[م ح البحيري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،
وبعد :
أحبتي في الله :
لست أملك وقتاً كافياً ،، حتى أشبع هذا الموضوع بما يثلج صدري ويبرد حرة فؤادي ،،
ولكني أحببت أن أنزل الميدان الفسيح في هذا المنتدى ، ألوح لكم بما يدور في نفسي حول بعض المقالات التي يضعها أصحابها هنا أو هناك ،،،
بكل صراحة أيها الفضلاء ،، أجد نفسي في بعض الأحيان ،، أقرأ مقالاً ،، أخرج منه كما دخلت ،، وليس ذلك قلة فهم مني على ما أحسب نفسي ،، ولكن صعوبة ألفاظ المقال ، وابتعاد الكاتب عن أصل موضوع المقال ،، تجعلك تحتاج إلى مترجم ،، لكي تعرف ما يريد الكاتب أن يصل إليه ،،، ولا أمتدح طريقتي أو أسلوبي ،، ولكني أبين وجهة نظري المتواضعة لكتاب هذا المنتدى المبارك حول هذه القضية ،،،
فأنا أرى لو أن الكاتب حاول أن يلخص ما يريد أن يصل إليه قبل أن يبدأ في كتابة مقاله ،، لكان ذلك سبيلاً يجعله يحوم حول ما يريد ،، فلا تتشتت به السبل يميناً ويساراً ...
وأظنكم توافقون على أن مطلع المقال أو الخطبة هي أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل القارئ ينجذب أكثر للموضوع ،،، فكلما أبدع الكاتب في اختيار الكلمات السهلة السلسلة لمقدمة حديثة ،، وكلما حاول أن يجعل هدفه واضحاً من البداية ، بلا شك أنه سيجد قلوباً متلهفة ، لمعرفة أبعاد المقال أو حلول المشكلة التي يناقشها المقال ،،،،
ومن المهم جداً أن يعرف الكاتب ،، ثقافة من سيقرأ مقاله ،،، فقد يكتب البارع في علوم اللغة والفصاحة مقالاً يقشعر له جلد الأديب أو النحوي الفصيح ،، ولكنه يمر مرور الكرام على قارئ عادي مثلي وأمثالي ، لا يعرف من فنون اللغة إلا اليسير ،،، وأظن أنهم كثيرون أقراني في هذه الساحة ،، فلسنا بأدباء ولا أهل فصاحة وبلاغة ،، فمن الظلم أن تأتي لشريحة مثلنا لتكتب لنا كلاماً صعباً وألفاظاً قل من يفهمها ،،
فكم هم كثيرون أولئك الذين يتعمدون اختيار ، ألفاظٍ صعبة أو عباراتٍ مبهمة ،، تفسد جمال المقال وتذهب حسن صياغته ،، وبحر العربية ولله الحمد بحراً واسعاً ،، وفيها ما يغني عن الكلمات الصعبة أو المهجورة ،،،
واحرص رعاك الله على الاختصار ، فإن خير الكلام ما قل ودل ،، وقصر الخطبة من فقه الإمام ،، فأنت لست روائياً أو قاصاً ،، إنما أتيت هنا تريد أن تجعل الآخر يفهم وجهة نظرك أو تقنع الآخر بما أنت مقتنع به ، وهذا بلا شك يحتاج إلى أن تختار أقصر الطرق لتصل لما تريد .
هذه منظومة متواضعة أحببت أن أضعها هنا ،،، لعل الله أن يجعلها نافعة مباركة .
والله من وراء القصد ،،، وصلى الله وسلم على محمد ،،، أخوكم : م ح البحيري .