بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأحد, الصمد, الذي لم يلد و لم يولد, و لم يكن له كفوا أحد
و أصلي على النبي المجتبى و الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و سلم
في البدء ننثر التبريكات المنمقة بأكاليل السمو و عناقيد المجد و عبق الإبداع للعباقرة خريجي الثانوية العامة..كنت أقرأ النسب بغض النظر عن الأسماء فوجدتني فرحا و فخورا أعود للتعرف لمن تكون هذه النسب الغير مسبوقة..كانت الكلمات تجول في النفس و تصرخ و الله إنكم جميعا فخر لنا..
قد يقول قائل بأن وضع الامتحانات صار أسهل لذا نرى هذا الارتفاع ..السؤال لماذا لم نلاحظ هذا الارتفاع إلا الآن منذ تغير مرجعية امتحان الثانوية العامة؟..و هناك عامل رئيس يفتقده هؤلاء ألا و هو الدافع أو نقول أنه قد قل.. إن الدافع و الحافز في الماضي أكبر منه حاضرا فأنت تنظر لفرص شبه مضمونة سابقا لضمان وظيفة معلم..أما الآن فقد أصبحت الفرص محدودة و نادرة فبالتالي تؤثر على حماس الطلاب..فالمستقبل يكاد يكون مظلم..لكنه يتسع للمبدعين أمثالهم و رحب لهم..
ما أريد قوله أن هؤلاء استحقوا بجدارة كل ماحققوه و لو وجدوا في عصور مضت لأتوا بنفس النتيجة..لا أرمي بكلام في الهواء بل كان هذا مبني على تأكيد الأساتذة من بداية السنة بأن هذه الدفعة هي أفضل دفعةمرت على المدرسة (مع دفعة أخرى)..فالأستاذ سرحان علي بركات تنبأ بهذه النتائج مسبقا و كذلك الأستاذ علي العاصمي..إن هذه النتائج المبهرة هي نتاج بيئة تعليمية عالية الجودة من أساتذة متفانين و إدارة عصرية ناجحة فشكرا لكم جميعا عناصر البيئة التعليمية..
الآن كيف نسخر هذه القدرات الفذة ليسهموا في بناء المجتمع بالشكل الصحيح..من الخطأ أن ندفن مثل هذه المواهب- التي يمكن أن تغير خارطة مجتمعنا مستقبلا – في تخصصات تقليدية..إنني أنظر إلى مهنة التعليم كأشرف رسالة غير أن مجتمعنا مكتف بكوادر مميزة في هذا المجال..فالحاجة تقتضي بتشجيع هؤلاء للانضمام لأماكن تناسب مستوياتهم العالية..
أرجو منكم جميعا و من كل ذي خبرة هنا بدون تحديد اسم معين أن يلقي مقترحه لهؤلاء في الرد على هذا الموضوع..عن التخصصات التي لها مستقبل..الأبواب الممكن طرقها و التقديم عليها..الفرص المتاحة حسب الأفضل..و كل من بيده المساعدة أرجو ألا يتأخر لوضعها هنا لهؤلاء الشباب..
بالنسبة لي فلا أجد أفضل من جامعة الملك فهد للبترول و المعادن لمن أراد الدراسة داخل الوطن..بعد السنة الإعدادية بإمكان الطالب الاختيار من بين عدة تخصصات حيوية كهندسة الحاسب أو هندسة النظم و غيرها بما يناسب ميوله..ثم بعد البكالوريوس لمن أراد المواصلة و لديه رغبة في دراسة الماجستير فجامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية (كاوست)هي مؤسسة عالمية و لديها منح للماجستير في عدد من التخصصات الموجودة في جامعة الملك فهد..
كذلك أتمنى من الطلاب أنفسهم أن يشجعوا بعضهم و يقدموا كمجموعة مثلا خمسة أو ستة أو أكثرعلى جامعة الملك فهد لتسهل عليهم عملية التعايش و التأقلم بوجود زملائهم السابقين معهم ..و لكي يساعدوا و يعينوا بعضهم البعض.. التقديم ينتهي الأحد القادم باعتقادي..
ثانيا لمن يجد موافقة و دعم من أسرته ففرصة بعثات الملك عبدالله أيضا لا تتكرر..و بعد سنوات سيعود أبناء الوطن ليملؤوا المراكز القيادية و نظل نحن على عدد قليل جدا جدا و كأننا لا نعي حجم و قيمة الفرص المتاحة..حينها سنتحرك و سيضطر الآباء لدفع رسوم دراسة أبنائهم في الخارج من أجل الحصول على فرص أفضل..لم لا نفعلها الآن خاصة أن جميع هؤلاء الطلاب هم من عائلات متعلمة و أغلب آبائهم أو إخوتهم معلمين..
أتمنى من الطلاب الضغط على أولياء أمورهم بكل ما استطاعوا لاغتنام الفرصة..ولي الأمر همه الشفقة و الخوف على الابن..و الابن لا يريد أن يضيع نفسه في دراسة جامعية تنتهي ثم يجلس لجوار أبيه لسنوات..
و الله لو استمعت لوالدي ولإخوتي و للكثير من الأصدقاء لتوقفت من أول يوم قررت الذهاب فيه للرياض لأداء اختبارات الإعادة(باستثناء الوالدة حفظها الله شجعتني في البداية و لكن في النهاية يوم شافت الموضوع جد يا الله وافقت بعد كل التوسلات)..فالتحذيرات و التثبيط الغير مقصود من كل جانب..و دعوة للراحة وووو..كلها تغيرت لأني أملك عنادا مستعصيا لأي شخص كان عندما تتعلق المسألة بأمر درست جوانبه و استشرت فيه ذوي الخبرة و من يرغب لي الخير فلذلك لم تعوقني استلطافات أهلي و خشيتهم علي لأني أدرك بأنهم يريدون راحتي و في نفس الوقت أريد إراحتهم و رد جزء بسيط من إحسانهم إلي بطريقتي ..فلذلك عاندت لأرد لهم جميلهم و لمن حولي من الناس الصادقين في حبهم..فاليوم قد تغضبهم لكن غدا بعد مضي أول سنة في اختيارك ستراهم أسعد الناس باختيارك و أصدقهم دعما لك..لذا لا تتردد في العناد بعد استنفاذ كل سبل الإقناع..
أعود لبعثات الملك فهي قد تفتح على جميع الدول إلا إنجلترا أو بريطانيا عموما..فإن حدث ذلك فالأخ علي محمد بيشي و الأخ عبدالله غانم و الأخ متعب هناك في أمريكا سييسرون كل الأمور لمن اختار أمريكا..و إن فتحت إيرلندا كما كان في العام الماضي فعندنا الأخ محمد حامد و الأخ محمد موسى و كاتب هذه السطور سنقوم بالواجب..ففي إيرلندا نعرف الكثير من الشباب الموثوق بهم للمساعدة و للتيسير و أيضا كل هذه الأسماء السابقة ستكون مرحبة بالاستشارة في أي لحظة و أتمناهم جميعا يشاركوا بمقترحاتهم هنا لأن لهم تجارب فريدة..كما نرجو من الأخ عون مسفرتقديم نصحه من خلال تخصصه في الهندسة فله قيمته الكبيرة خاصة أنه مجال حيوي و مهم و قد يكون هدف لأحد الخريجين..كذلك الأخ إبراهيم أحمد مسفرو تجربته المميزة في كلية الملك فهد..و لدينا الأخ محمد رشود الذي بإمكانه تقديم معلومات عن أفضل الأماكن في تخصص الطيران التي ينصح بالتقديم عليها..و كذلك العزيز علي محمد بيشي بخبرته في مجاله المميز جدا..و أتمنى مشاركة الأستاذ صالح مطرلأنه يملك نظرة خبير في الفرص المتاحة..
إنني أدرك أن من بين الأعضاءهنا من له فهم متعمق في التخصصات المطلوبة و الأماكن التي تستحق العناء فياليت يا أبا زيد تشاركونا..و لا أنسى شكرالعزيز أبا حرب على موضوع الروابط للتقديم و ياليت يزيد من التفاصيل عن الأفضل..
و كل من له تجربة مميزة نتمنى وضع خبرته هنا لنستفيد منها جميعا لتقديم النصح لهؤلاء الذين سيصبحون قادة للمجتمع بإذن الله..
بالنسبة لأرامكو فهي تقدم بعثات لكن على حسب شخصية الطالب فإذا كنت ممن يريد البعد عن صرامة الشركات فأرامكو قد لا تتناسب مع أسلوب حياتك..لكن هي أيضا رواتبها ضخمة و ماديا هي الأفضل تقريبا..
إخوتي إنني أناديكم فردا فردا بكتابة ما ترونه مناسبا لإخوتنا الخريجين لعلهم يخرجون بفائدة عظيمة من تجاربكم من خلال نصحكم لهم في منتدانا الأخوي..
أؤكد على نقطة مهمة و هي ضرورة الجزم الداخلي لدى الطالب نفسه بخصوص هل سأضع الدراسة عندي في الأولوية و ليس فقط وقت الاختبارات لأنه بناءا على ذلك تستطيع أن تصل للقرار المناسب..فهناك تخصصات وجامعات تحتاج فقط لحضور و مذاكرة اختبارات و في المقابل هناك التي تتطلب التفرغ الكامل و تقليص وقت الطلعات و الروحات و الجيات و هذه تكون ذات قيمة و نتاج أقوى..فالاختيار أولا و أخيرا بيديك و أنت من يقرر قدراتك و اهتماماتك و رغباتك..و ما نحن إلا إخوة ناصحين..
ياليت الأخوات أيضا يقدمن موضوع مشابه و يجمعن فيه معلومات لخريجات الثانوية ليسهلن عليهن اتخاذ القرار..
أعود و أكرر هذه نصائح كتبتها من القلب و إن رأيتم فيها من القصور ما لا تتفقون معه فتجاوزوا عنه فوالله ما أردت إلا الخير..