الموضوع: تحت المطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2010, 03:29 PM   #1
هزازي
 
الصورة الرمزية هزازي
 

هزازي مذهل  وصاحب ذوقهزازي مذهل  وصاحب ذوقهزازي مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي تحت المطر

تحت المطر..
تحت المطر..



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



في هدأة الليل و سُكون الجوار و جَنِّ الظلام..

عند إغماد السُّيوف و وضْع الأوزار و إسدال السِّتار..

في غفلة الجُفون و إطباق الشِّفاه و نُطق السَّحَر..

عند نهاية المُنتهين و بَدْأ البادِئين...

إِلبس مِعطفك الأسود..لا تهتمَّ للمطر..

سِر في الشوارع الطويلة..و إسألها ألا تنتهي..

و اُنظر هل تَرى غيرك..و هل من زِحام..

تِلك إذن غنيمة من له الوحدة قلبٌ و دِماء..

سِر و لا تتذكر أنك نسيتَ ساعتك..فكذلك المِعْصم تَحرر..

داعب الريح الباردة التي تُغازل وِجنتيك برِفق و اْحترام..

و حَدِّث الليل عن قرع الحذاء..زخات الماء..حكمة السماء..

و ناجي نفسك مُناديًا..أيا ذنيا..أمثلكِ يغفو هادئ البال..

اِسمعي لرقص ماء السماء على وجه الرصيف مُنشدًا ليلا طويلا صُبحه بعيد..

و ارفع رأسك ترى غيرك آتيا فلا تخشى ظِله أنتَ..فإنه ليس إلا أنتَ..

و انظر له مُبللا يُلقي الوشاح يُراقص المطر..

يدور حول نفسه على ساق واحدة رافعًا كفيه للسماء..

و يشتد المطر..

لتُعزف سمفونية الحياة..

يُراقصها..غير عابئ بخصلات شعره المبلل يحجب عنه البصر..

يُراقصها..و هو لا يدري أخُطوط الماء تلك على وِجنتيه أم عَبرات السهاد..

و يشتد المطر ..كأنه يُعْلِمه بالفراق و أن عليهما العناق..

و تُرفع الألحان على الرصيف و يُحمى الوطيس..

فيخِف المطر..

يَخِف..

يَخِف..

و لازال يُراقص نفسه و قد اِختلط عليه الضحك بالبكاء..

يُلقي بنفسه على عمود النور العال و يضمه إليه باردًا من حديد..

يبكي..

قد كان يبكي..

فذاك رقص البكاء..



********************************************* *******

الحالة لا تعبر عن مقام أدبي..
و إنما هي حاجة الإنسان المُلحة..
حاجته إلى البكاء..في سعادته..كما في حزنه..
إنها تفريغ المشاعر المحبوسة بين جدران أعراف المجتمع.



***********



هزازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس