عندما أموت ..!
عندما تبرد أطرافي وتتهاوى أناملي أما بأنطراحٍ أو أنقباض .. سأتجول بعيني وأرى من هم بجواري .. من سيخاف علي ويتأمل أن أكون حي..! غيرك أنتي يا أمي..من سيهز بدني ويضرب على صدري ويصرخ عند أذني قم يا أبني قم يا أخي ..من سيكون حكيماً ويقطع غرغرتي ليلقنني الشهادة..من سيقف بعيداً يحرك عجلات الذكرى ويتذكر مواقفه معي..من سيحضن يدي ويقبلها ويغرق أطرافها بدموعه..من سيستعجل الطبيب لإعادة الحياة فيمن يراه حبيب..ومن سيستعجل نشر الخبر وتشمير اليد أستعداداً للحفر .. كل تلك الصور أتمنى رؤيتها .. أتمنى أن أرى منهم بجواري وهم يبكون ويصرخون وجسدي ملقى بين صرخاتهم ودفعاتهم..أتمنى أن أرى من ضحيت من أجلهم ووقفت معهم وصادقتهم ..أتمنى أن أرى الصاحب وبكائه..والشاعر ورثائه..أتمنى أن أرى الحشود التي تصطف خلف جسدي لتقيم الصلاة علي.. من سيخشع في صلاة وداعي ومن سيبكي عن التكبيرة الثالثه وهو يدعو لي.. من سيسارع لنقل جثماني وحملي على عاتقيه لإيصالي لمثواي الأخير ..من سيحاول جاهداً مدافعاً لكي يمسك بنعشي ويشارك في حملي..من سيخفي محياه تحت لثامه ويردد ترحُمه علي ..ومن سيختلق الدموع ليرائي الناس فيني....وعند المقبرة ..هو هو ما أجرأه..! يخفي الضحكات ولا يقدس المكان وساكنيّ المكان..وذاك تحت الشجرة.. ما أحقره..! يتبادل أطراف الحديث مع جليسه ويسأله..؟ هذه الأرض لي وتلك لأخي والأخرى لفلان وأنا أخذتها منه بيدي..والآخر تصرخ الأغاني من جهازة ويسارع في إقفاله..زيد يصرخ أنتبه يا فلان أنت تمشي على قبر وهو للأسف الشديد يقف فوق ذاك القبر..صور أتمنى رؤيتها وأرجو قبل ذلك لطف ربي بي ورحمته التي أرجوها في كل حين ..
اللهم أرحمنا أذا التحفنا التراب..وأقفى عنا الأحباب..ونسينا الأصحاب ..
7
7
من على غصن التوت