![]() |
الغفلة أثرها وضررها
الغفلة المذمومة في ضوء الكتاب والسنة:
👈إن من أعظم ما يحجب العبد عن ربه، ويطمس بصيرته، ويُوقِعه في مهاوي الردى، هو داء الغفلة؛ غفلة عن تدبر الآيات، غفلة عن ذكر الله، غفلة عن الدار الآخرة، عن المصير، عن المحاسبة، عن الجنة والنار … وقد جاء ذكر الغفلة في كتاب الله في مواضعَ كثيرة، وغالبها في سياق الذم الشديد، مقرونًا بالتحذير من عواقبها، ووصف أهلها بأوصاف الغافلين عن الحق، المُعرِضين عن الهدى، المُعرضين للعقاب في الدنيا والآخرة، ولم ترِد في سياق لا يتضمن ذمًّا إلا في مواضع يسيرة جدًّا. 👈فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَنُقَلبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَولَ مَرةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110]، بعد أن وصفهم بأنهم لا يؤمنون، و"يعمهون" بمعنى: يتحيرون، يُقال: رجل عمِهٌ وعامهٌ؛ أي: متحير. وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبنَا بِالْحَق فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذِي كُنا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَل عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأعراف: 52، 53]؛ أي كانوا في غفلة عن الذكر والحق حتى جاءهم العذاب. وقال تعالى في الكافرين: ﴿ فَكَذبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الذِينَ كَذبُوا بِآيَاتِنَا إِنهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف: 64]، ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِن وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، فبين أن الغفلة علامة على الخَسار والخِذلان المؤدي إلى النار. وقال جل وعلا: ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر: 3]، وهذه حال الغافلين الذين شغلتهم الدنيا عن الآخرة. وقال سبحانه: ﴿ اقْتَرَبَ لِلناسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 1 - 3]، وهذا أبلغ ما يكون في الذم؛ إذ اجتمع فيهم الغفلة والإعراض عن أعظم ما يُطلب، وهو الاستعداد للحساب. 👈ثم قال: ﴿ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 54 - 56]، "في غمرتهم"؛ أي في غفلتهم العميقة. وقال ربنا عز وجل: ﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 63]. 👈*تذكير الأحبة* *بالباقيات الصالحات*👇👇 خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ ؛ قولوا : سبحانَ اللهِ ، و الحمدُ للهِ ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ ، واللهُ أكبرُ ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ. *صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه* |
| الساعة الآن 12:42 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن