منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج... (http://www.binybohair.com/vb/binybohair18518/)

صمتي مهابه 10-15-2010 08:06 AM

(الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
معالم التوحيد في الحج

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فإن الله خلق الخلق ليعبدوه وبالألوهية يفردوه؛ قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ الذاريات ّ ، ولقد بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وداعين إلي عبادة الله وحده لا شريك له، قال سبحانه وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ النحل ّ ولأجل هذا كانت العبادات المشروعة علامةً على هذا التوحيد وتأكيدا له؛ فالصلوات لإقامة ذكر الله، قال تعالى وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي طه ّ ، والله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت والصوم عبودية خالصة لله تعالى كما جاء في الحديث المتفق عليه «كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» والمال مال الله يستخلف فيه عباده، والزكاة حق الله في هذا المال قال تعالى وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ الحديد ّ ، وقال تعالى وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ المعارج ، ّ
والحج لزيارة بيت الله الحرام، وإدامة ذكر الله وإعلان الطاعة والانقياد له سبحانه وتعظيم شعائره وشرائعه وتتجلي معالم التوحيد في الحج في كل شعيرة من شعائره، وموقف من مواقفه وعمل من أعماله وذكر من أذكاره

أولا بناء البيت العتيق

أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت الحرام ليكون مثابة للناس وأمنا، وليكون قبلة للمؤمنين الموحدين ومنارة لنداء التوحيد فكان إبراهيم يبني ويرفع القواعد من البيت ومعه ولده إسماعيل وهما يدعوان الله تعالى رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البقرة ّ ، وهذا الدعاء منهما عليهما السلام وهما يبنيان البيت من أدل الدلائل على توحيدهما، ورجائهما في الله تعالى، وخوفهما ألا يقبل عملهما، وكان بعض السلف يبكى إذا قرأ هذه الآية وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا البقرة ّ ، ثم يقول يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك وأراد الله تعالى أن يكون هذا البيت الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام موضعاً للمناسك، ومكاناً للطواف، وأمر سبحانه بتطهيره من كل ما يعارض التوحيد ثم قام ولدهما محمد الخليل الثاني بتطهير البيت من الأصنام والأوثان يوم فتح مكة وهو يتلو قول الله تعالى وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا الإسراء ّ ، ثم بين النبي للناس مناسكهم ومشاعرهم ليبقي البيت منارة للتوحيد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وجعل يقول للناس «خذوا عني مناسككم» ويقول «قفوا على مشاعر أبيكم إبراهيم» قال الله تعالى وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ البقرة ّ وقال تعالى وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ الحج ّ

ثانياً التلبية شعار المؤمنين الموحدين

التلبية شعار الحجيج منذ نادى إبراهيم في الناس بالحج ممتثلاً قول الله تعالى وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لقد كان العرب في الجاهلية يحجون ويلبون، ولكنهم يلبسون حجهم وتلبيتهم بما كانوا عليه من الشرك بالله فيقولون «ليبك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك»
وجاء النبي الخاتم ليعلن التوحيد ويهدم أركان الشرك، لبى بالتوحيد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وكان بعض الناس يزيد على تلبية رسول اللَّه فلم ينكر عليهم ماداموا على التوحيد، ولكنه التزم هذه التلبية لا يزيد عليها، ففيها توحيد الله عز وجل، ونفي الشريك عنه، وإثبات الحمد والنعمة والملك لله وحده لا شريك له
وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلبي بتلبية رسول اللَّه ويزيد مع هذا «لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل» رواه مسلم «لبيك مرغوبًا ومرهوبًا إليك، ذا النعماء والفضل الحسن» ابن أبي شيبة، كما ذكره ابن حجر فتح الباري ّ
ويروى عن أنس «لبيك حجًا حقًا تعبدًا ورقًا»
وتبدأ التلبية عند الإهلال، وتستمر حتى يرى المعتمر الكعبة فيقطع التلبية ويبدأ الطواف، وتستمر مع الحاج حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر
ويستحب رفع الصوت بالتلبية، فأفضل الحج العج والثج، والعج رفع الصوت بالتلبية، والثج إراقة الدماء يوم النحر أي ذبح الهدي والأضحية
وفي الحديث يقول النبي «أتاني جبريل فقال يا محمد، مُر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج» رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي
وتكرار التلبية، وتكرار لفظ لبيك يفيد استمرار الإجابة أي إجابة بعد إجابة وقيل التلبية من اللزوم والإقامة، والمعنى أقمت ببابك إقامة بعد أخرى وأجبت نداءك مرة بعد أخرى، ولازمت الإقامة على طاعتك
ولقد كان الصحابة يلبون إذا دعاهم رسول اللَّه فيقول الواحد منهم لبيك رسول الله وسعديك، فالتلبية لرسول الله متابعة هديه وسنته، والتلبية لله توحيد وطاعة، والمؤمن لا ينفك عن التلبية والاستجابة حتى يلقى الله عز وجل، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وبشرته الملائكة برضوان الله فاستبشر، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
وجزاء المستجيبين لله ولرسوله الجنة قال تعالى لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ الرعد ّ

ثالثاً تعظيم البيت من تعظيم رب البيت سبحانه وتعالى

قال تعالى ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ الحج ّ ، وقال تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ البقرة ّ
وتعظيم البيت العتيق يكون بالتوجه إليه في الصلاة كما قال تعالى فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ البقرة ّ ، ويكون كذلك بالطواف به، واستلام الركنين اليمانيين، وتقبيل الحجر الأسود، اقتداءً برسول الله
لقد أمر الله بالطواف ببيته فقال تعالى وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ مما يدل على أن الطواف خاص بهذا البيت فلا يجوز الطواف ببيت غيره على وجه الأرض، لا بالأضرحة ولا بالأشجار ولا بالأحجار ومن هنا يعلم الحاج أن كل طواف بغير البيت العتيق فهو باطل، وليس عبادة لله عز وجل، وإنما هو عبادة لمن شرعه وأمر به من شياطين الإنس والجن
ومن مظاهر توحيد الله في الطواف بالبيت العتيق أن الطائف حين يستلم الركن اليماني والحجر الأسود يعتقد أنه يستلمهما لأنهما من شعائر الله فهو يستلمهما طاعة لله واقتداء برسوله ، ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما استلم الحجر وقبله والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك
ومن مظاهر التوحيد أن الطائف بالبيت العتيق يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وسورتي الإخلاص، فيقرأ في الأولى سورة البراءة من الشرك قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الكافرون ، ّ ، ويقرأ في الثانية سورة الإخلاص التي هي صفة الرحمن والتي تعدل ثلث القرآن

رابعاً السعي بين جبلي الصفا والمروة والدعاء والتهليل فيه

لقد كان رسول الله يصعد جبلي الصفا والمروة ويسعى بينهما ممتثلاً أمر الله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا البقرة ّ ، فيبدأ بجبل الصفا قائلاً «أبدأ بما بدأ الله به» ثم يصعد الجبل ويرفع يديه مستقبلاً البيت معلناً توحيد الله قائلاً «لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» ثم يدعو بما تيسر رافعا يديه، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات رواه مسلم

خامساً دعاء يوم عرفة

سار النبي بأصحابه إلي عرفة وكان مِن أصحابه الملبِّى، ومنهم المُكبِّرُ، وهو يسمَعُ ذلك ولا يُنْكِرُ على هؤلاء ولا على هؤلاء، فوجد القُبَّة قد ضُرِبَتْ له بِنَمِرَة بأمره، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمسُ، أمر بناقته القَصواء فَرُحِلتْ، ثم سار حتى أتى بَطن الوادي من أرض عُرَنَةَ فخطب النَّاسَ وهو على راحِلته خُطبة عظيمة قرَّرَ فيها قواعِد الإسلام، وهَدَمَ فيها قواعِدَ الشِّرْكِ والجاهلية، وقرَّر فيها تحريمَ المحرَّمات التي اتفقت المِللُ على تحريمها، وهى الدِّماءُ، والأموالُ، والأعراض، ووضع فيها أُمورَ الجاهلية تحتَ قدميه، ووضع فيها ربا الجاهلية كُلَّه وأبطله، وأوصاهم بالنساء خيراً، وذكر الحقَّ الذي لهن والذي عليهن، وأن الواجبَ لهن الرزقُ والكِسوةُ بالمعروف، ولم يُقدِّر ذلك بتقدير، وأوصى الأُمَّة فيها بالاعتصام بكتاب الله، وأخبر أنهم لن يَضِلِّوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنهم مسئولون عنه، واستنطقهم بماذا يقولُون، وبماذا يشهدون، فقالوا نشهد أنك قد بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ، فرفع أُصبعه إلى السماء، واستشهد اللهَ عليهم ثلاثَ مرات، وأمرهم أن يُبَلِّغ شاهدُهم غائبَهم، ثم صلى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، فلما فرغ من صلاته، ركب حتى أتى الموقفَ، فوقف، واستقبل القِبْلة، فأخذَ في الدُّعاء والتضرُّع والابتهال إلى غروب الشمس، وأمر النَّاس أن يرفعُوا عن بطن عُرَنَةَ، وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك، بل قال «وقَفْتُ هاهنا وعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ»
وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين، وأخبرهم أنَّ خَيْرَ الدُّعَاء دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ
وذكر الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه قال كان أكثرُ دُعاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفة «لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهْ لا شرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحمدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَدِير»
وذكر البيهقيُ من حديث علىّ رضي الله عنه، أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «أَكْثَرُ دُعائي ودُعاءِ الأَنْبيَاء مِنْ قَبْلي بِعَرَفَةَ لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شَرِيكَ لَه، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِير» زاد المعادّ

سادساً الحج يذكر بمواطن ومشاهد الآخرة

ويتجلى هذا حينما يترك الحاج وطنه وبلده وأهله وولده قادماً على الله عز وجل، فيتجرد من ثيابه ويلبس إزاراً ورداءً أبيضين نظيفين كأنهما أكفان الموتى، ويقف مع الحجيج على صعيد عرفات فيتذكر الموقف العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين
قال بعض العلماء من أعظم معاني التوحيد في الحج أن الحج يذكر الإنسان بالآخرة، فإن الإنسان من أول لحظة في الحج إذا خرج من بيته يتوجه إلى الميقات، فيأتيه أمر الله عز وجل في الميقات أن يتجرد من ثيابه، وأن ينزع عنه المخيط فإذا تجرد من ثيابه تذكر إذا جرده أهله من ثيابه حين يموت ليغسلوه، هو اليوم يجرد نفسه؛ ولكنه غداً يُجَرَّدُ ثم إذا لبس ثياب الإحرام فإنه يتذكر لبس الأكفان، وعندما يلبس ثياب الإحرام فإنه يمنع من الطيب، ومن قص الشعر، ومن الترفه، فيتذكر أنه إذا صار إلى قبره يحال بينه وبين أي شيء من ملاذ الدنيا ومتعها وما فيها من الشهوات والملهيات، كذلك هو في حجه يُمنع من هذه الأمور لكي يتذكر الآخرة
ثم إذا صار إلى صعيد عرفات تذكر وقوف الناس بين يدي الله عز وجل حفاة عراة غرلاً، فيتذكر مثل هذه المواقف؛ ولذلك يقولون الحج يعين على تذكر الآخرة
قال أبو العتاهية
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقـَـاءِ ؛
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَـاءِ
فـلا تَعشـَقِ الدّنْيـا، أُخـيَّ، فإنّمـا
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجَهْدِ بَـلاَءِ
حَـلاَوَتُهَا ممزَوجَـةٌ بمـرارةٍ
ورَاحـتُـهَـا مـمزوجَةٌ بـِعَناءِ
فَـلا تَمـشِ يَوْمـاً في ثِيابِ مَخيلَةٍ
فإنَّكَ مـن طـينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَـلّ امـرُؤٌ تَلقاهُ للـه شاكِراً
وقـلَّ امـرؤٌ يرضَـى لهُ بقضَـاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطـاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانـوا، قَبلُ، أهل بهـاءِ

