[م ح البحيري]

الحمد لله القائل ،، " يقلب الله الليل والنهار ، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار "
نعم إن تعاقب الليل والنهار ،، فيها من العبرة والعظة ما يحرك القلوب الغافلة ،، فليتنا نعتبر بغروب الشمس أو شروقها ، ليتنا نعلم أن الليل والنهار مطيتان وخزانتان لما أودعنا فيهما ،،
قال الحسن البصري رحمه الله : ابن آدم إنما أنت أيام كل ما ذهب منك يوم ذهب بعضك ،،
فيا سبحان الله كيف نتقلب في نعم الله تعالى ،، وكيف نقضي الأيام والليالي والشهور والسنوات ،،
ولا ندرك أننا نسير سيراً حثيثاً إلى دار الآخرة ،
ليتنا ندري أنما هذه الدنيا سفر ،، نتزود منها إلى الآخر ،، فمن تزود بخير ،، وجده عند الله ، ومن خانته أمانيه وأحلامه ،، خسر الدنيا والآخرة ،،
نحن أيها الأحبة في سفر ،، لا ندري متى ينتهي ،، قد ينتهي الآن ، أو غداً ،، أو بعد غد ،، لا ندري .
ولكن المقصود ،، أن الفلاح لمن علم أن الرحيل أقرب له من شراك نعله ،،
كم نرى من الجنائز وكم نسمع من الحوادث المفجعة ، وكم نفقد من الأحباب والأصحاب ،، قد نحزن بل قد نبكي ونتعظ ، ولكن سرعان ما نعود ،، فنخوض ونلعب ،، وننسى المصير الأبدي .
إن الإنسان العاقل ،، يضع ساعة الرحيل نصب عينيه ،، لألا يغفل عنها ساعة ،، وهذا أجدر وأولى أن يحسن العبد العمل ، ويتوب من الزلل .
بدأ عامنا الجديد ،، ولا ندري ، من يتمه ومن يرحل قبل أن ينتصف ،، فالقافلة كل يوم ، ترسل بعيراً ،، فحري بنا أيها الأحبة ، أن نتوب إلى الله ،، وأن نحاسب أنفسنا على ما بدر منها ،، فإن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى