![]() |
حياة.... ثم مصير
الدنيا... دارُ ممر لا مقر، وساحة ابتلاء لا جزاء.
تُزيِّن لك سرابها، وتخطف قلبك ببريقها، لكنها لا تدوم، ولا تفي بوعد، كل يومٍ فيها نُنقص من أعمارنا، ونقترب من مصيرنا. تأكل فتخشى المرض، وتمتنع فيلاحقك الجوع، تجمع المال فيحاصرك الحسد، وإن افتقرت، نالك الذل وجرحُ الكفاف. كل شيء فيها منقوص... إلا العمل الصالح، يبقى ويمتد إلى ما بعد القبر. قف لحظة تأمل… نحن في عام (2025)، وبعد مائة عام، سيحين موعد (2125) لن يبقى منا أحد فوق الأرض… ستُطوى الصحائف، وتُغلق الأبواب، ويُعرف المصير. سنكون تحت التراب… لا مال، لا شهرة، لا مظهر… بل عملٌ يضيء ظلمة القبر، أو يزيده وحشة. من سيسكن بيوتنا؟ غرباء لم يعرفونا، ومن سيرث أموالنا؟ أناسٌ لا يذكرون أسماءنا، حتى صورنا ستمحى، وأحاديثنا ستنسى. فلماذا نُثقل القلب بهمِّ الدنيا؟ لماذا نتألم من نظرات الناس؟ نقلق على مالٍ سيزول، وأبناء سيكبرون ويفترقون؟ كل هذا سيتلاشى، كما يتلاشى الضباب عند طلوع الفجر. قال تعالى: ﴿يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي﴾ [الفجر: 24] حياة الإنسان الحقيقية تبدأ بعد الموت، حين يُكشف الغطاء، وتُعرض الأعمال. رحلتنا عجيبة: من ظهر الأب، إلى بطن الأم، ثم من بطنها إلى ظهر الأرض، ثم إلى القبر، ثم إلى يوم العرض، ثم إلى القرار الأخير: جنة أو نار. فيا غريباً عن دار القرار، تزوّد! واجعل زادك طاعة، وقلبك لله خالص، فما الدنيا إلا لحظة عابرة، والآخرةُ... هي الحياة. قال الله: ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى﴾ [الأعلى: 16-17] اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، واجعلنا من الذين يُحسنون الختام، وتشرق قبورهم بالنور. اللهم ردّنا إليك ردًّا جميلًا، واغفر لنا تقصيرنا، وبلّغنا جنتك. 🤲 |
| الساعة الآن 09:35 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن