رد: خُطبة الجُمعة بين الواقع والمأمول!
أهلاً وسهلاً بك عزيزي غصن التوت، أعرف يقيناً بأنك تتمنى أن تعتلي خشبة المنبر وتخطب، وأرجو الله أن يوفقك في الظفر بذلك يوماً من الأيام وبإذن الله ستنجح طالما أنك محبٌ للمعلومات المنتقاة ومتسليّاً بها ولعل هذة تكون مَيزة ستعينك في الخطابة! واستغل الشرقية للاعداد موقتاً إلى وقت الظهور بالديرة. أتذكر بأنك كنت في الشرقية مغسل للأموات ومشارك في التغسيل بل جلبت لنا في شنطتك بروشورات وكتب عن كيفية التغسيل، رغم ذلك إلا أنك توقفت عن ذلك ولا أدري هل ستستطيع أن تغسل ميت بالديرة لو أحتجنا، أو بتردف الكفن عشر مرات؟
أعرف واستشعر ما تقصد حينما قلت "يقومون بحمل الكتب الساعة العاشرة وتصويرها"، والله أنني كنت أحياناً أقرأ الخُطب التي سيتم تصويرها وآتي وأنا أعرف ما سيقال وما لا يقال، بل أنني من كثرة تضجري منها جلبت يمكن ست كتيبات باسم خُطب المنابر، اعطيتها تركي قلت خذ منها، ومع ذلك ما أخذ وتركها في البقالة، ولمّا اتذكرها اليوم ما ألومه لأنها خُطب مكررة وغير ممتعة وغير جديدة بل طويلة للغاية على غير فائدة، فحمدت اليوم ما فعل!! بل أنني والله قلت له شخصياً يا تركي ليش ما تكتب خُطبة، قال مشغول بأشياء ثانية ويحتاج مراجع وانترنت وهكذا، فقلت أنا سأكتب لك خُطبة ممتازة وأعدني بأنك ستقرأها، قال والله سأقرأها، فاكتب يالله!! ومن ذاك اليوم إلى ساعتنا الحالية كل ما شافني تركي يقول وين الخُطبة!! فأتعلل بقولي، يا تركي يمكن اكتب واتعب وما تقرأها بعدين، ليش اتعب نفسي!! أما الشيخ حسن بن حسين فخُطبه دائماً رنانة وملقاه بطريقة خطابية قوية جداً تميزه عن غيره من الخُطباء، حتى أن المرحوم أحمد (سُرّي) كان يُنقل عنه أنه مُعجب بالخطيب حسن بن حسين لأن الناس لا تنام إذا خطب! واتذكر خُطب اخرى له عن الجوالات كانت ملامسة للواقع ولازلت والله أتذكر خطبته والتي منها تعرفت على الإمام الرباني محمد بن واسع!! يا الله يا لجمال تلك الخُطبة وجمال تلك القصة، كان يعرض واقع الحال والمعركة بطريقة مهيبة كانت والله ثم والله تقشعر منها أبداننا! لما صاف قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم كان ينادي: أين محمد بن واسع، أين محمد بن واسع؟؟؟ كان يتسائل بحثاً عن هذا الإمام وطلباً في دعائه بالتيسير في المعركة!! كان يقولها حسن بن حسين بطريقة استفهامية شيّقة كان ينادي: أين محمد بن واسع، أين محمد بن واسع؟، فقيل هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء!!! يا لجمال هذة العبارة، أول ما سمعتها وإلى الآن وأنا أكتبها أشعر بأن لها كلاليب تأسر قلبي من شدة وقعها، والله أن تلك القصة وطريقة عرض حسن بن حسين لها لا زالت ترن في أذني إلى وقتنا الحالي.
التعديل الأخير تم بواسطة متعب البحيري ; 12-31-2010 الساعة 11:53 PM.
|