[متعب البحيري]

ليس عيباً أن يتمرحل الإنسان في حياته، فيعيش مراحل مختلفة، فالكلباني عاش مرحلة رأى أن يحلل الغناء، فألفى مرحلة من حياته رأت تحريم الحلال، والرجوع الذي قام به الكلباني جميل جداً إذ أنه رجع إلى الحق الذي يرى أنه حق ولم يصر ويعاند على الباطل الذي اتضح له أنه باطل. لا يعتبر رجوع الكلباني عيباً يُحسب عليه، فالإنسان بطبعه يتغير ويفكر ويحلل ما يقول مع الزمان، فإذا رأى أن ما يشعر به ويراه هو الخطأ، فليس له أن يبقى على الخطأ وإنما يعاند نفسه الأمارة بالسوء ويصدح بأنه أخطأ ورجع للصواب. الإنسان لابد ان يقتنع برأي تام وليس له ولو قليلاً أن يقف على رأي يرى فيه خطأ أو عدم اقتناع. ربما الكلباني بعد سماع ردود الغير شعر بتأنيب الضمير وفكر وحلل وراجع قوله فرأى أنه حاد عن الصواب. ما أجملك يا الكلباني محللاً للغناء ومحرماً له، ما أجملك وأنت تقر بخطأك وتتراجع . هؤلاء هم ممن ينبغي لنا اتباعهم، ممن يرى الرأي الآخر، ممن ينظر في ما يقوله الآخرين، لا يتشدد ولا يتعصب لرأيه وقوله، لابد أن ينظر في آراء الآخرين. شكراً لك يا م ح البحيري، وأتمنى أن يعلمنا هذا الخبر ثقافة الاعتراف بالخطأ والرجوع للحق في زمن تنطع البعض وظن أنه دائماً على حق.
شكراً