عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2010, 05:53 AM   #1
متعب البحيري
 

متعب البحيري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي فكشفنا عنك غطائك (٣)

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مسائكم بكل خير وطيب! على الرغم من أن موقع قوقل دائما يصنف منتدى بني بحير على أنه موقع خطير ويغص بالكثير من برامج المالويرات التي تثبت نفسها بنفسها وتسرق المعلومات الشخصية، إلا أنني استطعت اليوم أن استخدم كمبيوتر آخر للدخول على المنتدى! فكمبيوتري الشخصي - المزود بالحماية الكاملة ولله الحمد - دائماً يحذرني من الدخول إلى منتدى بني بحير ويقدم لي رسائل تحذيرية شديدة اللهجة بخصوص برامج المالويرات التي يحتضنها الموقع. فأرجو مبدئيا أن تسعى الإدارة لحذف المالويرات، لأن الجهاز الذي أكتبُ لكم منه لم يحذرني بشأن المالويرات، أما كمبيوتري فيحذرني عن ذلك. أخشى أن يكون من الأحبة من أصيب جهازه بمالوير وهو لا يعلم.

بعيداً عن كل ذلك، اليوم أتيتكم لأكشف عن نموذج من سلسلة "فكشفنا عنك غطائك" وأردت أن تكون شخصية اليوم التي سنكشف عنها الغطاء شخصية عظيمة وكبيرة وهي الإمام مالك بن أنس بن مالك؟ نعم الإمام مالك (ابن الصحابي الجليل خادم الرسول أنس بن مالك)، يقول مالك عن نفسه "حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت : إذهب فاكتب (تريد الحديث)". وقال عنه العلماء أنه كان يقض سقف البيت ليتعلم بنفقته، فتعلم واجتهد في حياته إلى أن أصدر كتابه الموطأ والذي قال فيه طالبه الشافعي ": "ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك"!! نعم، درس الإمام الشافعي على يدي الإمام مالك حتى أن الشافعي قال فيه "مالك بن أنس معلمي وما أحد أمنّ عليّ من مالك, وعنه أخذنا العلم وإنما أنا غلام من غلمان مالك". قيل أن مالك كان يجتهد في تحصيل العلم حتى
أنه درس على يدي ٣٠٠ تابعي و٦٠٠ من أتباع التابعين، فمن شدة طلبه للعلم قال مالك عن نفسه "كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل"

كانت مشكلة الإمام مالك التي أقضت مضاجع الآخرين وجعلتهم يحسدونه على علمه
أنه متوّرعٌ في الفتيا، فكان لا يفتي رغم أن الناس قد تحلّقوا حوله وهو ابن سبعة عشر ولم يفتي إلا بعدما استشار سبعون عالما من علماء المدينة وهو ابن اربعين سنة، تخيلّوا من شدة حرصه. حتى أن الذهبي أورد في سير أعلام النبلاء (جزء ٨، ص٧٧) أن الهيم بن جميل قال: سمعت مالكاًً سئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فأجاب في إثنتين وثلاثين منها ب‍ ( لا أدري ) (من شدة ورعه). وعن خالد بن خداش ، قال : قدمت على مالك بأربعين مسألة ، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل" وكل ذلك تورعا من الوقوع في الفتيا، بل ورد عنه أنه كان يختم كل فتيا بقول الله "إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين (الجاثية 31).

ورغم كل هذا الورع الشديد من الفتيا إلا أن مالك قوي الرأي والفتيا بين أصحابه وفي المدينة، فقيل ذات يوم لأبي الأسود: من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: "الغلام الأصبحي (يعني مالك)" وكان أبو يوسف يقول: "ما رأيت أعلم من ثلاث: مالك وأبي ليلى وأبي حنيفة" بل قال ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للأمة إماما, لأخترت مالكا" (تخيلوا للأمة كاملة). وكان يقال "لا يُفتى ومالك بالمدينة" وقال سفيان بن عيينة: : "ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك" ((كلمة جميلة للإستشهاد، أليس ذلك؟))

كل هذة الكلمات من أئمة عظماء شهدوا لمالك بالعلم والمكانة والإمامة، رغم ذلك إلا أن مالك تعرض لمضايقات شديدة وعنيفة، فتكلم في مالك جماعة من العلماء الأجل
اء كما يقول الساجي في «كتاب العلل>> ، منهم إبراهيم بن سعيد ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وكان يدعو عليه!!! (تأمل)، وعبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن إسحاق ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد وغيـرهم ، وعابوا أشياء من مذهبه ، حتى الإمام الشافعي طالبه الذي كان يمدحه تـحامل عليه ، وبعض أصحاب الإمام أبي حنفية حسدا لموضع إمامته.

وكان هذا الإمام الورع التقي له آراء مُخالفة منها أن أنكر المسح على الخفين في الحضر والسفر، وأفتى بإتيان النساء في الأعجاز وكان لا يقوم للصلاة مع الجماعة في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم!!

فعابه قومه على ذلك، بل ما هو أشنع وأفظع هو أن الإمام مالك لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار"، فغضب العالم والإمام ابن أبي ذئب، فقال مقولة دامية تجسد واقع الخلاف المتشدد، قال عن مالك، "يُستتاب فإن تاب وإلا ضربت عُنقه". لاحظوا سيتم قتل الإمام مالك لعدم أخذه بحديث فقط، "يُقتل وإلا يأخذ بالحديث ويتوب"، بل أن الإمام أحمد بن حنبل كان يؤيد ابن أبي ذئب على ما قال، وكان يمدحه على مالك، وكان يقول "وهو أورع وأقول بالحق من مالك" لاحظوا يقول ابن أبي ذئب لمالك "يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه" فيقول الإمام أحمد "وهو أورع وأقول بالحق من مالك"، لكن ولله الحمد وفقت الإمة بمن يذب عن عرض مالك، فقد قال الإمام الذهبي في السير (٧: ١٤٣) رداً على مقولة الإمام أحمد بن حنبل
قال: لو كان (أبن أبي ذئب) ورعا كما ينبغي، لما قال هذا الكلام القبيح في حق إمام عظيم، فمالك إنما لم يعمل بظاهر الحديث، لأنّه رآهُ منسوخاً."

بل أن الإمام أحمد بن حنبل كان غير مقتنع بمالك حتى ولو كان بيد الإمام مالك حديث صحيح، لأن مالك ذا عقلية ضعيفة تنتج آراء ضعيفة، فقد ورد الذهبي في السير (٧:١٣) أن إبراهيم الحربي يقول: سألت أحمد بن حنبل : ما تقول في مالك ؟ قال : حديث صحيح ، ورأي ضعيف.

بل أن ابن المبارك الذي مدح مالك بأنه جدير يكون إمام الأمة رجع وقال في مالك بأنه ليس علماً، يقول سلمة بن سليمان "قلت لإبن المبارك : وضعت من رأي أبي حنيفة ولم تضع من رأي مالك قال : لم أره علماًً. (انظر جامع بيان العلم وفضله، لإبن عبدالبر، ج٢، ص ١٤٨-١٦١).

المشكلة التي تواجهنا نحنُ الخلف أننا لا نعرف ما يقوله الأسلاف السابقون، فقد قال ابن أبي ذئب في مالك كلام غير "ضرب العنق" قال كلام لا يمكن أصلاً أن يذكر من شدة قباحته وفحشه، يقول ابن عبد البر في كتابه: تكلم إبن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره" فابن عبدالبر كره ذلك الكلام ولم ينقله لنا، الله المستعان!!

عموما، قيل فيه ما قيل فيه وهو ابن ثلاثة وثمانين سنة، توفي في سنة ٧٩٥م وصلى عليه
وشيع جنازته أمير المدينة عبدالله بن محمد العباسي ، بل دفن في البقيع ما الصحابة الكرام.

حاولت الإختصار للإستفادة والله دائما من وراء القصد، ترقبوا وكشفنا عنك غطائك (٤) عن الإمام أبو حنيفة وكيف أنه وُصم بأنه مُرجيء من قبل الحنابلة بل قيل فيه وهو إمام المذهب الحنفي "بأنه كافرٌ زنديق" هل تصدقون كل هذا؟؟؟ انتظروا فقط!!





التعديل الأخير تم بواسطة متعب البحيري ; 12-18-2010 الساعة 05:57 AM.
متعب البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس