عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2011, 03:59 PM   #1
م ح البحيري
مستشار منتديات بني بحير بلقرن
 
الصورة الرمزية م ح البحيري
 

م ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوقم ح البحيري جدا لطيف  ورائع الذوق
افتراضي " ظاهرة رسائل الترغيب أو الترهيب "


الحمد لله العلي القدير ، والصلاة والسلام على الهادي البشير ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، الذين اتخذوا الكتاب والسنة هدىً ودستوراً ومنهاجا.
ثم أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أيها الأحبة لو قلبنا صفحات التاريخ ، لتبين لنا كيف تجرأ أقوامٌ جرفهم تيار الهوى والشهوة والطائفية والحزبية على أن ينسجوا الأقاويل الكاذبة ، والأساطير الواهية ، التي لا أصل لها ولا صحة ، بل قد لا يقبلها العقل في كثيرٍ من الأحيان ، ثم ينسبوها بكل جرأة وبكل استخفاف بالدين وأهله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ولأنه بأبي هو وأمي قد علم بوحي الله له ، أنه سيكون أقوامٌ يتقولون عليه ما لم يقله ، وينسبون ذلك له ، لأي سبب من الأسباب ، حذّر من ذلك أشد الحذر
فقال صلى الله عليه وسلم " من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار "
ولعل الحكمة التي أرادها الله تعالى من أن يُروى هذا الحديث عن أكثر من سبعين نفسا ، ليعلم الناس أن القول على الله ورسوله ليس بالأمر السهل ، فضلاً عما جاء في الكتاب من الوعيد الشديد لمن قال على الله بغير علم .
ولسنا هنا بحاجة لرد أقوال من تأول هذا الحديث على غير وجهه الصحيح ، ليحل لنفسه الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إنما أردنا هنا أن نوجه لأمرٍ شاع وانتشر بين الناس ، خاصة في ظل ظروف تعدد وسائل الاتصال بين الناس .
ولن أبالغ إن قلت : إنه ما من شخص منا إلا وقد وصلته رسالة خلال ليست ببعيدة الزمان ، تدعو إلى فضيلة من الفضائل أو ترغب في عمل من الأعمال منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنها من سنته .
وأنا أجزم أن الكثير من الناس قد وقع في مصيدة أولئك الفساق ، فنشر رسائلهم ، ليس عوناً لهم ، ولكن جهلاً منه ، وعدم دراية بخطورة ذلك ، بل وحباً منه في نشر الخير بين الناس .
ولأننا أصبحنا في عصرٍ فاق كل العصور في قضية التثبت من صحة ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، أصبح واجباً على كل من تأتيه رسالة فيها دعوة لفضيلة أو تحذير من رذيلة ، مصدرة أو مذيلة بسنةٍ منقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يتأكد من صحتها بأي طريقة من الطرق ، قبل أن يعمل بها أو ينشرها .
فليس من السهل أبداً أن يتناقل الناس رسائل الفضائل على أنها من سنن الدين ، دون التأكد من صحتها .
وليس هذا ببدعاً من الدين فقد سبقنا إلى هذا الصحابة رضوان الله عليهم ،،، فهذا أبو بكر الصديق لم يقبل قول المغيرة بن شعبة في إرث الجدة إلا بعد أن وافق قوله قول محمد بن مسلمة رضي الله عنهم .
وهذا عمر بن الخطاب لم يقبل حديث الاستئذان من أبي موسى الأشعري إلا بعد أن استشهد بأبي سعيد الخدري ،، وعندما عاتبه أبي بن كعب قائلاً له ،، " لا تكون عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " ،، قال عمر لأبي موسى بما معناه " ألا إني لم أتهمك ولكني خشيت أن يتجرأ الناس على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "
ثم أنظر لشدة حذر الصحابة من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم رضي الله عنهم من نقل لنا سنته صافية نقية
فعن عمرو بن ميمون ، قال : ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس إلا أتيته فيه ، قال : فما سمعته يقول لشيء قط : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان ذات عشية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فنكس , قال : فنظرت إليه وهو قائم محللة أزرار قميصه ، قد اغرورقت عيناه ، وانتفخت أوداجه , قال : أو دون ذلك ، أو فوق ذلك ، أو قريبا من ذلك ، أو شبيها بذلك. ( رواه ابن ماجه في سننه )
حاصله أيها الأحبة ،، أنه يجب الحذر من نشر الرسائل المجهولة التي لا نعلم صحة ما فيها إلا بعد أن نتيقن أن ما تدعو إليه أو تنهى عنه هو سنة قولية أو فعلية من سنن البشير النذير صلى الله عليه وسلم ، فإن هناك من يهدم الدين بمعول الدين .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً "

نسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والرشاد ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أخوكم : م ح البحيري .




م ح البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس