[متعب البحيري]

ماهو انطباعك حينما ينكشف لك قناع كاذب لاحد المقربين منك !!
سأحزن بشدة على حاله لاسيما إن كانت البيئة التي عاش في احضانها هي ذات البيئة التي عشتُ بها!
بماذا تشعر حينما ترا ذلك الشخص الذي يغلق سماعة التلفون بعد ماكان يضحك مع المتحدث .. ويقوم بذمه !!
لن أشعر! ولكن لساني سيتحرك لتوجيهه وتعديله! ودعني أخبرك بموقف حدث معي أمس بالتحديد: كنت في اجتماع امس مع شباب سعوديين في احد غرف المكتبة بالجامعة وكان هناك واحد محتكر الجلسة من أولها لآخرها، تذمرت من هذا الوضع فوقفت من على الكرسي وقلت: عموماً أنا استاذن يا فضلاء وأسأل الله أن يوفقكم على كل حال وأوصيكم ونفسي أن يكون هذا الاجتماع بوتقة تنصهر فيها آراء الآخرين أما أحتكار الجلسة من أولها إلى آخرها فهذا ما لا يقبله لا صغير ولا كبير، (ثم توجهت إلى باب الغرفة وقلت) ونلتقي لنرتقي ونتأنق لنتألق والسلام عليكم (قلتها كما هي الآن بدون تحريف) خرج معي صديقي وكنت اسمع كلام المحتكر يردد "بوتقة" ويحاول السخرية! خرجت ولم أرد عليه بكلمة واحدة وكنت متأكد حينها بأنه يتكلم في ظهري وأقسم بالله أنه يتكلم! نزلت باللفت إلى القاعة السفلى من المكتبة ثم جلست مع أصحابي نناقش مواضيع أخرى بعيدة عن الاجتماع، جائنا هذا اللي كنت اسمع كلامه عني، جائنا وسلّم على الحضور ولم يسلّم عليّ شخصيا لعله تضجر من صراحتي معه! واصلت الحديث مع الاصدقاء في الطابق السفلي دون الاهتمام بوجوده ثم توجه ناحيتي وقال: لا يكون زعلت يا متعب، أنت صاحب وغالي والله يا متعب أن كل اللي في المدينة ما اهتم فيهم بمثل اهتمامي فيك أنت أنسان طيب وخلوق ومحترم" (والله هذا كلامه يعني ما اجامل نفسي ههههههههه). وقال كلام احسن من كذا بس نسيته من حلاوته، واستمر يمدحني ويقول انت وانت! وأقسم بالله العلي العظيم وبالذي رفع السماء وبسط الأرض يا الزير إني كنت وقتها متوتر من تصرفاته وعرفت كلامه أنه كذب وتزلف فما كان مني إلا أن اوقفته وقلت له: شوف يا فلان، لا يكون كلامك هذا اللي اسمعه كلام معسول تبغى تجاملنا فيه وبعدين تروح مع الشباب وتقعد تسب من ورى ظهري، إن كان عندك كلام قوله الحين في وجهي، ترى ما افضل من الشفافية (قلت هذا بلغة جادة بدون ضحك)، تغير وجهه من هذا الكلام وقال: افا يا متعب، والله ما توقعتها منك! يالله بس الله يسامحك، كلامي أنا معسول وأنا اجامل، الله يسامحك! ما أقول الله يسامحك (والله وجهه تغيّر وحسيت انه زعل) فقلت: يا فلان، والله هذه الصراحة! أنا ما راح اجاملك تبغاني اكذب عليك أو اقولك الصراحة وترى اللي حصل في الاجتماع مرّ على خير وكلها ساعتين كانت الامور متوترة وانا مستعد انزع هاتين الصفحتين ونفتح صفحة جديدة بكل حب واحترام! (والله يا الزير إن هذا كلامي ولا غيرت فيه شيء) بعدين حاول يخفف الأمور ويقول: أهم شيء ما تزعل ويعجبني إن اللي على قلبك على لسانك! وأنا احبك يا متعب من شان هذا الشيء لأنك منت مثل الشباب اللي هنا: في ناس يا متعب تضحك معك وتسبك من ورى!
أنا عاد سويت فيها صاحب امثال وقلت له: عموماً، صديقك من صدقك لا من صدقك، ولك مني كل حب واحترام! وأنا لازلت اقدرك واحترمك وليس لساعتين في هذا الاجتماع أن تبدل اللي بيني وبينك (طبعاً قلتها باللغة العربية ههههههه هو متعود عليّ باللغة العربية)
خرجت مع صاحبي الثاني وكنت اتكلم معه وكان صاحبي يشحن راسي بكلام عن هذا اللي اعتذر وما كان يقوله قدامه! كان يقول هذا كذاب، فجاء في بالي الحين: ليش ما يقوله قدام وجهه! فعرفت ان ديكٍ على ديك، كل واحد يسحب على الثاني وهذا حال الدنيا لكن كن صريح مع أصدقائك واطلبهم الصراحة تعيش مرتاح! اللي تشوفه يجاملك ويتكلم في ظهرك اتركه ولا تندم على فراقه يقول الشافعي:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً .... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا.

ربما المثاليه متواجدهـ كثيرا ً بيننا كمجتمع عربي ,, لكن كيف هي المثاليه من وجهة نظرك !!
المثالية في نظري التعامل مع الناس بحسن خلق دون المساس بقيمة المتعامل! وأفضل المثالية الصراحة وقال قال الشاعر:
فإما أن تكون أخي بصدقٍ .... فأعرفُ منك غثّي من سميني
وإلا فاطّرحني وأتخذني .... عدواً أتقيك وتتقيني

هذا ما احببت ان اشاركك به عزيزي الزير واعذرني على الاطالة ولك خالص الحب والتقدير