الجهمية
التعريف بالجهمية وبمؤسسها
الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام ( على حد قول من يخرجهم من أهل القبلة ) ، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه.
فهم نفات الصفات المعطلة ،، ومعنى التعطيل: أي إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات سواء كان كلياً أو جزئياً، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود.
ومعنى نفي الصفات : أنهم يقولون إن الله لا حي ولا سميع ولا بصير فشبهوه بالمعدومات وبالجمادات ،،،، تعالى الله عما يقولون علواً عظيماً ، وحجتهم في ذلك أنهم إذا أثبتوا له هذه الصفات يكونوا قد شبهوه بالمخلوقات ،، وهذا خطأ شنيع آخر ،، فإننا عندما نقول إن الله تعالى بصير أو سميع وبصير وقدير فهذا لا يعني أن سمعه وبصره وحياته وسائر صفاته تشبه صفات البشر فهو سبحانه وتعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "|
متى ظهرت ؟
كان فى أول عصر التابعين فى أواخر الخلافة الأموية
من أول من قال بها ؟
أول من ابتدع هذا ( أي أول من نفى الصفات وعطلها ) في الإسلام هو الجعد بن درهم، في أوائل المائة الثانية وقد ضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط، خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيرا.
وأخذ هذا المذهب عن الجعد - الجهم بن صفوان، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول"الجهمية". فقتله سلم بن أحوز أمير خراسان بها
حامل لواء الجهمية ومؤسسها الحقيقي :
الجهم بن صفوان:
هذا الرجل هو حامل لواء الجهمية، وإليه ينسب اسم هذه الطائفة ، وهو من أهل خراسان، ظهر فى المائة الثانية من الهجرة، ويكنى بأبى محرز، وهو من الجبرية الخالصة، وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته.
كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، ولم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به، إذ شغله علم الكلام عن ذلك.
أهم عقائد الجهمية :
1ـ إنكار الجهمية لجميع الأسماء والصفات:
بحجة :أن إثبات الصفات يقتضى أن يكون الله جسماً، لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام، ولا شك أن القول بخلق القرآن أتى من قبلهم لأنهم عندما نفوا صفة الكلام عن الله تعالى ، نفوا أن يكون القرآن هو كلام الله حقيقة ، وأخذ هذا المعتزلة من بعدهم وغيرهم من الطوائف التي ضلت الطريق .
2ـ قول الجهمية بالإرجاء والجبر:
فهم لا يعتبرون العمل من الإيمان، بل يرون الإيمان وحقيقته إنما هو مجرد الإقرار بالقلب ولا قيمة للعمل فى الإيمان، ولهذا سارع أصحاب الفسق والاستهتار بالقيم إلى التمسك بهذا المذهب، لأنه يساير رغباتهم ويثبت لهم الإيمان بغض النظر عن جميع المعاصى التى يرتكبونها، وعلى قولهم هذا صار إيمان الضال الفاسق كإيمان المستقيم العدل .
ولا شك أن مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه إقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
والجهمية كذلك ، جبرية فهم يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ما يقدر يتخلص فلو وجدنا شخصين ينزلان من السقف أحدهما ينزل بتؤدة درجةً درجة والثاني دفعناه من أعلى الدرجة وعجز أن يمسك نفسه يقولون الكل سواء كلهم مُجبرون
3. إنكار الجهمية الصراط.
4. إنكار الجهمية للميزان.
5. قول الجهمية بفناء الجنة والنار.
زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل -حسب زعمه- أنها تبقى إلى ما لا نهاية، ولم يتصور
6. يزعمون أن الله تعالى في كل مكان ومع كل أحد بذاته ، وهو ما بنى عليه أهل الحلول عقيدتهم .
الحكم على الجهمية
يتورع السلف كثيرا عن تكفير أي جماعة أو شخص، ويرهبون إطلاق التكفير،
أما بالنسبة لتكفير الجهمية بخصوصهم، فإن كلام الناس مختلف في إطلاق الكفر على الجهمية، فهناك من يهاجمهم ويحكم بكفرهم ويسوق المبررات لذلك، وهناك من يدافع عنهم ويأتي أيضا بمبررات.
فالحمد لله على نعمة الإيمان ، نسأل الله تعالى الثبات على الحق ، واجتناب الزيغ والهوى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .