عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2011, 04:09 PM   #1
عصر المانوليا
 

عصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوءعصر المانوليا مجيد و منارة للضوء
افتراضي بتتعادلون واللا نروح؟؟؟

عبارة تتردد على مسامعنا حينما نمارس كرة القدم في أحد ملاعب بني بحير بل وقد انتشرت هذه العبارة وبات صداها يولول في ملاعب تجاور قبيلتنا..
أول من بعج بهذه العبارة أو بالأحرى من ارتبطت بلسانه هذه العبارة وكوّنت معه صداقة عميقة هو المرحوم دخيل مسفر (أسكنه الله فسيح جناته)..
هدفه الأوحد من التفوه بهذه العبارة هو إيجاد روح المنافسة من الطرف الآخر خاصة عندما يكون فريقه متقدم بوابل من الأهداف..
لم أعاصره ولم أكن من جيله ولكن ملعب المرحوم أحمد مسفر(دحسان) قد حوانا في أكثر من (توزيع) خاصة في أيامه الأخيرة وقبل رحيله..
استفدت من خبراته التي لم يبخل بها على أحد فكان يشطر لعبه إلى نصفين نصف يطرب به متابعيه ونصف يوجه فيه من يحتاج للتوجيه..
كنت أصوب الكرة تجاه حارس المرمى ذات يوم وبالتحديد قبل ابتداء التوزيع وكانت الكرة تعلو سقف المرمى بأمتار, فنزل بعد أن تبسم في وجهي ثم قال ( إذا تبغى الكورة ماتترفع إنزل بجسمك تجاه الأرض قبل ما تشوت, وإذا تبغى ترفعها ميّل بجسمك للوراء)...
رحل رحمه الله ومازالت هذه العبارة ترنّ في أذني,فقد قدم رحمه الله كنزاً من النصائح الكروية وليتنا فنّدناها في كتاب , فلو أقدمنا على هذه الخطوة لكان بين أيدينا الآن موروث رياضي سمين.. فمن أدبه في النقد لم يكن يستخدم (لازم) أو (غلط كذا) بل كان يستخدم لفظة ( المفروض تسوون كذا)...
لماذا لا نهتم بالمواهب إلا بعد رحيلها وفيمَ يكمن الضير لو استفدنا من المواهب البحيرية المتبقية؟؟
خاصة لما يمتلكه هؤلاء الموهوبون من خبرة عريضة تعادل الكنوز أيام القراصنة..
ما أجمل أن نجمع خبرات بعض اللاعبين الذين خدموا الكرة البحيرة وهم كثر كي يستفيد منها النشء القادم, وما أجمل أيضاً أن نقيم بعض اللقاءات معهم للحديث عن مباريات الزمن الماضي والحلول التي طوّعت العقبات ومحت الصعوبات من حيز الوجود وما أجمل أن نرى الأكاديميات المصغّرة والتي تهتم باستضافة لاعب من اللاعبين المشهورين بحيرياً حيث يتحدث معهم عن الأخلاق الرياضة واحترام الخصم لأنهم يروه قدوتهم الرياضية وبعد ذلك يهديهم الخبرة المتولدة من عجاج السنين ثم يدربهم على الشيء الذي اشتهر به .
فمثلاً إذا اشتهر هذا اللاعب بالمهارات الفردية يحدثهم عن كيفية اكتسابها وكيفية تطويرها وتطويعها أثناء المباراة ويدربهم على بعضها. وإذا اشتهر آخر بالكرات الثابتة يشرح لهم كيفية إيداعها في المرمى والتصويب المقنن الذي تتحكم فيه برودة الأعصاب والثقة بالنفس. في أثناء كتابتي للسطر الأخير طفت على مخيلتي قصة حدثت لي مع اللاعب الخلوق حمدان باشة فقد كنا نتدرب على الفاولات ذات يوم وكنت ألعب الفاول بطريقة أشبه برفع كرة الزاوية( الركنية) فقال لي ( شوف إذا جيت تشوت الفاول لا تشوت الكورة من تحت وكأنك بترفع ركنية!!! من أهم شروط الفاول أن يكون سريع حتى لا يجيبه الحارس)
فاستطردت معه في الكلام وقلت له وعندما ألعب الفاول كيف أوفق بين النظر إلى الزاوية والكرة؟ فقال( حدد الزاوية قبل كل شي وقدر المسافة واحفظها في مخيلتك ثم شوت الكورة وعينك عليها ) ثم شرح لي كيفية اختيار الزاوية ومخادعة الحارس أحياناً وما إلى ذلك.
أذكر أنني في إحدى المرات سألت صديقي أبو بندر لماذا نتعب في المباريات بعكس التوزيع حتى أن بعض المهارات لا تستطيع فعلها في المباراة فقال ( هذا يا صاحبي من أثر الضغط النفسي والتفكير أكثر من اللازم في المباراة فالأعصاب تكون مشدودة والعضلات غير مهيأة فلا تستطيع تطبيق بعض المهارات).
أيضاً مما أستحضرة أنني في مباراة لعبت فيها من صديقي المرحوم (محمد عبدالله أمحزي) فكنت أتهور في إفتكاك الكرة وأسبب بعض الفاولات فمسك بيدي في وسط الملعب وقال( ما هو لازم تقطع الكورة من أول مرة واللاعب إذا كان بعيد عنك لاتوقف وخش علاهو لأنك حتى لو ما قطعته الكورة ماراح تخليه يلعب باص بصورة صحيحة).

لو استفدنا من الخبرات البحيرية سنختصر الطريق على النشء وسنصنع لاعبين كبار أعمارهم صغيرة والفائدة تعود في المحصلة النهائية على قبيلة بني بحير....




التعديل الأخير تم بواسطة عصر المانوليا ; 02-28-2011 الساعة 04:14 PM.
عصر المانوليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس