اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بندر
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز متعب:
أشكر لك هذا الاهتمام و الوعي بضرورة استغلال أوقات الفراغ التي نقضيها في فراغ في الديرة..فدائما ما نشتكي نحن الأصدقاء من الملل و الروتينية و هذا يعود لعدم وجود نشاطات..فقط كرة القدم و ليس الجميع يحب كرة القدم..فمنهم من يقوم من المجلس إذا بدأ الحديث عن الرياضة..
لا أخفيكم سرا أنني عندما أكون هنا في بريطانيا تأتيني أفكار جميلة لتطبيقها عندما أعود و لكن عند العودة ماإن أبدأ بجس النبض إلا و تتوقف الفكرة..و مثل فكرتك هذه هي رائعة لكن ألاحظ أنك ربطتها كثيرا بالأنشطة السائدة و أن هناك من سيحاربها فأنت هكذا صنعت عدوا لها حتى و إن لم يكن هناك..و في الحقيقة هناك من لا يحبذ مثل هذه الفكرة لكن بمجرد تسليطك للضوء عليهم بالتأكيد سيجعلهم يهبون لمواجهة أفكارك الغير شيطانية طبعا..
كتبت عدة مقالات و أحتفظ بها على جهازي لوقتها و في إحداها بعنوان " النسقية و الفشل" عزوت كل فشل في المجتمع للنسقية السائدة و لن أستطيع شرحها باختصار هنا لأن ذلك سيجعل الفكرة مجزوزة أو منقوصة مما يحملها مالا تحمله..لكن أقول أن الناس ترفض الجديد و تتوجس منه..و هنا أقترح بأن لا تقول عنها سينما و لا شاشات عرض بل سمها كافيه أو كازينو و ضع فيها ما شئت حتى لو تجيب أضخم شاشة عملاقة..المهم ألا تقول سينما..و التلاعب بالمسميات ليس جديد لتسكيت ثورة المجتمع النسقية في مجملها فلقد حدث ذلك أيام الملك فيصل أو سعود رحمهما الله..فلقد قامت الدنيا و لم تقعد بسبب افتتاح استوديوهات تصوير في الرياض مما حدا بالملك بالاستماع إليهم و تم الاتفاق بأن تزال اللوحات التي على المحلات و تظل استوديوهات بلا لوحات لكنها تقوم بنفس العمل..و الكلام هذا موثق في الكتب و ليس من عندي..
لقد أعجبتني فكرة الأخ المبدع غصن التوت و هو صوت المبدعين فنيا في مجتمعنا.. و إن تجرأ هو و قدم أعمال و لو كانت بسيطة فإن هناك العشرات الذين تموت مواهبهم لحيائهم و لعدم وجود المكان المناسب لنثر إبداعاتهم.. و قد كنا في فترة مضت مع الأخ التوتي نسقنا لعمل مسرحية بعنوان مدرسة الحب على غرار مدرسة المشاغبين لكنها كانت مجرد حديث مجلس و لو وجدت الاهتمام لرأت النور فالفكرة مميزة..
أخيرا سأذكر شاهدا يعزز دور مشاهدة الأفلام ..في إحدى المرات أحضرت الفيلم العالمي "الرسالة" الذي يحكي سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم..تجمعنا نحن الأصدقاء في منزلي و أظنه عدد كبير لمشاهدة فيلم و ليس مباراة..و الفيلم هنا ديني و ليس آخرا..لكن المفاجأة أن الجميع صمتوا و استمتعوا و تفاعلوا و في لحظات ترانا معتزين و فخورين و منتشين..علق أحد الإخوة و هو الأستاذ\ حامد أحمد علي المعروف بكابتن على أنه درس هذه القصص في الابتدائية و المتوسطة ولم تؤثر فيه أو يفهمها مثل ما حدث في هذا الفيلم..فالمخرج العالمي(السوري-الأمريكي) مصطفى العقاد قد أبدع في وضع المؤثرات و تسلسل الأحداث لقد كان الفيلم تجربة فريدة لي و للأصدقاء و هو أظنه يزيد عن الثلاث ساعات أو يقاربها..لكننا لم نكمله لدخول صلاة العصر و ظل الشباب يطلبون تكملته و لكن بشرط أن نبدأه من جديد ..يقول الكابتن لو درسونا هذا في الابتدائية و المتوسطة بدلا عن الكتب لكفانا..الآن لن تذهب من ذاكرتي هذه القصص أبدا..
الحديث يطول لكنني إلى جانب متطلبات الدراسة مشغول هذه الأيام بالبحث عن منزل و أثاث فبريطانيا ستتزين قريبا بوصول زوجتي الغالية..لذا أعذروني عن عدم المشاركة في مواضيع قيمة عدة و هو تقصير مني ..حفظكم الله و رعاكم..دعاؤكم في هذا اليوم الفضيل..
|
أهلاً وسهلاً بك عزيزي أبو بندر وأسأل الله أن يوفقك لما فيه رضا الله ورسوله وأن يعينك على ترتيب أثاث زوجتك وأن تستمتعا بكل ما يمكن الاستمتاع به في تلك البلاد. ربما أن المنفر من كل هذه الكلمات هي المصطلحات أو ما يسمى هيلينوغوفوبيا "الخوف من المصطلحات"، ولا أخفيك بأنني كدت أن أترك الموضوع على أنه شاشة عرض وأيقنت بأن التشجيعات ستظهر على هذا المسمى، ثم أردت بعد ذلك أن أبين لهم بأن ما تشجعوا إقامته هو السينما التي تلفظونها. غير أني أردت أن آتيهم بكلمات واضحة حتى اتبيّن نظراتهم حيال الموضوع دون خداعٍ أو تضليل وقد بدا لي أنه لم يترك المساندة والتدعيم لهذا المشروع إلا رجل .... (أترك صفته لكم) ....، أما قصة الكابتن فهي ورادة عند كل إنسان قارن بينما قرأ وبينما ما سمع وشاهد. عموماً شكراً لك على المشاركة والتعقيب والتوضيح لبعض النقاط التي سهوتُ عنها ولك مني كل التحية، محبك