عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2011, 02:13 AM   #1
عصر المانوليا
 

عصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوء
افتراضي ابن الرومي يرثي ابنه محمد (حزينة جداً)

هناك قاعدة في الأدب تقول( أعذب الشعر أصدقه) ولقد أحضرت لكم قصيدةً تتسم بصدق العاطفة كيف لا وهي أجمل ما قيل في الرثاء.
هذه القصيدة للشاعر ابن الرومي يرثي بها ابنه محمد الذي مات صغيراً فأخرج ابن الرومي هذه الأبيات من حشاشة قلبه لنعيش معه حزنه المفرط.. أوصيكم بقراءتها لآخر بيت من أبياتها وستلحظون طابعها الحزين ووالوصف الدقيق من خلال أبيات القصيدة.





بُكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ***** فجودا فقـد أودى نظـيركما عـندي
بنـيّ الـذي أهـدتهُ كفـايَ لـلثـرى ***** فيا عِزة المُهدَى ويا حسرة المهدِي


توخّى حِمَامُ الموت أوسط صبيتي ***** فـلله كـيـف اخـتار واسـطة العـقدِ
على حين شِمتُ الخيرَ من لمحاتِه ***** وآنسـتُ مـن أفـعـالهِ آيـة الـرشــدِ


طواه الردى عني فأضحى مزاره ***** بعيداً على قـربٍ قـريباً عـلى بـعدِ
لقد أنجـزتْ فيـه المنايـا وعيـدَهـا ***** وأخلفتِ الآمـالُ مـا كـانَ مـن وعدِ


لقد قـلّ بين المهـدِ والـلـحدِ لبـثـه ***** فلم ينسَ عهدَ المهد إذ ضُمّ في اللحدِ
وظـلّ على الأيدي تساقط نفسُه ***** ويذوي كما يذوي القضيبُ من الرندِ


عجبتُ لقلبـي كيف لم ينفطر له ***** ولو أنّـه أقـسـى مـن الحجر الصّلدِ
بـوديَ أنـي كنتُ قُدِّمْـتُ قـبـلـه ***** وأنّ المـنـأيـا دونـه صمّـدت صمـدِ


ولكـنّ ربـي شاء غير مشيئتي ***** وللـرّبِ إمـضـاءُ المـشـيئةِ لا الـعبدِ
وإنـي وإن مـتّعـتُ بابنيّ بعـده ***** لـذاكـره مـا حـنّت النـيبُ فـي نـجدِ


وأولادُنا مـثلُ الـجـوارح أيـّـها ***** فـقـدنـاه كـان الفاجـعَ البـيـّن الفـقـدِ
لكـلٍّ مكـانٌ لا يـسـدُّ اخـتـلالـه ***** مـكـان أخـيـه فـي جـزوع ولا جـلدِ


هل العينُ بعد السمعِ تكفي مكانه ***** أم السمعُ بعد العينِ يهدي كما تهدي
لعمري لقد حالتْ بي الحال بعده ***** فيا ليت شعري كيف حالتْ به بعدي


ثكـلتُ سـروري كـله إذ ثكلته ***** وأضحيت في لذات عيشي أخا زهدِ
أريحانة العينين والأنفِ والحشا ***** ألا ليت شعري هل تغيرتَ عن عهدي


سأسقيكَ ماء العين ما أسعدَتْ به ***** وإن كانت السُّقيا من الدمع لا تُجدي
عذرتُكما لو تُشْغَلان عن البُكا ***** بنومٍ وما نومُ الشجيّ أخى الجهدِ


أقرة عيني قد أطـلتُ بـكاءها ***** وغـادرتها أقـذى من الأعـين الرُّمد
أقرة عيني لو فدى الحيّ ميتاً ***** فديتُك بالحوبـاء أول مـن يفدي


كأنّيَ ما استمتعتُ منك بنظرةٍ ***** ولا قـبلـةٍ أحـلـى مذاقاً من الشهدِ
كأنّيِ ما استمتعتُ منك بضمّةٍ ***** ولا شـمّـةٍ في ملعبٍ لك أو مهـدِ


ألامُ لما أبدي عليكَ من الأسى ***** وإنّي لأخفي عليك أضعافَ ما أبدي
مـحـمدُ مـا شـيءٌ تـوهـم سلوة ***** لـقـلبي إلاّ زاد قـلبـي مـن الـوجدِ


أرى أخـويـك الباقـيـيـن فـإنـما ***** يكـونان للأحـزان أورى من الزّندِ
إذا لعبـا فـي مـلـعـب لـك لـذعا ***** فؤادي بمثل النار من غيرما قصدي


فـما فيهما لـي سلوة بل حزازة ***** يهيجانها دوني وأشقى بها وحدي
وأنتَ وإن أفردتَ في دار وحشةٍ **** فإني بدار الأنس في وحشة الفردِ



أودّ إذا ما الـمـوت أوفـد معشراً ***** إلى عسكر الأموات أني من الوفدِ
ومن كان يستهدي حـبيباً هديـة ***** فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي

عليك ســلامُ الله مـني تـحيـة ***** ومن كلّ غيث صادق البرق والرعدِ




التعديل الأخير تم بواسطة عصر المانوليا ; 01-23-2011 الساعة 02:19 AM.
عصر المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس