[م ح البحيري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
موضوع التوحيد أيها الأحبة ، موضوع عظيم وعزيز ، كيف لا وهو أساس قبول الأعمال وصحتها . بل هو سبيل النجاة يوم القيامة .. " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "
قال الله تعالى في محكم التنزيل " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
جاء في بعض التفاسير : ليعبدون : أي يوحدون .
ويؤسفني أن هذه القضية العظيمة جعلها البعض قضية هامشية حتى في ذات نفسه ، بل قد تعجب أشد العجب عندما تجد رجلاً متعلماً لا يتورع عن اقتراف ما ينقض توحيده بالله
" يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون "
فإذا كان هذا حال المتعلم ، فما ظنكم بالعامي " على المفهوم البلدي " ، بلا شك أنه أشد شناعة من غيره ، وقد لمسنا شيئاً من ذلك في كثير من القرى البحيرية التي زرناها .
ولذلك كان واجباً على أئمة المساجد أن يصورا للناس عظم التوحيد وفضله ، لأن إمام المسجد هو العارف الأول بأحوال قريته وما فيها من نواقض للتوحيد .
ولا ننس دور مكتب الدعوة في هذا الجانب ، والذي سأظنه ليس كافياً في ظل ظروف مكتب الدعوة الحالية ، وفي ظل كبر المنطقة الجغرافية التي يشرف عليها المكتب .
يبقى أمر ثالث يتمثل في طلبة العلم المقيمين في الديرة ، ومن يأتي إليها في مواسم الأعياد والإجازات .
بلا شك أنه يجب عليهم أن يحملوا جانباً من هم الدعوة إلى توحيد الله تعالى
وأغتنمها فرصة للتنويه بدور الشيخ الداعية : حامد الناشري ، الذي أثرى مسجد عفاس خلال تواجده هذا العام بالدروس والمواعظ ، وقد ذكر لي أنه واظب على إلقاء درس يومي في العقيدة بالمسجد .
وأتمنى من كل طالب علم يأتي إلينا أن يحذو حذوه ، حتى يترك أثراً بين أهله وعشيرته .
لا سيما أن الله تعالى قد أوصى بذلك في كتابه الكريم " وأنذر عشيرتك الأقربين "
للأسف أننا نقضي في النزهات والرحلات أوقات طويلة ، ونزهد في دقائق نقف فيها أمام الناس نعلمهم فيها العقيدة الصحيحة .
أسفي ،، أن تبقى مؤهلاتنا العلمية ، للبراويز المعلقة على الجدران ،، نسينا أو تناسينا أنه لا خير في علم نتعلمه ولا نعلمه .
أسفي ، أن يبقى همنا ونصيبنا من العلم ، المناصب والمكافآت وثناء الناس ،،،
مهما تحدثت فلن أصل لكنه القضية ،، وقد نثرت جزءً مما يؤلم فؤادي في موضع " عزوف الشباب عن طلب العلم الشرعي " الذي نشر قبل فترة بهذا المنتدى المبارك ،
خلاصة الكلام ،،،، أننا جميعاً مسئولون عن تعليم الناس ، بالجهد والمال والوقت ، فمن لا يستطيع أن يلقي كلمة ، لن يضره توزيع كتيب أو شريط ، ومن لا يملك مالاً لذلك ، يستطيع التنسيق مع زميل أو صديق لإلقاء كلمة أو موعظة ، ولا يضيع عند الله شئ .
لنتذكر جميعاً يوم يجمع الله تعالى الخلائق ليوم التغابن ،، فيسألنا الله تعالى " ماذا أجبتم الرسل " " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " " وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تدعى إلى كتابها ، اليوم تجزون ما كنتم تعملون "
فيا من وهبه الله علماً شرعياً ولم يؤد زكاته بنشره بين الناس ،،، تمتع بحياتك الدنيا ، ثم اعدد للسؤال جوابا ، وللجواب صواباً ، يوم يسألك الله تعالى ، فتقول تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ..
إن شئت أن تعرف صواب قولك يوم القيامة.. فانظر لمدى نشرك لهذا العلم بين الناس ،
أخشى أن يقال لأحدنا يوم القيامة ، كذبت . فبأي وجه يومئذٍ يُلقى الله
اللهم ألهمنا الصواب ،، وردنا للحق رداً جميلاً ، وزدنا بالعلم خوفاً وخشية ومعرفة ،، والله من وراء القصد .