عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2010, 12:03 AM   #1
انفاس حرف
 

انفاس حرف سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي تحت انفاس الظهيرة(3)

[ عندما ضعفت الهمم... واستصعبت القمم ... انهالت المصائب كالحمم ... وإحدى تلك المصائب قطع الرحم ... الذي لم يبقى نفس إلا ودخلها ... ولا بيت إلا وولجه ... ظاهرة أصبحت ظاهرة ... وقضية أضحت متفشية ...للنقاش ومراجعة النفس .
يوم كنا نعرف للقريب حقه ... وللجار حقه ... ولكل ذي رحم حقه ...كنا نحمل رايات التحدي... كنا ندك الحصون في بلاد الأفرنجة وبلاد ما وراء النهر ... كنا نحن المتسيدون على الساحة ... تراجعنا وتراجعنا ...نسينا المطلوب وتناسينا الطلب ... كتبنا على أنفسنا ألا تواصل إلا بمقايضة المواصل ... هدمنا العلاقات ...وقطعنا الصلات ... وأكثرنا الاعتذارات ... لم يكن عذرنا مشغول ...أو من الزمن مذهول ... بل كان العذر قطعني فقطعته ... وتركني فتركته ...
ونسينا قول خير البرية ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم (( حينما اتاه رجل فقال ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي واحلم عنهم ويجهلون علي فقال عليه الصلاة والسلام : لئن كما قلت فكأنما أنت تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ))
هنا حكمنا على علاقاتنا حسب هذا المبدأ بالإعدام... وفتحنا الباب على مصراعيه ... للمكافأة والانتقام ... لم نحكم شرع الله فينا حينما قطعنا رحمنا ...
والله تعالى يقول ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )
فقرن الله جل جلاله بين الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام في آن واحد لعظم أمرها ...

وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( لما خلقت الرحم تعلقت بالعرش فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت:بلى، قال فذلك لك ) متفق عليه .

هذا الرب جل جلاله ... يقطع على نفسه قولا بان يصل الواصل ويقطع القاطع . فهل نتحمل قطع الله وأنتم تعلمون ماذا يعني أن يقطعك الله ... ألا نطمع في وصل الله... وممن منا لا يطمع في وصل الله ...
أحبائي :
لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب... ولنزن أعمالنا قبل أن توزن... كم أهملنا زيارة أمهاتنا وآبائنا ... وإخواننا وأخواتنا ومن لهم صلة بنا ...
لماذا قطعنا أواصر القربى ؟؟
لماذا تغيرت مبادئنا ؟؟
هل هو مرض في النفوس ؟؟؟
أم خلل ملموس ؟؟؟
أم عطل لا محسوس ؟؟؟
بكت الزيارات غيابنا ...و أرت كل الخلق جفائنا ... وشعرت بقلة وفائنا ...
أمهات قطعناهم ... آباء جافيناهم ... وأقارب خاصمناهم ...
لا لشيء ...
إنما لحفنة تراب زائلة ... أو بضعة وريقات طائرة ... أو كلمات واش ظامرة ... أو أحاديث أسواق عابرة .

لم تردعنا المواعظ ... ولم تلين قلوبنا السنون ... استمرينا... وكفى بالموت واعظا ... فإذا حل الموت ... بكينا ... وبالتراب حثينا ... وجمعنا بين يدينا ... وقلنا : ليت الزمان يعود ... ليت الذي كان لم يكن ... ليت وليت ... وحينها لا تنفع الليت ...
نردد لماذا فعلنا هكذا ؟؟؟
لماذا لم نتسامح ؟؟؟
لماذا ولماذا وحينها لا تنفع لماذا...
هنا تذكرة قبل الموت ... وقبل انقطاع الصوت ... وقبل البعد والفوت ... وقبل حشرجة الموت ...
::: تذكر :::
أما قطعتها , وأبا جافيته , وصديقا فارقته , وقرابة لأجل الدنيا قطعت كل أواصر قربهم...
ها هي التذكرة أتت ... وعند ما يجلي القلب , ويجب الذنب , ويعيد الوصل , التوبة التوبة التوبة . فقد قامت عليكم الحجة ...
أسال الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من أهل البر والصلة والتوبة والإنابة إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

هنا يتوقف النفس الثالث من هذه الأنفاس المتوالية ...وهناك أنفاس أخرى قادمة ... ومن أراد أن يراقب فله ذلك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





التعديل الأخير تم بواسطة انفاس حرف ; 04-09-2010 الساعة 12:08 AM.
انفاس حرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس