اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ح البحيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... دخلت وأمامي ما يقارب نصف ساعة كنت أرغب أن أكتب فيها موضوعاً بعنوان " كارثة الطريق " لعله يرى النور قريباً .. ولكنني قرأت هذا الموضوع فأحببت أن أجعل نصف الساعة للمشاركة فيه .. لأنه أطربني كثيراً ... لا لا لا لم يطربني فقط بل صاحبه الفاضل الأستاذ متعب مسك العصا من نصفها ... لا لا لا ليس هذا فحسب بل شد أزري وقوى عزيمتي .. وإن شئتم فقولوا ...... ماذا تقولوا ؟ قولوا قيض جروحي ،، وغرز الشوكة في صدري وأدمى كلمي ...
فمن أين أبدأ؟ وماذا أقول؟ وبأي لغةٍ أقول ؟
عزائي أنني لمست منكم أيها الإخوة من هو على قناعة تمامة بالمشكلة الكبيرة التي نعاني منها . وهي في الحقيقة ليست مشكلة شبابنا فقط بل مشكلة كل الشباب في كل مكان ؟
عموماً سأوحاول أن أنثر الجروح ، فإن شئتم فداووها وإن شئتم فاثعبوا دماءها ...
1. ممنوع إقامة مراكز صيفية إلا بإذن من الجهات الرسمية .. وممنوع إقامة برنامج إلا بتصريح وأن يكون المشرف على البرنامج يملك تصريحاً .. وممنوع إقامة برنامج إلا بخطة ترفع قبل الموعد بشهر أو شهرين .. وإن حدثت معجزة وأتت موافقة .. فيا ويلك لو طالبت بدعم .. لأن جمع التبرعات ممنوع..
2. " من يعلق الجرس " لو فرضنا جدلاً أنه رفع برنامج معين وأتت الموافقه عليه .. وكان هناك من يتبناه مالياً ... ستجدك .. مشغول بالإعداد والتنسيق ومتابعة البرنامج بمفردك .. فإن قلت تعال يا فلان شاركنا " انفعنا " لك أجر عند الله ... فالجواب " جااااااااااااهز .. " مشغوووووووووول "
اسألوا محمد علي عضو الإدارة .... موقف لا أنساه ما حييت ولن أنساه أبداً ... كنا في رحلة للحلقة مساء الأربعاء .. هذا الموقف قبل ما يقارب خمس سنوات ... حينها كان محمد طالباً بالحلقة قبل أن يتخرج من الثانوية ... طبعاً كل الشباب حينها " مشغولين "
ما وجدنا أحد يخرج معنا ويشاركنا في إعداد البرنامج أو التنفيذ ...
طلعنا بعد العصر بسيارتي الونيت ... كان هناك برنامج رياضي للطلاب وبتعاون من الطلاب تم البرنامج للصغار والكبار ...
وبعد المغرب حل الظلام ... ونحن في وادي بعيد عن الكهرباء ... أضأنا " كشاف " على بطارية السيارة .. لو قلت بعضنا ما يشوف وجه بعض . لما كذبت ... نفذنا برنامج مسابقات حركية .. تحت خيوط الظلام الذي أحاط بنا من كل جانب ....
ثم كانت الكارثة بعد أن صلينا العشاء ... نبغى نأكل ... فمن يحضر لنا العشاء ومن يشرف على الطلاب إن ذهبت أحضر لهم العشاء من الفائجة ... أضطريت أن أرسل محمد وأحد الطلاب بالسيارة لإحضار العشاء ... رغم أن هذا مخالفة لا تغتفر ؟
وجلست أنا وبقية الطلاب في سواد الليل البهيم بعد أن انطفأ الكشاف حتى حضرا بعد ما يقارب ساعة ....
هذه بالنسبة لي تمثل المشكلة العظمى والكبرى ... مشكلة عزوف الشباب عن المشاركة في البرامج الشبابية ,,, وأعتبر ما قام به الشباب في قرية الريان في إجازة العيد .. إنطلاقة وبارقة من بوارق الأمل ...
ولا زلت أتذكر برنامج عام 1426هـ .. بقرية الفرع ... " تذكر يا محمد " .... بتعاون من
" بالخير دخيل " وبعض الشباب .. البرنامج كلف 8000 ريال ...
" شحثناها من الناس شحاثة !!!!!! "
كان ينفذ البرنامج كل يوم خميس ... برنامج رياضي منظم " عبارة عن دورة مصغرة " يقسم فيها اللاعبون إلى أربع فرق .. يصل للمبارة النهائية الفائز من الأربعة .. ثم تلعب المبارة النهائية
" كان وقت المبارة نصف ساعة "
ويتم اختيار أحسن لاعب والهداف واللاعب المثالي .. أما الفريق الفائز فيسلم كأس وميداليات ذهبية ... وكانت التحديات تعقد قبل توزيع اللاعبين ... وإذا تحدى لاعبٌ لاعباً آخر وضعناهما رئيسي فريقين ...
ولا تسلم الكوؤوس والميداليات إلا الساعة 11 مساءً... شارك في البرنامج شباب الفرع وبعض شباب عفاس الذين لم تسعفنا الظروف المالية أن نوفر لهم نقل ...
ثم بعد المغرب كنا نشغل لهم محاضرة أو فيلم وثائقي أو حتى فيلم تمثيلي خالي من المحظورات وهي كثيرة في السوق " شاهدوا إن سنحت لكم الفرصة مسلسل " غبار الهجير " الذي عرض على قناة المجد قبل سنتين وفاز بجائزة أحسن عمل سعودي "
وتبرعت حوالي عشر فتيات في القرية بإعداد طبق خيري لوجه الله .. كنا نزودهم بالطلبات وهن يتولين عمل المأكولات لوجه الله ثم يباع الطبق لصالح البرنامج ....
وبعد صلاة العشاء مسابقات حركية رائعة بجوائز قيمة .. وعند العاشرة والنصف كلمة الضيف
" كنا نستضيف كل خميس أحد الدعاة المتخصصين في مشاكل الشباب "
يتكلم مع الشباب بكل عفوية لمدة لا تزيد عن عشرين دقيقة ... ثم يتم تسليم كأس الفريق الفائز والميداليات وكأس أحسن لاعب والهداف تحت رعاية الضيف ....
والله يا إخوان كان العدد أحياناً يزيد عن مئة ... حتى كبار السن كانوا يحضرون معنا ...
يبدو أني استطردت كثيراً ... على طريقة علي الطنطاوي كما قلت من قبل ... ولكني أريد أن أضمد جرحي بشئ من ذكريات الماضي ...
سأعود لرقم
3 . سنحت لنا الفرصة أن نجمع الشباب من خلال نادي الرعد ... فتشتت الشباب على ثلاث فئات ... الفئة الأولى ابتعدت عن النادي تماماً لأسباب لا أعلمها إلى الآن ... والفئة الثانية تريد أن يكون النادي رياضي بحت .. ولا تريد أقامة برامج ولقاءات تحتوي الشباب ... والفئة الثالثة القليلة ... ضاعت مع كثرة الأعمال والإلتزامات حتى سقطت ...
وإذا كنا سنكسر قاعدة " من يعلق الجرس " ونجد همة عند الشباب لإقامة برامج هادفة تحفظ أوقات الشباب .. فلا زال بالإمكان استعادة النادي ... وأنا " زعيم بذلك " .. أرى أن أكثر الشباب تآلفاً وتكاتفاً هم شباب عفاس والريان أو الريان وعفاس ...
فليتهم يشمرون عن السواعد .. ويعيدون لنا النادي تحت أي مسمى .... بس لحظة لحظة لحظة .... عندي اقتراح مهم ... عند تعليق اللوحة أرى أن يكتب عليها " اجتماعي ـ ثقافي ـ رياضي " لأن كتابة " رياضي ـ اجتماعي ـ ثقافي " جعلت الكلمة الأولى تبني تصوراً في عقول كثير من الشباب أنه رياضي فقط ...
وأرى يخصص لجنة لتنمية الموارد قبل الشروع في العمل .. خاصة الموارد المالية الثابتة كإنشاء " بوفية " داخل النادي يكون ريعها للنادي ,,, وما دام هذا داخل النادي فلن يكون هناك بأس أو مخالفة قانونية إن شاء الله ... وإياني وإياكم أن تبيعوا قارورة الموية بريال ... الموية بريالين .. والبيبسي بريالين .. والسندوشت بريالين ... ترون الفنادق والمطاعم الراقية والمطارات .. تبيع
" دبل " ويأكلونها في بطونهم ,,, فمن باب أولى أن نفعل هذا ونستثمره لصالح الشباب ....
4. أرى أن نركز في برامجنا أكثر شئ على صغار السن .. لأن أكثر الشباب الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر .. قد تبرمجت عقولهم على أشياء معينة ,, وتبلورت لديهم أفكار صنعت لديهم قناعة خاطئة بعدم جدوى البرامج العامة والمسابقات الثقافية أو الحركية أو اللقاءات في الحفاظ على أوقات الشباب ... لكن الصغار لا زالت أفكارهم وعقولهم يافعة فإن أوجدنا لديهم القناعات بأهمية مثل هذا سوف ترسخ لديهم المفاهيم الصحيحة حول الأساليب الصحيحة لحفظ الأوقات ..
4. أولياء الأمور كذلك مشكلة من المشكلات .. فإغلبهم لا يعيننا على التربية .. فتجد بعضهم هداه الله لا يجد مشكلة أن يترك ولده هملا ... ولا يساعدنا بإحضار ولده للبرنامج المنظم النافع ..
ولا يجد الشاب التوجيه السليم من الآباء لحضور البرامج واللقاءات النافعة ...
أتذكر موقف عجيب .. مرة من المرات نظمنا رحلة " شبابية " فكانت النتيجة سيئة .. لم يكن هناك استجابة كبيرة ... وحقيقة أنني تأثرت نفسياً ... فرآني رجل من أهل الخير " الله يجزاه عني كل خير " أضحكني بعد أن كنت حزيناً قال لي " إيش بك " فذكرت له الأمر ... قال لي بكل بساطة ,,, " يا أخي أنت غلطان " المفروض الأول .. أنك تسوي برامج لأولياء الأمور وتنظم لهم رحلات ولقاءات .. وبعدين إذا اقنعتهم .. ورأوا فائدة البرامج الخارجية .. نظم برامج لإولادهم ....
بالمناسبة ... يعتبر برنامج الرحلات المنظمة من أهم البرامج التي تحفظ أوقات الشباب في هذه الإجازة ... اسألوا الشباب الذين شاركوا في رحلة القنفذة عام 1427هـ لمدة ثلاثة أيام
" كان العدد 13 طالباً .. من طلاب حلقة سعد بن معاذا "
والمشرفون : بالخير دخيل كان معي .. واستعنا بالأستاذ الفاضل : سعيد خلوفة العامري ... وبالتنسيق مع لجنة القنفذة منحونا المقر الخاص بالشباب الواقع خارج القنفذة بحوالي 10 كيلو ..
كانت أيام رائعة .. برامج ثقافية ومسابقات وجلسات على البحر .. وحلقة قرآن صباحية بعد الفجر لا أنساها ...
من أبرز المواقف في هذه الرحلة .. أنه تعب علينا طالبين في هذه الرحلة أظن " علي صميد " أحدهما واستمرا معنا حتى نهاية اليوم الثالث ...
والله يا شباب ما أذكر هذه المواقف رياءً ولا سمعة ,,, ولكن والله أسلي نفسي بها .. وأشحذ فيكم الهمم لضرورة متابعة الشباب والإشراف على برامجهم ... صدقوني ستجدون بركة الوقت وبركة الرزق وبركة العلم ....
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ... ولكم خالص شكري وتقديري ... أخوكم م ح البحيري
|
أهلاً وسهلاً بك عزيزي م ح البحيري وشكراً على تعقيبك وتعليقك. أتفق معك في كل ما قلت في أننا بحاجة لمن يعيننا لترجمة أفكارنا إلى واقع، وآسى بسماع كل هذه المثبطات والمعوقات التي تعترض طريقكم لإنجاز كل ما فيه خير! هذه القصص التي اوردت ستكون لنا خير دليل ومرشد لتلافي ما وقعتم به من أخطاء رغم أنني لا أرى هناك أخطاء جلية سوى ضعف الدعم المعنوى والجسدي، فلا تشجيع لمثل هذه المشاريع ولا حضور لها وإحيائها. ولعلك لا توافقني فيما أذهب إليه غير أن عليّ أن أبيّن لك وجهة نظري الخالصة بأن الفشل في استجماع الشباب في مكان معيّن هو عدم قدرة المنتوج والمعروض على إقناعهم بأنه يستحق الحضور. صحيح أن المعروض فيه رضا الله ورسوله لكن هذا الرضا لا يدركه إلا العاقل ومن رام إصلاح دنياه قبل آخرته. شبابنا اليوم ينبشون عن الترفيه في كل مكان، ويبحثون أن يعيشوا حياتهم بنمطية لا فرض لتحركاتهم ونشاطاتهم. ودعني أضرب لك مثالاً: شخصياً حينما أحضر ندوات إسلامية أشعر بأنني مقيّد واشعر بأن الكل يراقبني فلا ينبغي أن تتصرف بإعتيادية ولا ينبغي أن تمارس حياتك مع اصدقائك بشكل روتيني من دفع وسحب وصراخ وجدال وتعال هنا واش فيك يا فلان ما تسمع وووو إلخ. الحاضر لكل مناسبة يشعر بأنه ما إن تخطو خطاه داخل المجلس إلا وارتدى لباس هدوء ووقار، ليس تظاهراً منه،،، إنما مراعاة لمشاعر أغلبية الحاضرين ممن حضروا لسماع ما هو مفيد لدنياهم وآخرتهم. لا أزعم كشاب بأنني لا اسع لأصلاح دنياي وآخرتي، لكنني أقول بأنني أريد أن أصلحها بلا رسمية حتى لا أُشعر نفسي بأنني أفرض عليها ما لا تتلذذ به. صدقني مهما حاولت هذه التجمعات أن تنصب الملاعب والملاهي والجوائز للمشاركين، لن تتم المشاركة بطريقة إعتيادية، سيكون هناك ملامح تقييد وطلب. كل المخيمات لها أهداف دينية بحته، فهو الهدف الأسمى وحضور المشاركين ينبغي أن ينتهي بتحقيق هذه الأهداف. ربما من الأسباب الثانية لعزوف الشباب عن ارتياد هذه الأماكن هو حضور الراشدين وكبار السن لها، فالشاب لا يشعر بأريحية طالما يجالسه كبير أو راشد لأن شبابه لن يتجلى أمام هذا الكبير الذي سينغص كل كلمة يتلفظ بها. مثال: كنا نحنُ الشباب نتضاحك على كراسي في بقالة الريان، كنا نتحدث عن أمور شبابية سيخالفنا عليها كبار السن، ما إن وقفت سيارة إلى جانبنا ونزل اثنين من كبار السن، اوقفنا كل هذه السوالف والضحكات. جلسنا سكوتاً محوليّن الموضوع لمواضيع تتناسب لحال كبار السن، وما هي والله إلا ثوان، حتى بدأ الشباب في التسلل من الجلسة شيئاً فشيئاً إلى الجلسة الأخرى عند البوفية، وانتهى بالحال إلى أن بقي الشيخين في مجلسنا الأول وانتقلنا نحن في المجلس الآخر لنستأنف الحديث. ابتعادنا عن مجالسهم ينبيء بأننا لا نستطيع أن نمارس حياتنا الطبيعية معهم!! قس بهذا على التجمعات، والله لو أننا جميعاً الشباب المعتدل الذي ليس بالحافظ ولا الناصح اجتمعنا في مكان وقمنا بعمل نشاطات من تنكيت وسوالف وضحك ومقالب على الشباب لاستطعنا التأثير في بعضنا البعض أكثر مما تفعله المخيمات، وكل الشباب الآن ليسوا إلا نتاج لمن يعاشرووون. خليني اعطيك مثال آخر ومهم، وتراني ما أطلت معك إلا لأنك مسؤول عن هذه الأشياء ولعل التحدث إليك يجعلك مدرك لما يجري حولك - طبعاً تعرف ما يجري حولك كونك عشت شبابك لكن للتذكير فقط - احياناً والله وسبحان الله نجتمع أنا ودخيل محمد وهزاع سعيد وسعد بن مشيلح وتركي عبدالله وكان عبدالله عزيز الله يرحمه والشريف وعبدالله بن هامل والحكمي وخرشان وعكزان ودحام وسعيد ولد خالتي والشباب كلهم نجتمع في جلسة احياناً في آخر الليل نجلس يعني احياناً نحضر جميعاً واحيانا لا نحضر، والله أننا احيانا نسولف في أمور دنيانا من كرة قدم - طبعاً لا تستهويني - ومن مسلسلات وبرامج تلفزيونية ودورات محلية واشياء، وسبحان الله لا نعلم إلا ودخلنا في أمور الآخرة والصلاة والصوم والتراويح وغيرها،،، والله أننا ندخل في هذه المواضيع عشوائياً وفطرياً، طبعاً نضحك ونتحدث، وفجأة يقفز أحدنا ليس بمزاج الاحاديث في هذه المواضيع ويقاطع المتحدث ويتحدث مع صاحبه الثاني فيقول مثلاً: اليوم رحتم نمرة ولعبتم كورة ليش ما قلتوا لي؟؟؟ وبعدين وينك امس يوم ....إلخ ... ولا يزال المتحدث يتحدث عن الآخرة (لاحظ لو كان شيخ لما استطاع الشاب ان يقاطع بصوت عالي ويسولف في موضوع آخر)، ثم يستمر الحال على هذا وبينما يعقب الثاني يأتي الآخر ويقول بالله من جدك يا فلان، الحين صلّ وبعدين قلنا نصلي،،،،،! فيضج المجلس بالضحك على بعض!! ونترك الموضوع ونبدأ التنكيت والطرافة بعفوية تامة دون تكلف ولا تشدد، ثم يقول الآخر ويقول "يا رجال الله يغفر ويسامح" ولا يستدرك عليه أحد، نتركه لأننا نعرف مشاعره!! هذه التجمعات البسيطة التي لا يسربلها التشدد والتزمت تعيش وتؤثر في الآخر دون شعور!! فأصبحنا نلوم بعضنا على بعض والله علشان الصلاة، والله أذكر أننا كنا نتكلم عن الصلاة مرة وقال احدنا والله انا مقصر يمكن ما صليت لي فترة كذا وكذا، ولا أحد لامه، لأنه ذكر ذلك مشاركة للهم والحزن! لم يكن احد يعلق على كلامه كان الآخر يقول: والله أنا الحمد لله اصلي من يوم عمري كذا وكذا!! (لاحظ لو كان شيخ، لما استطاع الشاب أن يفضفض عما في صدره لأنه يتحرج من أن يغضب الشيخ ويقول: ليش كذا يا فلان، الله يهديك ومن هذا القبيل). اعذرني على هذا الكلام لكنها نابعة من القلب للقلب، حينما كنا في حلقة التحفيظ التي كنت ترعاها وتقوم بريها معنوياً ومادياً كنا نستمع إليك وكنت لطيفاً تارة وحازماً أخرى، بصراحة لو مثلاً قلت لي: احفظوا الأربعين النووية، سأحفظها دون مسائلة!! يعني مستحيل أقول: ليش ما نركز على القرآن لأن هذا حلقة تحفيظ قرآن ليست تحفيظ حديث!! يعني مستحيل أقولها لأنني أخشى غضب المعلم (رغم أنني لم أجربك على هذا الحال، لكن هذا ما كان يدور بصدري آنذاك)))، كنا نخرج نجتمع في بعض الرحلات مثل في امعقل وفي حوش عبدالله بن زاحم، وكنت والله احاول أن أجلس ساكت، لا أقوم بأي شيء!!! يعني لو قلت لي: قم يا متعب روح شب في امردام اللي هناك، بقوم وبآخذ الولاعة وبشبّ هناك!! يعني بسوي أي شيء تقول لي لأنني أتيت إلى هنا أعلم بأنني على خير وأن كل شيء صح فلا استطيع ان استدرك واراجع واقول ليش، لا استطيع أن اقول "أنا من وجهة نظري" و"الشيخ الفلاني سمعته يرى". طبعاً أنا لم أجرب واقول "اشوف من وجهة نظري...." حتى احكم، لكنني كنتُ اشعر حينها بأنني لا استطيع أن اقول "أشوف من وجهة نظري ..." تسألني ليش؟؟؟ أقولك: ما ادررررررررررررري!!!!!!!!!!
خليني اضرب لك مثال اوضح: لو مثلاً كنت أسمع شيخ يقول "الحجاب ان تغطي المرأة وجهها كاملاً" والله لن استطيع أن اقول لكنني قرأت وسمعت يا شيخ فلان بن فلان والشيخ الفلاني يقول كذا وكذا وهذا الرأي احسه أقوى من رأيك، لن أستطيع فعل ذلك! والله واقسم بالله لن استطيع فعل ذلك رغم أن زمان كان طلاب العلم يفعلون ذلك ويتسائلون ويستشهدون بآراء المشايخ والعلماء الأكثر اقناعاً لهم!! اتوقع ان سبب عدم قدرتي هو أن تعددية الرأي في مجتمعنا مقتولة ومنحورة! اذكر أننا كنا نتحدث انا وصديق لي قبل يومين، قال لي انه صاحبه بالكويت يقله انه حضر اجتماع ذكر فيه أن الشيخ الفوزان اوكل شخص مهمة وقال الشخص الموَّكل بالمهمة: لكنني لا أرى ذلك أو شيء من هذا القبيل (والله ناسي السالفة)، أهم شيء، قال الشيخ الفوزان إذن لا تقوم بالمهمة، انت يا فلان قم مكانه. ما علينا، هذه قصة ليست واضحة سأتأكد وأعود إليك، عموماً دعنا في قصصنا أيام زمان، يعني والله لا نستطيع أن نعبر عن آرائنا بصراحة! هذا العجز يولد لنا تركاً واجتناباً لمجالس الذكر لأننا نشعر بأننا لم نستطع أن نعارض أو نبدي بما سمعناه من الشيخ الفلاني والعلاني. وعلى فكرة ترى شيباناً يحبون المجالس لأنهم قادرين على التعبير بأريحية ولذلك تراهم في كل مكان احياناً، انت عاد تعرف ما يحدث في مسجدنا احيانا وما يتلو كل ندوة من تعليق! اذكر ان مرة تحدثنا عن إنقاص المهور فضج المسجد بما فيه وتناقشوا القضية بعفوية، كان احدهم يزعم بأنه سيزوج بنته بما قاله الشيخ، وقال الآخر: يا رجال ما احد بيفعل! (لاحظ لو شاب لن يستطيع أن يفعل ذلك ما لم يكن متمرد). طبعاً هذه مشاعر صادقة وصريحة انتزعتها من قلبي نزعاً وأظهرتها للجميع أملاً أن يأتي من يقرأها ويفهما ومن ثم يتذكرها اثناء إلقائه أي ندوة ومشاركة، حتى يراعي مشاعر الآخرين. قلتها وحاولت أن احي بدلها دار عرض لانني اعلم بأنها ستكون بعفوية وسيحضر الحاضر وهو لا يحمل في قلبه أنني اريد إلقامه شيئاً أو أنني انتظر حضوره لأحقن به قصة أو ندوة! التعليم لا يكون بالإلقاء الروحي على الحاضرين وإنما بالإلتقاء الروحي بين الحاضرين! تحياتي لك وربما اعود لاحقاً لإضافة ما نسيته، الحين سأرتحل لمشاهدة مباراة هولندا واسبانيا، طبعاً من يعرفني يعرف أنني لا احب المباريات لكنني انهيت دراستي كاملة ولدي وقت فراغ طويل في هذه الصيفية، فطالما أنني دُفعتُ إلى المباراة دفعاً فليس لي أن اشارك اصدقائي المشاهدة بلا مؤازرة لأي الفريقين، فلتنتصر هولندا.