سابعاً ذكر الله في الحج

فالحاج يأتي ربه ذاكرًا ملبيًا مستجيبًا، قد تجرد من دنياه، وترك بلده وأرضه وأهله وثياب زينته، وأقبل على الله أشعث أغبر مُحْرِمًا، يلبي ويكبر، ويدعو ويستغفر، ويقف عند المشاعر وقد تملكته مشاعر الحب والرغبة والرهبة والخوف والرجاء، ولا يفتر قلبه ولا لسانه عن ذكر ربه وخالقه ومولاه
وقد أمر الله عز وجل الحاج بذكره، وكرر الأمر في مواضع من كتابه العزيز، حتى لا تكاد تجد آية في كتاب الله عز وجل تخاطب الحاج إلا وتجد فيها الأمر بذكر الله عز وجل
قال تعالى لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ البقرة ّ
وقد ختمت هذه الآيات بذكر الله تعالى تنويهًا بختام الحج بالذكر، فكما يبدأ الحج بالذكر ينتهي بالذكر
هذا، وقد سبق أن كتبنا مقالاً مفصلاً عن ذكر الله في الحج يُغني عن إعادته
فانظر رحمك الله إلى هذه العبادة الجليلة وما فيها من المشاعر التي تجيش لها المشاعر فتنبض القلوب المؤمنة بذكر الله عز وجل وإعلان الاستجابة لندائه سبحانه والتوجه إليه وحده لا شريك له
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن وأن يملأ قلوبنا بطاعته ومحبته وتعظيمه وخشيته، وأن يرزقنا حج بيته، وأن يقبل عباده الذاكرين الملبين، وأن يردهم إلى أهليهم سالمين غانمين بحج مبرور وذنب مغفور وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




معالم التوحيد فى الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 08:10 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
لبيك اللهم لبيك

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي أيام الحج قد دخلت، ونسمات عرفة ومزدلفة ومنى تداعب وجوه المؤمنين، فتلهب مشاعرهم شوقًا ولهفة لحج البيت العتيق فتهتف القلوب قبل الألسنة: لبيك اللهم لبيك، وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود {البقرة: 125}.
وقد عزم إخواننا بوزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية على إصدار مطبوعة جديدة في الحج بعنوان "لبيك" فهيجني هذا للحديث عن التلبية والإجابة.

لبيك اللهم لبيك

التلبية لغة إجابة المنادى، والإجابة والاستجابة بمعنى واحد، والإجابة قد تكون بالفعل، كإجابة الدعوة إلى الوليمة.
وقد تكون بالقول بجملة كرد السلام، أو بحرف الجواب مثل نعم وبلى، وقد تكون بالإشارة المفهومة.
وقد يعتبر السكوت إجابة مثل سكوت البكر عند استئذانها في الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "البكر تُستأذن، وإذنها صماتها".
التلبية سلوك عام للمؤمنين:
قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة: 186}.
فالاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره، وترك ما نهى عنه، والإيمان به وإخلاص العبادة له سبب في الهداية والرشاد، ولهذا ورد الأمر بها.

استجابة مؤمني الجن

لقد عرف مؤمنو الجن أن استجابة المؤمنين لربهم هي سبيل النجاة من العذاب ومغفرة الخطايا والذنوب وأن الذين يستكبرون عن طاعة الله لن يكونوا معجزين لله في الأرض، فجاءوا مسرعين لدعوة أقوامهم، ناصحين لهم، قد امتلأت قلوبهم باليقين، وقد ذكر الله لنا خبرهم فقال: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30) يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين {الأحقاف: 29- 32}.
فانظر رحمك الله إلى هؤلاء الذين هداهم الله فصرفهم بقدرته للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعوا إلى تلاوته فعرفوا كلام الله وأنصتوا عند سماعه، فتدبروا ما سمعوه فآمنوا به، ثم انصرفوا يحملون أمانة الدعوة وينذرون أقوامهم ويأمرونهم بالاستجابة لداعي الله الذي لا هم له إلا الدعوة إلى الله، لا يسألهم عليها أجرًا عسى الله أن يغفر ذنوبهم ويجيرهم من عذاب النار، وإذا أجارهم من العذاب الأليم فقد فازوا بالنعيم المقيم، أما من أبى واستكبر فلن يعجز الله في الأرض وليس له من دون الله من أولياء يدفعون عنه العذاب يوم القيامة، فأي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل، وبلغته النذر بالآيات البينات ثم أعرضت واستكبر أولئك في ضلال من نادته الرسل، وبلغته النذر بالآيات بالبينات ثم أعرض واستكبر.

الله يستجيب للمؤمنين

قال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر: 60}.
فانظر إلى لطف الله بعباده، ونعمه عليهم، كيف دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه دعاءَ العبادة ودعاءَ المسألة، وبين لهم أنه قريب يجيب دعوة الداعي ويستجيب له، أما الذين يستكبرون عن عبادته ودعائه فمآلهم العذاب الأليم، يجتمع عليهم العذاب والإهانة ويدخلون جهنم داخرين.
روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذن نكثر؟ قال: "الله أكثر". أي ما عند الله من الفضل والعطاء أكثر من الدعاء مهما أكثرتم من الدعاء، وهو سبحانه يدعو عباده إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة وهو الغني عنهم: "يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم". رواه مسلم.

استجيبوا لله وللرسول

ينادي المولى تبارك وتعالى عباده المؤمنين يدعوهم إلى أن يستجيبوا لما فيه حياة القلوب والأبدان: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون {الأنفال: 24}، استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير (47) فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ {الشورى: 47، 48}.
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال: "ما منعك أن تأتي، ألم يقل الله: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد"، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".

جزاء المستجيبين الجنة

قال تعالى: للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد {الرعد: 18}.
يكفيهم الله ما أهمهم
قال تعالى: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم {آل عمران: 172- 174}.
وقال تعالى: فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (36) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون (38) والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (39) وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (40) ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42) ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى: 36- 43}.

التلبية في الصلاة

تتجلى التلبية كسلوك يومي للمسلم في إجابة المؤذن حيث ينادي حي على الصلاة، حي على الفلاح فيجيب السامع ويردد كلمات الأذان مكبرًا ومهللاً ومحوقلاً، عالمًا أن الحول والقوة لا تكون إلا بالله القوي العزيز، الذي هداهم للإيمان والطاعة، ثم دعاهم ليستجيبوا له مسبحين بحمده، فهو الذي يدعوهم وهو الذي يوفقهم، وهو الذي يستجيب لهم ويقبل منهم ويجازيهم بفضله.
ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثل ما يقول معلنين الاستجابة للنداء، ساعين إلى لقاء الله عز وجل، وعلمنا إذا شرعنا في الصلاة أن نلبي بعدما نكبر فنقول في استفتاح الصلاة: لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، اسستغفرك وأتوب إليك.
روى مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".

التلبية في الحج والعمرة

التلبية هي شعار الحجيج منذ نادى إبراهيم في الناس بالحج ممتثلاً قول الله تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
لقد كان العرب في الجاهلية يحجون ويلبون، ولكنهم يلبسون حجهم وتلبيتهم بما كانوا عليه من الشرك بالله فيقولون: "ليبك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك".
وجاء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ليعلن التوحيد ويهدم أركان الشرك، لبى بالتوحيد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". وكان بعض الناس يزيد على تلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليهم ماداموا على التوحيد، ولكنه صلى الله عليه وسلم التزم هذه التلبية لا يزيد عليها، ففيها توحيد الله عز وجل ونفي الشريك عنه، وإثبات الحمد والنعمة والملك لله وحده لا شريك.
وقد صح عن ابن عمر أنه كان يلبي بتلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ويزيد مع هذا: "لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل". رواه مسلم.
"لبيك مرغوبًا ومرهوبًا إليك، ذا النعماء والفضل الحسن". {ابن أبي شيبة- فتح الباري (3-410).
ويروى عن أنس: "لبيك حجًا حقًا تعبدًا ورقًا".
وتبدأ التلبية عند الإحرام بالإهلال، وتستمر حتى يرى المعتمر الكعبة فيقطع التلبية ويبدأ الطواف، وتستمر مع الحاج حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر.
ويستحب رفع الصوت بالتلبية، فأفضل الحج العج والثج، والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة الدماء يوم النحر.
وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل فقال: يا محمد، مُر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج". رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وتكرار التلبية، وتكرار لفظ لبيك يفيد استمرار الإجابة أي إجابة بعد إجابة وقيل التلبية من اللزوم والإقامة، والمعنى: أقمت ببابك إقامة بعد أخرى وأجبت نداءك مرة بعد أخرى، ولازمت الإقامة على طاعتك.
لقد كان الصحابة يلبون إذا دعاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيقول الواحد منهم: لبيك رسول الله وسعديك، فالتلبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم متابعة هديه وسنته، والتلبية لله توحيد وطاعة، والمؤمن لا ينفك عن التلبية والاستجابة حتى يلقى الله عز وجل، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وبشرته الملائكة برضوان الله فاستبشر، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





لبيك اللهم لبيك

صمتي مهابه 10-15-2010 08:14 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

لمحة في حجة الوداع

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه (1) قال : دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح (2) في قبة حمراء من أدم وكان بالهاجرة ، ورأيت بلالاً خرج فنادى بالصلاة ، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان ، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء ، فمن أصاب منه شيئًا تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه ، ثم رأيت بلالاً دخل فأخذ عنزة فركزها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقام الصلاة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرًا كأني أنظر إلى وبيص ساقيه ، فركز العنزة ثم صلى إلى العنزة بالناس الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، ورأيت الناس والدواب ( وفي رواية الحمار والمرأة ) يمرون بين يدي العنزة ، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ، قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج ، وأطيب من رائحة المسك ( متفق عليه ) .
الحديث أخرجه البخاري في كتاب الطهارة باب استعمال فضل وضوء الناس ، وفي ستر العورة من كتاب الصلاة باب الصلاة في الثوب الأحمر ، وفي باب الإمام سترة لمن خلفه ، ثم باب الصلاة إلى العنزة ، وفي كتاب الأذان ، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم في كتاب اللباس ، كما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب سترة المصلي .
مناسبة الحديث :
في يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة من العام العاشر …. وفي حجة الوداع مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ينتظر حتى إذا زالت الشمس رمى الجمار الثلاث بدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف فرماها بسمع حصيات واحدة بعد واحدة يقول مع كل حصاة : ( الله أكبر ) ، ثم تقدم على موضع الجمرة حتى استهل فاستقبل القبلة قائمًا رافعًا يديه ودعا دعاءً طويلاً ، ثم أتى الجمرة الوسطى فرماها كالأولى ، ثم انحدر ذات اليسار ، ثم وقف مستقبلاً القبلة رافعًا يديه يدعو قريبًا من وقوفه الأول ، ثم رمى الجمرة الثالثة جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه فرماها بسبع حصيات كذلك ثم نزل بعد ذلك متجهًا إلى مكة حتى بلغ الأبطح وهو المحصب وهو خيف بني كنانة ، وجد أبا رافع (3) مولى النبي صلى الله عليه وسلم قد حزب له خيمة فنزل بها فكان الأذان والصلاة وما قصة أبو جحيفة رضي الله عنه في الحديث .

وقت رمي الجمار :
ترمى جمرة العقبة يوم النحر بعد النزول من مزدلفة ، ويبقى رميها حتى تغيب الشمس ، ويجوز لمن لم يرم قبل غروب الشمس أن يرمي ليلاً ، أما في بقية أيام التشريق فلا يكون رمي إلا بعد الزوال ، ويجوز أن يرمي بعد غروب الشمس إلا في اليوم الثالث من أيام التشريق ؛ لأن وقت الرمي ينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة .
أخرج أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى وعند الثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة لا يقف عندها .
وأخرج أحمد وابن ماجه والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما : رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس .
وأخرج البخاري وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا ننحين فإذا زالت الشمس رمينا . قال الشوكاني : هذه الروايات تدل على أنه لا يجزئ رمي الجمار في غير يوم الأضحى قبل زوال الشمس ، بل وقته بعد زوالها كما في البخاري وغيره من حديث جابر : أنه صلى الله عليه وسلم رمى يوم النحر ضحى ورمى بعد ذلك بعد الزوال مطلقًا ، ورخص الحنفية في الرمي يوم النفر قبل الزوال ، وقال إسحاق : إن رمى قبل الزوال أعاد إلا في اليوم الثالث فيجزيه ، والأحاديث المذكورة ترد على الجميع .
في ( بداية المجتهد) قال جمهور العلماء : من رماها قبل الزوال أعاد رميها بعد الزوال .
قال السرخسي في ( المبسوط ) : وإن رماها ( أي : الجمرات ) في اليوم الثاني من أيام النحر قبل الزوال لم يجزئه ؛ لأن وقت الرمى في هذا اليوم بعد الزوال عرف بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ثم قال ) : وكذلك في اليوم الثالث من يوم النحر وهو اليوم الثاني من أيام التشريق ، وروى الحسن عن أبي حنيفة رحمهما الله تعالى إن كان من قصده أن يتعجل النفر الأول فلا بأس بأن يرمي من اليوم الثالث قبل الزوال ، وإن رمى بعد الزوال فهو الأفضل وإن لم يكن ذلك من قصده لا يجزئه الرمي إلا بعد الزوال .
قال النووي في ( المجموع) : لا يجوز الرمي في هذه الأيام إلَّا بعد زوال الشمس ويبقى وقتها إلى غروبها ، وفيه وجه مشهور أن يبقى إلى الفجر الثاني من تلك الليلة ( والصحيح هذا ) فيما سوى اليوم الآخر . وأما اليوم الآخر فيفوت رميه بغروب شمسه بلا خلاف . وكذا جميع الرمي يفوت بغروب شمس الثالث من التشريق لفوات زمن الرمي والله أعلم .
قال أصحابنا : ويستحب إذا زالت الشمس أن يقدم الرمي على صلاة الظهر ، ثم يرجع فيصلي الظهر ، نص عليه الشافعي رحمه الله . واتفق عليه الأصحاب ، ويدل عليه حديث ابن عمر : كنا ( نتحين فإذا زالت الشمس رمينا ) رواه البخاري ( انتهى من ( المجموع ) ) .
قال في ( المغني ) : ولا يرمي في أيام التشريق إلَّا بعد الزوال ، فإن رمى قبل الزوال أعاد . نص عليه أحمد . وروي ذلك عن ابن عمر . وبه قال مالك والثوري والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي . وروي عن الحسن وعطاء ، إلَّا أن إسحاق وأصحاب الرأي رخصوا في الرمي يوم النفر قبل الزوال ولا ينفر إلَّا بعد الزوال ، وعن أحمد مثله ، ورخص عكرمة في ذلك أيضًا ، وقال طاوس : يرمي قبل الزوال وينفر قبله . ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رمى بعد الزوال ، لقول عائشة : يرمي الجمرة إذا زالت الشمس . وقول جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة ضحى يوم النحر ورمى بعد ذلك بعد زوال الشمس . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عني مناسككم ) . وقال ابن عمر : كنا نتحين إذا زالت الشمس رمينا . وأي وقت رمى بعد الزوال أجزأه ، إلا أن المستحب المبادرة إليها حين الزوال . كما قال ابن عمر . وقال ابن عباس : إن رسول صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس قدر ما إذا فرغ من رميه صلى الظهر ( رواه ابن ماجه ) ( انتهى من ( المجموع ) ( جـ 5 ص329) ) .
قال في ( فقه السنة) ( جـ1 ص733) : الوقت المختار للرمي في الأيام الثلاثة يبتدئ من الزوال إلى الغروب . فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمار عند زوال الشمس ، أو بعد زوال الشمس . رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه .
وروى البيهقي عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول : لا نرمي في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس فإن أخر الرمي إلى الليل كره له ذلك .
ورمى في الليل إلى طلوع شمس الغد . وهذا متفق عليه بين أئمة المذاهب سوى أبي حنيفة ، فإنه أجاز الرمي في اليوم الثالث قبل الزوال لحديث ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا انتفخ النهار من يوم النفر الآخر حل الرمي والصدر (1) .
قال العيني في ( العمدة ) ( جـ 8 ص258) : الرمي في أيام التشريق محله بعد زوال الشمس وهو كذلك وقد اتفق عليه الأئمة وخالف أبو حنيفة في اليوم الثالث منها فقال : يجوز الرمي فيه قبل الزوال استحسانًا ، وقال : إن رمى في اليوم الأول أو الثاني قبل الزوال أعاد . وفي اليوم الثالث يجزيه . وقال عطاء وطاوس : يجوز قبل الزوال . واتفق مالك وأبو حنيفة والثوري والشافعي وأبو ثور أنه إذا مضت أيام التشريق وغابت الشمس من آخرها فقد فات الرمي ويجبر ذلك بالدم ( انتهى) .

هل التحصيب سنة في الحج ؟
التحصيب أي : نزول المحصب وهو : الأبطح بعد النزول من منى وقبل طواف الوداع في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : إنما كان منزل ينزله النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه يعني الأبطح . وفيه أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيه عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من الغد يوم النحر - وهو بمنى - نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ( يعني بذلك المحصب ) ، وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم - إلَّا بني المطلب - أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حجر في ( الفتح ) : لما نزله النبي صلى الله عليه وسلم كان النزول به مستحبًا اتباعًا له لتقريره على ذلك .
وقد فعله الخلفاء بعده ( ثم قال ) : فالحاصل أن من نفى أنه سنة كعائشة وابن عباس أراد أنه ليس من المناسك فلا يلزم بتركه شيء . ومن أثبته كابن عمر أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم لا إلزام بذلك ، ويستحب أن يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت بعض الليل كما دل عليه حديث أنس . ( قال أيضًا ) : إنما اختار النبي صلى الله عليه وسلم النزول في ذلك الموضع ليتذكر ما كانوا فيه فيشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم وتمكنهم من دخول مكة ظاهرًا على رغم أنف من سعى في إخراجه منها ومبالغة في الصفح عن الذين أساءوا ومقابلتهم بالمن والإحسان . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وقد جاء في البخاري أنه نزلها في فتح مكة عند خروجه إلى حنين .
قال ابن القيم في ( الزاد) : وهذه كانت عادته صلوات الله وسلامه عليه ، أن يقيم شعار التوحيد في مواضع شعائر الكفر والشرك ، كما أمر أن يبنى مسجد الطائف موضع اللات والعزى .
هذا ولقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمار في اليوم الثالث من أيام التشريق بعدما زالت الشمس وكان يوم الثلاثاء ، يقول ابن كثير في ( البداية والنهاية ) : فأراد عليه السلام أن يطوف هو ومن معه من المسلمين بالبيت طواف الوداع ، وقد نفر من منى قريب الزوال فلم يكن يمكنه أن يجيء البيت في بقية يومه ويطوف به ويرحل إلى ظاهر مكة من جانب المدينة ، لأن ذلك قد يتعذر على هذا الجمع الغفير فاحتاج أن يبيت قبل مكة ، ولم يكن منزل أنسب لمبيته من المحصب الذي كانت قريش قد عاقدت بني كنانة على بني هاشم وبني المطلب فيه فلم يبرم الله لقريش أمرًا بل كبتهم وردهم خائبين ، وأظهر الله دينه ونصر نبيه وأعلا كلمته ، وأتم له الدين القويم وأوضح به الصراط المستقيم فحج بالناس وبيَّن لهم شرائع الله وشعائره ، وقد نفر بعد إكمال المناسك فنزل في المواضع التي تقاسمت قريش فيه على الظلم والعدوان والقطيعة ، فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء وهجع هجعة ، وقد كان بعث عائشة أم المؤمنين مع أخيها عبد الرحمن طواف ليعمرها من التنعيم فإذا فرغت أتته فلما قضت عمرتها ورجعت أذن في المسلمين بالرحيل إلى البيت العتيق ( انتهى ) .
ثم إنه صلى الله عليه وسلم ارتحل إلى البيت فصلى الصبح وقرأ بسورة الطور كاملة ، ثم طاف الوداع ، ثم خرج من أسفل مكة قاصدًا المدينة .


----------------------------------------
(1) أبو جحيفة هو : وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة بن حبيب بن سواء السوائي صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ، وكان دون البلوغ عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال وهب : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصًا فمات قبل أن نقبضها - فكان من أسنان ابن عباس ( والقلوص : الناقة الشابة ) .
روى عون بن وهب أن أباه أكل ثريدة بلحم وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتجشأ فقال : ( اكفف عليك جشاءك أبا جحيفة فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة ) . قال : فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ، وكان إذا تعشى لا يتغدى ، وإذا تغدى لا يتعشى .
فائدة : انظر أخي رعاك الله ما في ذلك الأثر من الفوائد التربوية العظيمة ، منها : أن الكُنية للصغير الذي لم يبلغ الحلم ، فاسمه وهب وكنيته أو جحيفة منذ صغره ، ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه في إرشاده فيكنيه ، ومنها : تعليم الصغير حتى يشب على الخصال الحميدة ، ومنها : حرص الصحابة على العمل بإرشاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهما طالت بهم الحياة ، ومنها : أن خوف الآخرة يقود العمل في الدنيا ، ويروض النفس على صالح العمل .
عود إلى الترجمة : نزل أبو جحيفة الكوفة وابتنى بها دارًا . وكان صاحب شرطة علي رضي الله عنه ، وجعله على بيت المال بالكوفة . وشهد معه المشاهد كلها . وكان يقوم تحت منبره إذا خطب .
وكان علي يحبه ويثق به ، ويسميه وهب الخير ووهب الله .
قال أبو جحيفة : قال لي علي : يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها ؟ قال : قلت : بلى . قال : ولم أكن أرى أن أحدًا أفضل منه . قال : أفضل هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وبعدهما ثالث ولم يسمه .
مات رضي الله عنه سنة أربع وسبعين للهجرة .
روى عنه حديث الباب الحكم بن عتبة من أجلاء التابعين وفضلائهم ، فكان ثقة عابدًا قانتًا ، وروى الحديث أيضًا عن أبي جحيفة ولده عون ، الذي مات قبل سنة مائة وعشرين ، وقد وثقه يحيى بن معين .
(2) الأبطح وهو : المحصِّب ، وهو خيف بني كنانة ، وهو موقع بين مكة ومنى ، وهو إلى منى أقرب وهو بطحاء مكة وحده من الحجون ذاهبًا إلى منى . وقال الأصمعي : حده ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة . وقيل : المقصود خيف بني كنانة هو المحصب وهو مبتدأ الأبطح وهو الحقيقة فيه ، لأن أصل الأبطح ما انحدر من الجبل ، وارتفع من المسيل ، وذكر الحميري أن قريشًا فريقان : قريش البطاح وهو الذين ينزلون بطحاء مكة : بنو عبد مناف وبنو عبد الدار وبنو عبد العزى وبنو عدي بن قصي بن كلاب وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم وبنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح ، أما قريش الظوهر الذين ينزلون حول مكة وهم بفيض بن لؤي وبنو الأدرم بن غالب ومحارب والحارث ابنا فهم ، وثم فريق ثالث ليسوا من الأباطح ولا الظوهر ، هم : سامة بن لؤي وخزيمة بن لؤي وبنو عوف بن لؤي . ويقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : الأبطحي ، لأنه من ولد عبد مناف ويقال لعبد المطلب : سيد الأباطح .
(3) أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم النفر من حجة الوداع على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم ( الثقل متاع المسافر وحشمه ) كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لما بشره بإسلام العباس وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته ( سلمى ) التي كانت قابلة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد أحدًا ، ولم يشهد بدرًا ، وشهدت سلمى معه خيبر - وكان أبو رافع قبطيًّا أي : مصريًّا - وكلمة قبط تطلق على المصريين القدماء قبل المسيح عليه السلام وبعده فلا تعني نصرانيًّا - وقد اختلف في اسم أبي رافع هل هو أسلم أم إبراهيم ، وقيل : سنان ويسار وغير ذلك ، والأشهر أسلم .
روى أبو رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عن ابن مسعود ، وروى عنه أولاده : رافع والحسن وعبيد الله والمغيرة وأحفاده : الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع ، وروى عنه غير هؤلاء ، فكانت بيوت الموالي بيوت علم بعد أن كانوا عبيدًا صيرهم الله بالإسلام علماء أجلاء .
أخرج أحمد وأبو داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال : لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فقال : ( إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالي القوم من أنفسهم ) .
مات رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه أبو بعدها بقليل .




لمحة في حجة الوداع

صمتي مهابه 10-15-2010 08:16 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
فريضة الحج أهمية الحج


تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك



بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " .
الآية الكريمة دالة على وجوب الحج ، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة بأن الحج أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ولقد أجمع المسلمون على ذلك إجماعاً ضرورياً . ووجوبه على المكلف فى العمر مرة بالنص والإجماع . ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : " أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ، ثم قال : ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شىء فدعوه . ثم قال : الحج مرة فمن زاد فهو تطوع " (1) .
وإن الأخطاء التى يقع الناس فيها فى الحج كثيرة جداً تفوق الحصر يرجع كلها إلى الجهل بأحكامه .
من أول هذه الأخطاء وأهمها أن يؤجل المكلف الحج حتى يطعن فى السن ويضعف البدن فيصعب عليه أداء المناسك ويحاول تتبع الرخص مع أن النبى صلى الله عليه وسلم سماه جهاداً . فعن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال : " لكن أفضل الجهاد حج مبرور " (2) فكيف يؤجل القوى الفتى هذا الجهاد حتى يضعف . وإن ذلك التأجيل إنما يحدث حيث يظن الرجل أن الحج لا يجب عليه إلا بعد أن يفعل كذا وكذا من أمور دنياه ويجعل له ترتيباً فى ذهنه ليس له أصل فى شرع ولا دين ، وذلك يدل على أمور أخطأ الفهم فيها :
أولها : أن يخاف ألا يرزقه الله بمال يعلم به ولده أو يزوج به ابنته أو يقيم به بعض شأنه إن هو أنفق هذا المال فى الحج مع أن حديث ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة " (3) ، ولا شك أن هذا الفهم متابعة للشيطان فى وسوسته ومجانبة للحكمة فى التصرف فى المال وظن سيئ بالله سبحانه فتدبر قوله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " فأى باب أطيب من الإنفاق فى أداء فريضة الله فى الحج فهل يتعظ أولو الألباب ولا يتابعوا الشيطان يخوفهم الفقر ، ألا يجدوا ما ينفقون فى تعلم أو زواج إذا أنفق فى الحج .
فالعجب لمن يؤمن بالله رزقاً ثم يخاف إن أنفق ماله فى فرائض الله أن يبخل عليه الله بالمال ينفقه فيما أحل الله .
والأمر الآخر الذى أخطأ فيه الفهم هو فى قوله تعالى : " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " فلا يجعل من نفسه مستطيعاً لأمور ليست من الاستطاعة فى شىء .
يقول صاحب محاسن التأويل : فعلى كل مستطيع الحج يجد إليه السبيل بأى وجه كانت الاستطاعة ، الحج . على ظاهر الآية .
قال : وروينا عن عكرمة أنه قال : الاستطاعة : الصحة . وقال الضحاك : إذا كان شاباً صحيحاً ليس له مال فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضى نُسكه . فقال له قائل : أكلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو كان لبعضهم ميراث بمكة أكان يتركه ؟ قال : لا بل ينطلق إليه ولو حبواً ، قال : فكذلك يجب عليه حج البيت .
وقال مالك : الاستطاعة على إطاقة الناس ، الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على المشى . وآخر يقدر على المشى على رجليه . وقالت طائفة : الاستطاعة الزاد والراحلة .
ويقول القاسمى أيضاً فى قوله تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " هذه الآية الكريمة حازت فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه ما لا مزيد عليه . فمنها : الإتيان بـ ( اللام وعلى ) فى قوله : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ " يعنى أنه حق واجب لله فى رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته . ومنها : أنه ذكر " النَّاسِ" ثم أبدل عنه " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " وفيه ضربان من التأكيد . أحدهما : أن الإبدال تثنية المراد وتكرير له . والثانى : إن الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال إيراد له فى صورتين مختلفتين .
ومنها : قوله : " وَمَنْ كَفَرَ" مكان من لم يحج تغليظاً على تارك الحج ، ومنها : ذكر الاستغناء عنه وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان ، ومنها : قوله : " عَنِ الْعَالَمِينَ " ولم يقل عنه . وما فيها من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ولأنه يدل على الاستغناء الكامل فكان أدل على عظم السخط الذى وقع . انتهى .
وأفعال الحج من الإحرام والطواف والسعى ورمى الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال ما ينبئ عن امتثال العبد لأوامر سيده وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر إنما يتعين عليه الامتثال ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود ولا طلب الفائدة والمعنى من هذه الأفعال لذا كان من تلبيته صلى الله عليه وسلم ( لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً لبيك إله الحق).
ويقول رب العزة سبحانه : " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " يقول السعدى فى تفسيره : يجب أن تعظموا الإحرام بالحج وخصوصاً الواقع فى أشهره وتصونوه من ل ما يفسده أو ينقصه من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية خصوصاً عند النساء وبحضرتهن ، والفسوق وهو : جميع المعاصى ومنها محظورات الإحرام والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة لكونها تثير الشر وتوقع العداوة . والمقصود من الحج الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات فإنه بذلك يكون مبروراً . والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة . وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة فى كل مكان وزمان فإنه يتغلظ المنع عنها فى الحج .
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصى حتى يفعل الأوامر .. ( ثم يقول أيضاً ) : أمر الله تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين والكف عن أموالهم سؤالاً واستشراقاً وفى الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين وزيادة قربة لرب العالمين وهذا الزاد الذى المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع . وأما الزاد الحقيقى المستمر نفعه لصاحبه فى دنياه وأخراه فهو زاد التقوى الذى هو زاد دار القرار والموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائماً وأبداً . انتهى .
وبهذا يلتقى الحج مع سائر العبادات فى أنه زاد يتقى به العبد سخط ربه وناره ويطمع فى جنته التى أعدها للمتقين ، فهذه أيام الحج وأشهره واستعداد الناس للخروج إليه فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . اللهم هيئ لنا حج بيتك الكريم وتقبل منا ومن سائر المسلمين وارفع عنا الآثام والذنوب وتقبل منا واقبلنا يا رب العالمين إنك على كل شىء قدير ، والله من وراء القصد .

------------
(1) أخرجه مسلم والنسائى وأحمد وغيرهم من حديث أبى هريرة ، وله شواهد من حديث أبن عباس وعلى وأنس بن مالك ، انظرها فى الإرواء ( رقم 980 ) .
(2) أخرجه البخارى فى صحيحه ( رقم 1520 ) كتاب الحج ، باب فضل الحج المبرور .
(3) صحيح . أخرجه الترمذى والنسائى وأحمد والطبرى وابن حبان وغيرهم من حديث ابن مسعود وسنده حسن ، وله شواهد من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر ، وانظر الصحيحة ( رقم 1200 ) ، والإرواء ( رقم 2524 ) .



الافتتاحية
فريضة الله في الحج
بقلم الرئيس العام / محمد صفوت نور الدين

( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) [ آل عمران : 97] .
الآية نص على وجوب الحج ، والأحاديث الكثيرة تدل على أن الحج أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ، وقد أجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًا ، وإن وجوبه على المكلف في العمر مرة بالنص والإجماع .
ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : ( أيها الناس ، قد فُرض عليكم الحج فحجوا) ، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو قلت : نعم لوجبت ، ولما استطعتم) ، ثم قال : (ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) . ثم قال : (الحج مرة ، فمن زاد فهو تطوع) .
وإن الأخطاء التي يقع الناس فيها في الحج كثيرة جدًا تفوق الحصر ، يرجع كلها إلى الجهل بأحكامه ، ومن أول هذه الأخطاء وأهمها ؛ أن يؤجل المكلف الحج حتى يطعن في السن ويضعف ، ويكون ذلك سببًا في صعوبات كثيرة على الناس ، وسببًا لتتبع الرخص والبحث عنها لكثرة الضعفاء ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه جهادًا.
فعن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال : (ولكن أفضل الجهاد حج مبرور) ، فكيف يؤجل القوي الفتي الجهاد حتى يضعف ؟!
وإن ذلك التأجيل إنما يحدث ، حيث يظن الرجل أن الحج لا يجب عليه إلا بعد أن يفعل كذا وكذا من أمور دنياه ويجعل له ترتيبًا في ذهنه ليس له أصل في شرع ولا دين ، وذلك يدل على أخطاء :
أولها : أنه يخاف ألا يرزقه بمال يُعلم به الولد ، أو يزوج به نفسه أو ابنته ، أو يقيم به شأنه إن هو أنفق هذا المال في الحج ، مع أن حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة) .
ولا شك أن هذا الفهم متابعة للشيطان في وسوسته وبُعد عن الحكمة في التصرف في المال وظن سيئ في حق الله سبحانه ، فتدبر قول الله سبحانه وتعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ(267)الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268)يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ(269)وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار ) [ البقرة : 267 - 270] .
فأي باب أطيب من فريضة الله في الحج ينفق فيه ، فهل يتعظ أولو الألباب ، ولا يتابعوا الشيطان في خوف العيلة والفقر ألا يجد ما ينفقه في تعلم أو زواج إذا أنفق في الحج .
فالعجب لمن يؤمن بالله رزاقًا كيف يخاف إن أنفق ماله في فرائض الله ، يخاف أن يبخل الله عليه بالمال لينفقه فيما أحل الله .
ثانيًا : سوء فهم قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فلا يجعل من نفسه مستطيعًا لأمور ليست من الاستطاعة في شيء .
فيقول القاسمي في (محاسن التأويل) : فعلى كل مستطيع للحج يجد إليه السبيل بأي وجه كانت الاستطاعة ، الحج على ظاهر الآية ، قال : وروينا عن عكرمة أنه قال : الاستطاعة ؛ الصحة .
وقال الضحاك : إذا كان شابًا صحيحًا ليس له مال فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضي نسكه ، فقال له قائل : أكلف الله الناس أن يمشوا إلى البيت ؟ فقال : لو لكان لبعضهم ميراث بمكة أكان يتركه ؟ قال : لا ، بل ينطلق إليه ولو حبوًا ، قال : فكذلك يجب عليه حج البيت .
وقال مالك : الاستطاعة على إطاقة الناس ، الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على المشي ، وآخر يقدر على المشي على رجليه ، وقالت طائفة : الاستطاعة : الزاد والراحلة .
ويقول القاسمي أيضًا في قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) : هذه الآية الكريمة حازت فنون الاعتبارات المعربة عن كمال الاعتناء بأمر الحج والتشديد على تاركه ما لا مزيد عليه ، فمنها الإتيان بـ (اللام وعلى) ، في قوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) يعني أنه حق واجب لله في رقاب الناس لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عهدته ، ومنها أنه ذكر (الناس) ، ثم أبدل عنه : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ، وفيه ضربان من التأكيد ، أحدهما : أن الإبدال تثنية للمراد وتكرير له ، والثاني : أن الإيضاح بعد الإبهام والتفصيل بعد الإجمال إيراد له في صورتين مختلفتين ، ومنها قوله : (ومن كفر) مكان من لم يحج تغليظًا على تارك الحج ، ومنها ذكر الاستغناء عنه ، وذلك مما يدل على المقت والسخط والخذلان ، ومنها قوله (عن العالمين) ، ولم يقل : عنه ، وما فيها من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان ؛ لأنه إذا استغنى عن العالمين تناوله الاستغناء لا محالة ؛ ولأنه يدل على الاستغناء الكامل ، فكان أدل على عظم السخط الذي وقع . (انتهى) .
وأفعال الحج من الإحرام والطواف والسعي ورمي الجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال التي تنبئ على امتثال العبد لأوامر سيده ، وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر ، إنما يتعين عليه الامتثال ، ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود ولا طلب الفائدة ، والمعنى من هذه الأفعال ؛ لذا كان تلبيته صلى الله عليه وسلم أحيانًا : (لبيك حقًا حقًا ، تعبدًا ورقًا ، لبيك إله الحق) .
ويقول رب العزة سبحانه : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) [ البقرة : 197] .
يقول السعدي في تفسيره : يجب أن تعظموا الإحرام بالحج ، وخصوصًا الواقع في أشهره وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث ، وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية ، خصوصًا عند النساء وبحضرتهن .
والفسوق وهو : جميع المعاصي ، ومنها محظورات الإحرام ، والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة ؛ لكونها تثير الشر وتوقع العداوة ، والمقصود من الحج الذل والانكسار لله ، والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات ، فإنه بذلك يكون مبرورًا ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان ، فإنه يتغلظ المنع عنها في الحج ، واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر ، ثم يقول أيضًا : أمر الله تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك ، فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين والكف عن أموالهم سؤالاً واستشرافًا ، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين وزيادة قربة لرب العالمين ، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع .
وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار ، وهو الموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائمًا أبدًا .
ومن قول الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله
وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
وقال غيره :
يا نفس إني قائل فاسمعي
مقالة من مشفق ناصح
لا يصحب الإنسان في قبره
غير التقى والعمل الصالح
وبهذا يلتقي الحج مع سائر العبادات في أن يكون زادًا يتقي به العبد سخط الله وناره ، ويطمع بأدائه في جنة قال الله عنها : ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) [ آل عمران : 133] ، فهذه أيام الحج وأشهره ، واستعداد الناس للخروج إليه : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) [ آل عمران : 133] .
اللهم هيأ لنا حج بيتك الكريم ، وتقبل منا ومن سائر المسلمين ، وارفع عنا الآثام والذنوب ، وتقبل منا واقبلنا يا رب العالمين ، إنك على كل شيء قدير . والله من وراء القصد .




فريضة الله فى الحج

صمتي مهابه 10-15-2010 08:19 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

حجاج البيت الحجاج الى مكه ,,الكعبة المشرفة

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه . وبعد :
يقول رب العزة سبحانه في سورة البقرة : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ) [ البقرة : 197] .
الحج موسم سنوي ومؤتمر عالمي ، يحضر فيه المسلمون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، حيث دعاهم ربهم فأجابوه ولبوا نداءه ، وقد اختلط ملوكهم بعامتهم ، ثيابهم الإحرام ( إزار ورداء ) الرءوس عارية مكشوفة ، والألسنة لاهجة بالذكر ، والأصوات مبحوحة من التلبية ، والأيدي مرفوعة ضراعة لله رب العالمين .
حول بيت الله يطوفون في تذلل قد كشفوا عن أكتافهم ، ورملوا في أشواطهم حال قدومهم ، تجنبوا من كل عمل ما يؤدي إلى التميز والمفاخرة ، وابتعدوا عن لهو الحديث وعبث العمل ، وفحش القول والعمل ، يتنافسون في البر والتقوى ، ويتسابقون إلى كل خير خاص كان أو عامًا .
مئات ألوف من المسلمين ، بل ملايين يأتون رجالاً وعلى كل ضامر من كل فج عميق ، من أقطار العالم الإسلامي المترامية الأطراف ، وقفوا في صعيد واحد تنطلق منهم الحناجر حول بيت الله الحرام ، وبين الصفا والمروة ، وعلى جبل عرفة ، وفي مزدلفة ومنى ، ذكرهم : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) .
التوحيد منطقهم ، والتعبد والذكر شغلهم ، والله مولاهم ومقصدهم ، ورضوانه سبحانه بغيتهم ، لم يجمع بينهم مال ولا تجارة ، إنما جمعهم الشوق إلى بيت الله الذي تهوى إليه أفئدة من الناس .
المسلم يلقى أخاه المسلم القادم من بلاد بعيدة تاركًا وراءه الأهل والعشيرة في هموم ومشكلات كثيرة ، قد وفد إلى ربه حاجًّا نائبًا عن قومه ليسأله حاجة نفسه وحاجة قومه الذين خلفهم وراءه ، آملا أن يرفع الضر عنهم ؛ وأن يكشف الهم الذي أصابهم ، وأن يقوي الهمم التي ضعفت ، ويشحذ العزائم التي توانت ، وأن يرسل السماء عليهم مدرارًا بمطر الخير ، وأن ينبت لهم الأرض ، ويدر لهم الضروع ، ويرفع عنهم الجوع والعطش ، ويرزقهم الأمن في الأوطان .
ها هم اليهود قد دنسوا العالم كله ، وظهر رجسهم حول بيت المقدس ، دنسوا الأموال بالربا والغش ، ودنسوا الصحف والمجلات وسائر وسائل الإعلام بالفجور والعري والسخرية ، فمن يردهم ويرفع عن المسلمين رجسهم ؟
ومن يجمع للمسلمين شملهم ، ويشد من أزرهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته طائفين ملبين .
أزمات طاحنة وحرب ضروس اشتدت في البوسنة والهرسك ، واستحكمت في الشيشان ، بل وفي إرتريا ، وكشمير ، وشتات في الصومال ، عدى الكفر وكشر عن أنيابه ، وظهر وجهه القبيح وأسفر عن عدائه بكل أعوانه ، وجمع السلاح ليبيد خضراء المسلمين وليستأصل شأفتهم ، وليبيح أعراضهم ، ويسفك دماءهم ، ويأسر أطفالهم ، فمن يرفع ذلك عنهم ؟
إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في أفغانستان قد ظهرت خلافات طوائف المسلمين مظهرة لصور الخلافات الموجودة في أرجاء العالم الإسلامي ، فهذا خرافي ضال بخرافته يتمسك بها ويدافع عنها ، وهذا فاسق ماجن بفسقه ، وهذا قومي عابد لقبيلته يقاتل عصبية وحمية لقومه ، وهذا قد استهوته الزعامة واستولت عليه مشاعر حب الرئاسة وكلهم للإسلام منتسبون ، ومع ذلك فهم يشهرون السلاح ليسفكوا دماءهم فمن يردهم إلى صوابهم ويعيد إليهم رشدهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في بلاد العالم الإسلامي حيث استبد حكام ظلمة في رقاب المسلمين لا يرقبون فيهم إلَّا ولا ذمة ، ملئوا منهم السجون ، ومنعوا في المساجد الأذان ، وعطلوا دروس العلم ، ألهبوا ظهور الناس بالسياط ، وحرَّموا عليهم الاجتماع في الصلوات ، فمن الذي يرفع عنهم ذلك الذي أصابهم ، ويلين عليهم قلوب حكامهم ، أو يبدلهم من هم خير منهم وأرفق وأكرم ؟ ومن يولي عليهم أهل الصلاة والصلاح والتقى والإيمان ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في بلاد أخرى من بلاد المسلمين فشت البدع والخرافات حتى صار الدين عندهم كهانة ، والعلماء عندهم يتعلقون بالقبور ويعلقون التمائم على الصدور والنحور ، ويطوفون حول التماثيل والأوثان ، ويدعون غير الواحد الديان ، يتخذون دينهم لأهل الضلال تقليدًا ، ويقربون النذور للأموات تقربًا وتمجيدًا ، من الذي يردهم عن ضلالهم ويخرجهم من شركهم ويردهم إلى كتاب ربهم ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين ضارعين محرمين داعين .
في كثير من بلاد المسلمين شباب دفعهم الحماس وأخذتهم الحمية في غيبة أهل العلم وظلم السلطان قد فارقهم السلوك السوي الصحيح ، وخالفوا الفهم الرشيد واستعان بهم الشيطان فأغراهم وأغواهم ، ففجروا في الشوارع والطرقات وأشاعوا الذعر في المجتمعات ، وفعلوا ما لا يرضاه من عنده مسكة من عقل أو مثقال ذرة من إيمان ، من الذي يُعَرِّف هؤلاء ويردهم إلى صوابهم ويعيد إليهم رشدهم ، ويضع الثقة في قلوبهم نحو علمائهم ويرشدهم إلى الصواب من السلوك ، ويبين لهم حرمة الدماء والأوطان ، ومن يعرفهم منزلة الأمن من الإيمان ؟ من يفعل بهم ذلك ؟ إنه الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين داعين محرمين .
مسلمون سكنوا بين ظهراني المشركين والكافرين ، فملئوا عليهم الحياة كفرًا وفجورًا ، وفسقًا وعريًا وبلاءً ففي طعامهم وشرابهم ، وفي فراشهم وثيابهم ، وفي طرقاتهم وبيوتهم ، وفي نسائهم وأطفالهم ، وفي صحفهم وإعلامهم ، وفي مدارسهم ومعاهدهم ، وفي كل شيء معهم وحولهم يعرض الكفر في كل ساعة في إلحاح مستمر ، وفي حلقات متصلة ، فإنه فاتته هذه ، وإن حمى نفسه من تلك فلابد أن تصيبه التي بعدها ، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها . لا يكاد ينقذ نفسه إن استطاع وكيف يستطيع ؟ فإن توقى بنفسه حفرة من حفر الكفر ، فإنه يرتطم بصخرة من صخوره ، فكيف به والحال كذلك أن ينقذ زوجه وولده ، هذا جاره قد باع نفسه للكافرين فهان عليهم ، وهذا رفيقه قد استسلم في خضم أمواج المشركين حتى صارت زوجه منهم أمًّا لأولاده فكيف ترعاهم ؟ وهو هل يبقى وحيدًا يقاوم هذه الفتن أم يخرج إلى بلاد المسلمين ؟ فَمَنْ لهؤلاء ؟ من إلا الله الذي وفد الحجيج إلى بيته ملبين داعين ضارعين محرمين .
هذا والحج إذا عرفت اجتماع في زمان واحد ومكان واحد لأكبر عدد في أوسع مؤتمر يجمع من أهل الصلاح والتقى في موطن تنزل الرحمة ، والناس في خشوع وخضوع ورجاء ودعاء وتلبية ، أما الشيطان فما رؤي أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة .
فما دعاء الحجيج إذًا ، وما رجاؤهم إن لم يكن لكل هؤلاء جميعًا يسرون ويعلنون إلى ربهم ، ويجهرون ويخافتون في دعائهم ، لعل الله أن ينظر إليهم فيغير من حال هؤلاء جميعًا ، فيكون موسم الحج صيحة التغيير ، وصحوة العقول ، واستجابة الدعاء .
موسم الحج تلبية واستغفار ودعاء ، والتلبية إعلان بالطاعة والامتثال ، والتوحيد والإخلاص والاستغفار باب إجابة الدعاء ، وتفريج الكرب ، وزوال الهم ، وكشف الضر ، والدعاء صلة بين العبد وربه وعبودية له سبحانه .
فيا معشر الحجيج ! هذه الأمة بآلامها وآمالها تنظر إلى ربها داعية راجية ، وقد وفدتم أنتم معشر الحجاج إلى بيت الله حجاجًا ومندوبين عنهم ، تعبرون عن أمنيات المسلمين من ورائكم ، وعن حاجاتهم التي يرجون من ربهم تحقيقها ، فلا تتوانوا في الدعوات ، ولا تقصروا ، فالآمال معلقة باستجابة الله لدعائكم وشفاعتكم عند ربكم لأهليكم ؛ لتحمى الأعراض ، وتصان الحرمات ، ويرد الجوع ، ويندحر العدو ، ويستيقظ الصديق ، ويرجع الإيمان بالأمن إلى القلوب والبيوت والأوطان ، والرخاء إلى الأسواق مع الإسلام ، فالدعاء الدعاء ، والإخلاص الإخلاص معشر الحجاج في كل موطن من مواطن إجابة الدعاء متذكرين حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل ) .
والله من وراء القصد .
وكتبه
محمد صفوت نور الدين




حجاج بيت الله وهموم العالم الإسلامي




صمتي مهابه 10-15-2010 08:21 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 
الحج عن الغير ..أب أم ,,,جواز الحج عن الغير

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
بسم الله الرحمن الرحيم
عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها ؟ قال : ( نعم حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء ) . [ أخرجه البخاري ] .
وعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع قالت : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ قال : ( نعم ) . [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
الحج فريضة على المسلم المستطيع في العمر مرة ، فهل إذا عجز ببدنه وقدر بماله وجب عليه أن يستنيب من يحج عنه ؟ وإذا مات من لم يسبق له ، الحج فهل يجب على ورثته أن يحجوا عنه من ماله ، فيكون من الدَّين الذي يخرج من الميراث قبل تقسيمه ؟ وهل من حج تطوعًا عن غيره جاز ذلك ؟
قال ابن رشد في ( بداية المجتهد ) : لا خلاف بين المسلمين أنه يقع عن الغير - أي الحج - تطوعًا ، وإنما الخلاف في وقوعه فرضًا .
قال ابن حجر في ( الفتح ) : الإجماع على أنه لا يجوز أن يستنيب من يقدر على الحج بنفسه عن الحج الواجب ، ( وقال أيضًا ) : اتفق من أجاز النيابة في الحج على أنها لا تجزئ في الفرض إلا عن موت أو عضب ، فلا يدخل المريض ؛ لأنه يرجى برؤه ولا المجنون ؛ لأنه ترجى إفاقته ، ولا المحبوس لأنه يرجى خلاصه ، ولا الفقير لأنه يمكن استغناؤه . والله أعلم .
وقال ابن رشد : أما وجوبه - أي الحج - باستطاعة النيابة مع العجز عن المباشرة ، فعند مالك وأبي حنيفة أنه لا تلزم النيابة إذا استطعت مع العجز عن المباشرة ، وعند الشافعي أنها تلزم ، فيلزم على مذهبه ؛ الذي عنده مال يقدر أن يحج به عنه غيره ، إذا لم يقدر هو ببدنه أن يحج عنه غيره بماله ، وإن وجد من يحج عنه بماله من أخ أو قريب سقط ذلك عنه وهي المسألة التي يعرفونها بالمعضوب ؛ وهو الذي لا يثبت على الراحلة ، وكذلك الذي يأتيه الموت ولم يحج يلزم ورثته عنده أن يخرجوا من ماله بما يحج به عنه ، وسبب الخلاف في هذا معارضة القياس الأثر ، وذلك أن القياس يقتضي أن العبادات لا ينوب فيها أحد عن أحد ، فإنه لا يصلي أحد عن أحد باتفاق ، ولا يزكي أحد عن أحد ( 1 ) ، وأما الأثر … ، وذكر الحديثين السابقين عن ابن عباس . انتهى كلام ابن رشد .
قال في ( الفتح ) : نقل الطبري وغيره الإجماع على أن النيابة لا تدخل في الصلاة ، قالوا : ولأن العبادات فرضت على جهة الابتلاء ، وهو لا يوجد في العبادات البدنية إلا بإتعاب البدن ، فبه يظهر الانقياد أو النفور بخلاف الزكاة ، فإن الابتلاء بنقص المال وهو حاصل بالنفس وبالغير ، وأجب بأن قياس الحج على الصلاة لا يصح ؛ لأنه عبادة مالية بدنية معًا ، فلا يترجح إلحاقها بالصلاة على إلحاقها بالزكاة ، ولهذا قال المازري : من غلَّب حكم البدن في الحج ألحقه بالصلاة ، ومن غلب حكم المال ألحقه بالصدقة . انتهى .
قال ابن قدامة في ( المغني ) : من وجدت فيه شرائط وجوب الحج وكان عاجزًا عنه لمانع ميئوس من زواله كزمانة أو مرض لا يرجى زواله ، أو كان نضو ( مهزول ) الخَلْق ، لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة ، والشيخ الفاني ، ومن كان مثله متى وجد من ينوب عنه في الحج ، ومالاً يستنيبه به لزم ذلك . ( انتهى ) .
أما مالك وأصحابه ، فالمشهور من قولهم أنه لا يحج أحد عن أحد إذا كان حيًّا ، ولو كان قادرًا بماله ، ولكن يجوز أن يحج عن الميت إذا أوصى ، وأحاديث الباب حجة عليهم .
أما الأحناف ، فقال في ( المبسوط ) : المذهب عندنا أن المعضوب والمقعد والزِّمن لا يجب عليه الحج باعتبار ملك المال ، ( ثم قال ) : وحجتنا في ذلك قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فإنما أوجب الله تعالى الحج على من يستطيع الوصول إلى بيت الله تعالى ، والزَّمن لا يستطيع الوصول إلى بيت الله تعالى ، فلا يتناوله هذا الخطاب ، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الشرط مالاً يوصله إلى البيت بقوله : ( من وجد زادًا وراحلة يبلغانه بيت الله تعالى ) ، وزاد المعضوب وراحلته لا يبلغانه بيت الله تعالى ؛ فصار وجوده كعدمه .
( وقال أيضًا ) : الحج فرض العمر ، فيعتبر فيه عجز مستغرق لبقية العمر ليقع به اليأس عن الأداء بالبدن ، فقلنا : إن كان عجزه بمعنى لا يزول أصلاً كالزمالة ، يجوز الأداء بالنائب مطلقًا ، وإن كان عارضًا يتوهم زواله ؛ بأن كان مريضًا أو مسجونًا ، فإذا أدى بالنائب كان ذلك مراعى ، فإن دام به العذر إلى أن مات تحقق اليأس عن الأداء بالبدن ، فوقع المؤدى موقع الجواز ، وإن برأ من مرضه تبين أنه لم يقع فيه اليأس عن الأداء بالبدن ، فكان عليه حجة الإسلام ، والمؤدى تطوع له .
( وقال أيضًا ) : إن الصحيح البدن إذا أحج رجلاً بماله على سبيل التطوع عنه فهو جائز .
أما الشافعية ففي ( المجموع ) : المعضوب إن لم يكن له مال ولا من يطيعه لم يجب عليه الحج ، وإن كان له مال ولم يجد من يستأجره أو وجده وطلب أكثر من أجر المثل ، لم يجب عليه الحج ، ولا يصير مستطيعًا والحالة هذه ، فلو دام حاله هكذا حتى مات فلا حج عليه ، وإن وجد مالاً ووجد من يستأجره بأجرة المثل لزمه الحج .
( وقال ) : يلزم المعضوب الاستنابة ، ويجب عليه الإحجاج عن نفسه في صورتين .
- الأولى : أن يجد مالاً يستأجر به من يحج ، وشرطه أن يكون بأجرة المثل ، وأن يكون المال فاضلاً عن الحاجات المشترطة فيمن يحج عن نفسه ، إلا أنه يشترط هناك أن يكون المصروف إلى الزاد والراحلة فاضلاً عن نفقة عياله ذهابًا ورجوعًا ، وهنا لا يشترط إلا أن يكون فاضلاً عن نفقتهم وكسوتهم يوم الاستئجار خاصة .
- الثانية : أن يبذل واحد من بنيه أو بناته أو أبنائهم ، وإن سفلوا الإطاعة في الحج عنه ، فيلزمه الحج بذلك ، وعليه الإذن للمطيع ، هذا هو المذهب ، ونص عليه الشافعي في جميع كتبه ، واتفق عليه الأصحاب إلا السرخسي .
وقد اشترط الشافعي لوجوب الحج بالمطاع شروطًا أربعة : هي أن يكون المطيع ممن يصح منه فرض الحج ، وأن يكون حج عن نفسه ، وليس عليه حجة واجبة بنذر أو قضاء ، وأن يكون موثوقًا بوفائه وطاعته وألا يكون معضوبًا . ( انتهى ) .
أما تحرير مذهب مالك ، قال في ( موسوعة الفقه المالكي ) : النيابة في الحج لا تجوز عن الصحيح في فرض الحج وتكره في التطوع ، وتكون بأجرة أو غير أجرة ، ( وقال ) : وإذا أوصى الميت أن يحج عنه بماله وكان صرورة - أي الذي لم يحج عن نفسه - نفذت الوصية من ثلث ماله ، وإن لم يوص سقط عنه .
وقال ابن شاش في ( عقد الجواهر ) : فإن عجز عنها لم تلزمه النيابة ولا تجوز إن اختارها ، إذ لا تصح النيابة ، وهي وقوع الحج عن المحجوج عنه ، وروي إجازة ذلك .
وقال ابن وهب وأبو مصعب : يجوز في حق الولد خاصة .
وقال ابن حبيب : جاءت الرخصة في الحج عن الكبير الذي لا منهض له ولم يحج ، وعن من مات ولم يحج أن يحج عن ولده وإن لم يوص به ، ويجزيه إن شاء الله .
وقال أشهب في كتابه : إن حج عن الشيخ الكبير أجزأه .
وقال ابن عبد البر في ( التمهيد ) : وقال مالك : كل من قدر على التوصل إلى البيت وإقامة المناسك بأي وجه قدر بزاد وراحلة أو ماشيًا على رجله فقد لزمه فرض الحج ، ومن لم يستطع لمرض أو زمانة فليس بمطالب بالحج .
( ثم قال ) : ومن حجة مالك أيضًا ومن ذهب مذهبه عموم قوله تعالى : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) [ آل عمران : 97] ، فبأي وجه استطاع ذلك بنفسه وقدر فقد لزمه الحج ، وليست استطاعة غيره استطاعة له .
( ثم قال ) : وحمل بعضهم حديث الخثعمية على أن ذلك على الاستحباب لمن شاء لا على أداء واجب .
( ثم قال ) : حجة أصحاب مالك في تشبيه الحج بالدَّين : أن ذلك خصوص للخثعمية كما خص أبوها بأن تعمل عنه ما لم يجب عليه ، وكذلك خصت بالعمل عنه لتؤجر ويلحقه ثواب عملها بدليل القرآن في الاستطاعة .
( ثم قال ) : وفي هذا الحديث أيضًا دليل على جواز حج الرجل عن غيره ، واختلف الفقهاء في ذلك .
فقال الحسن بن صالح بن حي : لا يحج أحد عن أحد إلا عن ميت لم يُحج عنه حجة الإسلام ، وهو قول مالك والليث .
وقال أبو بكر بن العربي في ( أحكام القرآن ) : في هذا الحديث ( حديث الخثعمية ) جواز الحج عن الغير ؛ لأنها عبادة بدنية مالية ، والبدن وإن كان لا يحتمل النيابة فإن المال يحتملها ، فروعي في هذه العبادة جهة المال وجازت فيه النيابة ، وصرح النبي صلى الله عليه وسلم بجواز النيابة في غير هذا الموضع وضرب المثل بأنه لو كان على أبيها دين عبد لسعت في قضائه ، فدَين الله أحق بالقضاء .
قال القرطبي ( ج4 ص150 ) : قال مالك : إذا كان معضوبًا سقط عنه فرض الحج أصلاً سواء كان قادرًا على من يحج عنه بالمال لا يلزمه فرض الحج ، ولو وجب عليه الحج ، ثم عضب وزمن سقط عنه فرض الحج ، ولا يجوز أن يحج عنه في حال حياته بحال ، بل إن أوصى أن يحج عنه بعد موته حج عنه من الثلث وكان تطوعًا ، واحتج بقوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) [ النجم : 39] .
فأخبر أنه ليس له إلا ما سعى : ( وقال أيضًا ) : وقال علماؤنا : حديث الخثعمية ليس مقصوده الإيجاب ، وإنما مقصوده الحث على بر الوالدين والنظر في مصالحهما دنيا ودينًا ، وجلب المنفعة إليهما جبلة وشرعًا ، فلما رأى من المرأة انفعالاً وطواعية ظاهرة ورغبة صادقة في برها بأبيها وحرصًا على إيصال الخير والثواب إليه ، وتأسف أن تفوته بركة الحج أجابها إلى ذلك ، كما قال للأخرى التي قالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : ( حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ ) قالت : نعم .
ففي هذا ما يدل على أنه من باب التطوعات وإيصال البر والخيرات للأموات ، ألا ترى أنه قد شبه فعل الحج بالدَّين ، وبالإجماع لو مات ميت وعليه دين لم يجب على وليه قضاؤه من ماله ، فإن تطوع بذلك تأدى الدين عنه . ( انتهى ) .
وكلام القرطبي فيه تحرير مذهب مالك في الإنابة في الحج ، وحديث الخثعمية والجهنية حجة في جواز الإنابة في الفرض وبغير وصية وعن الميت والمعضوب .
قال ابن تيمية : يجوز للمرأة أن تحج عن امرأة أخرى باتفاق العلماء سواء كانت بنتها أو غير بنتها ، وكذلك يجوز أن تحج المرأة عن الرجل عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الخثعمية ، ( وقال ) : لا يستحب للرجل أن يأخذ مالاً يحج به عن غيره إلا أحد رجلين : إما رجل يحب الحج ورؤية المشاعر ، وهو عاجز فيأخذ ما يقضي به وطره الصالح ، ويؤدي به فريضة الحج عن أخيه ، أو رجل يحب أن يبرئ ذمة الميت عن الحج ؛ إما لصلة بينهما أو لرحمة عامة بالمؤمنين ونحو ذلك ، فيأخذ ليؤدي به ذلك ، وجماع هذا أن المستحب أن يأخذ ليحج لا أن يحج ليأخذ ، وهذا في جميع الأرزاق المأخوذة على عمل صالح ، فمن ارتزق ليتعلم أو ليعلم أو ليجاهد ، فحسن كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل الذي يغزون من أمتي ويأخذون أجورهم مثل أم موسى ؛ ترضع ابنها وتأخذ أجرها ) ( 1 ) ، شبههم بمن يفعل الفعل لرغبة فيه كرغبة أم موسى - عليه السلام - في الإرضاع بخلاق الظئر المستأجر على الرضاع إذا كانت أجنبية .
وأما من اشتغل بصورة العمل الصالح ؛ لأن يرتزق ، فهذا من أعمال الدنيا ، ففرق بين من يكون الدِّين مقصوده والدنيا وسيلته ، ومن تكون الدنيا مقصوده والدِّين وسيلته ، والأشبه أن هذا ليس له في الآخرة من خلاق ، كما دلت عليه نصوص ليس هذا موضعها . ( انتهى ) .
وقال القرطبي عند قوله تعالى : ( أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ) [ البقرة : 202] ، وعن ابن عباس : هو الرجل يأخذ مالاً يحج به عن غيره فيكون له ثواب .
( وقال القرطبي أيضًا ) : تحصيل مذهب مالك ؛ أن المحجوج عنه يحصل له ثواب النفقة ، والحجة للحاج ، فكأنما يكون له ثواب بدنه وأعماله ، وللمحجوج عنه ثواب ماله وإنفاقه .
قال شيخ الإسلام في ( مختصر الفتوى ) ( ص396 ) :
ويجوز الحج بمال يؤخذ على وجهة النيابة اتفاقًا ، أما على وجه الإجارة ففيه قولان للعلماء ، وهما روايتان عن أحمد .
وقال : إن كان قصده الحج أو نفع الميت ، كان له في ذلك أجر وثواب ، وإن كان ليس له مقصد إلا أخذ الأجرة ، فما له في الآخرة من خلاق .
وفي ( بداية المجتهد ) : اختلفوا في الرجل يؤجر نفسه في الحج ؛ فكره ذلك مالك والشافعي ، وقالا : إن وقع ذلك جاز ، ولم يُجز ذلك أبو حنيفة ، وعمدته أنه قربة إلى الله عز وجل ، فلا تجوز الإجارة عليه ، وعمدة الطائفة الأولى إجماعهم على جواز الإجارة في كَتْب المصاحف وبناء المساجد وهي قربة .
والإجارة في الحج عند مالك نوعان :
أحدهما : يسميه أصحابه على البلاغ ، وهو الذي يؤجر نفسه على ما يبلغه من الزاد والراحلة ، فإن نقص ما أخذه عن البلاغ وفاه ما يبلغه ، وإن فضل شيء رده .
والثاني : على سنة الإجارة إن نقص شيء وفاه من عنده ، وإن فضل شيء فله .
· هل يحج عن غيره من لم يحج عن نفسه ؟
قال الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه : يشترط فيمن يحج عن غيره أن يكون قد حج عن نفسه ، ودليلهم حديث أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول : لبيك عن شبرمة ، قال : ( ومن شبرمة ؟ ) قال : أخ لي ، أو قريب لي ، قال : ( احججت عن نفسك ؟ ) قال : لا ، قال : ( فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ) .
قال الخطابي : فيه من الفقه أن الصرورة لا يحج عن غيره حتى يحج عن نفسه ، وفيه أن حج المرء عن غيره إذا كان قد حج عن نفسه جائز ، وفيه أن من أهَلَ بحجتين لم يلزمه إلا واحدة ، ولو كان لاجتماع وجوبها فساغ ، فدل على أن الإحرام لا ينعقد إلا بواحدة ، أما مالك وأصحاب الرأي فقالوا : يجوز أن يحج عن غيره الصرورة .
قال ابن عبد البر : وقال مالك : يجوز أن يحج عن الميت من لم يحج قط ، ولكن الاختيار أن يحج عن نفسه أولاً ؛ ثم يحج عن غيره …، وإنما قال : لا يشترط أن يحج النائب عن نفسه أولا ؛ لأنهم عللوا حديث : ( لبيك عن شبرمة ) ، والحديث صحيح كما حققه الأرناؤوط في ( جامع الأصول ) ( ج3 ص 422 ) ، وقال الألباني في ( مشكاة المصابيح ) ( هامش ص776 ج2 ) وهو حديث صحيح مرفوع كما حققته في جزء لي .
هذا ، فالحديث حجة لمن اشترط أن يحج عن نفسه أولاً من أراد أن يحج عن غيره .
· هل على الورثة حج لمورثهم ؟
قال في ( الفتح ) : من مات وعليه حج وجب على وليه أن يجهز من يحج عنه من رأس ماله ، كما أن عليه قضاء ديونه ، فقد أجمعوا على أن دين الآدمي من رأس ماله ، فكذلك ما شبه به في القضاء ، ويلتحق بالحج كل حق ثبت في ذمته من كفارة أو نذر أو زكاة أو غير ذلك . ( انتهى ) .
بعد هذا العرض يمكننا القول بجواز النيابة عنه في الحج عن المعضوب والميت في حجه ، الفريضة والنذر ، وتجب على من استطاع بماله أن يؤجر من يحج عنه ، وأن من مات وترك ميراثًا ولم يكن قد حج يُخرج من ماله بقدر ما يحج به عنه إن لم يتبرع عنه أحد ، فإن أوصى تعين الحج عنه من ثلثه .
هذا ، ويجوز أن يحج تطوعًا عن الميت والمعضوب ، ويجوز الحج عن الصحيح الحي في حجة التطوع ، ولا تجوز في الفريضة أو النذر .
وأن المعضوب إذا استناب من يحج عنه ثم عوفي لم يجب عليه حج آخر إن غلب على ظنهم أنه لا يرجى برؤه ؛ لأنه عذر معتبر شرعًا ، ولا يُطالب بحجتين إلا إذا نذرها ، والله أعلم .
كتبه
محمد صفوت نور الدين




الحج عن الغير

صمتي مهابه 10-15-2010 08:23 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

وجوب الحج وفضلة

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

بسم الله الرحمن الرحيم
وجوبُ الحجِّ وفضلُه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فلا يخفى على أحد أن الحج ركن من أركان الإسلام، قَالَ الله تَعَالَى : {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ} (آل عمران: 97).
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق على صحته: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بُنِي الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُم الحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أكُلَّ عَامٍ يَا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً. فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَالَ: «ذَرُوني مَا تَرَكْتُكُمْ؛ فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ، فَإذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَدَعُوهُ» رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استمتعوا بهذا البيت؛ فقد هُدم مرتين، ويرفع في الثالثة» رواه البزار.
قال المناوي رحمه الله (فيض القدير 1/639): "بناه إبراهيم عليه السلام، ثم هدم فبناه العمالقة، ثم هدم فبنته قريش".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ».
وهذا التخريب غير محاولة الجيش الذي سيخسف به، ولا يقتضي انقطاع الحج كما قال ابن بطال؛ فإن عيسى في آخر الزمان سيحج.

وبينت النصوص ما للحج من أجر كبير، ومن ذلك:
إجابة الدعاء
فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم» رواه البزار.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم» رواه ابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم» رواه النسائي.

وهو نوع من الجهاد في سبيل الله:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة» رواه النسائي. وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ؛ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» رواه ابن ماجة.

والحج من أفضل الأعمال:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» رواه البخاري ومسلم.
والحج المبرور: الذي لا معصية فيه.

والحج والعمرة سببان لسعة الرزق:

دليل ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة» رواه الترمذي.

والحج من أسباب المغفرة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج فلم يرفُث، ولم يفسُق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم.
قال النووي رحمه الله (شرح مسلم 9/119) في معنى الرفث: "قَالَ الْأَزْهَرِيّ: هِيَ جَامِعَة لِكُلِّ مَا يُرِيدهُ الرَّجُل مِنْ الْمَرْأَة".
ويشمل ذلك الجماع؛ لقول الله تعالى: }أُحِلّ لَكُمْ لَيْلَة الصِّيَام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُمْ{.
والفسوق: المعصية. فالفاسق: من خرج عن طاعة الله.
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : "لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ، فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو»؟ قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ. قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا»؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»؟ رواه مسلم.

الأجر الكبير:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ترفع إبل الحاج رجلا، ولا تضع يدا، إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع بها درجة» رواه البيهقي.
وعنه رضي الله عنه أنه قال: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ أنصاري، فأَقْبَلَ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ»؟ قَالَ: فَذَلِكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ. قَالَ: «فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ خُرُوجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ , وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَجِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ, وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ حَلْقِكَ رَأْسَكَ , وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ»؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ. قَالَ: «أَمَّا خُرُوجُكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ وَطْأَةٍ تَطَأُهَا رَاحِلَتُكَ يَكْتُبُ اللَّهُ لَكَ بِهَا حَسَنَةً, وَيَمْحُو عَنْكَ بِهَا سَيِّئَةً. وَأَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُولُ: هَؤُلاءِ عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي, وَيَخَافُونَ عَذَابِي, وَلَمْ يَرَوْنِي, فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَلَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ, أَوْ مِثْلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا, أَوْ مِثْلُ قَطْرِ السَّمَاءِ ذُنُوبًا غَسَلَ اللَّهُ عَنْكَ. وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ فَإِنَّهُ مَذْخُورٌ لَكَ. وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تَسْقُطُ حَسَنَةٌ. فَإِذَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ خَرَجْتَ مِنْ ذُنُوبِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» رواه الطبراني في الجامع الكبير.

ومن خرج من بيته يريد الحج ثم مات أجرى الله عليه أجر الحج إلى يوم القيامة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة» رواه أبو يعلى.

ويبعث من مات في الحج ملبيا:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فوقصته، فَقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثوبيه الذين أحرم فيهما، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» رواه البخاري ومسلم.
وقصته، وأَقْعَصَتْهُ، وأَوْقَصَتْهُ: كسرت عنقه.

وأكبر كرامة نيل الجنة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» رواه الشيخان.
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ». قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا الْحَجُّ الْمَبْرُورُ؟ قَالَ: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ».
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،،،




وجوبُ الحجِّ وفضلُه

صمتي مهابه 10-15-2010 08:25 AM

رد: (الحــــج) وكل مايتعلق... بالحج...
 

ماسر إنجذاب القلوب الى بيت الله الحرام ؟..لماذا كلما زارة العبد إزداد شوقاً
تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 . حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك
ما سر انجذاب القلوب إلى بيت الله الحرام ؟ لماذا كلما زاره العبد ازداد له شوقاً و به تعلقاً و عليه إقبالاً ؟ لقد صدق من وصفه بمغناطيس القلوب فما سر هذه الأشواق ؟
تعالوا معنا نتعرف على إجابة هذا السؤال و نتعرف على بعض القصص و الأخبار عن شوق الصالحين و الأخيار لبيت اله الحرام يقول الله تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125 و َمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
قال ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذه الآية : ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله { وطهر بيتي } لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباً له وشوقاً إلى رؤيته، فهو المثابة للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم، كما قيل:

أطوف به والنفس بعد مشوقة ... إليه وهل بعد الطواف تداني
وألثم منه الركن أطلب برد ما ... بقلبي من شوق ومن هيمان
فو الله ما أزداد إلا صبابة ... ولا القلب إلا كثرة الخفقان
فيا جنة المأوى ويا غاية المنى ... ويا منيتي من دون كل أمان
أبت غلبات الشوق إلا تقرباً ... إليك فما لي بالبعاد يدان
وما كان صدي عنك صد ملالة ... ولي شاهد من مقلتي ولساني
دعوت اصطباري عند بعدك والبكا ... فلبى البكا والصبر عنك عصاني
وهذا محب قاده الشوق والهوى ... بغير زمام قائد وعنان
أتاك على بعد المزار ولو ونت ... مطيته جاءت به القدمان
بدائع الفوائد :( 2/281)
أذن إبراهيم في الناس بالحج فأجابوا , ودعاهم فلبوا ... جاءوا إليه رجالاً على أرجلهم , وركبانا على كل ضامر, جاءوا للحج من كل فج , الشوق يحدوهم , والرغبة تسوقهم .. فهل مرَّ بك ركب أشرف من ركب الطائفيين , وهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين , وهل هزَّك نغم أروع من تلبية الملبين ... لقد كان شوق السلف الصالح للبيت - مع بعد الشقة, وصعوبة الترحال, وقلة الظهر, وشدة الحال – شيئاً لا يوصف يصدق عليهم قول القائل :


هتف المنادي فانطلق يا حادي ***** و ارفق بنا إن القلوب صــوادي
تتجاذب الأشواق وجد نفوسنا ***** ما بين خاف في الضلوع و باد
و تسافر الأحلام في أرواحنا ***** سفراً يجوب مفاوز الآماد
و نطوف آفاق البلاد فأين في ***** تطوافنا تبقى حروف بلاد
هتف المنادي فاستجب لندائه ***** و امنحه وجدان المحب 00و ناد
لبيك 00 فاح الكون من نفحاتها ***** و تعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك 00 فاض الوجد في قسماتها ***** و تناثرت فيها طيوف وداد
لبيك 00فاتحة الرحيل و صحبه ***** هلا سمعت هناك شدوا الشادي
هذا الرحيل إلى ربوع لم تزل ***** تهدي إلى الدنيا براعة هاد
هذا المسير إلى مشاعر لم تزل ***** تذكي المشاعر روعة الإنشاد
إنه الشوق إلى أرض الرحمات إنه الشوق إلى أرض العطايا و الهبات فحق للنفوس أن تتوق و حق للأرواح أن تحلق أملاً في الوصال , فخذ من خبرهم ما يبعث فيك الرغبة , ويحرك في قلبك الشوق تعال معي نستعرض بعض حديث الأشواق :

1) ذكر بعض أهل السير أن شقيق البلخي أبصر في طريق الحج مقعداً يتكأ على إليته يمشي حيناً و يضعن حيناً يرتاح حيناً و يمشي أخرى كأنه من أصحاب القبور مما أصابه من وعثاء السفر و كآبة المنظر قال له شقيق يا هذا أين تريد قال أريد بيت الله العتيق قال من أين أتيت ؟ قال من وراء النهر قال كم لك في الطريق ؟ فذكر أعواماً تربوا على عشر سنين قال فنظرت إليه متعجباً قال يا هذا مما تتعجب قال أتعجب من بعد سفرك و ضعف مهجتك قال أما بعد سفري فالشوق يقربه و أما ضعف مهجتي فالله يحملها يا شقيق أتعجب ممن يحمله اللطيف الخبير إذا شاء.

2) قدم ابن جريج وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر أمية بن ربيعة :

هيهات من أمةِ الوهاب منزلنا إذا حللنا بسيف البحر من عدن
و احتل أهلك أجياداً فليس لنا إلا التذكر أو حظ من الحزن
تالله قولي له في غير معتبة ما ذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها فما أصبت بترك الحج من ثمنِ
قال فبكى ابن جريج و انتحب و أصبح إلى معن و قال : إن أردت بي خيراً فردني إلى مكة و لست أريد منك شيئاً قال : فاستأجر له أدلاء و أعطاه خمسمائة دينار و دفع إليه ألفاً و خمسمائة فوافى الناس يوم عرفة .

3) • حج الشبلي, فلما وصل إلى مكة جعل يقول: أبطحاء مكة هذا الذي أراه عياناً وهذا أنا ؟! ثم غشي عليه , فأفاق وهو يقول : هذه دارهم وأنت محب ما بقاء الدموع في الآماق .

4) عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال : دخل مكة قومٌ حجاج ومعهم امرأة وهي تقول : أين بيت ربي ؟ فيقولون: الساعة ترينه . فلما رأوه قالوا : هذا بيت ربك, أما ترينه ؟ فخرجت تشتد وتقول: بيت ربي, بيت ربي, حتى وضعت جبهتها على البيت . فوالله ما رفعت إلا ميتة .

5) خرجت أم أيمن بنت علي - امرأة أبي علي الروذباري - من مصر وقت خروج الحاج إلى الصحراء والجِمال تمر بها وهي تبكي وتقول : وا ضعفاه , وتنشد على إثر قولها :

فقلت : دعوني واتباعي ركابكم *** أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد
وما بال زعمي لا يهون عليهم *** وقد علموا أن ليس لي منهم بد
وتقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت , فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت .

5) كان السلطان أبو الفتح ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان صاحب لهو وصيد وغفلة .. صاد يوماً من الأيام صيداً كثيراً فبنى من حوافر الوحش وقرونها منارة ووقف يتأمل الحجاج وهم يقطعون أرض العراق يريدون البيت الحرام فرّق قلبه فنزل وسجد وعفر وجهه وبكى ....
لقد رق قلبه لما رأى الحجيج يجوزون من حوله, كيف لو كان معهم ؟! كيف لو جللّته ثياب الإحرام ؟ كيف لو عاين بيت الحرام ... ؟!!
وإذا كان التاريخ قد حفظ لنا ثلة من الآخرين, قد تقطعت قلوبهم شوقاً للبيت ورغبة في الحج, ففي الآخرين ثلة أيضا, لم تلههم تجارة , ولم تفتنهم حضارة , فسبحان من يلقي الشوق والرغبة في قلب من شاء ..

6)
قال الشيخ إبراهيم الدويِّش : ذكر لي أحد الثقات العاملين على استقبال الحجاج في مدينة جدة أن طائرة تحمل حجاجاً من إحدى الدول الآسيوية وصلت في ثلث الليل الأخير أحدى الأيام. قال: كان أول الوفد نزولاً امرأة كبيرة السن فما أن وطئت قدماها الأرض إلا وخرَّت ساجدة . قال: فأطالت السجود كثيراً حتى وقع في نفسي خوف عليها. قال: فلما اقتربنا منها وحركناها فإذا هي جثة هامدة . فعجبت من أمرها وتأثرت بحالها فسألت عنها فقالوا : منذ ثلاثين سنة وهي تجمع المال درهماً درهماً لتحج إلى بيت الله الحرام.

7) ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير أن رجلاً من مدينة الرياض كان صائماً يوم عرفة فأبصر عبر الشاشة الجموع تتحرك إلى ربوع عرفة فحركه الشوق و غالبته الدمعة و حنَّ إلى تلك المشاعر فطلب من ابنه أن يلحقه بهم فتحرك من مدينة الرياض و أدرك الحجيج بعرفة
كأني يبعث بالأشواق قائلاً :


خذوني خذوني إلى المسجد *** خذوني إلى الحجر الأسود
خذوني إلى زمزم علَّها *** تبرد من جوفيَ الموقد
دعوني أحط على بابه *** ثقال الدموع وأستنفد
فإن أحيا أحيا على لطفه *** وإن يأتني الموت أستشهد
8/ هذا رجل يبصر قوافل الحجيج فتعبث به الأشواق و تعتريه الهموم و الأحزان فأي مشهد يبعث الحزن للقاعدين عن الوفود إلى بيت الله كمشهد قوافل الحجيج بحدائها الشجي و بمنظرها البهي فحق للقلوب أن تحزن و حق للجفون أن تعاف الغمض وحق للعيون أن تذرف الدمع أسفاً على فوت الرحيل إلى أرض الحجيج فلم يمك صاحبنا إلا أن يرسل لتلك القوافل :

يا راحلين إلى منى بقيادي هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم و سار دليلكم ياوحشتي الشوق أقلقني و صوت الحادي
حرمتموا جفني المنام ببعدكم ياساكنين المنحنى و الوادي
و يلوح لي ما بين زمزم و الصفا عند المقام سمعت صوت منادي
و يقول لي يانائم جد السُرى عرفات تجلوا كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة نال السرور و نال كل مرادي
تالله ما أحلى المبيت على منى في ليل عيد أبرك الأعيادي
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها و أنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضا و أنا الملوع قد لبست سوادي
فلله ما أعظم خبر النفوس الراغبة, والقلوب الطاهرة, ولم لا يعظم الشوق فيها, وتعظم الرغبة عندها :والأجر عظيم, والرب كريم .. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مـا أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة) . وعنه صلى الله عليه وسلم:( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) .وعن ابن عمر رضي الله عنه
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك \" الطبراني وحسنه ا لألباني.
أسال العلي العظيم الواحد الأحد الحي القيوم أن يرزقنا الوفود إلى بيته الحرام و يجعلنا من المقبولين بمنه و كرمه .





أشواق



الساعة الآن 09:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75