهرك للعدو ماهي ]] {{ إلا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ }} [[ مثل الخطة التي وضعها خالد ]] {{ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ }} [[ أي ترجع لقاعدتك لترجع مرة أخرى ، هذا هو الاستثناء قال النبي وإن خالداً قد تحيز إلي وأنا فئته ]] نرجع للايات ما جزاء من يولهم دبره ؟؟ {{فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }} الاعتراض جاء في منتصف الاية اي لا يشمل البوء بالغضب الجميع ، فقدم الله الاستثناء على الغضب اقرأ الآية بعد الشرح مرة أخرى وتدبرها جيدا {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }} لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم أن خالداً تحيز إلي وانا فئته ، يعود إليهم فاتحاً ان شاء الله تعالى و{{ خالد بن الوليد }} رضي الله عنه هذا الصحابي الجليل قد فتحت هذه البلاد على يديه فعلا ، وصدقت نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ___________ وبقي الصبية الصغار والذين لا يدركون كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلما لقوا رجل ممن شهد {{ مؤتة }} إذا لقيهم بباب المسجد او الطرقات يقولون له :_ انت من الفرار ؟؟ كلما وجدوا رجل انت من الفرار ؟؟ انت من الفرار ؟؟ فتأثر بهذا الكلام {{سلمة }} من هو سلمة رضي الله عنه ؟؟ ابن ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه للمعركة بأيام فهو حديث عهد بعرس فجلس في البيت ثلاثة أيام لا يأتي للمسجد ، وافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأم سلمة :_ ما شأن سلمة ؟؟ قالت :_ والذي بعثك بالحق لا أدري !! سأسأل عروسه فأتتها و قالت لعروسه :_ مابال سلمة لا يحضر الجماعة فوجدته ابنها جالس في بيته [[ مش جالس بالسرير وشاعل شمع احمر وقاعد مع عروسته اجواء رومانسية لا لا ]] وجدته جالساً في زاوية البيت يبكي وقد تسلخت عيناه قالت :_ ما هذا يا بني قال :_ كلما أتيت المجلس قال لي الصبية انت من الفرار فأصبحت لا اطيق ان أرى احد فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقام صلى الله عليه وسلم على الفور وخطب في اصحابه ونهى في المسجد كبيراً وصغيراً ،ان يقول لأحد من جند مؤتة انت من الفرار بل سماهم الكرار واثنى عليهم ثم ذهب بنفسه الى بيت{{ سلمة }} واخذ بيده وأتى به الى المسجد __________ _____ #الانوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢١"
السيرة النبوية العطرة (( سرية ذات السُلاسل )) ___________ أنتهينا من معركة {{ مؤتة }} ورجع الصحابة الى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال العيون التي وضعها حول المدينة ، أن جمعا من {{قضاعة}} قد تجمعوا يريدون المدينة و{{ قضاعة }} كانت قبيلة كبيرة قوية، وتبعد عن المدينة المنورة حوالي {{ ٦٠٠ كم }} وكانت منطقة {{ قضاعة }} تسمي {{ السُلاسِل }} لأن هناك بئرا في هذه المنطقة اسمه {{السلسل }} وكان العرب كثيرا ما يسمون المناطق بأسماء الآبار التي فيها لأهمية المياه عندهم مثل {{ بدر }} على اسم بئر في هذه المنطقة اسمه بدر ________ ولذلك عرفت هذه السرية باسم سرية {{ذات السُلاسل}} ولكي لا تختلط علينا الأمور هناك ايضا معركة أخرى ، عرفت بنفسم الإسم أكثر منها شهرة وهي المعركة التي كانت بين {{خالد بن الوليد}} وبين الفرس في سنة {{ ١٢ للهجرة }} في عهد {{ أبي بكر الصديق رضي الله عنه }} وانتهت بانتصار خالد، وعرفت بذات {{ السلاسل }} لأن {{ هرمز }} قائد الفرس في هذه المعركة أمر بربط الجنود بسلاسل حتى لا يفروا وكانت النتيجة بعد هزيمة الفرس في هذه المعركة أنهم قتلوا جميعا لأنهم لم يستطيعوا الفرار وبالمناسبة فان المضيق الموجود في الخليج العربي معروف حتى الآن باسم هذا الأمير الفارسي، وكان {{هرمز }}هذا شديد البغض للإسلام والمسلمين والعرب لدرجة أن العرب في العراق كانوا يضربون به الأمثال فيقولون {{أكفر من هرمز }} و {{ أخبث من هرمز }} لذلك أتمنى أن يغير أسمه ويطلق على هذا المضيق مضيق {{ خالد}} الذي هزم {{ هرمز }}في هذه المنطقة، بدلا من أن نسميها باسم هذا الرجل الكافر فيكون مضيق {{خالد بن الوليد }} وليس مضيق {{ هرمز }} __________ نرجع الى سرية {{ ذات السلاسل }} التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة من {{ السنة الثامنة }} فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لقيادة هذه السرية الصعبة {{عمرو بن العاص}} مع أن {{عمرو بن العاص }} كان قد دخل المدينة منذ {{ ٤ شهور }} فقط وذكرنا قصة إسلامه على يد النجاشي أصحم ولكن لأن {{عمرو بن العاص}} كان من الشخصيات الهامة والمحورية في قريش بل وفي الجزيرة العربية قبل الإسلام وكان معروفا بالحكمة والدهاء والحزم وحسن القيادة فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يألف قلب {{ عمرو بن العاص }} وحفظ له منزلته ومكانته حتى تستفيد منه الدولة الإسلامية، وأن يكون اضافة للدولة الإسلامية ___________ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ عمرو بن العاص }} رضي الله تعالى عنه ، وعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء وخرج بالفعل {{ عمرو بن العاص }} الى {{ قضاعة }} على رأس جيش قوامه {{ ٣٠٠ }} من الصحابة مهاجرين وأنصار و مضى {{ عمرو بن العاص }} بالجيش ، فكان يسير بالليل ويكمن في النهار حتى لا ترصده عيون أعدائه، وزحف بالفعل حتى اقترب من {{ قضاعة }} ووصل اليهم دون أن يشعروا به وبعث {{ عمرو العاص }} العيون فوصل اليه أن أعداد {{ قضاعة }} كبيرة جدا فأمر الجيش بعدم القتال ، وأرسل الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يطلب منه المدد وسنجد بعد ذلك أن {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه في فتوحاته في مصر وفلسطين كان لا يقبل على قتال الا بعد دراسة متأنية للواقع الذي هو مقبل عليه _________ وبالفعل أرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٢٠٠ }} من الصحابة وكان أميرهم {{ أبو عبيدة بن الجراح }} وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبو عبيدة ، وكان قد استشف ببصيرته النورانية الممتدة من الانوار الإلهية قال لأبو عبيدة :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا [[ يعني لا تختلف مع عمرو بن العاص وتكون بينكم مشاكل ]] ومن ضمن الصحابة كان الصحابي الجليل {{ ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه }} الرجل الثاني في الأمة المحمدية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابي الجليل {{ عمر بن الخطاب }} الملهم بالصواب الذي سماه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالفاروق رضي الله عنه وارضاه أميرهم {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه ، عمره في الإسلام {{ ٤ }} شهور [[ هل رأيتم ؟؟ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ، يختار القادة بالأقدمية ، ولا الاكبر بالسن ، ولا الذي يملك المال ويرشح نفسه للأنتخابات ، حتى ظهر على السطح الرويبيضة الرجل التافه ينطق بأمر العامة ، من يملك مال يسود أمر الناس ، وخذ بعدها ظلم للعباد والبلاد فكل إنسان يقبل المال مقابل صوته اقسم بعزة جلال الله يمين اسأل عنه بين يدي الله ، إذا كان الذي اعطيته صوتك مقابل المال او لانه من ابناء العشيرة الفلانية او قرابة ، وكان ظالم للرعية وجاع الناس بسببه وسبب تقصيره ، فكل مظلمة في كل بيت ستكون في رقبتك يوم الدين ستحاسب كما يحاسب والله والله والله ، وكل الجرائم التي تقع بسبب الجوع ستكون في رقبتك قال تعالى {{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }} أريت أثر صوتك الذي بعته بدراهم معدودة او غداء ؟؟مكتوب عندالله ]] تحسبونه هيناً ، وهو عند الله عظيم فكان يختار صلى الله عليه وسلم الكفاءة ، لا الاقدمية والاكبر بالعمر او الاسبق للإسلام فالسيرة {{ للتأسي لا للتسلي }} ولا يعني الأمارة تكون لمن هو افضل ، لا قال صلى الله عليه وسلم {{إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب }} يعني انزلوا الناس منازلهم انت رجل عسكري ولا يعني ذلك أنك افضل من ابي بكر وعمر __________ إذن كان عددهم {{ ٣٠٠ }} وجاءهم المدد {{ ٢٠٠ }} أصبح جيش المسلمين عددهم {{ ٥٠٠ }} ولكن لم يكن معرفاً ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم من هو أميرالجيش أهو عمرو بن العاص الأمير الأصلي ؟؟؟ أم أبو عبيدة بن الجراح الأمير الذي جاء بالمدد ؟ واعتقد {{ أبو عبيدة بن الجراح }} أنه هو الأمير وجاء موعد الصلاة وتقدم {{ أبو عبيدة }} ليؤم المسلمين وكانت العادة أن الأمير هو الذي يؤم المسلمين في الصلاة ولكن {{عمرو بن العاص }} قال له: - أنما قدمت علي مددا ، وأنا الأمير، وليس لك أن تؤمني وكان {{ أبو عبيدة }} أحد السابقين في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهاجر الى الحبشة والى المدينة، وشهد بدر وثبت مع النبي في احد وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه {{ أمين هذه الأمة }} ولذلك غضب لأبو عبيدة من جاء معه فقالوا لعمرو بن العاص: _ كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه فرفض {{ عمر بن العاص}} هذا الحل ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك قائدان للجيش فقال عمرو بن العاص:_ لا بل أنتم مدد لنا فقال أبو عبيدة بن الجراح:_ انت الأمير يا عمرو وإنك والله ٱن عصيتني لأطيعنك فقد قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا فقال عمرو بن العاص:_فاني الأمير عليك فقال أبو عبيدة: - فدونك [[ يعني خذ الإمارة ]] وكان {{ أبو عبيد بن الجراح }} معروفا بحسن الخلق وتقدم {{ عمرو بن العاص}} رضي الله عنه ، وصلى بالمسلمين وصلى خلفه {{ أبو عبيدة بن الجراح }}وصلى خلفه المهاجرين والأنصار وفيهم {{ أبو بكر }} و{{عمر بن الخطاب}} وايضا {{ الإمامة بالصلاة }} لا تعني الافضلية فلقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق اجمعين وراء ابي بكر ، و وراء ابي عبيدة ، و وراء عبدالرحمن بن عوف ، وليس احد منهم يعدل شعرة في جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم _________ فكان الأمير {{ عمرو بن العاص }} رضي الله عنه هل رأيتم و عرفتم سبب انتصارات المسلمين في ذلك الوقت ؟؟ الوحدة وعدم الإختلاف ، من الطبيعي تختلف الافكار ولكن لا يصل هذا الخلاف الى النزاع والشقاق وسفك الدماء وكان المسلمون مهما اختلفوا ، في النهاية يتحدون ويتجمعون حول رأي واحد لأنهم لم يكونوا طلاب دنيا، ولكنهم طلاب آخرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يحدد الأمير ولكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد أن يدرب الصحابة على ادارة خلافاتهم، وادارة الأزمات التي يمكن أن تواجه الأمة من بعده هو فقط وضع القاعدة وهي {{ تطاوعا ولا تختلفا }} وذلك قوله تعالى {{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }} تركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، يتصرفون بناءاً على هذه القاعدة ، التي لو طبقناها لتحققت الوحدة ولما حدث أي خلاف بين المسلمين ___________ وقبل المعركة أراد الجيش أن يوقد نارا للتدفئة في الليل، [[ والجو الصحرواي شديد الحرارة نهارا شديد البرودة ليلا ]] ولكن {{ عمر بن العاص }} رفض ان يوقد أي رجل نار وغضب الصحابة، وغضب {{عمر بن الخطاب}} وتحدث في هذا الأمر مع {{ أبو بكر الصديق }} وكاد أن يذهب الى {{عمرو بن العاص}} ولكن منعه {{ أبو بكر }} فأخذ الناس يشكون {{ لابي بكر }} شدة البرد فقام ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ابو بكر الذي حاز على معية الله عزوجل الرجل الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قام وجلس الى {{ عمرو بن العاص}} وكلمه في ذلك فرفض قال له ابو بكر :_ وما عليك يا عمرو لو اشعلوا نارا فقد اهلكهم البرد قال :_ لا لا ، لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها فقال ابو بكر :_ سمعا وطاعة وقام في الناس ابو بكر وقال :_ لا يوقد أحد منكم نارا [[ واستجاب الجيش ]] __________ وبدأ القتال مع {{ قضاعة}} وكانت أعداد {{قضاعة}} أضعاف أعداد المسلمين، ووقعت معركة هائلة، كتب الله تعالى فيها النصر للمسلمين، وفرت قضاعة من أمام المسلمين، وبدأ المسلمين في تتبعهم ومطاردتهم ولكن {{عمرو بن العاص}} أمر المسلمين بعدم تتبع {{قضاعة}} ومرة أخرى يغضب الجيش ولكنهم يطيعون {{عمرو بن العاص}} _________ ثم كان هناك خلاف آخر حدث أثناء السرية، حيث احتلم {{ عمرو بن العاص}} في ليلة من الليالي، وكانت الليلة شديدة البرودة، فأشفق أن يغتسل بالماء البارد فتيمم وصلى بالناس صلاة الصبح ، ولم يقتنع الصحابة برأي {{ عمرو }} ولكن حتى هذا أطاعوه فيه وصلوا خلفه _________ وعندما عادوا الى المدينة اشتكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا عمرو لما منعتهم أن يوقدوا نارا ؟؟ فقال عمرو بن العاص :_ كرهت أن يرى عدوهم قلة عددهم [[ لأن النار كانت تدل على عدد الجيش ]] فأخفيت أن هنالك جيش واخفيت عددنا فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قال :_ ولما منعتهم بعدم تتبع قضاعة ليغنموا منهم ؟؟ فقال:_ يا رسول الله، كرهتُ أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فهي أرضهم ونحن لا ندري بها ، فإذا توغلنا أنعطفوا علينا ، فأحببت ان انجو بأصحابي وأردهم لك سالمين ، فما فقدت جندياً واحداً [[ وفعلا لم يستشهد بهذه السرية أحد ]] ومرة أخرى يقر النبي صلى الله عليه وسلم بن العاص على رأيه قال الصحابة :_ يا رسول لقد صلى بنا وهو جنب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أصليت بالناس جنبا يا عمرو ؟!! قال :_ يا رسول الله اني سمعت الله يقول {{وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }} فإن انا اغتسلت قتلت نفسي ، فتيممت خشيت ان اقتل نفسي من شدة البرد فتبسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل شيئا وكان هذا اقرارا لاجتهاد عمرو وفي رواية لم اقف على صحتها قال الصحابة :_ أعلمت يا رسول الله كيف تيمم ؟؟ قال :_ لا قالوا :_ أخذ يتمرغ على الرمال [[ لأنه حديث عهد بالاسلام فأعتقد تيمم الوضوء ضربة الكفين وتيمم الغسل لازم يتمرمغ بالتراب ]] فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بانت نواجذه وقال :_كان يكفيك أن تضرب بكفيك التراب فتمسح بهما وجهك و ذراعيك فلما رأى {{ عمرو بن العاص }} ان النبي صلى الله عليه وسلم قد سُر بما صنع يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه مخبرا عن نفسه :_بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش السلاسل وفي القوم ابو بكر وعمر فحدثت نفسي [[ يعني نفسه حدثته]] إنه لم يبعثني على مثل ابي بكر وعمر ، إلا لمنزلة لي عنده خاصة [[ يعني انا يمكن منزلتي مثل ابو بكر ويمكن افضل ]] قال فأتيته وجلست بين يديه وقلت :_ يا رسول الله من احب الناس عندك ؟؟ فقال :_ عائشة [[ يا حبيبي يا رسول الله ما اجملك ، وكأنه علم مافي نفس عمرو فأراد أن يغلق عليه الباب ، فصرف الجواب الى اهل بيته ، عائشة ؟!!! ما علاقة السيدة عائشة بعمرو يقارن نفسه بعائشة ]] فقلت :_ بأبي وامي لست اسألك عن اهلك قال :_ فأبوها [[ يعني بالرجال ابو بكر ]] قلت :_ ثم من ؟؟ قال :_ عمر قلت :_ ثم من ؟؟ قال فأخذ يعد لي رهطً من مهاجرين وانصار [[ الرهط ما فوق العشرة ]] فسكتت مخافة أن يجعلني في آخر المسلمين من هنا نعلم احباب رسول الله أن الإمارة والإمامة لا تعني {{ الأفضلية }} _________ وأخذ الفقهاء من ذلك أن {{ التيمم }} يقوم مقام الغسل بالنسبة للجنب مع وجود الماء إذا خشي أن يؤدي استخدام الماء إلى الضرر ولكن يغسل الفرج ويتوضأ ثم يتمم للجنابة هل لاحظتم ؟؟ {{عمرو بن العاص}} يجتهد في أمر هام مثل ذلك وهو الصلاة وعمره في الإسلام كم {{ ٤ شهور }} وفي الجيش أعظم فقهاء الأمة مثل {{ أبو بكر }} و{{ عمر }} وغيرهما فأقر النبي صلى الله عليه وسلم اجتهاده [[ بمعنى أقر أن يجتهد مع وجود هؤلاء العلماء]] وأنا ارى هذا الموقف من أعظم المواقف التي يشجع فيها النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الإجتهاد ، وأن الإجتهاد ليس {{{{{ حكراً }}}}}} على أحد يتبع إن شاء الله مشوارنا الذي سيأخذ معنا وقتاً ، وهو {{ فتح مكة }} _____ #الانوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٢ "
السيرة النبوية العطرة (( فتح مكة ، قريش تنقض صلح الحديبية )) ____________ اولاً ... علينا أن نركز في هذا الجزء جيداً لأن الكثير يجهل كيف تم نقض صلح {{ الحديبية }} قلنا أنه تم عقد صلح {{ الحديبية }} بين المسلمين وبين قريش في {{ذي القعدة }} من السنة السادسة من الهجرة وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند وهو :_ {{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }} ____________ لنقف عند هذا البند وهو ما نسميه {{ التحالف }} كانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة ، والسببب لأن العرب في الجاهلية ، كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى [[ مش مثل العرب اليوم بيحبوا بعضهم البعض ومتفقين ويد وحدة ، لا لا نحن غير ، هم كانوا في جاهلية وعداوة مستمرة ، نحن مسلمين قلوبنا على بعضنا البعض ]] فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة فماذا كانت تفعل القبائل الضعيفة لتحمي نفسها ؟؟ كانت تتحالف مع قبيلة قوية ما نسميه اليوم بلغة العصر الآن {{ أتفاقية دفاع مشترك}} بين دولتين بمعنى اذا حدث اعتداء على أحد الدولتين يكون اعتداء على الدولة الأخرى، ويجب على هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الاعتداء فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها ، إذا وقع أي اعتداء __________ فلما تم عقد صلح الحديبية وكان هذا البند ينص كما قلنا {{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }} فدخلت قبيلة {{خزاعة }} في حلف النبي صلى الله عليه وسلم لأن العلاقة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين {{ خزاعة }} كانت قوية لأن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم حتى عبد المطلب {{ شيبة الحمد }} جد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد تحالف مع خزاعة قديما ، وكان هنالك كتاب بينهم بهذا التحالف ____________ وهذا نص الكتاب وانظروا كما كانت العلاقة بين بني هاشم وخزاعة باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه {{عبد المطلب بن هاشم }} ورجالات عمرو بن ربيعة من {{ خزاعة}} تحالفوا على التناصر والمواساة ما بلّ بحر صوفة، حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد [[ أي عهد مؤكد شديد ]] وأوثق عقد ، لا ينقض ولا ينكث [[ تخيلوا ، لا يلغى ابدا ]] ما أشرقت شمس على ثبير، وحنّ بفلاة بعير، وما أقام الأخشبان، وعمر بمكة إنسان ، حلف أبد لطول أمد [[يعني حلف لحتى تقوم الساعة ]] يزيده طلوع الشمس شدّا وظلام الليل مدا وأن {{عبد المطلب }} وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب، وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل وجعلوا الله على ذلك كفيلا، وكفى بالله جميلا ___________ هل لاحظتم هذا العقد جعلوا من هذا العقد كأنهم أخوة في الدم ؟؟ لذلك قلت لكم ، أن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يستخدمهم كعيون له بالرغم من أنهم كانوا حتى ذلك الوقت على شركهم ولكن {{خزاعة }} لم تدخل في حلف مع رسول الله صلى عليه وسلم من البداية ،خوفا من قريش فلما كان صلح الحديبية، دخلت {{خزاعة }} على الفور في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم ____________ فلما دخلت {{ خزاعة}} في حلف مع المسلمين قامت قبيلة اسمها {{ بنو بكر }} ودخلت في حلف قريش لماذا ؟؟ لأن {{خزاعة }} و {{ بنو بكر }} بينهم حروب وعداوت قديمة ، وثارات كثيرة لما رأى {{ بنو بكر }} أن عدوتهم الأولى {{ خزاعة }} دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم قالت بنو بكر :_ لن نكون مع خزاعة في حلف واحد ، فأرادت {{بنو بكر}} أن يكونوا في الحلف المعاكس [[ مع أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية ، لدرجة أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ، فالآن دخلوا في حلف قريش مثل ما نقول جكر في خزاعة رغم أنهم لا يميلون لقريش ]] ___________ وفي أثناء هدنة صلح {{ الحديبية }} وفي السنة الثامنة من الهجرة شاب من بني بكر ، وقف يردد الشعر ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم سمعه شاب من خزاعة ، لم يتحمل ان يهجو محمد وهو حليفهم يعني انت تهجو محمد {{ صلى الله عليه وسلم وسلم }} معناها تهجونا فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه هنا ثار الدم في رؤوس القبيلتين فماذا فعلت قريش ؟؟ أخذت قريش تحرض حليفتها {{ بني بكر }} على قتال {{ خزاعة}} وأعانت {{ قريش}} بنو بكر بالسلاح والدواب، بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم ١_عكرمة بن ابي جهل ٢_ وصفوان بن أمية ٣_وسهيل بن عمرو [[ تذكرون سهيل ؟؟ هو الذي كتب بنود معاهدة الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم]] اعانت قريش بنو بكر وقالت لهم قريش :_ باغتوهم في الليل وتم الأتفاق __________ وجاوؤهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له {{ الوتير }} وقتلوا منهم بعض رجالهم فلما رأت {{خزاعة}} أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم فماذا فعلوا خزاعة ؟؟ هربوا و دخلوا الى الحرم [[ وكانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم، وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يستطيع أن يقترب منه حتى يخرج من الحرم ]] فلما دخل رجال خزاعة الحرم قالوا لقائد بني بكر واسمه {{ نوفل بن معاوية }} وقد أسلم فيما بعد قالوا له :_ يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، الله الله في إلهك الله الله في إلهك ! فإننانحتمي به في البيت فقال نوفل :_ لا إله هذه الليلة وصاح برجاله :_ يا بني بكر أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟ [[ يعني انتوا متى فرقت معكم دائما بتسرقوا بالحرم وقفت على قتلهم بالحرم خذوا ثأركم ]] فقتلوا منهم بالحرم {{ ٢٠ }} رجلا من خزاعة ______________ ماذا يعني هذا ؟؟ يعني أنه نقضا واضحا وصريحا {{ لصلح الحديبية }} من قريش لأنها أعانت {{بنو بكر }} بالسلاح، بل واشتركت ايضا في قتال {{ خزاعة}} حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم ولو كانت قريش لم تشترك معهم لكان أكتفى صلى الله عليه وسلم بعقاب {{ بنو بكر }} فقط كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي اعتدت على بعض الصحابة _____________ هذا ما وقع في مكة ننطلق الآن بكم مباشرة ، الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هناك عند ام المؤمنين {{ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها التي تزوجها النبي في {{ عمرة القضاء }} اخر من تزوج صلى الله عليه وسلم وكانت ليلتها ، فكان صلى الله عليه وسلم في حجرتها وقد قام من الليل يصلي [[ لان قيام الليل فرض عليه ]] تقول ميمونة رضي الله عنها :_ سكبت له وضوءاً فلما شرع في وضوئه و مضمض واستنشق و أراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء وقال نُصِرتَ، نُصِرتَ، نُصِرتَ فقالت :_ بأبي وامي يارسول الله ، من تكلم ؟!!! قال :_ لقد حدث حدثا في خزاعة الليلة وسمعتهم يستنصرونني ، فوالذي نفس بيده لأنصرنهم ثم أتم وضوئه وقام يصلي ولم تخبر ميمونة أحدا بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة ولم يكلم النبي أحد ومضت ثلاثة أيام [[ والمسافة من مكة للمدينة ٦ أيام ]] __________ فلما وقع هذا الاعتداء ، انطلق فورا من {{ خزاعة أحد }} شعرائهم وهو {{عمرو بن سالم الخزاعي}} انطلق الى المدينة المنورة يستنصر النبي صلى الله عليه وسلم فلما وصل ، و وقف على باب المسجد ، وهيئته هيئة المذعور [[ فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام اي في نصف الوقت ]] وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في مسجده بين أصحابه فوقف {{ عمرو بن سالم }} كان مغبرا اشعثاً فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال شعرا [[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]] فقال يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا [[هكذا والله عقيدة كل مؤمن كاملة ، هو يدعو الله يقول يارب ، ولكنه يدخل من باب رسول الله ، لأن ركن من اركان التوحيد {محمد رسول الله } فالوصول إلى الله عن طريق محمد ، ومن شاء ان يدخل من طريق آخر غير محمد فليفعل ، هو حر ، لنرى أين سيصل ؟؟ ]] يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا ... حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا [[يشير إلى الصلح الذي ذكرناه مع جده عبدالمطلب وابوهم ]] أنّ قريشاً أخلفوك الموعدا ** ونقضوا ميثاقك المؤكّدا هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا [[اي نايمين ]] وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا [[ اي فينا المسلم والغير مسلم اللي بيصلي قتلوه والنايم قتلوه ]] فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا [[ أي لا نريدها سرية نريدها غزوة اي انت على رأسها ، يارسول الله ولا يقول رسول الله إلا مؤمن إذن هو مؤمن ]] فلما انتهى من شعره قال له النبي صلى الله عليه وسلم في قوة وحزم :_ نُصِرتَ يا عمرو بن سالم ، والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي ___________ وكان قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن ينتقم لخزاعة من {{بني بكر }} ومن {{ قريش }} لإعتدائهم عليهم، ونقضهم صلح الحديبية فقال :_ يا عمرو ارجع الى مكة ، ولا تخبر أحدا أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا ، وأسكنوا حتى يأتيكم أمري ودخل صلى الله عليه وسلم بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب هذه كانت المقدمة وأرجو من الله أن يكون هذا الجزء واضح ومفهوم يتبع إن شاء الله ، وفتح مكة شرفها الله تعالى ستأخذ معنا وقت وفيها الكثير الكثير من الدروس والعبر من قرأ يضع لايك لنتعرف على هذه الوجوه المؤمنة _____ #الانوارالمحمدية _____ ____صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٣ " السيرة النبوية العطرة (( قرار فتح مكة )) ____________ بعد نقض قريش صلح {{ الحديبية }} قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يقوم بغزو مكة وسبحان الله العظيم إذا أراد امراً ، يهيئ له الأسباب جاء نقض الصلح من قريش في هذا الوقت فمكة بيت الله الحرام، ولا يجوز أن تكون تحت حكم المشركين ولا يجوز أن تكون هناك أصنام حول الكعبة ولا يجوز أن يطوف البعض بالبيت عرايا ولا يجوز أن يكون في مكة بيوت دعارة، وهناك بصفة عامة أوضاع كثيرة غير مقبولة في مكة كما أن مكة لها مكانتها المعروفة بين العرب فلو فتحها المسلمون لدخلت {{الجزيرة العربية }}كلها في الإسلام وهذا ما حدث بالفعل كما قال تعالى {{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }} و غدر قريش ونقضهم صلح الحديبية أمر قد لا يتكرر مرة أخرى لأن قريش تعلم جيدا أن موازين القوى أصبحت في ذلك الوقت في صالح المسلمين تماما ، وكان هذا الإعتداء من جانبهم على خزاعة تهورا وتصرفا أحمقا غير مبرر فهم ليسوا على عداوة مع {{ خزاعة }} بالأصل ولا هم علاقتهم بهذه القوة مع {{ بنو بكر }} ولو تكرر هذا الموقف مائة مرة لما تهورت قريش وأقدمت على ما هي اقدمت عليه ولو لم تنقض قريش الصلح ، كان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظر {{ ٨ }} سنوات أخرى وهي المدة الباقية من صلح الحديبية، لأن المسلمون يحترمون تعاهداتهم، ولا يمكن أن ينقض الرسول صلى الله عليه وسلم العهد ابدا فقرر النبي صلى الله عليه وسلم غزو مكة ، ولكنه لم يخبر احدا ____________ نرجع لقريش ومثل ما يقول العوام من الناس [[ راحت السكرة وجاءت الفكرة يعني جاء العقل بعد الجنون ]] وأخذت {{ قريش }} تبحث عن حل للمشكلة التي أوقعت نفسها فيها فقالوا :_ ما فعلناه إن بلغ محمداً ، فهو نقض للصلح فما العمل ؟؟ قريش خائفة لنقضهم الصلح مع المسملين والسبب هي تعلم جيدا أنها الآن أضعف بكثير من المسلمين وتعلم جيدا أنه اذا كانت القوة متعادلة بين الفريقين في السنة السادسة من الهجرة، عند توقيع صلح الحديبية فان القوة الآن في صالح المسلمين بعد عامين فقط في السنة الثامنة من الهجرة فقد رأت قريش أن المسلمون قد انتصروا بعد {{الحديبية }} في معركتين من أصعب المعارك وهما {{ خيبر }} و{{ مؤتة }} {{ خيبر }} بحصونها وكثرة مقاتليها أقوى من قريش وفي {{ مؤتة }} ثبت المسلمون أمام جيش الإمبراطورية الرومانية وتعلم قريش أن الجيش الإسلامي مدرب تدريبا جيدا، لكثرة المعارك التي خاضها في فترة قصيرة جدا، وتعلم أن الروح المعنوية للجيش مرتفعة جدا من جهة أخرى تضاعفت أعداد المسلمين في هذه الفترة من الزمن ودخلت كثير من القبائل بل والممالك في الإسلام فاليمن دخلت في الإسلام وعمان دخلت في الإسلام، ودخلت كثير من القبائل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم بينما أحلاف قريش قليلة جدا وغير قوية، وتكاد تكون محصورة في ذلك الوقت في {{ بنى بكر }} فقط شيء آخر وهو تناقص أعداء المسلمين ، وضعفت شوكتهم، فاليهود انتهى خطرهم تماما و{{ غطفان }} التي كانت القوة الأكبر في حصار المدينة في الأحزاب انتهى خطرها كذلك وجاءت وفودها تعلن الإسلام _________ كانت قريش تعلم كل ذلك ، ولذلك اجتمعت قريش لتبحث عن حل لهذه المشكلة التي أوقعت نفسها فيها وهي نقضها لبنود صلح {{الحديبية }} وبالتالي احتمال دخولها في حرب جديدة مع المسملين، بل وغزو المسلمين لمكة وقررت قريش في هذا الإجتماع أن ترسل {{ ابو سفيان بن حرب }} فقالوا له: ما لها سواك يا أبا سفيان ، اخرج إلى محمد فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة وكانت بنته زوجة النبي {{ ام حبيبة رملة بنت ابو سفيان رضي الله عنها }} قالوا له :_ تذهب لزيارت بنتك ، ومن خلالها تصل لمحمد وأطلب إليه أن يشد بالعهد ويزيد في المدة وخرج ابو سفيان وحده لتجديد العهد، وطلب مد مدة الهدنة سيد قريش يقوم بهذه المهمة بنفسه؟؟!!! كان هذا تنازل كبير عن كرامة قريش وكبرائها وهذه هي أول مرة في تاريخ قريش تقدم فيه مثل هذا التنازل ولكن قريش رأت أن تقدم هذا التنازل وتخسر هذه الخسارة خير لها ألف مرة من خسارة أكبر كثيرا ، لو قام المسلمون بغزو مكة، وهذا يدل على مدى الرعب والرهبة الذي كانت فيه قريش من المسلمين ____________ انطلق {{ أبو سفيان}} من {{ مكة }} ووصل أبو سفيان الى المدينة، وكان عمره في ذلك الوقت {{ ٧٠ عاما }} واتجه أول الأمر الى ابنته {{ أم حبيبة}} زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وقلنا من قبل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد تزوجها منذ عام واحد في السنة {{السابعة من الهجرة}} وهي بالحبشة وكانت {{ أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان }} من اوائل المسلمين الذين أسلموا في مكة وهاجرات للحبشة وذكرنا قصتها بالتفصيل وأبو سفيان له {{ ١٧ }} من الابناء {{ ١٠ }} من البنات و {{ ٧ }} من الأولاد منهم ولده الأكبر {{ حنظلة }} قتل في بدر كافرا فأبو سفيان لقب ، أم كنيته الحقيقية {{ أبو حنظلة }} ومن ابناءه {{معاوية بن ابي سفيان }} الذي أصبح خليفة المسلمين طرق باب حجرة بنته {{ أم حبيبة }} رضي الله عنها فلما فتحت نظرت الى أبيها وكان هذا اللقاء بعد غياب {{ ١٦ سنة }} فكان {{أبو سفيان}} يعتقد من {{أم حبيبة}} استقبالاً حافلاً ولكن {{ أم حبيبة }} نظرت إلى ابوها سيد قريش ، ولكنه عدو لرسول الله فسكتت ولم تتكلم وحارت بأمرها فأراد ابوها أن يفك هذه الحيرة فدخل من دون أن تقول له ادخل ولما ان أراد أن يجلس على الفراش الوحيد في الغرفة، وهو فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، اذا بها تسرع وتطوي الفراش حتى لا يجلس عليه أبوها فتعجب وكانت صدمة له ، فأراد ان يخرج من هذا الحرج وقال لها بلطف :_ يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟! [[ يعني لم تجلسيني على الفراش لأني رجل عظيم لا يصح أن أجلس على هذا الفراش المتواضع، أم أنا أقل من أن أجلس على هذا الفراش ]] وانظروا ما أجمل الإيمان بالله عندما يكون صادقاً لا يعرف المداهنة ، حتى ولو كان ابوها قال تعالى {{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ }} :_يا بنية ، ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟! فقالت له أم حبيبة في صلابة وجفاء واضح :_ هو فراش رسول الله، وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراشه [[فصدم أبو سفيان من رد ابنته ودارت الأرض به ]] وقال: _ يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شرٌّ كبير قالت :_ بل أصابني الخير الكثير وهداني الله تعالى للإسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر، واعجب منك يا أبتِ وأنت سيد قريش وكبيرها قال :_أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟ [[إذا كان هذا جوابها عندما أراد أن يجلس فكيف لو أراد أن يناقشها بأمور أخرى ]] فتركها وخرج _________ واتجه {{ أبو سفيان}} الى الرؤف الرحيم ، اتجه إلى المبعوث رحمة للعالمين ، اتجه إلى صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم فدخل إلى مسجده فوراً فسلم وجلس وقال :_ يا محمد حين انعقد الصلح مع قريش لم أكن شاهده [[انظروا إلى نفاق المشركين و لغتهم ومن سار في طريقهم ومذهبهم ]] :_ يا محمد حين انعقد الصلح مع قريش لم أكن شاهده ، وقد تبدلت الايام وتغيرت ، وأمر قريش بين يدي فأحببت ان أتيك واشد بالعهد وازيد بالمدة [[ماشاء الله على السياسة وأهلها عندما يضعف العدو أول شيء يقوم به المفاوضة ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم قال له :_ هل كان هناك حدث ؟؟ [[ يعني صار شي ]] قال ابو سفيان :_ لا معاذ الله، نحن على عهدنا وصلحنا لانغير ولا نبدل قال :_ إذن هو ذاك العهد على ما هو عليه [[ كلمتين هل من حدث ؟؟ لا ، إذن هوذاك نحن على عهدنا ]] ثم أعرض بوجهه عنه صلى الله عليه وسلم ____________ فخرج {{ أبو سفيان}} من عند النبي صلى الله عليه وسلم واتجه الى {{ أبو بكر}} وقال :_ يا با بكر كلم لنا صاحبك يجدد العقد و يزيد في المدة فقال له ابو بكر :_جواري في جوار رسول الله [[ يعني ما أنا بفاعل، فلن أتوسط بينك وبين الرسول ، رأيي من رأيه ]] ____________ فخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ أبي بكر }} فتوجه الى {{ عمر بن الخطاب }} وطلب منه كما طلب من أبي بكر أن يتوسط له عند النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عمر رد عليه :_ أنا أشفع لكم عند رسول الله، فوالله الذي لا إله الاهو لو لم أجد لكم إلا الذر لجاهدتكم به. [[ أي لو لم يكن معي الا جيش من النمل لقاتلتكم به يعني اذا مات الرجل كلهم وما بقي رجال بغزوكم بالنمل ]] ___________ وخرج {{ أبو سفيان }} من عند {{ عمر}} واتجه الى {{علي بن ابي طالب}} ودخل عليه في بيته، وكانت معه زوجته السيدة {{فاطمة}} فقال أبو سفيان لعلي: - يا علي، إنك أَمَسُّ القوم بي رحماً ، وأقربهم مني قرابة، وقد جئت في حاجة، فاشفع لي الى محمد فقال على بن ابي طالب:_ ويحك يا أبا سفيان ! والله إذا عزم رسول الله على أمرٍ ما نستطيع أن نكلمه فيه [[يعني ايش بتحكي انت والله لا أحد يستطيع أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر ]] فقال :_ أليس عندكم من قِرا [[ يعني ضيافة قدمولي شي اشربه ]] فأحضرت له السيدة فاطمة الضيافة وكان {{الحسن }} طفلا صغيرا ، يلعب في البيت فأراد {{أبو سفيان}} أن يتلطف الى السيدة فاطمة لعله تشفع له، وهو يعلم حب النبي صلى الله عليه وسلم لها فقال للسيدة فاطمة:_يا بنت محمد ، هل لك أن تأمري بُنيك هذا فيُجير بين الناس ،ارفعي ولدك هذا ، وقولي قد أجار الحسن بن علي ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ ولكن السيدة {{فاطمة}} تجاهلة مزاحه وقالت في وقارها:_ والله ما بلغ بُني ذلك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسقط في يد أبو سفيان وقال: _يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ والأبواب كلها قد سدت فانصحني فقال له علي: _والله يا أبا حنظلة [[ كما قلنا هو ابو حنظلة ولكن اشتهر بكنية ابو سفيان ]] _والله يا أبا حنظلة لا أعلم شيئا يغني عنك، ولكنك انت سيد بني كنانة، فقم فأَجِر بين الناس، ثم الحق بأرضك. [[أي قم وسط الناس، وقل أنك أجرت بين الناس، أي أنك حجزت بين الناس، ومنعت وقوع الحرب بينهم، ولأنك سيد بني كنانة وشخصية لها مكانته في الجزيرة فالمفروض أن يحترم الناس هذه الإجارة ]] فقال أبو سفيان: أوترى ذلك مُغنياً عني شيئاً؟ قال علي بن أبي طالب: _ لا والله ما أظن، ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام {{أبا سفيان}} ودخل المسجد وقال: _يا أيها الناس، إني قد أَجرت بين الناس فلم يرد على {{ أبو سفيان}} أحد ولم يلتفت اليه أحد ____________ ركب أبو سفيان بعيره راجعا إلى مكة، ومر في طريقه على سلمان وصهيب وبلال فقالوا: _ والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها [[ يعني مثل ما نقول يا حسرة على هذه السيوف التي بأيدينا لم تقتل هذا الكافر في الحروب السابقة لعلها في الايام القادمة تنال منه ]] فسمعهم {{ أبو بكر }} فلم يعجب ابو بكر ما قالوه، فنهرهم قائلا:_ أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! وذهب {{أبو بكر}} وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: _يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك وفهم {{أبو بكر}} فورا [[ إن كنت أغضبتهم، لماذا؟ لأن هؤلاء من أولياء الله{{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون }} يقول الله في الحديث القدسي من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، فمن أغضب أولياء الله ، فإنه يغضب الله عزوجل ، لذلك اخفى الله أولياءه بين البشر حتى يكون الناس على حذر ولا يتجرأ أحد ، أن يؤذي إنسان ويكون هذا الانسان في علم الغيب من اولياء الله ]] وذهب ابوبكر من فوره الى سلمان وصهيب و بلال وقال لهم:_ يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: _لا، يغفر الله لك يا أُخيَّ [[اذن كان هناك منتهى الغلظة في التعامل مع أبو سفيان ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أي منهم ما فعله، لأن الموقف موقف حرب، ولابد من الغلظة في التعامل مع الكفار في وقت الحرب ]] قال تعالى {{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }} __________ ورجع أبو سفيان إلى مكة، وهو يعلم أنه قد فشل في أداء مهمته وقال له أشراف مكة: - ما وراءك؟ فقال أبو سفيان: - جئت محمدا فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا، ثم جئت ابن أبي قحافة، فوالله ما وجدت فيه خيرا، ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو، ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم، وقد أشار علي بأمر صنعته، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئا أم لا؟ فقالوا: - فبماذا أمرك؟ فقال: - أمرني أن أُجير بين الناس ، ففعلت. قالوا: - فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال: - لا قالوا: - ويحك! ما زادك الرجل على أن لعب بك. فقال أبو سفيان: - لا والله ما وجدتُ غير ذلك ________ وعلمت قريش أن احتمال قيام معركة مع المسلمين أمر محتمل ووارد وعلمت أن قيام النبي صلى الله عليه وسلم بغزو مكة أمر محتمل ووارد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش بالإستعداد ، وأمر بالمسلمين من القبائل خارج المدينة أن يتجمعوا في المدينة وكما هي عادة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يخبر أحدا أين وجهته {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }} وكان صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على كتم خبر خروج الجيش الى مكة لأنه صلى الله عليه وسلم ، كان يريد ويخطط لدخول مكة بلا قتال، وسفك دماء بالحرم فكان يريد أن يستخدم كل عوامل القوة حتى يصل بقريش الى الإستسلام ومن عوامل القوة هو مفاجأة العدو، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه {{اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }} كذلك كانت هناك وحدات صغيرة بقيادة عمر بن الخطاب تقف على مداخل المدينة [[ نسميه حاجز هويتك وين رايح وين كنت ، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينة المنورة]] وتتحفظ على من سلك طريق المدينة مكة، وذلك حتى يحول دون حصول قريش على أي معلومات عن تجهيزات المسلمين _______ وبرغم ذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مضطرا الى أن يقول هذا السر لكبار الصحابة ، و صحابته المقربين الذين طلب منهم مهمات عسكرية محددة ومن هؤلاء الذين علموا بنيته في فتح مكة {{حاطب بن ابي بلتعة}} رضي الله عنه و{{حاطب بن ابي بلتعة}} كان عمره في ذلك الوقت {{ ٤٣ عام}} أي أنه في سن اكتمال الرجولة، وهو من المهاجرين ومن الذين اشتركوا في بدر وثبت مع النبي في أحد كما شهد الخندق والحديبية وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى المقوقس حاكم مصر ودار بينهما حوارات طويلة حتى قال له المقوقس في النهاية :_أنت حكيم جئت من عند حكيم _______ ولكن في لحظة من لحظات الضعف الإنساني والصحابة ليسوا بمعصومين ، فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة وهذا الصحابي الجليل ، كانت له ذلة ولكنها غير قادحة بأيمانه فقرر {{ حاطب }} أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يخبر قريشا بقدوم النبي اليهم وكان السبب أن {{ حاطب }} كان له بمكة بعض أهل بيته، وكانت له تجارة في قريش، وكان {{ حاطب}} يعاني من ايذاء قريش له في أهله وماله في مكة فأراد {{حاطب}} أن يؤدي لأهل مكة خدمة، حتى لا يؤذونه في أهل بيته ولا في تجارته فكتب {{حاطب}} الى أهل مكة كتابا أخبرهم فيه بمسير النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وأعطى {{حاطب }} هذه الرسالة الى امرأة في المدينة اسمها {{ سارة}} وكانت {{ سارة }} مغنية تغني في مكة [[ يعني بلغة المسلمين اليوم فنانة نجمة كوكب الشرق ]] وكانت قد قدمت المدينة تشكو الحاجة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:- ما كان في غنائك ما يغنيك؟ فقالت: _ان قريشا تركوا الغناء منذ قتل منهم من قتل ببدر فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم عرض عليها الإسلام فرفضت، وقبل منها النبي صلى الله عليه وسلم أن تظل بالمدينة على كفرها __________ فأعطى {{حاطب }}الرسالة الى هذه المرأة، وأعطاها مبلغا من المال على أن تبلغ هذه الرسالة الى قريش وقال لها: _ اخفيه ما استطعت، ولا تمري على الطريق، فإن عليه حرسا فخرجت فسلكت غير الطريق ، وجعلت الكتاب في قرون رأسها [[ أي ضفائر شعرها خوفا أن يطلع عليه أحد]] وهي لا تعلم مضمون الكتاب ولبست لباسها وكان لباسهن مسلمات وغير مسلمات احتشام كامل واتجهت نحو مكة وعندما رأى الحرس امراة تركب دابة لم يلتفتوا اليها فليس لهم شأن بها فتركوها فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما صنع حاطب فقال النبي :_قم يا علي والزبير وطلحة والمقداد، و أدركا امرأة بمحل كذا، قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن أبت فاضربوا عنقها فخرجوا مسرعين خلفها ، حتى أدركوها في ذلك المحل الذي ذكره فقالا لها:_ أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب، فاستنزلاها وفتشاها والتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي :_ إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ولا كذبنا، ولتخرجن هذا الكتاب، أو لنكشفنك، ونمزق عليك الثياب [[امرأة مشركة وفنانة ، مش مسلمة ولما سمعت كلمة نمزق الثياب صاحت بأعلى صوتها لاااا لااااا ورب الكعبة سأعطيكم الكتاب اياكم ان تمزقوا ثيابي ، واليوم المسلمة بتمزع ثيابها لحالها ، هي بتدور بالسوق على موضة بنطلون ممزع ]] قالت :_ اعطيكم الكتاب ، ولكن اصرفوا وجوهكم عني [[ كمان !!! ما بدها تحل جديلة شعرها ويشوفوا شعرها مشان تخرج الكتاب لان كان اذا انكشف شعر المرأة تقوم حرب بين العرب اليوم بيحاربونا لاننا نطلب منهم يستروا شعرهم ]] فأعرضوا بالنظر عنها فكشفت شعرها ،و حلت قرون شعرها ، واستخرجت الكتاب منه ، فأخذ علي الكتاب منها ثم تركوها وانصرفوا ____________ ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين اصحابه فقال :_ اقرأ الكتاب يا علي [[ وكان علي قارئ ]] وحاطب يجلس بين الناس فقرأ علي :_ {{ من حاطب ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لينصرنه الله تعالى عليكم، فإنه منجز له ما وعده فيكم، فإن الله تعالى ناصره ووليه }} فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب وقال له :_ ماهذا يا حاطب ؟ !! فقال حاطب:_ بأبي وأمي انت يارسول الله ، والله ماكفرت منذ ان آمنت ، ولكن امهلني حتى اقول لك قال :_ قل قال :_ يا رسول الله، لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش [[يعني حليفا لقريش مش من قريش ]] وليس احد من اصحابك من المهاجرين إلا ولهم قرابات يحمون بها أهليهم وأمواله، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم، أن اتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال النبي :_ أما أنه فقد صدقكم [[كان ما فعله حاطب رضي الله عنه جريمة شنعاء، وبتعبير العصر فهي خيانة عظمى، لأنه أفشى سرا عسكريا خطيرا كان يمكن أن يعرض الجيش الإسلامي كله لخطر عظيم ولذلك فان {{عمر بن الخطاب}} لم يقنعه ما قاله حاطب، فهو بذلك يحمي أهله على حساب جيش بالكامل ]] ولذلك قال عمر:_ يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ لا يا عمر ومن قال لك انه منافق ، انسيت انه بدري [[ نعم حاطب شهد بدر ]] انسيت انه بدري ، ومايدريك يا عمر أن الله تجلى واطلع على أصحاب بدر يوم بدر فقال:_ قد رضيت عنكم فأفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم يقول عمر :_ فما بقي بدري في المسجد ٱلا وجهش [[ اي بكى ]] يعني لولا هذه الذلة من هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه من اين تأتي هذه البشرى لاهل بدر ، أن الله قد تجلى واطلع على أصحاب بدر يوم بدر وقال قد رضيت عنكم فأفعلوا، ما شئتم فقد غفرت لكم ثم اكب حاطب على يدي النبي صلى الله عليه يقلبهما ويبكي ويقول :_ والله لم انافق يا رسول الله والنبي يقول له :_ وانا اشهد __________ فالرسول صلى الله عليه لم يعفو عن حاطب فقط، وانما أيضا رفع من قدره أمام المسلمين، لأن حاطب قدم تضحيات كثيرة، وله رصيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فليس معنى أنه أخطأ مرة أن ينسى له النبي صلى الله عليه وسلم ما قدمه من قبل و الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا يريد أن يكون عونا للشيطان على {{حاطب}} فالمسلم عندما يكون صالحا ويرتكب ذنبا يوسوس اليه الشيطان أنه قد أضاع كل شيء ويحبطه عن التوبة و النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد لحاطب أن يسقط في هذه الدائرة، بل على العكس يريد أن يأخذ بيده حتى يخرج به من هذه الأزمة والبطولة هي أن تأخذ بيد المخطىء وتصلحه لا أن تسحقه __________ وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف لحاطب بن أبي بلتعة في أول سورة الممتحنة، يقول تعالى {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }} ونلاحظ ان الله عزوجل بهذه الآية يشهد لحاطب بالأيمان {{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}} إذن وصفه بالايمان وقوله عدوي وعدوكم أي يا حاطب اعدائي هم اعدائك لأنك من أهل الله وخاصته فأنت مع الله ورسوله وعباده الصالحين ثم دعى النبي صلى الله عليه وسلم ربه مرة أخرى {{اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها }} يتبع إن شاء الله ...... ____ #الانوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٤ " السيرة النبوية العطرة (( استعداد جيش المسلمين لدخول مكة )) _________ قلنا أن قريش نقضت صلح {{ الحديبية }} واعتدت على قبيلة {{خزاعة}} وهي في حلف النبي صلى الله عليه وسلم وقرر النبي صلى الله عليه وسلم الخروج لفتح مكة وأعلن للصحابة وجهته وانه يريد فتح مكة _________ وخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة بجيش قوامه {{ ١٠ آلاف مقاتل }} مدجج بالسلاح الله الله ، ما أجمل دين الله الله الله ، ما أعظم كلام الله {{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }} سبحانك ما أعظمك ، سبحانك ما أجملك ، سبحانك ربي سبحانك لقد هاجر الى المدينة صلى الله عليه وسلم قبل {{ ٨ سنوات إلا ٣ أشهر }} وحده بصحبة الصديق ومطارد في الطريق ، واليوم يرجع الى مكة على رأس{{ ١٠ آلاف }} موحد بالله لو أمرهم أن يزيلوا الجبال لأزالوها ، هكذا من صدق الله لم تشهد الجزيرة هذا العدد الكبير من الجيش الا جيش أبرهة في عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بخمسين عاما، ثم في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة وكان قوام الجيش من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار {{ ٧٠٠ من المهاجرين }} {{ ٤ آلاف من الانصار }} اهل المدينة والبقية من القبائل العربية التي دخلت الإسلام وجاءت الى المدينة للإنضمام الى الجيش استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أو لحقت بالجيش وهو في طريقه من المدينة الى مكة وكان خروج الجيش من المدينة في {{ ١٠ رمضان }} من السنة الثامنة من الهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم صائما والجيش كله صائما، حتى اذا وصلوا الى موضع اسمه {{ الكديد}} أفطر النبي صلى الله عليه وسلم، فأفطر المسلمون وظل النبي صلى الله عليه وسلم يفطر حتى دخل مكة وقد أخذ الفقهاء من ذلك أن المسافر له أن يصوم وله أن يفطر ____________ في ذلك الوقت كانت قريش لا تعلم شيئا عن تحركات المسلمين، وقد أعمى الله الأخبار عن قريش إجابة لدعائه صلى الله عليه وسلم ، فلم يعلموا بوصوله إليهم، ولم يبلغهم حرف واحد من مسيره إليهم وفي هذه الأثناء خرج {{العباس بن عبد المطلب}} عم النبي صلى الله عليه وسلم ، بأهله من مكة مهاجرا الى المدينة، وكان {{ العباس }} قد أسلم منذ {{ بدر }}في السنة الثانية من الهجرة ولكنه لم يهاجر منذ ذلك التاريخ ولمدة {{ ٦ سنوات }} بالرغم من أن الهجرة قبل فتح مكة كان فرضا ، لأنه كان عيناً للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة فكان {{ العباس}} هو آخر من هاجر من المسلمين، فقابل {{العباس}} جيش المسلمين في منطقة {{ الجحفة }} وسر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وانضم {{ العباس}} الى جيش المسلمين المتجه لفتح مكة ، وأرسل أهله وثقله إلى المدينة ________ فلما وصل صلى الله عليه وسلم الى {{ مَرُّ الظهران}} وهو وادٍ في شمال مكة يبعد عن مكة {{ ٢٢ كم }} ويسمى الآن {{ وادي فاطمة}} فعسكر الجيش هناك وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، الجيش بأن يوقد كل منهم نارا فأوقدوا عشرة آلاف نار، حتى اذا رأتهم عيون قريش تصيبهم الرهبة من الجيش، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قائد الحرس هو {{ عمر بن الخطاب}} __________ وكان {{ العباس}} عندما راى جيش المسلمين وكثرتهم علم أن قريش لا قبل لها بهذا الجيش وعلم أنه اذا وقع قتال فسيتم سحق قريش تماما وأشفق {{ العباس بن عبد المطلب}} على قريش فركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم واتجه الى مكة، حتى يقنع قريش بأن تستلم وأن تطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم __________ وفي ذلك الوقت كان قد خرج من مكة ١_ أبو سفيان بن حرب ٢_و حكيم بن حزام ٣_ و بديل بن ورقاء يلتمسون الأخبار بأنفسهم، فلما رأوا النيران قال أبو سفيان :_ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا ، هذه النيران كنيران عرفة فقال بديل:_ هذه والله خزاعة حمشتها الحرب [[ أي حمستها الحرب لتنتقم وتأخذ الثأر ]] وكان {{ بديل }} من {{ خزاعة }} يقيم في مكة فهو يتمنى أن تكون كل هذه الجموع من {{ خزاعة }} فقال أبو سفيان:_ خزاعة !!! هي أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها فسمع أصواتهم من بعيد {{ العباس بن عبد المطلب }} فعرفهم فنادى {{العباس }} بأعلى صوته على {{ أبو سفيان}} وقال :_ يا أبا حنظلة [[ أبا حنظلة هو كنية أبو سفيان لأن ابنه الأكبر هو حنظلة وقد قتل يوم بدر كافرا ]] فقال أبو سفيان: _أبا الفضل ؟ قال العباس: _ نعم قال أبو سفيان: _ مالك، فداك أبي وأمي ؟ فقال العباس:_ويحك يا أبا سفيان ! هذا رسول الله في الناس ، على رأس عشرة ٱلاف مدجج بالسلاح، يا ويل قريش والله ، واصباح قريش [[ يعني خربت دياركم لن يصبحكم الله بخير ]] قال أبو سفيان:_ فما الحيلة يا ابا الفضل فداك ابي وأمي ؟ قال العباس: _ اتسأل المشورة هذا الليلة يا ابا حنظلة ؟؟ والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب خلفي على هذه البغلة، حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك فركب {{ أبو سفيان}} خلف {{ العباس}} على بغلة رسول الله صلى الله عليه ورجع حكيم و بديل __________ وعاد {{ العباس}} الى معسكر المسلمين فكلما مر على أحد من المسلمين قال :_ من هذا ؟؟ فاذا اقترب قالوا {{ عم رسول الله على بغلته }}فيتركوه حتى مر على قائد الحرس {{عمر بن الخطاب}} فقال :_من هذا ؟؟ ثم قام فنظر فرأى أبو سفيان فقال:_ أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد [[ كان قتل سيد قريش قبل بدء المعركة مكسب كبير للمسلمين يمكن أن يحسم المعركة، ولذلك أراد عمر أن يقتل أبو سفيان وقد جاء بعد نقض العهد، بينما لم يفعل ذلك عندما جاء أبو سفيان الى المدينة، لأن أبو سفيان جاء سفيرا لقريش، ولذلك قال عمر الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، مافي شي يمنعني من قتلك الآن ]] ثم أخذ عمر يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه وقال: _ يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه فقال العباس: _ يا رسول الله، إني قد أجرته فأصر {{عمر }} على قتل {{ أبو سفيان}} وأخذ يتحدث الى الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك و{{ العباس}} يرد على عمر والنبي صلى الله عليه وسلم لا يرد عليهما يقول العباس: _ فلما أكثر عمر في شأنه ومجادلته قال العباس :_ مهلا يا عمر فوالله لو كان {{أبو سفيان}} من بني عدي [[ اي لو كان من قبيلتك يا عمر ]] ما قلت هذا ولكن لأنه من {{ بني عبد مناف}} [[كان العباس لا يزال متأثرا بالجاهلية، ولم تكن قضية الولاء للمسلمين والبراء من المشركين واضحة في ذهنه ]] فأراد عمر أن يعطيه درسا هاما في الولاء والبراء وقال له:_ مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم وما ذاك الا أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إسلام الخطاب لو أسلم ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم للعباس: - اذهب به يا عباس الى رحلك فاذا أصبحت فأتني به النبي صلى الله عليه وسلم يريد لابي سفيان أن يسلم كيف لا ؟؟ وهو الذي ارسله الله رحمة للعالمين ، وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }} ليس فقط اخوك بالدين ، واخوك في الانسانية أيضا ، ألسنا كلنا من آدم ، وعدونا واحد وهو أبليس ، اليس من واجبك إذا هداك الله وأنار قلبك ، أن تتمنى هذه الهداية لجميع خلق الله على الإطلاق __________ وسبحان الله ومن حكمته صلى الله عليه وسلم أراد أن يرى ابو سفيان حال المسلمين فذهب مع العباس ، ونظر ابو سفيان للصحابة منهم من قام يصلي ، ومنهم من يقرأ القرآن ، ومنهم من قام يناجي ربه فلما صار وقت الفجر قام بلال يأذن للصلاة ، وثار الناس ، وهرعوا للصلاة فهذا التحرك من الصحابة لصلاة الفجر أرعب أبو سفيان ففزع أبو سفيان وقال للعباس :_ يا أبا الفضل ما يريدون؟هل أمر محمد بشيء ؟ !! قال :_ لا يا ابا حنظلة أنها صلاة الفجر قال :_ كم مرة تصلون باليوم قال :_ خمس مرات وهذه صلاة الفجر هي اقربها لمرضاة الله واخذ يخبره عن فضلها فقام ابو سفيان ينظر فرأى الصحابة يتلقون وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبادرون لخدمته ، وثم رآهم يركعون إذا ركع ويسجدون إذا سجد فقال للعباس: _ يا عباس ما يأمرهم بشيء إلا فعلوه ؟!!! فقال له العباس:_ لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه فقال ابو سفيان : _ ما رأيت مُلكاً مثل هذه الليلة ، و لا ملك كسرى ولا ملك قيصر ، ولا ملك بني الأصفر ، لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيماً فقال له :_ إنها النبوة يا ابا سفيان ، وليست الملك قال :_ نعم هو ذاك _________ فلما جاء الصباح جاء العباس ومعه {{ أبو سفيان }} قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟ فقال أبو سفيان:_ بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لو كان مع الله إله غيره، لقد أغنى عني اشهد أن لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله فقال أبو سفيان:_ بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا [[ ولم يكن ابو سفيان صادقا بهذه الكلمة فهو يعلم يقيناً أن محمداً رسول الله ، ولكنه يبرر إصراره على الكفر حتى هذه اللحظة ]] فقال العباس: _ويحك يا أبا سفيان أسلم قبل أن تضرب عنقك [[يفهم من هذا وإن قال لا اله الا الله لا يعد مسلما إلا ان يقول محمدا رسول الله كلمة التوحيد ومرة أخرى ليس هذا اجبارا لأبو سفيان حتى يدخل في الإسلام، ولكن حسب معطيات الحرب ينبغي قتله، كما أراد عمر بن الخطاب ولكنه اذا أسلم فالإسلام يهدم ما قبله، وهذا من رحمة الإسلام وهو اول اركان الاسلام الشهادتين وليست شهادة واحدة فإن لم يشهد ان محمدا رسول الله فليس بمسلم ]] فلما قال العباس هذا قال ابو سفيان :_ فإني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله رضي الله عن {{ ابو سفيان }} وعن صحابة رسول الله جميعا __________ ثم قال العباس:_ يا رسول الله ان أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم انطلق اباسفيان الى قومك واخبرهم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن _________ كان يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكتفي بأن من من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فما الفرق بين من دخل بيته او دخل بيت ابو سفيان إذن ؟؟ هو أراد أن يتألف قلب {{أبو سفيان}} وكان اعلان النبي صلى الله عليه وسلم ، أن من أغلق عليه بابه فهو آمن يعني بلغة العصر الآن تطبيق {{ حظر تجول }} وهذه هي أول مرة في التاريخ يطبق فيها حظر التجول فالرسول صلى الله عليه وسلم هدفه هو أن يدخل مكة بلا قتال ومن غير سفك للدماء ويعتمد في ذلك على اخافة قريش حتى تسلم وتجبن عن القتال ولذلك أمر الصحابة بأن يوقد كل منهم نارا، ثم هو يعلن الآن بأن من يغلق عليه بابه فهو آمن يعني من يجلس في بيته ولا يشترك في القتال أوالمقاومة فهو آمن، واستثنى المسجد لمكانته، وحتى يكون مكانا يتحدث فيه الى الناس _________ واستكمالا لخطة اخافة قريش أمر النبي صلى الله عليه وسلم {{ العباس }} بأن يجعل {{ أبو سفيان}} في مكان يرى فيه الجيش كله حتى ينقل هذه الصورة لقريش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس:_ يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل [[ المكان الضيق الذي سيمر منه الجيش ]] حتى تمر به جنود الله فيراها ، ولا تلعب به نفسه فذهب به العباس الى حيث امر النبي صلى الله عليه وسلم ومر الجيش كله أمام {{ أبو سفيان}} [[ مثل العروض العسكرية التي تقوم بها الدول الآن ]] وكانت كل قبيلة تمر تحمل رايتها، فكلما مرت قبيلة سأل أبو سفيان عنها فقال:_ يا عباس من هذه ؟ يرد عليه :_ غفار يقول :_ما لي وغفار - يا عباس من هؤلاء ؟؟ - سليم - ما لي وسليم - يا عباس من هؤلاء ؟ - مزينة - يا أبا الفضل ما لي ولمزينة، قد جاءتني تقعقع من شواهقها - يا عباس من هؤلاء ؟؟ - جهينة - ما لي ولجهينة - يا عباس من هؤلاء؟؟ - بنو ليث بن بكر، وبنو ضمرة بن بكر - نعم أهل شؤم والله، هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم، أما والله ما شوورت فيهم ولا علمته، ولكنه أمر حُتِم - يا عباس من هؤلاء ؟ - أشجع - هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في كتيبته الخضراء [[ مش لابسين اخضر كما يستدل البعض ، العرب تطلق الخضرة على السواد ، لانهم لابسين لباس الحرب الكامل ]] حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد [[ يعني لابسين لباس القتال كامل لا يرى منهم إلا عيونهم ]] قال ابو سفيان مدهوش : _سبحان الله يا عباس، من هؤلاء ؟ قال العباس: - هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار قال أبو سفيان: _ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ،والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً !!!! قال العباس: يا أبا سفيان إنها النبوة قال أبو سفيان: _ نعم نعم _______ وحتى لا يكون في قلبك شيئا لأبو سفيان فانه لما أسلم حسن اسلامه، وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم في {{حنين}} وكان عمره {{ ٧٠ عاما}} ولما انكشف المسلمون في {{حنين}} وفر بعضهم ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم وشارك في حصار {{الطائف}} وأصابه سهم في عينه فأصيبت وجاء الى النبي صلى الله عليه وقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ان شئت دعوت فردت عليك، وان شئت فالجنة فقال: _الجنة وشارك في معركة اليرموك ضد الروم ، وكان عمره وقتها {{٧٦ سنة }} فكان من أكبر المسلمين عمرا نقول {{ رضي الله عنه وأرضاه }} __________ ثم قال له العباس:_الحق الآن بقومك وحذرهم فانطلق {{أبو سفيان}} الى مكة، وهي من الرعب في نهاية، وصرخ بأعلى صوته:_ يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن قالوا :_ قبحك الله، وما تغني عنا دارك؟ [[ يعني دارك لكم شخص تتسع ؟؟ ١٥ رجل بالكثير ومكة آلاف فيها ]] قال :_ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فقامت اليه زوجته {{هند بنت عتبة}} ونادت:- يا معشر قريش اقتلوا هذا الشيخ الأحمق، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟ فقال أبو سفيان:_ لا تغرنّكم هذه من أنفسكم، فقد جاءكم ما لا قِبَل لكم به _______ تفرق القرشيون ولزم كثير منهم دورهم ولجأ البعض إلى المسجد وبذلك نجحت خطة المسلمين في تحطيم مقاومة قريش ومع ذلك رفض بعض شباب قريش الإستسلام وقرروا {{المقاومة }}وفي نفس الوقت استعد الجيش لدخول مكة ما الذي حدث بعد ذلك يتبع إن شاء الله ..... _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٥ " السيرة النبوية العطرة {{ يوم فتح مكة شرفها الله تعالى }} __________ وقبل ان يدخل مكة صلى الله عليه وسلم ، قرر دخول مكة بأربعة جيوش أو أربعة كتائب تدخل مكة من اربعة جهات في نفس الوقت وكانت العرب لاتعرف دخولاً لمكة إلامن المسفلة [[اي الطريق السهلة الرملية ، فلا احد يكلف نفسه ان يصعد جبلاً ثم ينحدر بنفسه نزولا بالوادي ]] وذلك حتى يستفيد من التفوق العددي الكبير لجيش المسلمين وكانت هذه الخطة على بساطتها ضربة قاضية لجيش قريش حيث عجزت عن التجمع ، وضاعت منها أي فرصة للمقاومة فجعل على رأس أول كتيبة {{ خالد بن الوليد}} يدخل من أسفل مكة والثاني {{ الزبير بن العوام}} يدخل من أعلى مكة من الحجون مع النبي صلى الله عليه وسلم من جهة والثالث {{أبو عبيد بن الجراح}} يدخل من جهة أخرى من أعلى مكة والرابع {{ سعد بن عبادة}} زعيم الخزرج يدخل من غرب مكة وعدد الجند ١٠ الاف [[ يعني كل ٢٥٠٠ يدخلون من جهة ]] وكان قد أمر أصحابه صلى الله عليه وسلم :_ أن لا تقاتلوا احداً إلا إذا قاتلكم [[يعني الذي يقاتلنا نقاتله دفعا عن النفس ، فهو كان يحب صلى الله عليه وسلم ان يدخل مكة من غير سفك للدماء فهي حرم الله و تعظيما لحرمتها ]] وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ، على رأس ثلاثة كتائب ثلاثة من أهل مكة [[ اي من المهاجرين ]] وذلك تأليفاً لأهل مكة ، حتى لا يشعرون أنه غزو خارجي وإنما قادة الجيش من أهل مكة أنفسهم وجعل على كتيبة واحدة ، واحد من الأنصار حتى ينفي عن الجيش صفة العنصرية _________ هنا لنا وقفة قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أختار أن يدخل مكة من الاعلى مع الزبير وهي منطقة تسمى {{ الحجون }} فيها جبل الحجون و كان جبل شاهق وعليه صخور ملساء من المستحيل أن تصعد عليه الخيل اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذا المكان ، ليدخل منه مكة ونرجع للخلف في السيرة لبداية الدعوة وموقف حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة في مكة عندما كانت قريش تستهزء بدعوته صلى الله عليه وسلم و كان للكعبة باب يغلق ، تدخل قريش فتطوف في داخلها ثم يغلق الباب [[ وهذا بعد تجديد بناء الكعبة وقد ذكرناها كيف كان لها بابان ثم جعل لها باب في اجزاء تجديد بناء الكعبة ]] فجاء النبي صلى الله عليه وسلم على عادة قومه ، وأراد ان يدخل الكعبة فكان مفتاح الكعبة مع {{ عثمان بن ابي طلحة }} اتذكرون هذا الاسم عثمان الذي رافق ام سلمة بالهجرة واسلم مع{{ خالد بن الوليد وعمرو بن العاص }} فكان المفتاح مع {{عثمان بن ابي طلحة }} وهو من بني شيبة الذين معهم مفتاح الكعبة الى ايامنا هذه فكان واقف على باب الكعبة فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يدخل الكعبة ، وضع {{ عثمان بن ابي طلحة }} يديه على الباب وصده عن الدخول فقال النبي له :_ ما بك يا عثمان ؟؟ قال :_ انت رجل فارقت دين قومك , فعلام تدخل كعبتهم فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم :_ يا عثمان كيف ترى إذا كان هذا المفتاح يوماً في يدي أضعه انا حيث اشاء فقال عثمان بأستهزاء واستخفاف قال :_ إذن ذلك يوم طلعت فيه الخيل من {{ الحجون }} وذُلة يومها قريش [[ يعني امر مستحيل يعني اذا أرادت أي قبيلة أن تغزو مكة فلا يمكن ان تدخل من الحجون ، فإذا طلعت الخيل من الحجون الأمر الغير معقول المستحيل ، ولم يبقى ولا رجل في قريش وقتها بيكون مفتاح الكعبة بيدك يا محمد ]] وموقف اخر كان قد وقع بين عم النبي {{ العباس }} و {{ ابو سفيان }} لم يعلم به النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة يدعوا قومه لله ، بعد انتهاء الحصار في شعب ابي طالب قال يوما العباس لابي سفيان قال :_ يا ابا سفيان ألا تعلم أن محمداً صادقاً قال :_ نعم لم نجرب عليه كذباً قط قال :_ ألا ترى أن اصحابه يزيدون ولا ينقصون قال :_ نعم قال :_ ألا ترى انه دين حق ، فما عليك لو اتبعناه فقال ابو سفيان :_ انا اتبع محمداً ؟؟!!! يتيم ابا طالب ، راعي الغنم في قريش ، نعم يا ابا الفضل اتبعه إذا رأيت نواصي الخيل تطلع علينا من {{ الحجون }} فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل بالخيل من الحجون ليحقق لهم المستحيل ________ وسمع بعض الصحابة {{سعد بن عبادة}} وهو يقول:_ اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فلما وصلت للنبي صلى الله عليه وسلم هذه المقولة من سعد قال الصحابة :_ يا رسول الله ، والله لا نأمن سعدا ان تكون منه في قريش صولة [[ومعنى صولة اي يفعل ما يشاء دون رادع كما نقول فلان له صولات وجولات ]] فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بعزل {{سعد }}عن قيادة هذه الكتيبة من الجيش وجعل مكانه ابنه {{قيس بن سعد بن عبادة}} فلم يتأثر سعد ولا الانصار [[ لان هو وابنه واحد ]] _________ ودخلت هذه الكتائب من الجهات الاربعة بلا اي مقاومة إلا باستثناء كتيبة {{ خالد بن الوليد}} حيث تجمع بعض رجال قريش بقيادة {{عكرمة بن ابي جهل وصفوان }} عند جبل اسمه {{الخندمة }} وقالوا :_ نقاتل حتى نقتل أو نصدهم وكان فيهم رجل اسمه {{جماش بن قيس }} كان طوال الليل يعد سلاحاً له في داره فقالت له زوجته وكانت مسلمة بالسر قالت :_ لمن تعد هذا السلاح ؟؟ قال: _ بلغني أن محمداً يريد أن يفتح مكة ويغزوها قالت له :_ أوبعد ما صنع بخيبر [[ تذكره بحصون خيبر التي لا تقهر كيف دك النبي صلى الله عليه وسلم حصونها دكا ]] قالت :_ أوبعد ما صنع بخيبر ما صنع ، يقوم له احد بعد ذلك ، دع عنك هذا ، فلا يقوم لمحمد أحدٌ بعد اليوم [[يعني ما حدا بيقدر يوقف بوجهه بعد ما هزم اليهود التي لا تقهرحصونها بخيابر ]] قال لها :_ فلئن كان لأخدمنك خادما من بعض من أستأسره [[ يعني اذا انتصرت عليه ، بدي اجبلك من كبار اصحابه خدم عندك ، سمعتوا الغرور ؟؟ ]] فقالت له:_ والله لكأني بك وقد رجعت تطلب مخبأ أخبئك فيه لو رأيت خيل محمد [[ يعني سترجع تختبأ عندي ، فانت لم ترى جيش محمد ]] فلما خرج مع صفوان وعكرمة الى {{ الخندمة }} وهو أحد الجبال الوعرة وتصدوا للقوات المتقدمة بالسهام، فأصدر {{خالد بن الوليد}} أوامره بالإنقضاض عليهم وما هي الا لحظات حتى تشتت هذه القوى وفرت وهرب {{جماش }} هذا واخذ يجري الى منزله فدخل مرعباً لبيته وقال لزوجته :_ اغلقي باب البيت ، أما سمعتي ابو سفيان يقول من دخل داره واغلق بابه فهو آمن [[ من خوفه لم يغلق الباب خلفه 😅 ]] اغلقي الباب فقالت له وهي تضحك : _فأين الخادم؟ [[اي ألم تعدني ان تحضر لي خدم من اصحابه اين هم ؟!! ]] فقال لها: دعي عنك [[ علم انها تستهزء به ]] فقال شعرا وأنتِ لو أبصرتنا بالخندمة [[يعني لوكنت معنا وشفتي شو صار بالخندمة ]] إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة [[ يعني هؤلاء رجال قريش وابطالها هربوا ، ماذا اكون انا امامهم اذا هم هربوا وين اروح انا ؟؟]] واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ** يقطعن كل ساعد وجمجمة ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ** لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة [[ ماسمعنا غير صوت السلاح والقتل لا تلوميني لاني خايف]] فضحكت منه وسخرت واغلقت الباب عليه كي يكون في أمان _________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم , كما قلنا كان قد نهى عن القتال إلا من قاتلهم فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم قال :_ قم يا علي وانطلق الى خالد , وقل له يرفع يده عن دماء الناس ، واحصوا عدد القتلى بهذه المعركة الصغيرة فكان عدد من قتل من قريش {{ ٧٠ رجلا }} _________ ونقف هنا ايضا ، ونرجع الى يوم احد اتذكرون حين وقف على جثة عمه حمزة ؟؟ وقد مُثل به ، وجُدع انفه واذنه ، ولاكت هند كبده ، مشهد لم تعرفه العرب من قبل فالعرب لم تكن تعرف {{ المثلة }} والنبي صلى الله عليه وسلم ، بشر يوحى إليه ، فغلبت عليه بشريته من الحزن على عمه يومها فصاح بأعلى صوته ، و اهتز لصوته جبل احد وقال :_ عماااااه ما وقفت موقفاً أغيض علي من هذا ، والذي بعثني بالحق لئن أظهرني الله على قومك يوماً لأقتلن سبعين منهم [[هنا اقسم النبي صلى الله عليه وسلم انت يا حمزة مش بواحد عندي انت بسبعين من قريش ]] واخذ الصحابة من حول النبي ، يحلفون لنفعلن ولنمثلن بهم واذا بجبريل يهبط في نفس الموقف [[ مافي مجاملة عند الله يا اخواني جبريل يهبط والنبي في قمة الحزن]] ويوحي إليه الله عزوجل {{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ }} الذي يصبر ويغفر ويسامح فإن ذلك من عزم الامور فرفع النبي صلى الله عليه وسلم راسه وتلا الايات على اصحابه ، في نفس الموقف ومازالت دموعه تترقرق على لحيته والحزن يغمره فقال :_ لقد اخترنا ما أختار الله لنا من عزم الامور ، نصبر ونغفر ولكن في ذلك الوقت كان قد سبق {{ قسمه }} فأراد الله بمشيئته أن يبر {{ قسم النبي }} صلى الله عليه وسلم واليوم أظهره الله على قريش فلم تقع مع النبي وقريش معركة بعد احد ، وفي الخندق لم يكن هنالك معركة وقتال ، فقد هزم الله الاحزاب يوم الخندق وحده بجند من جنوده وهي {{الريح }} فهذا اول يوم يظهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم على قريش والقسم كان{{ ان يقتل سبعين من رجالهم }} فسخر الله {{خالدا }}وسبحان الله قتل {{٧٠ }} من رجالهم وهذه مشيئة الله ليبر به{{ قسم }}حبيبه صلى الله عليه وسلم والنبي لم يأمر بذلك ولكنها مشيئة الله ولما سأل خالد كم قتلتم منهم ؟؟ قال :_ هم سبعون يارسول الله فقال :_ الله اكبر لقد أردنا أمراً ، و أراد الله آخر __________ وقبل أن يدخل مكة اغتسل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم [[ وهذه سنة ثابتة ان يغتسل الرجل قبل دخول مكة ]] ونزع عنه السلاح ،ولبس لباسه ، وأعتم بعمامته السوداء التي لبسها ليلة الاسراء والمعراج وقد ارخى طرفيها على كتفيه ثم قال لعمه العباس :_ اصرخ بالانصار ولا يأتيني إلا انصاري فنادى العباس :_ يا معشر الانصار الى رسول الله فأسرع الانصار إليه و وقفوا حوله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا معشر الانصارى ارايتم قريش [[ يعني انتم عارفين رجال قريش ]] قالوا :_ نعم قال :_ فإن برزت لكم فحصدوهم حصداً ، حتى توافوني على الصفا [[هل رأيتم هو نهى عن القتال ، وحقن دمائهم ، واعطاهم الامان ، اما إن هم ارادوا ان يسفكوا الدماء بعد ذلك فاحصدوهم حصدا اذا فكروا الغدر ]] لماذا امر الانصار فقط ؟؟ لانهم ليسوا من مكة وليس لهم ارحام بها ، فتأخذهم شفقة الرحم فقالوا :_ سمعاً وطاعةً يا رسول الله فحمل الانصار فقط سلاحهم ومشوا بين يديه صلى الله عليه وسلم _________ ثم ركب ناقته القصواء ، وتقدم نحو مكة فسطع النور المحمدي على اهل مكة من الحجون ، هو على ناقته والانصار حوله مدججين بالسلاح وياله من مشهد وياله من يوم ، صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله صلوات ربي وسلامه عليك يا خيرخلق الله {{ محمد رسول الله}} على ناقته القصواء ، بعمامته السوداء إشارة للسيادة والسؤدود فلما رأى قريش من الاعلى ، وقفت تنظر اإليه والناس تستشرف لرؤيته [[والاستشراف هو ان ينظر الرجل من بعيد ويضع كف يده فوق عينيه كي يحجب اشعة الشمس ، ليتمكن من النظر حتى لا تضرب اشعة الشمس عينيه ]] فلما رأى قريش من الاعلى والناس تستشرف لرؤيته طأطأ راسه صلى الله عليه وسلم حتى أن شعر لحيته يكاد يمس ظهر راحلته [[ ولم يدخلها ممتطياً صهوة جواده كما يفعل القادة الفاتحين، ولم يدخلها على هيئة المنتصرين ويعملوله تمثال ويحطوه بساحة الحرم ، وبكل مدينة تمثال وهو كل اللي عمله خاض حروب وخسرها وضاع الاقصى ]] كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مطأطا راسه ، ساكباً دموعه ،يتلو كلام ربه يمشي الهوينة تواضعاً لله تعالى وهو يتلو قوله تعالى {{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }} فلما وصل للكعبة واستقبل الحجر الأسود بعصاه [[حتى يعلم أمته ترك المزاحمة على الحجر ]] وطاف بالبيت ، وأخذ قوسه وأخذ يدفع به الأصنام حول الكعبة وهو يقول {{جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً}} وكان حول الكعبة {{ ٣٦٠ صنم }} بعدد ايام السنة [[ يعني العرب من غير إسلام كل يوم لهم رب وياريت متفقين على رب واحد ، هكذا العرب من غير دين ]] وسنأتي على ذكر هذه الاصنام بالتفصيل في جزاء خاص __________ ثم طاف بالبيت سبعة ثم جلس النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية من المسجد وأرسل بلالا الى {{عثمان بن طحة}} وهو الذي يحمل مفتاح الكعبة قال :_ له أحضر لرسول الله مفتاح الكعبة [[والمفتاح ليس معه لانه اسلم ،وهاجر للمدينة فالمفتاح مع اخوته ]] فلما جاء عثمان الى بيت أمه لم يجد اخوته فسأل امه عن المفتاح فقالت :_ هو معي قال :_ أعطينيه فقد طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:_ لا والآت لا أعطيك أياه قال :_ يا أماه إن لم تعطينيه ، أرسل غيري ليأخذه فأخذت المفتاح ومفتاح الكعبة له حجم كبير و وضعته في عجزتها [[ والعجز في الجسم هو المكان الذي يكون اعلى البنطلون فيه قشاط البنطلون ]] رفعت دكت سروالها واخفت المفتاح هناك وقالت :_ ليبعث محمد من شاء ، وهل رجل يضع يده ها هنا ؟؟ واستشف صلى الله عليه وسلم بنور النبوة أن عثمان لن يستطيع ان يأتي بالمفتاح فقال :_ قم يا عمر فأتني بمفتاح الكعبة فأنطلق عمر ولماذا عمر ؟؟ لانه الرجل الذي تعرفه قريش وتعرف شدته و يهابه رجال ونساء مكة فكان جهوري الصوت ، كان اذا صاح بأعلى صوته أرتجت الطرقات بصوته ، كان يفر الشيطان من المكان الذي يكون فيه عمر فدنى من البيت ونادى بصوته :_ يا عثمان أين المفتاح ؟؟رسول الله بأنتظارك يقول عثمان :_ فأهتز الدار كأن به رعد فأخرجت أمي المفتاح وقالت لي :_ خُذ ، خُذ لا تدع عمر يدخل فأخذ المفتاح {{ عثمان }} وانطلق به الى رسول الله وهوعند الكعبة _________ فعندما دنى منه ليعطيه المفتاح تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل عشر سنين ، فأخذته الرهبة فسقط المفتاح من يده فظلل النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه على المفتاح ، ثم انحنى إليه واخذه ثم قال لعثمان :_ يا عثمان اتذكر يوم قلت لك كيف بك إذا رأيت المفتاح في يدي ، أضعه انا حيث اشاء قال :_ نعم يارسول الله قال :_ أرايت اليوم نواصي الخيل تطلع من الحجون قال عثمان :_ أشهد أنك رسول الله ، اشهد انك رسول الله {{صلوا على الحبيب ، صلوا عليه قلبكم يطيب }} _________ فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على درج الكعبة [[وكان لها درج من حجارة واسمنت وازيلت حتى لا تعيق الطواف ، واستبدل بدرج متحرك اليوم ]] ففتح النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وأمر بمحو الصور داخل الكعبة، ثم غسلها بماء زمزم ، وصلى داخل الكعبة قيل ركعتين وقيل ثماني ركع ________ ثم خرج من الكعبة، وقريش واقفة تنتظر مصيرها فأسند يديه على جانبي الباب وخطب صلى الله عليه وسلم الناس وقال: - لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده - يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خُلق من ترابـ، ثمّ تلا {{ يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }} ثم قال :_يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم ؟ ؟؟ _________ يالها من عبارة تذكرت قريش بها سجل {{ ٢١ سنة }} هذا محمد يتيم ابا طالب الذي كان لقبه فيكم {{ الصادق الامين }} من قبل سن البلوغ كان يحمل هذا اللقب ولما أصبح رجلاً ، احبه الجميع ، وأحتكم الجميع لديه يوم تجديد بناء الكعبة و وضع الحجر الاسود هذا محمد التي كانت كفار قريش بعد أن نزل الوحي عليه وكذبوه ، كانت لا تضع أماناتها إلا عنده هذا محمد الذي كذبتموه واصطنعتم له الألقاب ، ساحر ، ومجنون ، وكذاب ، وأشر هذا محمد الذي حاصرتموه في شعب ابو طالب ٣ سنين ومات الكثير حوله من الجوع ، وكان يسمع بكاء الصغار هذا محمد الذي عقدتم مؤتمركم الأول تحت {{ رعاية ابليس}} في دار الندوة واجمعتم على قتله هذا محمد الذي اشعتم عنه بين العرب أنه ساحر عظيم هذا محمد الذي بعد موت عمه ابو طالب اشتد الايذاء عليه هذا محمد الذي خرج حزيناً وحيداً ، مفارق أحب أرض إليه ، وقد قالها يوم الهجرة ودموعه تنهمر على لحيته {{والله إنك لأحب بقاع الارض إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت }} هذا محمد الذي تبعتموه الى غار ثور تلتمسون قتله هذا محمد الذي أعلنتم {{ ١٠٠ ناقة}} مكافئة لمن يأتي به حياً او ميتاً هذا محمد الذي قاتلتموه يوم {{بدر }} و {{احد }} ويوم {{ الخندق }} هذا الذي منعتموه بالأمس القريب ان يعتمر لبيت الله وهو محرم هذا هو محمد رسول صلى الله عليه وسلم يقول لكم الآن ، يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ فدارت في عقول قريش كل هذه الاحداث رجل ظُلم و أوذي والآن هو في موقف القوة حوله {{ ١٠ الاف }} مدجج بالسلاح بأشارة منه لأطاحوا برؤوس قريش كلها _______ يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ وسكت فأخفضوا رؤوسهم وقالوا من غير أن يرفعوا رؤوسهم ، مقولة الذليل المسترحم قالوا: - أخٌ كريم وابن أخ كريم رحيم [[يا حبيبي يارسول الله لما لم تقولوا له هذا الكلام قبل اليوم؟؟ صحيح هو على الحق ولكن الحق يحتاج الى قوة وقد اثبت الله هذا في القران الكريم ومن شاء فليرد على الله قال تعالى {{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }} والقوة لا تعني السلاح فقط قوة الايمان والعقيدة اولاً ، قوة اقتصادية ثانياً ، قوة الاجتماع وتوحيد الكلمة ثالثاً ثم عطف على ذلك ومن رباط الخيل اي السلاح لماذا يا رب {{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }} الآن لغة القوة ، قالوا :_ اخ كريم وابن أخ كريم رحيم ، فكل حق يا أمتنا يحتاج الى قوة ]] قالت قريش بلسان واحد :_أخ كريم وابن أخ كريم رحيم فماذا تنتظرون يا قريش من اخ كريم رحيم صاحب الخلق العظيم ؟؟ فرد عليهم بأبتسامة [[ ليس فيها نفاق ومجاملة التي نعرفها لا ]] بأبتسامة الرضا والطمئنينة حتى يطمئنوا بأن الحال يصدق المقال فسبقت ابتسامته مقاله فقال لهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صلوا على حبيبكم ، صلوا عليه وسلموا تسليما قال و هو مبتسم :_ فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء [[ يعني لن اقتلكم ولن استرقكم ]] فخرجوا فكأنهم نشروا من القبور وكان أهل مكة أفضل ما يطمحون اليه هو أن يسترقهم المسلمون يتبع ٱن شاء الله إذا قرأت فضع لايك _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٦ " السيرة النبوية العطرة (( أحداث متفرقة وقعت بعد فتح مكة ، وتحطيم الأصنام )) __________ قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن قريش وقال لهم :_ أذهبوا فأنتم الطلقاء فسمي أهل مكة ، من أسلم منهم بعد الفتح {{ الطلقاء }} ثم قال صلى الله عليه وسلم إن مكة حرَّمها الله يوم خلق السماوات والأرض، ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ،ولا يعضد بها شجرة [[اي يقطع شجرة ]] فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يؤذن لكم [[ أي عن الذين قاتلهم خالد ]] وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب . [[ فمكة إذن حرم لا يسفك بها دم اي القتل والصيد ولا يقطع شجرها وقد جاء العلم الحديث يثبت للناس ان النبات يتألم كما يتألم الانسان إذا ما كسرت منه غصن او نتفت له ورق ]] ولأن مكة حرمة فلا يؤذى بها انس ولا حيوان ولا نبات اتم كلماته صلى الله عليه وسلم وهو على باب الكعبة ثم نزل يستقبل بيعة من يريدون الدخول بالاسلام فتزاحمت قريش تبايعه على الاسلام بعد هذا العفو الكريم وجلس في صحن الكعبة و وقف بجانبه ابو بكر ، وعمر وكان علي بين يديه يقدم له الناس افواجاً ، ليبايعوه ________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخول مكة قد أهدر دماء رجال ونساء من قريش سنأتي على ذكرهم بالتفصيل [[ وكل واحد واسمه وقصته وكيف اسلم ]] ________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يزال يحمل مفتاح الكعبة فطلب {{ العباس بن عبد المطلب}} من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه مفتاح الكعبة فيكون له ولأبنائه من بعده ولبني هاشم شرف {{ السدانة}} يعني شرف الإحتفاظ بمفتاح الكعبة، والعناية بشئونها من تنظيف وكسوة وغير ذلك وكان العباس له شرف {{ السقاية }} أي سقاية الحجيج والسقاية كانت حوض ، يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاج، وفي بعض الأوقات كانوا يضعون فيه التمر والزبيب وبعد فتح مكة كان لزمزم حوضان ١_حوض بين زمزم والركن يشرب منه الناس ٢_ وحوض من ورائه للوضوء حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم أراد ان يغترف دلو من زمزم ليشرب منه يوم فتح مكة ، فخشي أن يأخذها المسلمون من بعده سنة ، وتذهب السقاية من العباس ، فطلب من العباس ان يغترف له دلو من زمزم ليشرب فأراد أن يجمع العباس بين {{ السقاية}} و{{ السدانة }} ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ، رفض ذلك فليس هناك في الإسلام ما نطلق عليه الآن {{الواسطة أو المحسوبية }} مافي شي اسمه [[ يا قرابة ]] وكان المفتاح في يد علي رضي الله عنه ، وكان قد أراد أن يحتفظ به عندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الكعبة ودخل لجوفها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو في داخل الكعبة قال تعالى {{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }} فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم طلب أيضا علي رضي الله عنه من رسول الله أن يجمع لبني هاشم السقاية والسدنة قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا علي رد المفتاح الى عثمان فقد أنزل الله في شأنك {{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }} ودعا {{عثمان بن طلحة }} ورد اليه مفتاح الكعبة ليس هذا فحسب بل قال له :_خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم [[وبسبب هذا التوجيه والتحذير النبوي الكريم، لم يجرؤ أي حاكم أو سلطان على أخذ مفتاح الكعبة من بني أبي طلحة الى اليوم ]] فلما مات عثمان انتقلت {{ السدانة }} منه الى أخيه {{شيبة}} ثم توارثها أبناءه الى يومنا هذا وأصبح العناية بالكعبة لها هيئة تشرف عليها، ولكن ظل المفتاح في يد {{ آل شيبة }} ولا تفتح الكعبة الا بحضورهم الى اليوم ____________ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فاخذ يدعو الله تعالى ويذكره وحانت صلاة الظهر فأمر بلال ، فصعد بلال فوق الكعبة وأذن للصلاة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين، ثم ارسل مناديا ينادي:_ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره ___________ وقال {{ أسامة بن زيد }} للرسول صلى الله عليه وسلم :_ ألا تنزل في دارك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :_ وهل ابقى عقيل لنا دارا وعقيل هو ابه عمه ابو طالب ، شقيق علي بن ابي طالب بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرة أخوه {{ علي بن ابي طالب }} وموت أخوه {{ طالب }} في بدر واستشهاد أخوه {{جعفر }} في مؤتة وكان النبي صلى الله عليه وسلم له حق في هذه الدار، لأنها كانت ملك جده {{ عبد المطلب }} وكان كل من هاجر من المسلمين باع قريبه داره فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم برد هذه البيوت تأليفا لقلوب من أسلم منهم ولأنهم هجروها في الله تعالى، فلا يرجعون فيما تركوه في الله تعالى ثم ضربت خيمة صغيرة للرسول صلى الله عليه وسلم في {{الأبطح }} فنزل فيها وكان معه صلى الله عليه وسلم زوجتاه {{ أم سلمة وميمونة }} رضي الله عنهما ________ من الذين جائوا بعد فتح مكة الى صلى الله عليه وسلم ليسلموا بين يديه {{أبو قحافة}} والد {{أبو بكر الصديق }} وكان {{أبو قحافة}} حين فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، شيخا كبيرا قد تجاوز {{ ٩٠ }} عام جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، ممسكا بيد ابيه ابو قحافة يقوده فلما رآه المصطفى صلى الله عليه وسلم قال له: _هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟ فقال أبو بكر: _ يا رسول الله، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه. فلما جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مسح صلى الله عليه وسلم على صدره وقال: _ اسلم تسلم فقال :_ أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فقال ابو بكر :_ والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه[[ يعني أباه أبا قحافة ]] وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك وكان رأس أبي قحافة ولحيته كالثغامة [[ الثغامة نبته جبلية لون زهرتها ابيض فإذا كبرت ويبست اشتد بياضها تشبه الشيب هناك صورة بالتعليق ]] فقال: _غيروهما، وجنبوهما السواد وفي رواية {{واجتنبوا السواد }} إذن يجب صبغ الشعر الشايب ولكن نتجنب الاسود وقال صلى الله عليه وسلم {{ في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد لا يجدون رائحة الجنة}} رواه أبو داود والنسائي ويقول ابن الجوزي رحمه الله:_ أول من خضب بالسواد فرعون ___________ من المواقف التي حدثت بعد فتح مكة أن {{أبو سفيان بن حرب}} كان جالسا وهو يحدث نفسه بان يجمع للرسول صلى الله عليه وسلم بعض القبائل لحربه وكانت أحد القبائل الكبيرة لا تزال في عداء مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي {{ هوازن }} فبينما هو كذلك فوجىء بأن صلى الله عليه وسلم خلفه يضرب على ظهره وقال:_ إذن يخزيك الله فرفع {{أبو سفيان}} رأسه، فوجد المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال له:_ أشهد أنك رسول الله ________ و أراد {{ فضالة بن عمير }} قتل النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد الكراهية للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام ثم حمل سيفه واخفاه بين ملابسه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فأخذ يدنو من النبي صلى الله عليه وسلم فلما اقترب منه قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أفضالة ؟ قال: _ نعم ، فضالة يا رسول الله فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ ماذا كنت تحدث به نفسك ؟؟ فقال: _ لا شيء، كنت أذكر الله فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال: _ استغفر الله يا فضالة ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدر فضالة وقال: _ استغفر الله يا فضالة فسكن قلب فضالة يقول فضالة: _ فوالذي بعثه بالحق نبيا ، ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه صلى الله عليه وسلم _________ قلنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة على راحلته وهو مطأطأً رأسه تواضعا لله تعالى وأراد أن يستلم الحجر الأسود ولكنه كان مزدحما، فأشار صلى الله عليه وسلم الى الحجر الأسود بمحجنه[[ وهي عصا كانت في يده ]] ثم بدء يطوف حول الكعبة وكان حول الكعبة وعلى الكعبة عدد كبير من الأصنام {{ ٣٦٠}} صنم وكانت أقدام كل صنم مثبتة في الأرض بالرصاص، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدفع هذه الأصنام بالعصا التي معه أو يشير اليها بهذه العصا وهو يردد قوله تعالى {{ وَقُلْ جَآء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا }} فيسقط الصنم على وجهه أو ظهره وينكسر ثم أمر بأن تخرج هذه الحجارة من المسجد فأخرجت وأحرقت _______ وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة {{١٩}} يوم وخلال هذه الأيام أرسل صلى الله عليه وسلم عدد من السرايا لتحطيم الأصنام في المناطق المحيطة بمكة، وذلك لتطهير الجزيرة العربية من رموز الشرك والوثننية، وكانت هذه السرايا اشارة الى أن الجزيرة العربية مقبلة على مرحلة جديدة من التوحيد الإعتقادي والعملي ________ {{ مناة }} هي أحد الأصنام التي عبدها العرب، وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي، وهم اللات والعزى ومناة قال تعالى {{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }} وكانت الجزيرة بها كثير من المعبودات، ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا اهم المعبودات عند العرب، لأن العرب كانت تعتقد أن هؤلاء الثلاثة بنات الله، وبعض العرب اعتقد أن اللات ومناة بنات العزى وكانت العرب تعظم جدا صنم {{ مناة }} حتى أنها كانت تحج اليه، وكانت في منطقة على ساحل البحر الأحمر تعرف {{ بالمُشلل }} فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{ سعد بن زيد الأشهلي }} ومعه {{ ٢٠ }} فارسا في الرابع والعشرين من رمضان لهدم هذا الصنم ولما انتهى اليها قابله سادنها [[والسادن هو خادم الصنم، كما يمكن أن يطلق الآن على خادم المسجد الحرام، وخادم الكعبة، وخادم المسجد الأقصى]] فقال له سادن الصنم: _ ماذا تريد ؟ فقال: _ هدم مناة فقال له: _ أنت وذاك فلما اقترب منها صاح السادن: _ مناة دونك بعض عصاتك فأقبل {{سعد بن زيد}} على الصنم فهدمه كان يعتقد أنه ستصيبه لعنة الآلهة __________ {{ العزى }} هو أحد أطراف الثالوث الإلهي الذي تكلمنا عنه وهي اللات والعزى ومناة والتي ذكرها الله تعالى فقال {{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى }} و{{ العزى }} اسم اشتقوه من اسم الله تعالى {{ العزيز}} ولذلك كانوا يسمون {{عبد العزى }} وبلغ من تعظيم العرب للعزى أن جعلوا له حرما مثل حرم مكة وكانت في مكان اسمه {{نخلة}} في شمال شرق مكة فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في {{٢٥ }} من رمضان على رأس {{٣٠ }} فارسا لهدم هذا الصنم على رؤوس الأشهاد، فوصل اليها خالد فكسر الصنم وهدم البيت الذي كانت فيه وهو يردد ويقول :_ كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك. __________ {{ سواع }} وكان من أشهر أصنام العرب، وقد كان يعبد منذ زمن {{ نوح}} عليه السلام وقد ذكره الله تعالى فقال {{ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعا }} وكان هذا الصنم عند قبيلة {{هذيل }} فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{عمرو بن العاص}} لهدمه في رمضان من السنة الثامنة، وكانت على بعد حوالي {{ ٥ كم }} من مكة فلما انتهى اليه {{عمرو بن العاص }}كان عند الصنم سادن الصنم [[ شرحت معنى السادان ]] فلما رأى السادن الخيول، قال لعمرو بن العاص: _ ما تريد ؟ فقال له عمرو بن العاص: _ أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه فقال السادن: _ لا تقدر على ذلك قال عمرو: _ لِمَ؟ قال: _ تُمنع قال له عمرو: _ ويحك ! حتى الآن أنت في الباطل، وهل يسمع أو يبصر؟! ثم تقدم {{عمرو بن العاص}} فكسره ثم قال للسادن: _كيف رأيت؟ فقال السادن: - أسلمت لله ، اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يتبع إن شاء الله هنالك صورة في التعليقات _____ #الانوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٧" السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الأول _________ _________ في يوم فتح مكة ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بهدر دم {{ ١٥ }} من أهل مكة حددهم بالإسم ، وأمر صحابته بقتلهم وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة ولم يقتل من هؤلاء {{ ١٥ }} سوى اربعة فقط وعفى النبي صلى الله عليه وسلم عن الباقين وهؤلاء الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بقتلهم قد قاموا بجرائم شديدة في المسلمين نذكر اسمائهم وكلما توقفنا على واحد ذكرنا سبب هدر دمه ________ {{ مقيس بن صبابة }} كان قد أسلم وحدث أن قتل أحد الأنصار أخيه خطأ في أحد الغزوات ظنا منه أنه من العدو فأخذ الدية ثم قتل هذا الأنصاري، وارتد وعاد مشركا الى قريش، فلما كان الفتح قتل قصاصا _______ {{ عبد الله بن الأخطل، والجاريتين المغنيتين }} وكان {{ عبد الله بن الأخطل }} قد أسلم وهاجر الى المدينة ثم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأخذ الصدقة وكان معه مولى له مسلما فأمر مولاه بأن يصنع له طعاما، ثم نام فلما استيقظ وجد مولاه نائما ولم يصنع شيئا، فقتله، ثم خاف أن يقام عليه الحد، فارتد مشركا وعاد الى مكة وكان شاعرا فأخذ يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وكان له جاريتان يغنيان بهذا الشعر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل الجاريتين وكان أمره صلى الله عليه وسلم بقتله قصاصا لقتله هذا {{الرجل المسلم }} وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بقتل الجاريتين من أجل [[ الحفاظ على هيبة الدولة الإسلامية، لأن الشاعر ومن يتغنى بشعره كان بمثابة الفضائية المتحركة، وكل العرب تردد شعره، ويكون تأثيره في الناس أفعل من الحروب ]] فلما كان يوم الفتح ركب {{ عبد الله بن الأخطل}} فرسه ولبس درعه وأقسم لا يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى خيل المسلمين خاف وذهب الى الكعبة وتعلق بأستارها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فقال لأصحابه:_ اقتلوه فان الكعبة لا تمنع من اقامة الحد، فقتل، وقتلت احدى الجاريتين، وأما الثانية فطُلِب من النبي صلى الله عليه وسلم ، العفو عنها فعفا عنها وعاشت حتى خلافة {{ عثمان }} _________ {{ عبد الله بن أبي سرح }} كان ممن أهدر دمه والسبب كان قد أسلم ، وكان ممن يكتب الوحي ، ثم ارتد ولحق بمكة ومن أجل أن يرضي قريش ، أخذ يشوه مصداقية النبي صلى الله عليه وسلم والوحي وكان يقول لقريش :_ إن محمدا لا يعلم ما يقول وقال لهم كتبت له {{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين}} إلى قوله {{ثم أنشأناه خلقا آخر}} فقلت {{فتبارك الله أحسن الخالقين}} قبل أن ينطق بها محمد فقال لي :_ اكتب ذلك، هكذا أنزلت يا قريش إن كان محمد نبيا يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي وكنت أصرف محمدا كيف شئت كان يملي علي {{ عزيز حكيم}} فأقول أو {{ عليم حكيم }} فيقول :_ نعم كلٌ صواب اكتبها وكل ما كنت أقوله لمحمد يقول لي :_ اكتب ، هكذا نزلت [[طبعا كان أهل مكة يصدقونه، لأن الإنسان الذي على باطل يريد أن يصدق أي كلام يزين له هذا الباطل حتى ولو كان كلاما غير معقول ]] فلذلك أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة فلما كان يوم الفتح وعلم بإهدار النبي صلى الله عليه وسلم دمه لجأ إلى {{ عثمان بن عفان }} رضي الله عنه وكان أخيه من الرضاعة فقال له: يا أخي استأمن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يضرب عنقي فغيبه عثمان رضي الله عنه في بيته حتى هدأ الناس واطمأنوا ثم أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صحن الكعبة فوقف عثمان بن عفان أمام النبي وقال: _ يا رسول الله بأبي انت وامي ، بايع عبد الله بن ابي سرح فلم يرد عليه صلى الله عليه وسلم واستدار بوجهه واخذ يكلم غيره فعاود {{ عثمان}} قوله للمرة الثانية فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأستدار النبي الى جهة اخرى واخذ يكلم غيره فكرر طلبه {{ عثمان }} للمرة الثالثة [[وهو يخاطب المبعوث رحمه للعالمين ، صاحب الخلق العظيم ، فأبت عليه نفسه الكريمة ، ان يعرض عن عثمان ثلاث مرات وهو صحابي جليل ]] فنظر فيه وقد علاه الغضب وقال :_ نعم ابسط يدك يا ابن ابي سرح فبسط يده وبايعه وأمنه صلوات ربي وسلامه عليه فشعر {{ عثمان }} أنه أثقل على رسول الله فأخذ بيد عبدالله بن ابي سرح بعد أن بايع النبي ، وخرج به من الحرم فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو مغضب بصوت مرتفع :_ أعرضت عنه مراراً ، و هو مهدور الدم ، ألا قام إليه بعضكم فيضرب عنقه ؟ !!! وقال لعباد بن بشر [[ وكان عباد عليه نذر إن رأى عبد الله بن ابي سرح ان يقتله ]] فلما حضر عبدالله مع عثمان أخذ عباد سيفه واستعد لقتله ينتظر إشارة من رسول الله فقال النبي لعباد وهو مغضب وقد ارتفع صوته :_انتظرتك أن تفي بنذرك قال: يا رسول الله خفتك، أفلا أومأت إلينا بعينك ؟ [[ يعني بمعنى اليوم اغمزنا اعطينا اشارة ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو مغضب اكثر واكثر ورافعاً صوته وهو يقول :_ سبحان الله ،إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين فكيف بمحمد رسول الله ؟؟ [[ يعني ان اي نبي منزه ان تكون له خائنة الاعين يغمز من تحت لتحت ، فليس من اخلاق الانبياء فكيف بمحمد وهو إمام الانبياء والمرسلين ]] فسكت الصحابة وانقذ رأس عبدالله بن ابي سرح وكان {{ عبدالله بن ابي سرح }} بعد ذلك يستحيي من مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عثمان ذلك لرسول الله قال :_ بأبي انت وأمي يارسول الله ، إن عبدالله لا زال يذكر جرمه القديم وهو يستحي منك فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه :_ يا عثمان الإسلام يجبّ ما قبله وأخبره عثمان رضي الله عنه بذلك ومع ذلك صار إذا جاء جماعة للنبي يجيء معهم ولا يجيء إليه منفردا وقد حسن اسلام {{ عبد الله بن السرح }} بعد ذلك ___________ {{ هند بنت عتبة }} زوجة {{ أبي سفيان }} وأم {{ معاوية }} وكانت شديدة في كفرها، وهي التي مثلت بحمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت {{ المثلة }} سابقة في العرب لم تعرفها العرب من قبل ابتكرت شيئاً من وحي الشيطان فأمرت النساء التي كانوا معها أن يقطعنَّ انوف وأذان الشهداء فجعلت منهم قلادة تضعها في عنقها تدخل بها مكة [[ يعني هي انوف واذان اصحاب محمد قلادة في عنقي وزادت مثلة في عمه حمزة فأمرت وحشي ان يبقر لها بطنه ويستخرج لها كبده فلاكتها ، ولم تستطيع ان تسوغها فلاكتها ولاكتها ثم بزقتها ، وهنالك مقالة لطيفة يقال انها لاكت كبد حمزة فأختلط شي من دم حمزة بجسدها فلذلك هداها الله للاسلام لأن الله حرم على النار دم سيد الشهداء ]] فلما كانت يوم الفتح لزمت منزلها ، وقد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمها جلس صلى الله عليه وسلم على الصفا ، يبايع أهل مكة على الاسلام فجاءه الكبار والصغار والرجال والنساء يبايعهم على الإسلام، أي على شهادة أن {{ لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله }} فدخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هيبة لا يستطيع أحد التمعن والنظر في وجهه من شدة هيبته [[ لذلك قيل ان الله اعطى شطر الجمال ليوسف عليه السلام واعطي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الجمال كله ولكن الصحابة ما كانوا يطيقون التمعن فيه من شده هيبته صلوات ربي وسلامه عليه ]] فجاءه رجل يبايعه فلما نظر الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أخذته الرعدة فقال له: _هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد [[ اللحم المجفف ، الذي يأكله عامة الناس ]] وامر عمر بن الخطاب ان يقف بين يديه وتجمع النساء فأتت النساء ليبايعن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبايعن ببسط اليد و وضع اليد باليد ، لا تقول السيدة عائشة {{ ما وضع صلى الله عليه وسلم يده بيد امرأة إلا امرأة تحل له [[ اي زوجته ]] أو ذات محرم }} ولكنه بسط يده في الهواء ، وبسطت نساء قريش أيدهن وتمت البيعة وهند كانت بين النساء وكانت كما قلنا {{ مهدورة الدم }} ولكن اخبروها ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل من اسلم فجاءت حتى دخلت بين النساء ، وجلست وهي متنقبة [[ أي تخفي وجهها ]] فلما بسط يده يبايعهن قال :_ ابايعكن على ان تشهداوا ان لااله الا الله , وأن محمد رسول الله قالت النساء :_ نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله قال :_ وألا تقتلن اولادكن من املاق [[ الؤد الذي كان في الجاهلية ]] فقالت هند وهي متنقبة[[ تريد ان تفتح باب الدعابة مع رسول الله ]] قالت :_ لقد ربيناهم صغاراً يا رسول الله وحصدتهم يوم بدر كباراً فأنت وهم أعلم عند الله فعرفها من صوتها فقال :_ أهندٌ بنت عتبة ؟؟!! فأماطت النقاب عن وجها وقالت :_ نعم بأبي وامي انت يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه، لتنفعني رحمك [[ قبل قليل قالت الشهادة مع النساء ، والآن تقول بأبي وامي انت يارسول ، فهل صاحب الخلق العظيم يضرب عنقها هل حبيب قلوبنا يأمر بقتلها ؟؟ ]] فتبسم لها صلى الله عليه وسلم ضاحكاً وقال:_ مرحبا بك ثم أكمل بنود اابيعة وقال للنساء :_ و ألا تزنين فقالت {{ هند }} مداعبة لتكسر ما بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الجفوة قال :_ أو تزني الحرة بأبي انت وامي ؟ !! فضحك صلى الله عليه وسلم وضحك عمر ،ومضى يأخذ بنود البيعة فلما اتم قالت هند للنبي صلى الله عليه وسلم قالت :_ والله يا رسول الله ماكان على وجه الارض اهل خباء [[ اي نساء اهل بيت ]] احب إلي ان يذلوا من اهل خباءك ، ثم ما اصبح اليوم اهل خباء على وجه الارض ، احب إلي من ان يعزوا من اهل خباءك ، لقد كنا في جاهلية يا رسول فأصفح الصفح الجميل [[ اي لا تريد ان تفتح الملف فهي تعرف ما جنت ]] فقال صلى الله عليه وسلم :_ قد عفونا وصفحنا يا ابنت عتبة فقالت :_ يارسول الله لقد نهيت على أن يسرق المسلم او يأكل حراما إن ابا سفيان [[ اي زوجها ،وكان يقف على مقربة من المكان ]] إن ابا سفيان رجل بخيل يعسر علينا في النفقة ، وكنت اخذ من ماله خفية ، فأوسع على نفقتنا فهل يحل لي ذلك ؟؟ فقال ابو سفيان [[ سابقاً النبي بالجواب هي تسأل رسول الله ، ابو سفيان هو اللي جاوب ]] فقال ابو سفيان :_ أما ما أخذتي في ما مضى فأنتِ في حل منه ، أما بعد اليوم فلا [[ يعني لا تاخذي بعدها مني فلوس]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك :_ خذي يا ابنت عتبة ما يكفي لنفقتكم بيسر [[يعني لا تاخدي كثير فقط ما يكفيكم ]] فرجعت هند وقد أنار وجهها وقلبها بنور الايمان ، وكانت صادقة الإيمان ، حتى اذا دخلت دارها اسرعت الى صنمها التي كانت تعبده ، واخذته وألقته في الارض ، ووضعت قدمها عليه وقالت :_ لقد كنا معك في غرور ، الحمد لله الذي اخرجنا من الظلمات الى النور __________ ونكمل في هذا الموضوع إسلام {{معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه }} ابنها الذي أصبح خليفة للمسلمين فيما بعد فكان من جملة من بايعه النبي صلى الله عليه وسلم ، على الإسلام {{ معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما}} فعن معاوية رضي الله تعالى عنه يقول :_ لما كان صلح {{ الحديبية }} وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمي [[ أي هند ]] فقالت: إياك أن تخالف إياك ، فيقطع ابوك عنك القوت [[ المصروف ]] يقول :_ فأسلمت وأخفيت إسلامي فقال لي يوما والدي أبو سفيان وكأنه شعر بإسلامي قال :_ يا معاوية أخوك خير منك ، هو على ديني فلما كان عام الفتح أظهرت إسلامي فذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم فرحب بي وكتبت بين يديه [[ أي جعله من كتاب الوحي ]] وصحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب الوحي بين يديه مع الكتاب وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين وعن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: _اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب زاد في رواية {{ ومكن له في البلاد }} وقد بشرت أمه {{ هند }} به [[ اي ابنها معاوية ]] من بعض كهان اليمن وجاءت هذه القصة في {{ السيرة الحلبية }} أولا يجب أن اوضح أمر هنا الكاهن لا يعلم الغيب ، ولكن قبل أن يبعث الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم ، كان الكهنة يتعاملون مع الجن في السماء كانت الملائكة تطلع من علم الغيب بما كتبه الله من المقادير في اللوح المحفوظ ، فتتناقل الملائكة الخبر في السماء [[ لقد قدر الله كذا ، وكذا ]] الجن كانت تجلس في قاعد في السماء تسترق فيها السمع [[ يعني تلك المجالس لا يستطيعون الجلوس فيها طويلا ، يخافون أن تراهم الملائكة ، لذلك يسترقون سماع جملة او جملتين من اخبار الغيب ]] فكانت الجن تستطيع أن تسمع كلام اهل السماء ، فإذا ما كان هنالك أمر ، نقله هذا الجني الى هذا الكاهن ، فتظن الناس في الجاهلية أن هذا الكاهن يعلم الغيب [[ والحديث في ذلك يطول ]] فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، انقطعت هذه الاخبار عن الجن فكلما اقترب جني من السماء وجد حراس من الملائكة و وجد شهاب يترصد به لذلك يوم مولده صلى الله عليه وسلم استغربت الجن من هذا الأمر قال تعالى مخبرا عن حال الجن {{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا }} فمعاوية أمه هند كانت متزوجة قبل ابو سفيان ، برجل اسمه {{ الفاكه بن المغيرة المخزومي }} وكان شابا من فتيان قريش وكان عنده مضافة يأتيه الناس إليها من غير إذن [[ يعني لا يقرع الناس الباب ليؤذن لهم بالدخول مضافة مفتوحة ]] يوم من الأيام لم يأتي أحد على هذه المضافة فنامت هند وزوجها {{ الفاكه }} ثم استيقظ الفاكه وخرج لبعض حاجته ، وهند نائمة فجاء رجل ودخل المضافة ، فلما رأى هند نائمة ولى هاربا فلما هرب رآه زوجها {{ الفاكه }} وهو خارج من البيت فأقبل إلى هند فضربها برجله وقال لها: _من هذا الذي كان عندك؟ قالت:_ ما رأيت رجلا ولا انتبهت حتى أيقظتني فقال لها: _الحقي بأبيك واصبح الناس يتكلمون عنها فقال لها أبوها عتبة:_ يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك فأنبئيني نبأك [[ الناس بتحكي عنك اخبريني الحقيقة ]] فإن كان الرجل صادقا [[ اي زوجك ]] دسست إليه من يقتله فنقطع عنك المقالة [[ نقتله ونرتاح منه ]] وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن فحلفت له أنه لكاذب عليها فقال عتبة للفاكه: _يا هذا إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم، فحاكمني إلى بعض كهان اليمن فخرج زوجها {{ الفاكه }} مع جماعة من عشيرته من بني مخزوم وخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف وخرجت معهم {{ هند }} ونسوة معها ، ليحتكموا عند الكاهن فلما وصلوا الى بلد الكاهن تغير وجه {{ هند }} اي خافت فقال لها أبوها:_ إني أرى ما بك من تنكر الحال، وما ذاك إلا لمكروه عندك [[ يعني ما تغير لون وجهك وخفتي إلا إنك عاملة شي ]] وكانت هند معروفة بالحكمة والعقل فقالت: _ لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه عندي، ولكني أعرف أنكم تأتون بشرا يخطىء ويصيب، ولا آمنه أن يسمني ميسما يكون عليّ سبة في العرب [[ يعني هذا الكاهن بشر ، ممكن يخطئ ويصيب ، خايفة يخطئ فيصدقه الناس ويكون عار علي بين العرب ]] قال لها عتبة :_ لا تخافي يا بنية سأختبره فلما وصلوا قال عتبة للكاهن :_ إنا قد جئناك في أمر وإني قد خبأت لك خباء أختبرك به [[ يعني وضعت في جيبي شيء اختبرك اتعرفه أما لا ]] فأخبره الكائن انك خبأت كذا وكذا فقال عتبة :_ صدقت انظر أيها الكاهن في أمر هذه النسوة [[ يختبره مجموعة نساء معنا انظر من التي جئنا بسببها ]] فوقف الكاهن ونظر في النساء ، ثم تقدم نحو {{ هند }} وضرب كتفها وقال لها :_ انهضي غير وسخاء ولا زانية ولتلدنّ ملكا [[ يعني انتي نظيفة ولست زانية وستلدي ملكا ، اي يقصد معاوية ]] فوقف زوجها {{ الفاكه }} فرحا مسرورا ، و أخذ بيدها، فنثرت يدها من يده وقالت: _ إليك عني، فوالله لأحرصن على أن يكون من غيرك [[ اي سأتزوج غيرك ويكون هذا الولد الملك من غيرك ]] فتزوجها أبو سفيان، فجاءت منه بمعاوية رضي الله تعالى عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لمعاوية {{ يا معاوية إذا ملكت فأحسن}} وفي رواية {{إذا ملكت من أمر أمتي شيئا فاتق الله واعدل }} وعند موت معاوية رضي الله عنه ، كان عنده إزار النبي صلى الله عليه وسلم ، ورداؤه وشيء من شعره فقال عند موته: _ كفنوني في القميص، وأدرجوني في الرداء، وأزروني بالإزار، واحشوا منخاري وشدقي من الشعر، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين. واخذ يدعو :_ اللهم ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي. اللهم أقل عثرتي، واغفر زلتي، وعد بحلمك على من لا يرجو غيرك ولم يثق بأحد سواك، ثم بكى رضي الله تعالى عنه حتى علا نحيبه فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يحق لأي مسلم على الارض كلها أن يقيمهم ، ويقول هذا الصحابي أفضل من هذا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ورد عنه ويجب ان يكون من يقيمهم ، اعلى منهم درجة ومن منا أعلى درجة من صحابة رسول الله ؟؟ الطالب لا يقيم العالم ، ولكن العالم يقيم درجة الطالب لذلك أقول واكرر في السيرة ، ما جرى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من فتن {{ تلك دماء طهر الله ايدينا منها ، فنطهر ألستنا منها ، الله يحكم بينهم يوم القيامة }} ويكفينا قوله تعالى وكأن الله يخبرنا حكمه فيهم {{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }} __________ {{عكرمة بن ابي جهل }} كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه ، وقاتل مع قريش في بدر وكان ميسرة الفرسان في احد، واشترك في الخندق وأحد الذين اقتحموا الخندق مع {{ عمرو بن ود}} قبل أن يقتل وفر هو هاربا وكان أخيرا قائد جيش المشركين الذين تصدوا للمسلمين في فتح مكة عند جبل {{ الخندمة }} وهو ممن قام بنقض {{صلح الحديبية }} وشارك {{ بني بكر}} بقتال {{ خزاعة }} فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه فلما دخل المسلمون مكة هرب واتجه الى اليمن، وكانت امرأته {{أم حكيم بنت الحارث}} قد أسلمت اتعرفون من ام حكيم ؟ اختها تكون ام المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم يوم عمرة القضاء {{ ام حكيم اسلمت قبل الفتح وانفصلت عنه بحكم الاسلام فالمسلمة لا تحل لكافر }} ولكنها لم تسافر بقيت مع اخواتها في مكة ، فهي الآن مسلمة وسمعت كيف تقبل النبي اسلام من أهدر دمهم فقالت مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعفو عن {{هند بنت عتبة }} :_ يا رسول الله لقد شمل عفوك قريش كلها وإن {{عكرمة }} رجل من رجالات قريش ، سمع بدمه المهدر ففر الى الساحل هاربا ، ألا تأمنه يا رسول الله ؟؟ فرق قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لها وقال لها :_ أدركِ زوجك فهو آمن [[ يا حبيبي يا رسول الله ما اجمل قلبك ، ارأيتم عكرمة ابن من ؟؟ ابن ابوجهل راس الكفر واشد الناس عداء لرسول الله وهو ناقض عهد وهو الذي قاتل خالد بارض الحرم ]] فلما أخذت له الأمان من رسول الله ،خرجت في طلبه الى اليمن، ولحقته قبل أن يركب البحر، وقيل لحقته وهو في السفينة قبل أن تتحرك قالت :_ قف يا بن عم لقد جئتك من عند اكرم الناس ، واوصل الناس ، جئتك من عند رسول الله وقد أخذت لك الأمان فلا تهلك نفسك [[ وكان يثق بها ]] فقال لها :_ أومحاسبي هو ؟؟ [[ يعني بده يحاسبني على الماضي ]] قالت :_ لا قد صفح ، واعطاك الامان ، فأرجع فإنه ابن عمتك [[ لان أمنة ام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تكون عمته فرسول الله ابن عمته ]] فإنه ابن عمتك ، وعزه عزك ، وشأنه شأنك ، فرجع معها وهو قادم بالطريق والنبي صلى الله عليه وسلم جالس بمكة بين اصحابه واذا بالنبي يأتيه الوحي من السماء ، ان عكرمة قد آمن ورجع فقال لاصحابه :_ لقد رجع إليكم عكرمة مسلما مهاجرا [[اعتبر هروبه للبحر ورجوعه هجرة ]] لقد رجع إليكم عكرمة مسلماً مهاجراً ، فمن رآه منكم فلا يؤذيه بسب أبيه ابو جهل فإن مسبة الأموات تؤذي الاحياء ولا ينال الميت منها شيء فلما قدم عكرمة لساحة الحرم يقول الصحابة :_ ففزع إليه صلى الله عليه وسلم [[ اي قام إليه مسرعا ]] بأزار دون رادء عاري المنكببن وهو يقول بأعلى صوته :_ مرحباً بمن جاءنا مؤمنا مهاجراً [[ يالله ما اعظم هذا الدين وما اعظم خلق هذاالنبي لو تمسك المسلمون بسنته واقتدوا به ، عداوة بلغت ذروتها تمحى فورا ليست مجاملة النبي لا يجامل ،تمحى فورا ويستقبله متهلل الوجه بسرور ليس تمثيل لا ، فرسول الله ليس ممثل في فيلم يأخذ دور حمزة سيد الشهداء ، ومسلسل ثاني ياخذ دور ابليس وهو يقول لابراهيم اتذبح ولدك من اجل رؤيا منامية فالممثل على استعداد ان يمثل الدورين المتناقضين ليس تمثيل استقبله وهو فرح بصدق لا يوجد مجاملة ولا نفاق ]] استقبله بفرح وسرور صادق وهو يقول {{ مرحباً بمن جاءنا مؤمنا مهاجراً }} قال عكرمة :_ يا رسول الله فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو مسير وضعت فيه ، أو مقام لقيتك فيه ، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب عنه فقال النبي :_ اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها ، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك ، فاغفر له ما نال مني من عرض في وجهي أو أنا غائب عنه فقال عكرمة :_ رضيت يا رسول الله ، لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدٍ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله وكان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة رضي الله عنه وما خاض المسلمون بعد اسلامه معركة الا خاضها معهم، واشترك في حروب الردة، ثم لما فرغ اتجه الى الشام، واشترك في معركة اليرموك، ولما اشتد الكرب على المسلمين في معركة اليرموك، نزل من على جواده وكسر غمد سيفه، ونادي بأعلى صوته :_ من يبايعني على الموت، فباعيه البعض على الموت، وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه {{ خالد بن الوليد }} وقال: _ لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال: _ إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة، أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله، فدعني أكفر عما سلف مني ،وظل يقاتل حتى مات شهيدا رضي الله عنه _______ هل رأيتم ؟؟ رغم أن عكرمة كان أحد الذين عادوا النبي صلى الله عليه وسلم ، قبل ذلك وآذوه إيذاء شديدا ، فقد كان لعفوه وسماحته صلى الله عليه وسلم ، وكلماته وترحيبه في استقباله عند قدومه الأثر الكبير في إزالة ما على قلبه من ركام الجاهلية ، وكان كافيا لتغيير حياته ، واجتذابه إلى الإسلام ومن ثم تأثر عكرمة رضي الله عنه بموقف النبي صلى الله عليه وسلم فاهتزت مشاعره ، وتحركت أحاسيسه ، ودخل نور الهداية قلبه فأسلم وقال للنبي صلى الله عليه وسلم {{ قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا }} هل عرفتم نبيكم صلى الله عليه وسلم الذي عظم الله خلقه فقال تعالى {{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }} وقال تعالى {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }} صلوا عليه وسلموا تسليما يتبع إن شاء الله .. من أهدر دمهم يوم فتح مكة _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٨" السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الثاني _________ _________ {{ سارة }} تحدثنا عن سارة وقلنا أن {{ سارة }} مغنية في مكة ، وكانت تغني في مكة بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قدمت المدينة تشكو الحاجة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_ما كان في غنائك ما يغنيك؟ فقالت:_ ان قريشا تركوا الغناء منذ قتل منهم من قتل ببدر فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، الإسلام فرفضت، فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وقبل منها أن تظل بالمدينة على كفرها ولكنها خانت كل ذلك وحملت كتاب {{حاطب بن أبي بلتعة}} رضي الله عنه ، الى قريش تخبرهم بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم فلما كان فتح مكة اختفت ثم جائت الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، واستئمنته وأسلمت وعاشت حتى خلافة ابو بكر الصديق __________ {{صفوان بن أمية }} كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وايذاءا للمسلمين وهو ابن {{أمية بن خلف }} أحد صناديد قريش، وقد قتل في {{ بدر}} وهو ايضا الذي شارك بنقض {{صلح الحديبية }} وشارك بني بكر بقتل خزاعة وايضا قاتل {{خالد بن الوليد }} عند دخوله مكة من جهة المسفلة عند {{ الخندمة }} فلما كان فتح مكة هرب {{صفوان}} وكان له ابن عم اسمه {{ عمير بن وهب }} [[ ذكرت لكم قصته بعد بدر وكيف اتفق صفوان وعمير على قتل النبي صلى الله عليه وسلم في جزء {{١٥٣ }} وكيف اسلم فلما اسلم عمير اصبحت بينه وبين صفوان عداوة ]] _______ فجاء ابن عمه {{ عمير بن وهب}} للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: _ بأبي وأمي انت يا رسول الله ، إن صفوان سيد قومه، وقد هرب فأمنه، فانك أمَّنت الأحمر والأسود فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:_ أدرك ابن عمك فهو آمن فقال :_ يا رسول الله اعطني آية حتى يثق بي صفوان فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل بها مكة، وكل الناس رأوها ولونها سوداء قال :_ خذ هذه عمامة رسول الله أمان لصفوان فأنطلق {{ عمير}} يسابق الريح حتى أدرك {{ صفوان }} قبل ان يركب البحر فقال له: يا ابن عم على رسلك لا تهلك نفسك فنظر إليه صفوان وقال :_ اغرب عني وهل نسيت انك شيطان قريش ، واصبحت شيطان المسلمين لعلك جئت تأسرني الى محمد [[ وكان عمير يسمى في الجاهلية شيطان قريش لدهائه ]] قال عمير :_ لا والذي خلق السموات والارض ، وبعث محمد نبيا ، يا صفوان لقد جئتك من عند أفضل الناس وأبرّ الناس وأحلم الناس وخير الناس وهو ابن عمك عزه عزك وشرفه شرفك وملكه ملكك فقال صفوان: _ إني أخافه على نفسي قال: _ هو أحلم من ذلك وأكرم جئتك من عنده بأمان لك قبل ان تدخل مكة ثم أراه عمامة النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :_ هذه عمامة رسول الله وقد رأتها قريش كلها هي أمان لك ، فدنى صفوان بحذر وقال :_ اعطنيها واخذ العمامة ، ثم ركب ناقته وقال لعمير :_ انطلق امامي فجعله يمشي أمامه وهو خلفه حتى اذا وصل ارض الحرم ظل راكباً على راحلته ، و وقف صفوان ونادى بأعلى صوته يا محمد يزعم صاحبك هذا انك قد أمنتني قال له :_ صدق وانت آمن قال :_ يا محمد لا تكرهني على دينك أمهلني بالخيار شهرين فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:_ أنت بالخيار أربعة أشهر واسلم قبل مضي شهرين في حنين وسنأتي على ذكرها وكيف اسلم إن شاء الله ________ {{ زهير بن أمية والحارث بن هشام }} كانا شديدا في كفرهما فاختبئا في بيت {{ أم هانىء بنت ابي طالب }} وهي بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي تربت معه في بيت واحد تقول ام هانئ رضي الله عنها :_ لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأعلى مكة فر إلي رجلان من أحمائي [[ أي من أقارب زوجها هبيرة بن أبي وهب ]] مستجيران بي فأجرتهما فدخل عليّ أخي علي بن أبي طالب فقال:_ والله لأقتلنهما قالت :_ فحلت بينه وبينهما فخرج فأغلقت عليهما بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب فسلمت عليه فقال:_ من هذه؟ فقلت:_ أم هانىء بنت أبي طالب فأخرج رأسه صلى الله عليه وسلم من خلف الرداء وقال:_ مرحبا بأم هانىء، ، ما جاء بك؟ فأخبرته الحديث فقال: _ أجرنا من أجرتِ، وأمنا من أمنتِ فلا نقتلهما ولم تكن {{ أم هانئ }} قد أسلمت فأسلمت في ذلك اليوم يوم {{ فتح مكة }} وزارها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وقال لها :_ هل عندك من طعام نأكله؟ قالت: _ بأبي وامي انت ، ليس عندي إلا كسر يابسة [[ اي خبز ]] وأنا أستحي أن أقدمها إليك فقال: _ هلمي بهن، فكسرهن في ماء ، وجاءت بملح فقال:_ هل من أدم [[ يعني الخبزة نضعها بالزيت او المرقة يسمى هذا الوضع ادم ، كيف الكعك نضعه بالشاي ]] فقال :_ هل من أدم ؟؟ فقالت: ما عندي يا رسول الله إلا شيء من خل فقال:_ هلميه فأحضرته ، فصبه على الكسر وأكل منه، ثم حمد الله ثم قال:_ نعم الأدم الخل ، يا أم هانىء لا يقفر بيت فيه خل يقول جابر رضي الله عنه في الحديث المرفوع {{ إن الله يوكل بآكل الخل ملكين يستغفران له حتى يفرغ }} وجاء {{ نعم الأدم الخل، اللهم بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يقفر بيت فيه خل }} وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت فقال: _هل من غداء؟ فقالوا :_ نعم، فأتى بثلاثة أقرصة [[ اي خبز ]] فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه وأخذ قرصا فوضعه بين يديّ ثم أخذ الثالث فكسره، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي [[ بمعنى تقاسم معه الخبز ]] ثم قال: _هل من أدم؟ فقالوا:_ لا إلا شيء من خل قال:_ هاتوه، فنعم الأدم الخل يقول جابر :_ فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من رسول الله والذي سمع حديث جابر من التابعين قال :_ ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر إذن لمن يخاف من الوباء المنتشر عليكم بالخل وقد ثبت في العلم الحديث أن الخل {{ غني بالمواد الغذائية وله خصائص مضادة للفيروسات ويساعد الجسم على التخلص من السموم ويقوي مناعتك ويحمي جسمك من العدوى }} اجعلوه في صحن صغير على مائدة طعامكم حتى لو اكل كل شخص ثلاث لقمات منه مع كل وجبة طعام ، وتذكروا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عند اكله __________ {{ وحشي بن حرب }} وهو الذي قتل حمزة رضي الله عنه يوم أُحد وكانت الصحابة أحرص شيء على قتله، فلما فتحت مكة هرب إلى الطائف وقد علم أن دمه قد أهدر ، ثم بلغه أن من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً لا يسفك دمه فجاء وحشي إليه في {{ حنين }} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين ، جاء وحشي متنكرا [[ اي متلثما ]] حتى وقف وراء النبي صلى الله عليه وسلم والناس كثير وهو متلثم وقال :_ إني اشهد ان لا اله الا الله ، وانك يا محمد رسول الله فألتفت النبي إليه وقال :_ من ؟؟ فكشف اللثام عن وجهه وقال :_ وحشي ابسط يدك يا رسول الله ابايعك فقال :_ أوحشي ؟ !!! قال :_ نعم قال :_ قاتل حمزة ؟!!! اجلس اجلس بين يدي وحدثني كيف قتلت حمزة ؟؟ قال وحشي :_ أقبل اسلامي أولاً يا رسول الله ، واغفرلي يارسول الله قال :_ اما اسلامك فقد قبلناه ، ولكن اجلس حدثني كيف قتلت حمزة وهو اسد الله واسد رسوله [[ يعني لا يعقل رجل يلاقي حمزة ويقتله وجه لوجه مستحيل كيف قتلته ]] فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه كيف قتل حمزة ، غدرا لا مبارزة فلما أخذ وحشي يتكلم يقول الصحابة :_ بكى النبي صلى الله عليه وسلم وعلا نحيبه [[ اي جهش بالبكاء ]]حتى ابكى كل من حوله فلما فرغ وحشي قال له :_ أما إسلامك فقد قبلناه ولكن غيب وجهك عني الساعة [[ يعني اثار مشاعر النبي بذكره هذه الحادثة ]] قال :_ غيب وجهك عني الساعة قال :_ لا والذي بعثك بالحق لا أقوم حتى تستغفر لي فأستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره وقال:_ قم يا وحشي قد قبلنا اسلامك وغفر الله لك ارأيتم مكارم الاخلاق ؟؟ هذا الذي نصبه الله أسوة لنا صلوات ربي وسلامه عليه قال تعالى {{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }} هل رأيتم اعظم من هذه المواقف ؟؟ في ساعة ينقلب الغضب الى رضا ، والعداوة الى محبة ويمسح صدره ويستغفر له قام وحشي وقد اسلم ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الاعلى خرج {{ وحشي }} وقاتل في حروب الردة في خلافة أبو بكر، فكان هو الذي قتل {{ مسيلمة الكذاب}} بحربته التي قتل بها {{حمزة }} فكان يقول: أرجو ان تكون هذه بتلك [[ أي قتله لمسيلمة يكفر به قتله لحمزة ]] يتبع إن شاء الله _____ #الانوارالمحمدية _____ _____ صلى الله عليه وسلم _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٢٩" السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الثالث والاخير _________ _________ وكان ممن اهدر دمه {{ الحويرث بن نقيد }} وكان {{ الحويرث }} من أشد قريشا ايذاءا للمسلمين، واشترك مع رجل آخر من أهل مكة وهو {{ هبار بن الأسود }} في محاولة منع السيدة {{ زينب }} بنت النبي صلى الله عليه وسلم من الهجرة، وأخذوا ينخسون الجمل الذي كانت تركبه، حتى سقطت على صخرة، وكانت حامل فسقط جنينها، ولم تزل مريضة حتى ماتت فلما كان فتح مكة تعلق بأستار الكعبة فقتله {{ علي بن ابي طالب}} رضي الله عنه ____________ {{ هبار بن الأسود }} وأما {{ هبار }} كان كذلك من أشد قريش ايذاءا للمسلمين، وهو الذي اشترك مع {{ الحويرث بن نقيد}} في اعتراض طريق السيدة {{زينب }} ونخس جملها وسقطت وكان ذلك سببا في موتها بعد ذلك وقيل أنه ضربها بالرمح فسقطت من على الجمل على صخرة، وكانت حاملا فألقت ما في بطنها وأهراقت الدماء، ولم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت فكان ممن أهدر دمه يوم فتح مكة فلما علم {{ هبار }} أنه مهدور الدم هرب واختفى حتى عاد صلى الله عليه وسلم الى المدينة ثم دخل يوما على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجده فقال الصحابة:_ يا رسول الله هذا هبار بن الأسود ! فقال النبي:_ قد رأيته [[وأراد بعض الصحابة القيام اليه ليقتلوه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ]] فأشار اليهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يجلسوا ثم وقف {{ هبار }}أمام النبي صلى الله عليه وسلم وقال:_ السلامُ عليك يا رسول الله، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، لقد هربتُ منك في البلاد يا رسول الله، وأردتُ اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت فضلك وبرّك وصَفحك عمّن جهل عليك، فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني، فإني مقرٌ بسوأتي معترف بذنبي يقول الصحابة، وأخذ {{هبار}} يعتذر ويعتذر فأطرق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه حياءا من كثرة اعتذار هبار وبكى صلى الله عليه وسلم [[ لانه يعتبر قاتل بنته ، تخيلوا الموقف ]] هذا الذي قال الله تعالى فيه {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }} فماذا كان موقفه صلى الله عليه وسلم من قاتل بنته رفع رأسه وقد بكى حتى ابتلت لحيته وقال :_ اللهم إني عفوت عن هبار فأعفو عنه {هذا حبيب الله ، هذا المصطفى ، هذا لربِ العالمين حبيب } :_يا هبار عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجب ما كان قبله ___________ {{ كعب بن زهير }} و كان من أكبر شعراء العرب، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم بشعره وينشره بين العرب ويطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم [[ أي في اهل بيته ]] وكان الشعر كما قلنا من قبل هو [[الوسيلة الإعلامية الوحيدة والمؤثرة جدا عند العرب ]] فلما بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه، هرب من مكة، ثم قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة و كان لكعب اخ مسلماً فأخذ يراسله فأرسل له اخوه ، ويلك ادخل على رسول مسلماً فإن رسول الله لا يقتل مسلما فجاء {{ كعب }} للمدينة ونزل عند رجل صديق له يعرفه قال له :_ ابيت عندك الليلة حتى تدخل بي على محمد في صلاة الفجر ، كي لا يراني احد فإني مهدور الدم فأمنه الرجل حتى أتى به الى المسجد في صلاة الفجر فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم ، من صلاته واستدار واعطى ظهره للقبلة و و جه لأصحابه تقدم {{ كعب }} بين الصفوف ودنى من رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقت ظلمة فقال كعب :_ يا رسول الله إن {{كعب بن زهير }} الشاعر المهدور دمه ، يريد ان يأتيك مسلما تائبا فهل اذا جئت به أمنته وقبلت اسلامه ؟؟ فقال له النبي :_ إن جاء مسلماً قبلناه فقال كعب :_ ها انا بين يديك اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد انك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ انت كعب ؟!! فوثب رجل من الانصار ليضرب عنقه فأشار له النبي ان اجلس فقام {{ كعب بن زهير }} يقول شعر [[ وهذا ليس غريب على العرب قديما البلاغة النطق بالشعر في المنشط والمكره في السرور وفي الغضب في الفرح والحزن والشعر يكون ابن الوقت لا يحتاج ورقة وقلم ويجلس طول الليل يفكر ويكتب ]] أنشد قصيدته المعروفة، والتي عرفت باسم قصيدة {{البردة }} والتي أولها بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ والقصيدة طويلة فلما وصل الى البيت الذي قال فيها: {{ إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ}} فلما وصل إلى هذا البيت قام صاحب الخلق العظيم ، الذي علمنا {{ من صنع لكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه }} فخلع صلى الله عليه وسلم بردته [[ اي العباءة التي يلبسها وهي عباءة مخططة كان يلتحف بها ]] واعطاه اياها واسلم كعب ولم يهدر دمه _______ وهذه العباءة بقيت عند كعب ولما كان {{ معاوية }} في زمن خلافته عرض على {{ كعب بن زهير }} عشرة آلاف درهم ليأخذها منه فرفض {{ كعب}} وقال:_ ما كنت لأؤثر بثوب رسول الله الذي أعطانيه أحدا فلما مات {{ كعب}} بعث معاوية إلى ورثته {{ ٢٠ ألف }} وأشتراها منهم وظلت هذه البردة الشريفة عند السلاطين حتى وصل سعرها {{ الف الف دينار ذهبية }} يعني كم اليوم بلغتنا {{ مليون ليرة ذهبية }} فكانوا يلبسونها في الأعياد، ليأخذ السلطان بها قلوب الناس [[ ان السلطان يلبس عباءة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]] وقيل أنها فقدت في وقعة التتار، وقيل أنها لا زالت موجودة في أحد المتاحف في اسطنبول وهذه البردة غير {{بردة البوصيري }} والتي هي أشهر قصائد المدح النبوي __________ اذن كما رأينا أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة دماء {{ ١٥ }} لم يقتل منهم سوى {{ ٤ }} فقط بينما عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن بقيتهم، وهؤلاء الذين قتلوا، قتلوا قصاصا لأنهم قتلوا من المسلمين _________ وفي أثناء اقامة النبي صلى الله عليه وسلم ، في مكة وصل اليه أن عدد كبير من قبائل {{ هوازن }} قد اجتمعت لأول مرة في تاريخها لحرب المسلمين وقبائل {{ هوازن }} من القبائل القوية المتغطرسة والتي رفضت أن تستسلم وأن تخضع للنبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعت هذه القبائل في جيش كبير، وجعلت لها قائدا واحدا وهو {{ مالك ابن عوف النَّصْري }} وخرج هذا الجيش واتجه الى مكة لحرب النبي صلى الله عليه وسلم يتبع إن شاء الله .. غزوة حنين _____ #الانوارالمحمدية _____ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٠" السيرة النبوية العطرة (( الطريق الى حنين )) _________ لم يمر على فتح مكة في {{ ٢٠ }} رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، أيام قليلة حتى وصل للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن {{ هوازن }} قد اجتمعت لحرب المسلمين فمن هي قبيلة هوازن ؟ ولماذا اجتمعت على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قبيلة {{ هوازن }} هي واحدة من أكبر وأشرس قبائل الجزيرة العربية وهي تضم عددا كبيرا جد من القبائل وأكبر هذه القبائل هي {{ بنو نصر }} و{{ بنو سعد }} اتذكرون بني سعد ؟؟ هم الذين استرضع الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم عند {{ حليمة السعدية }} ثم قبيلة {{ ثقيف }} وهي أكبر قبائل {{ هوازن }} وكانت أغلب قبائل {{ هوازن}} في الشمال الشرقي من مكة، على بعد حوالي {{ ٢٠ }} كم من مكة بينما قبيلة {{ ثقيف }} وحدها اتخذت مدينة {{ الطائف}} في الجنوب الشرقي من مكة __________ وكانت {{ ثقيف }} من أكبر وأقوى قبائل الجزيرة وكانت مدينة {{ الطائف}} هي المدينة الثانية في الجزيرة بعد {{ مكة}} حتى أن الله تعالى ذكر قول الكفار {{ وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }} وكانوا يقصدون بالقريتين {{ مكة والطائف}} وكان في {{الطائف}} صنم اللات، وهو كما قلنا من أشهر أصنام العرب، وأحد أطراف الثالوث اللإهي {{اللات والعزى ومناة }} وكانت هذه القبائل من {{ هوازن }} كما هو حال العرب في كل مكان في الجزيرة العربية تعيش حياة التفرق والتنافر والإقتتال فيما بينها، ولم يحدث أبدا أن توحدت في كيان واحد سواء سياسيا أو عسكريا [[ هكذا العرب من غير دين ، من المستحيل ان يتفقوا ]] فلما رأت {{ هوزان وثقيف }} ان مكة فتحت وان الكثير من قريش اسلموا [[ حسبوها مثل ما نحكي اليوم ايش ضل بعد مكة ؟ الطائف إذن سيأتينا محمدا فاتحا يوم من الايام ، إذن علينا أن نباغته وهو في مكة ]] __________ تجمعت كل قبائل {{ هوازن}} في جيش واحد، وتحت قيادة واحدة لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وكان قائد هذا التحالف من قبائل {{ هوازن }} هو {{ مالك بن عوف النصري }} وكان شابا لم يبلغ {{ ٣٠ }} من عمره ولكنه كان من أشهر فرسان الجزيرة، وكان معروف بخططه العسكرية المميزة وكان ايضا شاعرا وخطيبا مفوها، وله قدرة فائقة على حشد الناس والتأثير عليهم ________ وبالفعل استطاع {{ مالك بن عوف}} أن يجمع كل قبائل {{هوازن}} في جيش واحد تحت قيادته وهذا أمر لم يحدث من قبل كما قلنا في تاريخ {{ هوازن }} وهذا يدل على مدى كفائته في حشد الناس والتأثير عليهم واستطاع أن يجمع تحت قيادته {{ ثقيف}} ومعروف أن {{ثقيف}} هي أعظم قبائل {{ هوازن}} وأكثرها عددا وأقواها جيشا ومع ذلك قبلت {{ ثقيف }}أن تسير تحت راية {{ مالك بن عوف }} وهذا يدل أيضا على شدة شعور {{ هوازن}} بالخطر واستطاع {{ مالك بن عوف }} أن يحشد من {{ هوازن }} أكثر من {{ ٢٥ ألف مقاتل }} وهذا أكبر رقم يُجمع في معركة واحدة في تاريخ العرب حتى ذلك الوقت _______ وقبل أن يخرج {{ مالك بن عوف }} ماذا فعل ؟؟ أمر {{ هوزان }} بأن يأخذوا معهم الى أرض القتال {{ النساء والأطفال والأنعام والأموال وكل ما يمتلكوه}} فتوضع خلف الجيش، وذلك لتحفيز الجيش على القتال، ويستميت الرجل منهم في الدفاع عن نسائهم وأطفالهم وأموالهم _________ وكان قد خرج مع الجيش أحد شيوخ {{ هوازن }} المخضرمين عسكريا وهو {{ دريد بن الصمة }} وكان عمره أكثر من {{ ١٢٠ }} سنة وقيل أنه خاض {{ ١٠٠ }} معركة لم يهزم في واحدة منها وقد خرج على راحلة في هودج صغير ليس للحرب ولكن ليأخذوا المشورة والرأي منه وقالوا له: _ لا نخالفك في أمر تراه ___________ وسار الجيش حتى نزل وادي {{ أوطاس}} وعلى بعد حوالي {{ ٥٠ كم }} من مكة [[ يعني مسيرة يوم تقريبا من مكة]] وكان {{ دريد }} أعمى فقال لمن حوله:_ بأي وادٍ أنتم ؟؟ قالوا: - بأوطاس فقال:- نعم مجال الخيل، لا حَزْنٌ ضَرِسٌ ولا سَهْلٌ دَهِسٌ [[ يعني هذا الوادي أفضل مكان للخيل والحرب والقتال والكر والفر لأنه ليس {{حَزْنٌ ضَرِسٌ}} يعني الأرض ليست صلبة غليظة فيصعب عيها المشي {{ولا سَهْلٌ دَهِسٌ}} يعني ليست لينة جدا فيثقل فيها المشي ]] ثم قال دريد :_ ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير ؟ قالوا له :_ لقد اصطحب {{ مالك بن عوف }} مع الجيش أموالهم ونساءهم وأبناءهم فقال: - أين مالك ؟ فجاء اليه {{ مالك بن عوف }} فقال له دريد :- يا مالك، إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير ؟ قال له :- لقد اصطحبت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم قال : - ولما ذاك ؟ قال : - أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ، ليقاتل عنهم فأخرج دريد صوتا من فمه كالصوت الذي يخرجه الرعاة للغنم وقال: - راعي ضأن والله ! [[ أي أنت لا تنفع إلا أن تكون راعيا للغنم، ولا تصلح للقيادة العسكرية ]] راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيء ؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك فأخرج بالمقاتلة فقط ثم قال له:- إنك تقاتل رجلا كريما، قد أوطأ العرب، وخافته العجم، وأجلى اليهود [[ يعني انت مفكر محمد صلى الله عليه وسلم رجل عادي هذا الذي قاتل العرب وانتصر عليهم ، وهابه هرقل والروم وسحق اليهود في ديارهم ]] _________ ولكن {{ مالك بن عوف }} أصر على رأيه وقال له:- والله لا أطيعك، إنك قد كبرت وضعف رأيك فقام دريد يخاطب الناس:_ يا معشر هوازن، والله ما هذا لكم برأي، إن هذا فاضحكم في عورتكم [[ يقصد نسائهم ]] وممكِّن منكم عدوكم، ولاحق بحصن ثقيف وتارككم، فانصرفوا واتركوه وكادت أن تتأثر {{هوازن}} برأي دريد ولكن {{ مالك بن عوف}} كما قلنا كان خطيبا مفوها، وله قدرة على التأثير على الناس، فسل سيفه وقام وهو يقول: - والله لتطيعُنَّني يا معشر هوازن أو لأتكِئنَّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري [[ يعني يا تسمعوا كلامي يا بقتل نفسي ، وابحثوا لكم عن قائد غيري ]] فأطاعت {{ هوازن }} مالك بن عوف ولم يلتفت أحد الى رأي الخبير العسكري {{ دريد بن الصمة }} ________ ومع ذلك كان رأي {{ مالك بن عوف }} ليس رأيا احمق والسبب لان مالك يعلم أن المسلمون يقاتلون رغبة في الشهادة، وهذا شيء لا تعرفه العرب وقد كان العرب في الجاهلية لا يؤمنون بيوم القيامة، ولا بثواب ولا بعقاب بعد الموت قال تعالى مخبرا عنهم {{ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا }} فأراد {{ مالك بن عوف }} أن يعوض بذلك التصرف هذا التفاوت الكبير بين الروح المعنوية بين الجيشين أيضا بعض العرب كانت تفعل ذلك، فهو لم يفعل شيء لم يفعله أحد من العرب من قبل يتبع إن شاء الله _____ #الانوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب "٢٣١" السيرة النبوية العطرة (( حنين ، المعركة )) ________ وصلت هوازن كما قلنا الى سهل {{ أوطاس }} ونظم مالك بن عوف ، جيشه تنظيما جيدا، فرتب الجيش في صفوف متوازية فماذا فعل ؟؟ ١_ وضع الخيل في المقدمة ٢_ ثم الرَّجَّالة خلفهم [[ يعني الرجال الذين يمشون على اقدامهم ليس معهم خيل ]] ٣_ثم وضع النساء فوق الإبل خلف الرجال [[ لكي يوهم المسلمين أن هناك أيضا من الرجال عددا كبيرا فوق الجمال فتزداد الأعداد أمام المسلمين الى الضعف فتضعف بذلك عزائم المسلمين ]] ٤_ ثم جعلوا الإبل صفوفا والبقر والغنم خلف الجيش كي لا يهرب الجيش ترتيب منظم حتى إن أنس بن مالك وصف جيش هوازن بقوله متعجبا {{ فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت }} _________ ثم ماذا فعل مالك ؟؟ كان {{ مالك بن عوف }} يعرف تماما طبيعة الارض التي اختارها للمعركة فقام بالليل و وضع الكمائن في قمم الجبال [[ الفخ ]] وفي الشعاب والمضايق والمنعطفات والأشجار التي على جانبي وادي {{حنين}} وهو وادي منحدر وهذا الوادي {{ حنين }} هو الوادي الذي سيمر منه المسلمون ليصلوا الى سهل {{ أوطاس }} وكان وصول {{ هوازن }} الى أرض المعركة قبل المسلمين أمر في صالح {{ هوازن }} لأنه نشر قواته في الأماكن المناسبة، واحتل المواقع الاستراتيجية في أرض المعركة [[ تذكرون عندما وصل المسلمون في غزوة بدر الى أرض المعركة قبل قريش كان ذلك من أسباب انتصار المسلمين في بدر ]] __________ وأخذ {{ مالك بن عوف }} يخطب في {{ هوازن }} ويحمسهم، ويقول:_ إن محمدا لم يقاتل قط قبل هذه المرة، وإنما كان يلقى من لا علم لهم بالحرب فيُنصر عليهم ثم قال لهم:- إذا أنتم رأيتم القوم فاكسروا جُفون سيوفكم وشُدوا شَّدةَ رجل واحد عليهم [[وكان العربي اذا كسر غمد سيفه فهذا معناه أنه مصر على الثبات أمام الخصم، حتى النصر أو الموت يعني استميتوا ]] ___________ وعندما وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم أن {{هوازن}} قد خرجوا بنسائهم وأبنائهم وأموالهم قال صلى الله عليه وسلم {{ تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله }} وخرج صلى الله عليه وسلم لقتال {{ هوازن }} في {{ ٩ شوال }} من السنة الثامنة من الهجرة، أي بعد فتح مكة بـ {{ ١٩ }} يوم فقط وخرج جيش المسلمين بكامل طاقتهم العسكرية فخرج {{ ١٠ آلاف }} مقاتل الذين فتح بهم مكة وخرج معهم {{ ٢ ألف }} من أهل مكة ممن اسلموا ومنهم {{ ٨٠ }} رجل من المشركين منهم {{ صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو }} خرجوا حمية لبلدهم مكة فأصبح عدد الجيش {{ ١٢٠٠ }}فيهم المسلم وغير المسلم وهو أكبر عدد في تاريخ المسلمين حتى ذلك الوقت ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بسلاح الجيش الذي فتح به مكة بل ذهب بنفسه الى أكبر تجار السلاح في مكة، وعلى رأسهم {{صفوان بن أمية}} و {{ نوفل بن الحارث بن عبد المطلب}} ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكانا لا يزالان على شركهما حتى ذلك الوقت، وطلب منهما السلاح على سبيل الإستعارة وقال :_ يا صفوان بلغنا ان عندك سلاح فقال صفوان بن أمية: _ نعم قال له النبي :_ اعرنا من سلاحك فقال صفوان :- أغصبا…يا محمد [[ لانه لم يسلم بعد ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا بل عارية مضمونة يردها محمد رسول الله [[ يعني استعارة سأردها لك، وأضمن في حال ضياعها أن أعوضك عنها ، عارية مضمونة ]] فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم من {{صفوان }} ١٠٠ درع، ومن {{نوفل بن الحارث }} ألف رمح وعين صلى الله عليه وسلم ، حراسة مشددة حول مكة، وكل هذه الإجراءات تبين أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لم يتهاون بهوازن، والرسول يعلم أن المقاتل اذا تهاون بخصمه فهذا معناه هزيمة محققة __________ ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش [[ وكما قلنا الجيش يضم المسلمين وحديثي الاسلام ومشركين ]] فلما مروا بشجر {{ سدرة }} و كان المشركون يعظمونها ويعلقون عليها أسلحتهم فقال بعض الناس ممن أسلم حديثا :_ يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط [[ يعني شجرة نعظمها ونعلق عليها سلاحنا نتفائل بها بالنصر ]] فقال صلى الله عليه وسلم :_ الله اكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى عليه السلام {{ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }} قوم موسى عليه السلام مروا على قوم يعبدون تماثيل من البقر بعد أن انجاهم الله من فرعون وشق لهم البحر [[ لسه ثيابهم ما جفت من ماء البحر ]] قال تعالى {{ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }} صار بدهم بقرة يعبدوها ، لذلك عندما استفرد بهم السامري عند ذهاب موسى عليه السلام لميعاد ربه ، صنع لهم عجل لانه كان عارف أنه نفسهم يعبدوا العجل [[ ما خلاها بنفسهم ]] ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله :_ لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . [[ كما هو حالنا اليوم كيف نقلد افعال الغرب خطوة خطوة ، صدقت يا حبيبي يا رسول الله ]] __________ ولم يكن كل الجيش المسلمين يحسب حساب لهوازن وكان المسلمون يظنون أن عددهم كبير ، وقد انتصر المسلمون بأقل من هذه الأعداد بكثير وبدأ المسلمون يتحدثون عن كثرة أعدادهم، وأن النصر محقق، وقال أكثر من واحد: - لن نهزم اليوم من قلة ووصلت هذه الكلمة الى مسامع النبي صلى الله عليه وسلم ، فحزن حزنا شديدا من سماع هذه المقالة ، وظهر هذا الحزن على وجهه صلى الله عليه وسلم ، وكان سبب هذا الحزن أن المسلمون وقد قالوا هذه الكلمة قد اعتمدوا على الأسباب وليس على رب الأسباب وتوكلوا على أنفسهم وليس على الله تعالى [[ كيف الناس اليوم خايفة من كورونا ، البعض معتمد على التعقيم فقط وعلى الاسباب وليس على رب الاسباب ]] وقد سجل القرآن العظيم هذا الموقف من بعض المسلمين يوم حنين فقال تعالى في سورة التوبة {{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ }} ____________ ووصل المسلمون الى وادي {{ حنين }} في {{ ١٠ شوال }} من السنة الثامنة وهو اليوم الذي ستدور فيه أحداث معركة {{ هوازن }} وكان وصولهم مع الفجر، ولا تزال هناك بقايا من ظلمة الليل، وكما قال الرواة في {{غبش الصباح}} [[ والغبش هو بياض الفجر يخالط آخر الليل ]] وبينما المسلمون ينحدرون في الوادي، وعندما أصبح أكثر الجيش داخل الوادي أعطى {{ مالك بن عوف }} الى {{ هوازن }} اشارة البدء، فبدئت {{ هوازن}} باطلاق السهام وأمطروا المسلمين بآلاف من السهام، والمسلمون لا يعرفون مصادر السهام لظلمة المكان واختفاء العدو فاضطربت صفوف المسلمين، وماج بعضهم في بعض، وبدأ المسلمون في التراجع والفرار ___________ ويصف القرآن العظيم هذا المشهد فيقول تعالى في سورة التوبة {{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }} يعني شعر المسلمون أن الصحراء الواسعة أصبحت ضيقة جدا لا تسمح بالفرار __________ ولم يثبت حول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العصيب سوى {{ ٩ }} فقط ابو بكر ، وعمر ، وعلي بن ابي طالب ، والعباس وابنه الفضل ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن مسعود، وأيمن ابن أم أيمن _________ وبينما كان المسلمون يفرون الى الوراء اندفع النبي صلى الله عليه وسلم ، وحده بدابته في اتجاه المشركين وكان النبي صلى الله عليه وسلم راكبا بغلة قوية اسمها {{ دلدل }} التي اهداه اياه المقوقس يقول العباس اخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدفع دابته للأمام لا للوراء وهو يقول بأعلى صوته:_ أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ، هلموا إلي أيها الناس أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله فأخذ العباس يشد لجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا جسيما ليمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الإنطلاق وسط هذه الأمواج من {{ هوازن}} والنبي يقول :_ انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب [[يعرف بنفسه ]] والعباس يقول له :_ فداك نفسي لا تعرف بنفسك فأنت بغية القوم [[ يعني هم هدفهم انت ]] فقام صلى الله عليه وسلم ووقف على دابته ، و وضع قدميه في ركابها حتى اصبح قائما لا جالسا وهو ينادي بأعلى صوته {{انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب}} وكان هذا الموقف هو أعظم مشاهد القتال في التاريخ كله الجيش كله يفر الى الوراء وقائد الجيش وهو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يندفع في اتجاه العدو فداك ابي وامي يا رسول الله ويقاتل وحده {{ ٢٥ ألف }} مقاتل، وهو الذي كل هؤلاء الأعداء حريصون على قتله وكان المشهد يخبر [[ بأن المسلمون مقبلون على هزيمة مريرة تضيع كل ما حققه المسلمون من انتصارات في السنوات الثمانية السابقة منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعود بهم الى نقطة الصفر]] وكان سبب هذه الهزيمة السريعة في بداية المعركة هو أن الجيش به عدد من المنافقون بل عدد من المشركين الذين خرجوا طمعا في الغنائم وبه عدد كبير من الأعراب الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم ولو كان الجيش من {{ المهاجرين والأنصار}} فقط، لما حدثت هذه الهزيمة حتى لو كانت أعدادهم أقل بكثير من الأعداد التي خرجوا بها وكان صلى الله عليه وسلم ، يعلم ذلك ولكنه كان مضطرا لإصطحاب هؤلاء والسبب ؟؟ حتى يندمجوا مع المسلمين ولأنه لا يستطيع أن يتركهم في مكة لأنه لا يضمن أن ينقلبوا عليه بعد أن يترك مكة، أو ينضموا في الحرب ضد المسلمين مع هوازن __________ وأراد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات الحرجة أن يستخلص المسلمون الصادقون فصاح النبي صلى الله عليه وسلم بالعباس عمه، وكان العباس جهير الصوت، حتى يقال أن صوته كان يسمع على مسافة أكثر من ١٠ كم في الصحراء كان يقف على سلع [[ جبل في مكة اسمه سلع ]] يقف عليه وينادي غلمانه آخر الليل وهم بالغابة فيسمعوا صوته وبين سلع والغابة ثمانية أميال. وغارت الخيل يوما على المدينة، فنادى العباس: _واصباحاه فلم تسمعه حامل إلا وضعت من عظم صوته. قال:- يا عباس اصرخ يا أصحاب {{ السمرة }} يوم الحديبية [[يعني يا أصحاب الشجرة التي كانت تحتها بيعة الرضوان في صلح الحديبية ]] فهؤلاء الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في صلح الحديبية وهؤلاء الذين فتح بهم {{ خيبر }} وهؤلاء هم {{ خير أهل الأرض }} في ذلك الوقت :- يا عباس اصرخ بالمهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة، وبالأنصار الذين آووا ونصروا فصاح العباس :- يا أنصار الله وأنصار رسوله يا أصحاب سورة البقرة رسول الله يدعوكم وخص سورة البقرة لأن فيها قول الله تعالى {{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله }} وسمع المسلمون صوت العباس فأخذوا يجيبونه يالبيك ... يالبيك وارتفعت أصوات الصحابة من كل مكان في أرض المعركة يالبيك .... يالبيك ويصور العباس هذا الموقف فيقول - فوالله، لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها. [[ عطفتهم اي استجابتهم للنداء يعني تجمعوا بسرعة فور سماعهم صوته كالبقر الذي يدافع عن أولاده الصغار ]] وكان الرجل منهم يحاول أن يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على فرسه فلا يستطيع أن يصل اليه بسبب الزحام الشديد والفوضى في أرض المعركة فكان ينزل من على فرسه، ويتجه الى الصوت، حتى يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم __________ وتجمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عدة اهل بدر {{ ٣١٣ }} من المهاجرين والأنصار،و هذا الرقم الذي لا يغلب وكان الصبح قد طلع ورأى الناس بعضهم بعض وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم القتال مرة أخرى بهؤلاء المجموعة من الصحابة الكرام ، فاستقبلوا العدو وحملوا عليهم ثم بدء بقية المسلمون يتجمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم ، وعادوا ينظمون صفوفهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم {{ الآن حمي الوطيس}} [[ الوطيس وهو حجارة توقد العرب تحتها النار يشوون عليها اللحم ، وهذه من الكلمات لم يكن احد سمعها قبل ان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم ]] ووقع قتال من أشرس أنواع القتال وأخذ بيده الشريفة حفنة من الرمال، وألقاها في وجه {{ هوازن }} وهو يقول :_ شاهت الوجوه، انهزموا ورب محمد، اللهم نصرك الذي وعدت يقول العباس :_ فمارأيت أحداً من هوازن إلا يفرك عينيه وتنزل الملائكة من السماء لتثبيت قلوب المسلمين، كما نزلت في بدر ورأى المسلمون هذه الملائكة في صورة {{ نمل أسود }}كثير يغطي أجساد المشركين بينما رأى المشركون من {{ هوازن}} هذه الملائكة، في هيئة رجال بيض يرتدون عمائم حمراء أرخوها بين أكتافهم، ويمتطون خيل بلق [[ يعني هناك سواد وبياض في لونها ]] فلما رأى المشركون هذه الكتائب أصابهم الرعب وكان ممن حضر المعركة مع المسلمين أحد أهل مكة اسمه {{ شيبة الحجبي}} وقد خرج وهو يظهر الإسلام ولكنه كان لا يزال على كفره ،وانما خرج خوفا من أن تنتصر {{ هوازن}} على قريش فرأى شيبة هذه الملائكة، فقال: - يا رسول الله انى لأرى خيلا بلقا [[ يعني في لونها سواد وبياض ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر [[ يعني انت تخفي الكفر ، لان المسلم يراهم في المعركة على شكل نمل والكافر يرى الملائكة للتخويف ]] ثم وضع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يده على صدر {{ شيبة }} وقال :_ اللهم اهدِ شيبة ، اللهم اهدِ شيبة ،اللهم اهدِ شيبة يقول شيبة :_ فوالذي بعثه بالحق ما رفع يده عن صدري حتى ما أجد من خلق الله أحب إلي منه يقول تعالى {{ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ }} _________ وبدأت {{ هوازن }} في الفرار تاركين خلفهم نسائهم وأبنائهم وأموالهم، وتحولت سريعا هزيمة المسلمين في بداية المعركة الى نصر ساحق وكان فرار {{ هوازن}} في ثلاثة اتجاهات جزء الى {{أوطاس}} وهو السهل الذي الى جانب وادي حنين وجزء الى بلدة {{ نخلة}} والجزء الأكبر اتجه الى مدينة {{ الطائف}} ومعهم قائدهم {{ مالك بن عوف}} فاندفع المسلمون خلفهم يطاردونهم حتى يمنعوهم من التجمع مرة أخرى فاتجه بعض الصحابة خلفهم الى {{ أوطاس }} والبعض الى {{ نخلة}} بينما توجه الجيش الرئيسي بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم الى {{الطائف}} كانت نتيجة المعركة {{ ٥ }} فقط من القتلى من المسلمين مقابل {{ ٧٠ }} من المشركين، وكانت الغنائم كثيرة جدا، لأن {{ مالك بن عوف}} كما قلنا كان قد أتى بكل أموال {{هوازن}} فكانت غنائم {{ حنين }} هي أكبر وأعظم غنائم تحصل في معركة واحدة في تاريخ العرب قاطبة ، وتبعهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف يتبع إن شاء الله _____ #الانوارالمحمدية _____ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٢" السيرة النبوية العطرة {{ حصار الطائف }} __________ هربت {{ هوازن}} ومعهم قائدهم {{ مالك بن عوف}} الى مدينة {{ الطائف }} الحصينة بعد هزيمة حنين واتجه النبي صلى الله عليه وسلم لتتبع هوازن، حتى يقابلهم في معركة فاصلة و {{ الطائف}} هي المدينة التي ذهب اليها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة ومعه {{ زيد بن حارثة}} ليعرض عليهم الإسلام، ولكنهم رفضوا الإسلام وطردوه وأغروا به سفهائهم وأمطروه بوابل من الحجارة والسباب في ذلك الوقت قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة {{ يا زيد ، إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه }} __________ وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف، والمسلمون يتوقعون معركة هائلة بين هذا التجمع الضخم بين الجيشين والذي لم تشهد الجزيرة العربية مثيلا له من قبل ولكن كانت المفاجأة أن تجمعت قبائل {{ هوازن}} و رفضت الخروج لقتال المسلمين، واختاروا أن يمكثوا في حصونهم دون قتال بالرغم من أن أعدادهم أكثر من ضعف عدد المسلمين وبالرغم من أن {{ نسائهم ، وأبنائهم ، وأموالهم }} في أيدي المسلمين وبرغم ذلك خافوا وجبنوا من الخروج لحرب المسلمين لانقاذ نسائهم وأبنائهم وأموالهم، وكان ذلك خزيا كبيرا لهوازن، وهزيمة جديدة لهم __________ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحصار {{ هوازن }} وكان حصن هوازن هو أمنع حصون الجزيرة وبدأت {{ هوازن }} في اطلاق السهام بكثافة شديدة يقول أحد الصحابة {{ مثل الجراد}} بينما لم تكن سهام المسلمين تصل اليهم، وأصيب عدد كبير من المسلمين فقرر النبي صلى الله عليه وسلم تغيير مكان الجيش ودعا الخبير الإستراتيجي {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه تذكرون هذا الاسم {{ الحباب }} الذي اشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير مكان الجيش في {{ بدر }}فكان ذلك سببا من اسباب النصر واشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير مكان معسكر المسلمين أثناء حصارهم لحصن {{ ناعم}} في {{ خيبر}} فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا حباب انظر مكاناً مرتفعا مستأخرا عن القوم فانطلق {{ الحباب}} حتى انتهى الى موضع هو الآن مكان مسجد الطائف، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحول الجيش الى هذا المكان __________ واحتاج المسلمون لتدمير الأسوار الى المنجنيق، وقد عرفوا {{ المنجنيق}} من قبل وذلك أثناء حصار {{ خيبر}} ولكن لم يكن معهم منجنيق فقرروا صناعة منجنيق، وبالفعل صنعوا منجنيق تحت اشراف {{ سلمان الفارسي }} كما صنعوا {{ دبابة }} خشبية لأول مرة [[وهي عبارة عن غرفة صغيرة مصنوعة من الخشب الصلب لها عجلات، يختبأ عدد من الجنود تحتها، ويدفعوها وهم بداخلها، حتى يلتصقوا بالسور، ثم يعملون بواسطة آلات الحفر الحديدية على هدم حجارة السور، من المكان الذي أضعفته حجارة المنجنيق، وكلما هدموا جزء وضعوا له دعائم خشبية حتى لا ينهار السور عليهم، حتى اذا فرغوا من عمل فجوة متسعة، دهنوا الأخشاب بشيء من الزيوت، ثم اشعلوا النيران وانسحبوا بالدبابة، فاذا احترقت الأخشاب انهار السور مرة واحدة، تاركا فتحة كبيرة صالحة للإقتحام منها ]] _________ وبالفعل بدأ المسلمون في قذف أسوار الطائف بالمنجنيق وسار عدد من الجنود تحت الدبابة الخشبية، واستطاع المسلمون كسر جزء من السور كاد المسلمون يدخلون داخل أسوار الطائف، ولكن {{هوازن}} فاجئت المسلمين بالقاء الحسك الشائك المُحمَّى في النار [[ وهو عبارة عن أشواك حديدية ضخمة على هيئة صليب يحمى عليها في النار ثم تلقى ]] فأصيب المسلمون اصابات بالغة ولم يستطيعوا التقدم في اتجاه الحصن _________ ثم أمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ان ينادي أصحابه على هوزان ان أي عبد من العبيد يخرج الى المسلمين فهو حر فأخذ الصحابة ينادون {{ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر }} وكان الهدف من ذلك هو حرمان {{ هوازن}} من طاقة هؤلاء العبيد والحصول على معلومات عسكرية من داخل الحصن وبالفعل بدء العبيد يفرون من الحصن وينضموا للمسملين، ووصل عددهم الى {{ ٢٣ }} من العبيد ولكن شددت {{ هوازن }} الحراسة ومنعت هروب العبيد وبدء النبي صلى الله عليه وسلم يستجوب هؤلاء العبيد، وعلم منهم أن داخل {{ الطائف }} طعام وشراب يكفيان أهلها لمدة سنة على الأقل ________ واستمر حصار الطائف {{ ٤٠ }} يوم استشهد فيها عدد من الصحابة ، وجرح عدد كبير منهم وقرر النبي صلى الله عليه وسلم في رفع الحصار عن الطائف والعودة واستشار في ذلك بعض الصحابة وكان ممن استشارهم صلى الله عليه وسلم {{ نوفل بن معاوية الديلمي}} تذكرون هذا الاسم هو الذي قاد {{ بنو بكر}} في الاعتداء على {{ خزاعة}} منذ ثلاثة اشهر فقط وقتل منهم داخل الحرم وقال له أصحابه: يا نوفل، إلهك إلهك فرد عليهم لا إله لكم اليوم، وكانت هذه الحادثة السبب في فتح مكة فبعد كل هذا التاريخ الأسود مع المسلمين فان النبي صلى الله عليه وسلم يقربه ويستشيره وسنجد أنه سيأخذ بمشورته، و كان هذا من حكمته صلوات ربي وسلامه عليه ، أن يتألف القلوب وينزل الناس منازلهم، ويستفيد منهم لصالح المسلمين يقول نوفل بن معاوية: - يا رسول الله، هم ثعلب في جحر ، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك [[ وصف ثقيف بالثعالب لأنهم كانوا معرفون بين العرب بالمكر، ومعنى {{أن أقمت عليه أخذته}} يعني لو صبر المسلمون على الحصار، فسيفتحوا الحصن، ولكن ترك الحصن ليس فيه أي ضرر على المسلمين لأن {{ هوازن}} قد انكسرت شوكتها، وانعدم خطرها، ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ]] _________ وقرر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الحصار وأمر {{ عمر بن الخطاب}} فاذن في الناس بالرحيل فقال بعض الصحابة :_ نرحل ولم يفتح علينا الطائف ؟ فلم يتمسك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، برأيه مثل كل القادة والزعماء في التاريخ كله فقال لهم :_ فاغدوا على القتال[[ يعني اذا كان الصباح فابدئوا القتال مرة أخرى ]] فلما جاء الصباح قاتل المسلمون هذا اليوم واصيب بعض المسلمون ببعض الجروح، فلما انتهى اليوم قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم :_إنا قافلون غدا إن شاء الله فقالوا: يا رسول الله، ادع الله على ثقيف فقال لهم الحبيب :_ نعم ابسطوا أيدكم فبسط الصحابة ايديهم للدعاء فرفع يديه صلى الله عليه وسلم وقال {{ اللهم اهد ثقيفا وائت بهم مسلمين }} سمعتم دعاء نبيكم ؟؟ المبعوث رحمة للعالمين ، الذي جعله الله أسوة لنا الى يوم القيامه قال تعالى {{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}} ولكن لمن ؟؟ {{ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }} كونوا من هذا الصنف ان شاء الله تعالى __________ واستجاب الله تعالى لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم وأسلمت ثقيف بعد أقل من عام واحد لأن كل من بقي من القبائل العربية جاء بعد ذلك الى المدينة فبايع النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم فوجدت {{ هوازن}} أنها لا طاقة لهم بحرب كل من حولهم من العرب، فجاء وفد منهم الى المدينة وأسلم وحسن اسلامهم بعد ذلك، فبرغم أنهم كانوا آخر العرب اسلاما، فانهم ثبتوا على الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرتدوا كما فعلت بعض القبائل العربية __________ ثم اتجه النبي صلى الله عليه وسلم {{ الجعرانة }} لتقسيم الغنائم حيث كانت قد ترك جميع غنائم {{ هوازن}} والتي كانت أكبر وأعظم الغنائم في تاريخ العرب قاطبة، وحدثت عند توزيع الغنائم بعض المواقف نتحدث عنها ان شاء الله يتبع .... _____ #الانوارالمحمدية _______ ____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٣" السيرة النبوية العطرة (( غنائم حنين )) _________ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة {{ حنين }} وفرار {{ هوازن}} الى {{ الطائف }} بتجميع الغنائم في وادي {{الجعرانة}} القريب من حنين حتى يفرغ من حرب هوازن وتوجه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الى {{ الطائف }} واستمر الحصار {{٤٠ }} يوما كاملا ولم ينجح المسلمون في فتح الحصن ثم قرر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الحصار عن الطائف، بعد أن وازن بين مكاسب الحصار وخسائر رفع الحصار ووجد أن خسائر رفع الحصار أكبر من مكاسب الحصار توجه بعدها صلى الله عليه وسلم الى وادي {{الجعرانة}} حتى يقوم بتوزيع الغنائم _________ وكانت غنائم {{ حنين }} ضخمة جدا ، بل كانت أكبر وأعظم غنائم في تاريخ العرب قاطب لأن قبائل {{ هوازن}} قبائل كثيرة جدا ولأن زعيمهم {{ مالك بن عوف}} أمر بأن يصحبوا معهم نسائهم وأنعامهم وكل أموالهم وذلك لتحفيز الجيش على القتال حتى الموت وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما علم ذلك قال :_ تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله وتحقق ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فغنم المسلمون كل هذه الأموال، وكانت كما ذكرنا هي أكبر غنائم في تاريخ العرب ___________ وبلغت غنائم {{ حنين }} ١_ ٢٤ ألف من الأبل ٢_ ٤٠ ألف من الأغنام ٣_ ١٥٠ كيلو جرام من الذهب والفضة ٤_ ٦٠ ألف من السبي وجلس صلى الله عليه وسلم متأنياً في قسم الغنائم وهو يرجو أن تأتي {{ هوازن }} مسلمة لأن جل الاسرى من هوازن وقلنا أن {{ هوازن }} هي مجموعة قبائل حول الطائف فيها {{ بنو سعد }} الذي استرضع فيهم صلى الله عليه وسلم و الذين تربى فيهم {{ ٤ سنين }} ففيهم عماته وخالاته من الرضاعة ، وكان يرجو أن يأتوا مسلمين فلا يقعون بالسبي ، وبنو سعد من كرام العرب فلم يحب أن تسبا نسائهم واولادهم ،ولكنهم تأخروا فأضطر أن يوزع الغنائم وهذا من شرع الله __________ توزيع الغنائم حسب القاعدة الشرعية في توزيع الغنائم وكانت القاعدة الشرعية ١_ أن أربعة أخماس الغنائم توزع بالتساوي على الجيش والفارس يأخذ ثلاثة اضعاف الراجل لأن الفارس ينفق بنفسه على فرسه ٢_الخمس يتصرف فيه رئيس الدولة كما يشاء، فقد يشتري به سلاح، وقد يتم به افتداء الأسرى، وقد يعطي منها لمن كان مميزا في القتال، وقد ينفق على الفقراء والمساكين، وقد يدخل في أي مشروع من مشروعات الدولة _______ فوزع النبي صلى الله عليه الأربعة أخماس على الجيش الذي عدده {{ ١٢ }} ألف وكان كل جمل يساوي {{ ١٠ }} من الشياه اي الخرفان فأخذ كل جندي جملان أو {{ ٢٠ }} من الشياه ،أو جمل و{{ ١٠ }} من الشياه أما السبي فكان البعض يأخذ والبعض لا يأخذ والذي لا يأخذ يعوض بالفضة، المهم تم تقسيم الأربعة أخماس بالتساوي بين الصحابة ________ أما خمس الله ورسوله التي من حق النبي، فقد قرر صلى الله عليه وسلم توزيعها على زعماء القبائل المختلفة لأن الدولة الإسلامية اتسعت الآن اتساعا كبيرا والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن كثير من القبائل قد دخلت في الإسلام، ولكن لم يدخل الإيمان في قلوبهم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم يألف قلوبهم لأنهم لو وجدوا أن وضعهم الإجتماعي والمادي قد تحسن في ظل الإسلام فلاشك أن حبهم وانتمائهم للإسلام ، سيقوى ويترسخ، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم في الإسلام {{ المؤلفة قلوبهم }} والنبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن نظام القبلية المترسخ في الجزيرة العربية منذ قرون يجعل لقائد القبيلة الكلمة العليا المطلقة في قبيلته ، لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ، يشتري رضا هؤلاء الزعماء بالمال وهؤلاء الزعماء سيؤثرون تأثيرا إيجابيا في أتباعهم، ومن ثَمَّ فهو يشتري استقرار الدعوة الاسلامية وكان عدد هؤلاء الذين وزع عليهم صلى الله عليه وسلم الخمس يبلغ عددهم حوالي {{ ٥٠ }} من زعماء العرب _________ من هؤلاء الزعماء {{ أبو سفيان}} زعيم {{ بني أمية }}وزعيم قريش جاء ابو سفيان الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وادي {{ الجعرانة}} وقال وهو ينظر الى هذه الأعداد الهائلة من الغنائم قال :- يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالاً [[ يقيس الامور بالمال ، مثل بعض العوام اليوم معك قرش بتسوى قرش ما معك ما بتسوى اشي ]] فتبسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه ولم يرد عليه فقال ابو سفيان :- يا رسول الله اعطني من هذا المال وكان {{ بلال}} هو المسئول عن توزيع الغنائم فقال صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن لأبي سفيان أربعين أوقية من الفضة ، وأعطوه مائة من الإبل فقال أبو سفيان:_ يا رسول الله ، ما اعظمك واكرمك و أحلمك و ابني يزيد يا رسول الله [[ وكان له ابن اكبر من معاوية اسمه زيد ]] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل فقال ابو سفيان :_ يا رسول الله ، ابني معاوية يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل فذهل أبو سفيان من هذا العطاء فقال أبو سفيان: - ما أعظم كرمك ، وما احلمك ، فداك أبي وأمي ، لقد حاربتك، فنِعمَ المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت [[ انظر كيف تألف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قلب أبو سفيان ]] ___________ وحدث نفس الموقف مع {{ حكيم بن حزام}} من أشراف مكة، وهو قرابة السيدة خديجة وذكرنا ذلك في بداية السيرة [[ تكون السيدة خديجة عمته ]] ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم وقال لبلال :_ يا يا بلال اعطي {{حكيم }} مثلما اعطيت ابا سفيان فأعطاه فقال حكيم :_ ما احلمك واكرمك ، زدني فليس لي ولد مثل ابي سفيان فأعطاه مائة ثانية، ثم سأله فأعطاه مائة ثالثة ثم أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم {{حكيم بن حزام}} ويعلمنا درسا هاما فقال:_ يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة [[ لم يقل إن هذا المال حلواً خضراّ ، لأن المقصود بالمال الدنيا، والدنيا مؤنث ]] يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس وتشوف ، لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم وقد اشرق وجهه وغلبه الايمان [[ أي علاه النور ]] قال :_ والذي بعثك بالحق ما أردات إلا أن أسبر المواقف [[ يعني امتحن موقفك ، بتفرق بينا والا ما بتفرق ]] فوالذي بعثك بالحق لا أخذ إلا العطاء الاول فرد {{حكيم بن حزام}} المائة الثانية والثالثة، وأخذ فقط المائة الأولى وقال:- والله يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا {{ وبر حكيم بقسمه }} ففي عهد أبي بكر دعاه {{ أبو بكر}} أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه وفي عهد {{ عمر بن الخطاب}} دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة رضي الله عنه ________ وممن تألف قلوبهم صلى الله عليه وسلم هو {{صفوان بن أمية}} وقد تحدثنا من قبل عن {{صفوان بن أمية }}وكان سيد قومه، والذي اشترك في {{حنين}} وهو لا يزال مشركا وهو الذي طلب المهلة حتى يسلم {{ شهرين}} فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اربعة اشهر ، واستعار منه النبي صلى الله عليه وسلم عدة المحارب بالأمس القريب عارية مضمونة وقد أعطاه مائة من الأبل كما أعطى زعماء مكة ثم وجده صلى الله عليه وسلم ، ما زال واقفا ينظر الى أحد شعاب {{ حنين }} وقد شد انتباهه شعبا وقد مُلئ إبلاً وشاة وقد بدت عليه علامات الإنبهار بهذه الكميات الكبيرة من الأنعام صفوان ينظر إليها بأعجاب ، فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ أبا وهب ، أيعجبك هذا الشعب ؟؟ فقال صفوان :_ نعم فقال :_ هو لك وما فيه [[هكذا في بساطة وكأنه يتحدث عن جمل أو جملين ]] قال صفوان :_ لي ؟!!!! قال :_ نعم يقول الصحابة فأشرق وجهه صفوان وقال :_ إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا، ما طابت نفس أحد قط بمثل هذا إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فأسلم صفوان رضي الله عنه وصدق إسلامه _________ وعندما وجد الانصار عطاء النبي صلى الله عليه وسلم من خمسه لسادة قريش {{ مسلمها وكافرها }} عطاء ليس له حدود وجدوا في انفسهم [[ اي تأثروا ]] فقال بعضهم لبعض:_ لقد لقي النبي قومه [[ يعني رجع لاهله وفرح فيهم ]] غفر الله لرسول الله يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم بالامس ؟!!! فلما بلغت هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم كان لها أثر في نفسه وارسل الى {{ سعد بن عبادة }} زعيم الخزرج وهو الباقي من سادة الانصار وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد :_ يا سعد ما مقالة بلغتني عن قومك ؟؟ قال له: اجل يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظيمة في قبائل العرب، ولم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم له:_ فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ [[ يعني شو موقفك انت ]] فقال سعد: - ما أنا إلا رجل من قومي ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذن فاجمع لي قومك لا يخالطكم غيركم فخرج سعد فجمع الأنصار{{ أوس وخزرج }} في شعب لم يدخل فيه إلا انصاري وأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وحده لا يصحبه إلا الصديق {{ ابو بكر }} فحياهم بتحية الاسلام ثم حمد الله وأثنى عليهم ثم قال:_ يا معشر الأنصار ألم تكونوا كفارا فهداكم الله بي ؟؟ ألم تكونوا عالة [[ اي فقراء ]] فأغناكم الله بي ؟؟ ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي ؟ ؟ ثم قال: - ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا: - وبماذا نجيبك يا رسول الله ، ولله ولرسوله المن والفضل ؟ قال :_ أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم قولوا :_ ألم أتيتنا مكذباً فصدقناك ؟؟ ألم تأتينا مخذولاً فنصرناك ؟؟ ألم تأتينا طريداً فآويناك ؟؟ ألم تأتينا عائلاً فواسيناك ؟؟ فأرتفع صوت الانصار بالبكاء وضج المكان وهم يقولون :_ المنة لله ورسوله يا رسول الله فقال لهم :_ ما مقالة بلغتني عنكم ووجدة وجدتموها في انفسكم تقولون :_ لقد لقي محمد اليوم قومه يا معشر الانصار أوجدتم في أنفسكم لعاعة من الدنيا تألفت بها قلوب قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم ؟؟ فقالوا :_ أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟؟ [[ وكانوا قد غلبهم الظن ان النبي سيقيم في مكة فقد اصبحت دار اسلام ، وهي مسقط راسه وهي بلد الله الحرام فظنوا ان النبي لن يرجع للمدينة معهم ، ففاجئهم بهذا الخبر المفرح ]] قالوا :_ أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟ قال :_ اجل المحيا محياكم ، والممات مماتكم انت الشعار والناس دثار [[ الملابس الداخلية التي تلاصق الجسم تسمى شعار لانها تلامس شعر البدن ، اما القميص يسمى دثار انتم الشعار اي انتم اقرب لجلدي انتم اهلي وعشيرتي واحبابي رضي الله عن الانصار وباقي الناس دثار ]] انتم الشعار والناس دثار ، فوالذي نفس محمد بيده لو سلك الناس قاطبةً شعباً ، وسلك الانصار شعب لسلكت مسلك الانصار ، و لولا الهجرة لكنت واحدا من الأنصار ثم بسط يديه وهو يقول :_ اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار يقول الانصار :_ فظننا انه لن يسكت حتى يعد مئة جيل من الانصار وبكى صلى الله عليه وسلم وقال :_ الم اعهد إليكم يوم العقبة {{ الدم الدم والهدم الهدم}} أسالم من سالمتم ، وأحارب من حاربتم المحيا محياكم ، والممات مماتكم [[ أي سأعيش ما عشت معكم واذا متت سأدفن بأرضكم ]] فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم وهم يقولون :_ رضينا برسول الله صلى الله عليه سلم رضينا، رضينا ، خذ ما بأيدينا من اموال واعطيها لاهل مكة [[ يا الله هنيئا للانصار كان حظهم الأوفى من العطاء ]] فازوا بالحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم يتبع إن شاء الله _____ #الأنوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٤ " السيرة النبوية العطرة (( اسلام وفد من هوزان )) ___________ من الذين وقعوا في الأسر يوم حنين {{ الشيماء }} أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة لان النبي صلى الله عليه وسلم ، كان قد استرضع في بني سعد {{ ٤ أعوام }} والتي أرضعته هي حليمة السعدية وأخواته من الرضاعة من السيدة {{ حليمة }} ١_ الشيماء ٢_ عبدالله ٣_ أنيسة وكانت {{ الشيماء }} تتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالسن {{ ١٠ سنوات }} فكانت تشترك مع أمها في رعاية النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلاعبه وتعتني به ________ فلما وقعت الهزيمة بهوازن، كانت {{ الشيماء }} فيمن وقع في الأسر فكانت تقول للمسلمين :_ إني أخت صاحبكم من الرضاعة !! فلم يصدقوها وجائوا بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :_ يا رسول الله أتعرفني؟ قال لها :_ ما أنكرك فمن أنت؟ قالت :_ إني لأختك من الرضاعة قال لها :_ إن تكوني صادقة فإن بك منّي أثرا لن يبلى [[ يعني علامة بجسمك انا سببها لا تنمحي]] فكشفت عن عضدها ثم قالت: _ نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتني هذه العضة فعرفها صلى الله عليه وسلم ، فوثب وقام لها قائما و رحب بها، وبسط لها ردائه، وأجلسها عليه ، وذرفت عيناه بالدموع واخذ يكلمها ثم قال لها :_ إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك [[يعني خيرها بين أن تعيش معه أو يعطيها أموال وتعود الى قومها، فاختارت أن تعود الى قومها ]] فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وأعادها الى قومها، وكان مما أعطاها {{غلاما وجارية }} فزوجت أحدهما بالآخر، ولا يزال نسلهما موجود الى الآن ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد قومها {{بنو سعد}} فكانت {{ الشيماء }} ممن ثبتوا وأخذت تنشد الشعر الذي تدافع فيه عن الإسلام وعرفت {{ الشيماء}} بعد ذلك بكثرة العبادة والتنسك رضي الله عنها ، اخت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم _________ وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في {{ الجعرانة }} وفد من {{ هوزان }} فيه عدد من اشرافهم فأسلموا ثم كلموا النبي صلى الله عليه وسلم في الغنائم، وقالوا:_ يا رسول الله ، إن فيمن أصبتم الأمهات ، والأخوات ، والعمات ، والخالات ، وحواضنك اللاتي كن يكفلنك وانت خير مكفول ، ونرغب الى الله وإليك يا رسول الله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ قد كنت استأنيت بكم بضع عشرة ليلة [[ يعني أخرت توزيع الغنائم والسبايا عشرة أيام أملاً في اسلامكم]] وقد وقعت المقاسم مواقع [[ اي تقاسم المسلمون اموالكم ]] فأي الأمرين أحب إليكم , أطلب لكم السبي ، أم الأموال ؟؟ قالوا:_ يا رسول الله فالحسب أحب إلينا ، ولا نتكلم في شاة ولا بعير فقال صلى الله عليه وسلم :_ أما الذي لبني هاشم فهو لكم ، وسوف أكلم لكم المسلمين وأشفع لكم فكلموهم انتم وأظهروا إسلامكم وقولوا :_ نحن إخوانكن في الدين [[ وعلمهم صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة وكيف يتكلمون ]] فلما صلى النبي الظهر ، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام ، فأذن لهم فتكلم خطبائهم ، وطلبوا رد سبيهم ، فلما فرغوا قام صلى الله عليه وسلم وحض المسلمون على رد السبي فقال :_ قد رددت الذي لبني هاشم ، والذي بيدي عليهم فمن أحب منكم أن يعطي غير مكره فليفعل ، ومن كره أن يعطي ويأخذ الفداء فعليَّ فداؤهم فأعطى المسلمون كلا ما بأيديهم، وطلب القليل منهم الفداء ____________ ونأتي الى موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، مع قائد جيش هوزان وهو {{ مالك بن عوف }} قلنا أن مالك هو الذي جمع كل قبائل {{ هوازن}} في جيش واحد لأول مرة في تاريخها وكان السبب في معركة {{حنين}} ماذا كان مصير مالك بن عوف بعد هزيمة هوازن؟ لقد فر {{ مالك بن عوف}} مع من فر من {{ هوازن}} حتى وصل الى {{ ثقيف}} وهي ليست قبيلته لأنه من {{بني نصر}}وكان موقف {{ مالك بن عوف}} مئساوياً فكان وضعه مثل اللاجىء عند قبيلة أخرى، وكان منبوذا لأنه المسئول عن مصيبة وفضيحة {{هوازن}} في فقد نسائهم وأبنائهم وأموالهم لأنه هو الذي أصر أن تصحب {{ هوازن}} معها نسائها وأبنائها وأموالها وهو نفسه صحب معه نسائه وأبنائه وأمواله، وقد فقدهم وأصبحوا غنائم في أيدي المسلمين لقد كان {{مالك بن عوف}} في أشدِّ حالات الانكسار التي من الممكن أن يتعرض لها قائد وبينما هو في هذه الحالة المؤسفة المخزية، كان هناك من يفكِر في أمره!! إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، المبعوث رحمة للعالمين _________ لقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن عوف فقيل له :_ إنه في الطائف يخشى على نفسه فقال النبي لهم :_ أخبروا مالك إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله [[ وكان ذلك هو الإنقاذ لمالك بن عوف من أزمته]] فأسرع {{ مالك بن عوف}} فأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه أهله وماله، ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم فوق ذلك مائة من الإبل [[ هل يمكن أن يتخيل ذلك أحد ؟! هل يوجد في التاريخ كله قائد منتصر يتعامل بهذا الرقي مع زعيم الجيش المعادي له المهزوم أمامه ؟ ]] لقد وجدنا في التاريخ القديم والحديث القادة المنتصرون يتلذذون بمحاكمة وعقاب واذلال زعماء أعدائهم وقرأت عن ملك دولة أسر ملك الدولة التي كان يحاريها فكان لا يركب فرسه الا اذا وضع قدمه على ظهر الملك المهزوم ليس هذا فحسب بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوظف امكانات {{ مالك بن عوف}} القيادية لمصلحة الدولة الإسلامية فأعاده زعيما على من أسلم من قبائل {{ هوازن }}ثم كلفة بمهمة الإغارة على {{ الطائف }} وهي اشبه بحروب الإستنزاف الآن، حتى أسلمت ثقيف بعد ذلك _________ وقبل عودة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة من الجعرانة توجه النبي صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وكانت هذه هي العمرة الثانية التى أداها النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي خرج لأداء العمرة في {{ ذي القعدة }} من العام السادس من الهجرة، ولكن منعته قريش من دخول مكة، وانتهى الأمر بعقد صلح الحديبية وفي العام التالي في {{ ذي القعدة}} من السنة السابعة من الهجرة خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وهي {{عمرة القضاء}} وفي {{ ذي القعدة}} من السنة الثامنة من الهجرة خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة من {{ الجعرانة}} أما العمرة الأخيرة فقد قرنها صلى الله عليه وسلم مع حجته، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة اذن اعتمر صلى الله عليه وسلم ثلاثة عمرات أداها كاملة بخلاف عمرة {{ الحديبية }} لم يكملها التي أحرم فيها صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، ثم صدته قريش فتحلل من احرامه هو والصحابة بذبح الهدي ويصبح المجموع {{ ٤ عمرات }} للنبي صلى الله عليه وسلم __________ وإذا لاحظنا أن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت في {{ ذي القعدة}} وقد فسر العلماء ذلك بأن العرب في الجاهلية كانت تعتبر العمرة في {{ ذي القعدة}} من أفجر الفجور ففعله النبي مرات ليكون أبلغ في بيان جوازه، وابطال ما كانوا عليه في الجاهلية وذهب جميع أهل العلم الى القول بفضل العمرة في {{ذي القعدة }}وقال البعض مثل {{ ابن القيم }} أن العمرة في {{ ذي القعدة }}أفضل من العمرة في رمضان ولكن في ايامنا يمنع العمرة من خارج مكة في ذي القعدة لان هذا الشهر ذي القعدة يسبق شهر الحج حتى لا يظل المعتمر في الكعبة ويؤدي الحج بدون تصريح حج ولكن على أي حال من أستطاع أن يؤدي العمرة في {{ذي القعدة}} فليفعل لأن فضلها عظيم كما قال أهل العلم _______ ومع كل ذلك نقول، ومع أن العلماء قديما وحديثا قالوا بفضل العمرة في {{ ذي القعدة}} لأن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت في {{ذي القعدة}} البعض قال لا أفضلية والسبب لان العمرة الوحيدة التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤديها في ذي القعدة كانت هي {{ عمرة الحديبية}} أما عمرة {{ القضاء }}فكانت في ذي القعدة لأن الإتفاق مع قريش ألا يدخل مكة عامه هذا ويأتي بعد عام وكان مرور العام يوافق {{ ذي القعدة}} وأما العمرة التي أداها من الجعرانة فكانت بعد أن فرغ من حرب {{ هوازن}} وفرغ من توزيع الغنائم وقبل أن يعود الى المدينة، ووافق ذلك {{ ذو القعدة}} دون تعمد لأداء العمرة في ذلك الشهر _________ ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم هذا العام وانما حج بالمسلمين أمير مكة الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، امير على مكة وهو {{ عتاب بن اسيد}} وقد أخذ الإمام الشافعي من ذلك أن الحج على التراخي، [[ يعني يمكن أن يؤخر الانسان الحج مع القدرة عليه، ولكن ليس معنى هذا أن يؤخر سنوات، حتى يتقدم الإنسان في السن ويفقد القدرة على الحج ]] بينما عند أبو حنيفة ومالك وأحمد الحج على الفور عند القدرة عليه يتبع إن شاء الله .... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٥ " السيرة النبوية العطرة (( عام الوفود ، إسلام عدي بن حاتم الطائي )) _________ نحن الآن في مطلع العام التاسع ويسمى {{ عام الوفود }} ولن نتناول جميع الوفود بالتفصيل ، بل نعرض نماذج منها ففي شهر {{ ربيع الآخر}} من السنة التاسعة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، علي بن ابي طالب ومعه {{ ١٥٠٠ رجل }} من الأنصار ، الى قبيلة {{ طيء }} وهي عدة قبائل تسمى {{ طيء }} ولكن كان سيدها العام {{ حاتم الطائي }} المعروف بالتاريخ والمشهور بالكرم فكلنا يعرف حاتم الطائي وكان سيدهم في ذلك الوقت بعد موت {{ حاتم الطائي }} هو ابنه {{ عدي بن حاتم الطائي }} وكان قد تنصر [[ يعني أن اعتنق النصرانية ولم يلتزمها بل كان يخلط بين النصرانية والصابئة يعني عامل دينه كوكتيل ]] وكان هدف السرية هو هدم صنم {{ طيء}} وكان من الأصنام المشهورة في الجزيرة، واسمه {{ الفِلس}} __________ فشن عليهم المسملون الغارة مع الفجر، وهدموا صنمهم {{ الفلس}} واصطحبوا معهم أنعام كثيرة وسبي، وفر قائدهم {{ عدي بن حاتم الطائي}} الى الشام و أخذ زوجته و ولده تاركاً اخته {{ سفانة ابنة حاتم الطائي }} فكانت من ضمن السبايا ابنة {{ حاتم الطائي}} واخت {{عدي بن حاتم}} [[ ومعنى سفانة الؤلؤة وبها كان يكنى ابوها حاتم الطائي لا بولده ، كان يقال له ابو سفانة وليس ابو عدي ]] ___________ فلما جاءت {{ سفانة }} المدينة مع السبي وقفت بين السبي وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يفصل بين الاسرى الرجال في جانب والنساء في جانب والصغار مع امهاتهم فوضعت النساء في القسم المخصص عند ساحة المسجد وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليؤدي إحدى الصلوات بعد مجيء هذه السبايا والاسرى فلما رأته {{ سفانة }} عندما خرج من باب إحدى حجرات ازواجه وقفت واعترضت طريقه وناشدته بصوت مرتفع :_ يا محمد هلك الوالد ، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك قال: _ومن وافدك؟ قالت: _عدي بن حاتم قال: _ الفار من الله ورسوله؟ ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها ، ليؤدي صلاته فحين انتهى من صلاته ورجع قامت وأ عترضت طريقه مرة ثانية [[ وعلمت أن الوقت اولاً كان ضيق ولكن الآن متسع ، في الاول كان في عجلة ليؤدي الصلاة والآن راجع لحجرات ازواجه ]] فقالت :_ يا محمد هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ من الله عليك، يا محمد إن رايت أن تخلي عني ، ولا تشمت بي قومي فإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة {{ حاتم الطائي }} فرق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لحالها وقال :_ قد فعلت ، يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن دينار فقال: _ يا رسول الله ، الله يحب مكارم الأخلاق ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:_ والذي نفسي بيده لا يُدخِل الجنة إلا حسن الخلق ثم نظر الى سفانة والى اصحابه وقال : _ ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين جهال وبعد أن منَّ عليها صلى الله عليه وسلم قال علي بن ابي طالب {{ لسفانة ابنة حاتم }} قال :_ سليه الحملان [[ اي شي تركبيه للسفر ]] فسألته فأعطاها ما تركبه وقال لها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني [[ اي أخبريني انك راحلة ]] وأقامت بين الصحابيات في المدينة حتى قدم ركب من {{ قضاعة}} فلما جاء وفد من قومها جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت :_ يا رسول الله إن القوم من قضاعة [[اي الوفد الذي عندك ]] ان القوم من قضاعة ، وهم فرع من قومي أجد فيهم من أثق به ابلغ معهم مأمني ، إن شئت فأذن لي بالرحيل قالت: _ فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملني، وأعطاني نفقة فجهزها واكرمها واوصى بها خيرا ، ووقف صلى الله عليه وسلم يودعها مع الركب فقالت وهي تركب ناقتها قبل أن ترحل ، تدعوا للنبي صلى الله عليه وسلم رفعت يديها للسماء وقالت :_ شكرتك يدٌ افتقرت بعد غنى ، ولا ملكتك يدٌ استغنت بعد فقر وأصاب الله بمعروفك مواضعه ، ولا جعل لك الى لئيم حاجة ولا سلب نعمة كريم إلا وجعل لك سبباً لردها عليه يقول الصحابة :_ فأشرق وجهه صلى الله عليه وسلم معجباً ببلاغتها وحسن كلماتها فرد عليها بالدعاء قائلا :_ اللهم اهدي قومها وأتينا بهم طائعين يقول الصحابة :_ ولمس من ذلك انها آمنت ولكنها كتمت إيمانها لسببين ١_ عزة في نفسها أن تعلن اسلامها وهي اسيرة فيقال أسلمت مجبرة ٢_حتى ترى موقف اخيها عدي بن حاتم ___________ لم ترجع {{ سفانة بنت حاتم الطائي }}الى ديارها، وإنما توجهت الى أخيها {{ عدي بن حاتم }} بالشام، فلقد هرب الى الشام والآن يحدثنا {{ عدي بن حاتم }} نفسه بعدما أسلم واصبح من الصحابة يقول عدي و كان قد تنصر كما قلنا ولكن يخلط بين النصرانية والصابئة ويسير في قومه بالمرباع [[ المرباع اي يحل لنفسه ان يأخذ ربع غنائم الحرب يشرع لنفسه مالا يشرع لغيره ]] فلما غارت عليه خيل المسلمين بقيادة {{ علي بن ابي طالب }} كان قد جهز نفسه للهرب قبل وصول المسلمون فقد قال لغلام له :_ يا فلان لا أبا لك [[ لا أبا لك كلمة تستخدم عند العرب للمدح والذم ، فإن كانوا يريدون المدح يكون المراد بها اي أيها الرجل العصامي الذي لا يتكل على غيره ، اما الذم لا أبا لك يعني يلي مش معروف ابوك لا اصل لك ]] فقال لغلامه مادحاً :_ لا ابا لك ، اختر لي من الأبل نياق سمان سراع أعتمد عليها ، و تكون في مقربة مني فإن سمعت بخيل محمدٍ قدمت اخبرني [[ عشان يهرب ]] فلما أقتربت خيل المسلمين من ديار طيء اخبره الغلام يقول عدي :_ فركبت على النياق وحملت زوجتي و ولدي وأصابتني ساعة ذهول فتركت اختي {{ سفانة }} [[ نسي اخته ]] ثم انطلقت وقلت :_ ليس لي إلا أرض الشام فإنها تدين بالنصرانية وانا واحد منهم فأرتحل الى الشام [[ دمشق ]] والذين يدينون بالنصرانية لم يكونوا عرب قليل من اعتنق النصرانية من العرب ، لان المسيح عيسى عليه السلام لم يبعث من العرب وما بعث من العرب إلا سيدنا وحبيبنا {{ محمد صلى الله عليه وسلم }} فكانوا اذا تنصر عربي [[ خاصة اذا كان كبير في قومه ]] جعلوا له عندهم مكانة [[ حتى يملكوا قلبه وقلب قومه معه ]] يقول عدي :_ فلما أتيت الشام وعلموا بأمري جعلوا لي ارضاً وحائطاً [[ اي بساتين ]] وضربوا لي قبة وزينوها واقام من معي ومن اعرف من حولي _________ فلما وصلت اخته {{ سفانة }} الى الشام سألت :_ أين أجد بن حاتم ؟؟ قالوا لها :_ عند تلك القبة فذهبت إليه وكان أخوها يقف على الباب فلما رأها من بعيد وعرفها ،هرول إليها مسرعاً يستقبلها وهو يقول :_ مرحبا مرحبا ببنت حاتم الطائي فقالت له :_ أعزب عني [[ اي ابتعد عني لاتفرجيني وجهك ]] أعزب عني ، أيها القاطع الظالم فعرف انها مغضبة منه قال :_ فألتزمت الصمت حتى دنت ودخلت وجلست بالخيمة وذهب عنها الغضب فقال :_ اعذريني يا اختاه ولا تقولي إلا خيرا ، اجل لقد قصرت في حقك [[ الحق معك انا غلطان ]] وصابتني ساعة ذهول حين قدمت خيل محمد والمسلمين اخبريني يا اختاه عن امرك وكانت {{ سفانة }} امرأة رزينة جزلة حصيفة [[ اي عقلها يعدل عشرات من الرجال ]] فأخبرته كيف منَّ عليها رسول الله واعتقها قال :_ يا أختاه كيف رأيتِ الرجل ؟؟ قالت له :_ رأيت فيه كل خير ، ورأيت منه كل خير لقد فعل محمد فعلة ما كان أبوك يفعلها ، وقد رأيته يحب الفقير ، ويفك الأسير ، ويرحم الصغير ، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود ولا أكرم منه، وإن يكن نبياً فللسابق إليه فضل ، وإن يكن ملكاً فلا تزال في عزّ ملكه ___________ ويحدثنا {{ عدي بن حاتم }} رضي الله عنه عن قصة إسلامه والتي كانت بدايتها إحسان النبي صلى الله عليه وسلم لأخته سفانة وتوجه الى المدينةالمنورة ، ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد، وهو يظن أنه سيلقى ملكاً يقول :_ فسلمت عليه فقال صلى الله عليه وسلم ، من الرجل ؟ قلت له :_ عدي بن حاتم فقال :_ مرحبا بك يقول عدي :_ فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي وتوجه بي الى بيته فلقيته في الطريق امرأة ضعيفة متقدمة في السن، ذات هيئة رثة فاستوقفته فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها ومازال واقفاّ يكلمها ، والذي بعثه بالحق نبيا ، لم يدر وجهه عنها ولم يعطها ظهره ولم يتركها ، حتى كانت هي التي قطعت الحديث واستدارت وتركته قائما يقول عدي :_ فقلت ويل أمك يا عدي !! انت لا تقف مع ملك من ملوك الدنيا ، فليس هذا من فعل الملوك [[ في ملك يقف مع امرأة عجوز لابسة ملابس مرقعة وينتظرها لتخلص كلامها وتدير ظهرها وتخليه واقف ، هذا الكلام في الاحلام فقط ]] ثم دخل بيته وقدمني بالدخول [[ يعني تفضل ]] فتناول وسادة فقذفها الي وقال :_ اجلس على هذه فقال عدي:_ بل أجلس أنت فقال صلى الله عليه وسلم :_ بل أنت اجلس إنما أنت الضيف والكرامة للضيف يقول عدي:_ فجلست عليها وجلس صلى الله عليه وسلم متربعاً على الأرض فقلت :_ هذه أخرى يا عدي وهل الملوك تجلس على الارض ؟؟ الملوك تجلس على العروش وحاشيته حوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: _ مرحبا يا عدي بن حاتم ، كيف انت ؟؟ وأخذ يحدثني يقول عدي :_ فلما استأنست معه بالحديث رفع رأسه إلي وقال :_ يا عدي أسلم تسلم فقلت :_ إن لي ديناً [[ يعني انا لي دين ]] قال: _ أنا أعلم بدينك منك ، ألست ترأس قومك؟ قلت: بلى قال :_ ألست نصرانين ركوسين [[ يعني تخلط بعبادتك النصرانية وعبادة الاصنام ]] قلت :_ بلى قال: _ ألست تأكل المِربَاع ؟ [[ أي ربع غنائم الحرب ]] قلت: _ بلى قال:_ فإن ذلك لا يحل لك في دينك قال عدي : _ فتضعضعت لذلك [[ ارتبك ]] و اخذ يعد لي أشياء عني كأنه كان يعيش معي ثم قال لي : _ يا عدي بن حاتم أسلم تسلم فإنه ما يمنعك أن تسلم وتدخل في هذا الدين قلة أهله وكثرة عدوه [[ يعني انا اعلم لماذا نفسك تمنعك ان تسلم ]] ألا والذي نفسي بيده يا عدي ، ليوشكن أن ترى القصور البيض [[ اي قصور كسرى وفارس]] قد فتحت على أيديهم [[ اي الصحابة ]] وجاست بها خيل المسلمين يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين خصاصة تراها من حولي [[ اي حاجة وفقر الصحابة الذين حول النبي صلى الله عليه وسلم]] ألا والذي نفسي بيده ليوشكن ان ترى الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شيء ، بل يزيدون عليه حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به وتوشك الظعينة [[ اي المرأة على البعير في الهودج]] أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت يقول عدي :_ وأخذ صلى الله عليه وسلم يعدد لي كل شيء في نفسي كان يحجبني عن الاسلام ثم قال يا عدي :_ اسلم تسلم فقلت :_ بأبي وامي انت يا رسول الله كيف علمت عني كل هذا ؟ !!!! فقال لي :_ يا عدي إ نما انت تجلس مع نبي ورسول ليس مع ملك من ملوك الدنيا فقلت {{ اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله }} وأسلم عدي بن حاتم الطائي _______ ويحدث عدي هذا الحديث للتابعين ، فلقد عاش عدي{{ ١٤٠ عام }} لقد بقي لخلافة علي بن ابي طالب ، وشهد المعارك مع علي كلها ، واستشهد علي رضي الله عنه وبقي عدي على قيدالحياة ، فهو يحدث التابعين ويقول لهم :_ والذي بعثه بالحق لقد عشت حتى رأيت اثنتين من نبئوة النبي صلى الله عليه وسلم وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ودخلت بخيلي قصور كسرى وجمعنا غنائمها وها انا رأيت المرأة تخرج من الحيرة حتى تؤم بيت الله الحرام لا تدخل بجوار احد وأحلف بالله لترون الثالثة وترون الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شي بل يزيدون عليه حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به ونحن الآن نقول :_ يا عدي بن حاتم رضي الله عنك ، لقد حقق الله الثالثة في زمن الخليفة الراشد {{عمر بن عبد العزيز }} لقد رأى من بعدك من التابعين ، الغلمان تخرج من بيت مال المسلمين بالمال ، يطفون على الناس فلا يقبله أحد بل يزيدون عليه في ظل الخليفة الراشد العادل {{ عمر بن عبد العزيز }} خير الامة في عصره الخليفة الاموي الملحق بالخلفاء الاربعة الراشدين فهو خامسهم الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأحد امراء الجن [[ الذين اسلموا بعد عودته من الطائف ، ولقد بايعوه مرتين اول مرة كان عددهم سبعة عند نخلة، وفي الليلة الثانية عند الحجون وكانوا ٧٠ الف وقد ذكرناها ]] قال النبي لأحدهم واسمه عامر ، عندما وقف يسلم على النبي ويخترع اسئلة ويستحضرها حباً بأن لا يفارق النبي فقال له النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ ألحق بقومك يا عامر فقال عامر :_ بأبي وامي انت يارسول الله ، إنما اصطنع السؤال حتى لا افارقك وتبقى يدي بيدك فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ رضي الله عنك يا عامر وبارك الله في محبتك ، و سيطيل الله في عمرك وستموت في العراء ، ويدفنك خير امتي آنذاك فلما كان {{ عمر بن عبد العزيز }} أمير للمؤمنين و قدم حاجاً من الشام وهو {{ امير الحج }} يقول صحبه الذين حوله :_ فلما كنا قرب المدينة في العراء ، سارت سحابة من غبار امامنا [[ زوبعة او اعصار ]] فوقف عمر ينظر وهو يسبح ويستغفر ثم قال :_ انيخوا هاهنا ، حتى انجلت السحابة فلما انجلت تقدم{{ عمر }} الى مكانها فرأى ثعباناً ميتاً فحفر حفرة في التراب ، ثم خلع عمامته عن راسه فشقها نصفين ثم كفن الثعبان في نصف العمامة ودفنه في الحفرة ثم قال :_ استريحوا هنا هذه الليلة يقول اصحابه :_ فلما كان شيء من الليل [[ يعني مضى ثلث الليل الاول او ربعه ]] سمعنا قائل يقول :_ جزيت خيراً يا {{ ابن عبد العزيز }} جزيت خيراً ، يا خير هذه الامة ، والله لقد سمعت أذناي هاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لعامر :_ يدفنك خير أمتي انذاك فوثب {{ عمر بن عبدالعزيز }} قائماً وهو يقول :_ لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نشدتك الله من انت ؟!!!! فقال له :_ انا فلان من الجن ، أحد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في الحجون وإن الذي واريته التراب اليوم هو{{ عامر }} إحدى الامراء السبعة الذين اسلموا عند نخلة ، عند رجوع النبي من الطائف قال :_ والله لقد سمعت اذناي هاتين والنبي يترضى عليه ويقول له :_ ألحق بقومك ستموت بالعراء ويدفنك خير أمتي انذاك ، فنشهد انك خير الامة اليوم _________ لماذا اقف في السيرة عند هذه الأمور عنوان يجب ان لا تهملوه ابدا {{ نبئوة رسول الله }} فالذي اخبر به اصحابه شهدوا جله وما تأخر عنهم شهده الذي بعدهم ومالم يشهدوه المسلمون قبلنا ، ها نحن اليوم نعيشه ونراه لقد اخبرنا بالتفصيل ما وقع لأمتنا من شتات وكيف تداعى الاعداء علينا كما يتداعى الأكلة الى قصعتها وحين ذكر ذلك قال له اصحابه :_ أمن قلةٍ نحن يومئذ يا رسول الله ؟؟ [[ يعني حتى نوصل لدرجة يتعازموا الناس علينا ، سببه قلة عددنا ]] قال :_ بل انتم {{{ كثييير }}} ولكنكم غثاء كغثاء السيل اشهدوا ان لااله الا الله واشهد أنك يا سيدي وحبيبي محمد رسول الله لقد رأيت نبؤتك هذه {{ بأم عيني }} وها نحن نعيشها تداعي الأمم علينا كتداعي الأكلة الى قصعتها فهاهم كلاب العالم يتعازمون على تقسيم بلاد المسلمين وخيراتها ويتعازمون عليها ، ونحن لسنا قلة والله لسنا قلة ولكن كما وصفتنا {{ أمتنا غثاء كغثاء السيل }} وهانحن نعيش في زمن كما اخبرتنا عن الوباء {{موتان كقعاص الغنم }} يا رسول الله ، كما وصفته يا حبيبي يارسول الله فهو يصيب الجهاز التنفسي ، كمرض القعاص في الغنم وينتشر بسرعة ولم نرى بعد المطر التي ستمطر وتقتل الكثير ولم نرى بعد الدخان الذي سيملئ السماء ، ولكننا يارسول الله نرها قبل أن تقع لأننا نعلم انك لا تنطق عن الهوى ونعلم اننا في زمان ستأتي امور عظام قد أقتربت ونحن في غفلة وشهدنا الكثير مما اخبرتنا ونحن ننتظر {{ تاج }}ما اخبرتنا به من النبؤات {{ لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون }} في وقت اصبحت قلوبنا تعتصر ألماً في الليل والنهار على مقدساتنا وارضنا وديننا صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والله لا يطيب القلب إلا بذكر الله وذكره _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ صلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٦"
السيرة النبوية العطرة (( غزوة تبوك )) __________ في بداية العام التاسع قلنا أنه {{عام الوفود }} وكان فيه مجيء القبائل العربية لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام [[ طبعا الوفود لم تنحصر في عام واحد فمنذ فتح مكة الى حجة الوداع والوفود تأتي الى المدينة تعلن اسلامها ولكن كتب السيرة جعلت لهذا العام هذا الاسم عام الوفود ]] ومع مجيء هذه الوفود خاصة التي تسكن على اطراف بلاد الشام حملت هذه القبائل اخبار للنبي صلى الله عليه وسلم ان {{ الإمبراطورية الرومانية }} تحشد جيوشها لغزو الجزيرة وكان ذلك في منتصف العام التاسع تقريبا فوصلت الى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخبار التي هي في غاية الخطورة، وهي أن الإمبراطورية الرومانية قد حشدت جيوشها من الروم والعرب الغساسنة الموالين لها لغزو الجزيرة العربية حتى يصلوا الى المدينة المنورة وجاءت الأخبار الى أن هذه الجيوش قد وصلت الى منطقة {{ البلقاء }} وهي المنطقة الموجودة الآن في شمال غرب الأردن [[ ملاصقة للضفة الغربية الفلسطينية]] وكان سبب حشد هذه الجيوش هو خوف {{الإمبراطورية الرومانية }} من التصاعد السريع لقوة الدولة الإسلامية والرغبة في كسر شوكة المسلمين قبل أن يستفحل خطرها وتهددها في عقر داره وكذلك الرغبة في الإنتقام من الإنتصار الذي حققه المسلمون في {{ مؤتة }} قبل هذا التاريخ بعام واحد ونزل الأمر الإلهي بقتال الروم قال تعالى {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً }} ومعنى {{ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ }} يعني أقرب الكفار من دياركم، والروم في الشام هم أقرب الكفار الى المسلمين نحن نتكلم عن السنة التاسعة من الهجرة وقد بلغ حبيبنا صلى الله عليه وسلم من العمر {{ ٦٢ عام }} وهذه الغزوة {{ تبوك }} آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت الروم تريد أن يسبروا غورا المسلمين ، وأن يغمزوا جانبهم كتغماز التين [[ اي بلغتنا اليوم ، كيف تدس حبة التين باصابعك تضغط عليها هل نضجت اما انها غير ناضجة يسبروا يعني يدسوا نبض المسلمين ماذا ستكون ردة فعلهم ؟؟وهذه من بلاغة العرب فقد قال الحجاج يوما على المنبر ، أما وإني لا يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كتغماز التين ]] ____________ اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار السريع والحاسم بالخروج لقتال الروم في الشام قبل أن يتحركوا هم في اتجاه المدينة مع أن الجيش الذي سيظل في مكانه سيتمتع بميزة هامة، وهو أن الجيش الآخر سيصل اليه مرهق لأن المسافة بين المدينة وبين الشام طويلة جدا، تزيد عن {{ الألف كم }} في صحراء قاحلة، وطرق وعرة، وحرارة شديدة جدا وكان الوقت في شهر اب {{ ٨ }} ومع ذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار بالزحف في اتجاه الشام و برغم علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا التحرك سيفقده هذه الميزة النسبية ومع علمه صلى الله عليه وسلم أن الجنود الرومان والغساسنة لا يتحملون التوغل في الصحراء هذه المسافة الطويلة وفي هذه الحرارة العالية ________ وكان السبب في ذلك هو أن عدد كبير من القبائل بين المدينة وبين الشام قد دخلت في الإسلام فلو بقي النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وترك هذه القبائل في مواجهة الجيوش الرومانية ف هذا معناه التدمير الكامل لهذه القبائل و النبي صلى الله عليه وسلم ليس مسؤلاً فقط عن أمن المدينة ولكنه مسؤلاً عن أمن الجزيرة كلها وسبب آخر هو أن مجرد تحرك جيش المسلمين في الجزيرة العربية هو تدعيم لقوة وسلطان المسلمين في الجزيرة __________ أمر النبي الصحابة بالتجهز للقتال، كما أرسل الى القبائل العربية التي دخلت في الإسلام، وبعث إلى مكة وقبائل العرب ليستنفرهم للقتال ولأول مرة يعلن صلى الله عليه وسلم وجهة الجيش وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخفي وجهة الجيش حتى يفاجأ أعدائه، ولكن في هذه الغزوة لم يخفي وجهة الجيش لعدة أسباب ________ ١_ أن المسافة بعيدة جدا والطرق وعرة والحر شديد، فينبغي أن يستعد المسلمون لذلك بتجهيز المؤن وغيرها، ، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصحب كل رجل معه نعلان ، وكذلك تجهيز أنفسهم نفسيا لهذه الغزوة الشاقة _______ ٢_أن الجيش به عدد كبير من الأعراب الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم، فكان لابد من الإعلان حتى لا تحدث معارضة من هذه الإعداد الكبيرة بعد الخروج ______ ٣_ أن اخفاء الجيش في هذه الغزوة أمر صعب جدا نظرا لضخامة الجيش وبعد المسافة، فاذا حاول المسلمون اخفاء الجيش فغالبا لن ينجحوا _________ تسارع الصحابة في الصدقة لتجهيز الجيش وحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الصدقات لتجهيز الجيش، فتسارع الصحابة في الصدقة، وكانت لأغنياء الصحابة نفقات عظيمة كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي وغيرهم الكثير وتصدق {{ عبد الرحمن بن عوف}} بنصف ماله، وكانت حوالي {{ ٢٤ كيلو }} من الفضة _______ وهنا لي وقفة للاسف الكثير من المسلمين يتصور أن الصحابة كانوا كلهم فقراء ، لا يجدون ما يأكلون حتى وصفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة فقره {{ مات ودرعه مرهونة ليهودي }} يؤسفني انه يوجد هذا في بعض كتب الحديث النبي لم يمت ودرعه مرهونة هذا القول غير صحيح على الإطلاق ولو كان في صحاح الحديث ، فكتب الحديث ليست معصومة فليس هنالك كتاب معصوم بعصمة الله إلا {{ القران }} كتاب الله الذي تكفل الله بحفظه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولكن لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة ، فإن هذا الحديث من سقطات بعض اهل العلم ان قالوا {{ مات النبي ودرعه مرهونة عند يهودي }} لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حالة النزع واخذ يجود بنفسه [[فقد احتضر يوما كاملاً وشيء من اليوم الثاني ، والاحتضار هو النزع]] فكان يغمى عليه ثم يفيق و كلما أغمي عليه وأفاق يقول :_ يا عائشة ماذا صنعتِ بالدنانير الثلاثة الذهبية الموجودة في بيت محمد ؟؟ تقول له :_ هي على حالها يقول :_ اخرجيها فكيف يلقى محمدٌ وجه ربه وفي بيته ثلاثة دنانير ذهبية ؟؟ إذن عند النزع كان يملك{{ ثلاثة دنانير ذهبية }} فما الداعي لرهن الدرع وإذا افترضنا أراد ان يرهن ألا يرهن إلا عند المغضوب عليهم يهود ؟؟؟ ولو كان ذلك الدرع مرهون والنبي صلى الله عليه وسلم يملك ثلاثة دنانير ذهبية لماذا لا يفك النبي صلى الله عليه وسلم رهنه ودينه ألم يقل لنا صلى الله عليه وسلم ويعلم اصحابه ويعلمنا فقال صلى الله عليه وسلم {{ مطل الغني ظلم }} يعني تداين من واحد وصار معك تسده وتصير تأجل فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل {{ ظلم }} النبي ينهى عن هذا الفعل هل يعقل يا مسلم ان ينهي عنه ويتخلقه ؟؟ حاشاه صلى الله عليه وسلم ذلك إذن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فقيرا ولا الصحابة فقراء كما يظن البعض _________ وقد تصدق {{ عمر بن الخطاب }} بنصف ماله كذلك، وكانت ثلاثة آلاف درهم يقول عمر :_ أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فجئت بنصف مالي وقلت:_ اليوم أسبق أبا بكر فجاء عمر و وضع هذا المال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ ما أبقيت لأهلك ؟ فقال عمر: _ مثله [[ اي نصف ماله ]] ثم أتى أبو بكر، وتصدق بأربعة آلاف درهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_ما أبقيت لأهلك ؟ فقال أبو بكر: _ أبقيت لهم الله ورسوله فقال عمر: _ لا أسابقك الى شيء أبدا [[وكانت هذه هي ثاني مرة يتصدق فيها أبو بكر بكل ماله ]] وتصدق فقراء المسلمين بما يقدرون عليه، حتى أن بعضهم مثل {{ ابو عقيل }} تصدق ببعض التمر وبعثت النساء بحليهن من خواتم وخلاخل حلق وغير ذلك يشاركن بتجهيز هذا الجيش _________ أما أكبر من أنفق في هذا اليوم فهو {{عثمان بن عفان}} وكان عثمان ذو مال كثير والسبب [[ فلقد ورث من أبوه المال الكثير ، تذكرون جيش أبرهة أصحاب الفيل كانت أموالهم بعد أن هزمهم الله بالطير الابابيل غنيمة لأهل مكة ، فكان أبوه ممن جمع من هذا الجيش الغنائم الكثيرة ، فلما مات اورثها لابنه عثمان رضي الله عنه ]] يقول عبد الرحمن بن حباب :_شهدت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله [[ بأحلاسها وأقتابها يعني بكامل عدتها ]] فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة من على المنبر ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة ثانية على المنبر [[ وكان نزول النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر حركة عملية يقول بها حتى يشعر الصحابة أن تجهيز الجيش قد اقترب اكتماله حتى أنه صلى الله عليه وسلم على وشك ترك المنبر وتوقف حثه للصحابة على الصدقة ]] ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله, عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله حتى شنق أسقيتهم [[ وعاء الشرب كان من الأدم اي الجلد فإذا ملئت بالماء لا بد لها من حبل خاص يربطها ، فكانوا بصنعون لها الرباط من الشنق المقوى حتى لاتنفلت فيضيع الماء يعني يقول عثمان علي تجهيز الجيش حتى رباط وعاء الماء ]] فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر الدرجة الثالثة وهو يقول: _ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ، ماضر عثمان ما عمل بعد ليوم ___________ أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال ومع كل هذه النفقة فلم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش فلم يكن عند المسلمون الأموال لشراء أبعرة [[ أي مراكب]] تكفي كل المسلمين فكانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم من لايملكون المال للجهاد من فقراء المسلمين يقولون :_ يارسول الله احملنا فيطرق رأسه صلوات ربي وسلامه عليه ويقول لهم :_ والذي نفسي بيده لا أجد ما احملكم عليه وبعض هؤلاء عندما ردهم النبي صلى الله عليه وسلم بكى من شدة الحزن ومن هؤلاء {{ علبة بن زيد }} الذي خرج من المسجد وهو يبكي، ثم ذهب الى بيته وأخذ يصلي طويلا في الليل ثم رفع يده مناجيا الله تعالى وهو يقول :_اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض وقد سجل لهم القرآن العظيم هذا الحزن النبيل وقد أطلق على هؤلاء {{البكائيين}} وقيل أن عددهم سبعة [[ لم يطلق عليهم البكائين ، لانهم كانوا يبكون على خسارة فريقهم الاوربي بكرة القدم ، ولا يبكون على مسلسل تركي مات حبيبها ، كانوا يبكون لانهم لايجدون ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله ]] قال تعالى يصف حالهم {{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ }} يقول عثمان :_ فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، رق النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودمعت عيناه فوثب العباس وقال :_ احمل منهم اثنين وقام رجل اسمه {{ ياميز بن عمرو الضمري }} رضي الله عنه أصله يهودي من بني النضير وقد اسلم وحسن اسلامه قال :_ وانا احمل اثنان قال عثمان :_ فقلت للثلاثة الذين بقوا وانا أحملكم ، فحمل السبعة ولما رأى عثمان ذلك أنطلق الى داره [[ وحسب المسألة في عقله ، اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي هل يبقى يعتذر ؟؟ ]] فقال :_ فأتيت داري وحملت في كمي [[وكانوا يلبسون ثياب اكمامها واسعة ]] وحملت في كمي {{ ألف دينار }} ذهبية وأتيت بها الى المسجد يقول الصحابة :_ فجاء عثمان الى النبي وهو مازال في المسجد يحدث اصحابه وقال عثمان :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، يأتيك الضعفاء من الناس ، فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك واخذ عثمان بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :_ أضع هذه بين يديك حتى تحمل منهم من شئت [[ وظن الناس انه يحمل عشرين او ثلاثين من الدنانير الذهبية ]] فمازال عثمان يهر ويهر من كمه حتى أصبح كوماً في حجر النبي [[ وجرب اللي معه مصاري جيب الف دينار فراطة برايز بلغتنا اليوم أجمعهم بالدار وشوف كم حجمهم بيصير ، الف دينار ذهبية عملت كوم في حجر النبي ]] قال عثمان :_ هذه حتى لا تعتذر لأحد يارسول الله يقول الصحابة :_ فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان ثم اخذ يقلبها بيديه [[وهذا الحديث اخرجه الامام احمد بن حنبل في مسنده وقال هو صحيح وعلى شرط الشيخان ]] فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان ،ثم اخذ يقلبها بيديه وهو يقول :_ما على عثمان ما صنع بعد اليوم ، لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم ، ليصنع عثمان ماشاء بعد اليوم [[ يعني ما فعله كفارة لكل ذنوبه الماضية والآتية أيضا، وهذه بشارة بحسن الخاتمة ]] وأخذ يدعو لعثمان ويقول :_اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما كان منك، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي ما عمل بعدها وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال :_رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه الكريمتين يدعو لعثمان بن عفان يقول: اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه سؤال هل عثمان اشترى رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالمال ؟؟ لا حاشاه ، ولكن لان عثمان لم ينظر للمادة ، ونظر لمرضاة الله ورسوله ، عز عليه ان يدمع الفقراء فيدمع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لدموعهم ، هل رأيتم صدق الأيمان ___________ كان هذا حال الصحابة من المؤمنين الصادقين وخذوا بالمقابل حال المنافقين قام عبدالله بن سلول {{ رأس المنافقين }} فجمع الناس في فناء داره وكان هو كبير الخزرج وكان يعرف بالنفاق ، فجمع الذين على شاكلته فبلغ عددهم حوالي {{ ٣٠٠ }} منافق [[ ايام النبي وبين الصحابة في ٣٠٠ منافق فلا تستغرب إذا رأيت انسان يصلي في الصف الاول ، وقد اكل مال أخته بالميراث ، يروح مال ابوي لزوجها الغريب ، هكذا لغة المنافق في اعتراضه على حكم الله ، ويعتبر المال لابوه ، وينسى أن هذا المال مال الله يضعه حيث يشاء وتلاقي اول واحد بالمسجد ]] جمع ابن سلول رهطه من المنافقين وجلس يحدثهم [[بلغتنا اليوم جلس يعطيهم تحليله السياسي لهذه المرحلة ]] ماذا قال لهم ؟؟ قال :_ يغزو محمد بني الأصفر [[ يقصد الروم ، و لماذا اسمهم بني الاصفر ؟؟اكثر من قول للعلماء في كتب السيرة ١_ لان اغلبهم لون بشرتهم وشعرهم اشقر قريب للصفار ٢_ لانهم يتعاملون بالذهب في كل شيء وعندهم ذهب كثير ٣_ لأنهم من سلالة { روم بن العيص بن إسحاق نبي الله عليه السلام } وكان يسمى الأصفر لصفرة به ]] قال :_ يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحرّ والبلد البعيد[[ أي ما لا طاقة له به ]] يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب ؟؟ والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال ، ولا أرى محمد ينقلب الى المدينة ابدا [[ وكان يقول ذلك الكلام ليحبط الناس حتى يتخلفوا في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ]] إن لنخشى الروم ونحن في ديارنا أنذهب الى ديارهم ؟؟ __________ ولقد اورث {{ ابن سلول }} هذا المعتقد في المنافقين الى ايامنا هذه فلسان حال المنافقين يقول {{ اللي ما يخافشِ من امريكا ما يخفشِ من ربنا }} هكذا يكون اسلوب المنافقين في الكلام تماما قلوبهم كقلب كبيرهم الذي ورثهم النفاق {{ابن سلول }} لماذا تخافون من الغرب ؟؟ لو كنتم مع الله حقاً لما خفتم ، وما خشيتم إلا الله ، هل رايتم قدرة الله بمخلوق لا يرى بالعين المجردة فيروس صغير ، كيف أذلهم وقهرهم رغم سلاحهم وتطورهم ، كلهم في وضعية دفاع وخوف كيف لو كانت هنالك قلوب في الامة مؤمنة صدقا وحقا ومتوكلة على الله حق توكله ، أقسم بعزة جلال الله لو وجدت هذه الفئة ، لو أردوا إزالة الجبال لأزالوها ولكن للاسف امتنا اليوم {{ ضلع قاصر }} اعينهم بصيرة وايديهم قصيرة ، وذلك لانهم اعتمدوا على غير الله ، ولو توكلوا على الله لكانوا خير أمة اللهم إن نشكو اليك ما لا يخفى عليك قال ابن سلول هذا وبثه في عقول اصحابه من المنافقين وقد سطر القران اقوالهم بالتفصيل في سورة {{ التوبة }} وتسمى ايضاً سورة {{الفاضحة }} لانها فضحت المنافقين وسطرت قول كل واحد منهم ما يقول ولو اراد الصادقون من الصحابة ، ان ينقلوا بالكلام ما قاله المنافقين لن ينقلوه بالدقة التي وضعها الله بالقران الكريم فسميت سورة {{ التوبة}} وسنأتي على سبب هذه التسمية وسميت سورة {{ الفاضحة }} وسميت ايضا سورة {{المبعثرة }} لانها بعثرتهم وكذلك سمي ايضا الغزوة {{ غزوة تبوك }} {{غزوة الفاضحة}} و {{ غزوة المبعثرة }} __________ فأخذا المنافقون يطلبون الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج للقتال، ويتعللون بعلل واهية من هؤلاء مثلا {{ الجد بن قيس }} مناف وكان له ابن اسمه {{عبدالله }} مؤمن صادق من الصحابة فجاء {{ الجد }} الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي في مسجده جالس بيت اصحابه قال :_ تأذن لي يارسول الله هذه المرة ان اجلس في المدينة وان لا ارتحل ؟؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:_ إنك موسر يا جد فتجهز ، تجهز في سبيل الله [[ أي لست فقير معك مال ليس لك عذر تجهز تجهز ]] فقال الجد :_ يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك [[ الضبعة هي شدة الشهوة اتجاه النساء وثوارنها لأتفه الاسباب ، هل رايتم تفاهته ؟؟ يقول ذلك للنبي في مسجده وبين اصحابه انا ذو ضبعة والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم تماما معنى ضبعة ]] يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك ،واخاف ان افتن بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ألا أصبر عنهن فأُفتتن . يقول الصحابة :_ فتربد وجه النبي صلى الله عليه وسلم [[ اي بان عليه الغضب ]] ثم اعرض بوجهه الشريف عنه وهو مغضب وقال له :_ قد أذنت لك فلا تخرج فلما خرج {{ الجد }} من المسجد قام ابنه عبدالله المؤمن الصادق وتبعه [[ بدكم اكثر من هيك ولد وابوه ، مؤمن ومنافق في بيت واحد ]] فتبعه وهو يعلم ان أبوه منافق ولكن قال له بكل أدب :_ يا ابتي لما تعتذر لرسول الله وقد اكد عليك وقال لك مرتين تجهز تجهز ؟؟ فكيف تخالف رسول الله وتعتذر له بما ليس فيك ؟؟ فقال له ابوه :_ يا بني أيحسب محمد [[ لم يقل رسول الله هذا شعار المنافقين ]] أيحسب محمد ان قتال بني الاصفر معه اللعب ، لكأني انظر الى اصحابه مجدلين بالحبال [[ هل رأيتم نفس كلام معلمه ابن سلول ، المنافقين نفس اللغة الى زماننا هذا اللي مايخفش من امريكا ما يخفش من ربنا نفس الخطاب في كل زمان ]] فقال ابنه مستغربا :_ ابتاه !!!!! هذا شعار المنافقين [[يعني كلامك هذا كلام منافقين]] فصرخ ابوه في وجهه وقال :_ اسكت يا ولد انا اعلم منك بالدوائر [[ انا بعرف اكثر منك كيف تدور الامور ]] فقال له ابنه :_والله إن هذا لهو النفاق بعينه فما كان من ابوه إلا خلع نعله ، وضرب به وجه ابنه ومع ذلك بقي الولد متأدب بتأدب القران الكريم قال تعالى {{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }} فقال ابنه وهو متأدب بالقران الكريم قال :_ إني والله لا ارد عليك بشيء ولكني ارجو ان ينزل الله بك قران يتلى الى قيام الساعة فأنزل الله تعالى فيه قوله {{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }} [[ لا تفتني يعني لا تبتليني برؤية نساء بني الأصفر ]] فلما نزلت الآية قال له أبنه:_ ألم أقل لك؟ فقال له: _ اسكت يالكع، فوالله لأنت أشد عليّ من محمد وفي رواية أن الجد بن قيس لما امتنع واعتذر قال للنبي:_ ولكن أعينك بمالي، فأنزل الله تعالى {{قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم}} __________ هكذا كان صلى الله عليه وسلم ، يأذن لهؤلاء المنافقين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريدهم في الجيش، لأنهم يثبطون الجيش ولكن الله تعالى عاتب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنه أعطى الإذن لهؤلاء فقال تعالى {{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }} هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة ، لكي لا يؤلم قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم بالمعاتبة فلو قال له :_ لم أذنت لهم ، عفا الله عنك ، لكانت ثقيلة على قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم بدأ بالعفو قبل المعاتبة فالله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينبغي أن تأذن لهم، لإنك اذا لم تأذن لهم، واصروا على القعود فستعلم الصادق من الكاذب ________ ليس هذا فحسب كان المنافقون يحاولون تثبيط المسلمين عن النفقة فعندما يجدون أحد أغنياء المسلمين يتصدق بالأموال الكثيرة يقولون :_ما فعل هذا الا رياء وعندما يتصدق بعض الفقراء بالأموال القليلة يقولون :_ان الله لغني عن هذه الصدقة فعندما تصدق {{ عبدالله بن عوف }} بنصف ماله قالوا :_ ما أعظم رياءه وعندما تصدق احد الصحابة وكان فقير اسمه {{ عقيل }}تصدق ببعض التمرات فقالوا :_ إن الله لغني عن صدقة هذا فنزل قول الله تعالى في سورة التوبة {{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }} [[ يلمزون يعني يعيبون و {{الْمُطَّوِّعِينَ}} اصلها المتطوعين بالتاء ولكنها أدغمت التاء في الطاء ]] __________ وكان المنافقون يتجمعون في بيت رجل يهودي اسمه {{سويلم}} ويثبطون الناس عن الخروج والغزو ويتعللون بشدة العدو، والحر الشديد، ويقولون أن الوقت هو وقت جنى الثمار قال الله تعالى مخبرا عنهم {{ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }} بشرهم بنار جهنم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{طلحة بن عبيد الله}}في نفر من اصحابه، وأمره أن يحرق عليهم البيت [[ وليس معنى هذا أنه أحرقهم ولكن أحرق البيت وفروا وارتدع المنافقون ]] وهذا درس هام جدا من دروس السيرة وهو التعامل بحسم شديد مع من يريد أن يهدم أركان الدولة ________ تجهز جيش المسلمين وبلغ تعداد الجيش{{٣٠ ألف }} مقاتل وعشرة آلاف فرس وأطلق على هذا الجيش {{جيش العسرة}} لأن الخروج في هذا الجيش كان أمر {{عسير}} وشاق والجزاء دائما على قدر المشقة، فمن يصوم في الصيف ليس كمن يصوم في الشتاء والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، ليس كمن يقرأه بسهولة والذي أطلق عليه {{جيش العسرة}} هو القرآن العظيم يقول تعالى {{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ }} __________ أسباب الصعوبة الشديدة في الخروج الى تبوك ، فكان الخروج في هذا الجيش هو أصعب مرة خرج فيها المسلمون لأسباب كثيرة ١- قوة العدو وشدته، وتفوقه في العدد والعدة فكان عددهم {{١٠٠ ألف }} ٢- بعد المسافة، أكثر من {{الف كم }} ٣- قلة المؤن من الطعام والشراب ٣- قلة الأبعرة [[ اي المراكب ]] ٤- أن الوقت الذي خرج فيه الجيش هو وقت جني الثمار، والمدينة بلد زراعي، وأغلب أهله يعملون بالزراعة _________ خرج النبي على رأس الجيش، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا في هذه الغزوة شديدة الصعوبة {{ ٦٢عام}} وكان خروج الجيش في يوم الخميس غرة رجب من السنة التاسعة، واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة {{محمد بن مسلمة}} وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على أهله {{علي بن أبي طالب}} وحتى هذا الموقف لم يتركه المنافقون فقالوا أنه ترك عليا في المدينة لأنه استثقله فلحق علي بالجيش وذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي :_ كذبوا، إنما خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ___________ تناول القرآن لغزوة تبوك ونزل القرآن العظيم يسجل هذه المواقف في سورة التوبة اقرأ كلام الله تعالى بتفكر يقول تعالى {{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}} ____ يتبع إن شاء الله .... إذا قرأت فضع لايك لنتعرف هذه الوجوه الطيبة _____ #الانوارالمحمدية ______ _____ صلى الله عليه وسلم ______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ٢٣٨ " السيرة النبوية العطرة (( تبوك ، وحال المنافقين )) _______ قلنا أنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رهط من المنافقين وهم في طريقهم لتبوك ولكن بقي بين ظهر المسلمون عدد من المنافقين خرجوا معهم رغبة ورهبة رغبة في الغنائم فهم على يقين بأن النبي صلى الله عليه وسلم سينتصر إن لقي حرباً ورهبة من أن يفتضح أمر نفاقهم ونختار نموذجين عن هؤلاء المنافقون _________ {{ النموذج الاول }} عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه لتبوك [[ الجيش كما قلنا تعداده ٣٠ ألف بخيلهم وأبلهم ، ويكاد الرجل من ضجيج الجيش لا يسمع من بجانبه ]] فجلس النبي صلى الله عليه وسلم يستريح ، ثم أذن بالرحيل فكان ثلاثة من المنافقين يجلسون في خيمة واحدة ومتاعهم مع بعض فختموا جلستهم هذه قبل الرحيل ، بغيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم [[ يستغيبون النبي ويستهزئون ، بلغتنا اليوم ينكشو راسهم ينكتوا و على مين ؟؟ على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]] أما اسمائهم ١_ الوديعة بن ثابت ٢_ الجلاس بن عمرو ٣_مخشن بن حمير الثلاثة كانوا في رحل واحد ، وكانوا يتكلمون مع بعضهم والنبي صلى الله عليه وسلم كان في آخر الجيش _________ فقال وديعة بن ثابت :_ لقد صدق والله ابن سلول أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً والله لكأني بكم غداً مقرنين في الحبال [[ يقول هذا الكلام إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ]] فأخذ القوم يضحكون فقال جلاس [[ و جلاس كان معه فتى قد ناهز الحلم يعني عمره ١٢ او ١٣ سنة و اسمه {{ عمير}} كان يتيم و تزوج الجلاس امه فأصبح {{ عمير}} ربيبه فكان متعلق به و لا يرتحل الى مكان إلا اصطحبه معه وكان عمير فتى مؤمن يحبه النبي كثيراً و يداعبه ]] فكان عمير هذا جالساً معهم فقال الجلاس الذي هو كافله و زوج امه قال مجيباً لوديعة :_ والله لئن صدق محمدٌ ، لنحن شر من الحمير [[ يعني اذا بيطلع محمد صادق انه نبي مثل مابيقول فنحن اقل منزلة من الحمير ]] فأجابه الفتى اليتيم {{ عمير }} الذي هو في كفالته قال بلغة المؤمن الصادق الذي لا تاخذه في الله لومة لائم مجيباً زوج امه وكافله قال :_ أنت شر من الحمير وإن لرسول الله صادق [[ فتدارك الثالث { مخشن بن حمير} الموقف حين اجاب هذا الفتى الصغير بهذه اللهجة ورأى أن هنالك عناية ربانية تجعل الصغير لا يخشى بقول كلمة الحق ]] فقال مخشن بن حمير :_ والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مئة جلدة ، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه [[ يعني لو هذا الولد وصل للنبي الذي قلناه ، احب إلي ان اجلد ولا ينزل فينا من الله قران يتلى ]] وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بآخر الجيش يقول لعمار بن ياسر قال :_ قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا فقال الصحابة متعجبين :_ من يارسول الله ؟؟ فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم بأسمائهم قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا وقال فلان كذا واجابه فلان بكذا وقل لهم أنا محمد رسول الله فانطلق إليهم عمار ، وهو يشق صفوف الناس حتى أدرك الثلاثة قبل أن يرتحلوا فقال لهم عمار :_ قفوا مالحديث الذي دار بينكم تنتقصون فيه رسول الله ؟؟ فقالوا :_ ماقلنا شيئاً وأقسم الجلاس والله ما قلنا شيء فقال عمار :_ لا بل قلت يا فلان كذا وقلت يا فلان كذا [[ واخبرهم بما قالوا بالتفصيل ]] فقام {{وديعة بن ثابت }} يجري وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنبي واقف على ناقته فجعل يتعلق بناقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد الاعتذار فلم يلتفت النبي إليه ومضى في سيريه فأمسك بحقاب الناقة واخذ يجري خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :_ يا رسول الله ، اسمعني ، اسمعني ، إنما كنا نخوض ونلعب [[ عارفين شو معناها اليوم نكت التواصل الاجتماعي على الدين وشعائره في كل مناسبة في الصيام نخترع النكت في عيد الاضحى في الاحاديث النبوية في المحجبات المخمرات ننكش راسنا شوي نتسلى ليش التشدد يا اخي ، نكت سمجة تصدر من كثير من غثاء السيل وعلى من ؟؟ على الدين الحنيف ]] __________ {{إنما كنا نخوض ونلعب }} فلم يقف له النبي ولم يستمع له وإذا بالراحلة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم تثقل وأخذت تمشي ببطئ ، ولم تعد تقوى على المشي فوقف الناس وعلموا أنه يوحى الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وإذا بجبريل ينزل بثلاث آيات من سورة {{التوبة}} اسمعوا يا اهل النكت ، ماذا انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في هؤلاء افتح القران على سورة {{ التوبة }}واقرأ وتدبر قال تعالى {{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ }} هل رايتم ؟؟ كما قال مخشن بن حمير والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مئة جلدة ، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه {{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ }} ارسلت صاحبك عمار بن ياسر يسألهم {{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ}} أي أجبهم يا رسول الله {{ قل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }} يا حبيبي يالله ما أجمل واعظم كلامك ، استثنى طائفة وخص العذاب بطائفة لأن منهم من سيتوب بعد نزول الايات ، سبحانك ما أعظمك فبعد نزول الايات جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم {{ مخشن بن حمير }} وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو خجل مطرقاً رأسه الى الارض مشرقاّ وقد تاب الى الله توبة صادقة وهو يقول :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، والله ما قلت إلا خيراّ [[ يعني صحيح كان هناك حديث بس انا اللي طلع مني خير ]] ولقد رجوت ان اجلد مئة جلدة ، ولا أن ينزل بي قرآن يتلى الى قيام الساعة فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، نظرة رضا وهو مبتسماً وقال :_لقد انزل الله قرآن وانت ممن عفى عنك فقال مخشن : _ يا رسول الله ، لعله قعد بي اسمي واسم أبي فأنا مخشن بن حمير [[ حمير يعني تصغير حمار ]] وإن لكل مسمى من اسمه نصيب [[ يعني هالغلطة اللي وقعت فيها ناتجة من اسمي ]] فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مبتسما :_ لا عليك فأنت بعد اليوم {{ عبدالرحمن }} فتسمى عبد الرحمن فأستثني هذا من قائمة المنافقين السيرة للتأسي ، التوبة الى الله تجب ما قبلها ، هل رأيتم رحمة الله ولطفه ، هل شعرتم بجمال الله عزوجل بقلوبكم {{ الله عزوجل لم يخلقنا ليعذبنا بل ليكرمنا ويرحمنا }} من تاب ، تاب الله عليه وسأل عبد الرحمن هذا الله تعالى أن يقتل شهيدا و لا يعلم الناس بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ، فلم يجد له الناس أثر فلقد صدق الله في توبته _________ {{ النموذج الثاني }} مضى النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه {{ لتبوك}} واستراح ليلاً ، وانطلقت الابل في الوادي فلما كان وقت الرحيل افتقدوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوها فلم يتحرك أحد من الجيش ، وأخذ الصحابة يبحثون عن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وهي ناقته {{ القصواء }} وطال البحث عنها ولم يجدوها وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسٌ في خيمته ومعه صحابي جليل عقبيا بدريا [[ عقبي اي ممن شهدوا بيعة العقبة قبل الهجرة ،وبدري ممن شهدوا بدر وكلا الوصفين كان علم في حسن القدوة بين الصحابة بعد وفاة النبي يقولون فلان عقبي او بدري اي من خيرة الصحابة ، فهذا الصحابي يجمع بين الوصفين ]] وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالس في خيمته ومعه صحابي جليل عقبي بدري واسمه {{ عمارة بن حزم رضي الله عنه}} أما في خيمة عمارة كان يجلس فيها أصحابه [[ الذين كانوا مع عمارة يرحل معهم ويمشي معهم وينام معهم ، فكانوا يجلسون في خيمته ]] وعمارة هذا كان جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمة النبي فكان يجلس في خيمة عمارة رجل من اصحاب عمارة اصله يهودي من بني قينقاع ، ولكنه اسلم نفاقاً اسمه زيد بن اللصيت [[ واللصيت معناها عند العرب تصغير لوصف اللص واحتقار ، يعني حتى لص مش نافع هامل اذا سرق ما بينجح ]] فقال زيد بن اللصيت ، وهو في رحل عمارة وعمارة كما قلنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :_ يالا العجب أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء ، ويخبرنا عن ما مضى وبما هو آتي [[ يعني بيخبركم شو صار بالأمم الماضية وعلامات الساعة وشو بدو يصير يوم القيامة ]] يالا العجب أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء ، ويخبركم عن ما مضى وبما هو آتي ، وهو لا يدري أين ناقته ؟ [[هذا الحديث يجري في هذا الخيمة وخيمة النبي بعيدة عنها ]] يقول عمارة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه و هو يقول [[ وعمارة عنده ]] يقول :_ إن رجلاً منافقاً في خيمة واشار بأصبعه بعيداً يقول :_ هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته وإني والله لعبدالله ورسوله ، و ما أعلم إلا ما علمني الله وها هو اخي جبريل قد حضر يعلمني اين الناقة ، وقد دلني الله عليها ، وهي في هذا الوادي ، في شعب كذا وكذا ، قد حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها ، فذهبوا ، فجاءوا بها فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال لاصحابه :_ والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا [[ يخبرهم بفرح بنبؤة رسول الله ، فهو لا يدري من القائل هو أراد أن يخبرهم لتقوية الايمان عندهم ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا } لأن الايمان يضعف ويقوى ]] فقال :_ والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ونحن جلوس عند رسول الله ، اذا به يتغير وجهه ويشير بأصبعه ويقول إن منافقا في خيمة يقول كذا وكذا [[ تماما كما قال زيد بن اللصيت ]] واخبر اصحابه عن مكان الناقة فأنطلقوا فوجودها كما قال واحضروها فقال رجل ممن كان في رحل عمارة قال :_ والله ما قام من مجلسنا رجل واحد وإن {{ زيد }} والله هو من قال هذه المقالة قبل أن تأتي فوثب عمارة على زيد مغضبا يجأ في عنقه [[ أي مسكه من عنقه بيد واحدة ، كأنه يريد أن يخنقه ]] وهو يقول :_ إلي عباد الله ، إن في رحلي لداهية وما أشعر [[يعني معي في خيمتي منافق وانا لا اعلم ]] اخرج عدو الله من رحلي ، فلا تصحبني بعد اليوم ساعة واحدة ، لماذا ؟؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول {{ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }} وكما قيل {{ من جالس جانس ، والصاحب ساحب ، والروح كالريح ، إن مرت على عطر طابت ، وتخبث إذا مرت على الجيف }} قال :_ لا تصحبني ولا تجالسني بعد اليوم ساعة واخرجه من خيمته _________ وتجهز النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، وقبل أن ينطلق الجيش أمر رجل من أصحابه صوته جهوري ان ينادي بالجيش [[حتى يسمع الجيش كله ،يقال انه عمه العباس ]] قال :_ نادي بالجيش وقل لهم ألا إن رسول الله يقول لكم إنكم مشرفون على تبوك غدا ان شاء الله تعالى ، وستصلون إليها عند الضحى فمن سبقنا إليها فلا يقرب ولا يمس احد ماءها حتى احضر [[ لان تبوك سبب تسميتها هو عين الماء الذي فيها فهي عين ماء ضعيفة { تبك الماء بكا } لذلك سميت تبوك نسبة لعين الماء التي فيها ، فهي تبك الماء بكا ، اي لا تكاد تسقي الراكب الواحد يعني اذا شرب رجل انتظر الاخر ساعة بعده حتى يشرب فأراد النبي ان لايقرب احد الماء حتى يحضر ويبارك فيه ]] طبعا هذا الحديث رواه {{ مالك ومسلم في صحيحه والإمام احمد في مسنده كلٌ في سنده الصحيح عن معاذ بن جبل }} فلما وصلوا احاط الجيش بهذه العين ينتظروا النبي صلى الله عليه وسلم فلما وصل ترجل عن راحلته ونظر الى البئر الى عينها وقال :_ هل مس الماء منكم أحد ؟؟ فقال بعض الصحابة :_ أجل يارسول فلان وفلان [[ وكانوا من المنافقين ]] وهذا الحديث كما قلت لكم رواه مالك ومسلم في صحيحه والامام احمد في مسنده عن معاذ بن جبل قال معاذ :_ فسبهم النبي [[ على جلالة خلقه صلى الله عليه وسلم سبهم ، ولكنهم بيستهلوا المسبة ]] قال :_ فسبهما النبي وقال لهما ماشاء الله له ان يقول [[ اي توبيخا وتأديبا ]] ثم قال :_ لينزل منكم رجل يجمع لي ما أمكن من الماء [[ وكانت العيون يجعلون حولها بئراً واسعاً وكبيراً حتى اذا نزلت الامطار تتجمع فيها ]] فنزل رجل وأحضر له من ماءها يقول معاذ :_ فغسل صلى الله عليه وسلم فيه يديه ، ثم غسل وجهه ، ثم مضمض فيه ، ثم ارجعه للوعاء ثم اعطاه للرجل وقال له :_ خذ وأدر الماء في العين فأخذ الرجل الوعاء وأداره في العين يقول معاذ :_ ففارت الماء وعلت ولها أذيذ كأن الماء انفجر من الارض انفجاراً ، فما ادركنا الرجل حتى اخرجناه قبل ان يغرق ،حتى امتلأ الحوض وجلسنا على حفافه نغرف بأيدينا فقال صلى الله عليه وسلم :_ اشهد ان لا اله الا الله وأني رسول الله ثم نظر لمعاذ وقال :_ يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ههنا ملىء جنانا وبساتين [[يشير الى ارض تبوك ]] وتبوك لم تكن مدينة بل كانت ارض صحراء ذات رمال والذين ذهبوا عمرة كيف ترون تبوك اليوم ؟؟ قد امتلئت جنان وبساتين ________ ونحن نقول :_ نشهد أن لا إله إلا الله ، ونشهد انك يا سيدي محمد رسول الله وها هي تبوك قد قد ملئت جنان وبساتين ، وإن نبؤتك صادقة بما أخبرت به أصحابك وبما اخبرتنا به الى قيام الساعه فما أخبركم به نبينا آتي ، وما وعدكم به حاصل فلا تيأسوا ولا تقنطوا وانا اعلم ان حال المسلمين اليوم لا يسر وقلوبنا تتفطر ألم وحالنا لا يسر صديق ، ولكن الخير قد اقترب فصبراً يا أشباه {{ آل ياسر }} في هذا الزمن ، يامن قبضتم على دينكم كالقابض على الجمر صبر جميل وطوبى لكم أيها الغرباء ونبؤة رسول الله اقتربت كثيرا اللهم اشهد بأننا نشهد أن رسولك صادقاً بما أخبرنا اللهم عجل لنا بالفرج القريب يتبع إن شاء الله ..... _____ #الأنوارالمحمدية ______ ____ وصلى الله عليه وسلم _______ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
ﷺ
|
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ظ¢ظ£ظ© "
السيرة النبوية العطرة (( غزوة تبوك ، تحقق النصر ، وانسحاب الروم )) ____________________________ قبل غزوة تبوك وفي الطريق إليها توفى أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه {{ ذو البجادين }} وهو من قبيلة {{ مزينة }} هذا الصحابي عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد [[ والبجاد هو كساء غليظ مخطط ]] فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة المنورة و وصل ودخل المسجد النبوي ، فصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم فبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه فلما رآه قال له: _ من أنت يا فتى ؟؟ فقال: _ أنا عبد العزى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_بل أنت عبد الله ثم قال له :_ انزل قريباً منا [[وأطلق عليه الصحابة ، ذو البجادين ]]و صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن _______________________ فلما كانت غزوة تبوك خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابته حمى ومات يَقُولُ عبدالله بن مسعود {{ قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر ، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا ، ثم وضعه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده وقال: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ . يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ . }} وكان {{ ذو البجادين }} هذا الشاب الصغير أحد خمسة فقط نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم ______________________________ وصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم تقريبا قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم كيف فرت جيوش الإمبراطورية الرومانية العملاقة ؟؟ وهي الدولة الأولى في العالم في ذلك الوقت، وبرغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والتاريخ والخبرات القتالية وتدريب الجنود ؟ إنه قوله تعالى {{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا }} فحين علمت الرومان بقدوم {{ظ£ظ* ألف }} مسلم وعلى رأسهم {{ محمد رسول }} الله صلى الله عليه وسلم قارنت هذه الوضع بالمواجهة التي كانت في {{ مؤتة}} منذ عام واحد وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد القتلى من الرومان أكثر من المسلمين، برغم أن عددهم كان {{ظ£ آلاف}} مقاتل فقط [[ يعني عُشْر العدد الموجود في تبوك، ولم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم ]] ولذلك كان قرار الرومان هو الإنسحاب المخزي أمام النبي صلى الله عليه وسلم _____________________________ انسحبت الروم هذا الأنسحاب المخزي ولم يعتدي النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل العربية المقيمين في {{ تبوك }} التي كانت قد تحالفت مع الروم مثل {{ لخم وجذام }} لم يهدم بيوتهم ، ولم يأسرهم ، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ ، ولم يهدم بنية تحتية [[ ونحن نزعم اليوم أننا في عصر الحضارة ودعاة حقوق الإنسان وان الصحابة كانوا في زمن متخلف ألا إن نعل صحابي واحد ، يصلح أن يكون اليوم تاجاً للعالم كله ]] لم يعدوا النبي على احد ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معسكرا {{ ظ¢ظ* }} يوماً كاملاً مع أن عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت هي البقاء في أرض المعركة {{ ظ£ أيام }} فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر ____________________________ وأخذ صلى الله عليه وسلم يبث العيون حتى لا يكون للعدو خطة [[ يعني يكون انسحابهم خدعة ثم يهجموا على المسلمين فجأة ]] فلما اطمئن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد لهم تجمع ، وأنه قد داخلهم الرعب قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد نصرت بالرعب مسيرة شهر }} [[يعني قبل ان اصل للعدو مسيرة شهر ، ويعلم العدو خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، يقذف الله الرعب في قلوبهم منه قبل شهر ]] _____________________________ ثم أراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن يوجه رسالة للروم وحلفائها من العرب [[ فلقد كان العرب قديماً قبل الاسلام كحالهم تماماً مثل هذه الأيام دويلات وشراذم وأذناب للفرس والروم ]] فكان من هذه الأذناب ملك يسمى ملك {{ دومة الجندل }} [[دومة الجندل هي منطقة ضخمة في شمال الجزيرة تدين النصرانية وموالية للرومان قريبة من تبوك ]] عليها ملك قد نصبه هرقل حاكماً [[فالعرب في الجاهلية لا تستطيع ان تنصب نفسها فالذي يضع ويخلع هم الروم ]] ذلك الملك اسمه {{ أكيدر بن عبدالملك الكندي }} وضعه هرقل ملك على دومة الجندل [[ حتى إذا ما خالف هرقل ذيل اخر من العرب ، يسلط هذه الأذناب من العرب بعضها على بعض ويبقى الروم متفرجون، مثل بعض الدول العربية اليوم بيذبحوا ببعض ، والغرب قاعد يتفرج واخوة القردة والخنازير في قمة سعادتهم ]] فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يوجه لهم رسالة بأن يأدب لهم ذيل من أذيالهم فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم سرية قوامها {{ ظ¤ظ¢ظ* }} فارساً بقيادة {{ خالد بن الوليد }} الى دومة الجندل وقال لخالد :_ اذهب لدومة الجندل وأتني بملكها اكيدر حياً لاتقتله قال :_ فإن قاتلني يارسول الله وتحصن في حصنه ؟؟ فقال له الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،الذي لا ينطق عن الهوى قال :_ يا خالد إنك ستجده يصيد البقر خارج حصنه فخذه على غرة وانطلق خالد وبين عينيه نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقترب من {{ دومة الجندل}} وأرتقب دخول الليل وكانت ليلة صائفة مقمرة فجلس خالد ومعه رجال يرقبون الحصن وكان {{ اكيدر }} مع زوجته على سطح ذلك الحصن يسمر ليلاً وحوله القينات [[ اي المغنيات و الراقصات بلغة عصرنا نسميهم فنانين نجوم كوكب الشرق والغرب ]] فسمعت زوجته صوت البقر وقد جاء البقر الوحشي يحك قرونه في باب الحصن [[ يا لا نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكم نحن بحاجة إليها في أيامنا هذه ، كان اكيدر هذه الليلة لم يخرج للصيد وهو على سطح الحصن يسمر ، فساق الله له البقر الوحشي الى باب حصنه واخذت تحك بقرونها باب الحصن ]] فأطلت زوجته وقالت له متعجبة :_ أي اكيدر !! هل رأيت مثل هذا ؟ !! فنظر {{ أكيدر}} على الابقار من سطح الحصن قال: - لا !! لطالما أعددت لها الخيل ، وهي الآن تأتي الى باب الحصن ؟!! قالت: - فهل يترك هذا ؟ قال: - لا فأمر بفرسه وخرج ومعه نفر من أصحابه، وخرج معه اخاه و ولي عهده واسمه {{ حسان }} وفتح ابواب الحصن وخرج وأخذ في مطاردة البقر، فأخذت البقر تجري الى الجهة التي فيها {{ خالد}} ومن معه فتبعها {{ اكيدر }} فتلقته خيل {{خالد بن الوليد }} ودار قتال محدود، انتهت بأسر {{ أكيدر}} وقتل اخيه حسان وفر من معه من رجاله الى الحصن واغلقوا الابواب _______________________ وكان اخوه{{ حسان }} الذي قتل يرتدي ثيابا من الحرير مشغولة بالذهب [[ أي مخاطة بالذهب ]] وفي عنقه صليب من ذهب[[ لانهم كانوا يدينون بالنصرانية ]] فأمر خالد من معه أن يسلب القتيل ، فأخذوا سيفه وثيابه وصليبه الذهبي ثم قال لأكيدر :_ فلتأمر رجالك ليفتحوا أبواب الحصن الآن فقال اكيدر :_ يا خالد إذا رأى قومي ملكهم اسيراً مجدلاً في الحبال ، لن يفتحوا ابواب الحصن ولن يطيعوه لأنه اصبح اسيراً ، فإن شئت أن تتم الأمور ولك علي ذمة الله [[ لانه نصراني يؤمن بالله]] قال :_ ولك علي ذمة الله وعهده أن أصالحك مقابل حقن دماء قومي ، ولكن فك قيدي يا خالد حتى يسمع قومي قولي قال له خالد :_ لك ذلك ففك قيده وتقدم {{ اكيدر }} الى الحصن ونادى من على اسواره من الحراس :_ انا اكيدر افتحوا لي باب الحصن ففتحوا له باب الحصن [[ رجل عاقل ، لأن فعلاً لو رأى قومه ملكهم مربوط بالحبال هل يطيعوه ؟؟ ]] ففتحت ابواب الحصن دون أن تراق قطرة دم واحدة فدخل {{خالد }} وصالح {{ اكيدر }} على شيء من سلاح ومال مقابل حقن للدماء وعلى أن يسير معه الى النبي صلى الله عليه وسلم [[ لان النبي قال لخالد احضره إلي ]] وجاء به خالد بن الوليد الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان {{ خالد }} قد أمر بعض اصحابه أن ينطلقوا بما سلب من حسان من سلاح وثوبه الحرير المشغول بالذهب ويسبقوه الى تبوك حيث النبي صلى الله عليه وسلم هناك ليبشروا النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم خالد ومعه ملك دومة الجندل {{ اكيدر }} فسبقوا خالد و وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم و وضعوا بين يديه ما سلب عن {{ حسان }} _________________________________ يقول الصحابة ومنهم {{ عمر بن الخطاب }} في رواية هذا الحديث [[والحديث متفق عليه ]] قال :_فأخذنا نتلمس ذلك الثوب من الحرير الذي سلب عن حسان ونعجب منه لنعومته وكيف طرز بالذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتعجبون من هذا ؟؟ وأشار بيده الى ذلك الثوب الحريري قلنا :_ نعم يا رسول الله قال :_ والذي نفسي بيده لمناديل {{ سعد بن معاذ }}في الجنة يمسح بها يديه ويلقيها أحسن من هذا وأعز [[ قولوا لا اله إلا الله ، المناديل نسميها محارم اليوم ، المناديل التي يقدمها خدم الجنة ، يطوف عليهم ولدان مخلدون يقدمون مناديل لسعد يمسح بها يديه احسن من هذا واعز وكلنا اصبحنا نعلم من هو سعد بن معاذ هو سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة الذي اهتز لموته عرش الرحمن الذي له مواقف كثيرة أثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم ]] فجاء خالد ومعه اكيدر وكان عليه لباس الملوك وثياب من حرير وفي عنقه صليب من ذهب ، فكان له هيبة الملوك فلما دخل {{ اكيدر }} على رسول الله و وقع نظره على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فأرتعدت فرائصه وخر {{ اكيدر }} ساجداً بين يدي رسول الله [[ كما يفعلون للاكاسرة والأقاصرة ]] فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيديه وهو يقول :_ لا ، لا ، لا تفعل {{ إنما انا عبدالله ورسوله ، لا ينبغي السجود إلا لله }} فجلس اكيدر يحدث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصالحه على دفع الجزية، وكتب له النبي كتاباً وجعله ملكاً على قومه كما كان وخلى سبيله ولكن ولائه يكون لدولة الاسلام لا لدولة الروم _______________________________ فلما سمع ملوك وامراء الشام بما حدث مع الملك {{ أكيدر }} أتى ملوك وأمراء مدن الشام الذين يجاورون الجزيرة العربية، والموالين للإمبراطورية الرومانية لمصالحة النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية، بعد أن أدركوا أن أسيادهم القدماء قد ولت أيامهم وكان من الذين جاءوا {{ يحنَّة بن رؤبة }} وهو صاحب مدينة {{ آيلة }} العقبة الآن من جهة فلسطين يحتلها اليوم اخوة القردة والخنازير وكذلك جاء أهل {{ جرباء }} وأهل {{ أذرح }} وهكذا أحكم النبي صلى الله عليه وسلم سيطرته على كامل شمال الجزيرة العربية وأصبحت حدود الدولة الإسلامية ملامسة لحدود الإمبراطورية الرومانية وفقدت الإمبراطورية الرومانية حلفائها في شمال الجزيرة العربية كما سقطت هيبة الدولة الرومانية سقوطا مدوياً ، ومهد هذا للفتوحات الإسلامية في بلاد الشام التي تمت بعد ذلك في عهد {{ عمر بن الخطاب }} صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ___________________________ ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من {{ تبوك }} في {{ رمضان}} من السنة التاسع وعند طريق العودة لنا أيضا مواقف فكما قلنا الطريق من تبوك للمدينة ، ارض صحراء وحرارة الشمس شديدة فأصابهم العطش والتعب والهوان [[ فلا طعام ولا ماء رمال الصحراء تعسف بهم ]] واخذ المنافقون يستغلون هذه الظروف [[ ويجب ان نفرق عندما نتكلم عن الكافرون والمنافقون نقول يستغلون أما نحن المسلمون نغتنم لا نستغل ، فأرجو ان تفرقوا بين هاتين الصفتين ]] فقال المنافقون وهم يسخرون من هذا الجيش وهذا الخروج ويسخرون من كبار الصحابة {{ كعثمان وعبدالرحمن بن عوف}} الذين انفقوا اموالهم لهذه الغزوة يقولون :_ أنفقتم اموالكم ، فلا أنتم قاتلتم ، ولا أنتم غنمتم فعلى اي شيء أنفقتم ؟؟ :_ يا عثمان ماذا جنيت مما انفقت ؟؟ :_ يا عبد الرحمن بن عوف ، لو كنت عملت بالمال الذي أنفقته كم كنت ربحت ؟؟ [[ وهكذا ، من هذه الأقوال فإذا زجرهم الصحابة يقولون ندردش نخوض ونلعب ]] فأذاقهم الله عطشاّ شديداً __________________________ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق بغيت ثلاثة امور ظ،_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }} ظ¢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان ظ£_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا ____________________________________ فهيأ الله السبب للنبي صلى الله عليه وسلم لعله يعظهم فيزدادوا ايماناً فأشتد بهم العطش في أرض صحراء لا ماء بها فاشتكى الصحابة لرسول الله العطش فقال :_ هل معكم شيء من ماء ؟؟ فجمعوا له مقدار قدر [[ وعاء صغير ]] فقال لهم :_ احضروا لي وعاء من أوعيتكم التي تسقوا بها دوابكم [[ وكانوا يحملون للخيل والابل في السفر اوعية من أدم اي من جلد تكون مثل ما نسميه اليوم طشت ولكن كبير من كبرها يستطيع ان يقف حولها ظ،ظ*ظ* او ظ¢ظ*ظ*رجل ]] فأخذوا يفرشوا وعاء من الجلد ، ثم تحلقوا حوله يقول الصحابة [[طبعا الحديث في الصحاح الستة ]] :_ لقد أحاط بذلك الإناء اكثر من مئتي رجل ، لا يزاحم رجل منهم الآخر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الإناء الصغير الذي فيه الماء [[ والمنافقون ينظرون من أين سيأتينا بالماء ؟؟ لم يدعوا الآن فتأتي سحابة تمطر ،ولا هنالك عين لتتفجر منها المياه ]] قالوا :_ فوضع يده صلى الله عليه وسلم اليمنى في ذلك الوعاء الصغير فما ستر الماء جلدة يده ثم قرأ ماشاء الله له ان يقرأ ثم دعا بما فتح الله عليه من دعاء ثم نفث بين أصابعه قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء بين اصابعه [[ كم اصبع بايدك ؟ خمسة بين كل اصبعين عين ، احسبهم بيطلعوا اربعة ]] قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء تنبع من بين أصابعه وتسكب في ذلك الوعاء الكبير ثم قال :_ استقوا واملؤا اسقيتكم ، فأخذنا نملأ بضع نهار حتى استقينا وسقينا دوابنا وملأنا أوعيتنا ، والماء يفور من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم ونحن ننظر ثم قال :_ هل بقي لكم من حاجة من ماء ؟؟ قلنا :_ اللهم لا قد أكتفينا يا رسول الله فقال :_ اشهد أن لا إله إلا الله وأني عبدالله ورسوله ، ثم قبض يده فتوقف نبض الماء [[ ونحن ايضا يا رسول الله نشهد أن لا إله إلا الله وانك عبدالله ورسوله وحبيبه وخير خلقه ]] فقال الصادقون من الصحابة لبعض من لمسوا منهم النفاق ويلكم ألم يكفيكم هذا ؟؟ فماذا أجابوهم ؟؟ قالوا :_ بلغنا عن أهل الكتاب أن موسى قد ضرب الحجر بعصاه فأنبثقت منه أثنتا عشرة عيناً [[ مش أربعة ظ،ظ¢ يعني قد محمد اربع مرات ]] ولكن السفهاء لم يفرقوا أن نبع الماء من الحجر [[ طبعا نحن نقر انها معجزة لسيدنا موسى عليه السلام ]] ولكن انظر للفارق من الطبيعي ان ينبع الماء من الحجر قال تعالى {{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ }} ومن الطبيعي ان ينبع الماء من الأرض ومن الطبيعي أن ينزل الماء من السماء ولكن ليس من الطبيعي أن ينبع من يد بشر ويبقى بحدود ظ¤ ساعات ماء يتدفق من يد آدمي معجزة ، ولكنها فاقة المعجزات فماذا قال المنافقون ؟؟ قالوا :_ يكفي أن صاحبكم أذن [[ ماذا تعنون بأذن ؟؟ قالوا سمع شائعات ، ثم قاد جيش في الصيف في الصحراء ولم يجد جيشاً لو كان نبي حقاً ما خرج ]] هنا بلغ السيل الزبى [[في لغتنا اليوم وصلت حدها المسألة يعني ما عاد هنالك مجال للسكوت عن هؤلاء المنافقون ]] ___________________________ فتدخل الله عزوجل مباشرة وانزل {{ ظ§ظ* آية }} من سورة التوبة في ذلك الموضع آيات منها اخبار عن ما وقع ، ومنها آيات عن ما سيقع بداية الآيات من ظ£ظ¨ لسورة التوبة الى آية ظ،ظ¢ظ* [[ بالله عليكم إن أردت ان تعرف الحقيقة افتح المصحف واقرأ سورة التوبة ، وستجد أن ما أنزله الله في المنافقين في ذلك الزمن ينطبق على أمتنا اليوم تماماً ]] بدأت الايات بقوله تعالى {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ }} [[ خاطب المؤمنين من بداية الانطلاقة من المدينة الى تبوك ]] {{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} [[ انزلت في حق من تثاقل بالخروج مع النبي يوم جيش العسرة ، والقران ماضٍ الى يوم القيامة فهو خطاب لكل للمتخاذلين في كل زمن عن نصرة المؤمنين والذين لا يريدون ان يواجهوا اعداء الأمة ، هذا كلام الله من يعترض ، فليرد على الله ]] {{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }} [[ يذكرهم بيوم الهجرة نصره الله بالعنكبوت والحمام ولله جنود السموات والارض ، ومايعلم جنود ربك إلا هو ، ونحن نرى في يومنا هذا قدرة الله على خلقه بفايروس لا يرى بالعين هز قلوب البشرية واقتصادها كله ، إنه الله جل في علاه ]] {{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }} [[اللهم اعد علينا ذلك ، فأجعل كلمتك العليا وكلمة المؤمنين معها ، واجعل كلمة الذين كفروا السفلى وأذنابهم معهم يارب العالمين ]] {{انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }} ثم يصفهم الله عزوجل {{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }} ثم انظروا الآن كيف يخاطب الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم ، يقدم له العفو قبل العتاب ، والعتاب رقيق جداً {{عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}} [[ الذين بقوا بالمدينة استأذنوك فأذنت لهم ]] {{ عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }} الذي يوافق على ضياع المسجد الاقصى وقلبه يخاف من الغرب واسلحتهم هذا هو وصفهم من الله عزوجل {{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}} _____________________ لو أردت أن اكمل الايات احتاج الى جزء كامل ، و الآيات تكشف صفات المنافقين وتأتي سياق الآيات ومنهم ، ومنهم ،ومنهم ويسطر الله مقولة كل واحد منهم ، ولو قرأنا الايات بتدبر كالذي قال الله عنهم {{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }} لرأيت آيات سورة التوبة التي تصف المنافقون مطابقة تماماً ظ©ظ©ظھ من امتنا اليوم ، قادةً وشعوباً ماذا حدث بعد ذلك من أحداث ؟؟ يتبع إن شاء الله ..... _______________ #الأنوار_المحمدية _______________ _____________ صلى الله عليه وسلم ________________ |
رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
#هذا_الحبيب " ظ¢ظ¤ظ* "
السيرة النبوية العطرة (( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم )) __________________________ قلنا أن الله عزوجل أنزل آيات من سورة التوبة تفضح المنافقون ، فأحس المنافقون أنه سيكشف النقاب عنهم ولم يبقى إلا أن يذكرهم بأسماءهم واسماء آباءهم وكان هنالك {{ ظ،ظ¢ }} منافقو علموا أن للنبي موقف و شأن مع المنافقين بعد نزول هذه الآيات فأتمروا ليلاً [[ أتمروا مأخوذ من مؤامرة يعني عملوا مؤتمر مصغر تحت رعاية أبليس يوسوس لهم كي يدبروا أمورهم ]] واتفقوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم غيلة [[ اي غدراً ]] وكان صلى الله عليه وسلم من سنته إذا كان متجهاً الى غزوة ، يسير في طليعة الجيش في المقدمة أما إذا كان راجعاً من غزوة يسير في آخر الجيش ويقول :_ خلوا ظهري للملائكة وسيروا بين يدي [[ لا يعني أنه يمشي وحده آخر الجيش لا ، يكون حوله بعض أصحابه لكن لا يسمح لأحد أن يسير خلفه ]] فقالوا :_ نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام [[ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطبيعة الحر يحب السير ليلا وأن يستريح نهارا ]] قالوا :_نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام ، ثم نختلط بين الناس في الظلام فلا يعلم أحد من قتله ومن أغتاله ____________________________ واطلع الله نبيه على مؤامرتهم وكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وليلتين [[ لأن الليلة تسبق اليوم يعني هذه الليلة المقبلة ثم يوم غد والليلة التي سيدخل فيها المدينة ]] فلما أطلع الله نبيه على مؤامرتهم ، أراد أن يكشفهم حتى لا يلام فيهم فلما أنطلق للسير ليلاً ، أقبل على وادٍ متسع يسير فيه الجيش وكان على يمين هذا الوادي طريق ضيق يقال له العقبة [[ مش العقبة اللي في جنوب الأردن اللي على البحر ، الطريق الذي فيه صعود حاد ثم ينحدر يقال له عقبة ]] فأمر {{ حذيفة بن اليمان}} رضي الله عنه وكان يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في الجيش :_إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تسلكوا الوادي ، وإنه آخذٌ في العقبة [[ اي سيصعد العقبة ]] وحده فلا يتبعه أحد ، فإن الوادي أيسر لكم وأسهل __________________________ فهمس المنافقون بعضهم لبعضٍ وقالوا :_ هذه فرصتنا [[ يعني لن يخالفه احد من أصحابه ، سيسلكون الوادي ، وسيسلك النبي العقبة وحده ، ومعه حذيفة يقود ناقته ]] قالوا :_ هذه فرصتنا نتبعه ثم نزحمه في الطريق فنلقيه عن ناقته في الوادي فيتردا ، ثم نختلط بين الناس فلا يعلم كيف مات فيقولوا عثرت به ناقته والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله بكل هذا عن طريق الوحي فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط {{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، فكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة تلثم المنافقون حتى يتخفوا تماماً ، والوقت ليل وفي أول شهر [[ لأن النبي خرج من المدينة الى تبوك ظ¥ رجب ، والآن يعود لمدينته في ظ¥ رمضان استغرقت هذه الغزوة شهرين من ظ¥ رجب الى ظ¥ رمضان شهرين ، إذن الشهر في بدايته ليس هنالك قمر ، فالليل ظلام دامس ]] تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته لا يلتفت [[ اي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم الى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الاستدارة ]] فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟ لقد قلت لا يتبعني احد فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احس بهم ، اسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ، واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط متاع النبي صلى الله عليه وسلم [[ كالسوط وآلة الوضوء وبعض ما يحتاجه في الركوبة ]] سقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذى فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهويقول :_ دونكم دونكم يا اعداء الله ورسوله واخذ عمار بن ياسر ايضا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعاً الى الوادي واختلطوا في الناس فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ اعرفتهم يا حذيفة ؟؟ قال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم [[ فالعرب عندهم فراسة في معرفة الرواحل يقولون ناقة شهباء يقولون ناقة حمراء حمر النعم يقولون ناقة دهماء وهكذا ]] قال :_ عرفت بعض رواحلهم قال :_اتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟ قال :_ لا والذي بعثك بالحق قال :_ عزموا على ان يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطون بين الناس فيقولون عثرت به ناقته ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى اتم العقبة ثم انحدر الى الوادي وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر فامر أن يعرس الناس [[ ومعنى يعرس اي أن يستريحوا ويناموا ]] حتى كان الفجر فصلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]] ثم أستقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم احد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في اصحابي [[ أي ليس من اصحابه ولكنهم بين اصحابه ]] إن في اصحابي اثنا عشرة منافقاً قد تبعوا محمد رسول الله في هذه الليلة الى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط [[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الأبرة ، هل يستطيع احد ان يدخل الجمل البعير في ثقب الأبرة ، وقيل الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم اي مستحيل ان يدخلوا الجنة ]] منهم ثمانية [[ اي ظ¨ منافقين من ظ،ظ¢ ]] اللهم أرميهم بالدبيلة قالوا :_وما الدبيلة يا رسول الله ؟؟ قال :_سراج من نار يظهر بين اكتافهم حتى ينجم من صدورهم [[ المرض المعروف بلغة عصرنا حزام الناري قد يصيب الانسان في وسطه او بين كتفيه ]] _____________________ فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الانصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان احد النقباء ]] فقال أسيد :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، اطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، فلتقم كل عشيرة الى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا اسيد قال:_ فداك ابي وامي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة [[ ارايتم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، المتشددون الذين يحلون دماء من لا يصلي ويصنفوه بالكافر ، بدعوة الجهاد في سبيل الله ]] ______________________ ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على اسماءهم واسماء آباءهم ولكن اكتم عليهم ذلك حتى تنصح من يلي امركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]] حتى تنصح من يلي امركم بعدي ، بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرا فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة ________________________ وكما قلنا في الجزء السابق كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق بغيت ثلاثة امور ظ،_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }} ظ¢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان ظ£_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا ولكن جاء الأذن من الله عزوجل ، ان يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات منافق قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىظ° أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىظ° قَبْرِهِ غ– إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }} فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه واخبروا النبي عن اسمه قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقا ومات على نفاقه فبعد أن يموت فلما يعد لنا اي مطمع في الاسباب الثلاثة التي ذكرناها ظ،_ مات فلا نرجو حسن اسلامه ، مات على نفاقه ظ¢_ بعد الموت ماذا سيضر اهله واقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركا من قبل ظ£_ مات فلن يكثر الاعداء _______________________ انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غدا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلا ابدا يتبع إن شاء الله ..... ________________ #الأنوار_المحمدية ______________ _____________ وصلى الله عليه وسلم _______________ |
| الساعة الآن 08:20 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن