السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أن منّ علي فتح موقع تطوير.كم وأرجو الله أن يكون بداية خير على المجتمع البحيري، اللهم آمين. طبعاً لعلكم تتذكرون أنني طلبت من الأخوة ومن الراغبين في عرض فيديوهات أو تسجيلات صوتية لهم عبر الموقع أن يرسلوا لي رسائل خاصة. بصراحة أنني لم أحصل على رسالة واحدة حتى اللحظة ولعلي أشعر بحزن شديد من عدم رغبة البعض بذلك. تسائلت حينها مع أحد الأصدقاء عبر الماسنجر لماذا هذا العزوف عن إجراء تسجيلات فيديوية لأنفسنا أو على الأقل تسجيلات صوتية دعوية وإرشادية؟ فذكر لي بأن المجتمع إلى الآن لا يعي هذه الخطوة ويعاني من فوبيا التصوير، حتى أنه يقول بأنه يتحيّن الفرص لإلتقاط بعض الصور خشية أن تقع عدسته على شخص لا يرغب التصوير، وأخبرني بأنه مولعٌ بالتصوير لكن تفكير الناس يثنيه عن المواصلة على هذه الموهبة. يقول أنه أراد يوماً أن يصور بعض الأماكن الأثرية فخشي أن يقال عنه أن ولد فلان بن فلان يصور امعرشان وامعشش وذلك بطريقة ازدرائية وتهكمية. وإني إذ أقول هذا لأتسائل إلى متى نبقى نحن المجتمع تحت سطوة الجمود وعدم التغيير. لماذا لا نتطور ونبدأ في عرض مقتطفات فيديوية أو صوتية إرشادية يستمع إليها شبابنا وأخواتنا، لماذا نحاذر كلام الناس؟؟؟ بل السؤال الأهم والذي يحتاج لإجابة، لماذا البعض لا يريد أن يصور نفسه وبالتالي لا يريد أن يصوّر أحدٌ نفسه، فلا ترك الناس تتطور ولا طوّر نفسه بنفسه. تساؤلات تدور بنفسي كثيراً عن التصوير وآثره. ولعلي ألتمس خيراً بعد موضوع الأخ غصن التوت الذي عرض فيه صورنا جميعاً ورضينا بذلك ولربما كانت أول مرة تُعرض صور شباب بني بحير على الانترنت. وكان كذلك احد المبادرين في إنشاء فيلم وكان كذلك أول من سجل نشيد ونشره، ولاأنسى كذلك مسك الكلام اول من ظهر على التلفاز السعودي وهناك الكثير والكثير الذين لا تحضرني اسمائهم وقد عرضوا صورهم قبل موضوع غصن التوت.
لا أشك أن الستريوتايب السائدة التي يعيشها اخواننا أن كل صورة تُنشر عبر الانترنت لن تكون إلا مصيبة وخطر على المتصور، إما أنهم سيستخدمون بعض صوره للابتزاز وذلك بالتعديل عليها ببعض البرامج وإما أنه يخشى أن يقال فقط أن فلان ظهر بالانترنت. أتعجب بحق كيف أننا لازلنا نعيش بهذه النمطية في التفكير. ودعوني أخبركم تجربة شخصية عشتها بنفسي، قبل فترة تقتُ إلى أن اسجل بعض المقتطفات التطويرية وقد عرضتها على اليوتيوب وبصراحة لم أتوقع أن تلاقي القبول الواسع الذي لاقته، كانت الناس ولله الحمد تعلق ببعض التعليقات الحسنة المرضية وكنتُ أتشجع للمزيد، لم أر إطلاقاً كلمة سيئة تكدر الخاطر، فمالذي يمنع إخواني إذن؟؟ صدقوني أن هذه الخطوة مفصلية وجوهرية في حياتنا الناجحة، وبصراحة أرى أنها إرهاصة لمراحل متقدمة من أهمها الظهور على التلفاز، فمن يعلم قد تحين لي أو لغيري الفرصة أن يظهر على التلفاز في برنامج حواري وقد يُستشرف رأيه ونظراته، وبذلك يكون قد أعدّ نفسه مسبقاً. فلماذا لا ندرب أنفسنا من الآن ونستعد لتلك اللحظة؟