[م ح البحيري]

جميل رنو هذا الموضوع ،، ، بارك الله فيك .
عموماً يبقى القارئ العاقل المتفكر في ظروف الموقف الذي يحيط بالكاتب والذي قد يكون سبب تغير نهجه من المألوف إلى الشذوذ يبقى هذا القارئ هو المنصف للأقلام الناجحة المتنبه للمواقف الطارئة
فقد يتحمس الكاتب لقضية معينة فيسيطر حماسه على قلمه حتى يجسد ذلك الحماس حروفاً تفور بالحيوية ، بينما قد نعلم أن عادة ذلك الكاتب البرود والدعة،، فهنا أثر الموقف تأثير مباشر في الطرح الذي لا يجسد تماماً شخصية ذلك الكاتب ،،،
وعلى سبيل المثال ، عندما يأتي شاعرٌ فيقول ،،
متع فؤادك حيث شئت من الهوى ،، ما الحب إلا للحبيب الأول
فهذه قد لا تكون قاعدة مطردة عند الشاعر نفسه ،، إنما كان ذلك نتيجة موقف معين مر به الشاعر جعله يقول مثل ما قال ,,,
وعندما يأتي كاتب معروف بأخلاقه الراقية العالية ،، ثم يكتب على سبيل المثال عبارة مجملها " نُزع الحياء من الناس " فهذا لا يعني أن هذا الكاتب يسئ الظن في كل الناس ،، ولكنه تعميم نتج عن ردة فعل قاسية تعرض لها الكاتب...
حاصله ،، أن الكاتب الهادئ قد يخرج عن طور الهدوء إلى أسلوب الشراسة والعنف نتيجة موقف معين أثر فيه ، فقلب أعصابه رأساً على على عقب .
وبالمقابل قد تجد كاتب مشاكس يجيد المهاترات والمراء ،، يكتب بأسلوب راقي ، يعبر عن ميله لأسلوب الحوار الهاديء الهادف .
ويبقى القارئ هو محور العملية جمعاء ،، وليس من المنطق أن نحكم على شخص من موقف أو مقال ،،،
إنما السبيل ، أن يعطى هذا الشخص فرصة أخرى وأخرى حتى تتبلور شخصيته الأصلية في مضمون مقالاته ..
ولا نستغرب أبداً أن نجد كاتباً كبيراً كان أو صغيراً ،، يكتب بأسلوب ، ويعامل الناس بأسلوب آخر ،، وهذه حالة من الصعب جداً أن يصل قارئ منتدى قد لا يعرف صاحب القلم أصلاً لوصف دقيق لشخصية مثل هذا الكاتب
أثارني الموضوع حقيقة ،، فأردت أن أشارك بكلمة ،، جامعة موجزة ، فخانتني أطراف بناني حتى تجاوزت الحد ،، فمعذرة لك أخي رنو على الإطالة ، نسأل تعالى أن يبارك في جهدك ،
ومعذرةً لكم أنتم معشر القراء ،
يبدو أن الحنين للكتابة ، قد استهواني ،،،
فلنا لقاء قريباً إن شاء الله .